مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية اجتماعية واقعية ومثيرة جديدة للكاتبة صفية الجيار علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السابع عشر من رواية أفيندار بقلم صفية الجيار
رواية أفيندار بقلم صفية الجيار - الفصل السابع عشر
اقرأ أيضا: روايات رومانسية
رواية أفيندار بقلم صفية الجيار - الفصل السابع عشر
قبل قراءة الفصل اتمنى متحكموش على نهايته قبل ما تعرفوا ليه ده حصل وليه الرواية اتجهت الاتجاه ده لاني عندي سبب قوي يعني استحملوني🙈
كان وضع الجميع بتلك الليلة يشوبه الحزن والضيق، والتمهيد للحرب المحتملة وكل منهم يحاول تصويب مدافع الهجوم نحو العدو، العدو الذي كان محبًا ذات يوم، أكثرهم تأهبًا كانت سمية التي شعرت بطبول الحرب تُقرع وإطلاق صافرات الانذار بات وشيكًا، فأمر الرسائل التي تُرسل إلى مراد باتت غير محتملة وتزعجها كثيرًا، لقد كان يعاود إرسال كل رسالة تصله لها، حتى تكن مطلعة على الأمر وبدورها كانت تقوم بتهدئته، وإخماد النيران المندلعة بداخله، لكن آخر رسالتين وصلتا إليه لم يستطع إرسالهما لها، فلم تكونا رسائل نصية وإنما صور فوتوغرافية، ليست كأي صور وإنما صور لا يتحمل رجل رؤيتها لزوجته مهما كانت ظروف زواجهما، لذا قرر الكذب عليها والتأكيد أنه لم تعد تصله رسائل، حفاظًا اللعبة سمع طرق خافت على الباب، أعقبه ولوج يسر إلى الداخل، وهي تطأطئ رأسها بخجلٍ، قالت بصوتٍ خفيضٍ:
_مراد اعتذر منكَ عما حدث البارحة.
قال بعتابٍ:
_ وهل حدث ما تعتذرين عنه؟
جلست على المقعد المقابل له وقالت:
_مراد ماذا هناك؟ منذ مجيئنا إلى هنا وأنتَ تتهرب من الحديث معي.
_ خطأ الهرب وظيفتك أنتِ لم اتهرب مرة واحدة بحياتي من واجبي.
_ نعم أهرب لأنكَ تحاول النبش بالماضي، أهرب لأني أعلم أن هناك أمر جلل قد حدث ولا تخبرني به.
تنهد بضيق وقال محاولا إنهاء الحديث معها، السيطرة على غضبه شيء أصبح يفوق تحمله:
_لم يحدث شيء، والدتكِ تقلق بشأنكِ منذ أن ساءت حالتكِ عند ارتدائنا للخواتم؛ لذا طلبت مني المجيء بكِ إلى هنا، وهيا عودي إلى غرفتكِ تأخر الوقت أشعر بالنعاس .
قالت بحزن:
_أترى جئت أحدثكَ وتهربت من الحديث معي، هل ستنام الآن مازال الوقت باكرًا؟
تجاهل ما قالته ،وأجاب على سؤالها:
_ لن أنام مباشرة سأتحدث مع صديق لي بأمرٍ خاص.
اعقب كلماته بالتقاط هاتفه وتمرير أصابعه على شاشته ،تطلعت به بحيرة للحظات فعلمت أنه لا يريد تواجدها معه بالغرفة؛ فرحلت وهي تجر أذيال خيبتها.
حاولت الهرب مما تشعر به، لكنها لم تجد شيء يأويها من الحرب الدائرة بداخلها سوى كلمات أفيندار ومناقشة متابعيها وآرائهم بالخاطرة.
** أفيندار**
"إلى أفيندار كيف يتحول الحب للكره بعد الزواج؟ كيف نجتاز المستحيل لنكن سويًا ثم بعد سنوات يقفز الحب من نافذة الحياة ويترك لنا حياة منقوصة مشوهة، هل هناك حب حقيقي أم أن هذه الكلمة تحريف لمشاعر أخرى مغلوطة، لقد جربت الحب لست سنوات واحتجت لستة سنوات أخرى كي أعلم أني خُدعت أكبر خدعة في حياتي، والآن افترقنا وصارت حياتي باهتة حتى بت ألعن ذلك المسمى كل ليلة، لا حب لا يوجد حقيقة كتلك، الحب تحريف للمودة والرحمة والتي لا يعلم الناس عنها شيئًا، لأننا فقدنا أدميتنا....
مجرد فضفضة."
عزيزتي الحب ليس خدعة الحب مشاعر حقيقية صادقة ،الحب ليس تحريف للمودة والرحمة بل المودة والرحمة جزء من الحب،المودة،الرحمة،الحنان،العاطفة والاحتواء،كل هذه المشاعر تندرج تحت مسمى الحب،من قال أن الحب ليس موجودًا على العكس الحب موجود لكن يبدو أنكِ لم تصادفيه للآن، لا تُعممي مفاهيمكِ عن الحب من خلال تجربة واحدة كُتب لها الفشل، من يعلم ربما الحب الحقيقي لم يطرق بابكِ بعد، أو ظروف الحياة كانت أقوى مما بينكما، أو ما مررت به كان سوء اختيار من البداية، ما أود قوله أن ما مررت به ليس مقياس أنظري هناك قلوب تتغنى بالحب،وتتنفس بالعشق،هناك قلوب تحب رغم مغادرة المحب للحياة رغم الافتراق يبقى القلب ينبض باسمه، وهذا أكبر دليل على وجود الحب، لا تحزني على ما مضى، لنقل أن الاثني عشر عامًا كانوا درسًا لكِ،أو تجربة تعلمتِ منها الكثير،الحب موجود انتظريه مؤكد سيزوركِ يومًا، من منا لم يدق قلبه لم تطاير فراشات الحب بداخله عند رؤية المحبوب، أنتِ قلتيها لقد فقدنا أدميتنا، إياك ولعن الحب من أجل شخص لم يقدر حبك،الحب أسمى من أن يُلعن.
{لا تلعن الحب
ربما أخفق القلب
أو صادفت وغدًا
أبدل الود بالشد
وسرق العمر وخان العهد
لا تلعن الحب
من يعلم ربما رياح الحب تهب
وتقرع طبول الحرب
ويعود القلب للنبض
ونوقع اتفاقيات وعهود
ويخفق القلب عن الصمود
أمام عشق يحيا بعد الموت
من قال
أن القلوب تتحلى بالجمود
لا تلعن الحب
لم يكن قلبًا
لنقل أننا عشنا حبًا
برهنت السنوات كم كان كذبًا
لا تظلم الحب
وانتظر وتمهل
لا تحكم وتتعجل
اطوي الصفحة والقي الكتاب بمقبرة النسيان
وعد العتاد
وانتظر سيدق بابك قلب يحبك يحتويك بحنان
لا تلعن الحب
لا تظلم الحب
لم يكن قلبًا لنقل ما بيننا حبًا}
**
"أو صادفت وغدًا أبدل الود بالشد، أو صادفت وغدًا أبدل الود بالشد، أو صادفت وغدًا أبدل الود بالشد" رددت يسر وهي تذرف دمعاتها بغزارة وكأن روحها باتت على حافة الانهيار، أطبقت شاشة الحاسوب المحمول بغضبٍ، فتلك الرسالة لم تكن هي مرسلتها لكنها تصفها تصف حالها ومعاناتها ،صدمتها ،لكن الفارق الوحيد أن بطلة أفيندار استغرقت اثنى عشر عامًا لتكتشف حقيقة من ظنته خليلًا أما يسر استغرق أمر انكشاف كذبة حياتها اثنان وعشرون عامًا ونضيف عليهم ثلاث سنوات ترفض تصديق الحقيقة،الحقيقة التي رأتها بأم عينيها.
أجفلت عندما فوجئت بصوت هاتفها المحمول يعلن عن اتصال رهف بها، مررت أصابعها المرتجفة على شاشته ثم وضعته على أذنها ولم تنبس ببنت شفة فقط استمعت إلى محدثتها:
_ يسر، يسر! أتسمعينني؟
_همم أسمعكِ.
_هل هذه أنتِ؟
زفت بغضبٍ وقالت:
_إنه أنا ومن سيكون؟
_أعلم أنكِ أنتِ، أنا أتحدث عن أفيندار هل أنتِ بطلتها لليلة؟
_لا لم أرسل تلك الرسالة، لكنها أنا بخذلانها وحزنها، بمحاربتها للجميع ليصبحا معًا، بصدمتها به، إنها أنا بكل شيء، الفارق الوحيد بيننا، أن أمر استيعابها للحقيقة استغرق اثنى عشر عامًا أما أنا لم استطع تقبل حقيقته طوال خمسة وعشرون عامًا، انظري أحترق بداخلي من مواجهته وأنا زوجة غيرة أموت من حزني لأن مراد سلب منه أكثر شيء كان يحلم به القمر والنجمة، يا لغبائي أعلم أنه تمنى الفضة والألماس بدلًا عني وما زلت أشتاق، اللعنة عليه وعلي وعليكم، اللعنة على عائلة الدالي بأكملها، إنها أنا بشوقها له المدفون بين حروفها، ما زلت أشتاق رغم كل شيء، متى سأتخلص من لعنته؟
اعتادت رهف على يسر القوية التي لا تضعف ولا تُظهر لأحد حزنها، وتمتنع تمامًا عن التحدث عنه، خاصة مع رهف، لكن الشوق والخوف باتا فوق قدرة تحملها، قالت رهف:
_إياكِ والأخذ بنصيحة أفيندار، لا تنتظري قلبًا يدق بابكِ ويحبك، دواءكِ معه، رغم كل شيء.
_ماذا تقولين أجننتِ، هل تطلبين مني العودة له!
_ إن عاد اعطه فرصة يا يسر.
انتفضت واقفة ثم قالت:
_ هل عاد، هل عاد بعد أن تزوجت؟
وقبل أن تجيبها رهف، صعقت عندما جذب منها مراد الهاتف بعنفٍ وأنهى المكالمة مع رهف ثم قام بفصلِ الهاتف عن العمل وقال وهو يحدق بها بجمودٍ:
_ نعم عاد ويريدكِ هل ستذهبين له؟ حتى أنه يعقد الصفقات مع أمكِ وخالكِ منذ أيام، إما تنفصلين عني أو يحدث ما يُحزننا، يعني يهددنا بكِ.
أجفلت ثم حدقت به مشدوهة على إثر الصدمة، ماذا أعاد ويريدني ويهددهم، أما زلت مهمة، هل ستوافق أمي عما يريده أم لا، هل سأذهب له بالأساس؟ تلك هي التساؤلات التي دارت بعقلها وهي تحدق به، قبض على كتفيها وقال:
_يسر أسألكِ هل ستذهبين له، أم ستختارين عائلتكِ ومن وقف بوجه الجميع حتى ينقذ سمعتكِ؟
قالت بصوتٍ مرتجف:
_هل عاد حقًا؟
_نعم عاد ويريدكِ ماذا ستفعلين؟
أولته ظهرها وهي تواري وجهها خلف كفي يدها وراحت تتمتم لاهثة:
_لم أعد أفهم شيئًا مما يحدث، متى عاد وكيف وعن أي صفقات تتحدث، هل لهذا نختبئ هنا؟
جذبها من ذراعها بحدة وقال:
_ السؤال الأهم لما عاد؟
دفعته بعيدًا عنها وقال:
_لما تتعامل هكذا، كيف تتجرأ على لمسي؟
هدر بها:
_أنا زوجكِ، لم أغتصب حق ليس لي بلمس ذراعكِ، إن كنتُ حافظت على عهدنا كان بسبب صورتكِ التي كونتها عنكِ لكن يا لهول ما اكتشفت .
_مراد أنتَ جننت وتتحدث بالألغاز وأنا لم أعد أفهم شيء، إما توضح ما يحدث ،أو تتركني أذهب إليهم وأفهم أنا.
صاح بها:
_ها بالطبع تودين الركض إليه.
_ليس من شأنكِ أن أذهب أم لا.
_أنا زوجكِ.
دفعته بعيدًا عنها وهدرت:
_زواج متفق عليه.
_هاا هذا هو الزواج المتفق عليه، اتفاقنا باطل لأنه بُني على باطل، لذا هو لاغِ.
دفعته عنها بعد أن قلص المسافة بينهما ثم صرخت:
_ عن أي بطلان تتحدث؟
_قلتِ أنكِ تريدين أن ننفصل بهدوء لتعودين لكنف أمك، ولم تقولين أنكِ بشرطكِ أن يكون زواجنا مشروطًا قمتِ بمحاولة اخفاء حقيقتك وجريمتكِ لكن شريككِ بالجريمة قد كشف كذبكِ، أتساءل كيف تمكنتِ من التظاهر بالعفة والشرف هكذا!
قالت وهي تحدق به وترسل شرارات اللهب إليه، وتضع سبابتها أمام شفتيها محذرة إياه:
_مراد لا تتجاوز حدودك معي أنا يسر إن نسيت.
_لم أنسى من أنتِ، رغم كل شيء أنتِ يسر زوجتي الكاذبة.
_لست زوجتك.
_لكنكِ كاذبة.
_في ماذا؟
أغمض عينه ففرت دمعة هاربة متمردة منها فضحت ما يكنه بقلبه لها، هز رأسه بحسرة يعاتبها عما سيريها إياه، ثم دس يده بجيب سترته وأخرج هاتفه، عبث به وصدره يعلو ويهبط كالعائد ركضًا من الحرب، صوب شاشته نحوها وأطبق على شفتيه، اعتصر الهاتف بين يده حتى ابيضت مفاصله وقال:
_ أفعلتِ هذا، أخنتِ ثقة عائلتكِ بكِ؟
التقطت الهاتف بفزعٍ وقالت:
_من أين لكَ بهذه الصورة؟
جلس على الفراش بإعياء وقال:
_أجيبي .
تعجبت من حالته فالصورة لم تكن بهذا السوء عندما نعلم بما تحتوي، فتظهر وهي تقبل أحدهم وجه لا يظهر لكنه يحيط جسدها بيده بجرأة بالغة، أما عنها فقد كانت تبادله العناق، قالت وهي تتفرس بالصورة:
_لا تنسى كان زوجي.
نهض وهو يلتقط الهاتف منها قام بفعل شيء به ثم أعاده لها مرة أخرى وقال بصراخ:
_ كان عقد قران، وليس زواجًا، عندما عقد والدكِ قرانكِ عليه لم يسمح لكِ التفريط بشرف عائلتكِ.
أبعدت الهاتف عن مرمى عينيها بيدها وقالت:
_اللعنة عليكم.
قبض على كتفيها وراح يهزها بعنف وهو يصرخ:
اللعنة عليكِ وعليكما،بينما فعل كل هذا بعائلتكِ وبكِ سلمتِ له قلبك ،روحكِ وجسدكِ، كيف تفعلين هذا، فعلت من أجلكِ الكثير ما لم يفعله هو أو غيره لكن تفننتِ بقتلي حتى لا تنكشف قذارتكِ.
تملصت من بين يديه وقالت:
_لن أبرر لكَ حقيقة تلك الصور، ببساطة لأنكَ لا تُعني لي شيء ،وزواجنا انتهى عند هذه اللحظة، من فضلك أعدني إلى بيت أبي.
عاود تقيد حركتها وهو يقبض على ذراعيها وقال:
_لا لم ينتهي بعد أنتِ تدينين لي بتوضيح ،وسأحصل عليه، مستحيل أن تكوني هكذا، يسر لا تقتلي أجمل ما بكِ بعيني، براءتك وأخلاقك، أجيبيني هل ما بالصورة حدث؟
أولته ظهرها وهي تفتح الخزانة قاصدة جمع ثيابها ثم هدرت:
_ حدث أم لم يحدث ليس من شأنكَ، لن أجيبك لن أبرر لكَ، لا تعيش بدور الزوج الذي يحاول الثأر لشرفه.
قبض على خصلات شعرها وبدى وكأنه فقد السيطرة على أفعاله، هو بالحقيقة فقد السيطرة على غضبه، هدر بها وهو يجذبها نحوه:
_ أنا بالفعل زوجكِ، وسأثأر منكما على ما سلبتاه مني،أما التبرير لست بحاجته سأتأكد من الأمر بنفسي والآن.
دفعها بغيظ نحو السرير وكأن غضب العالم أجمع تجمع بداخله ثم تكالب عليها ليشل حركتها حاولت التملص والفرار منه لكن قوته الجسمانية كانت بصالحه، حاولت إثنائه عما يفعل وهي تصرخ:
_ مراد ابتعد لا تجن ،مراد حسنًا هذا كذب ما بالصورة كذب، ابتعد، لا تكن ندل، لا تكن مثله لا تفعلها.
كاد يصدقها لكن جملتها الأخيرة زادت من اشعال نيران الغضب بداخله، فهي تدل أن ما ينوي فعله قد فعله كرم من قبله، فتمادى فيما يفعل وكـأنه يعاقبها يسلب منها ذكراها، يعاقب نفسه على ثقته بها فما فعله لم يكن من شيمه، لم يتوقف إلا عندما أتم مهمته بنجاح وقضى على آخر أمل بعلاقتهما، غرز خنجر الخيانة بقلبه، ونحرها بسكين التظاهر بالشرف، أما رداء العفة فقد تخلت عنه لسبب لم يدركه حينها وسقط في فخها، ابتعد عنها ثم ألقى رأسه بإهمال على طرف الفراش، أغمض عينيه لتنهال دمعاته كالشلال على وجهه، دمعات غضب حنق وحزن، أما هي جذبت الدثار لتخفي ما يظهر من جسدها، وقالت وهي تنظر بجمود لسقف الغرفة:
_طلقني يا مراد
أطلق تنهيدة قوية تنبع من الحرائق المشتعلة بروحه، ثم عقد حاجبيه وهو يطبق جفنيه بمرارةٍ ثم قال وهو يعدل من ثيابه:
_لكِ هذا، أنتِ طالق يا يسر.
إلي هنا ينتهي الفصل السابع عشر من رواية أفيندار بقلم صفية الجيار
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا