مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية اجتماعية واقعية جديدة للكاتبة إلهام رفعت ورواياتها التى نالت مؤخرا شهرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثانى عشر من رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت
رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت - الفصل الثانى عشر
تابع من هنا: روايات رومانسية جريئة
رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت - الفصل الثانى عشر
أرغمه على طلاقها وشدد من موقفه، وحَصِر ريان في التنفيذ أو من عدمه، وفي النهاية أذعن لأوامر زين الصارمة، فنظراته الحادة أخضعته لإنهاء الأمر. وتعمدت ماريان حينها القدوم مع والدها لفندقه، فسطوة والدها في إخضاعه أعجبتها، حين أمره زين بالحضور للإسكندرية، أحست ماريان بأنها تلذذت برؤية مهان هكذا، واستمرت توجه له نظرات الامتهان الواضحة؛ ورغم ذلك لم تتشفى فيه بالقدر الذي يستطع إخماد كسرة قلبها منه..
وحين انتهى كل منهما من التوقيع على الورقة، خاطبه زين بضيق رغم هدوئه:
-أنا مكنتش عايز منك حاجة، ولا كنت هطلب في يوم، يمكن علشان اتساهلت وسلمتهالك من غير أي مقابل، دا خلاك تفتكرها رخيصة.
أراد ريان النفي وإعطاء مبررات؛ لكنه صمت فلم يعد هناك مجال للجدال في الماضي، وجلست ماريان حزينة، وكبحت ذاك الألم بداخلها، وزع زين نظراته عليهما، وشعر بخيبة الأمل، فقد ظنهما سيخلفانه في قصة حبه، وفشل الأمر، تابع بجدية:
-مهما حصل هتفضل ابن أختي، وبس كده، اتفضل مع السلامة!
اهتزت نظرات ريان عليه؛ خجلاً من خاله، ثم نهض مخفضًا رأسه؛ واجمًا، ولذلك لم يوجه له زين أي عتاب، بل اقتضب لينهي الأمر بهدوء ودون ضجة، تحرك ريان ليغادر الفندق، وحين ابتعد أطلقت ماريان العنان لدموعها التي حبستها عنوة، نظر لها زين بشفقة وفطن تزييف لا مبالاتها في حضور الآخر، أخذها لأحضانه وقال:
-خلاص يا حبيبتي، أنا عملت اللي طلبتيه، جبته عندك علشان يطلقك.
ذلك فقط لم يكفي، وأرادت المزيد من القسوة عليه، فأعلنت عدم رضاها قائلة:
-كان نفسي تبهدله أكتر، أنا انجرحت يا بابا!
لم ولن يستطع زين فعل ذلك، هو ابن أخته؛ واحترامًا للأخيرة لم يتمادى في عقابه، قال بهوادة:
-ولو يا ماريان، ابدأي من عندك وحاولي تعرفيه إنك قوية وأحسن، أفضل بكتير من إنك تشغلي بالك في الانتقام منه، هتبقى كده ضعيفة قدامه.......!!
____________________________________
للمرةِ الأولى تشعر بذاك الوله المرتدع معه، وبأعينها الملجومة ظلت منذ تيقظت تتأمله وهو غافي بجانبها بقبولٍ جامح، وشدّدت من لف ذراعها عليه؛ محبةً فيه، وذلك ما حثه على الإفاقة، فتنمل في نومه لتنتبه له، فترقبت صحوه؛ حتى فتح عينيه عليها مباشرةً، ابتسمت لمى له وقالت:
-صباح الخير!
اعتدل زين قليلاً وهو يتثائب، قال:
-صباح الخير!
لاحظت لمى عبوسه الذي لم يتغير؛ حتى وهو معها ليلة أمس، خاصة أن رده عليها أمس لم يقنعها، بالمقارنة مع هيئته البائسة، قالت:
-هتفضل زعلان ولا أيه، كتير بيخسروا صفقات، وبيكملوا
ثم تحركت لتجلس باعتدال، تابعت:
-شكلك مش عاجبني، حاسة فيه حاجة تانية!
فورًا زيف الثبات، وبصعوبة احتج على فهمها الخاطئ، قال:
-هيكون فيه أيه يعني، أنا واحد بزعل على شغلي، بقالي سنين لوحدي بشتغل لحد ما كبرته.
نبرته الحادة دفعتها لتصديقه؛ أيًا كان السبب في ضيقه، لانت من معاملتها له؛ خوفًا من انزعاجه منها، فقد أحبت أنه بات يعاملها جيدًا، ثم مالت على صدره وضمته، قالت:
-خلاص متتعصبش، أنا بخفف عنك، ودا قصدي
حركتها تلك أوجمته أكثر، وتخيل لو علمت بعدم إنجابه ماذا ستكون ردة فعلها؟، هل ستكمل معه؛ أم تتخلى عنه؟، وجاء الرد التلقائي في نفسه، أن الأمر متوقف على درجة الحب والتوافق، باغتها بسؤاله لها قائلاً:
-بتحبيني؟!
اعتبرت سؤاله مبادرة لمرحلة الود المتبادل، وأنه بات يتقبلها عن السابق، ابتسمت وقالت:
-أيوة، ولما رجعتلك دلوقتي ندمت على سنين بعادنا عن بعض
وضع يده أسفل ذقنها وحثها للنظر إليه، خاطبها بتردد:
-مهما حصل مش هتسيبيني؟!
لم ترتاب في كثرة أسئلته، وظنتها لخوفه من الفراق مجددًا، قالت مؤكدة:
-عن نفسي لأ!
قال بصدق أبلج إشراقة وجهها:
-أنا كمان باحبك، ولما قولتيلي إنك معرفتيش غيري ومخنتنيش، متعرفيش قد أيه انبسطت، وحبي ليكِ زاد أكتر.
ارتاحت لمى كونه صدقها، واستشعرت حياة هنيئة قادمًا برفقته، فاتسعت فرحتها وقالت:
-أفهم من كده إنك خلاص اتقبلت يونس وهتحبه!
هز رأسه ليقول مبتسمًا بقبول:
-كمان هخليه يقولي يا بابا، عاوزة أيه تاني؟!
تفاجأت لمى بقوله ذاك وانتفضت فرحًا، اعتدلت غير مستوعبة ما قاله للتو، هتفت:
-بجد يا زين، هتخليه يقولك بابا.
-بجد مش بهزر، وأنا آسف إني كنت بكرهه، سامحيني!
ود زين بذلك أن يرضيها، فقد تخوف من علمها بأمر عقمه، ووجود الولد بينهما ربما يغنيهما عن آخر، فدنت منه بغتةً وتبادلت معه الحب مجددًا، فاستقبل زين لهفها ذاك وأخرج كامل تتيمه وشغف بكل تفاصيلها.......!!
____________________________________
ذاك التجاذب لم يأتي من فراغ، فتلك الذبذبات المتبادلة بينهما حملت مشاعر كانت واقفة على أعتاب الحب، تريد فقط لمن يسمح لها بالخروج، وانطلقت مع تبادل النظرات والانسجام في العمل سويًا، وجاهدت لين حينهـا أن تتجاهل، ولم تتمكن من ذلك؛ فـ رقته معها ووسامته قد جذباها، حد أنها كانت تشعر بالخجل، والميل له في بعض الأوقات، نهضت لين من جواره قائلة:
-خلاص عرفت، متشكرة قوي!
نهض سيف هو الآخر وقال:
-لو مش فاهمة أي حاجة تعاليلي أنا.
ابتلعت ريقها في توتر، فهي فتاة وما تراه منه جعلها تدرك أن هذا الشاب يكن لها مشاعر ما، وتحيرت متى نبتت؟، قالت:
-هيحصل!
جاءت لتتحرك فولجت نيفين عليهما، الأمر الذي جعل لين تتوقف، قالت نيفين بعملية:
-كنت عاوزة أقولك، محتاجين توصية من الجمارك في البضاعة اللي هتوصلنا، علشان مش عاوزين عطلة وكده
تدخلت لين مقدمة العون، قالت:
-ممكن أكلم بابا يشوف الموضوع!
لم يرد سيف تدخله، فهذا يعني أنه سيظهر قليل الحيلة أمامه، ولذلك قال بمفهوم:
-مش عاوزين نشغله، عندي حد أعرفه هيساعدنا، هو بسرعة هيخلصلنا الموضوع، هروح واتكلم معاه!
لم تمانع لين وقالت:
-طيب كويس.... استأذن أنا!
دلفت للخارج فأمر سيف أخته بجدية:
-ابعتيلي مايا!
ثم توجه لمكتبه فتعجبت نيفين من خشونته التي ذابت برحيل الأخيرة، كالعادة لم تعلق وتوجهت لتفعل ما أمرها به...
حضرت مايا لمكتبه في لحظات حين دعاها، فنهض سيف من مقعده متحركًا ناحيتها، قال:
-مايا كنت عاوز منك طلب!
ردت بترحيب:
-اتفضل يا سيف قول على طول
قال ببسمة لطيفة:
-ممكن تاخديلي ميعاد من والدك، قوليله إني عاوز أقابله، أنا عارف إنه كان عند أختك وشغله كان متعطل!
ارتبكت مايا بشدة ولم يلاحظ سيف ذلك، بالأحرى لم يهتم، وسريعًا تفهمت أنه يريد التحدث في أمر شخصي يجمعهما، ابتسمت بخجل لم يتفهمه وقالت:
-حاضر هكلمه، إنت عاوز إمتى؟
-يا ريت الإسبوع ده!
دق قلبها بشدة من فرط فرحتها، قالت:
-خلاص النهار ده هاخدلك ميعاد معاه، وهأكد عليه بنفسي يفضى يكلمك!
أشرق وجه سيف واتسعت بسمته، وذاك ما جعلها تتيقن صدق حدسها، وتساءلت، هل حقًا كان يميل لها دون أن تدري؟، ثم توردت وجنتيها، وغلب عليها استحياء جم، وحين طال وقوفها غير المبرر، خاطبها بتردد:
-طيب خلاص روحي لشغلك!
اومأت له بامتثال وعلامات الخجل عليها، وكان سيف لا يعيها، وذلك بفضل طلبه الذي لم يعلن لها عنه، وحين خرجت من مكتبه، طاشت فيما دار بينهما، وخططت في عقلها أمور شتى، ستفعلها لاحقًا حال خطبته لهــا......!!
____________________________________
انفردت بها داخل غرفتها، واستمعت لها جيدًا حين سردت لها زينة ما حدث، تفهمت رسيل غيرتها وقالت:
-كنت زيك على فكرة، وعاوزة أقولك طالما جوزك بيحبك ومهتم بيكِ طنشي، الكلام ده عند أغلب الستات، وأخرهم جيسي.
ظهر على زينة وجل عظيم واكتراب انتشر على قسماتها، قالت:
-مكنتش أعرف هيكلم أهلي ويقول كده، افتكرت مش هيستحمل يبعد عني ويروح يصالحني، دلوقتي عمرو عرف وأكيد هيجي عليا.
رغم أن ما قالته زينة لم ترضى رسيل عنه؛ لكنها تضايقت مما تفوهت به، هتفت:
-لا طبعًا مش هنسمح بده، إحنا أهلك ولازم نكون في صفك.
جاء رد زينة الحزين عليها حين عارضت:
-خايفة عمرو يجبرني أرجعله، ما إنتِ عارفاه يا رسيل، مبيحبش دلع البنات وقد أيه كان شديد معانا!
أيضًا قلقت رسيل من ذلك، وبداخلها لن تسمح بحدوث هذا الهراء، قالت:
-أيهم موجود، وهفهمه يتكلم معاه بالعقل، وإنك ليكِ الحرية في حياتك.
أشعرتها رسيل بالراحة وهدأت من خوفها؛ لكن طرأ عليها سؤال محير، فاندفعت وسألته قائلة:
-طيب لو آيان رفض ينفذ طلبك، هتوافقي تسيبيه زي ما قال لـ عمرو، لأن من كلامه ده مش هيعمل كده!
ردت زينة بامتعاض:
-المفروض يحبني ويعمل اللي يريحني، هو مش شايف أبوه بيعمل أيه لأمه، دا لو غلطانة مش بيتكلم، ولو أبوه عاتبها بيبقى بحب.
تفهمت رسيل ما تريده وتتمناه، وردت بتعقل:
-بس سببك ده محدش هيقبله، لأن دي حاجة بتكون بينك وبينه، ومش سبب قوي إنك تبعدي عنه أو يكون دا سبب انفصالك منه لا قدر الله.
تجهمت زينة وقالت:
-هو اضطرني، بحسه طالما جنبه هيحبني بطريقته، وينسى إني ليا حقوق تانية، لما أبعد أحسن ليا!
-أنا بقـ....
بترت رسيل بقية كلامها حين دقت عمتهن سميرة الباب وتقول:
-عمرو وصل تحت يا رسيل، هاتي زينة وانزلوا.
اختلج قلب زينة وارتعدت، بينما نظرت لها رسيل بتهوين، ثم خاطبت عمتها بمعنى:
-طيب يا عمتي نازلين أهو
ثم تابعت حديثها لـ زينة بجدية:
-اثبتي كده وقومي ننزل نقابله، ومتخافيش هنكون جنبك.....!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
نزع عمرو سترته عن كاهله ليريح جسده على الأريكة من عناء السفر، وانتبهت سميرة لتعابير القسوة تنقشع عليه، فخاطبته بتأنٍ:
-عمرو بلاش تتعصب على زينة، ولازم تفهم الموضوع كويس.
من البداية للنهاية سيستمر على موقفه، لذا قال بحنق:
-آيان فهمني الموضوع، وهي مش هتضيف جديد يغيّر اللي قررته
تدخل أيهم وقال بتودد:
-بس بلاش تشد عليها، فهمها بالراحة، دي برضوه أختك
احتدت نظرات عمرو أكثر حين لمحها قادمة مع رسيل، وذلك ما أترع الخوف في جوف زينة، وتمسكت بيد رسيل، فبمجيئه قد تغيّرت مخططاتها، وسيفشل بالطبع ما رسمته لتأديب الآخر..
جعلتها رسيل تجلس بجانبها ثم رحبت بـ عمرو جيدًا، والذي بدوره حدق بأخته وهتف:
-يعني في العقيقة اللي عملتها مجتيش، وقولتلي هتفضلي َمع جوزك وأهله في مشاكلهم، أيه اللي اتغيّر في يوم علشان برضوه لما زعلتي مع جوزك متلجأيش لينا.
تعالي نبرة عمرو وحديثه القاسي البكها، مما دفع أيهم للرد بدلاً منها، قال:
-إحنا كمان أهلها يا عمرو، وهي بس خايفة تجبرها ترجعله و...
قاطعه عمرو بتشدد حانق:
-دا فعلاً هيحصل، وأنا جاي هنا علشان أرجعها لجوزها، اتكلمت معاه وهو مش غلطان.
تذمرت زينة بملامحها ولم تقوى على الجدال معه، فهتفت رسيل باحتجاج:
-دا حتى لو غلطانة يا عمرو، ميصحش تخليها ترجعله بنفسها، فين كرامتها هنا، كده بتقل من أختك وبتكسر عينها.
أضافت سميرة أيضًا بعدم قبول:
-ولو رجعتله بطريقتك دي كمان ممكن يسوق فيها ويعرف إنها ملهاش حد يقف معاها
أرادت زينة البكاء وتمسكت، في حين استمع عمرو لذلك بضيق، قال:
-والمطلوب أيه إن شاء الله، أكلمه أقوله تعالى إنت خدها
ردت رسيل باستنكار:
-وليه لأ، المهم في كل الحالات تحفظ كرامة أختك، لأنها من كرامتك
-هو مش غلطان يا رسيل، وميصحش تجبره على حاجة وتهدده بإنها تسيبه على حاجة ما تستاهلش!
دافعت رسيل عن موقف زينة بقوة، وذلك ما قوى من زينة، قالت:
-المفروض مراته حست من ناحية حد معين بعدم القبول أو القلق، فمن واجبه يبعد الحاجة اللي تضايقها، لأنه لو رفض بيثبت إن التانية أفضل وميهموش مشاعر مراته
رد عمرو باستياء:
-أنا زيه، مقبلش مراتي تجبرني على كده، وبقولك إن ده ميصحش، ومافيش راجل يقبل كده!
-لو بيحبها هيقبل!
نطقها أيهم بجدية، فابتسمت رسيل بشدة فهو يفعل ما يحلو لها، فعقبت على رده وكررته قائلة:
-زي ما قالك أيهم، لو بيحبها بجد هيقبل!
وجه عمرو بصره لأخته، وجدها صامتة، وهذا ما رفضه، خاطبها:
-عاوزة أيه يا زينة؟!
ردت بحرج ممن حولها:
-يعمل اللي يريحني، وينفذ اللي طلبته منه
لم يتحمس عمرو لرغبتها؛ كونه رجل ولن يقبل أن يوافق على هذا المزج المستقبح، قال:
-وإن رفض يا زينة!
نظرت لهم زينة من حولها، وأحست بالتقييد وعدم القدرة على أخذ قرار اندفاعي، فقالت بحذر:
-يبقى يعمل اللي يريحه، أنا مش هقبل يقل مني!
أطال عمرو النظر إليها في سكوت تام، وبعد وقت من تفكيره في الأمر ككل، قال:
-جهزي نفسك علشان هترجعي البلد معايا، واستعدي لطلاقك.....!!
_____________________________________
استأذنت خلف الباب بالتحدث معه، فسمح لها بالدخول فورًا حين نهض من تخته متأهبًا لاستقبالها، فولجت ماريان غرفته، ابتسمت بضعف له وقالت:
-آسفة، حبيت اتكلم معاك!
عاب عليها وهو يسحبها لتجلس، قال:
-إنتِ تيجي في أي وقت
جلست ماريان محرجة، فقد جاءت راغبة في التحدث معه بشأن مشكلته، قال بتردد:
-إنت عامل أيه، زعلان علشان مراتك وولادك مش معاك؟!
رد بصراحة ولم يضيف أي خداع، قال:
-أكيد زعلان إنهم مش معايا!
سألته باهتمام:
-صحيح بتفكر تسيب زينة!
تنهد باستياء وقال:
-لو حصل ده هيبقى منها، لأن كلهم عارفين إني بحبها، وعملت أيه علشان اتجوزها!
تذكرت خيانة زوجها لها، قالت:
-بتفكرني بـ آيان واللي عمله معايا، بس إحنا كنا بنحب بعض، وعملنا كتير علشان يتم جوازنا، كان حبه مزيف.
مسد على ظهرها بمواساة وقال:
-وربنا خلصك منه، والحمد لله فهمتي بدري، إنتِ لسه عيلة يا ماريان، أنا متجوز زينة قدك دلوقتي، وكنا وقتها صغيرين
قالت بنصحٍ شديد:
-بينكم ولاد يا آيان، فكر كويس قبل أي خطوة متهورة، لأن مش بسبب حاجة تافهة تخربوا حياتكم، صعب دا صدقني
رد بألم:
-بقيت بحس إنها مبتحبنيش، عاوزة تتحكم فيا، وأنا راجل، ومقدرش اتنازل عن كرامتي.
زاغت ماريان في حديثه وكأنها تذكرت أمر ما له علاقة بقوله، ثم انتبهت لوالدتهما تلج الغرفة، وقد فرحت من وجودهما معًا، قالت:
-من زمان مش بشوفكم متجمعين كده
ثم جلست نور بينهما مبتسمة، تابعت:
-بتتكلموا في أيه؟
ردت ماريان بتوضيح:
-بنتكلم أنا وريان عن زينة
زمت نور ثغرها حانقة، نظرت لابنها وقالت:
-أنا مش هدّخل، أنا هسيبك تتصرف علشان محدش يقول غصبناك، شوف يريحك أيه واعملوا، بس اتمنى تعمل الصح.
قال بعزيمة
-هاعمل يا ماما الصح، أنا مش صغير
اغتاظت نور وهي تتذكر أفعال زينة الهوجاء هتفت:
-حرام عليها تاخد الولاد وتمشي كده، مفكرة هتحرمنا منهم، دا لو آيان طلقها هخليه ياخدهم منها، لازم تنحرم منهم علشان تبقى تمشي العند بتاعها ده تاني
دون قصد كانت نور تتدخل في أمره؛ على الرغم من نفيها لذلك، فحدثتها ماريان بهدوء:
-إن شاء الله مش هيجيب مشاكل، لأن الموضوع ميستاهلش
حنقت نور من رد ابنتها، قالت:
-لا يستاهل، دي زودتها كتير، هي هتمشيه على مزاجها!
ثم وجهت الحديث لـ آيان، تابعت:
-اوعى تضعف، اختك حبت بجد وهو مستهلش، فمراتك كمان لازم تفهم إن اللي بتعمله ده غلط، لأنها هتفضل كده لو مشوفتش ليها حل.
لم يحبذ آيان تدخل أحد؛ كونه رغب في أن يقرر بنفسه، لذا قال بحسم:
-أنا هاعمل اللي يرضيني يا ماما، وهي لو مش عاوزاني براحتها.......!!
_____________________________________
تهدجت أنفاسها بغضب وهي تتلقى تأكيد خبر وجود علاقة مع زوجته السابقة، ولم تتحمل سمر حتى انفجرت بهياج، صاحت:
-طلع بيقابلها يا ماما، معقولة!!، أنا كنت حاسة إن البت المجرمة دي رجعت من برة علشان تضحك عليه تاني
هتفت والدتها بتوبيخ:
-إنتِ متزعليش خالص، ولا تهتمي، هو تليفون صغير أبلغ فيه مريم، وهي هتتصرف معاه، إنتِ عارفة إنها مش بتطيقها
قالت سمر بتخوف شديد:
-ممكن يفكر يسيبني ويختارها، وكل اللي عملناه يروح هدر
ردت الأخيرة بتبرم:
-اللي أعرفه إن مراته دي كانت مشيها بطال، دا حتى اتجوزت وخلفت وهي على ذمته، يعني أكيد بنت مش سهلة وبتلعب عليه
سألت سمر في حيرة:
-ويعجبه في بنت زبالة زي دي أيه؟
-الله أعلم!
من شدة احتدامها، فكرت سمر في خلق أجواء شرسة بينهما، ودخول الريبة في نفس زين ضدها، ومن ثم تثأر لنفسها، فهي تخشى بعد كل ما أنجزته يتركها، وصدقا سيفعل ذلك، وبشيطنة قالت:
-طالما كده يبقى لازم يشك إنها على علاقة بالراجل اللي خلفت منه، نعمل أي حاجة بس يبعد عنها
خاطبتها والدتها بتنبيه:
-المهم حاذري في الكلام معاه، وادخلي جواه وافهمي هيعمل أيه، يمكن يروح لدكتور من وراك ويكتشف الحقيقة
-أنا فاهمة كل ده متقلقيش!
ثم استمعت سمر لصوت صفق باب الشقة، أضافت:
-باين وصل!
حدثتها والدتها بتحذير:
-اتكلمي معاه كويس، ومتديلوش فرصة يقولك مش عاوزك أو نسيب بعض، وقوليله إنك هتفضلي جنبه لآخر العمر....!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
استلقى زين على الأريكة واغمض عينيه؛ رغم كم الفرح الذي يعتريه من بقائه معها الليلة الماضية، كان يحمل بداخله قلق من القادم، وأحس بالضياع، ولم تأتيه الرغبة في معرفة سبب عقمه، فوجوده بمفرده أشعره باليأس والأسى، وانطفأت بداخله كل الأمنيات، وود مصادقة أحدهم؛ ليخطو معه لحل مشكلته المؤلمة تلك؛ كونه لا يريد شفقة من أحد..
خرجت سمر من الغرفة فوجدته هكذا، تعلم ما به بالطبع، ولذلك بادرت باللعب عليه، كما الأخيرة، تقدمت منه باطراق ثم جلست على الأرضية بالقرب من رأسه، أحس زين بها ففتح عينيه، خاطبته برقة متناهية:
-وأنا معاك مش عاوزاك تزعل، متفكرش علشان اللي حصل ده هابعد عنك، بالعكس، أنا هتمسك أكتر ابقى معاك.
أشعرته سمر بأنها صاحبة فضل عليه، وذكرته بضعفه، بطريقة سنحت لها الفرصة في كسب ارتضائه عليها، بينما ود زين لو استمع لهذه الكلمات المبهجة للقلب من لمى، حينها ستتراقص دقاته وأمانيه على معزوفة واحدة، بعكس هذه، فلربما فرصة يستغلها ليدفعها لتركه، قال:
-أنا مش عاوز أظلمك، لو عايزة تسيبيني عـ.....
قاطعته بعجالة وهي تعترض:
-لا متقولش كده، أنا باحبك، والحب دا أقوى من إني أفكر في أي حاجة تانية، مش هتلاقي حد أصيل زيي يا زين، قليل جدًا بيرضى بكده
جاهدت على التلميح بحذر بخصوص زوجته الأولى، ودون أن تدري نجحت، فقد فكر زين في لمى، وأراد رؤية أصالتها َمعه، زيفت سمر حنوٍ بليغ وتابعت:
-لو عايز تكشف أنا معاك، لو مش حابب خلاص، اللي يريحك هنعمله، ومعاك في كل الحالات.
قيدته بحديثها ومدى تفانيها في تقديم الود والعطف، وذاك ما جعل زين غير قادر على إيجاد ثغرة واحدة ليبتعد عنها؛ ورغم تمنيه بعدها، توجس من ردة فعل لمى حين تعرف، وكان ذلك السبب في عدم قول الحقيقة أمامها..
ولشغفه في إيجاد حل لمعضلته، قال:
-عاوز أروح أكشف، يمكن ألاقي حل......!!
______________________________________
تفاجأ والدها بما تقوله، كذلك السيدة إيمان التي استنكرت ذلك، فما تعرفه أن سيف يرتبط بابنتها، وتهوى الأخيرة الإقتراب منه؛ لكن هذا التغير زاد من حيرتها، مع وجود بعض من عدم القبول لتصاعد هذه العلاقة لشيء أكبر..
قال السيد كارم مندهشًا:
-معقول سيف عاوز يطلب إيدك، أنا افتكرت معجب بـ لمى؟!
كبحت مايا اختناقها من ذلك، هتفت مصححة:
-هو بنفسه طلب يقابلك، يعني دي رغبته، مش أنا ضحكت عليه
رد مايا جاء دفاعًا عن نفسه أمام زوجة أبيها، التي قالت:
-ولو حصل بينكم انجذاب، عادي يا مايا، هو حر يختار اللي يحبها
قالت مايا بخجل طفيف:
-سيف شاب أي بنت تتمناه، وهو لسه في بداية حياته، يعني عاوز واحدة زيي، وبصراحة فاجئني بطلبه، ومبسوطة بيه لأن أنا كمان معجبة بيه من أول ما شوفته!
ابتهج كارم لسعادة ابنته، قال:
-رغم إني مشغول بس هفضي نفسي مخصوص علشان أقابله.
قبلت مايا وجنة أبيها، هتفت:
-ربنا ما يحرمني منك يا بابا!
ثم نهضت معتزمة إخبار الآخر بالنتيجة، أردفت:
-هروح أبلغه إن حضرتك موافق تقابله بكرة
ثم ركضت للأعلى، فوجه السيد كارم الحديث لزوجته وقال:
-مش معقول، كنت فاكر إنه عاوز لمى وبيفكر يرتبط بيها
ذلك ما تمنته السيدة إيمان؛ لكن كالعادة تندثر أمانيها، وتدرك كل يوم عن الآخر أن ابنتها تعيسة الحظ، قالت:
-ربنا يسعد مايا، أنا فرحت لفرحتها
-ويسعد لمى وتشوفيها في أحسن حال........!!
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا