مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة ريناد الشهيرة ب رينوو والتى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثامن والعشرون من رواية فرعون ج 2 بقلم ريناد (رينووو) .
رواية فرعون ج 2 بقلم ريناد - الفصل الثامن والعشرون
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم
رواية فرعون ج 2 بقلم ريناد - الفصل الثامن والعشرون
غريب فتح باب الشقه وحاسب واخد البيتزا ودخل وقفل الباب وراه وحطها على طربيزة السفره ،وراح على المطبخ جاب قزازة ميه وكانز حاجه ساقعه من التلاجه، ورجع قعد على طربيزة السفره وفتح العلبه واخد مثلث بيتزا وهيبتدى اكل ..
قبل ما كل دا يحصل بحوالى ربع ساعه ..جميله اتصلت على غريب كذا مره مبيردش وهتموت من القلق
اما سميه فبعد محاولات كتيره بالاتصال بغريب اتصلت بنادر ..
واول ماجالها صوته اتكلمت بخوف ولهفه
الحق غريب يانادر ...الحق اخوك قبل مايموت ...انا مش هستحمل غريب يروح منى ...بسرعه يابنى اخوك بيموووت
نادر فالموقع وحس ان الدنيا لفت بيه وهو بيسمع الكلام دا من امه ومش فاهم اى حاجه، وهى عماله تعيد وتزيد فنفس الكلام ...غريب هيروح منى ..الحق غريب يانادر ...نادر صرخ فيها بكل صوته ...فهميييينى فيه اييييييه انا مش فاهم اى حاجه ...غريب فين وبيموت ازاى انطقى .
سميه :غريب فيه ناس رايحينله الشقه دلوقتى هيقتلوه ..قالو انهم هيسموه وهيموت فخلال نص ساعه ..اجرى الحقه مفيش وقت ...
نادر سمع كده وطلع يجرى على عربيته بكل سرعته وركب وطلع بالعربيه باقصى سرعه واثناء ماهو ماشى حاول يتصل بغريب مبيردش
اتصل بقاسم وبعد رنه وحده رد عليه
نادر بصوت عالى :انتا فيين
قاسم قاعد على مكتبه قام وقف :فيه ايه يانادر
نادر :غريب هيموتوه لو قريب عليه اجرى بسرعه الحقه علبال مااوصلكم ..
قاسم خطف مفاتيحه ونزل يجرى ولسه بيكلم فنادر ...احكيلى ايه اللى حصل
نادر :معرفش بس اللى اعرفه ان امى سميه اتصلت بيا وقالتلى الحق غريب فيه ناس هتموته وفالغالب هيسموه ومقدامهوش غير نص ساعه
قاسم بعلو صوته :الله يولعلك فامك ياشيخ ...هى الوليه دى مبتتهدش ...مش هتسيب الواد الغلبان دا فحاله ابدا ..خلته زى العيل الصغير مبيمشيش الا وحد جاره من ايده وبرضو كل دا مكفهاش عاوزه تقضى عليه نهائى ...
بس خليه تجراله حاجه وحياة ابويا لاعلقها من شعرها فميدان عام واخلى اللى رايح واللى جاى يضربها بالجزمه واخليها تموت نفس موتة شجرة الدر .
نادر :نلحق غريب الاول وبعدها نشوف هنعمل ايه ...قفل نادر وقاسم مع بعض والاتنين كل واحد فيهم داس بنزين باقصى سرعه ..
وصل قاسم اخيرا بعد دقايق قليله حس انهم سنين من كتر الخوف ...طلع على الشقه جرى وخبط على الباب بكل قوته مع رنه للجرس فوقت واحد، ولما ملقاش رد بعد عشان يخبط الباب يكسره لكنه لسه هيخبط فالباب لقى الباب اتفتح ودخل الشقه بكل سرعته ووقع عالارض ...
غريب بخوف :فيه ايه ...مين اللى هنا ...
قاسم قام بسرعه وحضن غريب ...انتا كويس فيك حاجه انطق ...وبص على البيتزا اللى على السفره ورجع بص لغريب بخوف ..
رجع رجع بسرعه حط ايدك جوا بقك نزل الاكل اللى كلته ...قاسم بيقرب عشان يحط صباعه جوا بق غريب وغريب بيبعد ايدقاسم من على بوقه وهو مش فاهم اى حاجه
غريب :فمهنى بس فيه ايه وبتعمل كده ليه ؟
قاسم :البيتزا اللى اكلتها فيها سم الله يخرب بيتك هتموت ...
غريب :سم ايه يبنى اللى فالبيتزا ده
قاسم :انتا لسه هتسأل على مااجوبك تكون فيصت يلا بينا عالمستشفى بسرعه
غريب :اهدى بس انا مكلتش اى حاجه ولا حطيت حاجه فبوقى لسه ...اهدى وفهمنى فيه ايه
وهنا قاسم ميل وسند اديه على ركبه وهو بينهج بقوه ومغمض عنيه ...يعنى ماكلتش اى حاجه متاكد
غريب :ايوه متاكد كنت لسه هاكل سمعت الغاره اللى عملتها عالباب دى سبت الاكل وقمت فتحتلك ...
قاسم :الحمد لله ...احمدك يارب ...تعالى معايا هغسلك ايديك ..واخده على الحمام غسله ايديه وبعدها اخد البيتزا وخرج رماها فالزباله بره الشقه ورجع غسل ايده ،قعد على الكنبه وحط ايده على قلبه اللى كان هيقف من الخوف على صاحب عمره .
غريب :ممكن تفهمنى بقا ايه اللى حصل بالظبط ...وقبل مايتكلم كان نادر داخل بسرعه من باب الشقه واخد غريب فحضنه بارتياح لما شافه واقف قدامه صاخ سليم
اما عند جميله وسميه جميله بتبص على سميه بصات لوم لكنها مش قادره تتكلم وهى شايفه سميه منهاره وخايفه على غريب يمكن اكتر منها هى شخصيا ودا اللى شفعلها ان رقبتها متكونش بين ايدين جميله فالوقت دا ....
وصلو لعنوان غريب ومع وصولهم كان ماهر وصل هو كمان بعد ما جميله بلغته باللى حصل والتلاته طلعو الشقه جرى ..
قلبهم كان هيقف وهما شايفين باب الشقه مفتوح لكن كلهم اطمنو لما سمعو صوت غريب وبالزات سميه اللى غمضت عنيها واتنهدت و الروح
ردت فيها من تانى .
دخل ماهر واخد غريب فحضنه وبعده جميله وسميه رايحه عليه لكن قاسم كان اسرع منها ووقف قدامها ...استنى رايحه فين انتى
سميه :هطمن على ابنى واخده فحضنى
قاسم :لاهو ابنك ولا منحقك تاخديه فحضنك، وخصوصا بعد ماكان زمانه ميت دلوقتى بسببك ..
سميه بخوف :بعد الشر
قاسم :مش هيبعد الشر طول منتى فحياته لانك انتى الشر الوحيد اللى فحياة غريب ..
سميه بلعت ريقها وهى بتبص لغريب ومستنيه منه رد او دفاع عنها زى كل مره لكن المرادى ملقتش منه غير سكوت وبس .
سميه :والله انا المرادى مليش اى ذنب فاللى حصل دا ....وابتدت تحكى كل حاجه حصلت وكل كلمه اتقالت فالمكالمه ..
قاسم :طلعى رقم الراجل دا وقوليله ان غريب مات وانك عاوزه تقابليه عشان تديه مكافأه انه خلص مهمته .
سميه من غير تفكير عملت اللى قال عليه قاسم
قاسم اخد رقم الراجل ده وسجله عنده .
اما غريب فقعد على الكرسى وهو شارد فاللى حصل ..وسرح بخياله لو انه جرتله حاجه ليل كان هيبقى مصيرها ايه ....كانت هتروح فين ولا الناس هتتعامل معاها ازاى ...
مد ايده على قلبه ودلكه بعد ماحس بنغزه فيه قويه وطلب من عمته جميله تتصله على ليل ،وجميله بسرعه طلعت الرقم واتصلت وادت التليفون لغريب
غريب اول ماسمع صوتها اتكلم بتنهيده :ليل
ليل بأستغراب :غريب ؟!مالك ياحبة العين والقلب ..وعتتحدت من تلفون خالتى جميله ليه ؟ فيك ايه ياغريب
غريب :ممكن متسيبينيش مره تانيه ..
ليل حست بارتعاشة صوته وحست فنبرة كلامه بخوف كأنه طفل صغير تايه من امه ...ليل ولسه التليفون على ودنها خرجت من البيت وقفلته بأيد بتترعش وجريت على عم طه اللى كان نايم على المصطبه اللى كان متعود ابوها طاهر ينام عليها بره البيت من تعب الطريق ...صحته وهى بتجرى قدامه على العربيه ...وبتقوله ...يلا بينا على القاهره حالا ياعم طه دلوك اهو
طه صحى وقام وحصل ليل وركب العربيه وابتدا يسوق على القاهره
غريب قفل السكه بعد ماقال الكلمتين دول بس لليل ومد التليفون فالهوا اخدته منه عمته جميله
نادر :تليفونك فين ياغريب
غريب :فالاوضه متكسر جوه ...لو سمحت يانادر شوفه لو هيشتغل تانى
نادر راح على الاوضه وجاب قطع التليفون وابتدا يركب فيه ولحسن الحظ شغله اشتغل ..
طول الوقت دا وماهر ساكت خالص وعينه على سميه اللى اول مره من يوم ماعرفها يشوفها تبكى بالطريقه دى وهى باصه لغريب بندم وتانيب ضمير ...ويمكن اول مره فحياته يشوفها بتبكى اصلا
بص لجميله اللى هى كمان عينها منزلتش من على سميه ومستغربه دموعها وبصتها لغريب بخوف زى ماتكون امه بجد وخايفه عليه
سميه قربت من غريب بحذر وقعدت قدامه ومدت ايديها حطتهم على رجليه...انتا مصدقنى ياغريب؟ ...
مصدق انى مش ممكن هقدر أءذيك يبنى مش كده ؟
غريب مد ايده على سميه لمس خدها :مصدقك ياامى ...مصدقك لو كل الدنيا كدبتك ..
سميه :امال ساكت ليه ومبتتكلمش ؟
غريب :ساكت عشان كان بينى وبين الموت شعره وحده وكان زمانى ميت ..اول مره احس برهبه من الموت كده ...عارفه ليه ياامى ..عشان حياتى ابتدا يبقالها قيمه عندى ومعنى وابتديت اخاف عليها .
سميه : انا السبب فالخوف والرهبه اللى جواك دى ياحبيبى ...فعلا كلام قاسم صحيح كل حاجه وحشه حصلتلك وبتحصلك لغاية دلوقتى من تحت راسى وبسببى ...قامت وقفت واتحركت على بره .
غريب :على فين ياماما
سميه :ماشيه ياغريب .
غريب :وصلها ياقاسم
قاسم بحده :لأ
غريب :وصلها انتا يانادر
نادر سكت
غريب :بقولك وصل ماما يانادر .
نادر اتحرك ورا امه اللى اول ماخرجت من باب الشقه شافت قطه جمب الزباله ميته ومطلعه رغوه بيضه من بوقها ومن الواضح انها اكلت من البيتزا ...
سميه حطت ايديها على وشها مستحملتش المنظر ودموعها نزلو من جديد وهى بتتخيل غريب ميت زى القطه دى .
نادر شدها من ايدها لما شافها اتسمرت قصاد المنظر ونزلها ركبها العربيه وركب وطلع بيها ..
سميه :سامحنى يانادر يبنى على كل حاجه صدرت منى وزعلتك فيوم من الايام .
نادر بصلها واتكلم بعد مسافه ...اظن انك بتطلبى السماح من الشخص الغلط ...مش انا اللى المفروض تسمعيه الكلام دا
سميه :انا لازم اطلب السماح من الكل لانى اذيت الكل واولهم نفسى ...اما الشخص اللى بتتكلم عنه دا فانا عارفه ومتأكده انه مسامحنى زى مادايما بيسامحنى اول واحد برغم انى كسرته اكتر واحد .
نادر :مسامحك ياامى ...مسامحك عشان حاسس لاول مره بالكلام طالع من قلبك ...مسامحك عشان متاكد انك اتغيرتى بجد
سميه ابتسمت انا دلوقتى نص الجبل اللى على كتفى انزاح ...
وصلو الفيلا وسميه نزلت ونادر رجع للشركه مره تانيه يكمل شغله
واول ماسميه دخلت شافت ناديه قاعده فالهول وحاطه رجل على رجل وبتهز فرجلها بعصبيه واضحه واعصابها نار من وقت مااتصلت بعمتها جميله من دقايق وعرفت كل اللى حصل .
سميه بصتلها ولسه هتتخطاها وتطلع لفوق .
ناديه :استنى عندك
سميه وقفت مكانها من غير ماتبص لناديه
ناديه وقفت ولفت ووقفت قدام امها
وبعدين معاكى ! انتى عاوزه توصلينا لفين بالظبط؟
..بتحرمينا من كل حاجه حلوه فحياتنا ليه ؟ ضيعتى اخويا دياب وكنتى هتضيعى غريب وبابا ولسه بتحاولى لحد دلوقتى ..
والاهم من دا كله حرمتينا من ان يكونلنا ام زى باقى الامهات ..ام تحب وتخاف وتراعى وتعلم وتطبطب وتنصح وتصبر ...ام اترمى فحضنها ام وقت مااحتاجها الاقيها حواليا فكل وقت ...
انتى مكونتيش ولا حاجه من دا ...انتى بدال ماتكونى مصدر امان وحنان اتحولتى لمصدر قلق وخوف بالنسبالنا ...وجودك فحياتنا مسببلناش غير العذاب والقهر .
سميه من غير ماتبصلها :خلصتى كلامك .
ناديه :كلامى عن قسوتك عمره مايخلص ...انا مش موقفاكى دلوقتى عشان افكرك بعمايلك او انبهك ليها ...
انا موقفاكى عشان اقولك اى حاجه هتحصل لغريب بسببك هكون انا اول بنت تقتل امها بدون رحمه اوشفقه ...
هقتلك بدم بارد من غير مايرفلى جفن صدقينى ..
سميه ابتسمت وقربت من ناديه وحطت ايدها على خدها وسط استغراب ناديه واتكلمت معاها بحنان : افضلى دايما كده تحبى اخواتك وتحافظى عليهم ياندنودتى ...ربنا مايحرمكم من بعض ابدا ويبعد عنكم كل شر ...
ناديه :لو عاوزه دعوتك دى تتحقق يبقى تبعدى عننا عشان يبقى ربنا بعد عننا كل شر ..
سميه اتنهدت بمراره من وسط ابتسامتها على الكلمه اللى سمعتها لتانى مره واتكت على عنيها لناديه وقربت منها وطبعت بوسه طويله حنونه على جبينها قبل ماتسيبها وسط استغرابها من تصرفها دا
وتطلع على اوضتها ...
سميه طلعت تليفونها وعملت اتصال وبعدها قفلت السكه واتمددت على السرير وحطت ايدها على عنيها ودموعها نزلو بندم وهى بتحسب فاللى حققته طول عمرها واكتشفت انها محققتش اى حاجه بالعكس طلعت خسرانه كل حاجه .
*************
اما عند غريب فطلب من الكل انهم يروحو ويسيبوه لوحده ،
وقدام اصراره الكل مشى وسابه بعد ماعمته جميله عملت اكل وصممت انهم ياكلو كلهم مع بعض وغريب محطش فبوقه غير لقمتين اتنين ومقدرش ياكل اى حاجه تانيه وهو حاسس بسدة نفس .
ليل :سوق بسرعه اكتر من اكده ياعم طه
طه :يبنتى اكتر من كده هنتقلب بالعربيه ...يبنتى قلقتينى هو غريب بيه ولا اى حد من الفيلا جراله حاجه ؟
ليل :له محدش حصلتله حاجه كلهم بخير
طه :امال ايه بس ...يبنتى وشك من ساعة مكالمة غريب بيه وهو اصفر زى اللمونه ...طيب كليلك حاجه دانتى مدوقتيش الزاد من ساعه ماوصلتى وانتى مفيش معاكى غير العياط .
ليل :مليش نفس والله ياعم طه ..كل انتا لو جعان انى مجعاناشى
طه :اكل ايه منا لسه واكل فالبلد من شويه انا عاوزك انتى تتقوتى بأى حاجه
ليل :متشغلش بالك بيا انتا ياعم طه انا كويسه بس سوق بسرعه اكتر ورحمة كل امواتك .
طه :حاضر اهو ...وداس بنزين وساق باقصى سرعه واخد الطريق فنص المده ..
وصلو عند العماره وليل فتحت الباب وهتنزل لكنها وقفت وطلعت فلوس وادتهم لعم طه .
طه :ايه دا يابنتى دا
ليل :دى حاجه بسيطه ياعم طه عشان تعبك معاى والمشوار اللى خليتك دبيته بسببى صد رد ديه
طه :لأ يابنتى انا باخد مرتب من ماهر بيه على شغلى .
ليل :ميعملشى حاجه دوله منى انى ملهمشى دعوه بمرتبك ..دول عشان تاخد حاجه حلوه للعيال وانتا مروحلهم...يلا خد من يدى ياراجل ياطيب
طه :ربنا يكرمك يابنتى ويجبر بخاطرك ..ومد ايده اخد منها الفلوس وهو مبتسم ،وهى بمجرد ماعمل كده نزلت من العربيه وطارت لفوق بقلب بيرفرف على غريبها ..
وصلت قدام باب الشقه والرعب دب فقلبها وهى شايفه ٣ قطط ميتين قدام باب الشقه جمب الزباله ، فتحت الباب ودخلت بسرعه وشافت غريب نايم على الكنبه ومتقرفص وحاطط ايديه بين رجليه ووشه باين عليه التعب .
قربت منه وقعدت قدامه وابتدت تبوسه بوسات خفيفه فكل حته فوشه، غريب ضم حواجبه وابتسم وهو شامم ريحتها وحاسس بوجودها وهو لسه مغمض عنيه ...
ليل :جرالك ايه ياقلب ليل فالكام ساعه اللى هَملتك فيهم دول ...ليه ملامحك دبلت اكده والهم باين على وشك ...
كانت بتقول كل كلمه وتختمها ببوسه على وش غريبها
غريب رفع ايديه وحاوط ليل وشدها عليه نومها فحضنه على الكنبه ودفن دماغه فرقبتها ...عشان متسيبينيش مره تانيه ...شفتى غيابك عنى ساعات عمل فيا ايه .
ليل :وحياتك عندى مهسيبك لحالك مره تانيه واصل .
غريب :جعان ياليل وعطشان وتعبان .
ليل : ياقلبى ...حاضر ياقلب ليل هقوم دلوكتى حالا احضرلك احلى وكل ..
غريب ضمها اكتر :ياليل انا مش عاوز اكل ،حضنك هو اللى بيشبعنى، وريحتك بتروى عطش روحى، ووجودك جمبى هو اللى بيضيع كل التعب ،...لو هختصر كل راحتى فالدنيا هختصرها فتلات حروف ..ل..ي..ل..ليل ..انتى كل راحتى ياليل .
ليل اتنهدت براحه وحست برجوعها لحضن غريبها زى سمكه ورجعت للميه من تانى بعد ساعات وهى براها .
ابتدا غريب يحكيلها على اللى حصل معاه، وكل مايحكيى تفاصيل ليل تضمه ليها اكتر، بخوف من فكرة انها كان ممكن تخسره النهارده وترجع متلاقيهوش لولا ستر ربنا ولطفه بيها ..
ليل :يقطعنى ..يقطعنى ..يقطعنى ...ياريتنى ماسبتك دقيقه وحده ولا بعدت عنك ...
يامرى بعد الشر لو كان جرالك حاجه دانى كنت رحت فيها والله العظيم ...
دانى قلبى من الفكره لحالها وجعنى .
بعد الشر عليه يارب لاتقدر يارب ولا يكون .
غريب :اوعى تدعى على نفسك مره تانيه
ليل :انى ونفسى وكلى فداك يانن عينى
غريب :ربنا يخليكى ليا ومايحرمنى منك ابدا .
ليل بتتحرك عشان تقوم غريب مسك فيها ...رايحه فين
ليل :هروح ارمى الوكل المسمم ديه اللى موت كل قطط الشارع الغلبانه ..يعنى ملقتوش حته ترموه فيها غير الزباله كنتو ربطتوه فحاجه طيب
غريب :اه وحياتك ياليل اتخلصى منه حتى لو هترميه فالحمام وتشدى السيفون عشان مفيش حاجه تاكل منه تانى وتموت .قاسم وغبائه بقا
ليل قامت واخدت الاكل ورمته فالحمام وشدت السيفون وغسلت ايدها كويس وراحت على المطبخ عملت اكل ليها ولغريب واكلته بايدها واكلت وشبعو ودخلو اوضتهم عشان ينامو .
ليل نايمه فحضن غريب وسمع منها تنهيده
غريب :ليه التنهيده اللى تحرق دى !دنا قولت هترجعى مبسوطه وفرحانه ومرتاحه بعد ماتزورى اهلك ؟
ليل :حتى انى كنت مفكره اكده بس اللى حوصول انى دخلت البيت واتقلبت علي كل المواجع جواه ...
وسرحت وهى بتفتكر وتحكى لغريب كل اللى حصلها من اول ماوصلت البلد وراحت لبيتها
فلااااش بااااك
ليل :فتحت الباب ودخلت البيت واول ماطبيت طبت شهقه فقلبي، ونزلو دموع عينى، وانى كنى شايفه طاهر قاعد فمكانه عالدكه فالمندره، وجنه قاعده قدام فرن الطين عتخبز وريحة العيش الطازه مفحفحه وجايبه لاخر الشارع ..
وبصيت فكل ركن فالبيت ..اهنه سند وقع ..واهنه كنت عقعد واقعده فحجرى واوكله بيدى، ..واهنه كان عيلعب ،..واهنه كان ينام، ..كل لحظه عشتها فالبيت ديه مع حبايبى عدت من قدام عنيا وانى واقفه ...رحت على اوضتى اللى شفت فيها حلوى ومرى ..فتحتها لقيتها مزبله، بدريه حاطه فيها كل قديم ومتلوف ...
دخلت وسط الزباله وبقيت اقلب بيدى فوسط الكراكيب على حاجة امى وابوى ،وادعى انها تكون لساتها قاعده او حتى اى حاجه منها ...عينى جت على صُرة ...
ايوه هى دى الصره اللى انى صريتها بيدى وحطيت فيها هدمات امى وابوى اللى رمتهم بدريه من اوضتهم ..
جريتها وقعدت على حيلى وفتحتها وطلعت مصلاية ابوى لكن ياحزن قلبي الفار مقروضها لما خلاها كيف الغربال ...
طلعت هدمه ورا هدمه وبرضو الاقى حال كل وحده ميقلش عن اللى قبلها متنقده ومتفرفره ..اتنهدت وانى عرفع الهدوم لم وشى وانى متأمله اشم ريحه فيهم من ريحة ابوى ولا امى ..لكن ملقتش غير ريحة فيران ...حطيتهم على جمب وانى عقول لحالى حتى الفيران استكترت عليا ريحة ابوى وامى ؟
سبت كل حاجه وطلعت من الاوضه ودخلت اوضة ابوى وامى لقيت العفش اللى فيها هو عفشى اللى اتجوزت عليه مؤمن وسرير ابوى وامى ودولابهم مقاعدينش .
طلعت وبقيت اتلفت يمين وشمال لقيت المعدوله عامله عشة حمام وواخده خشب السرير والدولاب وساقفه بيه العشه ...مديت يدى لمست الخشب اللى واكلاه الشمس ومغيره حتى لونه وكتمت حسرتى فقلبى ...برضو ديه عفش جنه اللى كانت كل صبح قبل ماتغسل وشها لازمن تمسحه بالميه والخل لما تخليه كيف المرايه واللى من نضافته ولمعته حريم البلد كانت مسميه اوضتها اوضة العروسه !
جريت حسره وانى عتمشى فالبيت وقعدت قدام فرن الخبيز مكان جنه وانى عتلمس الفرن المشقق،
اللى جنه كانت لو شافت شق واحد فيها تجرى تعجن طين وبسرعه تبلط شق الفرن وهى عتقولها مفيش شق هيطول بدنك طول ماجنه فيها حيل ..كنها صحبتها مجروحه وعتداوى جرحها مش فرن من طوب وطين .
لفيت فالبيت وبدال ماارتاح روحى فرفحت ،والدنيا داقت فعينى وبقت كيف خرم الابره .
مديت راسى ورا الفرن شفت صندوق حديد مركون وكاسيه التراب طبقات نفضته ولقيته صندوق امى اللى كانت تعين فيه كل عزيز وغالى تحت سريرها ...
مديت يدى وجبدته وزحت من عليه التراب وفتحته والدنيا كلها ضلمت فعينى وانى شايفه اللى جواه ...
جزمه صغيره عارفاها زين ..وكام هدمه وشبشب كد كف يدى احمر بخطوط بيضه.. فاكره زين فرحته بيه يومها لما شافه مع بياع الشباشب وشبط فيه وجده طاهر كان جاى قابض يوميته واشتراهوله ...يومها قضى النهار كله وهو حاطه تحت باطه وخايف يلبسه احسن يتوسخ ..وحتى فالليل نعس وهو حاضن الشبشب للصبح وكل مايتقلب ولا يتعدل يشوفه لسه قاعد جاره ولا له ..
حجات حبيبي سند كلهم وحتى لعبه والبٍلل بتوعه ...كل الحجات دى كانت جوا دولابى وسبتهم لما مشيت ...اكيد مؤمن هو اللى دسهم اهنه عشان لو على بدريه كانت رمتهم مع باقى الكراكيب فاوضة الفيران ...
ميلت على الحاجه اشمها وابوسها هدمه هدمه ،وحاجه حاجه، وشهقه تاخدنى وشهقه تجيبنى لما حسيت عنيا غوشت ...اصعب حاجه فالدنيا الحنين لحاجه او لحد راح وعارفين انه مش هيرجع تانى ...معيبقاش حيلتنا غير نطلب الصبر من صاحب الصبر ...
طلعت على القرافه وانا فطريقى لهناك قابلت كتير من نسوان البلد اللى تسأل اراضيكى فين واللى تسأل عايشه كيف وفين ...مردتش ولا على وحده فيهم الرد اللى يبرد قلبها ...
مكانش على لسانى غير بس عايشه يم ربنا ...
اصل لو عارفه انهم عيسألو عشان يطمنو كنت قولتلهم ..لكن عارفه ان سؤالهم فضول مش اكتر ...وانى مش شغلتى ارضى فضول حد ....
بالعكس زودت فضولهم اضعاف وانى عطلع فلوس من اللى ادهانى غريبى وعفرق للعيال الصغيره كلها ..والى ياخد يرمح يجيبلى واحد تانى ....
وفاخر المتمه فضل معاى فلوس كتير رحت على الجامع واديت للشيخ مبلغ وقولتله دول تشتري بيهم كراسى تحطهم فالجامع للى مش عيقدر يصلى وهو واقف يصلى عليهم رحمه على روح ابوى وامى ...خدهم الشيخ واترحم على موتاى وموتى المسلمين وانى رجعت على البيت ...
فطريقى للبيت شفت آخر حد فالدنيا كنت عاوزه اشوف وشه فاليوم ديه ...مؤمن ...شفته وهو قاعد قدام بيت حامد صاحبه ولما وٍعينى واخد باله ليا فضلت عينه متسمره عليا طول مانى معديه من قدامه ...
مبصيتش عليه لان البنى آدم ديه البصه فوشه لحالها بذنب عارفه انى هاخده وانى علعن فسلسفيل اللى جابوه ....كملت طريقى وهو صافن عليا وحامد مميل عليه وعمال يوسوسله كيف ابليس معيوسوس للبنى آدم ابصر على مصيبه ايه النوبادى ...
مهتميتش ولا خدت فبالى وكملت طريقى لغاية ماوصلت قدام بيتى ولقيت عم طه ياعينى نايم على المصطبه من تعب الطريق ..صحيته ووكلته من الوكل اللى جبته معاى وسبه ورحت يم ساقية سند ...ايوه سميتها اكده عشان لحد دلوك معرفش ايه كان حبه فالساقيه دى وحاسه ان روحه باقيه فيها لحد النهارده ؟!
قعدت شويه اتحدت معاه وابكى واشكيله شوقى ليه واقوله انى منسيتهوش ولا غاب عن عينى هبابه ..
اخدت قعدتى وروحت على البيت اجر فرجلى جر من تعب روحى اللى اتعكس على جتتى ولما وصلت شفت عم طه رجع نام مره تانيه على المصطبه فالهوا وهو حاطط ايده تحت دماغه وباين على ملامحه الارتياح بالجو والهوا والزرع اللى حواليه .
دخلت البيت واول مادخلت جانى اتصال من حبيب الروح والقلب ..كنه عيقولى انتى مش لحالك وانى جارك حتى لو فاخر الدنيا ...رديت عليه وغصب عنى بان على صوتى انى خلصانه من البكا وهو فضل يسكت فيا ويحاول يطلعنى من حالتى وانى كل مايزيد فحنانه وكلامه الحلو ازيد فالبكا عالايام اللى عدت من عمرى من غير مايكون فيها ...واسأل نفسى كان هيجرا ايه لو مؤمن كان اتبدل بغريب من لاول ؟
قفل السكه بعد ماحسيت انه اتعصب فاخر المكالمه وهو سامع صوت بكاي ..شويه وسمعت صوت عم طه بيقولى ان غريب طلب منه يرجعنى دلوكيت ...قولتله هنضف البيت بس ونمشو طوالى ...مقالشى حاجه وخد بعضه وطلع استنانى بره ومن صوط شخيره عرفت انه رجع نام مره تانيه
قعدت مع حالى اشويه بعد ماهديت ورحت مسكت الصباطه وفضلت اكنس فالبيت وانفض ورشيته ميه ورجعته يلمع لمع كيف ماكان ايام جنه ...دخلت الاوضه بتاعتهم وقلبتها عليها واطيها وطلعت كل وساخة بدريه اللى كانت مدسوسه فالزناقير وعتنضف لفوق لفوق والعفانه متكومه ...
رجعت الاوضه كيف لهطة القشطه ...
توى خلصت وجانى اتصال من خالتى جميله ..رديت عليها وسمعت صوت حبيبى هو اللى عيكلمنى ..قالى متسيبينيش مره تانيه قالها وقفل وانى بعد الكلمه دى حسيت نار واطلقت فكل جتتى ...حبيبى فيه حاجه اكيد ...والله فيه حاجه ..
طلعت وقفلت الباب بسرعه وبادين عتترعش صحيت عم طه وجريت قدامه على العربيه وهو وراى وطلعنا علطول على بلد حبيبي وغريبي
خليت عم طه طول الطريق سايق طياره لحدت ماوصلنا ...طلعت وشفت القطط الميته قدام باب الشقه قلبي اتقبض وحسيت مصارينى اتلوت من الخوف
فتحت الباب بسرعه ودخلت وشفته نايم ومقرفص على نفسه كيف العيل التايه المضيع امه ياحبة عينى رحتله وقعدت قدامه وقلبى رجع مكانه لما اطمنت انه بخير ...
حكالى كل حاجه حوصلت معاه بعد ماسافرت وانى قلبى عصرنى كيف قلب ام سابت ولدها الصغير فالبيت لحاله وطلعت رجعت لقته كان هيموت لولا ستر ربنا ...
حمدت ربنا للمره الالف من ساعة ماجيت وانى حضناه بخوف وحلفت عمرى ماهسيبه لحاله تانى لو حوصول ايه ...
اما قاسم فقدر يعرف المكان اللى اتصل منه المجرم بسميه، بالتعاون مع ظابط من مكافحة الجريمه
و نصيحة الظابط كانت انهم يهجمو عليه دلوقتى وميستنوش للمعاد اللى هيقابل فيه سميه ودا آامن واضمن، وكمان عشان يقدرو يقبضو على المجرمين كلهم لو كان دا وكرهم ومكان تجمعهم .
قاسم طلع بنفسه مع الظابط فى المداهمه ،وتم القبض على صاحب الرقم والمكالمه اللى قدرو يرجعوها ويسجلوها بمساعدة شركة الاتصالات ومعاه ٢ تانيين وبعد المواجهه بالمكالمه اعترف بالجريمه واعترف ان سميه هانم هى اللى حرضته يعمل كده وبكده سميه لبسست ...
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن والعشرون من رواية فرعون ج 2 بقلم ريناد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا