مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتب المتألق عبد الرحمن أحمد الرداد و الذى سبق أن قدمنا له رواية طريق الدماء علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل العشرون من رواية خط أحمر وهى الجزء الثالث من سلسلة عالم المافيا بقلم عبد ارحمن أحمد الرداد.
رواية خط أحمر بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل العشرون
إقرأ أيضا: حدوتة رومانسية
رواية خط احمر بقلم عبد الرحمن أحمد - الفصل العشرون
تابع من هنا: روايات زوجية جريئة
سيطر الصمت على المكان بينما كانت هي تضغط على أزرار لوحة المفاتيح، ولجت إلى العديد من الصفحات الخفية قبل أن تبتسم وهي تقول بثقة:
- وأخيرا وصلنا
ضغطت على الزر بقوة لتظهر شاشة أمامها باللون الأحمر وبداخلها يوجد عنوان باللون الأزرق وأسفله توقيت، رفعت رأسها ورددت بجدية:
- أنا عرفت المكان والوقت كمان ساعة زي ما قولتلكوا
هنا تحدث اللواء «ايمن» واقترب منها وهو يقول:
- لو عايزين نخش المحفل ده محتاجين تذاكر نجيبها ازاي؟
نظرت إلى شاشة الحاسوب مرة أخرى وضغطت على عدة أزرار قبل أن تقول:
- التذكرة هتبقى عبارة عن الصورة اللي موجودة دي، يكفي إنك تكون مصور الصورة على موبايلك علشان تبقى تذكرة دخولك وده أمان لأن استحالة حد يخش على الموقع ده لأنها كلها صفحات خفية وكلمات سر محدش يعرفها غير اللي أساسي في الريد لاين، خطتك أيه يا أيمن باشا؟
أشار بإصبعه إلى الجميع قائلًا بجدية:
- المرة دي إحنا نعرف مكانهم وكلهم متجمعين، دي الفرصة الوحيدة قدامنا علشان نقدر نخلص من الكابوس ده، طيف وزين وأنتي يا سيزكا هتخشوا المحفل ده متخفيين زي ما طيف ونيران عملوا المرة اللي فاتت، مهمتكم هي إنكم تلاقوا نائل في وقت ميزيدش عن عشر دقايق بالظبط لأن بعد الوقت ده القوة هتهاجم المكان، مينفعش نهاجم غير بعد ما تلاقوا طيف لأن فيه خطر على حياته
لوى «طيف» ثغره قبل أن يقول بتساؤل:
- أعتقد المرة دي مش هتبقى سهلة زي المرة اللي فاتت لأن الوضع المرة دي مش مجرد فرع من المنظمة لا دي المنظمة كلها حرفيا
هنا تحدث «زين» قائلًا بجدية:
- وهتبقى مشكلة كبيرة لو نائل مكانش موجود أصلا ساعتها هنبقى نجحنا في إننا ننهي القضية لكن هيفضل اختفاء نائل لغز
أغلقت «سيزكا» شاشة الحاسوب ووضعت يدها أعلاه لتقول بثقة:
- كل حاجة هتتم بسهولة لأني أعرف طقوسهم كلها وكلمات السر، لو أنتوا لوحدكم ليكم حق تقلقوا لكن أنا رئيسة الريد لاين يعني كل أسرارهم وتفكيرهم معايا، الدخول بقناع مختلف عن المحفل اللي طيف حضره لكن القناع سهل أمره، في خلاص نص ساعة حد من رجالتي هيجيبهم أما بقى لو نائل فعلا رئيس المنظمة الجديد فأكيد لازم يبقى موجود لأن دي شروط الاجتماع حتى لو هو مكسر فهو بيحضر بردو
سند اللواء «ايمن» بكلتا يديه على المكتب قبل أن يقول بصوت مرتفع:
- طيب مستنيين أيه اتحركوا مفيش وقت قدامنا!
***
توقفوا بالسيارة على بعد كبير من هدفهم وترجل «يوسف» من السيارة قبل أن يقول:
- هتكملوا أنتوا وتدخلوا من المكان اللي اتفقنا عليه، لازم تدخلوا وتنجحوا
هز «عمر» رأسه بالإيجاب قبل أن يقول بجدية:
- هنتقابل جوا إن شاء الله، ربنا معاك ومعانا
وضع حقيبة على كتفه وسار في اتجاه هدفه، سار لمسافة طويلة حتى وصل إلى بناية ضخمة يحيطها من كل الاتجاهات حراسة أمنية مشددة، ابتسم وتقدم بخطوات واثقة حتى وصل إلى الباب المؤدي إلى الداخل ووجه حديثه إلى أحد المسلحين قائلًا باللغة الإنجليزية:
- أنا الضابط المصري يوسف رأفت، أظن أن هذا الاسم ليس غريب على رجال الريد لاين
رفع هذا المسلح السلاح ووجهه إلى جسده وتبعه بقية المسلحين فابتسم قائلًا:
- إن انطلقت رصاصة واحدة من أسلحتكم تجاهي ستندمون أشد الندم، أنا أحمل شيئًا هام لمجلس الريد لاين
اقترب هذا المسلح منه وردد بصوت غاضب ومرتفع:
- ما هو هذا الشيء؟ تحدث قبل أن أنفذ أمر قتلك في الحال
نظر إليه بتعالي قبل أن يقول بثقة:
- من أنت كي أخبرك بهذا الأمر! أنا أريد التحدث مع المجلس بأكمله الآن
رمقه هذا المسلح بعدم رضا قبل أن يرفع جهاز اللاسلكي الخاص به ويقول:
- الضابط المصري هنا ويقول أن لديه شيء هام سيعرضه على اجتماع المجلس
ابتعد قليلًا واستمع إلى الأمر الصادر من هذا الذي يتحدث معه ثم عاد إليه ورمقه وهو يقول:
- فتشوه جيدا وادخلوه
تقدم رجاله وقاموا بتفتيشه جيدا قبل أن يحاول أحدهم سحب الحقيبة التي كان يضعها على كتفه، منعه من ذلك ودفعه قائلًا:
- لا تقلق لا يوجد ما يُثير قلقك في الحقيبة، ما يوجد بها هو سبب تواجدي هنا
نظر هذا الرجل إلى القائد فحرك رأسه بمعنى اتركه وما إن ابتعد عنه حتى تقدم هو وقال:
- كيف اصدق بأن تلك الحقيبة لا يوجد بها سلاح؟
ابتسم «يوسف» وتحدث بثقة:
- أنا لست بهذا الغباء، مع كل هؤلاء الرجال تعتقد أنني هنا لكي أقتل أحدكم! هذا انتحار
ابتسم «لويس» وهز رأسه وهو يقول:
- نعم هو كذلك، لنتحرك إلى الداخل، المجلس لا يملك الوقت لكل ذلك
***
نظر إلى نفسه في المرآة بعدم رضا قبل أن يقول:
- أيه القناع اللي اللي ملهوش تعابير ده، ده ولا مبتسم ولا حزين ولا حتى عادي
رفعت أحد حاجبيها لتقول بتعجب واضح:
- هو إحنا رايحين حفلة تنكرية! هو ده القناع الخاص بالريد لاين ومش هنخش غير بيه
خلع قناعه ونظر إليها قائلًا بتساؤل:
- ليه بيستخدموا أقنعة في الاجتماعات بتاعتهم!
خلعت قناعها هي الأخرى ورددت قائلة:
- علشان محدش في الاجتماع يعرف مين حضر معاه، كل اللي يعرفه إن فيه غيره تبع الريد لاين موجودين لكن ميعرفش هم مين بالظبط وده أمن زيادة علشان لو حد من اللي حاضرين اتكشف ميقدرش يقول مين كان معاه ماعدا طبعا القيادة هم اللي عارفين مين اللي حاضر بالظبط وأساميهم، يمكن عارفين كمان إن إحنا هنحضر
هنا ضيق «زين» ما بين حاجبيه ليقول بتعجب:
- نعم! عارفين أيه؟ كدا خطر ما دام المهمة مكشوفة
رسمت ابتسامة خفيفة على ثغرها قبل أن تقول بهدوء:
- لو فيه خطر فعلا مكنتش هخاطر وادخل نفسي وادخلكم المحفل، كل حاجة هتتم زي ما احنا عايزين
ادارت وجهها وزادت ابتسامتها وكأنها تخفي أو تخطط لشيء ما.
***
مسح العبرة التي سالت على وجهه بمنديله الورقي قبل أن يرسم ابتسامة هادئة قائلًا:
- تعرفي إني من أسبوع حلمت إننا في مكان كبير أوي وضخم، مشينا فيه فترة كبيرة لغاية ما تعبنا وفجأة لقيتك وقفتي فجأة وقولتي أنا تعبت ومش هقدر أكمل، ساعتها ابتسمت وقولتلك لازم نكمل وفجأة ظهر نور جامد أوي من جوا أوضة ظهرت في الطريق ده، لقيتك فرحتي جامد ساعتها وطلعتي تجري ناحيته وأنا أنادي عليكي لغاية ما بصتيلي وقولتي أخيرا الراحة يا رماح، وطلعتي تجري ودخلتي وسط النور ده، صحيت من النوم وابتسمت وفسرت إن الراحة دي جوازنا لكن مكنتش أتخيل إن ده اللي هيحصل
سالت عبرة أخرى على وجهه قبل أن يقول:
- يارب استريح أنا كمان وأجيلك
***
وصلت السيارة الخاصة بهم إلى مكان المحفل وكان عبارة عن مخزن كبير في وسط منطقة صناعية، تقدموا وعبروا إلى الداخل عن طريق باب صغير ثم مالت هي على أذن «طيف» وهمست قائلة:
- أي حاجة هقولها جوا عايزاك تجاريني فيها وتتكلم معايا أكن اللي بقوله ده صح وتخترع من عندك كمان
ضم حاجبيه بعدم فهم قبل أن يقول بتساؤل:
- وأيه اللي هيخلينا نتكلم أصلا!
أصرت على حديثها ورددت بغموض:
- اسمع اللي بقولك عليه يا طيف وثق فيا، دي بطاقة خروجنا من هنا وكفاية كلام إحنا داخلين
تقدموا إلى أن وصلوا إلى بوابة أخرى ولكن أكبر حجمًا وهنا وجدوا ثلاثة أشخاص يقفون بجوار بعضهم البعض ويرتدون أقنعتهم، في تلك اللحظة رفعوا جميعًا هواتفهم الذكية والتي كانت تحمل الصور الخاصة بالدخول ففرد أحد الحراس ذراعيه وطلب منهم الهاتف، قاموا بإعطائه هواتفهم وأفسح الاثنين الآخرين الطريق ليمروا إلى داخل ممر قصير انتهى بدرج إلى الأسفل، ساروا إلى الأسفل مسافة ليست كبيرة حتى ظهر أمامهم ممر آخر من الحجر وعلى جانبيه الشموع لتضيء الطريق بشكل مخيف وكأن هذا الطريق يقودهم إلى الجحيم، ساروا في هذا الممر لأكثر من خمس دقائق حتى وصلوا إلى وجهتهم النهائية وكان المكان ضخم وأشبه بالمحفل الذي حضره «طيف» سابقًا كجزء من مهمته "كن ملاكي".
كان المكان ممتلئ بالكثير من رجال الريد لاين والذين كانوا يرتدون الملابس والأقنعة نفسها، تقدموا إلى الداخل بخطوات هادئة حتى أصبحوا بينهم وكان الصمت يسود المكان، هزت هي رأسها بحركة ذات معنى لـ «طيف» فتحرك معها بينما بقى «زين» في مكانه يشاهد هذا الوضع بذهول إلى أن تذكر ما أتى لأجله فنظر بجواره لكي يخبر صديقه بالبدء في البحث عن «نائل» لكنه لم يجده ولم يجد «سيزكا» مما جعله ينزعج كثيرا وتحرك بصورة عشوائية في كل مكان بحثًا عنهم لكنه لم يستطع التعرف عليهم لأن الجميع يرتدون الملابس نفسها ويستحيل العثور على أصدقائه هنا!
***
على الجانب الآخر وصل «فهد» مكالمة هاتفية بينما كان بداخل مكتب اللواء «ايمن» ومعه ضابط آخر، أجاب على المكالمة الهاتفية وصمت قليلًا بعد أن ظهرت علامات التعجب على وجهه فردد اللواء «ايمن» قائلًا بتساؤل:
- حصل أيه يا فهد! فيه جديد؟
نظر إليه وقال بعدم فهم:
- دي مكالمة من المستشفى اللي نائل كان موجود فيها، بيقولوا إن نائل رجع اوضته تاني بصورة غريبة زي ما اختفى
ضيق ما بين حاجبيه بتعجب ليقول بتفكير:
- معنى كدا أيه! نائل مش هو القائد الجديد وإن ده كمين لطيف وزين وسيزكا!
تحرك بسرعة إلى جهاز التصنت ووضع السماعة على اذنيه وهو يقول:
- لو دخلوا يبقى هقدر أسمع أيه اللي بيحصل في الاجتماع
***
تقدم «يوسف» إلى الداخل وشعر بوجود شيء غير طبيعي في الأمر، سار مع الرجال إلى نهاية الممر الطويل وفتح أحد الرجال باب وردد قائلًا:
- المجلس بانتظارك، هم بالداخل
رمق داخل الغرفة بطرف عينيه ولم يجد أحد لذلك علم على الفور أن خطتهم قد فشلت وأن رجال المجلس غير موجودون هنا وسبقوهم بخطوة، مثل الثقة بهم وردد قائلًا:
- شكرا لكم، لكنني لست بهذا الغباء
ثم فرد يده وسلب السلاح من يد أحدهم بحركة مباغتة وأطلق الرصاص على جميع من يقف أمامه ليقتلهم جميعًا بسرعة كبيرة، ترك المكان وركض في الممر الطويل لكن أجهزة الإنذار أطلقت صوت مدوي في الارجاء وهنا علم «يوسف» أن خروجه من هنا على قيد الحياة أمر مستحيل.
***
تقدمت «سيزكا» ومعها «طيف» إلى غرفة الاجتماع وهي إحدى غرف المكان الذي يقام به المحفل لكنها كانت سرية وبها قادة منظمة الخط الأحمر فقط، تعجب «طيف» كثيرًا أنهما دلفا إلى هذه الغرفة التي كان من الصعب اختراقها ووجد جميع أعضاء المجلس يجلسون أمام منضدة مستطيلة الشكل وكانت طويلة أما عن المقعد الأمامي والذي يخص القائد كان فارغًا تمامًا، تقدمت هي بصورة فاجأته وجلست على هذا المقعد بصفتها القائد بينما وقف بقية أعضاء المجلس وانحنوا لها بشكل مخيف قبل أن تقول بابتسامة:
- انتوا طبعا عارفين إن كل اللي حصل ده متخطط ليه من البداية، دخول طيف هنا هو بعد ما أثبت ولائه للريد لاين وللمجلس وكمان ساعدنا على دخول مكتب اللواء أيمن في المديرية وخدنا كل اللي محتاجينه بدون تعب، صح يا طيف؟
على الجهة الأخرى كان اللواء «ايمن» يستمع إلى ما يحدث بداخل الاجتماع بصدمة كبيرة بينما «طيف» لم يفهم ما يدور حوله لكنه تذكر حديثها معه قبل الدخول بأن يوافقها الرأي على ما تقول فظن أنها خطة لذلك تحدث بصوت مرتفع قائلًا:
- أيوة ده حصل، أنا ولائي دلوقتي للريد لاين ده غير إن كل المعلومات المهمة اللي محتاجينها معاكم دلوقتي من غير ما بابا يشك
هنا تحدث أحد أعضاء المجلس قائلًا:
- الابن ممكن يخون أبوه؟
هنا ابتسم «طيف» وأجابه قائلًا:
- طالما والدي بخير ومتعرضش للخطر فأنا معملتش خيانة، أنا نفذت مهمتي اللي تم تدريبي عليها من الأول، كان الاتفاق بينا إنكم تبعدوا عن عيلتي وتدوني نفوذ وقوة وفلوس مقابل إني أديكم المعلومات اللي محتاجينها وده اللي حصل، اللي مش عايزه يحصل هو إن حد يشك فيا مجرد شك إني تبع المنظمة
خلع «ايمن» سماعة الرأس ونظر إلى الفراغ بعدم تصديق بينما تحدث «فهد» قائلًا:
- فيه حاجة سعادتك! سمعت حاجة مهمة؟
لم يجيبه وظل موجهًا بصره إلى الفراغ أمامه وهو يحدث نفسه قائلًا:
- ممكن دي خطة من طيف، ابني مش هيخون بلده وشغله، إحنا متفقناش على كدا بس أكيد دي خطة
ثم تذكر عودة «نائل» وحديث «سيزكا» قبل ابنه فاتسعت حدقتيه أكثر وهو يقول:
- لو فعلا كدا ازاي سيزكا القائد! كل ده كان لعبة علينا؟ معقول طيف شارك في ده!
انتهى به تفكيره بوضع سماعة الرأس مرة أخرى ليستمع إلى ما يحدث.
أشارت إلى المقعد المجاور لها ورددت بجدية:
- اقعد يا طيف أنت دلوقتي واحد مننا ثم ابتسمت عندما تذكرت ما حدث منذ البداية ...
"قبل شهرين"
وضعت قدمًا فوق الأخرى ورددت بابتسامة واسعة:
- قولتلك يا كريم هعرف أتصرف، تامر أو طيف نجحوا يخدعوني والصراحة أنا عايزاه وزي ما قولتلك الخطة اللي في دماغي هعملها
رفع أحد حاجبيه وردد باعتراض:
- بس كدا هيموت كتير أوي من رجالة الريد لاين في اللعبة بتاعتك دي!
ضحكت بصوت مرتفع قبل أن تقول بثقة كبيرة:
- كل معركة ليها الخساير بتاعتها وأنا معركتي عايزة أكسب فيها كل حاجة، الظابط و كل المعلومات اللي إحنا عايزينها في مصر
لوى ثغره وردد بعدم رضا:
- وطبعا ده عن طريق خطتك وهي إنك هتحبيه وهتضحي بقيادة المنظمة وهتعادي المجلس علشان خاطره وهو هيصدق ويقربك منه وتجيبي كل المعلومات صح كدا!
رفعت أحد حاجبيها بابتسامة وتابعت:
- مش بس كدا ده أنا هكسبه وهخليه عضو في المنظمة غصب عنه كمان، عايزاك بقى يا كريم بما إنك النائب بتاعي تظبط كل حاجة
تابعت تنفيذ خطتها إلى أن تم إطلاق الرصاص عليه وكان هذا دون علم منها لذلك قامت بقتل من تسبب بما حدث وتابعت خطتها.
"عودة إلى الوقت الحالي"
ضمت كفيها وفردت ذراعيها أمامها وهي تقول بجدية:
- كان لازم أخش على سيستم المديرية ومكانش فيه طريقة أنسب من تحديد عنوان ومكان المحفل، خليتهم جابوا لاب توب متوصل على السيرفرات وأثناء ما كنت بخش على الديب ويب كنت بحمل كل حاجة إحنا محتاجينها على الفلاشة دي، إحنا انتصرنا من قبل ما المعركة تبدأ
كان يتابع «طيف» بصمت اعتقادًا منه أن هذه هي خطتها في القضاء على تلك المنظمة لكنه لم يدري ما يدور بداخل رأسها من خطط شيطانية، رغب في أن يثبت ولائه أكثر حتى يتم الثقة به فنهض من مكانه وردد قائلًا:
- خمس دقايق بالظبط والقوة هتقتحم المكان، لازم تهربوا كلكم
***
وقف «يوسف» خلف حائط ضخم بهذا القصر الكبير ليحتمي من الطلقات النارية التي تنطلق تجاهه بغزارة حتى إنه لم يستطع الخروج ليبادلهم إطلاق الرصاص، وجد أنه تمت محاصرته ولن يستطيع الخروج من هنا على قيد الحياة لذلك أخرج صورة من جيب بنطاله وكانت تجمعه مع زوجته «سهوة» وطفلته الصغيرة وشقيقته وشقيقة زوجته ووالدته، نظر إلى الصورة بابتسامة هادئة قائلًا:
- شكلي مش هشوفكوا تاني! مع السلامة
وضع الصورة بجيب بنطاله مرة أخرى وردد الشهادتين استعدادًا لتلقي مصيره.
***
سمع «أيمن» تحذير ابنه لمجلس الريد لاين فخلع سماعة الرأس وأمسك بجهازه اللاسلكي قائلًا:
- القوة تهاجم المكان، مش عايز حد يهرب
بدأ جميع رجال الريد لاين بالهرب عبر بوابة سرية وقبلهم هرب مجلس الريد لاين وتبقى «طيف» فقط الذي انطلق إلى الخارج وبحث بعينيه عن صديقه «زين» فوجده وحيدًا بسبب هروب الجميع، تقدم تجاهه وردد قائلًا:
- زين لقيت نائل؟
خلع «زين» قناعه وردد بغضب شديد:
- أنت كنت فين يا طيف أنت وسيزكا! كلهم هربوا! المهمة فشلت وأنت مختفي
هز رأسه بالنفي وقال بنبرة تحمل الثقة:
- لا مفيش مهمة فشلت، سيزكا معاهم وأكيد هتدينا مكانهم بالظـ ...
توقف عن الكلام وفكر قليلًا بالأمر، ضم حاجبيه بتعجب وهو يحدث نفسه بتساؤل:
- سيزكا قعدت على كرسي القائد ببساطة كدا إزاي! دي متكلمتش معاهم كلمة واحدة! لو اللي في دماغي صح يبقى أنا أكبر غبي في الكوكب
رفع «زين» صوته وردد بانفعال واضح:
- ما تتكلم يا طيف سيزكا ازاي معاهم وهي أصلا ضدهم! أنا مش فاهم حاجة
في تلك اللحظة اقتحمت قوات الأمن المكان وانتشروا فيه بغزارة لكن بعد فوات الأوان حيث أن الجميع قد رحلوا بعد تحذير «طيف» لهم.
***
شد أجزاء سلاحه والتقط أنفاسه بصورة منتظمة قبل أن يخرج ليطلق الرصاص، أوقع أحدهم ثم عاد ليحتمي بالحائط مرة أخرى وانتظر حتى تهدأ النيران ليخرج مرة أخرى لكن الوضع ذاد اشتعالا مما جعله يظن أنهم سيطبقون عليه وينهوا أمره لكن الأمل عاد إليه مرة أخرى عندما ظهر صديقيه «عمر، طارق» في الوسط بعد أن تسللا إلى الداخل بسبب انشغال البقية في القبض على «يوسف»
أطلق «عمر» من سلاحه الرشاش واوقع الكثير ثم اختبئ خلف الحائط المقابل لـ «يوسف» وردد قائلًا بابتسامة:
- لو كنا اتأخرنا ثانية كمان كان زمانك في اللوبي دلوقتي
ضحك «يوسف» وردد بسعادة:
- ده حقيقي، بس بعددهم ده شكلنا كلنا هنطلع على اللوبي يا باشا
***
صرخ في وجهه بصوت مرتفع وهو يقول بغضب شديد:
- أنت تخرس خالص، أنت السبب في فشل المهمة، كانوا كلهم تحت ادينا وقت ما كنت أنت مختفي
تقدم تجاهه خطوتين وردد بهدوء:
- يا بابا اسمعني طيب أنا عارف انه غلطي بس سيزكا هي اللي خدتني على اوضة مجلس الريد لاين
رفع إصبعه في الهواء وردد بنبرة محذرة:
- أنا هنا اسمي اللواء أيمن مش بابا وبعدين سيزكا ضحكت علينا كلنا بعد ما وثقنا فيها بسبب كلامك عنها، تقدر تقولي دخلت وقعدت بصفتها القائد ازاي وهي أصلا ضدهم وعايزة توقعهم زي ما فهمتك! طب تعرف انها اخترقت النظام وخدت كل المعلومات عن قضايا عبدة الشياطين والريد لاين اللي عندنا وقت ما كانت بتعرف وقت المحفل!
اتسعت حدقتي «طيف» وفهم معنى كلماتها في الاجتماع بخصوص مساعدة طيف لها على جلب كافة المعلومات من مكتب اللواء «ايمن» وهو وافقها على ذلك وفقًا لما قالته له قبل دخولهم وظن هو أن ما يحدث خطة منها، أغلق عينيه ولعن غبائه الذي أفسد كل شيء.
لم يذكر «أيمن» الجزء الخاص بخيانة ابنه لكنه قرر أن يبعده عن كل شيء حتى لا يسمح له بالحصول على المزيد من المعلومات ويقوم بتوصيلها لتلك المنظمة لذلك رفع صوته وردد بغضب:
- أنت من دلوقتي ملكش علاقة بالقضية دي نهائي ومش بس كدا، أنت موقوف عن العمل ومتحول للتحقيق يا سيادة الرائد ...
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا