مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة أميرة مدحت على موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السادس من رواية لأجلك أحيا بقلم أميرة مدحت
رواية لأجلك أحيا بقلم أميرة مدحت - الفصل السادس
تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية عربية
رواية لأجلك أحيا بقلم أميرة مدحت - الفصل السادس
حدقت فيه طويلاً قبل أن تطرق رأسها بإضطراب، ذكرياتها في البداية جميلة ولكن أنقلب الأمر فجأة، تحولت أحلامها الوردية إلى كابوسٍ أسود، نغزة قوية ضربت قلبها قبل أن تبدأ في الإجابة حيث قالت بهدوءٍ زائف:
-جاسم يبقى الأخ الأكبر لساهد، فرق السن كان 8 أو 9 سنين تقريبًا، رغم كده كنت معجبة بيه وهو كان بيحبني!
تسائل بصوتٍ عنيف ونارًا قد أشتعلت في صدره:
-وإيه إللي خلاكم تبعدوا؟؟..
ردت عليه بتوتر:
-في يوم جالي ظابط من مكافحة المخدرات وطلب مقابلتي، وقتها مكنش في حد فالبيت غيري أنا ووافي أخويا، كلمنا عن جاسم وعرفنا أنه تبع عصابة كل شغلها في تجارة المخدرات، وهما مش عارفين يمسكوا عليه دليل واحد، ولازم يقبضوا عليه متلبس، ومش لوحده.. مع راس الكبيرة كمان.
ضيق "أصهب" عينيه بإهتمام، فـ تنهدت بحرقة وهي تتابع:
-مصدقتش، مكنتش قادرة أصدق، أنا مكنتش حبيته أوي وقتها، بس كنت حاسة بإنجذاب من ناحيته، يمكن ده السبب إللي خلاني أبقى معاهم فـ الآخر، كنت تايهة، وأنا براقبه وهو ماسك الموبايل، ولمجرد أنه يمشي أو يعمل حاجة، أمسك موبايله وأخد الرقم أو أشوف الرسايل، كنت بساعدهم فكل حاجة هما عاوزينها وبيطلبوها مني.
إبتسمت بتهكم مرير وهي تقول:
-لغاية ما جه اليوم إللي أتقبض عليه متلبس، وإللي عرفته أن راس الكبيرة محدش عرف يمسكه، لكن مسكوا الشخص إللي كان يعتبر دراعه اليمين، عرف طبعًا إن أنا إللي بلغت عنه، وأنا مكنش فارق معايا بصراحة، أنا قولت لنفسي أني خلصت الناس من شر راجل زي ده.
لمعت عيناها بأسى وهي تضيف بخوفٍ طفيف:
-بعدها بكام يوم، جالي تليفون من الظابط أنه هرب، وهو قلق ليكون فـ نية جاسم أنه ينتقم مني، وفعلاً جالي، بس اليوم ده أهلي كانوا مسافرين، ماعدا إبن عمي ووافي، الأتنين كانوا فـ مشوار مع بعض، جه البيت عندي عشان يقتلني، كان فإيدي السكينة بس كنت مرعوبة!!..
حركت رأسها بعدم تصديق وهي تهتف بنبرة مهتزة:
-إزاي أقتل بني آدم؟؟.. مقدرش أعملها، فقولت الهرب أحلى، وهخلي السكينة معايا أحتياطي، أول ما خرجت من البيت فضلت أجري لكن هو كان أسرع مني ومسكني، محستش بنفسي وقتها غير وأنا بقتلــه.
رفعت ذقنها قليلاً وهي تقول في شئ من الألم:
-أنا عمري ما ندمت أني قتلته، بالعكس لو رجع بيا الزمن هقتله تاني وتالت ورابع، إنسان زي ده مينفعش يعيش، أفتكرت أن الموضوع أنتهى، أفتكرت أن ربنا عوضني بـ ساهد لما ظهر بعدها بـ أربع شهور، رسم عليا الحب، وأنا صدقته، أنا كنت أسعد إنسانة فالدنيا لما لقيت حد بيحبني!!..
حدجها بنظراتٍ دافئة وهو يحثها بهدوء على التكملة قائلاً:
-كملي، ليه ما صدقتي إنك تلاقي الحب؟؟..
وضعت يدها على قلبها مجيبة بشرود:
-لأن أفتقدت الكلمة دي بعد ما بابا مات، بابا كان بيحبني أوي، علمني معنى الكلمة دي، بس ملحقتش أتعلم منه حاجة تانية، سابني في الدنيا دي وأنا عندي 12 سنة، علاقتي بأمي وحشة، معرفش السبب لغاية دلوقتي، وأخويا ثاقب راجل شديد مش بيسمعني من أساسه، اللي كان حنين معايا حنية الدنيا هو وافي، وإبن عمه يسر.
قاطعها "أصهب" فجأة بغضبٍ:
-متجبيش أسم يسر على لسانك وإلا هقطعهولك.
أتسعت عيناها بذهول وهي تصرخ بعصبية:
-يعني إللي أنا بحكيه ده كله، تسيبه فـ الآخر وتقول مجبش أسم يسر، ليه يعني؟؟..
هدر "أصهب" بشراسة:
-هو كده، لو سمعت أسمه بيتقال هاروح أموته، عشان أرتاح منه وأخلص بقا.
رفعت "تيجان" حاجبيها للأعلى وهي تقول بغضب:
-لأ إنت شكلك مش طبيعي، يسر ده يبقى آآآ..
هتف بصرامة مخيفة:
-مش عاوز أسمع إسمه، إنتي مش بتفهمي؟؟..
هب واقفًا وهو يُضيف بغضبٍ جامح:
-أنا هقوم لأحسن أموتك إنتي، ونامي بقا، ناااامي.
قال كلماته الاخيرة وهو يتحرك بخطى سريعة نحو الباب ليلج إلى الخارج، أنتفضت "تيجان" من مكانها حينما صفق الباب خلفه بعنف، فغرت شفتيها بصدمة وهي تهمس بخفوت:
-الكينج أتجنن؟؟.. أيعقل؟!..
******
بعد مرور فترة وجيزة، أضطر "أصهب" أن يعود إلى منزله لمُقابلة جده، بعدما هاتفه والده يخبره بغضب "الهامي"، وصل إلى غُرفة نومه، فـ طرق الباب بهدوءٍ وعقله يدور في نقطة ما تتعلق بمصيره، ما أن سمع رده حتى دخل وهو يقول بلهجة قوية:
-مساء الخير يا جدي، ياترى كنت عاوزني فإيه؟؟..
سأله "الهامي" بحدة عالية:
-كنت فين يا أصهب النهاردة وإمبارح؟؟..
رد عليه بثقة غير قابلة للشك:
-كنت بدور ورا إللي ضربوا ساهد بالنار، عشان نجيب حقه.
صمت قليلاً قبل أن يقول بصيغة آمرة:
-بعد كده تتصل بيا وتقول إذا كنت هتتأخر ولا لأ، إللي حصل ده ميكررش تاني، مفهوم؟؟..
حرك "أصهب" رأسه بالإيجاب، وعيناه القاسية تشتد ظلامًا، هتف "الهامي" بجدية بالغة:
-إيه رأيك فـ جايدا، بنت صاحبة مامتك؟؟..
أمتعضت ملامحه بشدة وهو يقول:
-أعوذ بالله، بنت رخمة.
عقد "الهامي" ما بين حاجبيه وهو يقول بحدة:
-إيه إللي بتقوله ده؟؟..
هتف "أصهب" بنبرة قوية ونظراتٍ مُظلمة:
-أسمع يا جدي، أنا طول عمري بسمع كلامك، لكن إلا الجواز، إلا الجواز.
قال جده بنبرة خشنة:
-إنت بتعارضني؟؟.. إنت مش أدي يا أصهب.
رفع "أصهب" ذقنه وإبتسامة قاسية زينت وجهه قائلاً:
-أنا تربيتك، يعني أنا مش بخاف من أي مخلوق، قلبي ميت فمش هخاف أبدًا، وزي ما كنت دايمًا بقولك حاضر، بس في الجواز هقول لأ، لأن أنا إللي هختار.
قبل أن يهدر جده بصوته الجهوري، كان سبقه "أصهب" بإبتسامة مثيرة للإستفزاز:
-ومعلش لازم أسيبك عشان ورايا مشاغل، هتأخر النهاردة فـ محدش يستناني، سلام.
غادر من أمامه في لمح البصر، إبتسم "الهامي" إبتسامة مخيفة وهو يقول بنبرة واثقة:
-متقدرش يا أصهب تقف قدامي، تقدر تقف قصاد أي مخلوق لكن إلا أنا.
******
-يا أمي هتفضلي لحد إمتى مش عاوزة تكلميني ولا عينك تيجي فـ عنيا؟!!. أنا تعبت يا أمي والله؟؟..
قالها "ساهد" بلهجة حزينة وعيناه تلتمع من الدموع، أشاحت بوجهها بعيدًا عنه وهي تبكي بصمت، جثى على ركبتيه أمامها وهو يقول بصوتٍ متحشرج:
-يا أمي إنتي عارفة إني عملت كده عشان أنتقم منها، مش عشان حاجة تانية.
أغمضت عينيها وهي ترفض الإستماع إليه قبل أن يقول بألم:
-يا أمي إنتي عارفة أن قلبي أتحرق لما شوفت أخويا بيتقتل، وأكبر ألم هو إني كنت فيوم من الأيام معجب بالبنت دي، قبل ما أخويا الله يرحمه كان يشوفها.
فتحت عيناها تحدق فيه بنظراتٍ خالية من الحياة، قالت بصوتٍ شارد:
-إللي هقوله ده هيخليك تعيش عمرك كله متدمر، بس إيه يعني تدمر؟؟.. ما أخوك قبل ما يموت دمرني، وإنت دمرتني لما عملت كده فالبنت دي.
ضيق عينيه بريبة متسائلاً:
-عاوزة تقولي إيه يا أمي؟؟..
ردت عليه بتهكم مرير:
-تيجان كانت معجبة بأخوك قبل ما يجي البوليس عندها ويوروها حقيقة جاسم، ولما عرفت ده قررت تساعدهم فالقبض عليه، وفعلاً أتقبض عليه متلبس، ولما هرب، عمل كده عشان يقتلها، فـ قتلته هي، وطبعًا الحكومة برائتها لأنه كان قتل للدفاع عن النفس.
هب "ساهد" واقفًا وهو يصرخ بغضب جامح:
-إيه إللي بتقوليه ده؟؟.. أخويا آآآ
قاطعته بقوة لأول مرة:
-أخوك كان بيشتغل مع عصابة في تجارة المخدرات يا ساهد، وهو كان عاوز يقتل تيجان، إنتقامًا منها.
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا