رواية في ظلمة بيجاد بقلم كنزي حمزة - الفصل الخامس والثلاثون
تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية مصرية
رواية في ظلمة بيجاد بقلم كنزي حمزة - الفصل الخامس والثلاثون
ترجلت من المرحاض ترتدي مأزرها عليها وجلست أمام مرأتها اجتذبت تلك الفرشاه لتبدء في تمشيط خصال شعرها الطويل
ومن داخلها تشعر بسعادة كبيره لا تعلم اذا كانت هذه السعاده حصلت عليها مقابل انتصارها على قهر زوجها بإعترافه بحبه لها ام انها راضيه تمام الرضا بحبها هي له
ولكن بسمتها بدئت تتلشي شيئاً فشئ الي ان تبدلت تلك البسمه بسيل من الدموع المنهمره على وجنتيها
في صمت
عندما رأت تلك الصوره الموضوعه على ذلك الرف الرخامي والتي كانت تضم زوجها وحبيبها السابق معاً
الي ان حاوتطها يداه ضاغطاً على كتفيها مجبرها على الوقوف والاستداره له اخذاً تلك الصوره منها
يهمس في اذنيها بكل حب
انا كده هابتدي اغير منه
غصب عني انا كل ما أشوف صورته احس بالزنب واللي قهرني اكتر انه مات وهو فاكر اني غدرت بيه
احتضنها بيديه وملس على ظهرها قاصداً تهدأتها
كلنا كنا فاهمين غلط وتفكيرنا وصلنا لأننا نغلط ونعمل حاجات مش كنا عايزينها يا ساره يلا بقي كفاية عياط وحزن احنا اتفقنا اننا نحلي
أيامنا الجايه بأيدينا ونرجع فرحتنا تاني
اكتفت بأيماءة قصيره من رأسها ليكمل هو
طب يلا بقي البسي بسرعه وانا كمان هلبس وانزل ليامن احسن احنا اتأخرنا اوي عليه ودا ممكن تلاقيه فاتح الباب وداخل عادي جداً
لاء وبيسأل كمان احنا بنعمل ايه
كففت دموعها بيديها وحررت قبضته من حولها متجهه الي غرفة ملابسهم
لا وعلى ايه انا هادخل البس بسرعه وننزله سوي
/////////////////////////////////////////
جلسو سوياِ مع طفله على مائدة الطعام ولأول مره ترتسم على شافتيه ابتسامة الرضا
وهو يرى لهو صغيره ويسمتع الي ضحكاته ومرحه معها وهي تطعمه بسعاده وكأنها هي من انجبته
لتخرجه من صمته وهي تشير الي ذلك الكوب الذي بيده
في حد بردو يسيب كل الفطار ده ويشرب كوباية قهوة بحالها كده
لم يزجرها او يغضب عليها كعادته واكتفي بأبتسامه خفيفه
معلش انا متعود على كده مش بحب افطر وبكتفي بالقهوه بس
ابتسمت له واذا بها تمد يدها له بشطيرة صغيره ليأكلها
طب عشان خاطري اكسر العاده دي وافطر معانا
اومئ لها برأسه ومد يده واخذها من يدها
شهق الصغير الذي كان يراقب نظراتهم ووضع كفيه على فمه يداري أبتسامته
ارتاب الاخر في أمره وأغلق عينه اليمني نصف غلقه
وكأنه يتوعد له
مالك ياض مش قادر تمسك نفسك كده ليه
بكل براءه اجابه
انت اخدت السندوتش من ساله وسمعت كلامها
ضم حاجبيه اكثر بعدم فهم
طب ودي فيها ايه
انزلق الصغير من علي مقعده قاصد الاختباء خلف مقعدها وهو يعبث في اصابعه
لاء مش فيها حاجه بس يعني انت كنت مش بتحب تفطل ودلوقتي سمعت كلامها وفطلت يعني انت كده
بقيت تأمن ليها يا بابي
زهلت وجحظت عيناها عندما استمعت لحديثهم سوياًوهتفت
ليه هو باباك كان بيحذرك مني يا يامن
أظهر الصغير عينه من خلفها ووجه لها الحديث
اه وقالي لازم نطمن انك مش غداله الأول مش هي كده طلعت حلوه ومش غداله يا بابي زي ما قولت
اتكأ بظهره على مقعده ووضع قدم فوق الاخري بكل راحه
لحد دلوقتي ايوه بس لازم هي كمان تثبت انها قد ثقتنا فيها وتحبنا عشان احنا كمان نحبها اكتر واكتر
بكل غضب تركت مجلسهم صاعده للأعلى وجلس الصغير مكانها يكمل طعامه وهو يشير اليه عليها
الله هي زعلت مننا ولا ايه
طبعاً لازم تزعل يا فالح انا مش هعاملك زي الرجاله تاني واتكلم معاك انت عيل ومش بتحفظ السر
ها لاء خلاص مش تزعل مني يا بابي انا اسف
مش مهم تتأسف ليا انا المهم دلوقتي انك تصالحها عشان انا مش فاضي
بس هي زعلت منك انت مش مني انا
لو كنت انت مش قولت الكلام ده
مش كانت هي عرفت حاجه وزعلت يبقى مين بقى اللى زعلها
عندك حق يا بابي
طيب انا بقى هاروح شغلي دلوقتي وانت هتطلع تصالحها زي ما اتفقنا تمام يا استاذ
تمام يا بابي يا حبيبي وعلى فكره انا بحبك اوي عشان مش بقيت تزعقلي
ابتسم له وهو يجذب حقيبة عمله ويتجه للخارج
وانا كمان بحبك وحتي زعيقي ليك كان عشان بخاف عليك وبحبك
سلام يا بابي يا حبيبي
سلام يا حبيب قلب بابي ثم اغلق الباب من خلفه وجرى الصغير ليصعد اليها
ساله يا ساله الله ليه طلعتي قعدتي هنا وسيبتينا
اعتدلت من علي فراشها وجلست تمد له يدها
تعالي يا حبيبي مافيش حاجه انا بس شبعت قولت اطلع استريح شويه
بس انتي بتعيطي انتي زعلتي من كلامي زي بابي ماقال
ضحكة ساخرة خرجت من ثغرها رغماً عنها
باباك قالك انك انت اللي زعلتني
ايوه انا اسف لو مس قولت الكلام ده مس كنتي عرفتي حاجه وزعلتي مننا
انا مش زعلانه منك يا يامن انا زعلانه من نفسي
ليه انتي حلوه
الحكايه مش ليها دعوه اذا كنت حلوه أو وحشه الحكايه حكاية ثقة بس
مس فاهم حاجه
بكره لما تكبر هتفهم كل حاجه هو باباك في مكتبه
لاء بابي راح السغل بتاعه
اندهشت مما قاله هذا الملاك الصغير وهمست لنفسها
يعني حتى مفكرش انو يطلع يرضيني بكلمه
بتقولي ايه انا مس سمعتك
هاه بقولك بما انه راح شغله وانا وانت بس لوحدنا في البيت تعالي بقى نلعب انا وانت في الجنينه ونقضي وقت حلو سوي لحد ماهو يرجع
يا سلام فكله حلوه جداً يلا بينا بسلعه
جري الصغير امامها وهو يضحك واتجهت هي خلفه تمازحه بالكلمات و تحاول اللحاق به على الدرج الي ان أمسكته وحملته بين يديها تداعب جسده بأصابعها ليضحك بصوت عالي في مرح
وقبل ان يفتحو الباب الداخلي للفيلا استمعت الي رنين الهاتف المنزلي الموضوع على مكتب زوجها
أنزلت الصغير من بين يديها واخبرته ان يسبقها الي الحديقه وذهبت لتجيب المتصل لربما يكون زوجها ويريد ان يحدثها ليصالحها على ما اغضبها
الو
ازيك
لم يكن هذا صوت زوجها لكنه صوت تعلمه وتبغضه في نفس الوقت لكنها تصنعت اللا مبالاه
ايوه مين حضرتك
معقول مش عارفاني ولا عامله نفسك مش عارفه مين اللي بيكلمك
نعم حضرتك تقصد مين بالكلام اكيد حضرتك طالب رقم غلط عن اذنك انا مضطره اقفل الخط
استنى ماتقفليش انتي عارفه اني طالب الرقم صح يا ساره وطالبك دلوقتي مخصوص عشان متأكد ان بيجاد هيكون راح المكتب
الو الو
اغلقت الهاتف سريعاً حين تأكدت انه ذلك الصديق خائن العهد طامع في ما يملكه صديقه
اصدح رنين الهاتف يعلو ثانية فارتدت للخلف بتوتر
وقررت ان تهرب ولا تجيب عليه لكنها توقفت عند باب الغرفه ربما يكون هذه المره زوجها فعادت ادراجها ورفعت سماعة الهاتف مره ثانيه
االو
ايوا يا ساره
تنفست الصعداء حين استمعت لصوته بدئت أنفاسها تهدأ
بيجاد
ايوا بيجاد هيكون مين يعني مال صوتك والتليفون كان مشغول مع مين كل ده
ها ولا حد ولاحد
الله في ايه مالك مش على بعضك كده زي مايكون في حاجه مخوفاكي
حاولت أن تتمالك نفسها بصعوبه قبل أن يكتشف أمرها ذلك اللعين الذي أصبح يسيطر عليها جيداً
سكتي ليه ساره ردي عليا
مافيش حاجه مخوفاني بس في حاجه مزعلاني
مع انه كان متأكد ان هناك شئ تخفيه لكنه قرر ان يجاريها في الحديث
كده يبقى الواد ماعرفش يصالحك بقى شكله كده مش طالع لابوه
قررت هي الاخري ان تسير علي نهجه وجلست على مقعده وهي تتدلل عليه بالكلمات
ليه هو الواد بردو اللي زعلني ولا باباه
باباه غلبان ومش بيحب يزعل حد
اوي غلبان اوي يا عيني دانت حتى ماحاولتش تهتم بيا وفضلت شغلك عليا ومشيت من غير ما تفكر تشوفني زعلانه ولا لاء
لأ ماليش انا في شغل الدلع ده يا قلبي ومواعيد شغلي مش بتأخر عنها لأي سبب واذا كان على الصلح يا ستي استنيني لما ارجع واوعدك هصالحك زي ما صالحتك الصبح كده
عضت على شفتيها السفلى بخجل عندما تفهمت تلميحاته الوقحه وهمست
وقح
صوت ضحكاته العاليه انار وجهها البشوش وبرزت غمازتيها وهي تستمع له
فوق ماتتخيلي يا روحي يلا سلام دلوقتي وخلي بالك من نفسك ومن ابني لحد مارجع ليكم اه وماتنسيش ترفعي سماعة التليفون بعد ماقفل معاكي
عشان ماحدش يضيأكم سلام يا قلب الوقح
///////////////////////////////////////
دقت الساعة معلنه منتصف الليل بالضبط ولم يعود
انشغل قلبها انزعجت روحها خوفاً عليه مما اعطي لشيطانها ان يلعب برأسها ويصور لها اشياء مقلقه بل مرعبه
من الممكن أن يكون هذا الغادر قد تربص له و فعل به شيئاً
لا لا هو بخير لابد انه انشغل قليلاً في عمله فقط
لم يعد للصبر مكان لقد نهش القلق قلبها فتحت باب شرفة غرفتها
ووقفت تراقب الطريق لمده ليست بقصيره الي ان رأت سيارته قادمه من بعيد حتى اقتربت من
الفيلا وفتح له بابها حماد الحارس
لم تنتظر حتى يلج إليها وجرت هي لتستقبله بكل حفاوه وشوق وكأنه قادم من سفر طالت مدته كثيراً
وما ان دلف للداخل الا و وجدها تلقى بنفسها بين ذراعيه ليبتسم ويضمها اليه جيداً وهو يسخر منها
علي اساس انك زعلانه مني
رفعت وجهها الذي تملئه الدموع وبدئت تجففه بيدها كالأطفال
ايوة زعلانه منك بس انت اتأخرت اوي وانا خوفت عليك
القى بحقيبته على الاريكه وحملها بين يديه واتجه بها للأعلى قاصد غرفتهم
خايفه عليا من ايه بس يا روحي مش قولنا عايزين نعيش حياتنا بهدوء ونبعد عن القلق والخوف بقي
بس انت اتأخرت اوي النهارده ودي مش عوايدك
معلش اصل العملا كانو كتير ومعرفتش اسيب المكتب غير لما ابص على كل القضايا اللي جاتلي
طب سيبني اروح احضر ليك العشا على بال ماتغير هدومك
جلس بها على فراشهما وقرر مداعبتها
لاء انتي زعلانه وانا ليا مزاج اصالحك
طب مانت صالحتني في التليفون
اه صحيح بخصوص التليفون كنتي بتكلمي من الصبح
ها هاكلم مين يعني كلمتك انت بس و انت قولتلي ارفعي السماعه ومن ساعتها وانا رفعتها
نظرةعينه اربكتها فأحنت رأسها سريعاً
متأكده ان ماحدش اتصل قبلي
ايوه
طيب انزلي حضريلي العشا وانا هانزل وراكي هو
يامن اكل قبل ماينام
طبعاً ونام من بدري
قالت كلمتها وهي تجري للخارج قبل يقتلها بنظراته لها ووصلت الي غرفة الطعام وهي تأنب نفسها على غبائها
انا غبيه ليه داريت عليه وسكت كان لازم اقوله اهو دلوقتي هايشك فيا
بتقولي حاجه يا بنتي
عاااااااا خضتيني يا ام السعد حرام
عليكي
يوه حقك عليا انا افتكرتك بتكلميني
ها اه حضري لبيجاد العشا
حاضر من عيني
استمعت الي خطواته على الدرج فوقفت بجانب الجدار تراقب أين سيذهب وجدته قد دلف الي غرفة مكتبه وعنده
وضع سماعة الهاتف الارضي وفتح جهاز الحاسوب المتصل بكاميرات المراقبه وارجع الصوره الي ميعاد حديثه معها وقبلها بدقائق
شاهدها عندما ولجت متلهفه للرد على الهاتف وعندما تغيرت تعبيرات وجهها وعندما همت بالذهاب بعد أن اغلقت الهاتف بعنف وأيضاً عندما عادت للرد عليه ولكنها هذه المره كانت سعيده
رفع رأسه وجدها تقف تفرك يدها بعضهم البعض منحنية الرأس
ليه كدبتي عليا
انت قولت مش عايز حاجه تزعلنا تاني
مين اللي كان بيتكلم
................
ردييييييي عليا حسن مش كده
اااايوه بس انا قفلت في وشه السكه على طول
يعني ماعرفتيش كان عايز ايه
والله ماحاولت اصلاً اتكلم معاه عشان خاطري بلاش تزعل نفسك وان كان على التليفون الغيه
انا هالغيه هو من علي وش الدنيا خالص
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا