مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة سارة بركات على موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثالث والعشرون من رواية شوق العمر بقلم سارة بركات
رواية شوق العمر بقلم سارة بركات - الفصل الثالث والعشرون
تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية
رواية شوق العمر بقلم سارة بركات - الفصل الثالث والعشرون
شوق:"أنا مش فاهماك، حقيقي مش فاهماك، إنت بتقول إنها كانت غلطة وبتقول إنه ماضعفش يبقى إيه إللي حصل؟"
إسماعيل:"سيرين جات بالغلط ... لما حصل الموضوع ده .. عمر كان شايفك إنتي مكنش شايفها هي، مكنش في وعيه، يعني كل حاجة حصلت بناءًا على إنك إنتي إللي كنتي معاه مش أم سيرين."
شوق بعدم فهم:"ممكن توضح قصدك إيه؟ وعمر إتعرف عليها إزاي؟ حياته في أمريكا كانت عامله إزاي بشكل عام؟"
إسماعيل بتنهيدة:"هحكيلك كل حاجة .. عمر لما سافر أمريكا مكنش يعرف اللغة بتاعتهم أوي، بس كان بيستغل فصاحته في الألماني، وأحيانًا كان بيدخل كلمتين إنجليزي مبتدأين في النص، أجر شقة صغيره، وإشتغل في كافيه وهنا كان بدأ يتعلم اللغة بشكل صحيح وطبعا إنتي عارفه إن عمر بيتعلم بسرعة، في الفترة دي عمر كان مقاطعني ماكنتش أعرف عنه أي حاجة كل إللي كان سايبه كوسيلة تواصل هو الموبايل إللي كان إشتراه ليكي، وكان معاه خط مصري، وأنا حطيت الخط في الموبايل ده على أمل إن عمر ممكن يتصل بيا في يوم، وبالفعل بعد سفره بسبع شهور بالظبط كانت أول مرة أسمع صوته من بعد ما سافر..................."
منذ ستة وعشرون عامًا:
عمر كان نايم بهدوء في شقته الصغيرة وبيحلم بيها ... كان بيمشي ناحيتها وهي بتبعد بنفس خطوات قربه منها ...
عمر بنفاذ صبر:"قربي يا شوق."
شوق بإبتسامة بريئة:"ولو قربت؟"
عمر بحب:"هاخدك في حضني."
شوق:"طب ولو فضلت أبعد؟"
عمر:"إيه الأسئلة الغريبة دي؟"
شوق:"رد عليا."
عمر بتنهيدة:"لو فضلتي تبعدي هفضل دايما وراكي."
شوق وقفت في مكانها وإبتسمتله بحب...
شوق:"طب إيه رأيك أهرب وأجيلك؟"
عمر بإستغراب:"تهربي منين وإنتي قدامي؟"
شوق بإبتسامة:"أهرب منه وأجيلك إنت، بس السؤال هنا هتستناني ولا لا؟"
عمر عقد حواجبه وهو بيبصلها وسكت ... شوق ملامحها إتحولت للحزن الشديد بسبب ملامحه...
شوق:"هو أنت مابتحبنيش؟"
عمر بنفي:"لا أنا بحبك، بس أنا مش فاهمك."
شوق بإبتسامة:"ههرب وأجيلك إنت بس إستناني."
عمر وهو بيقرب منها:"شوق بطلي هزار بايخ ومش مفهوم، *إبتسملها بحب* تعالي في حضني يلا عشان أبقى مرتاح."
فضلت واقفه في مكانها ثابته بتبصله وهو بيقرب منها لحد ماوصل قدامها ... عمر جه يحضنها معرفش وده لإنها كانت سراب وطيف
إتصدم من إللي حصل ده وبص وراه لقاها بتبصله بإبتسامة ... شوق:"قولتلك إستناني، ههرب وأجيلك."
وبعدها إختفت .... عمر قام من على سريره بفزع وبيحاول ياخد نفسه بإنتظام لإنه كان بينهج وبعد ما هدي، بدأ يفكر في شوق وفي كلامها في الحلم ليه، "معقوله شوق بتحبني؟" ... "معقوله هتهرب؟" ... عقد حواجبه بغضب بسبب إنه لسه مستنيها بعد غياب سنة .. لازم ينساها ويخرجها بره دماغه لازم .. كان لسه هيقوم من على سريره بس فضل في مكانه .. عيونه جات على موبايله إللي كان جنبه على الكومودينو .. مسكه بإرتباك وفتح قائمة الأسماء وجه على إسم شوق " الرقم إللي إشتراه ليها" ..
أخد نفس عميق وبدأ يتصل ... إسماعيل كان قاعد جنب عفاف ومخنوق بسبب إن عمر إختفي من بعد ما سافر ومحاولش حتى يتواصل معاه ولا يطمنه عليه حتى، مشيل نفسه ذنب كبير بسبب إللي حصل ده وبيتمنى بس لو يرجع بالزمن لورا ويمنعها من إن إنها تتجوز وتروح من إيد عمر .. فاق من إللي هو فيه على صوت رنة من الموبايل إللي عمر كان سايبه في شنطة لبس شوق .. جري بسرعة على الموبايل وبص للرقم المجهول ورد بسرعة على إعتقاده إنه عمر ..
إسماعيل بلهفة وهو بيرد:"ألو."
عمر ماتكلمش وفضل ساكت ..
إسماعيل:"ألو."
عمر كان صوت أنفاسه مسموعه ..
إسماعيل:"عمر، رد عليا، أرجوك رد وطمني عليك."
عمر منطقش غير بكلمة واحدة ...
عمر بصوت مُتعب ويملأه الشوق:"هربت؟"
إسماعيل ماركزش في الكلمة إللي هو قالها لإن كان كل همه إنه يطمن على عمر ..
إسماعيل:"وحشتني يا عمر، طمني عليك؟، أنا آسف ماتزعلش مني، أنا عارف إني غلطت، سامحني عشان خاطري، أنا........"
عمر وهو بيقاطعه:"هربت؟"
إسماعيل:"نعم؟"
عمر حس بقلة كرامة من السؤال إللي هيبدأ يسأله ..
عمر:"شوق هربت من جوزها؟"
إسماعيل:"مين إللي قال كده؟ هـ..........."
عمر:"رجعت الحارة؟"
إسماعيل:"لا، عمر أ........"
قطع كلامه المكالمة إللي إتقفلت ... عمر ضغط بكف إيده على الموبايل بغضب وخيبة أمل ... لقى الموبايل بيرن ... كان إسماعيل بيتصل عليه .. عمر قفل موبايله وحطه جنبه وقام من على سريره وهو حاسس بقلة كرامة وفجأه لقاها قدامه، كانت قاعده على حرف التسريحة إللي في أوضته وبتبص في الأرض بإحراج شديد ... قام من مكانه وتجاهل وجود طيفها ومشي راح للمطبخ .. سمع صوت خطواتها وهي بتمشي وراه ... شرب كوباية مياه وبعدها لف عشان يرجع لقاها واقفه قدامه وبتبص في الأرض وبتفرك في صوابع إيديها ...
عمر بملامح خالية من أي مشاعر:"فاكراني هجري عليكي زي كل مرة بشوفك فيها؟"
شوق رفعت راسها وهي بتبصله بحزن ...
عمر بغضب وقسوة:"إنتي مجرد وهم."
دموعها نزلت، وعمر رمى الكوباية إللي في إيده على الأرض بغضب وإتكسرت مليون حته ... وهنا طيف شوق إختفى ... عمر قعد على الأرض بقلة حيلة وسند ظهره على دولاب المطبخ ومسك راسه بين إيديه .. حاسس إنه إتجنن خلاص، من يوم ماسافر ألمانيا وهو بيشوف طيف شوق حواليه ولما رجع مصر ولقى شوق راحت من إيده، طيفها كان مازال بيظهرله، في البداية كان بيجري على طيفها عشان يحضنها لكنه مابيعرفش يحضنها .. طيفها مازال بيجري وراه لكنه مش عارف يهرب منها ... سمع صوت خطواتها تاني رفع راسه لقاها واقفه قدامه وبتبصله بحزن ... عمر إتنهد بضيق وتجاهلها، لمحها بطرف عيونه وهي بتقعد جنبه على الأرض وقاعده نفس قعدته وبتبصله ، عمر بصلها وعيونه جات في عيونها ..
عمر:"عملتي فيا إيه؟ أنا إتجننت ومابقاش فيا عقل من بعدك، المفروض إني أكون بحلم، لكن أنا شايفك في الحقيقة، أكيد أنا بيتهيألي، بس هحاول ماشوفكيش عشان إنتي السبب في وجعي."
قام من مكانه وراح لأوضته عشان يكمل نوم، إنما طيفها مشي وراه .. قعد على سريره لقاها قعدت على السرير هي كمان، إتنهد بغضب وإدالها ظهره وإتغطى بالبطانية، لكن طيفها مازال قاعد على سريره وبتبصله وهو عارف كده ... مرت الأيام والشهور والسنوات لحد ما عدا 3 سنوات على غياب عمر عن مصر وعلى ملاحقة طيف شوق ليه لدرجة إنه خلاص فقد عقله بالفعل .. كان بيتجاهل مكالمات إسماعيل ليه تمامًا ... وأحيانًا كان بيتصل بيه عشان يسأله السؤال الدائم وهو متضايق من نفسه .. "هربت؟"
..........................
في الوقت الحالي:
إسماعيل بتنهيدة لشوق:"وبعدها قابل شاب مصري فكره بيا، عمر كان مسئول عنه وده لإنه شافني فيه، إسمه بشير وهو حاليًا رئيس مجلس إدارة الشركة بتاعة عمر، الشاب ده كان غلبان بس شاطر مكنش حيلته حاجة كان رايح لأمريكا هجرة مش بأوراق رسمية، كان بيدور على شغل وعلى حظه دخل الكافية إللي عمر كان بيشتغل فيه، وهنا إتعرفوا على بعض بس عمر كان متضايق إنه بيتعامل مع حد مصري."
شوق بإستفسار:"ليه؟"
إسماعيل:"عمر بِعِد عن اي حاجة تفكره بيكي حتى مصر، فطبيعي هيتضايق لما يتعامل مع حد مصري، في البداية معاملة عمر لبشير كانت خشنة بس لما شافني فيه بقا هادي، وعرف إنه مالوش مكان ينام فيه بيتنقل وبيدبر حاله، عمر قرر إنه يخليه يعيش معاه بدل مايقعد لوحده بين أربع حيطان بيكلم نفسه وبيكلم طيفك، ده غير إنه رجع يتصل بيا ويتطمن عليا أنا وعفاف ومحمد، ولما كنت بفتح موضوعك كان بيقفل السكة في وشي لحد ما إتعودت إني مافتحهوش."
شوق بحزن:"طب عرفها إزاي؟ قصدي والدة سيرين."
إسماعيل بتنهيدة:"والدة سيرين تبقى دكتورة نفسيه، بس مكانتش هي إللي بتعالج عمر."
شوق بصدمة وعدم إستيعاب:"يعني إيه مش بتعالجه؟ هو عمر كان بيتعالج؟"
إسماعيل بتنهيدة:"من بعد ما بشير سكن مع عمر........"
منذ ثلاثة وعشرون عامًا:
بشير كان نايم بهدوء في أوضة جنب أوضة عمر .. بس إتنفض من على السرير لما سمع صوت عمر العالي ...
عمر بغضب:"ماتجيش هنا تاني، إياكي ألمحك أو أشوفك إنتي فاهمة؟، إياكي يا شوق تظهري قدامي."
بشير قام من مكانه وخرج من الأوضة وراح لأوضة عمر وفتح الباب بهدوء وبص لعمر إللي بيكلم نفسه ... عمر كان شايف طيف شوق بيبكي قدامه ومتضايق ومتوتر لإنه مش فاهم سبب بكاءها الدائم ... لمح بشير واقف بيتفرج عليه ..
عمر بغضب:"عايز إيه؟ مش شايفني بتكلم؟"
بشير بإستفسار:"بتكلم مين؟ إنت لوحدك يا عمر."
عمر بص نحية طيف شوق ملقهاش موجودة لإنها إختفت ...
بشير:"إنت كنت بتكلم مين يا عمر؟"
عمر وهو بيبصله:"ماكنتش بكلم حد، كنت بكلم نفسي."
بشير:"وليه تكلم نفسك؟ مانا موجود أهوه."
عمر بغضب:"مجنون يا أخي، واحد مجنون وبيتخانق مع نفسه روح نام يا بشير أنا مش فايقلك."
........................................
في الوقت الحالي:
إسماعيل:"وأيام كتير عدت على الحال ده، وبشير بيشوف عمر بيتخانق مع نفسه وحاول يتكلم معاه كتير في إنه محتاج يتعالج وإتكلم معاه في إن في دكاترة نفسيين بيحلوا المشاكل دي."
شوق بصعوبة:"وهنا إتعرف عليها؟!"
إسماعيل:"اه بس هي كانت متدربة لسه تحت إيد الدكتور إللي كان بيعالج عمر، كانت بتشوفه هناك في العيادة من بعيد لكن عمر مكنش مركز معاها، بالنسبة لعلاجه عمر مكنش لاقي أي نتيجة من الجلسات دي لإن طيفك لسه كان بيظهرله، الفترة دي إتعصب جدا وكان بيكسر كل حاجة قدامه، إتجنن تمامًا لإنه كان بيحاول يتخلص من طيفك."
شوق دموعها نزلت ..
إسماعيل وهو ملاحظ دموعها:"أنا آسف يا شوق أنا بس بحكيلك إيه إللي حصل."
شوق وهي بتمسح دموعها:"مافيش مشكلة، كمل."
إسماعيل بتنهيدة:" الدكتور كان قاله إن ده من وحي خياله، أو هو عشان دايمًا بيفكر فيكي كان بيشوفك قدامه علطول وقاله إن الحل إنه يبطل يفكر فيكي، عمر ماتقبلش كلامه ومشي من العيادة ومرجعش هناك تاني وتقبل ظهور طيفك في حياته بس كان بيتجاهل وجوده."
شوق بإستفسار:"يعني إيه؟"
إسماعيل:"يعني هيشوف طيفك قدامه وكل حاجة بس هيتعامل ولا كإنه شايفك، عدت أيام كتير على آخر مرة عمر راح فيها العيادة وفي مرة ............"
منذ ثلاثة وعشرون عامًا:
عمر كان مشغول في توزيع الطلبات وبعد ما خلص راح لبشير إللي كان واقف بيعِد فلوس ...
عمر بإستفسار:"الساعة كام دلوقتي في مصر؟"
بشير بتفكير:"مش عارف بس ممكن يكون الوقت عندهم بعد العشاء تقريبًا."
عمر:"طب حلو."
بشير:"هتكلم إسماعيل؟"
عمر:"أيوه."
بشير بإبتسامة:"إبقى سلملي عليه."
عمر بإبتسامة:"الله يسلمك."
بِعِد شويه عن بشير وأخد موبايله من جيبه وبدأ يدور على إسم إسماعيل عشان يكلمه ويطمن عليه هو ومراته وإبنه بس ملحقش لإنه سمع صوت عالي في الكافية ... عيونه جات على ترابيزة قاعد عليها شاب وبنت بيتخانقوا مع بعض ...
الحوار مترجم من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية:
البنت بعصبية:"لا تكذب علي، لقد قامت بالإتصال بك وقالت "حبيبي"، أنت تخونني!"
الشاب بغضب:"حتى إذا كنت أخونك ماهو المانع؟ نحن في فترة تعارف، وإذا أصبحت غير مرتاحٍ معكي كلارا سأرحل ببساطة لكن لا داعي لكل هذه الترهات التي تقولينها."
كلارا:"أنت أكبر وغدٍ قابلته في حياتي، عليك ال****."
الشاب كان هيقرب منها ويضربها بس إتفاجئ بعمر إللي مسك دراعه وبيبصله بغضب .. الشاب كان لسه هيضربه ملحقش لإن عمر إداله بالروصية وعلى إثره الشاب حس بدوار شديد .... بشير جري لعمر والناس إللي في الكافيه كانوا بيتفرجوا على عمر وهو بيضرب الشاب، ده غير إن كان في أطفال مبهورين من عمر ...
الشاب فاق لنفسه ولسه هيمد إيده على عمر تاني ... عمر لكمه بقوة والشاب وقع على الأرض ...
عمر بتحذير وغضب:"إياك ثم إياك أن تفكر بأن ترفع يدك على أُنثى بريئة مرة أخرى."
الشاب بألم:"سأقوم بإبلاغ الشرطة عنك."
عمر بغضب:"وأنا سأخبرهم أنك كنت سترفع يديك على هذه الفتاة وأنا كنت أدافع عنها، وجميع من هنا شهود."
الشاب ظهر على ملامحه الخوف وقام من مكانه وخرج بسرعة من الكافية .. عمر أخد نفس عميق وبص وراه لقى الكل بيبصله .. عقد حواجبه ونظراته إتحولت للإستغراب ... لقى طفلة سابت إيد مامتها وجريت نحيته ...
؟؟ ببراءة:"هل أنت الرجل الخارق "سوبرمان"؟"
عمر بإستغراب:"ومن الرجل الخارق "سوبرمان" هذا؟"
؟؟ ببراءة:"إنه بطل ينقذ الناس، أنا أشاهده على التلفاز دائمًا وأحبه كثيرًا، ولكنك لا تطير، فلماذا لا تطير؟"
عمر بإحراج وعدم فهم وبياخدها على قد عقلها:" أعتقد أني تركت أجنحتي بالمنزل."
بشير حاول يكتم ضحكته ... ومامت البنت جات مسكتها من إيدها ومشيت ، والناس كلها رجعت لأماكنها.... عمر نفخ بضيق وبص للبنت إللي بشير كان بيقدملها عصير عشان تهدى ...
بشير بإستفسار:"هل أنتي بخير؟"
كلارا بدموع:"الرجال جميعهم أوغاد، أنا أكرههم كثيرًا، لا يوجد منهم أي فائدة على الإطلاق، إنهم خائنون."
بشير إتحرج من كلامها وعمر تمتم مع نفسه بضيق وملل ...
عمر:"ملكة الدراما "دراما كوين"."
كلارا سمعته وبصتله وحست إنها شافته قبل كده، عمر تجاهلها وبص للوقت إتنهد بضيق وقرر يتصل بإسماعيل وقت تاني، بص لبشير وإتكلم مصري ...
عمر:"هروح أكمل شغل وإنت خلص إللي وراك وحصّلني."
رجع لشغله وبشير إتنهد وعيونه جات على كلارا إللي بتبص على عمر ...
بشير:"هل صرتي بحال أفضل؟"
كلارا وهي بتبصله:"نعم، ولكن عذرًا، أي لغة كان يتحدث بها هذا الشاب؟"
بشير:"إنها اللغة المصرية."
كلارا بإستفسار:"هذا يعني أنه مصري؟"
بشير:"بالتأكيد، عذرًا سأعود إلى عملي."
كلارا:"تفضل."
بشير رجع لشغله مع عمر إللي مغبش لحظة عن عيون كلارا ... في نهاية اليوم ... عمر خرج من الكافيه هو وبشير وإتفاجئوا بكلارا إللي واقفه بره كإنها مستنية حد وأول ما شافتهم قربت نحية عمر ...
كلارا بإبتسامة:"أنا أشكرك كثيرًا على مافعلته اليوم لي، ولا أعلم كيف أعبر عن شُكري لك لأني أرى أن الكلمات لا تكفي."
عمر كان بيبصلها بملامح خالية من أي تعبير، وبشير إتحرج من سكوته ...
كلارا بحمحمة وهي بتكرر كلامها:"أنا أشكرك كثيرًا على مافعلته اليوم لي."
عمر بلامبالاة:"لا داعي للشكر."
مشي وكمل طريقه وبشير وقف في مكانه بس كلارا مشيت ورا عمر إللي إتفاجئ بطيف شوق قدامه ومبتسماله بحُب وقف وبصلها بعشق خافي ... كلارا لما وصلت لعمر مسكته من دراعه وهنا عمر إتخشب وبِعد إيدها عنه وبصلها بغضب ...
عمر:"كيف تجرؤين على لمسي؟"
كلارا بإستغراب:"أنا أعتذر ولكن كنت أريد أن..................."
عمر بغضب وهو بيقاطعها:"عندما تريدين مني شيئًا يجب عليكي أن تناديني لا أن تلمسيني *بص لبشير وكمل بالمصري* مش يلا يا بشير ولا هتفضل واقف كده كتير؟"
بشير قرب نحيته ومشيوا هما الإتنين تحت عيون كلارا إللي مستغربه شخصية عمر جدا ...
في اليوم التالي:
عمر كان واقف في الكافيه وبيحسب كذا حسبه إتفاجي بإللي وقفت قدامه ...
كلارا:"مرحبًا يا ..... حسنًا لا أعلم ماهو إسمك لكي أناديك به، ما إسمك؟"
عمر بإنشغال:"عمر."
كلارا بإبتسامة وهي بتمدله إيدها:"وأنا كلارا."
عمر رفع راسه وعيونه جات في عيونها الزرقاء وبعدها بص لإيدها بس تجاهل إنه يسلم ورجع كمل إللي بيعمله .. كلارا سحبت إيدها بإحراج بس قررت تتجاهل الموقف ده ..
كلارا بإستفسار:"ماذا تفعل؟"
عمر بإنشغال:" بالتأكيد ليس شيئا يعنيكي."
كلارا وهي متجاهله ردوده المستفزة:"أنا أعلم ذلك."
عمر بإستفسار:"لماذا أنتي هنا؟ هل تريدين أن تفتعلي المشاكل مع شُبّانٍ آخرون؟"
كلارا:"لا أبدًا، ولكني جئت لكي أتحدث معك قليلًا."
عمر:"ولكنني مشغول ولا أتحدث مع الفتيات."
كلارا بسخرية:"أنا أرى ذلك، فأنت لا تتحدث معي الآن، أنت تُذكرني بالأطفال عندما يحاولون الإبتعاد عن أي فتاة يقابلونها ويقولون هذه الجملة."
عمر ساب إللي في إيده وبصلها بغضب ...
عمر:"إسمعي جيدا يا آنسه، أنا أتحدث معكي لأنني في عملي وأنتي زبونة هنا، فإذا كنتي لا تريدين شيئًا فاذهبي ولا تُعطليني."
كلارا:"أنا فقط أريد أن أقول شيئًا لك منذ البارحة ولكنك لم تعطيني أية فرصة."
عمر وهو بينفخ بضيق:"ما هو هذا الشئ؟"
كلارا بإبتسامة:"أنا رأيتك من قبل وأعلم جيدًا أين رأيتك، فأنا طبيبة نفسية أعمل تحت التدريب في عيادة الدكتور جوناثان، ولكنك لم تعد تأتي لماذا؟"
عمر بلامبالاة:"ليس من شأنك، والآن أخرجي من هنا."
كلارا إتحرجت من طريقته وقررت إنها تمشي وعمر كمل شغله .. مرت الأيام وكلارا بتيجي الكافيه كل يوم وبتحاول تتكلم مع عمر إللي خلاص إتخنق من كلامها معاه ومش نافع معاها أي أسلوب ... وفي مرة .. بشير كان واقف بيقدم طلب لترابيزة عيونه جات على كلارا إللي واقفه قدام الكافيه وكان واضح عليها إنها مش قادرة تستحمل برودة الجو نفخ بزهق وراح لعمر إللي إللي كان بيراجع حسابات الكافية ....
بشير:"عمر."
عمر بإنشغال:"نعم؟"
بشير:"كلارا واقفه قدام الكافيه."
عمر وهو بينفخ بضيق:"مشيها."
بشير:"ماقدرش أمشيها، إنت عارف إن أنا مش كده."
عمر بغضب:"يبقى أنا إللي همشيها."
قام من مكانه وراح ناحية باب الكافيه ولسه هيخرج لقاها قاعده بتحاول تقاوم برودة الجو وبتبصله وهي واقفه بره الكافيه ..
عمر وهو بينفخ بضيق:"أستغفر الله العظيم."
رجع تاني وراح أخد الجاكت بتاعه وخرج من الكافيه ..
الحوار مترجم من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية:
عمر:"ماذا جاء بكي هنا؟"
كلارا بإرتعاش:"جئت لأتحدث معك."
عمر:"أنتي لا تملين أبدا؟!"
كلارا بإبتسامة:"أبدا."
عمر وهو بينفخ:"ماذا تريدين أن تقولي؟"
كلارا بإبتسامة وإرتعاش:"ما رأيك في أن نصير أصدقاء؟"
عمر بإستفسار:"لماذا؟"
كلارا:"لأني رأيت فيك نفسي."
عمر وهو معقد حاجبه بإستغراب:"كيف؟"
كلارا بإبتسامة:"أنت عنيد مثلي، و طباعك حادة مثلي، ولسانك سليط مثلي أيضا."
عمر إستغرب من جرأتها وإستغرب أكتر من إعترافها ده ...
كلارا:"لماذا أنت صامت هكذا؟"
عمر:"لأنني لا أريد أن أكون صديقك."
كلارا بإستفسار:"لماذا؟"
عمر:"لأسبابي الخاصة."
كلارا:"عمر، أرجوك أريد أن أتعرف عليك."
عمر وهو بيحاول يتحكم في غضبه:"أنا لا أعلم من أنتي ولا أعلم لماذا أنتِ مصرة هكذا على أن نكون أصدقاء؟؟؟ ولا أعلم لماذا تأتين هنا كل يوم لمجرد أنكي تريدين أن نصبح أصدقاء؟!"
كلارا بإبتسامة:"أنا سأخبرك السبب."
عمر:"هيا تفضلي."
كلارا:"أنا أفعل كل ذلك لأنك وسيم."
عمر عقد حواجبه بضيق ...
كلارا بتأفف:"لا تنظر إلي هكذا، أنا أريد أن نكون أصدقاء لأنه عندما تراك أي فتاة سأقول لها هذا الوسيم يكون صديقي."
عمر ضحك بإستهزاء ....
كلارا:"حتى إبتسامتك المصطنعة جميلة."
إبتسامته إختفت وأخد نفس عميق ..
عمر:"أنا أعتذر، ولكن طلبك مرفوض."
لوهله الحزن كان هيظهر عليها بس إبتسمت بسرعة ..
كلارا:"حسنًا، أراك مرة أخرى."
لفت ولسه هتمشي، قلبها دق لما سمعته بينطق إسمها...
عمر بصوت هادئ:"كلارا."
لفت وبصتله بإستفسار وعدم إستيعاب ...
عمر بملامح خالية من أي مشاعر وهو بيقدملها الجاكت:"إرتديه."
كلارا بصت للجاكت وبصت لعمر بعدم إستيعاب وهنا نسمة هواء طيرت شعرها الأشقر وإنعكاس الأضواء كان في عيونها الزرقاء فبالتالي عيونها كانت بتلمع ... ولو أي حد تاني غير عمر شافها بالشكل ده كان هيبقى أسير ليها لكن عمر قلبه مقفول على شوق وبالنسباله مافيش حد أحلي وأحسن وأجمل وأرق من شوق ...
أخدت منه الجاكت وهي بترتعش، لبسته ولسه هتشكره عمر دخل الكافية وراح كمل شغله ...
كلارا بإبتسامة:"سنكون أصدقاء ياعمر، وأقرب صديقين."
............................
في اليوم التالي:
في المساء:
عمر خرج من الكافية عشان يروح شقته بس المرة دي مكنش معاه بشير كان لوحده ... إتفاجئ بكلارا إللي لابسه الجاكت بتاعه ومستنياه ولما شافته قربت منه بإبتسامة مشرقة ولكنه لاحظ إن في دموع على خدها ...
كلارا:"كيف حالك اليوم؟"
عمر بتنهيدة:"بخير، لماذا تبكين؟"
كلارا:"توجد بعض المشاكل في حياتي، لا تُشغل بالك."
عمر:"حسنًا."
كان لسه هيمشي ...
كلارا:"عمر."
عمر وقف في مكانه وبصلها ... وقبل ماتنطق هو إتكلم ...
عمر:"لماذا أنتي عنيدة هكذا؟ لماذا تصرين على شخص يقوم برفضك مرارًا وتكرارًا."
كلارا بإبتسامة:"قلت لك أنك تشبهني."
عمر:"عودي إلى بيتك لقد تأخر الوقت وربما يقلق عليك والداكي."
كان لسه هيمشي ...
كلارا بإبتسامة:"لقد توفى أبي منذ أن كنت صغيرة، وتزوجت والدتي بعدها بشخص وضيع حاول التحرش بي من قبل ولكنني ضربته وبعدها أصر أن يطردني وأقنع والدتي بذلك، ولكن هل تعلم؟ الخطأ ليس خطأه، الخطأ خطأها هي."
عمر:"يبدو أنكي تحبين التكلم كثيرًا، لدرجة أنك تتكلمين عن حياتك الشخصية دون أن أسألكي."
كلارا:"هذه أجمل خصلة أعيش بها، ثم أنت صديقي يجب أن تعلم عني كل شئ."
عمر إبتسم إبتسامة خفيفة ..
كلارا بترقب من إبتسامته:"ماذا تعني تلك الإبتسامة؟ هل صرنا أصدقاء فعلا؟"
عمر بإبتسامة:"لقد جعلتني للتو صديقك إجبارًا، ثم تسألينني بعدها هل صرنا أصدقاء؟."
كلارا:"أرجوك قل لي ذلك، قلها بنفسك، أريد أن أتأكد."
عمر بتنهيدة عميقة:"حسنًا نحن أصدقاء."
كلارا إتنهدت بإرتياح بس إستغربت من الكلام إللي قاله بعدها...
عمر:"لكن لا تلامس."
كلارا بإستفسار:"ماذا تعني؟"
عمر بإبتسامة:"لا سلام باليد ولا قبلات ولا أحضان، فأنا أرى هنا في بلدكم أنكم تفعلون ذلك عند تحية أصدقائكم، هذا غير مقبول عندي."
كلارا بإبتسامة:"لك ذلك."
عمر بتنهيدة:"حسنًا، أين تسكنين؟"
كلارا بإستفسار:"لماذا؟"
عمر:"سأقوم بإيصالك أنتي فتاة ولا يمكنكي الذهاب إلى المنزل في هذا الوقت."
كلارا بنبرة سخرية:"يا لك من رجل صاحب ذوق عالٍ"
عمر:"لا تبالغي في كلامك يا فتاة، فأنتي لا تعلمين من أنا."
كلارا بإبتسامة:"وها نحن صرنا أصدقاء وسأعرف عنك كل شئ."
عمر إبتسم إبتسامة خفيفة ومشيوا هما الإتنين جنب بعض بس عمر واخد مسافته منها وبيفكر في شوق بشرود .. بس قاطع تفكيره صوتها ..
كلارا:"أخبرني عنك."
عمر بشرود:"عمر، أبلغ من العمر إثنان وثلاثون عامًا، أنا مصري الجنسية، يتيم."
سكت ومكملش ..
كلارا بإستفسار:"هذا فقط؟"
عمر بتنهيدة:"هذا فقط."
كمل مشي وماتكلمش تاني قررت إنها ماتتكلمش معاه كتير لإنها لاحظت الحزن في نبرته ... عمر وهو ماشي جنب كلارا ظهرله طيف شوق بس المرة دي كانت بملامح تاني مرة عمر يشوفها بيها ... ملامح الغيرة ... ضحك ضحكة على ملامحها بس الحزن إنتشر في ملامحه تاني وهو بيبصلها... كلارا كانت ملاحظة ملامح عمر إللي إتغيرت ولقته بيضحك لوحده وبيبص في إتجاه تاني خالص غير الطريق إللي ماشيين فيه كإنه شايف حد بس مافيش حد .. مرت الأيام وعلاقة كلارا بعمر كانت بتقوي أكتر ... لكن عمر كالعادة واخد مسافته منها بس بيتعامل عادي كإنه بيتعامل مع بشير أو إسماعيل بس بدون تلامس ... مكالماته وحكاويه المستمرة مع إسماعيل عن حياته اليومية بجميع التفاصيل وإطمئنانه عليه هو وأولاده ومراته ... على الرغم من إن علاقة عمر ببشير مش قوية زي علاقته بإسماعيل لكنه كان بيعزه جدا زي إسماعيل وكان بيساعده دايمًا ... عمر كان قاعد على سريره بيقرأ كتاب خاص بالأدب الإنجليزي ومركز فيه جدا .. بس قطع تركيزة رنة موبايله ... أخد نفس عميق وبص للتليفون لقاها كلارا فتح المكالمة وبص للكتاب ...
عمر بإنشغال:"ماذا هناك؟"
كلارا:"ماذا تفعل؟"
عمر:"أقرأ."
كلارا:"ماذا تقرأ؟"
عمر بص لإسم الكتاب وقالها الإسم ...
كلارا:"ممممم، لم أكن أعلم أنك مثقف لهذه الدرجة يا عمر."
عمر:"حسنًا إذا لقد علمتي الآن."
كلارا:"لقد أخبرتني من قبل أنك لم تكمل شهادتك الدراسية في المراحل الأولي، فكيف تقرأ؟"
عمر بشرود:"الحياة علمتني كيف أتعلم."
كلارا:"ههههههههههههه، لم أكن أعلم أنك درامي بهذا الشكل يا عمر."
عمر:"إنظروا من يتكلم، ملكة الدراما بنفسها."
كلارا:"ملكة الدراما؟ أبدًا أنا لست ملكة الدراما."
عمر:"يا فتاة، لا تنكري ذلك، أنتي ملكة الدراما منذ أول يوم رأيتكي به، هل نسيتي كيف كنتي تسُبين وتلعنين الرجال، من يراكي وقتها يشعر أنه يشاهد فيلما دراميًا، تذكرتي؟"
كلارا:"تذكرت ولكن أنا عند رأيي، الرجال لا يوجد أي فائدة منهم على الإطلاق، جميعهم خائنون، وأكرههم كثيرا حقا، وجميعهم أوغاد."
عمر وهو معقد حواجبه بضيق:"لا تسُبِّي."
كلارا بإبتسامة:"إنهم *****."
عمر:"إنتبهي يا صاحبة اللسان السليط، أنا رجل."
وهنا كلارا أخدت نفس عميق وحطت إيدها على قلبها ...
كلارا بصوت هادئ:"أنت لست مثل كل الرجال، أنت عمر."
عمر بضحكة خفيفة:"أشكرك على هذا الإطراء الرائع يا كلارا، هيا يا فتاة لديكي تدريبًا في صباح الغد، يجب أن تنامي."
كلارا:"ولكن مهلا، أين سنذهب غدا؟."
عمر:"لماذا غدًا؟ أنا لدي عمل كثير في الغد."
كلارا:"صحيح، لماذا انت تعمل كثيرًا؟"
عمر بإستفسار:"ماذا؟"
كلارا:"أنا أرى أنك تعمل كثيرًا فوق طاقتك، وأرى أيضًا أن المال لا يهمك، فأنت لا يبدو عليك أنك تحتاج إلى المال."
عمر بتنهيدة:"أنا أعمل لكي أُشغل فراغي، لا أحب الجلوس بالبيت مثلك يا كسولة."
كلارا:"عمر أنا بتكلم بجدية، لماذا لا تقوم بمشروع خاص لك."
عمر بتنهيدة:"أنا بالفعل أفكر في ذلك كلارا، ولكن لا أعلم ماذا سأفعل، هيا نامي يا فتاة."
كلارا:"حسنًا، إذا أردت مساعدة أو عقل يفكر لك أنا دائما بجانبك."
عمر:"حسنًا يا صغيرة."
كلارا:"أنا لست صغيرة يا عمر، أنا أقاربك في السن لا تنسى ذلك."
عمر وهو بيقفل معاها:"حسنا حسنا إلى اللقاء يا كبيرة ولن نتقابل غدًا فأنا حقًا مشغولٌ كثيرًا."
قفل المكالمة وإتنهد بإرتياح بس لقى باب أوضته بيخبط ...
عمر وهو بيحط كتابه جنبه:"إدخل يا بشير."
بشير دخل وقعد على كرسي قدام عمر وفضل يبصله ...
عمر:"نعم يا بشير؟"
بشير:"ليه ماتبصش لحياتك ونفسك؟"
عمر بإستفسار:"مش فاهم؟"
بشير:"يعني إتجوز وعيش حياتك، ليه محاوط نفسك بطيف واحده ماحصلش بينكم نصيب؟؟ عندك كلارا واضح عليها إنها بتحبك ليه ماتبدأش مع نفسك من تاني؟"
عمر بتنهيدة:"أنا ممكن أقولك مالكش فيه وأزعلك، بس عشان إنت غالي عليا، هرد عليك ... أنا ماينفعش أتجوز وأعيش حياتي، وماينفعش محاوطش نفسي بطيف واحدة ماحصلش بيني وبينها نصيب، لإني ببساطة ...*سكت شويه وبعدها إتكلم وحاول يتحكم في أعصابه* .. لسه مستنيها، معرفش مستنيها ليه؟ أو إزاي؟ بس أنا جوايا إحساس إنها هترجع في يوم من الأيام .. بالنسبة لكلارا ... علاقتي بيها مجرد صداقة وأخوة، ووافقت على كده لإني شوفتها محتاجة ضهر تسند عليه، وخاصة لما حكتلي قصة حياتها في كذا كلمة تقريبًا .. قولت يمكن جات في طريقي عشان أساعدها في أي مشكلة تقع فيها، يعني أنا وكلارا يستحيل تجمع بينا علاقة حب، دي بالنسبالي زيك إنت وإسماعيل."
بشير ضحك ..
عمر بإستفسار:"بتضحك ليه؟"
بشير:"زيي انا وإسماعيل؟! إنت واخد بالك إنت بتقول إيه؟ دي بنت يا عمر."
عمر:"وفيها إيه؟ دي لسانها أطول منك إنت شخصيا، ده أنت بتتكسف تطلب مني أي حاجة لكن هي غيرك طبعا."
بشير:"ماشي، بس برده، أنا شايف إنها بتهتم بيك زيادة عن اللزوم، بتعتبرك حاجة كبيرة في حياتها، نظراتها ليك مختلفة، مش نظرة واحدة بتتعامل مع واحد كإنه أخ."
عمر وهو بيقفل الموضوع:"مش هتفرق، بتحبني بتعتبرني زي أخوها ... مش هتفرق، هي بالنسبالي أخت، لولا إنها لجأتلي أنا كان زماني فضلت زي مانا بمعاملتي معاها وبطردها من الكافيه، بس أنا خلاص إستسلمت للأمر الواقع، وقررت أبقى موجود في حياتها ده لو إحتاجتني."
بشير بتنهيدة:"ماشي ياعمر، بس البنت قمر."
عمر بسخرية:"وإنت قمرين، يلا تصبح على خير."
بشير بضحك:"وإنت من أهله."
بشير خرج من أوضة عمر إللي قام يطفي نور الأوضة بس إتفاجي بشوق ظهرتله وكانت حزينة .. على الرغم من إنه لسه مستنيها إلا إنه زعلان منها جدا ... تجاهل طيفها وطفى الأنوار عشان ينام ...
..........................
بعد مرور عدة أيام ..
عمر كان في طريقه للكافيه ومركز في الكتاب إللي في إيده بس إنتبه لمجموعة من الشباب بيوزعوا إعلانات ورقية ... عمر قرب منهم وأخد منهم ورقة وبدأ يقرأ إللي فيها ... ملامحه إتحولت للدهشة من الإعلان ده وبدأ يسأل واحد من الشباب ...
عمر:"مهلًا، هل مافي الإعلان صحيح؟"
؟؟:"نعم، إن الجامعة تقوم بإعطاء هذه المنح دائمًا، فهي تدعم الناس الأميين وتقوم بتعليمهم حتى يصبح لديهم مؤهلٌ عالي، وتعطيهم فرص أكبر وذلك في العمل من خلال مؤهلاتهم."
عمر:"كيف أسجل؟"
؟؟:"إن معي إستمارة التسجيل، مهلا لحظة."
الشاب أخد إستمارة من معاه وإداها لعمر إللي بدأ يكتب إسمه ومعلوماته الشخصية وبعد ماخلص إداها للشاب ده .. الشاب أول أما قرأ الإستمارة ملامحه إتغيرت للإحراج ...
عمر وهو ملاحظ إحراجة:"ماذا هناك؟"
؟؟ بإحراج:"أنا آسف ولكن هذه المنحة لمن لديهم الجنسية الأمريكية فقط."
عمر إتنهد بخيبة أمل وشكر الشاب ومشي وراح شغله وهو متضايق ... بمرور الوقت ... عمر كان مشغول في شغله وما أخدش باله من كلارا إللي دخلت الكافيه وقربت نحيته ...
كلارا:"عمر."
إتنهد وبصلها وكان واضح عليه إنه مش طايق نفسه ...
كلارا بإبتسامة وفرحة:"خمن، ماذا حدث في يومي؟"
عمر:"أنا لست في مزاجٍ جيد لكي أتحدث مع أحد اليوم، إذهبي كلارا."
كلارا بإستغراب من ملامحه:"ماذا هناك عمر؟"
عمر بهدوء وهو بيكمل شغله:"لا شئ."
كلارا بإصرار:"عمر، ماذا هناك."
عمر بإصرار:"لا شئ."
كلارا:"لكن أ......................."
عمر بغضب وهو بيقاطعها:"قلت لكي أنني لست بمزاج جيد للتحدث مع أحد، دعيني وشأني كلارا، ألا تفهمين؟ هل أنتي غبية لهذه الدرجة؟ كل مايهمك أن تعرفي ماذا هناك؟ ولكنكي لا تهتمي إذا كان الشخص الذي أمامكِ يحتاج أن يصمت قليلًا؟؟، إذهبي لا أريد رؤيتكي."
كلارا حاولت تتحكم في دموعها إللي قربت تنزل بس إتنفضت في مكانها ...
عمر بغضب:"قلت لكي إذهبي."
مشيت بسرعة من قدامه وهو أخد نفس عميق ورجع كمل شغله وفي نفس الوقت متضايق عشان الموضوع ده ... بمرور الوقت ... خرج من الكافيه لقى كلارا واقفة مستنياه بس المرة دي كانت بتبكي ... قربت منه وبصت في عيونه ...
كلارا بإبتسامة وفي نفس الوقت الدموع بتنزل من عيونها:"ماذا بك؟، ما الأمر عمر؟ ماذا هناك؟"
عمر فضل ساكت ومحرج من إللي عمله معاها ...
كلارا:"لماذا أنت صامت هكذا؟ ماذا هناك؟"
عمر إتنهد تنهيدة بسيطة وبِعِد عيونه عنها وبدأ يتكلم ...
عمر:"كل مافي الأمر أنه كان هناك منحة تابعة لجامعة **** ، تخص محو الأمية تقريبًا، قمت بإستكمال بياناتي ولكن أحد منهم قال أن هذه المنحة لحاملين الجنسية الأمريكية."
كلارا بإستغراب:"هذا فقط؟ أأنت غاضب اليوم لهذا السبب التافه؟"
عمر بغضب وهو بيبصلها:"تافه؟ سبب تافه؟ أنتي لا تعلمين ماذا أفعل في حياتي لكي أتعلم، ولكن مهما فعلت ومهما وصلت من مستوي، أشعر بأني لا أفعل شئ، أشعر بأني فاشل لا يجيد أي شئ، ولذلك أتعلم أي شئ يوجد أمامي في محاولة التخلص من إحساسي بالفشل."
كلارا بإبتسامه وهي بتلطف الموضوع:"إهدأ أيها السيد الغاضب *مستر آنجري* ... كل مشكلة ولها حل، يريدون الجنسية الأمريكية سنأتي بها وسيقبلونك."
عمر إنتبهلها ...
كلارا بهدوء:"هناك طريقة للحصول على الجنسية الأمريكية بشكل سريع."
عمر بإهتمام:"ماهذه الطريقة؟"
كلارا:"أن تتزوج أمريكية سيسهل عليك الموضوع كثي.........."
عمر برفض:"لا زواج، قولي لي حل آخر."
كلارا:"إسمعني جيدا، ستحصل عليها سريعا س.........."
عمر بغضب وهو بيقاطعها:"قلت لن أتزوج."
كلارا:"إفهمني عمر، سيكون زواج غير حقيقي."
عمر بإستفسار:"ماذا تعنين بغير حقيقي؟ وكيف سأحصل عليها إذا كان الزواج غير حقيقي؟!"
كلارا:"أن تكون الأوراق رسمية هذا هو المهم لكن الحياة الزوجية لا تهم أبدا."
عمر بفهم:"تقصدين زواج على الورق؟"
كلارا بهدوء:"نعم هذا ما أقصده."
عمر بضحكة خفيفة ونبرة سخرية:"ومن تلك التي ستقبل أن تتزوج بشخصٍ لن يعاملها كزوجة حقيقية؟ كلارا قولي كلامًا يُعقل أ........"
كلارا بحب خافي وهي بتقاطعه:"أنا أقبل."
عمر إتصدم من كلامها ...
عمر:"أنتي مجنونه، يستحيل."
كلارا:"لما لا؟ فنحن أصدقاء والأصدقاء يساعدون بعضهم دائما، وأنت كنت بجانبي لفترة طويلة، فأريد أن أسدد ديني لك."
عمر برفض:"فكري بشئ آخر."
كلارا برجاء:"أرجوك عمر، دعني أساعدك، سيكون على الورق لفترة بسيطة وبعدها نتطلق ولكني أريد أن أعطيك هذه الهدية سريعًا، بجب أن تسجل بهذه المنحة."
عمر فضل باصصلها كتير ومابيتكلمش ...
كلارا بإصرار:"هيا يا عمر."
عمر بإستسلام:"حسنًا أوافق، زواج على الورق لفترة بسيطة إلى أن آخذ الجنسية وألتحق بالجامعة."
............................................
في الوقت الحالي:
إسماعيل:"عمر بلغني بالقرار ده، أنا كنت هرفض بس لقيت إن مستقبله فى الموضوع ده، وخاصة لما عرفت إن الجامعة هتقدم إختبارات للي بيعرفوا يقرأوا ويكتبوا وعلى حسب قدرة الشخص هيقبلوه في تخصص هو هيختاره، ماقدرتش أتكلم وشجعته، كتب عليها في السفارة المصرية وبعد أسبوع أخد الجنسية وقدم على الجامعة وإنشغل في الإختبارات إللي قدم عليها ونجح وإختار تخصص الهندسة .. بس للأسف كلارا حبها ليه كان بيزيد كل يوم عن التاني، وخاصة إنه بقى جوزها ....... وفي مرة .."
...................
منذ ثلاثة وعشرون عامًا:
عمر كان قاعد مشغول في مذاكرته في شقته بس إتفاجئ بإتصال من كلارا في وقت زي ده ... رد عليها بإنشغال...
عمر:"لماذا أنتي مستيقظة إلى الآن؟"
كلارا بدموع:"عمر."
عمر بإستفسار:"ماذا هناك؟"
كلارا بدموع:"هناك شئ ما."
عمر بإستفسار:"ماذا هناك كلارا؟ لماذا تبكين؟ ماذا حدث؟"
كلارا:"أنا أحتاج أن أتحدث معك كثيرًا."
عمر بهدوء:"حسنًا إهدأي، سأقابلكي غدًا وستتحدثين معي كثيرًا على راحتك."
كلارا ببكاء:"لن أنتظر للغد، عليك أن تأتي الآن."
عمر:"نحن في منتصف الليل كلارا، أ......"
كلارا بدموع:"أرجوك."
عمر أخد نفس عميق ...
عمر:"حسنًا، سآتي إليكي في خلال نصف ساعة."
بمرور الوقت ... عمر وصل قدام البيت إللي كلارا عايشه فيه كإيجار ورن على الجرس ... فتحت الباب وبصتله بعيون كلها إرهاق ..
عمر:"ماذا حدث؟"
كلارا:"تفضل."
سابتله الباب مفتوح ودخلت وهو دخل وراها بإحراج ..
عمر بإستفسار:"ماذا حدث كلارا؟"
كلارا بصتله كتير وقربت منه بس هو كان بيبعد عنها ومحافظ على مسافته ...
كلارا بدموع:"لماذا تبتعد؟"
عمر:"أنتي تعلمين السبب."
كلارا:"لا أنا لا أعلم، لقد أخبرتني أن لا لمس، أريد أن أعلم سبب هذه الكلمة، فأنا الآن زوجتك."
عمر بضحكة خفيفة:"كلارا، أنتي بنفسكي قُلتي أنه زواج على الورق، ماذا حدث؟ لقد تبقى حوالي أسبوع للطلاق، ماذا بك؟"
كلارا:"الذي بي هو أني أحبك يا عمر، أحبك كثيرًا، لما لا تشعر بي؟ لماذا تعذبني بجانبك؟"
عمر:"كلارا، إهدأي."
كلارا بعصبية:"لا تقل لي إهدأي، أريد أن أعلم سبب كل ذلك، أريد أن أفهمك لأني لا أستطيع فهمك، أنت كالأحجية المعقدة بالنسبة إلي، أرجوك ساعدني كي أفهمك."
عمر بهدوء:"تفهمينني في ماذا؟"
كلارا بدموع وهي بتبص في عيونه:"لماذا لا يمكنك أن تحبني؟ لماذا لا يمكنك أن تنظر إلي كأنثى؟ أنت تعاملني كبشير صديقك، لكن أنا فتاة وأستحق الحب، لماذا لا تفكر بي كأنثى؟"
عمر بتنهيدة:"لأنني لا أستطيع أن أرى أي أنثي يا كلارا."
كلارا بدموع وعدم فهم:"لا أفهم، ماذا تقصد؟"
عمر بهدوء:"من بعدها لا أستطيع أن أرى أي أنثي، هل تفهمين؟"
كلارا:"من هي؟"
عمر بحزن وشرود:"كانت طفلة جميلة و لا يوجد أجمل منها، فتاة أحببتها ولكنها تزوجت قبل أن أعود من ألمانيا بيومين."
كلارا:"هذا في الماضي عمر، أنا أقصد لما لا تعاملني كزوجة حقيقية؟ لما لا تمضي في حياتك؟"
عمر وهو بيبص في عيونها وبيحاول يتحكم في أعصابه عشان بيتكلم عن شوق:"لأنني أحبها هي ولن أحب أحدًا بعدها، لا أستطيع المضي في حياتي لأنها كانت حياتي كلها، كانت بيتي، كانت كل شئ، لا أستطيع أن أرى سواها ولا يمكن أن أكرر ماعشته معها مع إنسانة أخرى، أنا آسف كلارا لا أستطيع أن أقدم لكي ماتريدينه، لا أستطيع أن أقترب من غيرها، لا أستطيع أن أفعل كل ذلك."
كلارا فضلت ساكته كتير وبتبصله بس إبتسمت ومسحت دموعها وعمر إستغرب تقلباتها المزاجية ...
كلارا بتنهيدة:"وأخيرًا علمت السبب."
عمر بإستغراب:"سبب ماذا؟"
كلارا بخبث:"علمت السبب الذي يجعلك ترفض الحب والزواج، يا إلهي، لقد خدعتك عمر ألا تفهم؟، هههههههههههههههه."
عمر بإستغراب:"أنتي غريبة ومجنونة حقًا."
كلارا بلامبالاة:"أنا أعلم."
عمر بتنهيدة:"لقد جعلتيني أقلق عليكي."
كلارا:"المهم أني جعلتك تتكلم."
عمر بضحكة خفيفة:"كان من الممكن أن تسأليني بدلًا من أن تقومي بهذا الفيلم الدرامي علي."
كلارا:"كل شخص وله طريقته الخاصة."
عمر بضحك:"حسنًا يا فتاة، أنا سأذهب الآن."
كان لسه هيمشي ...
كلارا:"لماذا لاتجلس معي قليلًا؟"
عمر وهو بيبص في الساعة:"الوقت متأخر."
كلارا برجاء:"خمس دقائق فقط لن تضر بأي شئ، أرجوك عمر."
عمر بتنهيدة:"خمس دقائق."
كلارا بإبتسامة:"حسنًا سأجهز عصيرًا لنا."
عمر:"حسنًا، ولكن سريعًا هيا."
كلارا دخلت المطبخ وبدأت تجهز العصاير وبعدها جهزت كوبايتين وحطت في كل واحدة عصير ... وبعد ما خلصت ملامحها إتحولت للحزن الشديد ودموعها نزلت وأخدت دواء من جيبها كانت عبارة عن حبوب هلوسة وحطته في كوباية عصير منهم ...
كلارا بدموع:"أنا آسفة عمر، حقًا آسفة، لكني أحبك."
مسحت دموعها بسرعة ومسكت الكوبايات وخرجتله وقدمتله الكوباية إللي فيها الدواء ... وهي بدأت تشرب الكوباية إللي في إيديها ... عمر بدأ يشرب ...
عمر:"أخبريني كيف حالك في العمل؟"
كلارا:"كل شئ بخير."
عمر بإبتسامة:"أتمنى ذلك، لأني إذا وجدت أنكي طبيبة ممتازة سوف أقوم بفتح عيادة خاصة لك، ستكون هدية مني لك كعربون صداقة وأخوة."
كلارا مسكت أعصابها بصعوبة .. وعمر خلص كوباية العصير وحطها قدامه وحس إن الدنيا بتدور حواليه وبدأ يضحك ويتكلم بالمصري ...
عمر:"إيه ده؟"
كلارا بصتله بإستغراب وعدم فهم بس فهمت بعدها إن دي بداية الأعراض بتاعة الهلوسة .. عمر قام من مكانه وحاول يسند نفسه بصعوبه عشان يروح لما حس إنه مش تمام ... قامت من مكانها وحاولت تسنده، عيونه جات في عيونها بس هنا شاف عيون شوق
غمض عيونه وفتحها عشان يتأكد لقى شوق قدامه ومش بعيد عنه لا دي قريبه جدا منه دي بتسنده كمان، معنى كده إنها حقيقية، مسك وشها بين إيديه وبدأ يدقق في ملامحها عشان يتأكد بس لقاها فعلا شوق .. وإتفاجئ أكتر لما سمعها بتتكلم ...
شوق:"عمر إهدى."
عمر وهو بيحاول يتأكد:"شوق إنتي بجد؟"
شوق بإبتسامة:"أنا جيت خلاص يا عمر."
كلارا كانت بتبص في عيون عمر إللي بيكلمها باللغة المصرية ومش فاهمة حاجة بس فاهمة إن الحبوب أعراضها بدأت والمفروض إن عمر هيتجاوب معاها ...
عمر بلهفة واضحة في عيونه:"شوق، أرجوكي إثبتيلي إنك هنا وإني مش بحلم."
كلارا مسكت وش عمر بين إيديها وقربت شفايفها من شفايفه وهنا عمر إتأكد إن شوق إللي معاه دي حقيقية مش وهم ضمها لحضنه وهو بيبوسها بلهفة وعشق ... مر الوقت وعمر بيثبت فيه حبه لشوق وإشتياقه وغضبه منها وخوفه عليها وعشقه ليها، على إعتقاده إن إللي كانت معاه دي شوق وهما الإتنين لوحدهم في مكان بعيد عن كل الناس ...
في صباح اليوم التالي:
كلارا كانت نايمة في حضن عمر إللي غاب في نومه كتير كإنه ماصدق لقى الراحة ونام ... إبتسمت بحب بسبب اللحظات الجميلة إللي عاشتها في حضن عمر على الرغم من إنه لما يصحى كل حاجة هتنتهي، بس حققت إللي كان نفسها فيه ألا وهي إنها تبقى في حضن عمر حتى لو ليلة واحدة غمضت عيونها وكملت نوم ... عمر كان نايم بهدوء وطمأنينة وفي نفس الوقت حاسس بحاجة غريبة ومش طبيعية، حد نايم جنبه؟! فتح عيونه بصدمة لقى كلارا في حضنه وهما الإتنين في وضع مش لطيقف تمامًا، قام من مكانه بسرعة وحاول يغطي جسمه بأي حاجة تقابله وده لإنه مكنش لابس أي حاجة تغطيه، مكنش مستوعب إللي هو فيه وإزاي؟ وإمتى حصل كل ده؟ مش فاكر أي حاجة لازم يصحيها ويفهم منها .... صحى كلارا وخلاها تفوق وتبصله ..
عمر بهدوء وإستفسار:"كلارا ماذا حدث بيننا؟"
كلارا بنعاس:"حدث بيننا كما يحدث بين أي زوجين حقيقيين يا عمر."
عمر بعدم فهم وعدم إستيعاب:"ماذا تقصدين؟"
كلارا:"يوم أمس كان أجمل يوم قضيته في حياتي."
عمر مكنش فاهم أي حاجة تمامًا ومش مستوعب ...
عمر بهدوء:"كلارا، لا تمزحي معي بهذا الشكل، ليس هذا وقت المزاح، مقالبكي السخيفة هذه لن تنجح معي مرة أخرى، هيا أخبريني ماذا حدث؟"
كلارا بهدوء:"لقد حدث بيننا عمر، لأني أردت ذلك."
عمر حاول يفهم كلامها لحد ما إستوعب إللي هي قالته ... والغضب الشديد ظهر في ملامحه ... مسكها من شعرها بغضب شديد ...
عمر بفحيح:"أخبريني ماذا فعلتي؟"
كلارا بدأت تصرخ بسبب مسكة عمر لشعرها .....
عمر بصوت جهوري:"هيا أخبريني وإلا سأقتلك."
كلارا بدموع:"وضعت لك حبوبًا خاصة بالهلوسة في مشروبك أمس، كنت ستخرج من البيت عندما بدأ المفعول ولكني أمسكت بك وحدث ماحدث."
عمر صرخ بغضب ورماها على الأرض ولبس هدومه بسرعة وكلارا بتمسك في رجله ...
كلارا بدموع:"عمر أرجوك لا تذهب، أنا أحبك، أنا فعلت ذلك لأني أحبك، أنا إعتذر."
عمر زقها برجله وهي وقعت على الأرض وخرج من البيت بسرعة وهو مقهور بسبب إنه خان شوق ...
.............................
في الوقت الحالي:
شوق كانت بتبكي وهي بتسمع إسماعيل ...
إسماعيل:"ومن بعدها عمر غاب فترة ومرجعش، وكلارا كانت بتروح لبشير كل يوم في الكافية عشان تطمن هل رجع ولا لا؟، وكل مرة يقولها لا عشان هو كان بيدور عليه هو كمان... عدت أيام وإكتشفت إنها حامل وراحت لبشير تاني وقعدت تحكيله كل إللي حصل، بشير غلطها كتير ووقف في صف عمر، بس إترجته وطلبت منه يدور على عمر تاني، عدا 8 شهور على غياب عمر بس إللي مكانوش يعرفوه إن عمر كان في مسكن خاص بطلاب الجامعة إللي كان فيه بما إنه طالب من ضمنهم، كان بيهرب من كل حاجة وبإعترافه إنه خاين ليكي بإنه ينجح في حياته، ولما طيفك كان بيظهرله كان بيتكسف يبص في عيونك عشان إللي عمله ده ... وفي مرة حب يطمن على بشير ودي كانت أول مرة يتصل بيه بعد غيابه ... بشير بلغه بإن كلارا ولدت من أسبوع في المستشفى، ولدت بنت منه وعشان ولدتها بدري عن ميعادها البنت محجوزة، عمر ساب كل إللي في إيده وراح المستسفى ............"
منذ إثنان وعشرون عامًا:
عمر كان بيجري في المستشفى إللي كلارا ولدت فيها وسأل في الإستقبال عن قسم الولادة وراح للحضّانة، لقى كلارا واقفة بتبص على طفلة من خلال الزجاج الفاصل بينهم ... عمر ماهتمش لوجود كلارا بس وجه نظراته للإتجاه إللي بتبص فيه شاف طفلة صغيرة الأجهزة متعلقه في جسمها .. كانت نايمة بهدوء كإنها في عالم تاني ... عمر قلبه دق .. وإستغرب إللي بيحصل، لإن قلبه مدقش الدقات دي من يوم ما إفترق عن شوق، ده حتى مدقش الدقات دي لما كان مع شوق ... كلارا إنتبهت لوجود عمر ....
كلارا بفرحة:"عمر."
عمر فاق من تفكيرة بس مبصش لكلارا وتجاهلها ...
كلارا بإشتياق:"عمر، كيف حالك؟ أين كنت؟ لقد إنتظرتك طويلا، إنظر إلى إبنتنا، إنها تشبهك كثيرًا، ألا ترى؟"
عمر بصلها بملامح كلها غضب وكُره وإشمئزاز ... وكلارا قلبها وجعها بسبب النظرات دي لإن ده مش عمر إللي هي تعرفه أول مرة تشوف الشخص ده .... أخدت نفس عميق ولسه هتتكلم الممرضة نادت عليها وبالفعل راحتلها ... عمر رجع بص تاني للطفلة الصغيرة التي لا حول لها ولا قوة، كان حجمها صغير جدا بالنسباله، وبيسأل نفسه أسألة كتيرة خاصة بيها ومستغرب دقات قلبه إللي بتزيد أكتر عن الوقت إللي قبله، لمح طيف شوق إللي ظهر جنبه بس في نفس الوقت بيختفي منه لحد ما إتبخرت وهو إستغرب إللي بيحصل .... عيونه جات على الطفلة دي تاني وحط إيده على الزجاج الفاصل بينهم وبصلها بملامح مرهقة وعشق وحب من أول نظرة ...
عمر بعشق وذهول:"بيتي!"
فاق على صوت كلارا إللي بتقرب منه ...
كلارا بفرحة:"عمر، سوف يقومون بإزالة الأجهزة من عليها بعد عدة أيام، لقد تحسنت حالتها."
عمر لمح إيديها الصغيرة إللي بتحركها وهي نايمة ومش قادر يبعد عيونه عنها ..
كلارا:"عمر، أنا لم أقُم بتسميتها، إنتظرتك لكي تسميها فهي إبنتك أيضًا، ماذا ستسميها إذا؟"
عمر بعشق وهو مش بيبصلها وبيبص للطفلة:"سيرين."
.........................
في الوقت الحالي:
إسماعيل:"ومن ساعتها سيرين باقت كل حاجة في حياته، باقت هي بيته، وجودها خلاه إنسان تاني تمامًا، أب غيور بس متفهم، بينفذلها كل طلباتها ومايقدرش يقف قدامها، بس لو الموضوع ده مش في مصلحتها يبرفض تمامًا، كانت هي الدفا والبيت إللي عاش فيهم لحد الآن، كإنه ماصدق لقى الراحة والأمان بعد ما تعب كتير في حياته، وطبعا عشان عمر مايحرمش سيرين من حنان الأم .. ماقدرش يطلق كلارا بس كانت عايشه مع سيرين في بيت هو إشتراه بإسم بنته، وكان بيروحلهم كل يوم بس مش بيبات .. بعد كذا سنة عمر خلص دراسته في الجامعة وقرر يفتح مشروع .. شركة مقاولات قرر يفتحها في مصر وطبعا عمر كان محرم على نفسه نزول مصر، فخلانا أنا وبشير نتولى المهمة دي، وبالفعل عملنا الشركة بالإستشارات إللي عمر قال عليها، وكلارا وسيرين كانوا معانا سيرين وقتها كان عندها 6 سنين وعمر كان بعتها بالعافيه مع بشير وكلارا لإنه مكنش قادر على بُعدها بس هي مسكت في مامتها فماحبش يضايقها ولا يزعلها، يادوب هو شهر وشركة "شوق العُمَر" إتكونت."
شوق برقت بصدمة بسبب الإسم ...
إسماعيل بتنهيدة وهو ملاحظ صدمتها:"عمر مانسيكيش لحظة واحدة يا شوق، عمر عشقك وفضل يحبك كتير جدا لحد الآن، وجود سيرين هو إللي خلاه يصبر نفسه على بُعدك."
شوق بإبتسامة ودموع:"شوق العُمَر؟!"
إسماعيل بإبتسامة:"أيوه "شوق العُمَر"، الشركة بإسمك بس الإسم الحركي ليها هو (OŜ)، (أوش)."
شوق مسحت دموعها بفرحة وقامت من مكانها ...
إسماعيل بإستفسار:"رايحة فين؟"
شوق:"عايزة أتكلم مع سيرين، محتاجة أتكلم معاها ضروري."
إسماعيل:"تتكلمي معاها في إيه؟"
شوق:"محتاجة أتفق معاها وأخليها تساعدني أرجع لعمر، أنا مسامحاه ومش عايزة حد غيره، أنا عشت طول حياتي أحلم بلحظة واحدة أشوفه فيها والفرصة جاتلي أهيه من يوم ما قابلته، ماينفعش نضيع من إيد بعض تاني."
إسماعيل:"طب إستني أديكي عنوانها طيب؟"
شوق إتحرجت وسكتت لإنها إفتكرت المشاكل إللي بين سيرين وأمير ...
إسماعيل بإستفسار:"ساكته ليه؟"
شوق بتنهيدة:"أنا هتصرف ماتقلقش، يلا السلام عليكم، شكرا يا إسماعيل، سلملي على عفاف."
إسماعيل بإبتسامة:"إن شاء الله، وعليكم السلام."
شوق خرجت من عند إسماعيل وهي بتفكر في إللي جاي وإن لازم إللي جاي يبقى أحلى، لازم هي وعمر يتعوضوا عن إللي شافوه في السنين دي كلها لازم يرجعوا لبعض .... أخدت نفس عميق وفتحت موبايلها وقررت تتصل بسيرين ... سيرين كانت بتبص على موبايلها إللي فاتحه عليه صورة أمير، بس إتفاجأت بشوق إللي بتتصل عليها ... إبتسمت بفرحة وقررت ترد بسرعة ...
سيرين بلهفة:"ألو."
شوق:"إزيك يا حبيبتي عاملة إيه؟"
سيرين بإحراج:"أنا بخير الحمدلله، أخبارك إيه يا طنط؟"
شوق بإستغراب من الكلمة:"طنط؟! طنط مين؟"
سيرين":"حضرتك."
شوق بإستغراب أكبر:"مالك يا سيرين فيكي إيه؟"
سيرين:"أنا عرفت إنك كنتي حبيبة بابي من زمان و......."
شوق وهي بتقاطعها:"وحتى لو أكون مين، إيه طنط دي؟ أنا شوق يا سيرين."
سيرين بتنهيدة وإبتسامة:"إزيك يا شوق عاملة إيه؟"
شوق:"أنا بخير الحمدلله، سيرين؟"
سيرين بإستفسار:"نعم؟"
شوق:"أنا آسفة على إزعاجك، بس أنا بعتذرلك على إللي أمير عمله، مكنش ينفع إنه يتكلم معاكي كده في الكافيه و مكنش ينفع إنه مايسمعكيش."
سيرين بإبتسامة حزينة:"خلاص يا شوق مش عايزة أتكلم في الموضوع ده تاني، إحنا صفجة وإتقفلت خلاص."
شوق بإستفسار:"طب وإللي يفتحها تاني؟"
سيرين لهفتها وضحت عليها لما سمعت كلام شوق بس تراجعت ...
سيرين:"أنا آسفة يا شوق، بس هو إختار وأنا يستحيل أفرض نفسي على حد مش عايزني."
شوق بتنهيدة:"هو الفكرة إن أمير محتاج وقت عشان ينسى إللي حصل، لكنه بيحبك صدقيني."
سيرين بحزن:"ربنا يصلح حاله ويوفقه."
شوق:"اللهم آمين."
شوق سكتت وإتحرجت ومش عارفة تتكلم مع سيرين إزاي في الموضوع ده .. بس سيرين حست إنها محرجة تتكلم في حاجة معينة وده بسبب سكوتها ..
سيرين:"شوق؟"
شوق:"أيوه، معاكي"
سيرين:"إنتي كويسه؟"
شوق بتنهيدة:"أنا بخير الحمدلله."
سيرين بإبتسامة وتفهم لحالتها:"شوق أنا نفسي الأمور تتصلح بينك إنتي وبابي، نفسي أشوف ضحكتة الحلوة وهو صاحي بدل ما أشوفها وهو نايم، نفسي أشوف شخصية بابي عاملة إزاي وهو راجل بيحب واحده كده، أكيد كان جنتل مان."
شوق إبتسمت لذكراها هي وعمر ...
شوق بتنهيدة:"كان أحسن راجل يقدر يحب بجد."
سيرين بإبتسامة:"طب قولتي إيه بقا؟"
شوق:"تمام، ماشي."
سيرين:"يعني عايزة ترجعي إنتي وبابي لبعض؟"
شوق بخجل وإحراج:"أكيد."
سيرين بإبتسامة:"كده يبقى نتقابل وهشوف الطريقة إللي هدخلك بيها حياة بابي من تاني، وغالبًا هتكون الشركة."
شوق بإستفسار:"مش فاهمة؟"
سيرين بتنهيدة:"هخليكي موظفة عندنا في الشركة عشان تقدري تقربي من بابي."
شوق:"بس انا مادخلتش كلية و........"
سيرين:"شوق، ماتقلقيش ثقي فيا، هتدخلي الشركة وهتتعاملي مع بابي كتير."
شوق:"تمام."
سيرين:"أنا هقوم أغير هدومي ولو كده نتقابل بره ونتفق مع بعض على بابي، أوك؟"
شوق بإبتسامة:"أوك."
قفلت مع سيرين وإتنهدت تنهيدة بسيطة .. ده آخر أمل ليها في إن إللي جاي هيبقى أحسن وبتتمنى إن الأمور بينها هي وعمر تتصلح، وفي نفس الوقت بتفكر في طرد عمر ليها ومش قادرة توازن بين الأمور لحد ماقررت تسيب الموضوع ده لسيرين لإنها محتارة وفي نفس الوقت حزينة بسبب كلامه ليها إللي ظلمها بيه ومش عارفه تتصرف إزاي أو تدخل المكان ده إزاي بعد ما إتعامل معاها بالشكل ده! ... أخدت نفس عميق ...
شوق بإبتسامة ثقة:"هثبتلك إنك ظلمتني يا عمر، هثبتلك إن كل إفتراضاتك دي كانت غلط، يا أنا يا إنت."
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا