مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة أميرة مدحت على موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثانى من رواية لأجلك أحيا بقلم أميرة مدحت
رواية لأجلك أحيا بقلم أميرة مدحت - الفصل الثانى
تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية
رواية لأجلك أحيا بقلم أميرة مدحت - الفصل الثانى
تحرك "أصهب" نحو داخل ذلك القصر بسيارته السوداء الفارهة، ترجل منها ونظراته السوداء تتأمل ما حوله، خلع سترته قبل أن يلج إلى الداخل بخُطى هادئة ثابتة، ألتقى في طريقه كبيرة الخدم حيثُ أخبرته بـ أمر جدهِ بأن يدخل إليه غُرفة الطعام، أومئ برأسه دون أن يُجيب ثم تحرك نحو داخل الغُرفة حيثُ يجلس كل من والده ووالدته وأخيرًا.. جده.
قال "أصهب" بصوته الرجولي الأجش:
-خير يا جدي؟؟..
رفع "الهامي" رأسه يحدق فيه بنظراته الهادئة رغم حدتها، تسائل بهدوء:
-إيه حكاية البنت إللي أسمها تيجان دي؟؟..
رد عليه "أصهب" ببسمة قاسية:
-جوزها رماها بفستان فرحها في ساحة القرية، وقبلها بـ 3 ساعات كان جه عندي وقالي أنه أكتشف مراته مش عذراء وأنه عاوز حقه، فـ جبته!!..
تسائل والده "راجي" بإهتمام:
-يعني نفذت القانون؟!!..
صمت "أصهب" قليلاً قبل أن يومئ رأسه بهدوء قائلاً:
-أيوة، قتلتها وسط أهل القرية وبعدها دفنتها.
أشار "الهامي" بيده هاتفًا بعدم إكتراث:
-يالا فـ داهية.
رمقته والدته "شيهناز" بنظرات متفحصة هاتفة بتساؤل:
-أومال إيه إللي أخرك كده النهاردة؟؟..
رد "أصهب" بإقتضاب:
-شغل، يالا أنا طالع أرتاح.
لم ينتظر الرد بل دلف إلى الخارج متوجهًا نحو الدرج كي يصعد إلى الأعلى حيثُ غرفة نومه، ولكن أثناء سيره تذكر تلك المُقابلة بينه وبين المدعو "ساهد" حيثُ أت له في صباح باكر اليوم وقد أدمعت عيناه من فرط الصدمة حتى شعر أنه سيسقط لا محالة، لذلك حينما سمع بفعلته تحرك كي يأخذ حقه منهـا، نزع قميصه الأبيض قبل أن يُسير نحو المرآة ثم وقف أمامها يتأمل إنعكاس صورته، رفع ذقنه قليلاً وقد تقوس فمه بإبتسامة مخيفة وهو يضع يديه بداخل جيب بنطاله، همس بصوتٍ خطير:
-إستعدي للجحيم يا.. يا تيجان.
******
وقفت "تيجان" أمام المرآة تتأمل مكان إصابتها بتلك الرصاصة، رفعت حاجبيهـا للأعلى وهي ترى أن الجرح ليس مميت، تذكرت في تلك اللحظة كلمات الطبيب حينما كانت على وشك أستدعاء وعيهـا أنه جرح الخروج أي الرصاصة ليست في الداخل، جرح يبدو ضخم ولكن نظيف جدًا بشكل محترف، ولم يلمس أي عضو حيوي.
تلك كانت كلمات الطبيب المُختصرة التي قالها للملك، أتسعت عيناها بإرتياب بعدما تفهمت أن الرصاصة ثقبتها فقط وعبرت، همست "تيجان" بصوت غير مسموع:
-ينهار أسود، ده معناه أنه تعمد ميقتلنيش ولا أتأذي!!..
أبعدت خصلات شعرها من على وجهها وهي تتابع:
-أومال ليه ضرب نار عليا من الأول؟!.. هدفه إيه؟؟..
نظرت حولها بقلق وهي تقول:
-ينقذني وبعدها يجبني على السجن!!.. أنا عمري ما سمعت عن السجن ده؟؟.. سجن إيه ده إللي عامل فيه لنفسه أوضة نوم كبيرة زي دي!!..
جلست على طرف الفراش وهي تُضيف:
-منك لله يا ساهد، طلعت زبالة زي أخوك، وقعتني في إيده عشان تنتقم وخلاص.
صمتت قليلاً قبل أن ترفع رأسها فجأة هاتفة:
-ده كده معناه إني فنظر الكل ميتة!!.. وأنا هعيش أساسًا هنا مسجونة، تحت رحمته!!!..
هبت "تيجان" واقفة وهي تهدر بغضب:
-لأ، مش هسمحله يقرب مني، لو فكر يقرب مني ويأذيني أنا إللي هأذيه، حتى لو وصل الأمر إني أقتله!!!!..
******
وقف "ساهد" أمام غرفة والدته "نجوى" وهو يفكر بتردد كبير أن يدخل إليها، ولكن في النهاية حسم أمره حيثُ أطرق الباب دقات خفيفة قبل أن يدخل إليها مُبتسمًا لهـا، كانت جالسة على الفراش تشاهد أحد الأفلام القديمة العربية، جلس أمامها على طرف الفراش قبل أن يتسائل بإهتمام:
-عامله إيه دلوقتي؟؟.. أحسن؟؟..
رمقته بنظرة جامدة قبل أن تسأله بصوتٍ مهزوز:
-أوعى تكون عملتها يا ساهد!!.. أوعى.
قالت كلمتها الأخيرة وقد ألتمعت عيناها بخوف، رد عليها بجمود:
-أنتقمت، خدت أنتقامنا يا أمي.
أغمضت "نجوى" عينيها وهي تهز رأسها بالسلب هاتفة:
-ليه؟؟.. ليه عملت كده يا ساهد، حرام عليك.
فتحت عينيها فــ هبطت دمعتين وهي تهدر بعذاب:
-إنت حرقت قلبي يا ساهد، ليه يا ساهد تعمل فيها كده؟؟.. حرام عليك، حرام.
هب واقفًا وهو يهدر بإستنكار:
-حرام؟!.. حرام على مين؟؟.. بتقوليلي أنا الكلام ده!!!.. أنا مكنتش أعرفها، معرفتهاش إلا لما قتلت أخويا، أخويا إللي هو إبنك يا أمي.
ألمتعت عيناه بوميض مخيف وهو يتابع:
-قتلته بدم بارد، شوفتها وهي بتقتله بعينيا، مش قادر أنسى المنظر!!!!!..
أشار بإصبعيه قائلاً بتهكم مرير:
-وياريت الموضوع جه على كده وبس، شوفي حصلك إيه بعد ما مات.
طأطأت رأسها تبكي بصمت، فـأكمل بعذاب:
-فالآخر أتشليتي يا أمي، أتشليتي!!!.. أتحرمت من إني أعيش مبسوط وسعيد، أتحرمت يا أمي!!!..
رفعت عينيها الدامعتين نحوه وهي تهتف:
-بس يا ساهد آآ..
قاطعها "ساهد" بغضب:
-كان لازم أخد حقي، حقي وحقنا كلنا، وخدته أهو، النهاردة بس هقدر أنام بعد ما الكينج قتلها.
صرخت "نجوى" برعب:
-إنت بتقول إيه؟؟.. قتلهـا؟؟..
حرك رأسه بإيماءة خفيفة، فصرخت بغضب جامح:
-إطلع برا يا ساهد، إطلع برا أوضتي، سبني لوحدي، برااااا.
حدجها بنظرات عاتبة قبل أن يرحل من غرفتها، بكت "نجوى" بصمت، ولكن دموعها الحارقة لا تقارن بحرقة روحهـا.
******
في صباح اليوم التالي، أنتفضت "تيجان" من على فراشها بعدما سمعت صوت صفق باب الغُرفة بعنف، فركت عينيها وهي تحاول إستيعاب دخول "أصهب" الغُرفة، عقد ساعديه أمام صدره الضخم مُبتسمًا لها بسخرية ثم قال:
-صباح الخير، أتمنى تكوني أرتحتي فـ أوضتي و.. على سريري.
بلعت ريقهـا بصعوبة وهي تحدق في عينيه السوداوين القاسيتين، هتف بصيغة آمرة:
-قومي.
نهضت من على الفراش وهي تنظر له بحنق واضح، توجه نحو باب الغُرفة وفتحه ثم وجه حديثه لحارسيه حيثُ قال بصرامة:
-نزلوها على الزنزانة رقم 26، يالااااا.
حرك كل منهما رأسه ثم تحركا نحوها قبل أن يقبضا على ذراعيهـا، هدرت ""تيجان" بغضب:
-سبوني، إنتوا هتعملوا إيه؟؟..
لم يُجيب أحد منهما عليها بل توجها بها إلى حيث أمر "أصهب"، جحظت عيناها بخوف وهي ترى أكثر من خمسة وعشرون فتـاة في ذلك السجن، بعضهم من تبكي على حالها والبعض الأخر يجلسون بجمود غريب، بلعت ريقها بصعوبة وهي ترى تلك العلامات على ذراعيهما، يبدو أنه يقوم بتعذيبهم، فشهقت بعنف تلقائيًا.
حينما ألقوا بها إلى الداخل، وقفت "تيجان" تصرخ من خلف القضبان بشراسة قائلة:
-إنت يإللي عامل زي التور، تعالى هنا وطلعني.
سكتت لحظةً ثم صرخت عاليًا:
-أنت يا بني آدم، أفتح بقولك.
تراجعت إلى الخلف حينما وجدت "أصهب" أمامها، إنتفضت شجاعتها منسحبة من حرب لم تبدأ بعد، بل ستبدأ الآن، ولكن لم تظهر بل صاحت فيه بهسيس مستفز بعدما دخل:
-إنت جايبني هنا ليه؟؟.. هتعمل نفسك راجل عليا وآآآ..
نظر إليها ودون مقدمات كانت صفعة عنيفة تسقط على وجههـا، ولكنها لم تنطق سوى بــ آآه تلقائية، تكتم وتكتم كعادتها.
هدر "أصهب" بصوتٍ عنيف:
-إنتي فاكرة نفسك إنك إيه؟؟.. وبعدين إنتي لسه مشوفتيش مني حاجة، ده إنتي لسه هتاخدي عقابك.
ضيقت عينيها وهي تهمس:
-عقاب إيه؟؟..
رد عليها وهو يخرج من خلف ظهره السوط الذي أحضره خصيصًا لها، إبتسم لها إبتسامة جانبية قائلاً:
-عقاب الزانية إيه عند ربنا؟؟..
أتسعت عينيها وهي تهدر بصدمة رغم تعبيرات وجهها العصبية:
-قصدك إيه؟؟.. هتجلدني 100 جلدة!!..
دنا منها عدة خطوات وهو يرفع السوط عاليًا حيثُ قال بقسوة وقد ألتمعت عيناه بوميض شرس:
-ده عقابك، تحملي بقى.
******
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا