رواية في ظلمة بيجاد بقلم كنزي حمزة - الفصل الثالث
تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية مصرية
رواية في ظلمة بيجاد بقلم كنزي حمزة - الفصل الثالث
اخيراً اخرجه من شروده هذا الجميل الصغير ذو الخمسة اعوام
وهو يقفز علي قدمه ويتشبث في عنقه مداعباً اياه
بابي حبيبي
اهلاً يامن باشا الالفي ايه اللي صحاك يا حبيبي دلوقتي ونزلك من اوضتك
انا عايس مامي يا بابي هي مش هاتيجي بقي
ضمه اليه بحزن وادمعت عينه علي فقد رفيقة دربه واجتذب صورتها من علي مكتبه وهو يهمس لما تركته له كي يذكره بألمه دائماَ
خلاص بقي يا يامن مش كل شوية تيجي توجع قلبي معاك عليها قولتلك مامي راحت عند ربنا
طب خليها تيجي يا بابي دي وحستني خالث
يا حبيبي اللي بيروح عند ربنا مش بيرجع تاني هي دلوقتي قاعده في الجنه يا يامن
طب تعالي احنا نروح ليها يا بابي عثان خاطلي
كاد ان يدخله بين اضلعه وهو يضمه اكثر واكثر والدمع يتساقط من عينه علي وجنتيه
بعد الشر عليك يا حبيبي اوعي تقول كده تاني احسن ازعل منك
انفتح الباب فجاءه وانضم اليهم شقيقه المحبب الي قلبه
كيف حالك يا اخي العزيز؟ ايه ده مالكم في ايه يابيجاد
اهلااااااً اخيراً شرفت يا زياد بيه كنت فين حضرتك لحد دلوقتي
كنت بره مع اصحابي انتو مالكم عاملين في نفسكم كده ليه
مافيش حاجه دا يامن يا سيدي كالعاده قلق من نومه ونزل عشان يتعبني معاه
حبيب عمو زياد يا ناس يامن باشا الالفي زعلان وانا موجود لأ مش ممكن تعالي يا حبيبي واحنا نطلع ننام سوي ولاتزعل نفسك يا سيدي
لاء انا هنام مع بابي
لاء يا حبيبي اطلع مع عمك انا لسه قدامي شوية شغل هاخلصهم وابقي اجي اخدك تنام جنبي
ماسي بس ماتتأخلس
حاضر من عيني
ليحمله عمه بين ذراعيه ويتجه به للخارج وهو يحاول ان يمازحه
بقي كده يا سي يامن تكسفني طب ايه رايك بقي اني هافضل ازغزغ فيك وهفطسك من كتر الضحك
ظل الصغير يكركر وهو بين يدي عمه الي ان اوقفهم ابيه قبل ان يرحلا
زياد
التفت اليه بدهشه فقد تغيرت نبرة صوته
نعم عايز حاجه
عملت ايه في الموضوع اللي قولتلك عليه
تصنع عدم الفهم وضم حاجبيه
موضوع ايه يابيجاد انا مش فاكر حاجه
لاء انت فاكر وبتستعبط قولتلك ابعد عن بنت عدلي العزيزي يبقي تبعد عنها
هاه هو يزيح الستار عن وجهه الغاضب الذي يفزع منه ابنه حين يراه ليلقي بوجهه في كتف عمه ويواري عينيه من ابيه وهو يحث عمه علي التحرك من امامه
ولكنه ابي وقرر ان يتحدي اخيه هذه المره ويقف امامه بكل شجاعه
وانا قولتلك قبل كده اني بحب ساره يا بيجاد ومش ممكن هاسيبها
صرخ في وجهه صرخه افلتت الصغير من بين ذراعيه بفزع َجري الي الخارج واختبئ خلف مقعد يترقب ما يحدث بينهم
بتحب بنت تاجر مخدرات
ابتسم له ابتسامه ساخره وهو يلتفت للخارج واكمل
هو مش بردو تاجر المخدرات ده اللي انت كنت بتشتغل معاه يامتر اول ما خرجت من دار الايتام
مش كنت بتشتغل سواق علي العربيات اللي بتنقله البضاعه
ولحد ما اتخرجت من كلية الحقوق وبقيت تمسك ليه ولغيره القضايا بتاعتهم وتخرجهم منها زي الشعره من العجين
جاي دلوقتي تقولي ابعد عن بنته لمجرد انكم اختلفتم وبقي عدو ليك
قفز من علي مقعده وامسكه من كتفه وهو يصرخ به
جاي دلوقتي تحاسبني عشان خايف عليك اه انا اشتغلت مع تجار المخدرات اه كنت بنقل بضاعه وبشتغل في قضايا مشبوهه وباخد من المظلوم وبدي الظالم كمان
بس كل ده ليه مش عشان اقدر ارجع ثروة ابوك اللي ضاعت من ايدنا عشان مش اخليك تحس بال أنا كنت فيه
عشان عمك ميدخلكش انت كمان الملجأ اللي هو اساساً كان ملك لينا ويخلي الموظفين اللي كانو بيمدو ايدهم ويقبضوا من ايد امك اول كل شهر
يعملوك اسوء معامله ممكن انك تتخيلها
التمس في نبرة صوت اخيه الحزن والالم برغم قوتها الشديدة
وحاول ان يلقي نفسه بين ذراعيه ولكن الاخر تجنبه مشيح وجهه عنه
بيجاد انا اسف اني فكرتك بحاجه زي دي بس ااا
خد يامن واطلع علي اوضتك يا زياد واوعي تفتكر للحظة اني ممكن اسمح بأي حاجه تأزيك والبنت دي هاتنساها وتشيلها من دماغك خالص يلا اتفضل
ما كان منه الا ان يطيعه فهو حين يصل الي هذه الحاله لا يستطيع احد ان يناقشه او يقف امامه
عاد الي زكرياته المؤلمة مره ثانية
هو الان شاب صغير بعمر الخامسة عشر كان يجلس يستذكر دروسه في غرفته
لتدلف اليه اميرته الصغيره ذات الجدائل البندقية اللون
والتي تيتمت هي الاخري حين استيقظوا جميعا ذات يوم علي صراخها وجرو الي غرفة والدتها ليجدوها قد وفاتها المنية
وانحنت امام مكتبه مبتسمة له
بيجاد ممكن تيجي تزاكر معايا درس الScience ده
لاء مش ممكن يا فرح
ليه
عشان انا زي مانتي شايفة كده قدامي مزاكره كتير روحي لماما خليها تزاكر هي معاكي
وقفت الصغيره بفستانها المنفوش ذو الفراشات الملونه علي المقعد ومنه صعدت على المكتب وجلست أمامه ضاممه ركبتيها وتضع يدها اسفل ذقنها
ليضم لها حاجبيه الكثيفين بعدم فهم
وده اسمه ايه بقي انشاء الله يا فرح هانم
انا عايزاك انت تزاكرلي وبعدين ماما جميله بتحل مع زياد ال Homework بتاعه
حاضر يا ستي بس ماتزعليش كده تعالي وانا ازاكرهولك
ظل يشرح لها هذا الدرس ويحلو اسئلته سوياً الي ان انتهو منه وعلم انها قد تفهمته جيداً
خلاص يا فرح فهمتي يا حبيبتي
ايوه طبعاً فهمته كويس جداً انت شاطر اوي يا بيجاد ربنا يخليك ليا
واذا بالصغيرة تتعلق في عنقه ليضمها هو بحنان ويحاول ان يحملها بين يديه حتي ينزلها
ويخليكي ليا يا قلب بيجاد بس يلا بقي سيبيني اذاكر انا كمان وانزلي عند ماما وزياد تحت
وقبل ان يفلتها تفاجؤ هما الاثنان بدفع الباب بقوه وبذلك البغيض يقف امامهم ويصيح بصوته الجهور
انت بتعمل ايه في بنتي ياض انت
هاكون بعمل ايه يعني بنزلها من علي المكتب
اقترب منهم اكثر ومازلت عينه لا تشير سوي بالشر
وايه بقي اللي طلعها علي المكتب وايه اللي خلاها تيجي هنا اساساً
كانت عايزاني افهمها حاجه في دروسها وشرحتها ليها
يا سلام دا علي اساس انك نابغه يابتاع اولي ثانوي انت
والله بنتك عندك اهه لو مش فهمت تقولك
وكمان بتبجح فيا يابن مراد هاهو يتلقي الصفعه الاولي علي وجنته ليصرخ فيه
انت بتضربني ليه انا مغلتطش في حاجه عشان تضربني
سريعا ما جرت والدته الي غرفته عند استماعها لصراخه وصياح زوجها البغيض
مالكم بتتخنقوا ليه في ايه يا مهران بتضرب ابني ليه
مانتي لو مربياه يا هانم ماكنش ده حصل المحروس ابن اخويا بيتحرش ببنتي شايلها بين ايديه وعمال يبوس فيها
كدب ماحصلش ماتصدقهيوش يا ماما دا كداب
اخرس يابن ال...... وكمان بتكدبني
وقفت الصغيره امامه قبل ان يتلقي الصفعه الثانيه وصرخت
حرام عليك يابابا بيجاد مش عمل حاجه ده كان بيزاكر معايا
اخرسي انتي كمان يا خلف العار امشي غوري من قصادي وعالله اشوفك قاعده مع الواد ده تاني
كاد ان يقتلع جدائلها بين اصابعه وهو يشبكهم فيها لتحاول جميلة مراراً ان تحل تشابكهم بشعر الصغيرة التي تصرخ بين يديه
الا انه ابي وظل يزجها بين يديه
ولكن هذا العنيد قرر ان يوجهه له مره ثانيه
بلكمه قوية من كفه المتكور تلقاها مهران في واجهه ليرتد للخلف متفاجأً بقوته
انت بتمد ايدك عليا ياض انت
علم الان انه قد اثار غضبه ولذلك قرر ان يعلمه بأنه قادر علي مواجهته
ولو شوفتك بتمد ايدك عليهم تاني هاقتلك يا مهران
بتهددني كمان والله عال ياولاد دي القوالب نامت والانصاص قامت
قال كلمته هذه ليخرج من الغرفه بعض دقائق
وتقف والدته امامه وتهمس له
ايه اللي انت عملته ده ليه تخليه يغضب بالطريقه دي
بس بقي يا ماما كفايه جبن وخوف احنا مش هانفضل طول عمرنا خايفين منه
لا من هنا و رايح هاتترعب مني مش بس هاتخاف ياحيلتها
واذا به يجلب ذلك السوط الجلدي اللامع أثر الزيت الذي كان موضوع به وينزل به علي جسده
لتصرخ والدته ويزجها هو بكل قوته للخارج وتجري فرح ومن خلفها الصغير زياد للخارج برعب
ركع امامه علي ركبتيه ولكنه لم يتأوه ولم يصرخ واذا به يتلقي هذا المقص الموضوع علي مكتبه
ويحاول ان ينهض مره تخلف الاخري وهو يتلقي تلك الجلدات المقطعه علي جسده
الي ان هب واقفاً وغرز ذلك المقص في كتفه
اااااااه مميتة خرجت من فمه لتفتح جميله الباب وتصرخ حين تراه جاسياً علي ركبتيه والدماء تنزف بغزارة من ذراعه
يا لهوي ايه اللي انت عملته ده يابيجاد
ماعملتش حاجه يا ماما دانا لسه هاعمل
واذا به يجذب هذا السوط من علي الارض ويرفع يده حتي يزيقه عذابه
ولكنه صرخ فيه
فاكر نفسك هاتقدر عليا انت خلاص انتهيت وديني لاحبسك هاوديك الاصلاحيه ومن بعدها علي السجن
فين التليفون انا هاطلب ليك البوليس
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا