مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة ريناد الشهيرة ب رينوو والتى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الرابع من رواية فرعون ج 2 بقلم ريناد (رينووو) .
رواية فرعون ج 2 بقلم ريناد - الفصل الرابع
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم
رواية فرعون ج 2 بقلم ريناد - الفصل الرابع
بعد اسبوعين لغريب فالمستشفى بعد خروجه من العنايه رجع الفيلا بمجرد ما حس حالته ابتدت تتحسن ،
وبعد كشوفات وفحوصات الكل اجمع ان غريب صعب جدا يرجع يشوف مره تانيه ..
وبرغم انه بيضحك طول الوقت وعامل انه متقبل الوضع الا انه بيتقطع من جواه على الحاله اللى هو فيها وعلى احساس العجز اللى بقا يحس بيه لما بيحتاج مساعده من اللى حواليه على ابسط حاجه يعملها
ودا اكتر احساس بيكرهه فالدنيا ومع ذلك بقا مجبر انه يحس بيه فكل لحظه من كل يوم ...
*******
قاسم بعد ماسأل شغالين الفيلا اللى اخدو سميه على اسم المستشفى اللى هى فيها وراحلها وسأل لقاها لسه موجوده وشاف الحاله اللى بقت فيها مصعبتش عليه خالص 😊...
سأل على مصاريف المستشفى وقال لعمه ماهر عليهم وماهر دفعهم عشان خاطر غريب وعشان خاطر ناديه ونادر ...
قاسم اخد سميه اللى بقت عامله زى الصنم ولا بتتكلم ولا عندها اى رد فعل لاى حاجه ودايما باصه للفراغ بعيون مفتوحه ،وحطها على كرسى متحرك وراح بيها عالفيلا وبلغ غريب انه فطريقه ليه بسميه ...
سميه اول ماقاسم دخل بيها الفيلا ملامح وشها اتغيرت للحزن ونزلت الدموع من عنيها وهى بتبص للفيلا وبتتخيلها من غير دياب ابنها ...
قاسم وداها عند غريب اللى استقر هو كمان فاوضه فالدور الارضى جمب اوضة باباه ...
غريب سمع صوت الكرسى وهو داخل بيه قاسم ووقفه فنص الاوضه
غريب بلهفه: ...ماما سميه ؟
قاسم :ايوه ياغريب جبتهالك زى ماطلبت ... هسيبكم انا مع بعض شويه وابقا ارجعلكم ..
غريب بص ناحية صوت نادر واتكلم بعد ماسمع باب الاوضه اتقفل :
عامله ايه ياماما طمنينى عليكى ..
سميه اخيرا نطقت بعد كل السكوت دا وهى مركزه عنيها على غريب بكل كره :
جايبنى قدامك عاوز تتشفى يابن اميره ...اتشفى وافرح فيا براحتك ..افرح وانتا شايفنى مكسوره ومزلوله ...
غريب:مش انا اللى افرح فحد وخصوصا لو كان الحد دا امى اللى ربتنى ...ولو على شوفتك مكسوره فاطمنى لانى مبقتش اقدر اشوف اصلا ..
سميه فضلت باصاله وسكتت شويه قبل ماتنطق :لو فاكر انى هندم ولا ضميرى هيأنبنى عليك تبقا اكبر غلطان ...لان خسارتك عمرها مهتكون بحجم خسارتى ...
غريب:على فكره خسارتك هى خسارتى ...ولا انتى ناسيه ان اللى مات دا اخويا زى ماهو ابنك ...
سميه :طيب انا اقدر اديك عنيا وترجع تشوف من تانى ...تقدر انتا ترجعلى دياب ابنى تانى ...
غريب :انتى ليه محسسانى انى انا السبب فموت دياب ...ليه مشيلانى ذنب خسارتك لابنك زى ماطول عمرك مشيلانى ذنب خيانة بابا ليكى وناسيه اهم حاجه ...
انى ضحيه زيي زيك ...ليه بتخلينى احاسب على اخطاء غيرى وانا مليش يد فيها ..
سميه بصوت عالى :عشااااان انتا نتيجة الاخطاء دى ...انتا سبب كل قهر وظلم حسيت بيه طول حياتى ..وجودك قدامى بيفكرنى بكل حاجه خسرتها ...
غريب :طيب ماشى انا نتيجة غلطة ابويا ودفعتينى تمنها من طفولتى وشبابى وحتى نور عنيا وكنت هدفع حياتى لولا ستر ربنا ....موت دياب بقا اتحمله انا ليه ...
سميه :عشان مات بدالك ...مكنش المفروض هو اللى يموت المفروض كنت انتا اللى موت مش هو ...
وهنا باب الاوضه اتفتح بعنف ودخل ماهر يدفع فالكرسى بتاعه بايده السليمه ووقف قصاد سميه واتكلم بغضب الدنيا كلها :
امشى اطلعى بره ....براااااه .
غريب :بابا ارجوك
ماهر :اسكت ياغريب انتا مش سامعها بتقول ايه ؟
سميه :لا ياماهر مش هخرج من الفيلا بتاعتى وبتاعت ولادى ولا هسيب ولادى .
ماهر :اولا احب اقولك انى طلقتك ومعدش ليكى اى حاجه عندى ،غير بس مؤخرك ودا دفعتهولك مصاريف المستشفى اللى كانو مخليينك رهن فيها لغاية ماتدفعيلهم ...
ثانيا ولادك اللى مش هتسيبيهم مش عاوزينك ولا طايقين يشوفو وشك من عمايلك ...
انتى ايه ياشيخه ...لا موت بيأثر فيكى ولا عجز بياثر فيكى ...عاوزه يحصل ايه عشان تعرفى ربنا وتتخلصى من الحقد والشر اللى جواكى ده .
سميه فضلت باصه لماهر ومركزه عنيها عليه بغل وهو كمان زيها وكانهم دخلو حرب وصراع بالعيون وكل خصم اقوى من التانى .
غريب :بابا بعد اذنك ماما سميه تعبانه خليها تطلع اوضتها ترتاح ...
اتفضلى ياماما ومتزعليش نفسك دا بيتك وهيفضل طول عمره بيتك ....قاسم ...ياقاسم ..
قاسم دخل :ايوه ياغريب .
غريب :انده لناديه ولا جواهر يطلعو ماما سميه اوضتها ...
قاسم غاب دقيقتين ورجع :ولاااا حد راضى يجيلها منهم
غريب :قااااسم !
قاسم :خلاص هطلعها انا وامرى لله ... وفى سره :
وقعت فزورى سميه هانم السلحدار دى ...واخدها وشالها وطلع بيها على اوضتها وطلب من وحده من الشغالين تطلع وراهم عشان تشوف طلباتها ...
غريب :بعد اذنك يابابا متتعاملش مع ماما بالشكل دا تانى ..ارجوك ارحم حالتها ..
ماهر :الرحمه للى بيرحم ياغريب .
غريب :معلش يابابا لو سمحت ريحنى ...ماهر اتنهد وقال لابنه حاضر ياغريب لما اشوف اخرتها معاك وبعدها سابه وخرج ...
قاسم رجع لغريب وفضل قاعد معاه ..وهو وداده سميره ملازمينه طول الوقت ..
غريب :قاسم بقولك هو انتا اهلك مبيوحشوكش خالص !
قاسم :تصدق انك عيل ردى ودون ..بتكرشنى ياغريب ؟
غريب :لا مش قصدى اوى يعنى ..
قاسم :عموما حتى لو بتكرشنى انا مبتكرشش عشان انا مش هسيبك وقاعدلك هنا .
غريب :يعنى قاعدلى انا بس ؟
قاسم :قاعدلكم كلكم انا . ولعلمك بقا امى واخواتى ومرتاتهم وعبسلام كلهم جايين دلوقتى ..
غريب بأبتسامه :دول يشرفو ويقعدو على قلبى كمان ...وموده اكيد مش جايه معاهم ...
غريب :لا ياخويا جايه ...دى بتضحى بنفسها عشان خاطرك ...انتا متعرفش انتا غالى عليها ازاى ..
غريب :وانا كمان بحبها زى ناديه وجواهر بالظبط ...
قاسم :على ذكر جواهر ...اما اقوم انكد عليها واجرها من شعرها من جمب ليل اللى من ساعت ماجات وانا مش عارف اتلايم عالبت خالص ..
غريب :ليل مين ؟!
قاسم :اقولك انا ليل مين ...والنبى كوبايتين عصير فريش ساقعين من ايدك الحلوه دى ياداده سميره عشان الكلام بينشف ريقى ودى حكايه طويله ...
داده سميره :حاضر يبنى ..وسابتهم وراحت تعملهم العصير ..
قاسم :.بص ياسيدى ..وحكاله حكاية ليل مع جواهر زى ماجواهر حكتهاله بالظبط ......
غريب :يااااه للدرجادى شكلها مش مقبول !
قاسم :خاااالص .
غريب :طب وهى ذنبها ايه فكده ..
والله المجتمع بتاعنا دا مجتمع ظالم والناس مبقاش فقلوبهم رحمه ...
قاسم :للاسف معظم الناس بتحكم على اللى قدامها بناء على شكلهم ومظهرهم ...هاه اروح انا اشوف جوهرتى بقا ..
غريب :لا بعد اللى حكيتهولى سيبها قاعده مع صحبتها الغلبانه دى وخليك قاعد معايا ...
قاسم :لا هروح لجواهر .
غريب :قولت سيبها يعنى سيبها ...بقولك سميه اكلت ولا لا ..
قاسم :اه ياحبيبي حميتها وغيرتلها ورضعتها وكرعتها ونيمتها فسريرها ...اش عرفنى انا اكلت ولا مأكلتش انشاله مطفحت ...انا طلعتها فوق ووصيت زينب الشغاله عليها وخلاص مهمتى خلصت لحد هنا ...
غريب :طيب اندهلى ناديه ...
قاسم :على فكره انتا اعمى مش اخرس يعنى ممكن تنده بنفسك على فكره ..
غريب هز دماغه بقلة حيله ونادى على ناديه اللى جاتله تجرى والكتاب فأيدها والقلم ورا ودنها :
هاه ياقلب اختك عاوز ايه ياغريبوو
غريب :عاوزك تطلعى لمامتك وتاخديلها اكل وتاكليها وتطمنى انها اكلت وشبعت ..
ناديه :مش فاضيه بذاكر ...
غريب :عشان خاطرى ..
ناديه :لاول مره فحياتى ياغريب هقولك لأ ...اسفه...ولا عشان خاطرك ..بعد اذنك ...وخرجت من الاوضه ...
غريب هز دماغه بزعل ونادى على نادر
نادر جاله :ايوه ياغريب عاوز حاجه ياحبيبي .
غريب :عاوزك تطلع لمامتك تطمن عليها وتقعد معاها شويه ..
نادر :انا معنديش ام ...بعد اذنك عشان بقرا ملفات الشغل لبابا عشان الشغل اتكوم اوى وكل حاجه اتعطلت طول فترة عياه ...وخرج من الاوضه بسرعه ..
دخلت داده سميره شايله العصير :اتفضلو العصير ..
غريب :داده سميره من فضلك اطلعى اطمنى على ماما سميه واكليها ..
سميره :حااااضر من عنيا الجوز ياحبيبي ...دنا هأكلها أاااااكل .
غريب :لأ خلاص ياداده متروحيش انتى ... خليها عايشه ...هاتى العصير دا وروحى ارتاحيلك شويه فاوضتك منمتيش من الصبح ..
غريب :قاسم ...
قاسم :يقطع قاسم وسيرته ...هقوم انا اوديلها اكل منا اصلى خلفتها ونسيتها ...على فكره انا من بكره راجع الشغل يعنى شوفلك بيبي سيتر لسميه غيرى ....
غريب لما سمع سيرة الشغل ملامحه اتغيرت للحزن على وظيفته اللى خسرها وحلمه اللى ملحقش يحلمه ..
قاسم حس بيه وقرب منه ومسك ايده بين ايديه :
انا آسف والله مش قصدى افكرك بحاجه تزعلك وتعكنن عليك ...
غريب :لا ولا يهمك ياحبيبي دا مكتوب ومحدش بياخد غير نصيبه .. روح لجواهر اجرى بس متغبش عليا .
قاسم :سبحان الله عامل زى المثل اللى بيقول ..لا بحبه ولا اقدر على بعده ..مش لسه من شويه كنت بتكرشنى !
غريب :انا عاوزك ترتاح والله مش اكتر بعد كل التعب اللى تعبته معايا من يوم الحادثه لحد دلوقتى ...
قاسم :انا راحتى معاك وجمبك وانتا عارف كده كويس ...سلام يافرعونى ...
قاسم سابه وخرج وهو ماشى اخد فأيده كباية العصير بتاعته بعد ماشرب العصير لغريب وشرب هو كبايته وهو ماشى.. ودى الكبايه المطبخ ،وطلع للدور التانى وخبط على باب اوضة سميه ولما ملقاش رد فتح الباب وبص بدماغه لقاها نايمه على السرير وباصه للسقف ....
قاسم :كلتى ...
سميه :.........
قاسم :طب جعانه ؟
سميه :...........
قاسم :طب انتى لسه عايشه ؟
وهنا سميه بصتله وبرقت وصرخت فيه مره وحده ..اطلع برااااااااااااه
قاسم قفل الباب بسرعه ووقف قدام الاوضه :
يبنت المسروعه ...انا غلطان شاله متسممتى فسنتك غورى تك قطع فأحبالك الصوتيه ...
قاسم راح على اوضة جواهر وخبط على الباب .
ليل :ايوه حاضر ...وفتحت الباب ..
قاسم وعنيه للارض :احممم أاا..هى جواهر موجوده ..
ليل جاوبته بصوت واطى :ايوه جوا عتتسبح وطالعه ...معلهش انى عارفه انى خدتها منك اليومين دول ..
قاسم بأحراج من زوق ليل وكسوفها :لا ابدا مين قال كده ....
ليل :جواهر قالتلى انك غضبان من قعدتها معاى طول الوكت وعسمعكم وانتو بتتناقرو بسببي ...انى والله عقولها فوتينى لحالى بس هى معترضاش ...
قاسم بصوت واطى :يالهوى عالاحراج الله يحرقك ياجواهر وبص لليل وابتسم 😁
ليل :اهى جواهر طلعت اهى ...كلمى خطيبك ياجواهر ...عن ازنكم وسابتهم ودخلت البلكونه وقفلت الباب عليها ..
قاسم مسك جواهر من دراعها وكور ايده قدام وشها ...يعنى اديكى بوكس فمراخينك اخنفك دلوقتى ؟ انتى ازاى ياهبابه يلى مش بتتبل فبوقك فوله انتى تقولى لليل انى مدايق من قعدتك معاها هاه ...
جواهر :طيب مادى الحقيقه ...هى سألتنى وانا مش بكدب .
قاسم :لا بقولك ايه ...احيانا الكدب بيبقى مطلوب فبعض المواقف للمجامله او للتجمل ...يعنى الحاجه اللى تزعل الناس مننا نخبيها ياحبيبتى فاهمه ..وخبط على خدها براحه ...
جواهر :ليل مش بخبى عنها ولااااا اى حاجه ولا بكدب ولا بتجمل قدامها عشان ليل يعنى جواهر ...
قاسم :ياستى متتجمليش انتى جملينى انا ...دنا بقيت فنص هدومى قدامها من الاحراج ...
جواهر :ايدا ايدا ايدا ..قاسم بيتحرج ..من امتا ده ...
قاسم :من زمان بس انتى مش واخده بالك ..وبعدين ايه يعنى متحرجش ليه شيفانى جبله حضرتك ؟
جواهر بضحك :بصراحه اه .
قاسم :يبت اكدبى يخرب بيت سنينك وقولى انك شايفانى اكتر واحد حساس ورقيق فالدنيا ..
جواهر :لا ياعم اروح النار ..
قاسم :وربنا محد عايش فى نار فبعدك غيرى انا ...والله هاين عليا اخطفك واجرى بيكى دلوقتى واروح اتجوزك غصب عن الكل وانتى خارجه من باب الحمام وكل خد عليه خوخه كده على راى المثل ...
جواهر ضحكت بصوت وبعدها كتمت ضحكتها بأيدها ...مش بقولك اسلوبك قديم اووى ...
قاسم :بس حلو وبتحبيه ...وطول ماخدودك بتحمر من كلامى كده يبقا مفعوله لسا شغال وصلاحيته مانتهتش حتى لو قديم ...
جواهر :طب يلا روح شوف وراك ايه وهوينا عاوزه اسرح شعرى واشوف اللى اتسلقت من الشمس فالبلكونه دى ...
قاسم :طب بقولك ايه انزلى عشان اهلى جايين عشان تستقبليهم وتقعدى معاهم ...
جواهر نطت بفرحه :بجد ؟ الله دول واحشينى اوى وخصوصا موده ...يلا يلا خلينى اجهز وانزلهم بسرعه ...وقفلت الباب فوشه ...
قاسم خبط عالباب:يبت خدى استنى بقولك ...انتى يبت مخلصتش كلامى افتحى ...ولما مفتحتلهوش همس لنفسه بأبتسامه ...مجنونه ...بس بعشششقها بنت ..جميله ..
********
سميه فأوضتها وشريط حياتها بيمر قدام عنيها وكل المشاهد لدياب ابنها ..
ضحكته، كلامه، فرحته، حتى زعله ...الحنين ليه بيفتت قلبها وهى بتسأل نفسها ياترى مات فحضن مين ..اتوجع قبل مايموت ...اكيد نادى بأسمها وقال الحقينى ياامى وهى مكانتش جمبه ...روحه طلعت من جسمه وهو بعيد عن حضنها ..
ودموعها اللى مسكتتش من يوم ماسمعت بموت دياب بتنزل بغذاره كالعاده و عارفه طريقها للمخده عشان تعمل بركه صغيره من الدموع زى كل يوم ...
سميه حازز فيها اوى جفا نادر وناديه اللى حتى حالتها مشفعتلهاش عندهم ولا موت اخوهم حنن قلبهم عليها وفكرو يواسوها ويفضلو جمبها او حتى يسمعوها كلمه حنينه ...
واللى اكتر من دا كله غريب اللى رجعها للفيلا مخصوص عشان يستمتع بذلها كل يوم وهو شايفها ملهاش اى حد ولا ليها اى قيمه، ومحرومه من الكلمه الحلوه حتى من عيالها ...
بيخلص اللى عملته فيه زمان ...
اتنهدت وهى بتقول لنفسها: لازم استحمل واكيد كل حاجه هتتغير والموازين كلها هتتقلب بشوية صبر ...وانا دلوقتى ماملكش غيره ....
جميله :يلا ياماهر ميعاد الدوا بتاعك
ماهر :تعبتك معايا اوى ياجميله ...
جميله :تعب ايه اللى بين الاخوات ياماهر ...الاخوات اتخلقو عشان يشيلو بعض فالشده ويسندو بعض ..
وانا متأكده انى لو انا فمكانك كنت هتعمل معايا كده واكتر ..
ماهر :ربنا يخليكى ليا وميحرمنيش منك ...انا مش عارف من غيرك كنت عملت ايه ...
قربت منه جميله وباست دماغه بحب وادتله دواه وشدت الغطا عليه غطته وسابته يرتاح شويه بعد ارهاق التمارين المكثفه اللى بتجبره يعملها كل يوم بأستمرار ...
خرجت جميله للفيلا لقت قاسم نازل من فوق بصتله وديقت عنيها ...
قاسم :عارفها انا نظرة الشك اللى فعنيكى دى ...وكنت اتمنى لو شكك طلع فمحله لكن احب اقولك انك مخلفه بنى آدمه متبلدة الاحساس ومتحجرة المشاعر وهبله ومتساعدش ابدا على اى حاجه من اللى فدماغك ...
جميله ضحكت على كلام قاسم ..
قاسم :متجوزيهانى ياجميله بدال منا متشحتف كده ومحدش حاسس بيا ..
جميله كشرت :يعنى دا وقت كلام فجواز برضو ياقاسم .
قاسم :اه وقته بقا ..مهو انتو عيله منكوبه وكل شويه بتحصل معاكم مصيبه ..يبقى جوزوهالى دلوقتى قبل ماتحصل حاجه كبيره ولا سميه تموت مثلا ولا حاجه ...
جميله :على العموم الموضوع دا فأيد ماهر وهو اللى يقرر فيه ...لما حالته تتحسن شويه ابقا ارجع فاتحه فالموضوع ... شهرين كده ولا حاجه
قاسم : هو اسبوع شهرين ايه دا كمان
جميله :اسبوع دا ايه ياقاسم
قاسم :بس اسكتى انتى ياطنط والنبى متقفليها فوشى
جميله هزت دماغها وسابت قاسم ومشيت من قدامه .
ليل دخلت للاوضه مره تانيه بعد ماجواهر خبطت عليها وقالتلها ان قاسم مشى ...
قعدت ليل على طرف السرير حزينه ومهمومه وباصه للارض ...
جواهر بتسرح شعرها وشايفاها فالمرايه :
مالك يابومه مش ناويه تفكى وتفردى بوز الاخص دا خالص ولا ايه ...
ليل :سبينى فحالى الله لا يسيئك ياجواهر ..
جواهر : مالك بس ياخميرة العكننه ؟
ليل :اصلى عفكر انك هياجى يوم وتتجوزى وتسيبينى وعقول لحالى وكتها هعمل ايه .
جواهر :وهو انتى مفكره انى لو اتجوزت هسيبك ...لا ياحبيبتى رجلى على رجلك ...
ليل :والنبى اتلهى وهو خطيبك من دلوك مطايقنيش وبيشكى منى ..
جواهر :مهو مش بمزاجه هو ...ياما ياخدنا احنا الاتنين يأمه مفيش جواز خالص ..
ليل :عتتكلمى فالوسع انتى والله ...وكمان قعدتى فالبيت عاله اكده وعماله اكل واشرب ببرود الوش مدايقانى قوى قوى ...
جواهر :ليه بتقولى كده ياحبيبتى ...هو حد قلك حاجه دايقتك ...
ليل :هو انى حد عيتحدت معاى من اصله ولا انى عسيب الاوضه واصل ..فيه غير خالتى جميله عتطلع كل يوم تسألنى كيفى وكيف صحتى وتنزل طوالى عشان معتقدرش تسيب خالك وولد خالك لحالهم ...
جواهر :معلش استحملى الفتره دى واوعدك بعدها هاخدك ونخرج ونتفسح واوريكى دنيا تانيه خالص غير اللى كنتى عايشاها فالبلد ...انا عارفه مقصره معاكى بس انتى شايفه الظروف عامله ازاى ...
ليل :انا ولا عاوزه اطلع ولا عاوزه اتفسح ..انى بس عاوزه اعمل اى حاجه احلل بيها لقمتى ونومتى فبيتكم ديه ...ومن بكره هنزل يدى بيدكم فشغل البيت ...ولا اقولك انى هشيل شغل البيت كله لحالى ...
جواهر :اولا البيت فيه شغالين بتشتغل وتاخد فلوس ومحدش فينا بيعمل حاجه فيه بأيده ...ثانيا بقا اقفلى الكلام فالموضوع دا عشان مزعلش منك ولولا ان اهل قاسم على وصول ومستعجله كان هيبقالى معاكى تصرف وكلام تانى خالص ..بعد اذنك هاتى الاستك اللى جمبك دا هلم شعرى ...
ليل رمتلها استك الشعر وفضلت باصالها بعنين زايغه ومحتاره للوضع اللى هى فيه ومش حاسه بأى راحه من يوم ماجت الفيلا وقعدت مع جواهر وهى حاسه انها دخيله على مكان مش بتاعها ...وكمان حنينها للبلد ولبيتها ولاهلها وابنها اللى برغم انهم ميتين الا انها وهى هناك كانت حاسه انها عايشه معاهم ووسطهم ..
لبست جواهر ونزلت جرى اول ماسمعت صوت اهل قاسم وصلو واستقبلتهم هى وامها ونادر وناديه والكل اتجمع فأوضة ماهر حتى غريب خلى قاسم وداه هناك والكل قعدو فى جو اسرى جميل ...
قاسم بعد ماروحو اهله فضل بايت مع غريب ومروحش معاهم ومن كتر مافكر فموضوع جوازه هو وجواهر مجالهوش نوم ...قام من على السرير وخرج لبره ووقف قدام اوضة ماهر وعمال يهرش فدماغه بحيره ..
شويه وباب الاوضه اتفتح وخرجت جميله من اوضة ماهر ...شافت قاسم واقف قدام الاوضه استغربت..
قاسم !ايه موقفك كده ؟
قاسم :عاوز ادخل اكلم عمى ماهر فموضوع جوازى ..هو صاحى ؟
جميله :هو صاحى بس انتا اللى مش صاحى والله
قاسم :لا صاحى و بعد اذنك شويه كده من قدام الباب خلينى ادخله
جميله :لأ سيبه دلوقتى تعبان وهيرتاح شويه ..
قاسم :مهو احسن وقت وهو تعبان عشان ميبقاش فيه حيل للمناهده ..وسابها وجرى زى الاعصار على اوضة ماهر وفتحها ودخل من غير استأذان ....
ماهر بخضه :فيه ايه ياتور انتا داخل زى القضا المستعجل كده ليه .
قاسم :بص بقا ياماهر ....بيه ..انا عاوز اتجوز جواهر وفأقرب وقت ومبقتش مستحمل اكتر من كده وانتا كنت شاب زمان واكيد حاسس بمعاناتى وفهمك كفايه ....
ماهر بيبصله وساكت ...
قاسم :مهو بص ياتجوزنى بت اختك يأمه هنحرف ويبقا ذنبى فرقابتك ...وابقا اقف قدام ربنا بقا وقله انا السبب عشان الولد كان يستطيع البائه وانا اللى وقفت فطريقه ومنعت عنه الحلال وخليته راح للحرام ...
ماهر :متختشى ياولد انتا ..
قاسم :اللى اختشو ماتو ومبقاش فيه الا اللى مبيختشوش اللى زى حلاتى وبعدين انا لو هختشى مش هتجوز فسنينى السوده دى خالص ...
ماهر :طب بذمتك ياعديم الاحساس ياقليل الممايزه دا وقته ، ابنى الكبير معداش حاجه على موته وابنى الصغير فحالة تصعب على الكافر، وانا مشلول وجاى عاوز تتجوز ..
قاسم :اه وقته ونص وبعدين انتو عيله مصابه بلعنه وعاوز الحق اخد البت من وسطكم قبل مااللعنه تصيبها هى رخرى وابص القاها جرتلها حاجه هى كمان ..
ماهر :طب غور من قدامى دلوقتى ومتورنيش وشك الحلو دا تانى عشان بيعصبنى ..
قاسم :جوزنى جواهر ومش هتشوف خلقتى ..
ماهر :انتا بارد اوى ياض على فكره !
قاسم :لوح تلج سيادتك بس جوزهانى ...
ماهر اتنهد بغلب ونادى على نادر اللى كان قاعد فالصاله وقله ياخد قاسم يطلعه بره وميخلهوش يدخله مره تانيه ...
نادر بيشد فقاسم اللى متبت برجليه فالارض ومش عاوز يمشى وعمال يترجى فعمه ماهر وماهر غمض عنيه وشد الغطا بأيده السليمه وغطى وشه ومردش عليه خالص ...
*********
بعد مرور اسبوع
جميله شافت قاسم دخل من باب الفيلا وبعدها دخلو وراه اهله قامت بسرعه وراحت عليهم تستقبلهم ..
رحبت بيهم وراحت على اوضة ماهر وادتله خبر ان اهل قاسم جايين يزوروه ودخلتهم اوضته
قاسم مدخلش عند ماهر وراح لغريب اوضته
قاسم : انا جيييت
غريب :مستنينى اقولك وحشتني يعنى ولا ايه ؟ يبنى منتا سايبنى من يدوب كام ساعه
قاسم :واطي واطى يعنى ...عموما انا مش هاخد عليك وادايق نفسى النهارده لاى سبب ...سلام انا رايح عند ابوك ...وعلى فكره اهلى هناك
غريب بابتسامه :بجد ؟ طيب استنى خدنى معاك
قاسم وصل غريب لاوضة ماهر وشاف جميله خرجت خرج وراها .
قاسم :طنط انا هكلم عمى ماهر فموضوع جوازى انا وجواهر تانى النهارده
جميله :يبنى مش تستني لما يتحسن شويه يعنى منتاش شايفه لسه تعبان ؟
قاسم :لا هفاتحه النهارده ويبقا يتحسن براحته ...بعد اذنك رايحله ..
قاسم دخل الاوضه وبص لقى جواهر نزلت وقاعده وسطهم ابتسملها وراح قعد وسط باباه ومامته واتنحنح بصوت عالى :عبسلام انا فاتحت عمى ماهر انى عاوز اتجوز جواهر فى اقرب وقت وهو وافق ..
ماجده ضربت على صدرها بخضه وبصت لعبد السلام اللى برق عنيه لقاسم بصدمه ...
ماهر فتح بوقه وبرق عنيه بصدمه اكبر من صدمة اى واحد فيهم .
قاسم :ايه مالكم انا قولت حاجه غلط ولا ايه ...ايه رد الفعل اللى اخدتوه كلكم دا !
عبد السلام :دانتا الغلط نفسه فهيئة بشر ...بقا ياعديم الدم دا وقته ياللى مشفتش نص ساعه تربيه !
قاسم :طب شوف عشان تعرف بس الفرق بينك وبين عمى ماهر حبيبي ...عمى ماهر اول مافاتحته فالموضوع فرح وقلى :
بجد ياقاسم ؟احنا محتاجين خبر يفرحنا اليومين دول ويخرجنا من الحزن اللى احنا فيه دا ...
وانا نفسى يبنى افرح بيكم انتا وجواهر واشوف ولادكم ومتشوق اشوف اول حفيد ليا ...
وكمان وكمان تعرف قالى ايه ...قالى لو مكنتش انتا فاتحتنى كنت انا هفاتحك فالموضوع ويلا يبنى اتكل على الله والحى ابقى من الميت وخير البر عاجله ...وتعرف ايه كمان حدد الفرح بتاعنا اخر الشهر الجاى .
ماهر لسه باصص على قاسم بصدمه وفاتح بوقه من كمية الهبد وسلاسته فالكدب اللى تخلى اللى قدامه يصدقه ...
عبد السلام بص لماهر واتكلم بأحراج :والله ياماهر بيه انا محرج منك لكن طول مادى رغبتك انتا كمان احنا يسعدنا ويشرفنا ويفرحنا اوى تقديم ميعاد جوازهم ...انتا متتصورش احنا بنحبكم اد ايه وربنا وحده اللى يعلم غلاوتكم ومعزتكم فقلبنا ..
ماهر بأحراج وهو باصص لقاسم وعاوز يقوم ياكله على خانة اليَك اللى زنقه فيها دى مع عبد السلام :
وانتو كمان ربنا وحده اللى يعلم الواحد بيعتبركم اهل يابو محمود وعمرنا ماننسي وقفتكم معانا فشدتنا..وانتا طبعا عارف غلاوة قاسم عندى وعارف انى بعتبره زى ابنى ومقدرش ارفضله طلب ... قالها وهو بيزغر لقاسم بغل وقاسم كش فنفسه..
عبد السلام :خلاص على خيرة الله اخر خميس فالشهر الجاى نجوزهم واهو يدوب نلحق نجهز ...وبالنسبه للفرح اظن مفيش داعى هى قعده مابينا بس نظرا للظروف ....
قاسم :لأ دا عمى ماهر حلف انه لازم ...وقبل مايكمل ماهر زعق فنادر :نادر هاتلى الولا ده هنا قدامى بسررررعه ...
قاسم قام جرى لبره وهو بيضحك والكل بيبصله ويبص لماهر اللى عنيه بتطق شرار ومحدش منهم فاهم اى حاجه ...الا غريب اللى فهم حركة الكماشه اللى عملها قاسم على ابوه وابتسم وهو بيهز دماغه من عمايل صاحبه اللى متأكد ان ابوه ماهر مش هيعديهالو بسهوله ابدااا ...
جواهر بتبص على قاسم اللى وقف بره الاوضه فزاوية الباب وعمال يعملها فحركات بعنيه وشفايفه مخلياها هتموت وهى كاتمه ضحكتها ووشها كله بقا احمر زي الفراوله ...
ماهر بصلها :قومى يختى اخرجى بره للصايع بتاعك بدال ماتنفجرى وسطنا قومى ...وقوليله استنى هدية فرحك من خالى ماهر وتأكد انها هتعجبك اوى ..
خرجت جواهر من الاوضه والكسوف مش مخليها حتى عارفه تمشى واول ماخرجت شدها قاسم من ايدها وجرى بيها عالجنينه بتاعت الفيلا وهو بيضحك وفرحان بجوهرته اللى نجح انه ينتزعها بالحيله من براثن خالها ماهر ....
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع من رواية فرعون ج 2 بقلم ريناد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا