مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتب المتألق عبد الرحمن أحمد الرداد و الذى سبق أن قدمنا له رواية طريق الدماء علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل التاسع عشر من رواية خط أحمر وهى الجزء الثالث من سلسلة عالم المافيا بقلم عبد ارحمن أحمد الرداد.
رواية خط أحمر بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل التاسع عشر
إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية
رواية خط احمر بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل التاسع عشر
تابع من هنا: روايات زوجية جريئة
"لحظات فراق شخص اعتدت على وجوده هي أصعب لحظات الحياة"
كان الحضور ضخمًا للغاية، جانب للرجال وجانب للسيدات، الحزن يخيم على الجانبين منهم من يشعل الحزن قلبه ومنهم من عبرت دموعه عن ألم الفراق ومنهم من اتعظ بالموت وقرر أن يعمل لآخرته، تم دفن «فاطمة» وبعد إغلاق باب قبرها عليها رفع الشيخ يده بالدعاء وردد بصوت مرتفع:
- اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة لا حفرة من حفر النار، اللهم أبدلها دارًا خير من دارها وأهلا خير من أهلها، اللهم اغفر لها وارحمها
استمر الشيخ في الدعاء وجميعهم يرددون خلفه إلى أن انتهى فردد «رماح» بصوت منخفض:
- اللهم آمين
بدأوا جميعًا يعزون «رماح» وشقيقتها «رهف» ومع الوقت بدأوا في الرحيل حتى تبقى «رماح» ومعه «طيف» بصحبة زوجته «نيران» ، اقترب «طيف» من صديقه وردد بصوت هادئ:
- هتروح معانا يا رماح؟
هز رأسه بالرفض وردد بهدوء:
- لا روحوا أنتوا أنا هفضل هنا شوية
تردد كثيرًا في الرحيل فـ هؤلاء القتلة يسعون لقتلهم واحدًا تلو الآخر، صمت قليلًا قبل أن يقول:
- طيب خلي بالك من نفسك
ابتسم ابتسامة هادئة وردد بجدية:
- حاضر
رحل «طيف» مع زوجته وترك رجلين من الشرطة خارج المقابر حتى لا يحدث شيء بينما تقدم «رماح» ومسح بيده على حجر قبل أن يجلس عليه موجهًا بصره تجاه قبر من تحطم قلبه لفراقها وابتسم قائلًا:
- شوفتي يا ستي مرضيتش أسيبك لوحدك إزاي وبقيت معاكي، أنا عارف إنك مش بتحبي تبقي لوحدك في مكان وانك بتحبي تتكلمي مع حد، أديني معاكي وسايب كل حاجة علشان تفرحي، كنتي دايما بتقولي امتى القضية دي تخلص علشان ناخد اجازة ونتجوز ونبقى مع بعض وأدينا مع بعض دلوقتي بس للأسف متجوزناش، والله كنت محضرلك مفاجأة يوم فرحنا، عارفة الخاتم اللي شوفتيه على الفيسبوك وعملتيلي منشن عليه! أنا جبته وكنت مستني فرحنا علشان افاجئك بيه، كنت نفسي أشوف رد فعلك ساعتها، بصي أنا جيبته معايا أهو بس للأسف مش هعرف أشوفه على أيدك لكن يكفي إني اسيبهولك
نهض من مكانه ووضع الخاتم على مقبض الباب الحديدي الصغير ثم عاد ليجلس مرة أخرى مكانه وتابع:
- تعرفي إنك وحشتيني أوي، متعود كل يوم في الوقت ده على مكالمة منك تضحكيني فيها، يارتني أنا مكانك علشان مش مستحمل بعدك عني والله، علشان محسش بكسرة القلب دي، هجيلك قريب إن شاء الله بس قبل ده هنتقم من كل واحد بعدك عني بالشكل ده، هنتقم من اللي قتلوكي غدر، أوعدك إني مش هرحم أي حد منهم، مش هرحم حد
***
أوصلها إلى المنزل بسيارته وقبل أن يتركها ترحل أمسك بيدها وهو يقول:
- خلي بالك من نفسك بالله عليكي، أنا مش هستحمل خسارة خالص الفترة الجاية
قبضت بكف يدها الآخر على يده ورددت بهدوء:
- المفروض أنا اللي أطلب منك الطلب ده يا طيف، أنت اللي هتبقى في وش المدفع ده غير إنهم حاطينك أنت بالذات على قايمة الاغتيالات وحاولوا كتير لكن كانوا في وشك علشان كدا هزمتهم لكن دلوقتي بقوا يغدروا ويضربوا من الضهر، لازم تركز كويس أوي
ربت على يديها وأردف بثقة:
- فيه خطة هنمشي عليها وأعتقد بابا هيرد رد قوي، النهاردة هنعرف هنعمل أيه، متقلقيش يا حبيبتي خير إن شاء الله المهم تخلي بالك من نفسك ومن بنتنا
رفعت أحد حاجبيها ورددت بتساؤل:
- لسة معتقد إنها بنت؟
رسم ابتسامة هادئة على ثغره ليجيبها بحب:
- هتبقى بنوتة زي القمر وهتبقى واخدة جمالها ورقتها منك يا حبيبتي إن شاء الله
هزت رأسها بعدما رسمت ابتسامة لمجرد التخيل وقالت:
- إن شاء الله
***
اقترب أحدهم من «باسل» وجلس على ركبة واحدة قبل أن يردد:
- حُفظت عهودنا وأهدافنا، بدأ الآن اجتماع طيف مع صديقه زين وهم في طريقهم للتحقيق مع رجلنا سعد، سيكونان ضحية هذا اليوم
ابتسم «باسل» ونهض من على كرسيه ليقول بسعادة:
- أخيرا جيه الوقت اللي هتموت فيه يا طيف يا فاشل، وريني مين هيحميك من ايدي النهاردة
***
استقل «زين» المقعد الأمامي بجوار «طيف» الذي قاد سيارته وهو يقول بجدية:
- تفتكر سعد اللي قالنا عليه هاشم ده وراه حاجة؟
رفع أحد حاجبيه ليقول بثقة كبيرة:
- حاجة! قول حاجات، أنا متأكد إن وراه حاجة وده اللي مخليني متأكد إننا هنروح مش هنلاقيه أصلا
نظر إلى الطريق أمامه وانحرف جهة اليمين وهو يقول:
- نفس احساسي، مش متطمن أصلا
- سيبها على الله
- ونعم بالله
وصلت السيارة إلى العنوان المحدد وترجلا الاثنين من السيارة، تقدم «طيف» وبجواره «زين» إلى مدخل المنزل ووقع بصرهما على شخصين تبدلت ملامحهما على الفور وركضا من أمامهما بسرعة شديدة، ركض أحدهم في جهة وركض الآخر في الجهة الأخرى فأشار «طيف» إلى أحدهم قائلًا:
- وراه يا زين أوعى تسيبه
ركض «زين» خلفه بسرعة شديدة بينما ركض «طيف» خلف الآخر، انحرف هذا الشاب إلى جهة اليمين وكان خلفه «طيف» مباشرةً، بدأت سرعته تزيد ومن سرعته اصطدم ببعض المارة وأوقعهم على الأرض بينما بطئ «طيف» من سرعته قليلًا حتى لا يصطدم بأحد وظل خلفه من شارع إلى آخر حتى أنه قد أمسك بجرحه بتعب شديد، بطئ من سرعته كثيرًا بسبب عدم قدرته على تحمل الألم وسند على حائط ضخم لمنزل بينما كان نظره عليه فتفاجئ أنه صعد إلى أحد المنازل الموجودة فتحرك مرة أخرى خلفه ولكن تلك المرة سيرًا، دلف إلى داخل المنزل وأخرج سلاحه لينظر في جميع الجهات بحذر قبل أن يصعد إلى الأعلى، تحرك إلى الأعلى بحذر شديد حتى وصل إلى سطح هذا المنزل وفي تلك اللحظة وجد من يقفز على ظهره من الخلف فسقط أرضًا ووقع سلاحه من يده، اعتدل سريعًا وقبل أن يمسك بسلاحه مرة أخرى ركل هذا المجرم السلاح ليبتعد عنه ثم ركله في مكان جرحه فصرخ «طيف» بتألم شديد، ظهر رجلين آخرين وقاموا بتقييد يديه خلف ظهره بينما ابتسم «ف» وانخفض لينظر إليه قائلًا:
- للأسف يا سيادة الرائد أنت قدرت تعمل قلق في منظمة عالمية لكن كل حاجة انتهت ودي نهايتك، هتبقى نفس نهاية فاطمة زميلتك فاكرها! أها صحيح أنت لسة حاضر جنازتها
بادله «طيف» بنظرات غضب وتوعد وهو يقول:
- حتى لو قتلتوني عمركم ما هتنتصروا في المعركة، إحنا أقوى منكم بدليل إنكم بتضربوا من الضهر وخايفين تواجهونا
ضحك «ف» بصوت مرتفع ووقف ليقول بثقة:
- ده اسمه تخطيط وتشغيل دماغ، إحنا سابقينكم بألف خطوة، كل خطوة أنتوا بتاخدوها إحنا بنكون عارفين إنها هتحصل من البداية، باختصار إحنا عاملين لعبة وأنتوا الدمية اللي بنحركها جوا اللعبة دي، كل حاجة خلصت
رمقه «طيف» بغضب قبل أن يقول بنبرة حادة:
- أنا قتلت كتير أوي من رجالتكم وده معناه إنكم ضعاف، ده غير إنكم من غير قائد
انخفض «ف» مرة أخرى ونظر إليه بابتسامة هادئة وهو يقول:
- إحنا مش من غير قائد، عندنا قائد وأنت تعرفه كويس وحضرت فرحه كمان، القائد بتاعنا ابن محمد الهواري "نائل"، مفاجأة مش كدا!
ابتسم هو الآخر وردد بسخرية:
- عايز تفهمني إن نائل ضحك علينا كلنا وإنه تبعكم! ده استحالة، إحنا مش أغبية لدرجة إننا نصدق حاجة زي دي
ضحك بصوت مرتفع ورفع أحد حاجبيه ليقول بثقة:
- إحنا اللي خطفناه من المستشفى وإحنا اللي هندربه ونفهمه إنه تبعنا من زمان، فقدان الذاكرة اللي عنده ده بسبب الأدوية اللي بندهالوا وقريب أوي هنبني قائد استحالة حد يهزمه
نهض من مكانه وأخرج سكين من ملابسه وظل يلتف حوله ليبث الرعب في قلبه قبل أن يقتله ثم وقف خلفه فحاول «طيف» الإفلات منهما لكنه لم يستطيع، رفع هذا المجرم رأسه ووضع السكين على رقبته ليقول بثقة:
- كلكم هتموتوا نفس بنفس الطريقة
استعد لسحب السكين وذبحه لكن في تلك اللحظة انطلقت ثلاث رصاصات ليقع الرجلين الذان كانا يقيدانه وبعدهما سقطت السكين ووقع «ف» على الأرض فالتفت «طيف» في تلك اللحظة ليجد «سيزكا» التي رددت بجدية:
- لو كنت اتأخرت ثانية واحدة كنت هعيش بقية حياتي في حزن، لحقتك في آخر لحظة
أمسك برقبته وتحسسها قبل أن يقول بصوت شبه مسموع:
- أنا قولت خلاص هموت، متوقعتش إن حد يظهر في الوقت ده وينقذني!
وضعت سلاحها في مخمده واقتربت خطوتين منه وهي تقول:
- حظرتك وقولتلك بلاش تطلع في الصورة تاني ولا ترجع لشغلك دلوقتي وأنت مسمعتش الكلام
نهض من مكانه ثم اتجه إلى سلاحه والتقطه قبل أن يقول بنبرة تحمل القلق:
- زين، أكيد نفس الكمين ده عملوه لزين أنا لازم ألحقه حالا
هزت رأسها بالإيجاب ورددت:
- يلا بينا
***
على الجانب الآخر دلف «زين» إلى المنزل خلف هذا المجرم وصعد إلى الأعلى وهو يمسك بسلاحه، تقدم بحذر ووصل إلى سطح هذا المنزل وفضل عدم الدخول هكذا بصورة طبيعية فمن الممكن أن يكون هذا كمين لذلك قفز إلى الداخل ثم نظر إلى الخلف وهو ينام على ظهره فوجد شخصين يحملان سلاح كانوا على استعداد للقفز فوقه فأطلق الرصاص تجاههم واوقعهم في الحال بينما اختبئ الأخر خلف حائط واخرج يده ليطلق الرصاص تجاهه فتحرك «زين» من مكانه واختبئ خلف الحائط المجاور لباب الدخول، ظل هذا المجرم يطلق الرصاص بشكل عشوائي ونظر «زين» حوله بحثًا عن سبيل للخروج، رفع بصره إلى الأعلى فوجد أنه يستطيع تسلق هذا الحائط لذلك وضع سلاحه في مخمده وتسلق هذا الحائط المرتفع بسهولة ثم أخرج سلاحه مرة أخرى وتحرك بخطوات هادئة حتى لا يسمعه من في الجهة الأخرى، سار حتى وجده يختبئ خلف الحائط فابتسم وردد بصوت مرتفع:
- مستخبي من أيه يا أخ
التفت على الفور ونظر إلى الأعلى وقبل أن يطلق الرصاص عليه أطلق «زين» رصاصة لتخترق يده وسقط سلاحه ليقع هو على ركبتيه وصرخ من الألم، قفز «زين» وركلة بقوة في وجهه قبل أن يعدله مرة أخرى ليقول بغضب:
- مش أنا اللي أقع في فخ زي ده، أقسم بالله هتشوفوا جحيم بسبب اللي عملتوه في فاطمة
لكمه بقوة في وجهه ثم تابع:
- هاين عليا دلوقتي اقطعك ألف حتة بس للأسف مش هينفع علشان عايزك حي بس قبلها لازم أربيك
وقف وركله عدة ركلات حتى خرجت الدماء من فمه، توقف عند هذا الحد ورفعه بقوة من لياقة قميصه ثم دفعه أمامه بقوة وهو يقول:
- اتحرك قدامي
قاده إلى الأسفل وسار في هذا الشارع الطويل بينما كان الجميع يتابعون ما يحدث بعدم فهم. جاء «طيف» ومعه «سيزكا» راكضان ليلحقا به فتفاجئا بهذا المشهد لذلك توقفا وتقدم «طيف» وهو يقول:
- أنت بخير يا زين
هز رأسه بالإيجاب وردد بابتسامة:
- كانوا عاملين فخ بس مش عليا أنا، دي النتيجة
ابتسم وربت على كتفه وهو يقول بفخر:
- بطل والله، يلا بينا
تحرك «زين» مع هذا المجرم بينما اقتربت «سيزكا» من «طيف» وهمست قائلة:
- واضح إنك محتاج شوية تدريب يا طيف
ابتسم وفهم ما ترمي إليه لذلك رفع أحد حاجبيه قائلًا:
- أنا مقدرتش عليهم بسبب الجرح، نسيتي إني مضروب رصاصتين ولا أيه
ضحكت على رده وقالت مازحة:
- مش قصدي أقلل منك يا باشا، أنا عارفة ده كويس بس بردو محتاج تدريب
سار خلف «زين» وردد بجدية:
- ربنا يسهل
***
ضغط على أزرار لوحة المفاتيح عدة ضغطات وانتظر قليلا ثم ضغط مرة أخرى بعد أن تبدلت تعابير وجهه من الحزن إلى السعادة، ترك الحاسب الآلي وتحرك إلى الغرفة المجاورة وردد بصوت مرتفع:
- اللواء ايمن ادانا الاذن بالتحرك، تنفيذ المهمة بليل
نظر «يوسف» إلى صديقه «عمر» وقال بابتسامة:
- أخيرا هاخد حقي منهم ومن اللي عملوه في اختنا
نهض «عمر» من مكانه ونظر إلى «طارق» الذي أوصل لهم الخبر وردد:
- جهز كل حاجة هنحتاجها للمهمة النهاردة يا طارق، كل حاجة لازم تبقى جاهزة قبل ما نتحرك
هز رأسه بالإيجاب واستعد إلى الرحيل وهو يقول بجدية:
- تمام سعادتك
رحل هو بينما نظر «عمر» إلى صديقه وقال بجدية:
- مهمة النهاردة صعبة يا يوسف، دي مستحيلة مش صعبة، ممكن منخرجش من هناك علشان كدا عايزك تسامحني على أي حاجة عملتها زعلتك قبل ما نتحرك
رفع أحد حاجبيه ونظر إليه بتعجب قبل أن يقول باعتراض:
- أيه الهبل اللي بتقوله ده يا عمر، إحنا عشرة عمر وصحاب من الطفولة وعمري أبدا ما أزعل منك وبعدين إن شاء الله مهمة النهاردة تعدي على خير ومينفعش نفشل لأن اللي هنعمله هو الأمل الوحيد علشان الريد لاين ميبقاش ليها وجود
ابتسم وربت على كتف صديقه بحب وهو يقول:
- إن شاء الله هننجح في المهمة والكابوس ده هيعدي ونرجع لبلدنا وراسنا مرفوعة
- إن شاء الله
***
- يعني قال بنفسه نائل هو القائد الجديد؟
قالها «ايمن» الذي استمع ما قاله «طيف» في حضور «زين، فهد، سيزكا» فأجابه قائلًا:
- أيوة ده اللي حصل، اللي مش فاهمه هو ازاي هيستنوا الفترة دي كلها من غير قائد عقبال ما نائل يجهز؟
تحدث «زين» ليقول بجدية:
- أكيد المجلس اللي هياخد القرارات عقبال ما نائل يجهز، إحنا لازم ننقذه ونلحقه من ايدهم قبل ما يحولوه لعدو ويغسلوا دماغه خالص
هنا تحدثت «سيزكا» وشاركت بمعلوماتها:
- النهاردة المفروض فيه محفل بيحضره كل عبدة الشياطين وكل قادة الريد لاين اللي موجودين في مصر، كنت أنا شخصيا بحضر معاهم المحفل ده كل سنة لأن فيه بياخدوا قرارات مهمة جدا، مجلس الريد لاين وقتها بيعقد اجتماع لكن في أمريكا وبعدها بيحضروا اجتماع قادة الريد لاين لكن اونلاين وبيشاركوا في القرارات اللي بتتاخد
عقد «ايمن» ما بين حاجبيه قبل أن يقول متسائلًا:
- وليه المحفل اللي بياخدوا فيه القرارات المهمة دي بيتعمل في مصر بالذات؟
نظرت إليه قبل أن تجيبه بثقة:
- علشان عندهم اعتقاد إن المدينة اللي فيها الأهرامات بتمدهم بالقوة وإن القدماء المصريين كانوا بيدعموا عبادة الشيطان، من الآخر بيقولوا إن الريد لاين موجودة من زمان أوي وإن الفراعنة هم أصحاب فكرة إنشاء المنظمة علشان كدا لازم اللي يكون قائد المنظمة يكون مصري
رفع «طيف» أحد حاجبيه ليقول بعدم اقتناع:
- فراعنة أيه اللي أصحاب فكرة إنشاء الريد لاين! معنى كدا إن نفرتيتي وامنحوتب والمعلمين دول كانوا ريد لاين؟ لا لا دول مجانين
ضم اللواء «ايمن» كفيه وردد بجدية:
- لازم نعرف مكان المحفل ده ووقته في أسرع وقت، دي فرصة من دهب وكل خططنا هتتغير، أكيد نائل هيبقى موجود هناك ده غير إن كلهم هيبقوا هناك وساعتها هنقدر نمسكهم كلهم ونخلص من الكابوس ده
لوت هي ثغرها ورددت بحزن:
- للأسف مكان المحفل بيتغير كل سنة ومش ثابتين على مكان معين أما الوقت فهو كمان ساعة بالظبط
رفع أحد حاجبيه بتعجب قائلًا:
- مش المحفل بيبقى بليل؟
هزت رأسها بالنفي وصححت له قائلة:
- لا في مصر الساعة 2 الظهر لكن في أمريكا بيبقى ساعتها بالليل
هنا تحدث «طيف» ونظر إليها قائلًا:
- متعرفيش تحاولي تعرفي المكان اللي هيعملوا في المحفل ده؟
مالت بجسدها قليلًا إلى الأمام ورددت بجدية:
- محتاجة لاب توب آمن، فيه طريقة بس لازم لاب توب آمن وحد فاهم في الـ "security" علشان هخش على الديب ويب، المكان بيتم الاعلان عنه من خلال الديب ويب ومش أي حد يقدر يخش غير بالباس ورد وده محدش يعرفه غيرهم بس وطبعا أنا أعرفه
نهض «فهد» من مكانه وردد بجدية:
- بعد اذن سيادتك، أنا هبلغ جمال هو الوحيد اللي هيوفر اللي هي عايزاه علشان نعرف المكان
***
فرك كفيه بقوة من شدة البرودة ونظر من نافذة سيارته تجاه المنزل قبل أن يردد بصوت هادئ:
- ياااه لو تخرج تشتري حاجة دلوقتي، لا بس مظنش تخرج في المطر ده كله، بس ممكن تكون نسيت تجيب حاجة في السوبر ماركت وتخرج تجيبها، لا لا مظنش دي جابت حاجات كتير أوي أكيد منسيتش حاجة، يوووه فيه أيه يا بارق ما تمسك نفسك شوية وتهمد أنت بتفكر كدا ليه دي بنت رئيسك في الشغل أنت اتجننت ولا أيه، أنا هنا للشغل فقط
عاد بظهره إلى الخلف وعقد ذراعية أمام صدره من شدة البرودة بعد أن قام بتشغيل الماسحات الخاصة بالسيارة لتقوم بإزالة مياة الأمطار الغزيرة
على الجانب الآخر بداخل المنزل جلبت كوب من "حمص الشام" وضمته بكلتا يديها ليقوم بتدفئة يديها، اقتربت من سريرها وجلست عليه قبل أن ترتشف من الكوب القليل، تذكرت في تلك اللحظة «بارق» ومحادثته معها أثناء شراؤها لمستلزمات المنزل، ابتسمت ابتسامة هادئة فهي وجدت البساطة في شخصيته كما وجدت القوة أيضًا عندما قام بإنقاذ حياتها، توقفت عن التفكير قليلًا وتذكرت أنه مسؤول عن حمايتهم وفكرت في حاله الآن في هذه الأجواء الباردة والممطرة، تركت الكوب من يدها وفتحت نافذة غرفتها لكنها سرعان ما اغلقتها مرة أخرى بسبب الهواء شديد البرودة والذي يحمل معه قطرات المياة الساقطة، اتجهت إلى الداخل وارتدت المعطف الخاص بها ثم خرجت إلى الشرفة مرة أخرى وبحثت بعينيها عنه فوجدت سيارته على بعد قصير من المنزل، ارتسمت ابتسامة تلقائية على وجهها واتجهت إلى الداخل بعدما قامت بإغلاق باب شرفتها، بدلت ملابسها في الحال واتجهت إلى الأسفل وجلبت كوب طويل من البلاستيك له غطاء من الأعلى ثم وضعت بداخله ما كانت تشربه منذ قليل وتوجهت إلى والدتها قبل أن تقول:
- بقولك يا ماما أنا شوفت الرائد بارق برا المفروض يعني بيحمينا والجو برد أوي ففكرت ابعتله حمص الشام أيه رأيك؟
ابتسمت والدتها وهزت رأسها بالإيجاب وهي تقول:
- ربنا يكرمك يا بنتي، أكيد موافقة ربنا يعينه ويحرسه لشبابه
تهللت أساريرها وأسرعت إلى الخارج وسارت باتجاه السيارة وما إن وصلت حتى طرقت على زجاج السيارة فالتفت هو ليرى من بالخارج، اتسعت حدقتيه عندما رآها وفتح باب السيارة على الفور وترجل منها ليقول بابتسامة:
- أيه المفاجأة الجميلة دي
ابتسمت ومدت يدها بالكوب وهي تقول بحرج:
- اتفضل أنا قولت الجو برد ومطر فقولت أجيبلك حاجة تدفيك
تناول منها الكوب واتسعت ابتسامته وهو يقول بتساؤل:
- تسلمي والله ليه تاعبة نفسك بس
نظرت إلى الأسفل قبل أن تقول بهدوء:
- مفيش تعب ولا حاجة والله، ربنا يعينك
فتح الغطاء واستنشق الرائحة قبل أن يقول بسعادة:
- حمص الشام ده؟
هزت رأسها بالإيجاب وأجابته:
- أيوة حمص الشام وأنا اللي عاملاه يارب يعجبك
ارتشف منه القليل قبل أن يغلق عينيه وهو يقول:
- الله، متتصوريش أنا بحب حمص الشام أد أيه، بقالي فترة كبيرة مشربتوش والصراحة طعمه روعة تسلم ايدك
ابتسمت بسعادة قبل أن تقول وهي تستعد إلى الرحيل:
- الله يسلمك يارب، بعد اذنك
هز رأسه بالإيجاب فرحلت من أمامه بينما تابعها بنظراته ولا تزال تلك الابتسامة التلقائية على وجهه.
***
ضغط على عدة أزرار قبل أن يقول بجدية:
- كل حاجة جاهزة وعملت firewall علشان محدش يقدر يتعقب الـ ip
هزت رأسها بالإيجاب وجلست على المقعد وقربت جهاز "اللاب توب" منها ثم ولجت إلى عدة مواقع مجهولة وكل موقع كان يطلب منها رقم سري مختلف، وصلت أخيرا إلى الموقع الأخير والذي كان بشاشة سوداء، قامت بكتابة عدة حروف ثم أدخلت الرقم السري الخاص بها لتظهر تلك الشاشة والتي كان يعلوها قرنين باللون الأحمر وترمز إلى الشيطان وأسفلها
"Welcome to the devil's world"
(أهلا بك في عالم الشيطان)
وأسفلها مستطيل يطلب كلمة سر أخري فنظرت إلى «طيف» لتقول بابتسامة:
- أظن إنك تعرف كلمة السر الأخيرة دي
نظر إلى والده ثم عاد ببصره إليها مرة أخرى قائلًا:
- Be my angel
(كن ملاكي)
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا