مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة للكاتبة ماسة ناصر ؛ وسنقدم لها اليوم الفصل الرابع من رواية أعز أعدائي بقلم ماسة ناصر (شروق الشمس) .
رواية أعز أعدائي بقلم ماسة ناصر - الفصل الرابع
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم
رواية أعز أعدائي بقلم ماسة ناصر - الفصل الرابع
رحيل بعدم فهم : مش فاهمه
صدفه : هفهمك بعدين
وفي منزل ناجي والد رحيل ... جلس صابر في المقعد بجانب ناجي... وظل ينظر له باستياء من حين لأخر
لاحظ ناجي ذلك : ايه ؟!
وكانها كانت القشه التي قسمت ظهر البعير فهتف صابر بضيق بالغ : ايه في عينك... اييييه انت هتفضل اناني كده لحد امتي هتضيع بنتك حرام عليك .. اتقي الله ....وبعدين خيبتك التقيله دي والفلوس اللي انت خدتها منه دي راحت فين ها ؟!... ومدام انت جبان اوي كده مندهتش عليا ليه وانا كنت عرفته ان الله حق
ناجي : منا بقصر الشر
صابر : اذا كان هو عايز يطول الشر. انت تقصره.. هو جاي اصلاً يقول يا شر اشتر .... طول منتا مبتدافعش عن بنتك هتخليها لقمه سهله للي يسوي وميسواش
ناجي : طب ما تكلمه خليه يبعد عننا
ضرب صابر كفه بالأخري وقال بتعجب : بقي يا راجل ياللي مبتفهمش تقولي اروح. اكلمه وانا اصلاً متخانق معاه ومفيش عشم ما بينا.... وبعدين بانهي وش اكلمه وانت عليك قد كده
ناجي : صابر انا بعتبرك اخويا الكبير فشور عليا اعمل ايه ؟!
فكر صابر قليلا : بقي ان جبنا سيره ان حد يكلمه فايه رأيك نروح لجلال ابن اختي اهو صاحبه وهيبقي فيه عشم ما بينهم
ناجي : عين العقل ياخويا.... طب نروحله امته ؟!
هم صابر بالنهوض : بص حلاوتها في حموتها... يلا نروحله دلوقتي
*****************************************
وفي صباح اليوم التالي
رنت صدفه جرس شقه عمتها ففتحت صبا
صدفه : فين جلال
صبا : في ايه!! خالي جراله حاجه ؟!
صدفه : تفي من بوقك يا شيخه... انا عايزاه في حاجه تانيه
افسحت صبا لها المجال : طب ادخلي وهناديه
خرج جلال من غرفته وعلي وجهه علامات استفهام
جلال بخوف : فيه ايه يا صدفه.. خالي ماله ؟!
صدفه : يادي النيله عليا منا قولت لاختك ان مفيش حاجه... انا بس عايزه اكلمك في موضوع ... ممكن تقعد
جلس جلال علي الاريكه ثم قال بتعجب : قولي!!
صدفه : بصراحه احنا عازينك تكلم كرم انه يسيب رحيل في حالها
جلال : احنا !! ... انتوا مين ؟!
صدفه : انا ورحيل
جلال : انتوا ايه حكايتكوا خالي صابر وعمي ناجي يجولي امبارح وانتي جيالي النهارده
همست صدفه في نفسها بعدم استيعاب : بابا جالك ؟!
ثم هتفت بضيق : إحنا مش عايزينك تخسره. عايزينك تعمل الصح... بذمتك لو عمل في أختك اللي هو عمله في رحيل ده كنت هتسكت
جلال : لا طبعا ميقدرش انا كنت وريته النجوم في عز الضهر.. هو كل الطير اللي يتأكل لحمه ولا ايه ؟!
صدفه : وهو يعني علشان البت ملهاش حد تسيبوا واحد زي ده يتحكم فيها
جلال : بصي بقولك ايه يا صدفه متلعبيش في دماغى صاحبي مش هخسره علشان واحده
صدفه : اذا كان هو اصلاً ممكن يخسرك علشانها وممكن يخسر اي حد
تذكر جلال حينها سؤاله لكرم واجابته له حينما اخبره كرم انه مستعد ان يخسره في سبيلها... حينما لاحظت صدفه شروده وجدتها فرصه جيده لكي تضغط عليه اكتر
صدفه : بص فكر يابن الناس... وحكم ضميرك وانا عارفه ان ضميرك هيدلك للصح
ثم تركته في صراع مع نفسه ورحلت.
******************************************
وفي المساء
استعد بيت صابر لزياره إيلام ووالديه... فقد اتفقوا معهم للتقدم لخطبه صدفه .... خرجت صدفه عليهم وهي تحمل صينيه عليها أكواب الشاي وهي تكاد ان تتعثر من شده خجلها... قدمت الشاي للجميع ثم جلست مطرقه بعينيها في الأرض
فتحدثت والده إيلام وهي رافعه ذقنها بتكبر... لا تطيق ذلك البيت بمن فيه... ان سنحت لها الفرصه لكانت اشعلت به النار ليصبح رماداً ولولا ولدها ما كانت دخلته ابداً
نظر الي الجميع نظره ازدراء قبل ان تقول بتعالي : احنا جايين نطلب ايدك بنتكم صدفه
لاحظت أمينه نبره التعالي في صوتها فكادت ان تلقي عليها كم من الشتائم لولا ان صابر اشار لها ان تهدأ... ابتسم صابر برسميه
صابر : منورين يا جماعه
إمام والد إيلام : ده نورك يا صابر يأخويا
فوزيه : ايه مردتوش علينا ليه ؟!
لوت أمينه فمها لتقول بتهكم : مش في حاجه اسمها اصول. اننا نشاور بعض ونأخد رأيها.
فوزيه : وهي بنتك لو لفت الدنيا كلها هتلاقي زي ابني ؟! ... يأختي ده انتي تسجدي ركعتين شكر اننا جينالكم وعبرناكم
شهقت أمينه بصدمه ثم صرخت بإنفعال : ليه هي بنتي بايره ولا بايره... طب ايه رأيك بقي ان احنا معندناش بنات للجواز
رمقتها فوزيه بشر : يأختي بركه
أمينه : ده ابنك. يغور من وشك والله
فوزيه : يا وليه انتي لمي نفسك
أمينه : ولولو عليكي ساعه وسكتوا... ولا ساعه ليه.... ساعه كتير اوي عليكي انتي كبيرك خمس دقايق ويبقوا كارمينك كمان
وخزت فوزيه زوجها وقالت بغضب عارم : شايف مراتك بتتهزق وساكت
إمام لكي يهدأ من الموقف : يا جماعه استهدوا بالله... احنا جايين في فرح ليه تقلبوها غم... صلوا علي النبي كده
فوزيه : اللهم صلي عليك يا نبي
أمينه : عليه افضل الصلاه والسلام.
صابر : الولد ابننا والبنت بنتكوا يعني في بيتها مش عايزين وش ووجع دماغ علي الفاضي
إمام : المهم ايه رأيك انت يا صابر
صابر : انا عن نفسي موافق.. بس فاضل رأي الجماعه
فوزيه : قبل ما توافقوا او ترفضوا... لينا شرط واحنا لسه علي البر
همست أمينه بإختناق : لأ وجايين يتشرطوا كمان
فوزيه : شرطنا... ان صدفه متدخلش كليه الشرطه
صعقت صدفه من الكلام فهبت واقفه لتقول بصدمه : اييييييه
حاول إيلام ان يتكلم فقاطعته والدته : ايوه يا عنيا ده شرطنا... فأختاري يا إيلام يا كليه الشرطه
وقفت صدفه شارده في عالم اخر ... افكارها تتصارع مع قلبها... هي تحب إيلام وفي نفس الوقت دخولها كليه الشرطه حلم حياتها .... ظلت علي الحال هذا لفتره الي ان أخذت القرار ونطقت اخيرا والكل مترقب
صدفه : يبقي هختار كليتي
ابتسمت فوزيه بإنتصار وسارت الي خارج الشقه تبعها إمام ثم تبعهم إيلام ولكنه وقف عن مروره بصدفه فلم يستطيع تجاوزها فهتف إيلام بصوت مخنوق وقلب موجوع : ليه يا صدفه ليييييه... كانوا مرهنني لو انتي اختارتني كانوا هيخلوكي تدخلي الكليه اللي انتي عيزاها
بنظرات تائهه وصوت متقطع تحدثت بتثاقل : اسفه مقدرتش اتنازل عن حلمي.
فتركها ورحل.... ذهبت صدفه الي غرفتها والقت بجسدها علي الفراش تبكي بحسره ومراره لانها فقدته تبعها صوت والدتها من الخارج وهي تقول بجديه : متعيطيش يا بت الداهيه اللي جابت تأخد.. اصلا انا مكنتش موافقه لانك صغيره... متزعليش دول عالم ميستهلوش
********************************************
وفي صباح اليوم التالي
كان يسير كل من جلال وكرم في الشارع
كرم : ايه يا عم مالك مقفل كده ليه فكها
لم يجيبه جلال ثم قال بخفوت : انا هروح لمعاذ شويه ... ممكن انت تمشي.
أمسكه كرم من يده : بقولك ايه متروحش عند الواد ده مبينزليش من زور.
انزل جلال يد كرم : ده ابن خالي اروحله زي مانا عايز
ثم تركه ليسير بعض خطوات... كاد كرم ان يتحدث لولا رؤيته رحيل قادمه فنادي عليها مما جعلها تقف وكذلك جلال وقف ليتابع ما يحدث..... فأقترب كرم منها
كرم : انا قررت حاجه كده... بما ان العرسان رايحين جايين وانا مش عارف هلاحق علي مين ولا مين فقررت اننا هنكتب كتابنا الاسبوع الجاي فجهزي نفسك ... صدم كل من جلال ورحيل بينما شعرت رحيل بانها علي وشك الأغماء لعله كابوس ستصحو منه. .... نظرت وراء ظهر كرم فوجدت جلال واقفاً تائهاً يتابع الموقف فتوسلته بعينيها ان يتحدث ان ينقذها وكأنه أجاب نداء عينيها علي الفور فتحدث من وراء ظهر كرم بقوه : تتجوز مين... وكتب كتاب مين ؟!
التفتت كرم غير مستوعب خطوره الموقف : انا عارف يا صاحبي انك زعلان علشان مقولتلكش انا كنت هقولك والله وعلي العموم بما انك لسه واقف فانت اول واحد معزوم علي الفرح وكتب الكتاب
جلال : كتب كتاب ايه اصلا وهي مش موافقه بيك في اي شرع ده
مازال كرم لا يستوعب ما يقصده : اييييه ؟!
جلال بوجه قاتم : بقولك هي مش موافقه عليك
بات كل شئ واضح الأن
صرخ كرم وهو يشير الي الخلف دون ان يستدير : وانت تتكلم ليه هي القطه كلت لسانها
ثم استدار فقط بعنقه قائلاً لرحيل : قوليله يا رحيل انك موافقه واني مش غصبك علي حاجه قوليله
وكأن دلواً من الماء قد انسكب علي رأسه حينما وجد كرم رحيل تركض بإتجاه جلال ثم وقفت وراء ظهره لتتحامي بجلال منه.. فقد كل قواه فجأه وابتسم بصدمه حينما نطرت له رحيل من وراء ظهر جلال ووجدها خائفه مرتبعه منه
كرم : ايه ده عايز افهم ؟!
جلال لرحيل : روحي انتي البيت دلوقتي
همست رحيل برعب : حاضر
ثم تركتهما وغادرت
أخذ جلال كرم من يده وسار به الي شارع جانبي يعمه الهدوء بينما كرم في عالم اخر ... لم يشعر بضعفه قبل هذه اللحظه
همس بصوت لا يكاد يسمع : عايز افهم ايه اللي حصل هناك
جلال : فيه ان اللي انت بتعمله ده غلط وكفايه أذيه في الخلق بقي
كرم بعدم فهم : اذيه لمين معلش ؟!
جلال : رحيل مثلاً
اشار كرم الي نفسه بغير تصديق ثم صرخ ليدافع عن نفسه : انا لو اذيت الكون كله مش هقدر اأذيها لاني بحبها
صرخ جلال هو الاخر : لا اذيتها اذيتها لما بتخليها ترجع في ميكروباص في وسط تلت شحطه قولي الناس تقول عليها ايه لما يلاقوها نازله من ميكروباص كله شبان.... اذيتها لما ماشي وراها في كل حته انت واخوك الصايع التاني... اذيتها لما سوأت سمعتها.. اه طبعا لما قلت لكله انها تخصك.. يقولوا ايه بقي انها ماشيه معاك... اذيتها بالرعب اللي انت معيشها فيه اذيتها بأنانيتك اذتيهااااا
شعر كرم بأن كل كلمه كان يتفوه بها جلال بمثابه صفعه له رغم انها حقائق الا انه لا يأخذها علي هذا المحمل
فهمس بسخريه : وانت محموق اوي كده ليه
صرخ به جلال بغضب عارم : بحبها يا أخي بحبهااااا... وكنت ساكت علشان انت صاحبي وبقول بكره يتعدل ويرجع عن الجنان اللي في دماغه بس مفيش فايده
وضع كرم يديه علي اذنيه وأحمرت عيناه وتصبب عرقاً ثم تحدث بخفوت : قولي ان انت بتكدب
نظر له جلال بشجاعه : مبكدبش
تحرك كرم بحركات غير منطمه ثم صرخ بجنون : قولي ان انت بتكدب قولي حتي لو بكدب
عادها جلال بنبره قاتمه : مبكدبش
لم يشعر كرم بنفسه الا بعدما اسقط جلال ارضاً ووجه له عده لكمات... جعلت جلال يبصق دماً بغزاره.... كاد ان يقتله لولا انه نطر لوجه الملطخ بالدماء... فنظر الي يده ووجد عليها دماء جلال فلم يصدق انه فعل ذلك بصديق عمره فنهض وهو يدور حول نفسه واضعا يده في شعره يكاد ان يقتلعه من جذوره ثم القي علي جلال نظره اخيره قبل ان يركض بغير هدي لا يدري ماذا يفعل
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا