مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة للكاتبة الجديدة ميمى عوالى ؛ وسنقدم لها اليوم الفصل السابع من رواية الخبيئة بقلم ميمى عوالى .
رواية الخبيئة بقلم ميمى عوالى - الفصل السابع
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم
رواية الخبيئة بقلم ميمى عوالى - الفصل السابع
يخرج رءووف متجها الى سيارته ليلفت نظره جلوس سارة تحت شجرة الكافور ارضا وهى تمسك بيدها مصحفا تقرأ فيه بصمت ،وكانت منفصلة به عن العالم تماما ،ليقترب منها بهدوء شديد ويناديها و لكنها لم تنتبه اليه ليكرر النداء مرة تلو الاخرى حتى انتبهت اخيرا اليه عندما اقترب ظله الى كتاب الله بين يديها لترفع رأسها فى هدوء حذر لم يعتاده رءووف منها من قبل ،وعندما رفعت عينيها وجدها مليئة بالدموع والانكسار حتى ان رءووف قد رق قلبه لهيئتها
رءووف بهدوء: ليه قاعدة كده ياسارة ،الدنيا حر عليكى
سارة بانكسار : مش هتبقى حر اكتر من نار جهنم
رءووف: اللهم اجرنا من النار ومن حر النار ،ليه يابنتىى كده ، قومى ادخلى جوة من الحر
لترفع سارة عيونها المليئة بالدموع : دعيت عليا يا رءووف
رءووف باستنكار : وهدعى عليكى ليه ياسارة
سارة : كنت بتنام بالليل غضبان عليا
ليستوعب رءووف ماترمى اليه بحديثها ،فنظر ارضا ،فاكملت : عمرك ماهتسامحنى مش كده ،
ماطلبتهاش منك قبل كده ،بس كانت الدنيا واخدانى ،بس دلوقتى هطلبها منك يارءووف ،ماتسيبنيش لعقاب الاخرة ،سامحنى فى الدنيا وشيل عن كتافى شوية ابوس ايديك
لتنخرط فى بكاء شديد يذهل له رءووف ،فبحياته كلها لم يرى تلك المخلوقة التى امامه ،فاين هى من سارة ابنة عمه المتعجرفة المتكبرة ،لقد تبدلت تماما ،اكانت تحب عبدالله لهذه الدرجة ،احزنت عليه حتى زهدت الدنيا بما فيها ،ام ان موته قد اعاد الى عقلها كل ما فعلته من قبل وعادت الى رشدها عندما وجدت ان الموت قريب من الجميع بلا استثناء
اخذته افكاره بعيدا حتى انه نسى انها مازالت امامه تنشج بالبكاء ارصا ،حتى انتبه الى شهقة عالية من حنين وهى ترتمى بجانب سارة ارضا قائلة : مالها ،مالها ياباسمهندس بتعيط اوى كده ليه ،وعندما رفعت سارة وجهها الى حنين ،مدت حنين يدها اليها قائلة : انتى فى حاجة بتوجعك
سارة وهى تومئ برأسها : قلبى
لتتبادل حنين النظرات بينها وبين رءووف وهى تشعر انها لا تفهم شئ ،ولكنها قالت ببراءة : سلامتك ...قومى معايا ندخل جوة ،واعملك حاجة مسكرة تشربيها يمكن هبطتى من الحر
لتنظر اليها سارة بهدوء قائلة : كان له حق يحبك
حنين بعدم فهم : هو مين ده
لتنظر سارة الى رءووف مرة اخرى قائلة وهى لازالت تعانى من اثر البكاء : وغلاوته فى قلبك تنسى وتسامح ،مابقتش مستاهلة يارءووف
رءووف بجمود : قومى ياسارة ،ادخلى جوة مع حنين ، ولو سمحتى ياحنين خلى ماما تشوفها وتخلى حد من الشغالين يعمللها حاجة تشربها واللا تاكلها ،ليستدير ناويا الانصراف ليعلو صوت سارة قليلا حتى يسمعها : بالله عليك تسامح وتنسى يارءووف ورحمة عبدالله تسامح وتنسى
ليقف رءووف لبرهة ثم استدار ناظرا اليها ببعض الشفقة : خلاص ياسارة ...ادخلى ياللا
سارة باستجاء : يعنى سامحت
ليتنهد رءووف : سامحت ياسارة ...سامحت
سارة : طب ادعيلى يارءووف ..ادعيلى ان ربنا يسامحنى ،انا عارفة انى بضغط عليك بزيادة بس اوعدك ان دى اخر مرة هطلب منك اى حاجة
رءووف بقلة حيلة: ربنا يسامحك ياسارة ،ويربط على قلبك ،ثم التفت الى حنين قائلا : ياللا دخليها جوة
لتومئ حنين برأسها وهى تساعد سارة على النهوض ،وعندما راقبهم رءووف من سياراته اثناء مغادرته وجد ان حنين تحتضن سارة بكل قوتها حتى تستطيع اسنادها ،ولاحظ ان عرجة قدمها قد زادت من هذا المجهود ، وكم هى ضعيفة تحتاج الى من يمد يده اليها ،ولاحظ ايضا تحول سارة من قمة الشراسة الى قمة الاستكانة وان استطعنا القول قمة الانكسار وانها تبادل حنبن الاحتضان دون كلفة او كبر ،وهذا مازاده اندهاشا ،ولكنه عاد ونفض كل تلك الافكار من راسه واتجه الى اشغاله
………………….
فى سيارة سليمان ،يجلس سليمان بجبروت شديد الى جوار محمود الذى يتولى القيادة بصمت حتى قال سليمان : هو انت ليه ساكت كده من الصبح ومانطقتش ولا كلمة
محمود : هقوللك ايه بس يا ابويا
سليمان وهو يدعى الدعابة : ايه يا واد ،العروسة ماعجبتكش واللا ايه
محمود بامتعاض : عروسة ايه بس ،دى عيلة ،ماشفتهاش عاملة ازاى ،دى ممكن تموت فى ايدى لو …….. .
سليمان : وهو انا بقولك حبها ،انت هتتجوزها واللى انت عاوزة بعد كده اعمله ،وبعدين انت عاوزنا نسيبها واللا ايه ،ده انا معتمد على الفلوس دى عشان اكبر المعارض واعمللنا كام فرع زيادة
محمود بتردد : ايوة ياحاج ،بس احنا الحمدلله مستورة بالقوى ،ماحناش محتاجين الكلام ده
سليمان بغضب : انت هترجع تانى للنغمة القديمة واللا ايه ،ده انا قلت انك اتعدلت ورجعت لعقلك ، ايه ...ناوى تخيب من تانى
محمود بقلة حيلة : خلاص ياحاج ،اهدى ،انا بس بقوللك على اللى فى ضميرى ،لكن مش عاوزك تزعل منى
سليمان بحزم : ايوة كده ،حط عقلك فى راسك ،هو انا بعمل ده كله عشان مين ...ماهو عشانك ،هو حد هيورثنى غيرك ،كله ليك انت وبس فى الاخر
محمود : ربنا يديك طولة العمر ،طب انت ناوى على ايه
سليمان بمكر : ناوى اصبر على مانجمع الزبدة كلها مع بعضها وبعد كده ناكلها مرة واحدة
…………………….
فى غرفة سارة التى نقلتها زوجة عمها اليها ،تجلس حنين بجوارها تواسيها وهى لا تعلم سبب بكائها الحقيقى ،فكل ماتظنه انه حزنا على موت عبدالله وحليمة ،ولكنها لا تعلم ان بكاءها كان حزنا على ضياع عمرها وندما على ما اقترفت يداها فى حق نفسها وحق رءووف بعد اكتشافها بان الموت اقرب مايكون ومما كانت تظن
حنين : وحدى الله ياسارة واهدى شوية ،قومى اشربى الليمون اللى ماما جابته
لتحاول سارة الاعتدال بوهن شديد بمساعدة حنين ،ليدخل عليهم صالح بعد استئذانه وهو يحمحم بصوته
صالح : السلام عليكم
لترد حنين السلام بصوت هادئ بينما سارة تومئ براسها وهى خجلة من اخيها
صالح لحنين : معلش يا حنين ،،ممكن تسيبينى شوية مع سارة
لتنهض حنين فورا قائلة بحرج : ااه طبعا ياباشمهندس ،عن اذنكم ،لتتجه من فورها الى الباب مغلقة الباب وراءها ،ليلتفت صالح الى اخته قائلا بجمود
صالح : وبعدهالك ، ناوية على ايه
لترفع سارة رأسها بأنكسار: اللى انت عاوزه انا هعمله ياصالح
ليتفاجئ صالح من لهجتها ،فقد كان يظن انها تفعل ماتفعله لكى تجذب تعاطف عمها وزوجته لتعود للعيش معهم مرة اخرى ،ولكنه يرى الان صدق انكسارها بعينيه
صالح ببعض اللين : طب وانتى عاوزة ايه يا سارة،قوليلى على اللى يريحك
سارة : هتصدقنى لو قلتلك انى مش عاوزة حاجة خلاص ،فانا تحت امركم ياصالح اللى هتقولوا عليه هنفذه من سكات ومن غير اى اعتراض
صالح وهو يحاول ثبر اغوارها : يعنى هترجعى بيت ابونا تانى
سارة بلا مبالاة : شوف عاوزنى ارجع امتى وانا هرجع ، انا عارفة ان قعادى هنا اصلا مابقاش مناسب
صالح : ولا قعادك لوحدك هناك برضة مناسب ياسارة
سارة بابتسامة امل : يعنى هتيجى تقعد معايا انت وعلياء
صالح بعبوس : انا ماقلتش كده ،وكمان مش هقدر احرم مراة عمى من عبدالله الصغير ،ده هو اللى بيسرى عنها اللى حصل
سارة بحيرة : طب والحل ياصالح ، انا قلتلك اللى انت عاوزة ..اناهعمله ،شوف عاوز تحطنى فين وانا زى مانت هتقول هعمل من غير نقاش
صالح بدهشة : انتى اتغيرتى بجد واللا دى بس حالة طارئة وهترجعى زى ماكنتى لعنجهيتك من تانى
سارة وقد عادت الدموع لعينيها : سامحنى انى كنت سادة ودانى ياصالح ،انا خسرت عمى ،وخسرت رءووف على الاقل كأخ ،وخسرت عبدالله من زمان اوى وانا ماكنتش عاوزة اصدق ،لكن انت اخويا ومابقاليش غيرك ،بلاش اخسرك انت كمان ،اى حاجة واى حد ممكن يتعوض ..الا انت
ليجلس صالح بجوارها ويأخذها تحت جناحه ليجدها خسرت الكثير من وزنها وانطفأت روحها ،ليربت على ظهرها وهو يهدهدها باحضانه قائلا : انتى اللى باقيالى من ريحة ابويا وامى ياسارة ،لو كنت بقسى عليكى فده كان عشان مصلحتك انتى قبل اى خد تانى
سارة ببكاء : فهمت متاخر اوى ياصالح ،سامحنى
صالح بحب : مسامحك يابنت ابويا ،وربنا يهديلك الحال ويصلحلك دنيتك
سارة : واخرتى ياصالح ،ادعيلى ربنا يسامحنى
صالح : ربنا يعفو عنك ياحبيبتى
سارة بخجل : هو انا ممكن اطلب منك طلب ياصالح
صالح وهو يخرجها من احضانه : اطلبى ياحبيبتى
سارة : انا عاوزة اشتغل ياصالح
صالخ بدهشة : تشتغلى ،ومن امتى عندنا الستات بتشتغل ياسارة
سارة : عشان خاطرى ياصالح ،شغلنى معاك فى اى حاجة ،اقوللك ... انا ممكن امسكلك الحسابات هنا فى البيت مش هروح فى حتة، بس عاوزة ابقى مشغولة بحاجة مفيدة
صالح بحيرة : مش عارف ياسارة ،بس اوعدك انى هكلم عمك و رءووف فى الموضوع ده واشوف رايهم ايه وهرد عليكى
سارة بسرعة : لو لقيت الموضوع ده هيضايق عمى بلاش منه ،انا ماصدقت ان عمى ابتدى يصفى من ناحيتى
صالح بحنان : ماتقلقيش ،اتعشمى خير ،وعموما انا ماعنديش مانع ،هكلمهم واقوللك ،بس عاوزك تاكلى ،انت وشك اصفر وبتترعشى من قلة الاكل ،هخليهم يطلعولك اكل واما اعرف انك اكلتى هكلم عمك بنفسى
لتومئ برأسها ،ليتركها صالح متجها الى الاسفل
………………….. .
فى غرفة صالح ،تجلس كريمة وهى تحتضن عبدالله الصغير وتهدهده حتى ينام
علياء بهمس : خلاص ياماما نام اهوه ،هاتيه اما احطه فى سريره
كريمة برجاء : سيبيه فى حضنى شوية
علياء : لا ...هاتيه عشان عاوزاكى برة
لتاخذه من يديها وتضعه فى فراشه بهدوء حتى اطمأنت عليه وجذبت والدتها من يدها واتجهوا الى الخارج ،لتجلسها وتجلس امامها قائلة : ماما ،انا تربيتك ،والكلام اللى هقولهولك ده انتى اللى معلمهولى ومربيانى عليه
كريمة : عاوزة ايه ياعلياء اتكلمى على طول
علياء بخجل : ياماما ،عبدالله خلاص الله يرحمه ،من حقك ومن حقنا كلنا نحزن عليه العمر كله ،بس مش بالشكل ده
كريمة ببكاء : اخوكى انخطف من حضنى ياعلياء
علياء بمواساة : ارادة ربنا ياحبيبتى ،اللهم لا اعتراض ،لكن كده ..انتى كمان هتروحى ،وكمان انتى مش شايفة بابا بقى عامل ازاى ،بابا تايه من غيرك ،انتى دايما الكتف الحنين اللى بيرمى عليه همومه ،وهو دلوقتى لوحده ،كاتم حزنه فى قلبه عشان خاطرك وخاطرنا كلنا ،انا خايفة عليه اوى ،والبيت وكل الناس اللى فيه ،انتى اللى مسئولة عنهم كلهم ،وكمان انتى رحبتى بحنين جامد ورجعتى نسيتيها تانى ،والبنت صغيرة وغريبة محتاجة اللى يحتوبها ،عشان حتى ماتبقاش محرجة ومكسوفة من وجودها هنا ،عشان خاطر عبدالله حاولى ترجعى زى ماكنتى ،عبدالله وحليمة الله يرحمهم دلوقتى بقالهم عشر ايام محتاجين دعانا ياماما مش بكانا ابدا
لتربت كريمة على قدم ابنتها وتنهض تاركة اياها متجهه الى شريك عمرها لتواسي قلبه
………………….
يعود رءووف من الخارج وما ان جلس ليستريح الا ووجد احدى الخادمات تخبره بان هناك ضيفا يريد مقابلة حنين وعندما نهض لاستقبال الضيف يجد انه الضابط المكلف بقضية اخيه وحليمة ،ليرحب به ويدعوه للدلوف الى غرفة المكتب واستاذنه فى الذهاب لاستدعاء حنين
ليذهب مسرعا باحثا عن حنين حتى وجدها بحديقة المنزل الخلفية ليناديها بلهفة
رءووف : حنين ...تعالى بسرعة عاوزك
لتذهب اليه مسرعة حتى كادت تنكفئ من هرولتها بسبب قدمها ،ولكن كانت يدى رءووف مانعة لسقوطها ولكنها سرعان ما اعتدلت وابتعدت عن مرمى يديه بخجل بينما قال رءووف : خدى بالك ،حصل خير…. المهم دلوقتى الظابط اللى بيحقق فى الحادثة عاوزك
حنين بخوف : عاوزنى ليه
رءووف: ماتقلقيش ..دى اسئلة روتينية بصفتك ارملة عبدالله واخت حليمة ،وماتنسيش انهم اتقتلوا الاتنين ،بس مش عاوزك تجيبى سيرة البحث بتاع حليمة ،مش عاوزين نعمل قلق وشوشرة
لتومئ حنين برأسها وتتجه خلفه برهبة حتى وصلت الى غرفة المكتب الموجود بها الضابط ولكن استوقفها رءووف قائلا بحزم : مش عاوز كلمة من اللى حكيتيهولى تتقال جوة
لتومئ برأسها مرة اخرى وهى تتجه للداخل ،ولكنها التفتت فجأة وهى تقول : اوعى تسيبنى معاه لوحدى
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا