مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة للكاتبة ماسة ناصر ؛ وسنقدم لها اليوم الفصل الأول من رواية أعز أعدائي بقلم ماسة ناصر (شروق الشمس) .
رواية أعز أعدائي بقلم ماسة ناصر - الفصل الأول
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم
رواية أعز أعدائي بقلم ماسة ناصر - الفصل الأول
متمسكه بكتبها المدرسيه تحتضنها كأنها ستُسرق منها... شعرها الطويل يداعبه الهواء مما جعله يتبعثر حولها بهمجيه تامه.... وقفت تهز قدميها بعصبيه منتظره أي سياره اجره قد تتعطف عليها وتقف لها .... الرياح جعلت جسدها يرتجف حينها كان انسب جو ليخطر ببالها ذاك المجنون الذي يتبعها في كل خطوه يتبعها في اي مكان في كل لحظه.... يدعي انه يحبها بل ويشعقها.... يكاد من كثرة غيرته عليها ان يسجن حتي الهواء التي تتنفسه لا يجرأ اي شخص كان ان ينظر اليها بسببه.... حتي عندما يكون منشغلاً يبعث بشقيقه لكي يراقبها لقد سئمت كل ذلك لماذا هي.... هي ليست فائقه الجمال هي فتاه عاديه وليست رشيقه بل سمينه الي حد ما.... اذاً لماذا يفرض عليها حبه... هي لا تحبه ولا حتي تتقبله هي فقط تهابه مثلها كأي شخص يعرفه ... اذاً لماذاً ... انحنت برأسها وتنهدت بقله حيله.... للحق هي تعرف لماذاً ؟! ... انها مجرد مقايضه نعم مجرد مقايضه... اخذ والداها نقود من كرم مقابل ان يزوجه لها... نعم بهذه البساطه هي مجرد بيعه!! ومن الذي يبيعها ؟! والدها وللأسف هي لا تقوي علي فعل شئ سوي الصمت.... افاقت من شرودها علي صوت سياره توقفت أمامها ........وما ان خطت بقدمها داخل السياره وقعت عينيها علي أخر مقعد بالسياره مما جعلها تشهق بشده... فقد كان يوجد بهذا المقعد ثلاث شباب .....ثلاث شباب تعرفهم جيدا حق المعرفه ... كادت ان تعود ادراجها لولا نظرة تلقتها من واحد منهم تلك النظره تحذرها ان تفعل ذلك.... فابتلعت ريقها وجلست وهي في قمه التوتر..... جلست في اول مقعد لكي تبتعد عنهم قد الإمكان ... فالسياره كانت خاليه علي اي حال... كادت ان تغلق الباب ولكن وجدت يد تفتح باب السياره ثانياًً ليدلف الي السياره شاب زميلها من نفس مدرستها بل من نفس فصلها... تلقائيا هي ابتعدت وجلست بجانب النافذه فجلس بجانبها تاركاً مسافه لا بأس بها.... الهواء القادم من النافذه جعل شعرها يتطاير اكثر واكثر حتي ان خصله تمردت لتدخل في عين الشاب الذي يجلس بقربها..... خجلت كثيرا من هذا الموقف فتأسفت بصوت منخفض... كل هذا وثلاثه ازواج من العيون تتبع كل حركه تصدر منها او من ذاك الشخص الذي يجلس بجانبها... بل وتتبع وتنصت لكل نفس... وكأنها ارادت معاقبه شعرها علي تمرده فقامت بتجميعه وقيدته جيدا لكي لا يفعل مثل فعلته مره اخري .... فتحت حقيبتها تخرج الأجره فبادر الشاب قائلا بسرعه وهو يشير بيده نفياً :
- لا لو سمحتي يا رحيل متدفعيش انا اللي هدفع
اتسعت عينيها علي اخرهما لم تتخيل قط انه قد يفعل ذلك... الغبي الغبي سيوقعها قبل ان يوقع نفسه في المتاعب.. لا يعرف عاقبة ذلك.... لا يعرف ما سيواجهه ... وبالفعل مخاوفها صارت حقيقه عندما اندفع الشبان الثلاثه الجالسين في اخر مقعد الي المقعد الذي يلى مقعدهما .. ليهمس أحدهم وقد أخرج سكين حاد ليضعها علي رقبة زميلها قائلاً بصوت أجش وبنبره تهديد خطيره : تعرفها منين يا نن عين امك!!
شهقت بذعر وهي تري السكين تكاد تنحر عنق زميلها
فسارعت رحيل بترجي : كاظم بالله عليك سيبه
نظر لها كاظم بازدراء ليقول بصوت جهوري :
- بس يا بت اتكتمى مسمعش صوتك
ثم نظر الي السائق :
- واد يا زوز
نظر له الزوز في المرآه : اؤمر امعلمي
غمز له كاظم قائلاً بعبث : خدنا كده لكابو نشوف ايه حكايه الواد ده
ارتسمت علي وجه الزوز نفس ابتسامة كاظم
الزوز : عيوني
بينما أنكمشت خائبه الرجا كما تسميها صديقتها في مقعدها فهي تعرف ان زميلها هذا هالك لا محاله
*****************,***********************
في احد شوارع القاهره القديمه .... شارع مرصوف بالبازلت..... وقف شاب عند مفترق طريق...
ركض شاب اتجاه المقهي الوحيد الموجود في هذا الشارع... انحني ليلتقط انفاسه ثم تابع ركضه حتي وصل الي المقهي...
تحدث الشاب بنبره متقطعه :الحق يا كابو
نظر اليه شاب في 23 من عمره ويدعي كرم ولكن شهرته في هذه المنطقة " كابو "كانت ملابسه غير منسقه تماما ... ولديه علامه فى وجه كأن قد ضربه احدهم في مشاجره فتركت اثر في وجه مما جعلته يبدو كأحد المجرمين الذين نراهم علي شاشه التلفاز ولكنه في الواقع شاب يتيم الاب والأم ليس لديه عائله سوي اخيه الذي يبلغ من العمر 18 عاماً ويدعي " كاظم " ..... اشتهر كابو بهذا الاسم لانه استطاع ان يجمع بعض الشباب من مختلف المراحل ليكون رئيسهم ومهمتهم طاعته وتنفيذ اوامره فقد كان يدعوه رجل كبير في الشارع " رئيس العصابه "
كرم وقد نفث دخان سيجارته في وجه الشاب بعدم اكتراث : في ايه يا زوز ؟؟!
زيدان : رحيل!!
انتفض كرم من مكانه مما جعل زيدان يعود خطوه للخلف يُندم نفسه لنطق اسمها مجرداً امامه... ليعود ويصحح كلماته حتي تبقي رأسه بمكانها
الزوز : الست رحيل
اتاه صوت اجش مما جعله يرتجف
:
كرم : مالها!!
ابتلع زيدان ريقه بصعوبه وهو ينظر الي ملامح وجه كرم القاتمه
زيدان : في واحد دفعلها في الميكروباص
تشنجت ملامح كرم وامتلأت عنيه بالغضب العارم
كرم :وبعدين... كنت فين وكاكا كان فين .... انا مش قولتله يبقي وراها خطوه بخطوه ؟!
اجاب زيدان بتوجس : مهو كاكا كان معاها في نفس العربيه ونزل الولا واداله اللي فيه النصيب بس قالي اجي اقولك نشوف حكمك فيه ايه ؟!
كرم بحنق : وهو فين كده
زيدان بخفوت : علي بعد شارعين من هنا
كرم : اركب مكانتك وتعالي... واقول لابو دومه يحصلني
زيدان : اشطات
استقل كرم دراجته البخاريه ثم انطلق ليري من ذلك المأسوف علي شبابه
وصل كرم الي المكان وعينيه تبحث عن ذلك الشاب الذي تجرأ علي حتي ان يحدثها... فتراجعت رحيل بأعين متسعه وقلب يرتجف.... نظر كرم للشاب وكأنه يتفحصه ثم في لحظه خاطفه جذب رأس الشاب وهو يقول بإنفعال : تعرفها منين بقي
الشاب بنفاذ صبر : قولت زميلتي
نظر كرم الي كاظم بوجه مبتسم : باين عليه شجاع واحنا بنخاف من الشجعان
ثم نظر الي قدميه ليقول بمزاح زائف :ده حتي شوف يا واد يا كاظم رجلي بتخبط علي بعضها
فبادله كاظم بإبتسامه ساخره
بينما هي تقف ترتجف وتكاد ان تسقط فلن تحتمل قدميها الوقوف اكتر من ذلك ارادت ان تتكلم فارتعشت شفتيها ليشكلا بعد معاناه حروف اسمه :
ك ك كرم... وائل معملش حاجه
التفت لها كرم بسرعه رهيبه لدرجه انها شعرت ان عنقه سينقضم اثر هذه الالتفاته...سارعت افكاره هل نطقت اسمه للتو ؟! هل تحبه ؟! سيقتله ان كانت تحبه..... تشكلت ملامح الذعر علي ملامحها الرقيقه وهي تنظر الي عينيه الحمروايتين اثر غضبه ففعلت الشئ الوحيد الذي تجيده وهو البكاء!!
استدار عنها بقليل يحاول ان يسيطر علي غضبه حتي لا يؤذيها.
فتحدث بعد فتره : يا زوز خد رحيل وروحها ..‘. روح معاه يا كاظم
بالطبع سيجعل كاظم يوصلها معه فهو لا يثق بأي أحد سواه.
كاظم : طب اللول ولنجويني
كرم : لا سيبهم معايا .. واتكل انت علي الله
ثم نظر الي الشابان التوأمان الغبيان الذين يتسمان ببطئ الفهم مع خفة الدم
كرم : ولا انتوا عايزين تروحوا معاه يا ولاد
ابتسم اللول ببلاهه : نروح مع مين ؟!
كرم بملامح باهته : مع كاظم.
اللول : وهو كاظم مروح فين
كرم بنفاذ صبر : هيكون مروح فين الملاهي ! ... مروح البيت
اللول : بيته اللي هو فين.
كرم ً : يادي النيله... بيته اللي هو في شارعنا
اومأ اللول برأسه عده مرات قائلاً بهدوء مقيت ومع ابتسامه مستفزه : ايوه يعني شارعنا اللي هو فين
كرم بنفاذ صبر : يا ليله مش فايته علي رأسك
ثم نظر الي لنجويني : ما تشوف يا عم اخوك وفهمه لأحسن اغيره خريطه ملامحه
لنجويني : حاضر هفمه بس هسأل سؤال بس
كرم بضيق : اتنيل علي عينك واسأل
لنجويني : سؤالي صادح وبريح
زفر كرم بضيق : قصدك واضح وصريح انجززز
رفع لنجويني كفه يحيه لذكائه : ايوه بالظبط اللي انت قولت عليها دي ضاوح وحريص دي
كرم من بين اسنانه : هزهق والله هزهق اتنيل وخلصني واسأل
لنجويني : مين كاظم ؟!
مازال كرم علي عبوسه قبل ان يقول بصوتٍ باهت : انتوا شاربين حاجه علي الصبح ؟!
اللول ولنجويني بصوتٍ واحد : اه ملوخيه
كرم بغضب : ده انا اللي هعمل منكوا ملوخيه يا شويه عاهات انتوا
ضيق اللول عينيه وحك ذقنه قائلاً بتفكير: ملوخيه بالارانب ولا من غير
اومأ لنجويني لكرم موافقاً : اصل تفرق
كان كاظم لا زال واقفاً فأشار الي بطنه قائلاً : انا مرارتي فرقعت مستحملتش الحوار اكتر من كده.... انا ماشي يا عم الله يكون في عونك.... يلا يا رحيل قدامي
سارت رحيل أمامه عده خطوات اتجاه السياره الأجره ثم حان منها التفاته لتنظر الي زميلها الذي مازالت رأسه عالقه بين ذراع كرم
ثم صعدت للسياره..... شعر كرم بأن الشاب بدأ يختنق فحرره ليعود وائل بظهره عده خطوات يحاول التقاط انفاسه وهو يتحسس عنقه... اقترب منه كرم ثم قال بصوت مخيف : قولتي بقي دفعتلها الاجره ليه ؟!
وقف أمامه وائل بشجاعه : زميلتي ادفعلها ولا مدفعلهاش انت ايه دخلك... كنت وصي عليها ؟!
نظر كرم الي الارض يحاول تهدأه نفسه ولكنه لم ينجح وفي لحظه خاطفه كان صفع وائل علي وجهه ليسيل خط من الدماء بجانب شفتيه ولم يكتفي بهذا بل خنقه بيد واحده ليرفعه عن مستوي الأرض..... كل جزء من وجه كرم يهتز من اثر العصبيه المفرطه واصبح يتصبب عرقاً..... وعندما خرجت كلماته كانت وعيداً صريحاً :هي تخصني... لو عرفت شوف لو عرفت بس انك وقفت في طريق هي واقفه فيه مش هخلي فيك رجلين تاني تعرف تقف عليهم اصلاً فهمتني
مال اللول علي لنجويني :
الحق شكله هيقتله.. الواد هيفرفر في ايده روح كلمه
لنجويني :
وانا مالي يا أخويا متروح تكلمه انت... ده انا لو نطقت ولا فتحت بوقي حتي شايف الواد اللي بيفرفر في ايده هناك ده هبقي معاه وبدل ما هيبقي واد واحد بيفرفر هيبقي ولدين بيفرفرين
فتقدم اللول من وراء ظهر كرم لينقر علي كتفه
اللول : يا كابو الواد هيموت
فالتفتت كرم له بحالته الغاضبه
اللول بخوف : انا كنت بقول بس نحفرله قبر دلوقتي ولا نستني شويه ؟!
ترك كرم وائل علي مضض
كرم وهو يلهث من فرط الانفعال : المرادي سيبتك المره الجايه مش هيكفيني موتك... فابعد عن رحيل احسنلك
وائل بصوت ضعيف : رحيل مين انا معرفش حد بالاسم ده
كرم : اهو كده بقي تبقي في السليم
****************************************
عاد بعد قليل فوجد كاظم يقف علي ناصيه الشارع
كرم : رحيل رجعت البيت ؟!
كاظم : لا يا كابو راحت عند صدفه
كرم : طب روح ناديلي إيلام وقوله يحصلني علي القهوه
ذهب كرم وما هي الا لحظات ولحق به إيلام
وقف إيلام أمامه هامساً بتساؤل : كرميلا خليت كاظم يندهلي ليه
ظهرت ملامح القرف والرفض علي وجه كرم وهو يشير له بأن يجلس
كرم : اقعد يلا وللمره المليون متقوليش الدلع الرخم ده تاني عمرك شوفت حد مجرم بيتقاله كرميلا قولي يا كابو زي بقيت الخلق
إيلام : طب اشطا يا كابو زي بقيت الخلق عايز ايه ؟!
كرم : هعوز منك ايه يأخويا وحشتني وبقالي فتره مشوفش وشك ومتكلمش معاك... المهم تشرب ايه ؟!
إيلام : سحلب
صاح كرم : يا دقدق اتنين سحلب ... المهم يابني اخبارك ايه واخبار كليتك
إيلام : اديني بذاكر وبعمل اللي عليا ادعيلي
كرم : ربنا يأخدك
إيلام بصدمه : ايه ؟!
فتابع كرم : تسافر بره تكمل تعليمك
ضحك إيلام : اه
وضع فتي المقهي الشراب امامهم وبعدما غادر
كرم : ايه ده يابني ده واحد سحلب وواحد شاي احنا عايزين اتنين سحلب
أمسك إيلام بكوب بسرعه قائلاً : السحلب ده بتاعي
اشار له كرم بذقنه بتحذير : حط ياد السحلب بدل ما اعمل منك ذات نفسك سحلب واعزم كل الشارع عليه
ابعد إيلام الكوب : لا بقولك ايه ده السحلب بتاعي اطلبلك غيره
كرم : ومين هيحاسب علي الشاي يا ناصح
إيلام : انت طبعا ً زي ما هتحاسب علي المشاريب كلها مش انت اللي نادهلي
نهض كرم من مكانه ليأخذ منه الكوب فحاول إيلام ابعاده اكثر فرغماً عنه قذف الكوب فتحطم زجاج باب القهوه الداخلي مما جعل إيلام ينهض من مكانه قائلاً بتوتر : طب همشي انا بقي لأحسن ابويا بينده عليا علشان نروح
ضغط كرم علي اسنانه واغمض عينيه صارخاً بوعيد : عارف لو اتحركت من مكانك انا هعمل فيك ايه ؟!
ولكن عندما فتح عينيه لم يجده فقد ركض إيلام بعيداً تاركاً إياه أمام صاحب القهوه!!
************************************,*
بقلم / ماسه ناصر ( شروق الشمس) 💎💙
كانت جالسه تذاكر واذا بها تتذكر عندما گانت في سن السابعه وقد رن جرس الشقه ففتحت والدتها اذا بها تجد إيلام ... لتفتح والدتها ذراعها بترحيب : ادخل يا إيلام
عدل ذاك الواقف عند الباب نظارته الطيبه
إيلام : ازيك يا طنط
ضحكت امينه وهي تفسح له المجال لكي يدخل : طنط!!! يابن فوزيه الدلاله... بقولك ايه ما تخلي البساط احمدي وقولي يا خالتي... لا لا بلاش خالتي علشان لا انا ولا امك بنطيق بعض.. اقولك قولي يا مرات عم
ظل إيلام ناظراً الي الارض بخجل
: حاضر يا مرات عمي
امينه : طب ادخل ادخل عقبال ما احضر الغدا واصحيلك عمك ونتغدي كلنا
إيلام : لا لا مش جعان شكرا
نظرت له امنيه نظره رافضه
:يبقي مش عاجبك اكلنا يابن فوزيه .... حد قالك ياخويا ان احنا ناس مش نضيفه علشان متأكلش عندنا
حرك إيلام برأسه نفياً : لا والله يا خالتي مقصدش خالص... انا بس مكنش ليا نفس بس بعد مشميت ريحه اكلك التحفه ده نفسي اتفتحت
ظلت أمنيه تتستنشق الرائحه التي يقول عنها ثم صرخت : ريحه ايه... ده الرز شاط يا خرابى
وهرولت الي المطبخ لكي تنقذ ما يمكن انقاذه
جلس علي كرسي مقبال لتلك الصغيره التي عشقها منذ ان رأها اي منذ مولدها .... فوجدها جاثيه على ركبتيها وامامها ..... علي منضده صغيره مثلها كتاب مفتوح تقطع اوراقه بعنف... رفع إيلام احد حاجبيه وهو يحاول تفسير سبب عصبيتها ثم قرر بعد فتره ان يسألها : صدفه
صدفه بحنق : يا نعم!!!!
نظر الي الكتاب الذي أمامها : مالك مضايقه ليه ؟!
تركت صدفه الكتاب لتستدير اليه بأعين غاضبه. : معاذ أخويا
إيلام : ماله !!!!!!!
ردت صدفه بتذمر ماطه شفتيها : المفروض انه يلعب معايا كارتيه بس هو قالي انه تعبان ومش هيلعب النهارده ... وانا زعلانه اوي كتير بجد يعني
ضحك علي نبرتها الانفعاليه : انا ممكن ألعب معاكي
بجانب عينيها نظرت له قائله بتحدي : مش هتعرف
إيلام : ليه مش هعرف
صدفه بنبره متعاليه :لان واحنا بنلعب لازم نتكلم عربي
إيلام بعدم استيعاب : هو احنا يعني بنتكلم الماني... ما احنا بنتكلم عربي!!!
اشارت اليه بملامح رافضه تماما
صدفه : شوفت بقي شوفت انك غبي ومش فاهم اي حاجه علشان كده قولتلك مش هتعرف تلعب معايا
عقد ذراعيه أمام صدره قائلاً بجديه مصطنعه : طب فهميني
نهضت من مكانها ومثلت دور المعلمه التي تشرح لأحد تلاميذها الفاشلين وبطئ الفهم أحد الدروس : بص اللغه العربيه اللي هي بتاعت الكارتون عااااااارفها
رددت الكلمه الاخيره بمماطله حتي يستوعب الأمر .... ولكنه اراد مشاكستها : لا مش عارفها... ممكن تشرحيلي
ضربت رأسها بكف يديها الصغيره وهي تقول : يا ربي.... بص يابني.... اللي هو مثلا سأذهب الأن... سأركض الان كده
إيلام ً : اه فهمت
رفعت صدفه يدها فوق فمها :لووووولي
انفجر ضاحكاً من اميرته الصغيره المرحه
قفزت صدفه لتنهض من مكانها : مش انت فهمت قوم بقي نلعب
نهض ايلام هو الاخر :يلا نلعب
نظرت الي ركبتيه التي تصل اليهما بصعوبه ثم ضربته قائله بشر :انت عبيط يابني عبيط. !!! .... شوف انت طويل زي النخله ازاي اطولك انا ازاي دلوقتي ؟!
إيلام وهو يحاول الا يضحك. حتي لا تغضب : طب أعمل ايه انا دلوقتي طيب!!!
صدفه وكادت رقبتها ان تنكسر لانها تنظر إليه : انزل علي ركبتك زي ما معاذ بيعمل
جثي إيلام علي ركبتيه
إيلام : وبعدين
أخذت وضع الاستعداد : هنبدأ.. أحمي وشك ومتنساش اننا هنتكلم عربي... هيا بنا
اومأ إيلام رأسه متفهماً : ماشي
قفزت عليه وقد أمسكته من شعره صارخه بجنون : ماشي!!! ماشي ايه دي لغه عربيه!!!!!
ابعدها عنه وهو يضحك : خلاص ... خلاص فهمت
صدفه بنفاذ صبر :هيا بنا
إيلام بضحك :هيا بن....
ولم يكمل كلمته لانه وجد تلك العفريته الصغيره قد لكمته لكمه كادت ان تفقده عينيه فصرخ متأوهاً
صدفه بسخريه :الم اقل لك ان تحمي وجهك.... ام تري نفسك صغير علي ذلك الصراخ
إيلام بجديه : سأخذ حذري المره القادمه. والان انت التي لابد ان تحذري مني
ضحكت صدفه ضحكه شريره : لا تخف ... كن قلقاً علي نفسك فقط
إيلام بضيق : حسناً
وجهت لكمه اليه ولكنه تفادها.... اغتاظت منه وهو يقوم بتفادي ضرباتها الواحده تلو الاخري... فقررت ضربه بالقدم حتي تنهي هذه المهزله ولكنه استطاع ان يتنبأ بخطوتها القادمه لذلك قام بالنوم علي ظهره عندما رفعت قدمها .... فاختل توازنها وضربت قدمها شيئاً من الزجاج فانكسر تبعها صوت والدتها الصارخ : صدفه.. كسرتي ايه يا مصيبه
نظرت صدفه بأعين مرعوبه الي الزجاج المتناثر علي الارض وقالت وهي تضرب صدرها بخوف : تباً هذه شهاده تقدير لوالدي التي أخذها من الشركه التي يعمل بها وهي غاليه علي قلبه ... انا في عداد الموتي الان
اسقط ايلام فمه وهو يحاول استيعاب انها لازالت تتحدث باللغه العربيه..... انخرطت صدفه في البكاء : يا الهي سيقتلونني
حاول ايلام ان يتحدث ولكن صوت بكائها كان يغطي علي كلامه في كل مره فصرخ بها
إيلام : اسمعييييني يا صدفه بقي
مسحت دموعها وقالت بصوت مخنوق اثر البكاء : تحدث بالعربيه نحن لازلنا في اللعبه وأنا من ينهيها
تجمدت ملامحه بذهول امامها... من هذه الطفله ؟!!!... لا ليست طفله علي الاطلاق انها علي ما يظن قد كانت أمرأه كبيره وقاموا بقطعها حتي اصبحت هذه الطفله التي اصابته بهذيان وأفكار تافهه
إيلام بخفوت : حسناً حسناً... هذا بيني وبينك... بيني وبينك انتِ من كسرتِ هذه الشهاده... لكن أمام الجميع انا من قام بتحطيمها
مسحت صدفه دموعها ثم همست بتشكيك : حقاً... ولماذا قد تفعل ذلك ؟!
صمت قليلاً وهو يفكر هل يقول لها انه يحبها هل ستفهم معني الكلمه اصلاً ؟!
إيلام بتنهيده : انا كبير لاتحمل العقاب... بينما قد لا تتحملين العقاب انتِ
ابتسمت وقد ذهبت دموعها : ماشي دلوقتي اللعبه خلصت تقدر تتكلم عادي
كاد ان يتكلم لولا صوت والدتها من خلفها
امينه : يالهوي عليا
ثم جذبت صدفه من ذراعها تصرخ فيها قائله : كسرتيها ليه يا مصيبه... يا مؤذيه يا وش الخراب... عارفه ابوكي كان بيحب الشهاده دي قد ايه... عارفه هيعمل ايه لو عرف انك كسرتيها
سارع إيلام بتوتر : مش هي يا مرات عم اللي كسرتها انا اللي كسرتها غصب عني
تركت أمينه ذراع صدفه فوقفت صدفه في المنتصف تتابع الحدث
صاحت به أمينه : اعمل ايه دلوقتي اعمل ايه.. بص يابني أخرج دلوقتي حاكم عمك لو قام وعرف انت هببت ايه هيكسر البيت علي اللي فيه
إيلام بخوف : طب هتقوليله ايه
نظرت أمينه في انحناء الغرفه تحاول التفكير
امينه :هقوله علي اللي حصل طبعا بس اهو علي الاقل مش هتبقي قدامه لما يعرف... فاخرج دلوقتي
ذهب ايلام عند باب الشقه فاذا به يسمع صوت عمه يدوي من خلفه بالوعيد لمن فعل تلك الجريمه بحقه... كان سيهرب ولكن وجد عمه يسير باتجاه صدفه فهي المتهمه الأولي فعاد إيلام ادراجه قبل ان يتهور عمه ويضربها
فهمس إيلام بتلعثم : متضربهاش يا عمي انا اللي كسرت الشهاده
وفي ثانيه واحده كان عمه ممسكاً بذراعه والذراع الاخري تحلق في الهواء تستعد لضربه لولا ستر الله فأمسكت أمينه بذراع زوجها
تهدأه
امينه :يا أخويا سيبه... ده عيل
صرخ صابر بجنون : عيل مين ده احنا اللي عيال جنبه يمين بالله منا سايبه
أمينه وهي تحاول جاهده ان تبعد ذراع زوجها كي لا يفتك بإيلام
امينه :كده هتخسر اخوك يا صابر لما يعرف انك ضربت ابنه
هدر صابر بها : بلا اخويا بلا بتاع انتي كمان ... مش بعيد هو اللي وازز ابنه يعمل كده
أمينه بترجي : وحياه حبيبك النبي ل انت سايب الولا
ترك صابر ذراع إيلام علي مضض
صابر : اللهم صلي عليك يا نبي
اشارت أمينه الي ايلام بأن يذهب قبل ان يعود صابر الي نوبه غضبه مره اخري
ذهب إيلام الي الباب بسرعه فسمع صوت عمه : تعرف ياض يابن #### لو شوفتك هنا تاني وحياه أمي ما هخلي فيك حته سليمه
تذكر صدفه جيدا انه ظل لمده عام لم يجرأ علي المجئ الي منزلهم... عادت من ذاكرتها عندما ضربها شقيقها الاصغر علي عنقها من الخلف.. صرخت به صدفه وهي تتألم من ضربته
صدفه بإغتياظ : يارب ايدك تتشل يا بعيد
ركض طه الذي يبلغ من العمر 11 عام بعيداً عنها.
طه باستياء : جرس الباب عمال يرن وانتي طرشه مش سامعه
قذفته بالكتاب الذي بيديها :ومفتحتش انت ليه يا بارد
طه بخيلاء : انا راجل يأختي مفتحش
صدفه بوعيد :ماشي... اه لو ايدي مسكتك لأكون مشعلقاك في الحيطه
ذهبت لكي تفتح الباب وبما انها تذكرته للتو فسيكون هو الطارق ولكن خاب أملها عندما فتحت الباب ووجدتها صديقتها رحيل ...
صدفه بفتور : اهلاً يأختي اتفضلي
دلفت رحيل الي الداخل بوجه شاحب
استقبلها طه وهو يصيح : التختوخه جاااات التختوخه جاتتت
ترقرقت عيني رحيل بالدموع
ظلت تنظر لها بملامح باهته : يا ميله حظك يا صدفه بتعيطي علي ايه ده عيل... بتعملي عقلك بعقله وتعيطي
بكت رحيل : بيقولي يا تختوخه
ربتت صدفه علي كتفيها : بطلي يا بت يا هبله انتي عياط.. كده هتخليه يعاندك اكتر
رقص طه يعاندها :
تختووووخه هانم تختوووخه هانم... دبدوبه التخيناااااه تختوخااااااااه
نظرت صدفه الي رحيل : شوفتي مش قولتلك
فزادت رحيل في البكاء... ركضت صدفه اتجاه طه لكي تمسكه وتعنفه
فركض اتجاه الباب وهو يصيح : تختوخه هانم نزلت علي السلالم... دبت حتة دبه اصلا هي دبه تختوخااااه
مالت صدفه الي حذاءها ثم التفتت بسرعه والقته اتجاه طه الذي صرخ بجنون : والله لانزل اقول لبابا
ثم اغلق الباب بعنف ليركض الي الاسفل
صدفه : مالك يا بنتي ... مهو مش كلام طه اللي يعيطك كده
جلست رحيل علي الاريكه بتعب
رحيل : كرم
زفرت صدفه بضيق :تاااااني... هبب ايه المرادي
رحيل : ضرب واحد زميلي علشان دفعلي الاجره
صدفه بحماس : مين من زمايلنا دفعلك الاجره ؟!
كادت رحيل ان تبكي ثانياً وهي تقول : يعني انتي سيبتي اللي عمله كرم ومسكتي في مين زميلنا اللي دفعلي الاجره
صدفه بفضول : اه طبعا اعرفه الاول... مش واجب اعرف المرحوم كان اسمه ايه ؟!
شهقت رحيل بذعر :
يالهوي هو موته
رفعت صدفه كتفيها ومطت شفتيها : وانا ايش عرفني انا كنت بشم علي ضهر ايدي ولا بضرب الودع ولا تكنيش فكراني بنجم... انتي يا بنتي مش كنتي هناك وشفتي حصل ايه مع المأسوف علي شبابه ؟!
هزت رحيل رأسها نفياً : لا مشوفتش... كرم خلي كاظم يروحني
وضعت صدفه يديها على إذنها ثم قالت باشمئزاز : الواد ده انا مبطيقش حتي اسمه... اسمه كفيل انه يجبلي العصبي
رحيل بصوت منخفض : هتصدقيني لو قولتلك انا كمان ؟
رفعت صدفه حاجباً متوجساً : طب مدام انتي مش قابله سيرته كده ما تأخدي موقف وخصوصا ان ابوكي وأمك ناس طيبه علي نياتهم وبصراحه سلبيين جداً مبيأخدوش موقف خالص فاخدي انتي موقف .... وبعدين ما ابوكي هو السبب هو اللي سف منه فلوس علي حس انه يجوزهولك فخليكي جدعه وخدي موقف
اومأت رحيل برأسها متفهمه : عندك حق انا لازما أخد موقف
صدفه : ايوااااا كده... فكرتي هتعملي ايه ؟!
رحيل بابتسامه : فكرت
صدفه بفرحه : اشجيني
فتابعت رحيل : لو كلمني ....
صفقت صدفه تشجعها : ايوه بقي هتعملي ايه ؟!
رحيل بسعاده : مش هرد عليه
بأعين باهته مصدومه نظرت لها صدفه : تعرفي تقومي تغوري من وشي دلوقتي
زفرت رحيل خصله من شعرها بيأس : اومال اعمل ايه يعني
نهضت صدفه من مكانها لتجلس بقربها تقرصها من كتفها : اللي تعمليه دلوقتي انك تغوري من وشي علشان مزهقش عليكي
فركت رحيل مكان قرصه صدفه بألم : ااااي ينفع كده اهي هتورم دلوقتي
صدفه بنفاذ صبر :بت بت انا عندي مراره واحده.... واهو انا مبحبش اهزر معاكي علشان كده بحسك بسكوتايه كده في نفسك.... لكن انا وصبا بنت عمتي اوعي بقي... اخبطها بدرفه الدولاب ترجعهالي ضربه بالكنبه... لكن انتي مينفعش حد يهزر معاكي خالص خالص
فركت رحيل يدها في حجرها بتوتر وخجل :بمناسبه صبا.... ا ا... قصدي.. ج... ج...جلال اخوها أخباره ايه ؟!
لاحت ابتسامه خبيثه علي وجهها :بتسألي ليه ؟!
رحيل بارتباك : عادي يعني
تنهدت صدفه بعمق : ااااه منك اااااه.... الظاهر كده والله اعلم وبما اني امنيتي اني ابقي ظابط شرطه زي ما انتي عارفه المهم الظاهر كده ان الشارع ده هيشوف مذبحه ولا مذبحه القلعه في زمانها
رحيل : ليه يعني ؟
صدفه : لان يا قلبي متنكريش انك بتحبي جلال. . عارفه انتي جلجل ده بقي يبقي صاحب مين.. يبقي صاحب كرم.... يعني هتبقي معجنه ويا تري مين في الاخر اللي هيفوز بالأميره رحيل ؟!
وفجأه دوت اصوات مخيفه يبدوا انه شجار او ما شابه.. انتفضت الفتاتان عندما وجدتا الباب يكاد ان يٌحطم من الطرق عليه ففتحت صدفه بسرعه ثم نظرت الي ذلك الصغير طه شقيقها
صدفه : ايه يا طه فيه ايه ؟!
جال طه بنظره داخل الشقه :فين معاذ اخويا ؟!
صدفه : ليه في ايه ؟!
طه وهو يلهث : بابا بيتخانق مع كابو ( كرم) وبابا ضربه بالكف
رفعت رحيل يديها الي السماء في وضع الدعاء : انا لله وانا اليه لراجعون.... ربنا يرحمك يا عم صابر
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا