مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة ريناد الشهيرة ب رينوو والتى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثالث من رواية فرعون ج 3 بقلم ريناد (رينووو) .
رواية فرعون ج 3 بقلم ريناد - الفصل الثالث
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم
رواية فرعون ج 3 بقلم ريناد - الفصل الثالث
ليل :صفير فودانى ..عنيا غوشت ..الدنيا ابتدت تضلم وانى سامعاها عتقوله ...ليه عملت كده ياغريب ليه ..مفكرتش فنادر اخوك؟..
مفكرتش فليل ؟ مفكرتش فماما مريم ؟ مفكرتش فيا انا قبل ماتعمل عملتك دى ؟
ذنبى ايه انا اذا كنت مش طايق ليل ومستحمل وجودها فحياتك بالعافيه زى ماطول الليل بتقول ...
كنت بتفكر فأيه لما حبيتنى وكنت طول الوقت بتتمنانى وانا خطيبة اخوك وامانة مريم عندك ؟ ...ذنبى ايه انا ادفع تمن ضعفك وغبائك ...
مبتحبهاش ومش طايقها للدرجادى سايبها معاك وعلى ذمتك ليه متطلقها
وتشوفلك وحده غيرها طالما قرفان منها بالدرجه اللى كنت حاساها فكلامك امبارح
غريب بزعيق :اسكتااااااى انتى بتقولى ايه
اميره :لا مش هسكت ياغريب وهتكلم وهفضحك واخلى كل الناس تعرفك على حقيتك ..تعرف انك بميت وش والف مله ...تعرف انك شيطان لابس قناع حمل
غريب قام وجرى عليها ورفع ايده عشان يضربها لكنه شاف اميره بتبص على الباب وهى بتحمى وشها منه وهو هنا لف بسرعه وكل قواه بادت وهو شايف ليل قدامه اقل مايقال عن حالتها انها بتموت وهى حاطه ايدها على بوقها ودموعها نازله على وشها مغرقاه ...
ليل :جه جرى عليا وهو بيهمس بأسمى وباين عليه التفاجؤ من وجودى ...ولاول مره من يوم ماعرفته مبقاش عايزه اترمى فحضنه ولا اشم ريحته اللى اكيد ريحة اميره غطت عليها ...
مش عايزه ايده اللى لمس بيها اميره تتحط عليا وتلمسنى ...جريت من قدامه ...جريت بكل سرعتى وفتحت الباب وهو بيجري ورايا بالبنطلون بس من غير حاجه فوقه ...نزلت تحت واستخبيت تحت السلم وهو نزل جرى على الشارع ...
شايفاه وهو عيروح ويرجع من اول الشارع لآخره وبعدها وقف وسند على العربيه بتاعته بتعب ...بص لفوق وزعق بعلو صوته وضرب العربيه برجله وطلع على فوق جرى ..
انى شفته طلع فوق ودخلت على اوضة ام مصطفى مرت البواب بسرعه حتى من غير استئذان والحمد لله جوزها وولدها مكانوش قاعدين وكانت هى بس .
قعدت على الارض وقرفصت ودفنت وشى وسط رجليا وكل شهقه تطلع من روحى تشق صدرى شق .
ام مصطفى :ست ليل ..اسم الله عليكى يابنتى جرالك ايه بعد الشر ؟
اضرعت المره وقامت بسرعه جابتلى كباية ميه شربتنى وفضلت ترش على وشى وتغسلهولى وتهدى فيا وتطبطب عليا عشان بس اقدر آخد نفسى وانى مفيش ..
فالاخر قامت من قصادى ووقفت :انا هندهلك غريب بيه يجى يشوف فيكى ايه ...انا هنا قمت منتوره اول ماسمعت اسمه ومسكت فدراعها وزعقت :له متندهيهوش ولا تقوليله حاجه ...انى هديت خلاص وماشيه ...بس عايزه منيكى طلب قبل ماامشى ..
ام مصطفى:عينى يابنتى أؤمرينى امر .
ليل :عايزه مقص وكيس بلاستك ..
ام مصطفى :غالى والطلب رخيص
جابت المقص والكيس وانا نزلت طرحتى ومسكت ضفيرة شعرى ومن غير تردد قصيتها من عند رقبتى ..تحت شهقة ام مصطفى ومحاولات منعها ليا الفاشله انى اقصه .
ام مصطفى مسكت الجديله فايدها وهى بتتحسر عليها :ليه يابنتى كده ..فيه وحده برضو يبقا شعرها كده وتقصه ؟
ليل :مبقتش طايقاه ولا هستحمل اشوفه علي ..اخدته من ايدها وحطيته فالكيس ومدتهولها ..الله يخليكى تبقى تطلعى تدى الكيس دا لغريب بيه ومتقوليلهوش اى حاجه غير انى اديتلك الكيس توصليهوله وخلاص ..
:هو انتو اتخانقتو يابنتى ؟!...معلش حتى لو كده البيوت ياما فيها والوحده لازم تصبر ..طب والله انتو اتحسدتو ..وانتى بالذات عشان كل ستات العماره غايرانين منك وحاسدينك على غريب بيه وحبه ليكى ...
ليل :اتحسدنا متحسدناشى نصيبنا وخدناه عاد ..محدش عياخد اكتر من نصيبه ..وقامت وقفت وهى بتلف طرحتها ..
ام مصطفى :طيب انتى رايحه على فين دلوقتى ؟
ليل :فأرض الله الواسعه ..وميلت عليها حضنتها وباستها ..هتوحشك قوى ياطيبه ..وطلعت وسابت ام مصطفى عنيها مرغرغه بالدموع ..
مشيت ليل بسرعه بعد مابصت وشافت ان عربية غريب مش فمكانها واتاكدت انه اكيد اخد العربيه يدور عليها قبل ماتروح لحد من اهله وتفضحه هو واميره وسطهم .
فضلت تجرى فالشوارع بكل سرعتها ومش عارفه هى رايحه فين ولا لمين بس اللى عارفاه ومتأكده منه انها مش هترجع لغريب مره تانيه ولا هتكون فحياته بعد ماسمعت انه عايش معاها غصب عنه ...
فضلت تجرى شويه وتبطأ شويه لغاية ماحست انها بعدت المسافه الكافيه وقعدت على الرصيف من كتر التعب والقهر ومسحت دموعها وهى بتبص حواليها وشايفه الناس بتروح وتيجى وهى وحيده مبقاش ليها اى حد فالدنيا ...دفنت وشها بين ايديها وجسمها بيتهز من البكا وفالاثناء دى سمعت اصوات حواليها...
شالت ايديها ومسحت وشها بطرف طرحتها وهى بتبص للناس بخوف ..اللى بيسألها مالك ...واللى يسألها ضاعت منك حاجه ...طب حد عملك حاجه ..طب تايهه ...وهى بس تهز فدماغها برفض ...
شافت وحده ست تطلع فالخمسينات بتوسع فالناس اللى حواليها ودخلالها بكباية ميه وشربتها وقعدت جمبها تطبطب عليها ...
الست :خلاص ياجماعه خلاص كل واحد يروح لحاله دى قريبتى جايه من البلد وكانت تايهه وبالعافيه عرفت تلاقينى ...متخافيش ياحبيبتى وصلتى ...
الناس فعلا ابتدت تمشى وليل بصت للست بنظرة تساؤل هى ليه قالت كده ؟
الست :متخافيش مشيتلك الناس عشان حساكى خايفه منهم ...انا اسمى فريال ..ام رحاب ..فرشتى اللى هناك دى ببيع خضار ...تعالى نقعد جمب الفرشه فالضله وخدى نفسك وقوليلى مالك ...
الست فريال قامت ومدت ايدها لليل وليل شافت ايدها ممدوده مسكتها بتردد وقامت وراحت معاها ..
قعدو الاتنين ...
فريال :هاه بقا قوليلى بتجرى من ايه وحكايتك ايه ؟ ....ليل ابتدت تحكى للست فريال حكايتها وكالعاده وثقت فوحده اول مره تشوفها وحكتلها قصة حياتها من الالف للياء بس مقالتلهاش انها حامل ....
فريال :الخيانه وحشه اوى ...اوسخ احساس فالدنيا احساس الخيانه دا انا حاسه بيكى ...المهم هتعملى ايه دلوقتى ولا هتروحى فين ؟
ليل :معارفاشى ..
فريال :هترجعى بلدكم ؟
ليل :هياجينى اهناك ويعرف طريقى وانى مش عايزاه يعرف طريقى ولا يشوفنى ولا عاوزه اشوفه حتى ..
فريال :ياحول الله يارب ...طيب بقولك ايه ..انتى تيجى عندى انا وبنتى لغاية ماتشوفى هتعملى ايه ورزقى ورزقك على الله ..
ليل :كتر خيرك ياخاله تشكرى ..انى هشوفلى اى موطرح اقعد فيه .
فريال :تشوفى ايه بس وانتى فحالتك دى وباين عليكى غلبانه وولاد الحرام كتير ...تعالى معايا انا عندى وليه ومرضلهاش تتحط مكانك ولو سبتك مشيتى مش هسامح نفسى خالص ...بس يلا ايدك معايا نغطى الفرشه بالخيش ....
وفعلا ليل غطت الفرشه مع الست فريال وطلعت معاها على شقتها المتواضعه اللى كانت عباره عن اوضه وصاله ومطبخ وحمام ..
فريال :رحاب ..بيبو تعالى فيه معايا ضيفه .
خرجت بنوته جميله من الاوضه وهى بتلف طرحتها على شعرها ..
فريال :تعالى تعالى مفيش حد غريب ..دى ليل ..هتقعد معانا كام يوم كده لغاية ماربنا ييسرلها امورها ...
رحاب بصت لامها باستغراب وردت على ليل بتحفظ :اهلا وسهلا ..تنورنا طبعا ...بس انتى تعرفيها منين ياماما ..معرفه قديمه مثلا ولا بنت وحده صحبتك اصلى اول مره اشوفها ..
فريال :لادا ولاادا ...ليل انا لسه مقابلاها من شويه وحكتلى حكايتها ولقيتها غلبانه اوى وصعبت عليا وقلبي ماطاوعنيش اسيبها فالشوارع تتلطم ...
رحاب بتهكم :لا اصيله يام رحاب ...عموما انا داخله اكمل مزاكرتى عايزه منى حاجه ...
فريال بصت لليل باحراج ورجعت بصت لرحاب :لا مش عايزه حاجه ...سابتهم رحاب ودخلت الاوضه ..
ليل: معلهش ياخاله انى همشى معاوزاشى مشاكل وزعل مابينكم الظاهر بتك مش راضيه عن وجودى معاكم ..
فريال :لا والله دى رحاب دى اطيب من الطيبه نفسها وبكره تشوفى ..هى بس بتستغرب ومش بتاخد على الناس بسرعه ، عشان كده تحسيها مدايقه ... خشى اتشطفى واغسلى وشك وانا هحضرلك لقمه تاكليها وشك اصفر وحالتك حاله ..
ليل هزت دماغها واتلفتت حواليها ..
فريال :الحمام من هنا ..وشاورتلها على الحمام ...
دخلت ليل الحمام وغسلت وشها وفتحت شنطتها وطلعت تليفونها اللى كانت عاملاه صامت طول الليل وهى مع جواهر عشان ميزعجهاش هى والبيبي ويصحيهم لما يرن وفتحته لقت غريب حارقه اتصالات وحتى جواهر رانه ..
بسرعه عملت نسخ لكل الارقام على العده وطلعت الخط وكسرته ورمته فى التواليت وشدت السيفون عشان عارفه ان غريب سهل جدا يوصلها عن طريق الخط دا وقفلت حساب الفيس .
فالاثناء دى فريال دخلت لبنتها الاوضه وقفلت الباب وراها واتكلمت بزعل :ايه يارحاب اللى عملتيه قدام البنيه دا يبنتى ...كده برضو تكسفيها وتكسفينى قدامها ؟
رحاب سابت القلم وبصت لمامتها :يعنى ياماما انتى شايفه ان اللى عملتيه دا صح ؟ تجيبى وحده من الشارع لانعرف اصلها ولافصلها ولا نعرف ايه حكايتها وتدخليها بيتنا وحياتنا ؟
فريال :هى حكتلى حكايتها وعرفتنى كل حاجه .
رحاب :ومين قالك وايش عرفك انها مش بتكذب عليكى بقا ياست فوفا ؟
مش يمكن تكون تبع عصابه ودى الطريقه الجديده اللى اخترعوها عشان يقدرو يدخلو البيوت وبعد ماتتأكد ان الناس نامت تخدرهم وتكلم ناس تيجى تدبحهم وتاخد اعضائهم بمنتهى السهوله واليسر ؟ ايه ياماما مش خايفه على اعضائك خافى على اعضائى انا ياستى.
فريال :بطلى هبل يابت انتى وقومى ساعدينى نحضر لقمه للمسكينه اللى بره دى ..وبعدين انا قلبي بيقولى انها مبتكدبش ومصدقاها ...وهتقلى ادبك معاها هعلقك فالمروحه ...يلا اتفضلى قدامى ..دى الدنيا لسه بخير يابنتى
رحاب قامت وهى بتتأفف :قومنا اهو ياستى لما نشوف قلبك دا هيعمل فينا ايه ...
خرجت رحاب مع امها على المطبخ وشافت ليل خارجه من الحمام ومن باب الزوق والمجامله ابتسمت فوشها وليل ابتسمت ابتسامه خفيفه وراحت قعدت فالصاله وحطت ايدها على دماغها وهى بتفكر ياترى الدنيا هتعمل فيها ايه اكتر من كده ...كل مره تقنع نفسها بعد كل وقعه ان مفيش وقعه اشد منها لكن الدنيا كل مره بتفاجأها بانها عندها اكبر واشد واقوى واصعب ...
شويه وخرجت رحاب من المطبخ شايله صينية اكل وامها خرجت وراها بكباية ميه وحطو الاكل بالصينيه على الارض ..
فريال :هتعرفى تقعدى على الارض ولا احط الاكل على طربيزه قدامك يابنتى ؟
ليل :له متتعبيش حالك ياخاله انى عاكل عالارض عادى ...وقعدت معاهم على الصينيه من باب الزوق لكنى حاسه بسدة نفس وحاسه انى مش طايقه اكل ولا اشرب وفضلت انقش فالطبق قدامى نقش وعامله نفسى عاكل وحاسه روحى بتطلع ...
فريال :كلى ياحبيبتى وارمى حمولك على الله وهو هيعدلك المايله .
ليل : ونعم بالله ياخالتى ...
عدى شهر وليل قاعده وسطهم واكتشفت ان رحاب طيبه جدا عكس الانطباع الاول اللى اخدته عنها ..
والست فريال دى بدون مبالغه اطيب خلق الله ولا يوم وحده فيهم حسستها انها ضيفه تقيله ولا وجودها وسطهم مدايقهم بعد ماعرفو ليل كويس واتاكدو اد ايه هى جميلة الروح وقلبها طيب والدنيا جت عليها كتير اوى ..
لكن مع ليل وعزة نفسها صعب عليها روحها وهى قاعده عاله عليهم فاقترحت على الست فريال اقتراح .
فريال :ياليل يابنتى تعالى اقعدى وارتاحى البيت زى الفل بتعملى ايه بس ؟
ليل :بغسل الطبقين اللى فالحوض دول وجايه اهه ...شويه وطلعت ليل من المطبخ شايله كباية شاى وبتمسح ايدها فهدومها وقعدت جمب فريال وادتلها كباية الشاى ..
فريال :ربنا يديكى الصحه والعافيه ويريح قلبك زى ماريحتينى وشلتى عنى تعب البيت ..
ليل :دانى لو اطول اشيلك جوا عيونى وفوق دماغى عاللى عميلتيهولى وعلى فتحت بيتك ليا وعلى طيب اصلك معاى ..وهيوبقى برضو شويه عليكى والله ياخاله
فريال :متقوليش كده ياليل دانتى بقيتى فمعزة رحاب بنتى وربنا العالم ...والله وماليكى عليا حلفان انا حبيتك من ساعة ماشفتك ودخلتى قلبي من غير احم ولا دستور ..
ليل :ربنا يعزك يارب ويخليكى ليا يااحن خاله فريال فالدنيا ....
المهم انى عايزه اقولك على فكره اكده ممكن تجيبلنا قرشين زياده واقدر اعملها وانى قاعده فالبيت بعد مااخلص اللى وراي ...
فريال :اخص عليكى ياليل وهو انا قصرت معاكى فحاجه يابنتى ...هى اه الحاله على ادها بس اهى مستوره ولقمه هنيه تكفى ميه واديها بتعدى .
ليل :اسمعى بس انتى فكرتى هتعجبك انا متوكده .
فريال : وايه هى بقا الفكره دى ياليل ؟
ليل :بصى ياخاله الستات اللى عتاجى تاخد منك الخضار تقوليلهم انك ممكن تجهزيهولهم عالطبخ وياجو ياخدوه جاهز ...
يعنى نقرطف الملوخيه ونجهزها عالطبخ ..نقمع الباميه ..نفصص البسله ونقطع الجزر ..نقور الكوسه والبيتنجان ..نفصص التوم ونحطه فبرطمان وياخدوه جاهز عالطبخ ..اكده يعنى ...وكمان ممكن نجيبو رقم وتكتبيه على يافطه صغيره وتعلقيه عالفرشه وتكتبى اللى عاوز خضار جاهز يتصل يحجز ويقول طلبه على الرقم ديه ؟
فريال مسكت كباية الشاى واخدت منها شفطه وسكتت ...
ليل :سكتى يعنى ياخاله ومقولتليش رأيك ايه ؟
فريال : تصدقى هى فكره حلوه يابت ياليل ...بس فيها تعب عليكى يابنتى وانا شايفه صحتك كل يوم فالنازل مش عارفه ليه ؟
ليل :معلهش ياخاله بس انى محتاجه اشتغل اى حاجه و مش هقدر اطلع اليومين دول ولا انزل الشارع انتى عارفه معداش غير شهر على غيابى عنهم وزمانهم لسه قالبين الدنيا علي ...
يوبقى مقداميش غير الحل ديه اطلع منه قرشين زياده ...وخصوصى ان فيه حاجه عايزه اقولك عليها ...انى حبله وهحتاج مصاريف فالفتره اللى جايه .
فريال شرقت فالشاى وبخت اللى فبقها قدامها وبصت لليل بخضه وذهول من الصدمه وضربت على صدرها وهى بتقولها بعلو صوتها :يلهوى حامل ؟ ازاى ...وليه مش قايله ..وحامل فكام شهر ؟
ليل : اقولك الصراحه ياخاله انى كنت ناويه انى انزله ...لكن بعد اللى حصل قولت اجيبه للدنيا واعيش ليه ورزقى ورزقه عالله ودلوك ادينى فالرابع وقرب يخلص .
فريال..تنزليه دا ايه دا كمان ..داكفر يابنتى بنعمة ربنا ولو كنتى عملتى كدا كان حسابك بقا عسير عند ربنا ..وبعدين تعالى هنا قوليلى وحده زيك جوزها مرتاح واموره تمام تموت ضناها ليه ...خايفه عليه من الفقر ولا خايفه عليه يتلطم فالدنيا ؟ دا حتى لو كان كده ربك هو اللى بيرزق ...
ليل :الحكايه مش اكده ياخاله ..الحكايه انى خايفه اخلف عيل ويطلع شبهى والناس متبطلش معايره فيه بوحاشته .
فريال:وماله شكلك بقا انشاء الله ؟ طب انتى تعرفى ان شكلك اللى مش عاجبك دا ربنا مميزك بيه عن غيرك عشان غايه ميعرفهاش غيره ؟
هاه قوليلى بقا انتى فالشهر الكام ؟
ليل :فالرابع.
فريال استغربت و بصت على بطن ليل بصدمه :رابع ايه يابنتى دى بطنك بطن وحده شبعانه ولافيكى بطن ولا باين عليكى حمل ؟
ليل :انى معتطلعليش بطن فالحبل ..امى كانت تقولى العيل بيسكن جنابك ومعتطلعلكيش بطن .
فريال :وكل المده دى ومتقوليليش ولا تعرفينى ؟ اخص عليكى ياليل ..وشايله شغل البيت كله على دماغك ولا متكلمه ...ربنا يسامحك .
ليل :هو فين الشغل اللى عتتحدتى عنيه دا بس ياخاله دول كام طبق عغسلهم كل يوم وهبابة طبيخ وهدمتينى انى وانتى ، ورحاب فمدرستها الداخليه معتجيش غير خميس وجمعه وكل ديه معياخدش معاى ساعتين وباقى النهار عقعد فاضيه .
فريال بصت بعيد بتفكير
ليل :عتفكرى فايه متفكرى بصوت عالى وتسمعينى ياخاله .
فريال :انا موافقه على فكرة تجهيز الخضار ..بس من هنا ورايح ملكيش دعوه بشغل البيت خالص ...هما بس حبة الطبيخ بتوعك اللى مش هعرف آكل غير من تحت ايدك بعد ماتعودت على اكلك وطعامته وغير كده لا ..فاهمه ؟
ليل :ربنا يسهل ..بس اهم حاجه من بكره تعرفى النسوان بحكاية تجهيز الخضار ديه .
فريال :متخافيش دى الستات اغلبها يتشتغل وموظفه فالمنطقه بتاعتنا وماهيصدقو يلاقو حاجه زى دى ..
وبالفعل من تانى يوم الست فريال اشترت خط لليل وابتدت تعرف الستات بفكرة ليل وابتدا يجيلها طلبات كتير تجهيز خضار...
وبقى يجيلها مبلغ مش بطال من الشغلانه دى وحست انها مبقتش عاله وبتقدر تساهم فمصروف البيت حتنها ارتاحت ...
شويه شويه ليل اتعرفت وكام مطعم من القريبين عليها بقو يكلفوها تجهزلهم خضار الشغل وشافو ان دا ارخص من انهم يجيبو عامل مخصوص لتجهيز الخضار وياخد مبلغ وقدره آخر الشهر ..
ابتدت الايام تمر وشهر ورا شهر ليل بطنها تعلى وخوفها يكبر وحتى كشف على نوع الجنين مكشفتش وسلمت امرها بأيد ربنا ورمت حمولها على الله ...الفلوس اللى بتكسبها كانت بتقسمها بالنص ..
نص ليها ونص تديه للست فريال بعد منازعات ورفض من فريال بس فالاخر ليل تهددها انها لو مأخدتش منها الفلوس هتسيبلها البيت وتمشى وفريال تخاف احسن ليل تعملها وتمشى وهى فحالتها دى وملهاش حد وتاخد منها الفلوس على مضض ..
طول الفتره دى ليل كانت بتمثل القوه والثبات وهى من جواها اضعف بنى آدمه على وش الارض ...بتتحامل طول النهار على نفسها بس اول ماييجى اليل وتدخل اوضتها تخلع توب القوه ويظهر ضعفها وتفضل تبكى وتون طول الليل بألم وهى باصه لصورة غريب اللى فتليفونها وبتعاتبه على اللى عمله فيها وعلى كسرته ليها اللى مابعدها كسره ..
كانت تنام بعد ماتتعب من كتر البكا لكن صورته وصوته وجرحه ليها مكانش بيسيبها وكان بيطاردها حتى فاحلامها... وساعات نومها تتحول لكوابيس مع الوقت ابتدت تسلم ليها وتتعود عليها ...
فكرت كتير تكلم جواهر لكنها عارفه ان جواهر لو عرفت اى حاجه عنها هتقول لقاسم وقاسم اكيد مش هيخبى عن غريب .. استحملت بعدها عن جواهر وداست على قلبها وسابت نفسها لالم الفراق يطحن فى روحها ..
برغم زعلها منه وجرحه ليها اللى لسه بينزف الا انها مقدرتش تمنع روحها انها تطمن عليه كل يوم عن طريق صفحته عالفيس من حسابها الجديد اللى عملته .
تتابع منشواراته حالاته الحزينه وكلامه اللى لو حد سمعه يقول عليه مجروح مش جارح..
طول الوقت كانت جواها حاجه بتقولها ان حب غريب ليها مكنش وهم وكل كلامه ليها كان بيبقا طالع من قلبه ...لكن يرجع منظر اميره وكلامها واللى عمله يقضو على كل حاجه حلوه كانت بينها وبينه فيوم من الايام ...خلاص غريب اصبح بالنسبالها اسم على مسمى ..غريب .
كانت كمان متابعه صفحة جواهر وحاسه بوجعها من بُعدها عنها من خلال منشوراتها ..
وكل مره تضعف وتدخل خاص وتكتبلها لكن تتراجع فآخر لحظه وتمسح كل الكلام وتقفل حسابها وتليفونها ..
فضولها غصب عنها خلاها تدخل صفحة اميره هى كمان وتراقبها ...اد ايه اتجرحت وبكت واتألمت فاليوم اللى اميره اعلنت جوازها من غريب وعملتله اشاره على صفحته والناس كلها بقت تباركلهم ...يومها ليل ضغطها رفع ودخلت المستشفى ومطلعتش منها غير تانى يوم وهى حاسه ان آخر ذرة تحمل وقوه فقلبها اختفت ..
دخلت الاوضه وحطت ايدها على بطنها وحلفت انها مش هتستنى حاجه من الدنيا غير اللى فبطنها وهتعيش بيه وليه مهما كان شكله او لونه المهم انه هيكون حته منها ولايمكن هيخونها اويتخلى عنها ويروح لغيرها فيوم من الايام ..
عدت الشهور وخلاص ليل دخلت فشهرها ومتوقعه الولاده فأى لحظه ومش فبالها خالص انها هتقابل اكبر مشكله مفكرتش فيها وهى انها ازاى هتكتب ابنها باسم ابوه وهى ولا معاها صوره من بطاقته ولا حتى صوره من قسيمة الجواز ..
واول ماالست فريال نبهتها للنقطه دى..ليل انهارت تماما بعد ماحست انها واقفه عاجزه قدام اختيارين كل واحد فيهم اصعب من التانى اولهم انها عشان تكتب المولود باسم ابوه لازم تلجأ لابوه ...
وتانيهم ان ابنها يفضل كده من غير اسم ولا اسم عيله ويتقال عليه ساقط قيد وغير كده ممكن يتقال عليه فالحاله دى ابن حرام ..
النوم جافاها والقلق والخوف مسكها وقررت انها هتطلب مساعدة جواهر فالحكايه دى واللى يحصل يحصل بقا ...
نزلت فيوم بعد ماقالت للست فريال عاللى هتعمله وفريال ايدتها وشجعتها عشان مصلحة ابنها او بنتها ..نزلت ليل واخدت تاكسى وقالتله على عنوان عمارة جواهر وبعد ماوصلت تقريبا فجأه زعقت فالسواق ...وقف عندك ياسطى .
وادتله عنوان شقة غريب ...
لف السواق ومشى بيها على العنوان وكل مايقرب قلبها يدق بعنف كأنه هينفجر فصدرها من التوتر ...
طلبت منه يقف على اول الشارع ولما اتأكدت ان عربيته مش موجود طلبت من السواق يتقدم ومدت ايدها على شنطتها واتأكدت لآخر مره ان مفتاح الشقه موجود قبل ما تنزل وتدخل بسرعه على اوضة البواب وهى لافه طرف طرحتها على وشها ...
خبطت خبطتين وفتحت الباب ودخلت بسرعه قبل ماتسمع اى رد وام مصطفى اللى كانت نايمه قامت مخضوضه وبتزعق ..انتى مين ..وداخله عليا كده ازاى ؟
ليل شالت الطرحه من على وشها ..انى ليل ياخاله متخافيش .
:ست ليل ؟ عاش من شافك يابنتى ...تعالى قربي اقعدى .
ليل :انى مجاياشى اقعد ياخاله انى جايه واقعه فعرضك ومروتك ...انى حبله وعلى وش ولاده خلاص وغريب مراضيشى يكتب العيل باسمه ومعارفاشى اعمل ايه ...
:غريب بيه يعمل كده ازاى!
ليل :يرضيكى ياخاله ولدى ولا بتى يطلع للدنيا يقولوله واد حرام وهو ابوه عايش وكد الدنيا ؟
ام مصطفى :لا يابنتى طبعا لايرضينى ولايرضى مخلوق ولا يرضى ربنا حتى .. بس انا فأيدى ايه اعملهولك ياحبيبتى
ليل :فيدك ياخاله ...فيدك متخليش المسكين ديه يتولد يتيم وابوه على وش الدنيا ...مش طالبه منك غير طلب واحد ...غريب فشغله دلوكيتى ...عايزاكى تساعدينى انى اطلع الشقه وانى معاى مفتاح ..اجيب صورة بطاقته وقسيمتى وامشى طوالى من غير ماحد يحس ولا يعرف ..
ام مصطفى بخوف :لا لا ياست ليل كله الا كده دى مسئوليه ولو اخدتى اى حاجه من الشقه محدش هيلبسها غيري انا وجوزى وابنى ..وانتى عارفه غريب بيه ممكن يودينا فداهيه .
ليل :والله ماهتغيب ايوتها حاجه ولا هاخد حاجه غير بس اللى قولتلك عليهم ...وعشان تتوكدى تعالى اطلعى معاى وشوفى كل حاجه بعينك .
ردت عليهابحيره :طيب بس حتى لو هو مش موجود مهى مراته موجوده فوق ؟
ليل اول ماسمعت كلمة مراته دى مستحملتش وقع الكلمه على ودانها وقعدت على الكنبه بضعف ...هو امسكنها اهنه فالشقه ...
:امال هيسكنها فين يعنى يابنتى ...بس تعرفى فرق السما والارض بينك وبينها والله .
ليل بابتسامة تهكم :عارفه انها احلى منى بكتير قوى .
: حلاوة ايه يابنتى الحلاوة حلاوة الروح واللسان وست اميره دى واخدها كبر النفس اوى.
ليل باحباط : معلهش بس لايقين على بعض هى وهو ...المهم دلوك يعنى ايه مش هعرف اطلع الشقه منها ؟ قاعده ليل نهار معتنزلشى واصل ؟
:لا بتنزل كل كام يوم تجيب طلبات وبقالها كذا يوم منزلتش يمكن تنزل بكره ولا بعده ..بصى انتى تروحى دلوقتى وتدينى رقمك وانا اول ماتنزل علطول هرن عليكى...
ولو مسافتك مش بعيده عن هنا تيجى بسرعه تاخدى اللى انتى عاوزاه وتمشى ...هى بتغيب ساعه ولا ساعه ونص كده ...بس والله ياست ليل لولا مانتى طيبه وبنت حلال وانا عارفاكى كويس ماكنت ساعدتك ولا ورطت نفسى معاكى ...
ليل :ربنا يخليكى ليا ياخاله ..وانى والله ماهنسى جميلك دا طول عمرى .
مخلصوش كلام والاتنين سمعو صوت اميره بتنادى على ام مصطفى من مدخل العماره ...الاتنين بصو لبعض وارتبكو ...ام مصطفى شاورت لليل عشان تهدى لما شافت الخوف سيطر عليها وطلعت لاميره اتكلمت معاها كلمتين ودخلت تانى عند ليل بسرعه واول ماشافت ليل ابتسمت ..
مش بقول انك بت حلال مصفى ..
اهى نازله تجيب طلباتها اهى وهتاخدنى معاها عشان اعينلها الاكياس ...
اطلعى يابنتى وخدى طلبك واللى يحصل يحصل ...بس متطلعيش فالاسانسير فيه كاميرات وكمان دارى وشك وانتى طالعه قدام شقة استاذ وجيه اللى فالدور التانى عشان حاطط قدامها كاميرا برضو .
ليل هزتلها دماغها بالموافقه وبمجرد ماتأكدت انهم مشيو طلعت وهى مغطيه وشها على الشقه بسرعه وفتحت الباب بارتباك ودخلت بسرعه وقفلت الباب وراها ...غمضت عنيها وفتحتهم تانى وعنيها راحو على كل ركن فالشقه ...كل حاجه متغير مكانها ..كل زاويه ليها فيها زكرى حلوه مع غريب اتبدلت...حست بحنين على الم على خنقه احاسيس كتير خلتها مش قادره تتنفس ...
مسحت دموعها اللى ملت وشها ودخلت بسرعه على اوضة النوم وغمضت اول ماعينها جات على السرير فالمكان اللى كانت قاعده فيه اميره ..راحت على الدولاب وفتحته وراحت على الخزنه وضربت الرقم وابتسمت وهى شايفه الرقم متغيرش والخزنه فتحت بنفس تاريخ جوازهم ..
دورت فالاوراق لغاية مالقت القسيمه بتاعت جوازهم ودورت تانى ولقت صورة بطاقه لغريب واخدتهم ورجعت الورق مكانه بسرعه وقفلت الخزنه وخرجت من الاوضه ...كانت هتخرج من الشقه لكنها رجعت تانى ...رجعت تبص على السرير على حاجه من هدومه فيها ريحته لكنها ملقتش ..راحت على الحمام واستغربت وهى شايفه سلة الغسيل مليانه بهدوم غريب الوسخه وباين انها لها مده طويله اوى فالسله..
غريبه! ..مش هى دى هدوم غريب اللى اميره مكنتش بتسيبها الا وهى غاسلاها وكاوياها ؟ سايبه الهدوم دى كلها من غير غسيل ليه ...هزت كتافها باستغراب وقربت من السله ومدت ايدها اخدت تيشرت من بتوعه وقربته من وشها واخدت نفس عميق كان عامل زى قبلة الحياه بالظبط بالنسبالها ...خلى قلبها يرجع يدق من تانى ويتنطط بين ضلوعها لزكريات الريحه دى وتأثيرها عليها ...حطت التيشرت جوا شنطتها وطلعت جرى وغطت وشها ونزلت ودى كانت اول وآخر مره تدخل فيها شقتها هى وغريب من بعد اللى حصل ...
رجعت وهى حاسه بفرحه بانتصارها الصغير بس فنفس الوقت محمله باطنان من القهر وخيبة الامل وكسرة النفس ...اصعب حاجه لما تبص تلاقى نفسك غريب فمكان كان مملكتك وكل دنيتك ...وغريب بالنسبه لاشخاص كانو هما ملاذك الوحيد وسكنك وسكينتك وراحتك النفسيه ...
فضلت يومها جوا اوضتها قافله على نفسها الباب مستسلمه لدموعها وحاسه بالوجع بيغزو كل جسمها بسبب جروحها اللى اتفتحت كلها من تانى وكأن اللى حصل واللى شافته لسه حاصل من سعات قليله ...
فضلت فاوضتها لتانى يوم من غير اكل ولا شرب مهما حاولت معاها الست فريال كانت ترفض تخرج تاكل او حتى تفتح الباب ...بس تانى يوم الضهر فتحت الباب وكانت بالعافيه قادره تقف وسانده على الباب بأيد والايد التانيه حطاها على بطنها
فريال قاعده فالصاله واول ماشافت حالة ليل قامت مخضوضه وجريت عليها :
ليل ..الحقينى ياخاله باينى عولد ..قالت جملتها دى وبعدها صرخت من الالم ..
فريال: هتولدى ازاى دلوقتى وتجيبى حيل منين وانتى بقالك يومين مدوقتيش الزاد هاه ...اه يامين يلايمنى على دماغك الناشفه دى وانا ادغدغهالك ..
ليل بصرخه :مش وكته ياخاله همووووت..
فريال اخدت ليل وجريت بيها على المستشفى ومعداش وقت كتير ودخلوها كشك الولاده ..
الخوف سيطر عليها ومع كل طلقه كانت بتدعى ربنا يجبر بخاطرها واللى هتجيبه ميطلعش شبهها ...فلحظه حست بان روحها بتطلع ومع الاحساس دا سمعت صوت صغنن بيبكى ...ابتسمت بضعف وغمضت عنيها وقلبها رفرف وفتحت عنيها لما حست بتقل على صدرها وشافت الدكتوره حطت المولود فحضنها ..
الدكتوره :بنت زى القمر ..
ليل ابتسمت وهى بتحط ايدها عليها وهى مغمضه عنيها من التعب وحست بسعادة الدنيا وهى حاضنه حتة منها ومن غريب ..
اخدوها منها عشان يلبسوها ولحد دلوقتى مبصتش فوشها ولا شافت شكلها وقررت انه مهما يكون شكلها هتحبها وهتحسسها انها احلى بنت فالدنيا دى كلها ...
البنت مبطلتش صراخ من الجوع بسبب ان ليل كان ليها يومين مأكلتش وخرجوها لفريال اللى مكانتش عارفه تعملها ايه لكنها اتصرفت وخلت وحده اشترتلها اعشاب من الصيدليه وببرونه وادتهم لعامله من العاملات تعمل للبنت رضعه على ماتطلع مامتها من كشك الولاده لولا مالبنت سكتت ونامت ..
شويه وطلعو ليل من كشك الولاده ودخلوها الاوضه اللى فيها الست فريال والبنت الصغيره ونيموها على السرير ..
فريال :الف حمداله على سلامتك ياست البنات ...اللى جابلك يخليلك ..
ليل مدت ايديها لفريال بضعف بعد مااتعدلت نص عدله واتكت على السرير :هاتيها ياخاله ..
قامت فريال بالبنت وادتهالها ...سمى يا حبيبتى
ليل سمت باسم الله وشالت البنت وابتسمت وهى بتشوف ملامحها ...صحيح سمره بس ملامحها جميله اوى ..نفس ملامح ابوها بالظبط ..نفس الغمازات لما حركت بوقها ..مدت ليل ايدها وفتحت عينها وضحكت بفرحه وهى شايفه نفس لون عين غريب ...ضمتها ليها وفضلت تضحك وتحمد ربنا بسعاده انه مخذلهاش وحققلها امنيتها وجبر بخاطرها وخاطر بنتها ...
فريال :انا هنزل اجيبلك فرخه ترم عضمك ..هتقدرى تخلى بالك من البنت ولا اندهلك وحده تقعد معاكى لحد مارجع ..
ليل:له ياخاله معاوزاشى وكل ولا حاجه ...خليكى قاعده .
فريال :كلام ايه دا ياليل يابنتى ...انتى نفسه ولازم تاكلى عشان تحنى لبن لبنتك وتغذيها ...يلا حطيها على صدرك تاخد السرسروب عبال مااجيلك ..مش هغيب عليكى متقلقيش ...
وفعلا ليل حطت بنتها على صدرها وابتدت ترضعها وفريال مغابتش كتير ودخلت عليها ...عوقت عليكى
ليل :له ياخاله معوقتيش ولا حاجه ..
فريال فتحت الاكل لليل وسمت على البنت اخدتها منها وليل ابتدت تاكل ...
فريال :هتسميها ايه ياليل ؟
ليل ابتسمت :هسميها نجمه ياخاله .
فريال :الله اسم حلو وجديد محدش كتير مسميه .
ليل: تانى يوم خرجت من المستشفى واخدت الاوراق اللازمه واخدت نجمه معايا ورحت سجلتها وساعتها بس قلبي ارتاح لما اتكتبت باسم ابوها ..
رجعنا للبيت ومن يومها ونجمه نورت حياتى وكانت شعاع النور اللى بدد ظلام الليل ..
بصراحه الكل كان فرحان بنجمه ..خالتى فريال ورحاب اللى كانت عاملاها زى اللعبه الخاصه بيها كل ماتيجى من المدرسه بتاعتها خميس وجمعه تاخد نجمه ومتسبهاش من حضنها غير لما نجمه تعوز تاكل وبعدها تاخدها تانى، الكل اتعلق بيها وملت علينا الدنيا
وانا وسط الناس دى حسيت انى وسط اهلى بجد ..بصراحه خالتى فريال كانتلى نعم الام واحتوتنى واحتوت بتى بحنانها وطيبة قلبها ..
ومن يوم ماعرفتها واتأكدت ان دعوة امى اللى كانت دايما تدعيهالى اتقبلت ..روحى يابنتى ربنا يوقفلك دايما ولاد الحلال ..
رحاب كمان بقت بالنسبالى اخت ..زى جواهر بالظبط ..برغم من انها اصغر منى بسنتين وشويه ...الا انى بحس ان عقلها كبير وفاهمه كل حاجه ...هى فسنه تالته ثانوى ازهرى وقاعده فداخليه مع البنات عشان مدرستها بعيده
بتيجى خميس وجمعه يومين بس فالاسبوع بس بتملا علينا البيت فيهم بهزارها وخفة دمها وعفرتتها ...هى ونجمه اتعلقو ببعض جدا لدرجة انى حاسه نجمه لو خيروها بينى وبين رحاب هتختار رحاب ههههههههه
نجمه كان عندها سنه ونص تقريبا فالوقت اللى حياتى اخدت منعطف جديد ..
حسيت ان الفلوس اللى بقت تجينى من تجهيز الخضار مبقتش بتكفى ..او كانت يادوب تكفى مصاريف نجمه لوحدها بعد ماادى نصهم لخاله فريال ..
قررت انى اشوفلى شغلانه تانيه جمب شغلى ده ...بس كانت الحيره هشتغل ايه وهسيب نجمه ازاى وانزل شغل وخالتى فريال يادوب على قد شغلها ووقفتها على فرشة الخضار ..لغاية مافيوم نزلت العصريه انى ونجمه نقعد جمب خالة فريال جار الفرشه وجه واحد لخاله فريال :
الراجل : وحياتك ياخاله لو سمحتى متعرفيش المطعم دا بيفتح امته ؟
فريال :معرفش يبنى والله بس دا قافل بقاله يجى اسبوع ومش عارفه اذا كان هيفتح تانى ولا اتقفل خالص واصحابه فتحوه فمكان تانى .
الراجل :خساره دا اكله كان حلو اوى دنا بجيله من آخر الدنيا ...يلا عموما متشكر اوى ..
فريال :الشكر لله يبنى على ايه ..
وساعتها جاتنى فكره خطيره وانا باصه للمطعم الى لما كان فاتح كانت الناس بتبقى عليه طوابير اللى يدخل ياكل واللى ياخد سفرى ...
طب ليه له وانى وكلى حلو وكل اللى داقه يشكر فيه ؟ مخمخت الموضوع فدماغى وشورت على خالتى فريال ونفذت بسرعه عشان التأخير مش فصالحى .
كتبت يافطه بان المطعم بقا دليفرى بس اكل بيتى على حسب الطلب وحطيت رقم تلفونى عليها بدال رقم تلفون المطعم اللى كان على واجهة المطعم ...
سألت على الاسعار بره وعرفت كل حاجه ومع شهرة المطعم ابتدت الحجوزات تجينى من تانى يوم بصراحه مكانش حداى سيوله تكفى انى انزل اجيب ديك رومى وعشر تجواز حمام وخمسه كيلو لحمه واطبخهم مره وحده ...
حسيت بعجز لكن بصيت لقيت الست فريال جايبالى فلوس وبتحطهم فأيدى ..
ليل :ايه دول ياخاله؟
فريال :دى الفلوس اللى بتديهانى من ساعة ماجيتى ..كنت باخدك على اد عقلك واخدهم منك لكن كنت بعينهملك للزمن
ليل :وليه عميلتى اكده ياخاله الفلوس دى كنت عديهالك عشان تتوسعى بيها وتجيبى لرحاب اى حاجه ناقصاها ..
فريال :اول هام رحاب مش ناقصها حاجه ومتعوده تعيش على اد ظروفنا من ساعة ماابوها ربنا افتكره ...تانى هام انا كنت بزعل منك بس مكنتش ببين عشان مدايقكيش ..عشان انا من يوم مادخلتك بيتى وانا اعتبرتك زى رحاب بنتى بالظبط واعتبرت نفسى خلفت بنتين مش بنت وحده ..ويعلم ربنا بنتك نجمه فغلاوة ولد الولد عندى، وبعتبر نفسى ستها ام امها ...
وكل مره كنتى بتدينى فيها فلوس كنت بحس انك مش بتعتبرينى امك زى منا بعتبرك بنتى .
ليل :ياخبر ياخاله ...والله والله انتى غلاوتك عندى ماليها حدود ويعلم ربنا ععتبرك كيف جنه وانى حكيالك وعارفه جنه تبقالى ايه وغلاوتها فقلبي عامله كيف وانتى عارفانى معكدبشى ..
فريال :طب وحياة جنه لانتى واخده الفلوس دى وبادئه بيهم شغلك الجديد وربنا يجعله فاتحة خير وباب رزق جديد ليكى ويطعمك منه الشهد انتى وبنتك يارب .
ليل حضنتها وباستها وشكرتها على كل حاجه عملتها معاها مع ان كل كلام الشكر اللى فالدنيا ميوفيش الست دى حقها .
بدأت الشغل ومن يومها وربنا فتحها عليا من وسع ..
وكلى كل اللى ياخد منه مره لازمن عيرجع تانى ...الوكل اللى اعرفه عطبخه واللى معرفهوشى كنت عجيبه من عالنت واعمله ويطلع من تحتى يدى ولا اجدعها شيف يعرف يعمله ...ودا مش كلامى دى شهادة كل اللى عيدوقه ...
الامور اتحسنت والشقه اللى قصاد شقة خاله فريال مستأجرينها طلعو وقررت انى اتأجرها انى
وخصوصى انى عايزه موطرح مختصر عشان اعرف اشتغل براحتى فالليل فالنهار اكركب فالحلل براحتى ومخافشى انى اصحى خالتى فريال ولا رحاب وادايقهم وخصوصى ان وحده عتكون شقيانه طول النهار ومعتصدق الليل ياجى عليها عشان تريح جتتها والتانيه عتبيتها ليله وحده بس فالبيت وعيبه لو معرفتش تنامها زين ...
خدت الشقه وكانت عتبتها خضره علي وعلى بتى ...الشغل وسع وطلبت من خاله فريال انها تسيب الفرشه وتقعد معاى وتساعدنى فالطبخ او تاخد بالها من نجمه وانى اطبخ ووافقت لما شافت ان مكسب الطبخ اكبر واحسن من بيع الخضار والمناهده وحسها اللى بيروح من كتر مابتنادى عالخضار ...وحسيت انها ارتاحت كتير وديه حاجه ريحتنى نفسيا ..
مره قاعده مع رحاب وعنتحدتو عادى فيوم اجازتها وكانت جايبه معاها ورقة دعايه لعياده فاتحه جديد وسمعتنى وانى ماسكه الورقه وعقراها بصوت عالى ..
رحاب :والله اللى يشوف مستوى قرايتك دا ياليل مايصدق ابدا انك مدخلتيش مدارس .
ليل :ههههههه كله عيقولى اكده ...البركه فجواهر حبيبتى هى اللى علمتنى الله يمسيها بالخير موطرح ماقاعده .
رحاب :طب انا عندى فكره ..انتى ليه ماتتعلميش ياليل وتبقا معاكى شهاده
ليل :بعد ماشاب ودوه كتاب ؟
رحاب :افهمى بس ...انتى هتقدمى عشان تمتحنى محو اميه ..هتمتحنى وتنجحى فيه علطول ودى بمثابة شهادة ابتدائيه وهتاخديها فخلال تلات شهور ...وبعدها هتقدمى فاعداديه منازل وتجيبى الكتب تزاكرى فيهم فالبيت هنا وانا واثقه هتفهمى كويس اوى ..ولو حاجه وقفت معاكى خدى فيها درس وهتبصى تلاقى الايام بتعدى وانتى بقيتى بشهاده وانتى قاعده فبيتك ومرتاحه ومية فل وعشره ...انتى متعلمه بس عايزه الشهاده اللى تثبت دا ودى مش صعبه عليكى ...
ليل بتفكير :اشوف
رحاب :مفيش شوف متشوفيش انتى انا شوفت مكانك وخلاص ..
ومن يومها ابتدت رحلتى مع التعليم وقسمت وقتى بين شغلى اللى بحبه وبيجبلى فلوس حلوه قوى ..وبين بتى وقرايتى..
برغم وجود نجمه اللي كانت ماليه عليا كل حياتي وشغلي ودراستي ووقتى اللي دايما مشغول الا اني حاسه بفراغ جواي، حاسه ان في هوه في قلبي ،حاسه قلبي بقى اجوف في حاجه ناقصه في حياتي ومتاكده ان النقص ده مفيش حاجه هتقدر تكمله غير وجود غريب في حياتي واننا نرجع زى الاول .. عارفه انها امنيه مستحيله لكن الامنيات هتفضل دايما تتخطى حدود المستحيل...... منكرش اشتياقي ليه رفرفة قلبي عليه وما كانش حيلتي حاجه عطفى بها شوقي ديه
غير انى ادخل حسابه على فيسبوك كل ليله واشوف هو كاتب ايه وامني نفسي ان كل كلامه كاتبه ليه انا وعشانى
ما اعرفش ايه جرالي فاول مره طلع فيها لايف واتكلم بصوته حسيت حيلى كله باد و قلبي وجعني وانا شايفه شكله تعبان ..تحت العيون اسود والوش ضعيف ..استغربت . مش هو ده غريبي ..ابتدت دموعي تنزل وانا شايفه واحد ثاني قدامي بس قلت لحالي اوعى تصدقي ان اللي هو فيه ده عشانك انتي ده اكيد ضميره عذبه على اللي عمله فيكي ما هو عذاب الضمير مش سهل بردك... صحيح صعب علي بس ما اقدرش اقول اني مسامحاه ولا اقدر اقول اني لسه كارهاه بنفس الدرجه... اني حاسه نفسي محبوسه بين احساسين مختلفين.
وبرغم كل السنين دى الا ان لسه جرح غريب ليا لجمه فقلبي وجمر كل ماريح الشوق تهب عليه يوهوج من تانى ....
إلي هنا ينتهي الفصل الثالث من رواية فرعون ج 3 بقلم ريناد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا