رواية في ظلمة بيجاد بقلم كنزي حمزة - الفصل الحادى والعشرون
تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية مصرية
رواية في ظلمة بيجاد بقلم كنزي حمزة - الفصل الحادى والعشرون
اسرع في خطاه للخارج حتى توقفت قدماه امام جدار المخزن يستمع الي صراخها ونداء عمه بأسم ابنته وكأنه يراها هي في هذا الموقف
مهران: ب يجااد ال حق فرح يا بيجااد
بينما هي كانت تصرخ تنادي حبيبها الذي ذهب إلى المكان الوحيد الذي لا يمكن أن يعود إليها منه.
ساره: لااااء حرام عليكم زياد سيبتني ليه لااااء يارب يا رب
لا يعلم لماذا شعر بتلك الغصه تضرب قلبه وكأنه يرى اخيه يقف أمامه يلومه على ما يفعله بها
واذا به يجري مره آخري للداخل تفاجئ بصديقه وهو يحاول ان يمزق ملابسها من عليها وبرغم انها مقيده الا انها تحاول أن تتشبث بها جيداً
دفعه بقوه بعيداً عنها وسط نظراتها الحارقه له و صراخها ودعائها عليه
انت لا يمكن تكون اخوه ياريتك انت اللي كنت مت وهو عاش
وقف حسن يحاول ان يظبط من تنفسه وصدره يعلو ويهبط بشده
الله ليه قلة المزاج دي بقي يا صاحبي
اطلع بره يا حسن
اندهش صديقه مما قاله وخرج وهو يعدل من ملابسه
نظر هو إليها واقترب منها بهدوء وانحني بجزعه بالقرب منها
ارتعبت مره اخرى وتحاشت النظر في عينه المرعبه
خاشية من أن يفعل هو الاخر اي شئ يذلها به اكثر من ذلك
ولكنه مد يده ليتمسك بيدها واذا به يحل قيودها وتركها وذهب سريعاً دون أن يتفوه بأي كلمه
استمعت هي الي هذا الباب العتيق وهو يغلقه من الخارج وهكذا علمت انها أصبحت سجينة في حضرة
بيجاد
///////////////////////////////
بدموعه السائله على وجهه نداها لتقترب منه
ف رح سامحيني يا بنتي ااانا السبب في كل ده
بيجاد ليه حق يعمل أكتر من كده كل الكره اللي عنده ده انا اللي زرعته فيه يا فرح
كانت في ابشع موقف ممكن ان تتعرض له أي أنثى ملابسها ممزقه وملطخه بلاتربه وشعرها اشعس
عيناها تزرف الدمع بغزاره ووجهها ملطخ بالدماء تشعر بعلامات الاعياء والألم تجتاح جسدها بالكامل
ولا تقوى حتى أن تقف على قدميها
جست على ركبتيها لتسحب حجابها سريعاً ما مسحت به جبينها ووجهها من الدماء ثم لفته حول شعرها
واثقلت رأسها بجانب الجدار وهي تهمس له بشهقات هامسه
انا مش فرح يا عمي مهران انا ساره بنت صاحبك
اللي ربنا أخده وريحه وسابني انا للعذاب
وكأنه لم يستمع لما قالته وظل يناديها
فرح تعالي قربي مني انا ابوكي سامحيني يا فرح
بجسد ممتلئ بالكدمات زحفت اليه لتضع رأسها بجانب فراشه ووضع هو يده على جبينها وظل يبكي بصوت مرتفع
علت شهقاتها ايضاِ وظلت تناجي ربها
يا رب يا رب يا رب
جري الي غرفة اخيه سريعا بعد أن استمع إليهم امسك صورته بين يديه وهو يبكي بشده وتحدث معه
شكلها بريئة اوي يا زياد مش ممكن تكون غداره زي ما قولتلي ليه ضيعت نفسك ومش سمعت كلامي يا اخويا
لاء انا اللي كنت غبي وضيعتك من ايدي كان لازم اقتلو من يوم ما قتل فرح
والحيه اللي تحت دي مش هتقدر تضحك عليا ببرائتها
دي براءة الافعى الي سحبتك بيها وبعد كده لدغتك في قلبك يا حبيبي لكن انا هحاربهابنفس سلاحها لحد ماقطع ليك رأسها بالكامل
//////////////////////////////////
ظلت رأسه متخبطه طيلة اليومين الماضيين ولكنه تجنب الظهور والمواجهه مره ثانيه ليس خوفاً عليها بل بِدأً في تنفيذ خطته التي لايعلمها أحداً غيره
الكل يطيع اوامره دون أن يسأل حتى صديقه حسن
ماكان منه إلا أنه يرضخ لكلامه ويختفي عن الانظار هو وجميع الرجال
بعد أن علم بنزول الشرطه الي البلده وتمشيطها رأساً على عقب حتى يصلو الي اي خيط يصلهم للجناه في تلك الحادثه المفجعه دون جدوي
كان يعيد حساباته ويشغل نفسه بأعماله يهتم بأبنه جيداً ويتأقلم مع حياته المعتادة نهاراً
وفي المساء يجلس بالخارج مع حارسه الأمين ليخبره بكل ما يدور عندها فهو الوحيد الذي يأتمنه على الدخول نحوها دون أن يرتاب في أمره
لكن ما أشعل قلبه لهيباً انها بدأت تمرض ذلك الكهل المريض وتداوي قرحاته الفراشيه وترفق بحاله
جلس على الاريكة الخشبية في هذا الهواء القارص يستمع الي ذلك المنحنى أمام مشعل النيران يوقده
له وهو يحتسي كوب من الشاي
والله يا سي بيجاد زي مابقولك إكده هي من ساعة ما سعديه مرتي مادخلت سترتها بجلبيه من حداها وغيرت هدومها المتقطعه من عليها وبدأت تشد حيلها شويه
وهي مابتعملش حاجه غير انها تجعد جنب مهران بيه وتداوي جروحه دي حتى طلبت مني وانا بدخل لها الاكل اني احممه واغيرله هدومه بس اني ماسمعتش كلامها وجولت اجولك انت الاول
ولما حست اني مش هاعمل أكده منغير اوامرك طلبت مني ورقه وجلم وكتبتلي العلاج ده عشان اجيبه لسى مهران بيه
اخذ من يده تلك الورقه ونظر فيها ثم أعطاها له ثانية و
اعمل اللي طلبته منك يا حماد وخلي سعديه مراتك تنضف ليهم المخزن كويس وابقي حطلها سرير تنام عليه بدل رقدتها على الأرض وهاتلها غطي تقيل
وهات لعمي هدومه وحميه زي ما طلبت منك
بنظرة مندهشه اجابه سريعاً
أكده من عنيه يابيه والله عين العقل يا ولدي طب ياريت تكمل جميلك وتنقلهم الفيلا دا حتى المخزن برد جوي عليهم
بطل رغي يا راجل يا خرفان انت فيلا ايه اللي انت عايزني انقلهم فيها انت تعمل اللي بقولك عليه وبس
وعلله يا حماد تسيب باب المخزن مفتوح في يوم
واني هاسيبه مفتوح ليه بس يا ولدي
عشان صعابنه عليك مثلاً تقوم تسيبه مفتوح ليها فتهرب هيا والله بموتك انت وعيالك ومراتك لو عملتها يا حماد
بكل خوف اجابه
لاه واني من ميته بس بعمل حاجه غير اللي بتقولي عليها داني تحت امرك وطوعك من ساعة ماجبتني اهنه يا ولدي
أيوه خليك بقى كده في طوعي واتقي شري احسنلك مانت اكيد بردو ماتحبش تشوف شيطان بيجاد الألفي يا عم حماد
بأنحنأه خفيفه اتكئ على كتفه واعطي له الكوب الزجاجي وابتسم له بخبث ثم تحرك للداخل
ليهمس ذلك الجالس ارضاً وهو يقلب حديثه جيداً برأسه
بجيت واعر جوي يابن الألفي وشيطانك أتمكن منك مسكين يا ولدي بجيت ظالم ومظلوم بنفس الوقت
///////////////////////////////
كالطيف تأتي زائراً
معذباً وحائراً
أشعر بخطواتك نحوي غائرة
وانفاسك تجاهي مئلمه
ولكن كل الامك سيدويها الهوى
وبالقرب يا حبيبي ستلقي الدوا
ذهب إلى ذلك المخزن وفتح بابه بهدوء وجدهم نائمون كل منهم في مكانه
عمه المريض راقداً في فراشه اما هي تفترش الأرض بجسدها متقوصة في بعضها ضاممه قدميها الي عنقها ترتعش من شدة البرد
فشلح جاكته الثقيل من عليه ودثرها به برفق ثم واعتدل في وقفته ورحل بهدوء مثلما حضر
موصوداً الباب خلفه جيداً
لتعتدل هي من رقدتها واخيراً ما تهدأ رجفتها التي ماكانت الا رجفة رعب منه وكرها شديد له
قذفت جاكته ارضاً من عليها بأشمئزازوهي تسخر من فعلته
ال يعني حنين اوي وفي قلبك رحمه روح يا شيخ منك لله
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا