مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية اجتماعية واقعية جديدة للكاتبة إلهام رفعت ورواياتها التى نالت مؤخرا شهرة على مواقع البحث نقدمها علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السادس من رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت
رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت - الفصل السادس
تابع من هنا: روايات رومانسية جريئة
رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت - الفصل السادس
سيطر عليهما وجوم سامق، ارتفع معلنًا بأسه مما يحدث الآن، ونظرات العتاب لم تقل عنه، تابعت سلمى برفقة معتز ما يفعله ابنهما من جهولية، مستنكرة هي أنه بعد ذاك العُمر والنضج عن السابق يتصرف هكذا دون وعي، وحين خرج من غرفته حاملاً لحقيبة ملابسه، هبت من مكانها مستاءة، كذلك معتز والذي نظر لها بأن تتجاهله، وكونها كأي أم، رفضت، وانساقت وراء مشاعرها ثم أخذت تتقدم منه.
وقفت أمامه لتمنعه عن الرحيل، قالت:
-إنت جرالك أيه، أيه اللي غيرك كده، مين لعب في دماغك تتغير على مراتك وتتخلى عنها بالسهولة دي؟!
اخفض نظراته غير راغب في سماع عبارات اللوم تلك، أو نظرات والدته المزعوجة، قال بلا مبالاة ضايقتها:
-أنا باعمل الصح، واللي كان لازم يتعمل من زمان!
ثم تخطاها ليتابع طريقه، فأصابتها صدمة من تهوره، وقد تفاجأت من تبدله لهذه الدرجة الغريبة، لم تقف سلمى مقيدة هكذا، بل لحقت به ثم أمسكت بذراعه؛ لتوقفه، أدارته إليها وهدرت به:
-رايح فين؟!
تحرك معتز فورًا لينضم لهما، فحالة سلمى ثائرة بشكلٍ مقلق، بينما جاوب عليها ريان بتردد:
-مش قولتيلي لو اتجوزت أسيب البيت، فأنا باعمل زي ما حضرتك عاوزة.
انتفضت سلمى لتصفعه بغل، صرخت:
-مين دي اللي ضحكت عليك؟!
شُده ريان من ضرب والدته له، فهي لم تفعلها من قبل؛ لكنه احتفظ بحزنه لنفسه ولم يعلق، أيضًا انزعج معتز من ردة فعلها تجاه ابنهما الشاب، خاطبها بعتاب:
-هو دا الحل يا سلمى، معملتيهاش لما كان عيل صغير!
لمعت عيناها بألم، فما فعلته بعكس تحننها المنطلق نحوه، تنهد ريان بكمد، قال:
-متشكر يا ماما، عن إذنك!
أفلت ذراعه من قبضتها ثم دلف للخارج بخطى سريعة، فتوقفت سلمى مكانها ثم أجهشت بالبكاء المرير، اندفع معتز ليحتويها بين أحضانه وهو يمسد عليها، قال:
-حاسس بيكِ، بس هي الحياة كده، أغلبها مشاكل وتجارب
انتحبت رافضة أن تذعن لذلك، قالت:
-لو طايش نعقله، ليه ممنعتوش يا معتز، فين دورك؟!
زفر بقوة مختنقًا مما سار، هتف:
-هيرجع لوحده، وخليه يجرب ويتعلم، ويختار اللي يريحه.......!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
جلس خلف عجلة القيادة؛ زائغًا فيما حدث قبل قليل، وأجزم أن ما يفعله الصواب، فلم يعد يحتمل ما تفعله معه ماريان، خاصة ولائها الدائم تجاه والدتها، غير مهتمة به؛ أو ما يريده، وخطوة زواجه انعكاس ملازم ونتيجة صحيحة لما تفعله معه، ثم أخرج نفس عميق؛ مشددًا من موقفه، ومعتزمًا تنفيذ ما خطط له بزواجه بغيرها، عل ذلك يجعلها تندم..
قام ريان بتشغيل سيارته، استعدادًا للإنطلاق بها؛ لكن استوقفه رنين هاتفه، وبالفعل أبطل السيارة؛ منتبهًا للمتصل به، وحين حدق بهويته، ظهرت عليه علامات الهدوء العجيبة؛ كأنه متأكد من مهاتفتها له، لذا رد عليها بثباتٍ جم، قال:
-خير؟!
حاولت ماريان أن لا تظهر نبرتها الباكية؛ كي لا يدرك ألمها، قالت:
-مامي قالت إنك عاوز تطلقني!
رد بصلابة كبيرة:
-محصلش!
تقاءلت وابتسمت؛ ظانة بأنه كان يمزح بشأن زواجه، هتفت:
-يعني مش هتتجوز عليا زي ما قالتلي؟!
ابتسم متهكمًا من سذاجتها، قال مصححًا:
-هتجوز وإنتِ معايا عادي!
أحست بأنه يتعمد إذلالها، فظهرت نبرتها الباكية وهي ترفض ذلك، قالت:
-وإنت فاكر هوافق على كده؟!
استفزها حين رد بغطرسة:
-أنا افتكرت لما اتصلتي دلوقتي علشان هتبلغيني موافقتك، ممكن أعرف سبب اتصالك طالما مش علشان كده؟!
رفرفت بداخلها مشاعر توقها له، بأنها ما زالت تحبه، وخشيت أن تخبره بأن ذلك هو السبب، فيزيد تكبره وتجبره عليها، قالت:
-افتكرت إنك بتحبني، طلع كله وهم، كل أما افتكر كلامك وحياتنا سوا، استغرب، إزاي بتقدر تمثل وتكدب كده!
حدثته ببراءة شديدة، وهي تعاتبه؛ لكنه لم يضعف قط أمام لطافتها ورقتها في الحديث، كونه معتاد على ذلك منها، قال:
-أنا هتجوز واحدة ست تقدر جوزها، تجبله العيال اللي بيحلم بيهم، تسمع كلامه هو وبس!
ثم أغلق ريان الهاتف سريعًا، لا يريد سماع المزيد منها، ثم انطلق من المكان نافضًا التفكير في أي شيء.
بينما تركت ماريان العنان للبكاء؛ مقهورة على ما آلت إليه الأمور، ارتعش جسدها إثر انكسار قلبها، وخيبة أملها فيمن أحبته، وقفت أختها رحمة من خلفها تتابعها بحزن، وبعفوية منها دنت لتواسيه، حين جلست بجانبها على الأريكة وربتت على ظهرها، رفعت ماريان رأسها لها، وقد أحمرت عيناها، تأملتها للحظات متألمة، ثم خاطبتها بنصح:
-اوعى تتجوزي حد يقولك باحبك، كلهم كدابين.........!!
___________________________________
تزينت أمام المرآة ثم نثرت بعض العطر على عنقها وثيابها، فوعده لها أمس محى كل ضيقها، فقد أثبت بأنها مفضلته، وببراعتها كسبت طاعته لها، حين انتهت وضعت حجاب خفيف ليغطي شعرها كونها في الداخل، ثم التفتت للذي يغفا إلى تلك الساعة المتأخرة، تحركت نحوه ثم جلست بجانبه، هزته بلطف شديد وهي تقول:
-آيان!
تنمل في نومته، وهي تكرر مناداته بنبرتها الدمثة، فذاك اللطف يجعل دقاته تتراقص، فتح عينيه عليها فوجدها تبتسم بإشراق فابتسم هو الآخر، قالت:
-صباح الخير يا حبيبي، كل دا نوم؟!
حاوط وجهها بكفيه؛ محبًا لرؤيتها تخاطبه هكذا على الدوام، قال:
-صباح الورد!
ثم تابع بمعزى ليذكرها بـ ليلة أمس، معقبًا على سؤالها:
-أصل نمت متأخر، وقولت أرتاح شوية!
اتسعت بسمتها وقالت:
-طيب مش ارتاحت، ما تقوم يلا نشوف هنعمل أيه!
اعتدل آيان بتقاعس، ثم انتبه لابنته الصغيرة تلعب بجانبه، ابتسم لها وأخذ يداعبها، قال:
-هي عاملة أيه؟
قالت وهي تتأمل ابنتها بحب:
-الحمد لله!
وضع آيان قبلة على جبهة الصغيرة، قال:
-البت دي محبتها في قلبي زادت
ثم اعتدل كليًا؛ متطلعًا لـ زينة بألفة، تابع:
-عارفة ليه؟
ترقبت جاهلة للسبب، فمرر يده على عنقها بمعنى وقال:
-علشان خلتنا نتصالح امبارح!
عانقته زينة بقوة؛ ممتنة لما يمنحها إياه، فضمها إليه بقوة وهو يتنفس بعمق، قالت:
-متعرفش قد أيه مبسوطة علشان وافقت على كل اللي قولتلك عليه
ثم ابتعدت لتنظر لعينيه مباشرة، وهي ما زالت تطوق عنه، أردفت:
-يلا قوم إلبس علشان نروح الشغل سوا!
تلجلج آيان ثم تنحنح بقوة، فتخوفت ظانة أنه تراجع، قال:
-طيب استني شوية، على الأقل خليكِ جنب البت يومين على ما تطمني عليها، وعلى ما ماما ترجع من السفر، علشان أخواتي ميبقوش لوحدهم.
كان رده متعقلاً، ولم تجد فيه ضلالة، رغم أنها ليست من مهامها، مطت شفتيها لتوافقه الرأي، قالت:
-على ما ترجع بس، وبعد كده هنروح الشغل مع بعض
اومأ موافقًا وقال:
-المهم على طول تفردي وشك قدامي، أكتر حاجة بتضايقني لما نكون زعلانين، بتعب قوي.
أسندت جبهتها على جبهته، متوددة له ومقلصة المسافة، فهي تلاحظ عشقه لها منذ اعترف لها بذلك، قالت:
-أنا بأحبك علشان بتحبني، أنا كنت أوقات بافتكر اللي عملته معايا زمان، واضايق، لكن حبك ده نساني كل حاجة
ثم عاد عناقهما يتجدد بحرارة أكثر، قال:
-وهفضل أعملك اللي إنتِ عاوزاه يا زينة.......!!
___________________________________
وقعت إمضائها أسفل الورقة، وحين انتهت أثرى تهللها الداخلي، فسوف تقضي وقت فراغها في عمل تجيده وتحبه، خاطبتها لمى بألفة:
-مبروك يا مايا شغلك الجديد.
ابتسمت مايا باستحياء وهي تمرر نظراتها عليهم، فحدثها سيف بلباقة:
-مبروك يا أنسة مايا، إن شاء الله يبقى وشك حلو علينا
ردت باقتضاب:
-إن شاء الله!
هتفت نيفين بشيءٍ من المزح:
-طبعًا إنتِ عارفة يا مايا إننا لسه في الأول، يعني صبرك علينا في المرتب
ضحكت مايا بخجل وقالت:
-آخر حاجة بافكر فيها الفلوس، كفاية هسلي وقتي معاكم بحاجة بافهم فيها كويس، وإن شاء الله هتبقوا مبسوطين مني
قالت لمى بمفهوم:
-علشان كده جبتلكم مايا، هتقف معاكم وهتساعدكم في بداية مشروعكم!
خاطبها سيف بجدية:
-طيب ممكن تتفضلي معايا علشان تشوفي الأقمشة جوه!
هزت مايا رأسها بامتثال ثم نهضت معه، تتبعتها نظرات لمى وهما يدلفا للخارج، ثم خاطبت نيفين بحماس:
-قلبي حاسس إنكم هتعملوا حاجة كويسة، لأن شغلكم هيعجب ناس كتير قوي!
ردت نيفين بضيق طفيف:
-كان نفسي تكوني معانا، مش بعد شغلنا برة سوا، نيجي هنا وتبعدي عننا!
قالت لمى موضحة:
-أنا قولت هاشتغل معاكم، بس من الباطن، وهأجر شقة قريبة من هنا
-وليه اللفة دي يا لمى؟!
سألتها نيفين بتعجب من قرارها ذاك، بينما حاذرت لمى في الرد عليها وقالت:
-علشان مش عاوزة أسبب ليكم مشاكل، لأن زين أكيد مش هيسيب سيف في حاله، وممكن يبوظ شغله بسببي!
رغم أن نيفين لم تقتنع، أو بالأحرى لم تحبذ ضعفها أمام الأخير، قالت:
-براحتك، بس حتى لو بعدتي عننا، بعد كل اللي عمله، هو أكيد مش هيطلعك من دماغه
كانت نيفين محقة في قولها، فتنهدت لمى باغتمام ولم تخض كثيرًا في الموضوع؛ منعًا لاسترابتها في الأمر؛ أو كشفها بما سوف تفعله مع الآخر، ثم تذكرت مقابلتها له اليوم، نظرت لساعة يدها وقالت:
-عندي ميعاد مهم، لازم أمشي.......!!
__________________________________
أغلقت أزرار قميص ابنها الصغير، ثم تممت على هندمة ملابسه، ابتسمت نور له وهي تطبع قبلة على وجنته، معجبة بوسامة وجهه، وجمال منظره، ثم وجهت بصرها لابنتها رحمة، سألتها:
-هتقعدوا كتير عند عمتكم؟!
ردت موضحة:
-هشوف أنا وفاطمة هنعمل أيه لما الدراسة تبدأ، وبعدين نلعب شوية ونرجع
تفهمت نور وقالت:
-طيب متتأخروش، وسلمولي عليها كتير.
ابتسمت رحمة ثم أمسكت بيد أخيها، فتعقبت نور خروجهم بنظرات محبة، ثم انتبهت لابنتها ماريان تلج من بعدهم، فنهضت نور لتقابلها مدهوشة، فشحوب ملامحها كفيل ببث القلق بداخلها، ارتمت ماريان في أحضانها لتتابع قوارع بكائها، قالت:
-مش قادرة يا مامي، مش قادرة!
ضمتها نور وقد أحست بها، واعية لما تمر به، قالت:
-تعالي اقعدي يا حبيبتي
سحبتها نور وهي ما زالت قابعة في أحضانها لتجلس معها على طرف الفراش، ربتت عليها واستفهمت:
-إنتِ كلمتي ريان؟!
كان سؤال نور مكشوف إجابته بالنسبة لها، والتي تدرك جيدًا أنها سوف تتحدث مع ذاك زوجها النذل، وتستعطفه لربما، فردت ماريان ببكاء:
-أيوة!
اغتمت نور من ضعفها، ورغم ذلك لم تلومها أو تنهرها، قالت بتروٍ:
-مش إحنا اتكلمنا قبل كده يا ماريان، واتفقنا تنسيه!
هدأ بكاؤها قليلاً، بررت:
-أصل مش مصدقة إن ريان يتخلى عني، افتكرت بيهزر، لكن طلع بجد، عمتو قالت إنه ساب البيت علشان هيتجوز
اغتاظت نور، وكانت مشتعلة غضبًا أكثر منها، فقد تنازلت عن الكثير لتكمل هذه الزيجة الغبية، هتفت:
-تستاهلي أحسن منه، هجوزك واحد من مقامك ومقام أبوكِ، كنت غلطانة لما وافقت تعيشي معاه في أوضة، وإنتِ متربية على العِز طول عُمرك!
ثم رفعت نور رأس ابنتها وتابعت بعزيمة:
-هتشتغلي معايا في المشروع الجديد، وهتسافري كمان معايا، عاوزاكِ تنسي كل حاجة، تبدأي من جديد، إنتِ لسه صغيرة!
أكمدت ماريان بشدة، ورغم تحفيزات والدتها، لم تنجرف كليًا خلفها، فقد بات جزء كبير منها متألم، وبالطبع لن تنسى بهذه السهولة، وذاك ما أدركته نور، وفطنت أنها ظاهريًا ستتناسى؛ لكن داخليًا طمس ما حدث بداخلها، لربما يحتاج لشيء آخر يقلب حياتها رأسًا على عقب، لذا دفعها فكرها لتزويجها من رجل أفضل، عله يمحي ما بقى من تأثيرات حبيبها المزيف........!!
___________________________________
رحل المأذون الذي عقد ورقة رجوعهما، وبقى هو وهي بداخل شقته؛ لكن هناك ما جعله يشعر بالنفور، وهو ذاك الطفل اللعين الذي تحمله على حجرها، فقد بغضه بدرجة كبيرة، بينما جلست لمى تتابع نظراته نحو الصغير، وتضايقت من نظرات الكُره التي تخرج منه نحوه، وودت لو تخبره بالحقيقة؛ لكنها تأنت، ثم انتبهت له يخاطبها بوقاحة:
-هو أنا جايبك هنا علشان تفضلي شايلة الواد ده!
ازدردت ريقها في توتر وقالت:
-طيب أنيمه فين؟!
هتف باحتدام مدروس:
-أرميه مكان ما إنت قاعدة، وأنا مالي
قالت بعبوس شديد:
-أيه الكلام ده، مش اتفقنا يكون ليه مكان معانا
تهدجت أنفاسه بغضب، فكلما يراه ستزيد ضراوته حتمًا، هتف:
-موعدتش بحاجة، وبمزاجي أغيّر كلامي، إذا كان عاجبك
كما توقعت بالضبط، بأنه سيخلف وعده معها ليتما تصبح زوجته، تنهدت وقالت:
-طيب أنيمه فين دلوقتي؟
-أي أوضة حطيه فيها
صاح باحتقار وعدم قبول وجهه للصغير، فنهضت لمى دون تعليق لتضع الولد في أي غرفة؛ لتبعده عن أنظاره؛ خوفًا عليه من أن يتهور في لحظة طائشة كالمرة السابقة، فجلس زين مستشاطًا من وجوده، وكلحت تعابيره، فبالطبع لن يكون رحيمًا مع طفلها من رجل آخر، جاءت لمى من خلفه وقالت:
-نيمته!
أنصت إليها باهتمام ثم نهض فجأة، التفت إليها ثم سحبها من ذراعها ناحية الغرفة التي خصصها لهما، ارتبكت وهي تتحرك من خلفه متخيلة حتمًا ما سيفعله معها، وانتفض جسدها بتوتر ملحوظ، وحين ولج الغرفة بها، اقترب بها حد أن المسافة انعدمت، علا صدرها وهبط برجفة غريبة، وكان لقائه الأول بها يعاود المرور على ذهنها، فلم تكن لأحد سوى له فقط، ولم تجحف أنها اشتاقت له، وكم تمنت أن يكون الود بينهما، ثم نظرت لعينيه بتردد، وجدته يحدق بها بجمود، ولم تفسر صلابة نظراته عليها، وتأهبت أن يخطو معها للحظات حميمية تجمعهما؛ لكن لم يحدث ذلك، فقد ذُهلت حين ابتعد عنها، وتأملته بغرابة، وتأجج اندهاشها حين سألها:
-بتكرهيني قد أيه؟
انعقد لسانها ولم تجد الجواب، فقد باغتها به، ثم لاحظت كم استيائه من أنفاسه المتسارعة، واستشفت عتابه لها حين سألها بضيق:
-كرهتيتي لدرجة فكرتي تكوني مع واحد تاني، وتعيشي وتخلفي عادي، وأنا هنا قاعد مستنيكِ!
جف حلقها فجأة وقد رهبت من تطاوله عليها أثناء لومه، قالت:
-اللي عملته معايا كان صعب، إنت أهانتني، وكسرتني، رغم إن محدش عجبني وقتها غيرك، واتجوزتك برضايا
هتف بغيظ:
-أنا كنت وقتها جوزك، يعني كنتِ لوميني، ابعدي شوية وعاقبيني، مش تروحي تتجوزي بكل بجاحة
-متجوزتش!
أحست لمى بعصبيته، وأنه سيضربها، فتراجعت للخلف وقالت:
-اتفقنا متمدش إيدك عليا، وإنك تعاملني كويس
ابتسم بغضب وقال:
-تعرفي، أنا فكرت أجيبك هنا، وأقتلك إنت وابنك ده، بس مش قادر اعملها
تناقض حديثه الآن مع رغبته في الزواج منها أصابها بالجهل، استفهمت:
-رجعتني ليه يا زين طالما مش طايقني، أيه يجبرك تعيش معايا
لم يعلق على ذاك السؤال، بل قال بنظرات استهجان ازعجتها:
-مش اتفقنا أعاملك كويس
ترقبت لمى ما ينتويه، فاقترب منها بشدة وتيقنت حينها ثبوت ما يخالجها، قال:
-هاعملك كويس قوي!
ثم شرع في ملامستها بطريقة احتقارية؛ لكنها لطيفة، مانعًا عنفه تلك المرة من الحضور، رغم غضبه منها، واستعدت هي ظاهريًا لمواجهة شحنة تمنيه الوافدة إليها، وبداخلها توتر ثائر، متزامن مع اشتياق عجيب تملك منها مع كل لمسة منه.........!!
______________________________________
ضبت أغراضها بنفسها في حقيبة سفرها، وانتقت المطلوب أخذه فقط، ثم تحركت ناحية أوراقها الموضوعة على المكتب الصغير في زاوية الغرفة، وشرعت في جمع الأوراق اللازمة في حقيبة يد كبيرة وعملية، كل ما تفعله تحت أنظار أيهم غير الراضية إلى الآن على تلك السفرة، وحين انتهت، وقفت مشغولة الفكر، محاولة تذكر هل نست شيء؛ أم لا؟، خاطبها أيهم بضيق داخلي:
-مستعجلة كده ليه يا رسيل، السفر لسه بكرة بليل!
انتبهت له رسيل ثم تحركت لتجلس بجانبه على الأريكة، قالت:
-خايفة أنسى حاجة، إنت عارف إن سفري ده مرتبط بحاجات هاعملها هناك، فأنا متوترة، أول مرة أسافر!
صمت أيهم مجبرًا، فإن تحدث سيرفض سفرها ذاك، قالت رسيل بتحنن:
-الولاد هيوحشوني قوي
ثم وجهت بصرها إليه وأردفت:
-خلي بالك منهم، وكل يوم تخليهم يكلموني
ثم تنهدت ولاح على وجهها بسمة فرحة، مبتهجة من فكرة السفر عامةً، وزاغت في ذلك، بينما نظر لها أيهم بوجوم، مترقبًا أن تخبره بأنها ستشتاق إليه، أو تودعه بطريقة ودودة؛ لكنها لم تفعل، نظرت له رسيل ببسمة متسعة، مبهورة بتلك الخطوة الرائعة التي ستخطوها في حياتها، هتفت:
-أنا فرحانة قوي!
زيف بسمة صغيرة متجاوبًا مع فرحتها، وبعفوية وضعت رأسها على كتفه، قالت:
-هتوحشني!
أراح وجهه العبوس، وغطت عليه مسرة رائعة، فطوقها بذراعيها وقال:
-إنت أكتر يا حبيبتي، خلي بالك من نفسك!
بحركة لا إرادية مررت يديها على صدره، ممتنة للطفه، قالت:
-استاذ ممدوح برضوه هيكون معانا
-أكيد لازم يروح معاكم، على الأقل متبقوش لوحدكم، أنا لو فاضي كنت جيت مسبتكيش، بس عندي شغل كتير
قالت بتودد:
-دا أسبوع، هيفوت بسرعة وهرجعلكم
قال بجدية:
-المهم تخليكِ في شغلك بس، ويا ريت الحياة هناك متأثرش على اللي اتربيتي عليه، يعني ابعدي عن أي حاجة وحشة
تفهمت رسيل سبب تنبيهاته تلك، قالت:
-أنا رايحة علشان شغل، وكمان حياتهم وطبيعتها مش ممكن تأثر عليا
مسد أيهم على شعرها فأنّت بوله جعله يبتسم، قالت:
-بجد هتوحشني قوي
تكرارها لنفس المشاعر جعله يوبخ نفسه، فقد ظن أنها باتت تتجاهله؛ لكن اتضح العكس، قال:
-مش عارف الأسبوع ده هيعدي إزاي وإنتِ في مكان بعيد عني...........!!
___________________________________
-هتعيشي لوحدك، دا اسمه كلام!
هتفت السيدة إيمان بتلك العبارة، رافضة السماح لابنتها بتركها، فردت لمى معللة:
-يا ماما الشقة دي هيكون فيها شغلي، وهقضي أغلب وقتي فيها، فقولت لو اتأخرت في يوم، أبات وكده، وكمان يونس معايا
ردت معترضة:
-مش موافقة، لواحدك إزاي، أنا كده أخاف عليكِ أكتر، خصوصًا من اللي اسمه زين ده
حافظت لمى على هدوئها أمامها؛ كي لا ترتاب في أمرها، وقالت:
-يعني هفضل خايفة منه، لازم أشوف حياتي واشغل وقتي
ظلت السيدة إيمان محتجة، قالت:
-غلط يا لمى تقعدي لواحدك ومامتك موجودة، برة كنت مطمنة علشان مع باباكِ، إنما كده لأ!
من الآن وجدت لمى صعوبة في إقناع والدتها، قالت مستاءة:
-يعني أفضل كده يا ماما محبوسة جنبك، وأعطل شغلي
ثم زيفت لمى الحزن والضيق معًا؛ لتجعل والدتها توافق لا محالة، بالفعل أذعنت السيدة وقالت:
-خلاص موافقة!
قبل أن ترتاح لمى كليًا، قيدت والدتها الموافقة بشرط صدمها، قالت:
-بس مش لواحدك، سيف معاكِ!
سألت لمى باندهاش:
-وسيف ماله بيا علشان يقعد معايا في الشقة؟!
قالت السيدة بعقلانية:
-لازم يكون فيه راجل معاكِ، وسيف شاب كويس وأنا موافقة ترتبطي بيه
تكشّرت مايا حين استمعت لحديث زوجة أبيها، بشأن ارتباط سيف بابنتها، ثم أخذت تتحرك نحوهما كالحة، فردت لمى بتلجلج:
-يا ماما والقواضي اللي مرفوعة عليا، نسيتي مينفعش أرتبط بحد، لأني في نظر القانون متجوزة
تدخلت مايا وقالت وهي تجلس:
-لمى كلامها صح، بالعكس لازم تبعد عن سيف خالص، وفكرة شغلها بعيد عنه هتخلي زين يشيلها من دماغه!
أنقذتها مايا بحديثها ذاك، فلو تفهمت ماهية العلاقة بينها وبين زين، لن يأتي ردها بذاك الإقناع وابتسمت، ولم تخفي تهكمها بجملتها الأخيرة، فقد رسخت علاقتها بالأخير واكتملت، قالت السيدة باستسلام:
-اعملي اللي يريحك، أنا هاعوز أيه غير راحتك يا لمي
تهللت لمى وقالت:
-ربنا ما يحرمني منك يا ماما، مش عاوزاكِ تخافي عليا، الشقة فيها أمن ويونس هيسليني
رضا السيدة وقبولها بقرار لمى، كان له وقع غريب في نفس مايا، فهي إلى الآن لم تتفهم تأزّقها من وجود علاقة تجمع سيف بـ لمى، مدركة أنه شاب لطيف، يستحق الزواج بفتاة لم يسبق لها الزواج مطلقًا، ثم انتبهت لـ لمى تخاطبها بجدية:
-القماش هيوصلني إمتى يا مايا؟!...........
____________________________________
أعلن صدمته، بل ودهشته من زواجه بها؛ رغم ما فعلته معه، فقد ظن انتقامه الشرس منها؛ لكن حدث عكس ما توقع، ظل آيان يستمع له عبر الهاتف بطلعة غير مصدقة؛ حتى توقف الأخير عن الكلام، فهتف متعجبًا:
-أكيد بتهزر، إزاي تسمح لنفسك تعيش مع واحدة خانتك، لا وكمان مع ابنها من غيرك!
ضجر زين وزادت عصبيته، حين يفتح أحدهم الحديث عن ذاك الأمر اللعين، هتف:
-أنا خلاص مبقتش بطيقها، بس وجودها معايا أكبر دليل إنها مذلولة، ومن غير كرامة
تهكم آيان من تغابي عقله، وانسياقه وراء شهوات أدركها، وكل ذلك جعل فضوله يزداد بشأن حياته الجديدة، فسأل:
-طيب ومراتك سمر، هتعمل معاها أيه؟
التوى ثغره ببسمة ماكرة وهي يذيع ما خطط له، قال:
-هي اللي هجيب منها ولادي، وهتكون عندي أحسن منها، وخليها تعرف إنها بقت ولا حاجة
غضّن آيان وجهه، وإلى الآن ظل مستنكرًا معايشته لامرأة خانته، قال:
-مش مستوعب اللي عملته، أنا لو منك مطقش أبص في وشها، وأوديها في داهية، كفاية قعدتك سنين كده وفي الآخر كانت مع غيرك ومخلفة، قادر تعيش إزاي ببرودك ده!!
استمرار آيان في نهره عن فعلته، وسكبه البنزين على النار الموقدة بداخله، لم يؤثر به، وكان بالأمر عادي، وتسعّر شغف زين في إذلالها بطريقة أكثر إهانة، ولو كانت هينة في نظر الأخيرة، قال:
-هتفضل عمرها كله متعلقة معايا، ولازم أعرفها إنها ولا حاجة، أنا معنديش غير كده أعمله، إلا لو قتلتها!
فورًا حثه آيان على التخلي عن هذه الفكرة الضارية، هتف:
-متبقاش مجنون، خلاص أعمل اللي يشفي غليلك منها، المهم متوديش نفسك في داهية
قال زين بتأفف:
-أنا دلوقتي في العربية، هاطلع شقتي، علشان سمر متشكش في حاجة وحد يعرف.........!!
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
شفقت على حالة ابنتها من معاملة زوجها غير الودية، وعوضت ضيقها بفرحة مؤقتة حين اقترحت:
-طيب اطلعوا ليلة في أي فندق على البحر، اتفسحوا وأخرجوا طالما بدأ ينزل شغله
حنقت سمر وبدت بائسة، قالت:
-أنا مش فاهمة، ليه بيعمل كده، أي اتنين دلوقتي بيتجوزوا بيروحوا هني مون، وهو حتى مش بيخرجني، ونزل شغله عادي
هوّنت عليها والدتها محنتها قائلة:
-زين شاب حلو وأخلاقه كويسة، بعيدًا عن إنه ملوش في حركات شباب اليومين دول
لوت سمر فمها فهي تريد أن تتدلل كسائر الفتيات، فأردفت والدتها بتعقل:
-وكمان من وهو صغير بيعتمد على نفسه، وبيشتغل مع خاله، فدا اللي تعتمدي عليه، إنتِ بس اقترحي تخرجوا ليلة أو يوم قاعد فيه من الشغل
هتفت سمر باكفهرار:
-مش عارفة ليه يا ماما جوزتيني ليه، وهو أصلاً مش ستايلي، أنا بأحب السفر والخروج
علقت والدتها بطريقة غليظة على كلامها، قالت:
-وخدنا أيه من خروجك والسفر غير اللي حصلك من وراه، نسيتي العملية اللي اتعملتلك علشان تكوني معاه دلوقت!
شهقت سمر وتخضب وجهها حين ذكرتها والدتها بتلك اللحظة الأليمة التي وقعت فيها، ثم منعت بأهدابها الدموع، أحست والدتها بأنها تمادت في جرحها فتابعت بندم:
-مش قصدي، بس كنت عاوزة أقولك إن زين ميعرفش عنك حاجة، وهتقدري تنفذي اللي اتفقنا عليه معاه، لأن مامته صحبتي، ومش هتفكر إننا كذبنا عليه
شجنت سمر ولم تخفي ألمها، قالت:
-أنا هاعمل اللي هتقوليلي عليه يا ماما
ثم انتبهت له يفتح باب الشقة، فسريعًا أنهت مكالمتها مع والدتها، متهيئة لمقابلته بطلعة مشرقة، فمسحت وجهها بكفيها، وتقوس فمها ببسمة مزيفة.
وقعت عينا زين عليها وهو يلج فابتسم بضعف، أوصد الباب فقابلته بتودد كبير وهي تطوق عنقه، فقبّل وجنتها قائلاً:
-وحشتيني!
تهللت أساريرها وهو يطربها بكلماته الوالهة تلك، قالت:
-اتأخرت ليه، أنا طول اليوم قاعدة لوحدي مش باعمل حاجة
تبسّم وقال:
-علشان كده هنطلع يومين نتفسح فيهم، وأعوضك عن شهر العسل
قصّر عليها الطريق في إخباره باقتراح والدتها، فقفزت موضعها مسرورة، هتفت:
-أيوة كده، أنا بأحبك قوي
ضمها زين بألفة، فقد اعتبرها من الآن زوجته المفضلة، ومن سيمنحها كامل احترامه، خاصة حين تنجب له ما يتمناه من أبناء، وستكون هي الأجدر بامتلاك قلبه وتحنانــه........!!
____________________________________
وقفت بـجانبه تعاونه على الشـواء، فقد أمرهم زين بـعمل حفلة صغيرة تجمعهم، ومنها وداع لزوجته قُبيل سفرها، عاونت زينة زوجها بمحبة في إنهاء كل شيء معًا، وكان وقوفهما يعرب عن سعادة أدهشتهم، مال زين على نور يحدثها بغرابة:
-هما اتصالحوا إمتى، دول كانوا هيسيبوا بعض!
نظرت نور لهما شزرًا، قالت متهكمة:
-تلاقيها ضحكت عليه بكلمتين، وابنك طيب وبيحبها، شوية وهترجع تنكد متقلقش!
ابتسم زين وكان تفكيره مختلفًا، قال:
-المشاكل بين الزوجين بتخلي الجواز ليه طعم، خصوصا لما يرجعوا يتصالحوا، دا الحُب، نسيتي خناقاتنا
ثم غمز لها بمغزى، فرفضت نور أن يقارنها بها، هتفت باعتراض:
-أنا كنت باحبك، يعني مهما زعلنا إحنا لبعض، إنما هي فأنا مش واثقة في ده، كفاية يوم جوازهم أهلها جبروها، ووافقت علشان أخوها شديد
ثم علقت نـور على جملتها الأخيرة بتشفٍ:
-أهو أخوها ده اللي راجل بجد، مفكرة لو زعلت وراحتله هناك بلدهم هيوافق، مش بعيد بنفسه يرجعها..
اختلست زينة النظرات لـ نور، وقد استشفت أنها تتحدث عنها؛ لكن بطريقتها الفظة بالطبع، زفرت بضيق فانتبه آيان لتكشر وجهها، سألها باهتمام:
-اتغيرتي فجأة كده ليه؟!
تصنعت الثبات وقالت:
-لا مافيش، بقول إمتى مامتك ترجع من السفر، علشان إحنا كمان نرجع لفيلتنا وحياتنا الخاصة
وضع ذراعه على كتفها؛ معربًا عن حبه لها بهمساته التي أخجلتها، ثم انتفضا فجأة حين هتفت نور بتبرم:
-هو إحنا مش هناكل ولا أيه؟!
استدار لها آيان متوترًا، قال:
-خلاص يا ماما الأكل جهز وكل حاجة تمام!
تأففت زينة ثم تابعت ما تفعله في تقليب اللحم وتفحصه، ثم عاونها آيان في تقديمه لهم، وأثناء تجمعهم على المائدة تذكرت نور شيء، وبالأحرى تعمدت قوله الحين، قالت:
-مريم قالتلي إن لين وجنى هينزلوا قريب وهيشتغلوا سوا، فقولتلها مافيش أحسن من آيان يساعدهم
فقدت زينة الشهية فجأة وهي تنظر لـ نور، ثم وجهت بصرها لـ آيان، الذي لعن ذلك في نفسه، وحين لم يعلق على حديث والدته، تدخلت وقالت بحنق:
-آيان مش فاضي، هيكون معايا أنا!
قالت نور بانزعاج:
-وفيها أيه لما تكونوا كلكم في مكان واحد وتتعاونوا، ليه كرهك ده لقرايب جوزك
انصدمت زينة من قولها لذلك، فهي بعكس ما تصفه، فقال آيان مدافعًا عنها:
-زينة مش كده يا مامـا، ومش قصدها حاجة!
لم يعجبه زين ذاك الاشتباك اللفظي في الحديث، وتدخل قائلاً بعقلانية:
-مافيش الكلام ده يا نور، أنا كلمت حسام، ولين وجنى هيكونوا موظفين زي أي حد، حتى زينة، معنديش جمايل، وفيه ناس هتعلمهم الشغل!
هدأ انفعال زينة قليلاً من كلام حماها؛ لكن ذلك لم يخفف من نفورها تجاه لين؛ أو وجودها في نفس المكان برفقة زوجها، فمدحت فكرها بالعمل معه، لربما لثير حنقها، بينما نظر لها آيان بطرف عينيه؛ متمنيًا أن تكون غِيرتها تلك تعبر عن حُبها له وليس شيئا آخـر تفاجئه بــه......!!
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا