رواية في ظلمة بيجاد بقلم كنزي حمزة - الفصل التاسع
تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية مصرية
رواية في ظلمة بيجاد بقلم كنزي حمزة - الفصل التاسع
اغلق زياد باب الغرفة من خلفه وجلس علي الأرض بجوار فراش والدته يبكي بحرقة ويستمع الي بكائها ايضاًوهي تمشط رأسه بأصابعها السليمة
معلش يا حبيبي انا عارفه ان الضغط عليك كبير بس مافيش في ايدينا حاجه غير الصبر
هاصبر يا ماما زيك وزي بيجاد لحد ما يرجع لينا تاني ويبقي معانا
انتبه اليه وهو يفتح النافذه ويقفز للداخل مره أخري
واذا به يجذب اخيه الصغير الي داخل احضانه ليشد من أزره
بيجاد اخويا انت لسه هنا
ششششش ماتعيطش مش عايز اشوفك دموعك دي انت راجل ابن راجل واخو راجل
لازم تفهم اني هافضل جانبك علطول ووقت ما تحتاجني هاتلاقيني معاك
بس ده عايز يخرجني من المدرسه وبيشغلني في المزرعه شغل اربع رجاله وانا تعبت
بلاش تروح المدرسه وزاكر هنا في البيت وان كان علي الشغل في المزرعه كل يوم هتلاقيه خلصان وماتخفش انا هاعرف اتصرف المهم تخليك زي مانت
ماتقولش غير حاضر ونعم وبس
حاضر يا اخويا حاضر
ضمه اكثر اليه واذا بهم يلتفتو الي والدتهم ويجلسو بجوارها ليقبلوها وهي تتألم من أجل فلذة كبدها
ربنا يخليكم ليا ويحميكم يا ولادي
ها هو يلمحه يشبك هذا الحبل في اسياخ السور ويتشبث به حتي قفز للداخل بجواره وجلس مستند علي الجدار حزين ووجهه لا يبشر بأي خير
اخيراً رجعت ايه اللي اخرك كده انت عايز تودينا في داهيه
اطلع من دماغي يا حسن انا مش ناقصك
الله ليه هو في حاجه حصلت مش اطمنت علي امك
اطمنت؟ انت عارف ان اسوء حاجه شوفتها في حياتي كلها كانت النهارده
مش معقول طب بقولك ايه تعالي نطلع فوق قبل ما حد يلاحظ قاعدتنا دي وتحكيلي كل حاجه برواقه
صعدوا سوياً الي هذه الغرفه الكبيره التي تضم عدد كبير من الاسرة ملقي علي كل منها شاب غافي او يرتسمون النوم حين يشعرون بدخول احدهم
لينتبه احدهم لهم
الله انتو رجعتو الحمدلله انكم جيتو احسن دورية التفتيش عدت دلوقتي
ليجذبه حسن من يده
حد خد باله ياض
لاء يا عم دا استاذ مجاهد بص بصه كده علينا وخرج تاني
اوف استاذ مجاهد عادي يا عم دا مننا وعلينا
بس هو عمل حاجه غريبة شويه
عمل ايه يعني
وقف قصاد سرير بيجاد ومسك الغطا احنا قولنا انه خلاص هايكشفه ويشوف المخده اللي تحتيه بس هو ساب الغطا من ايده وبص علينا كلنا وخرج تاني
الله انت رايح فين تاني يا بيجاد
رايح لأستاذ مجاهد هو عارف اني كنت بره الملجأ
تعالي معايا يا حسن
وقف الاخر وهو يطرق بيدٍ علي الاخري ويقول
وأخرتها معاك يابن الأكابر انت ناوي تكدرنا النهارده
وصلوا الي غرفة مكتبه ودق بابه ثم دخلو عليه حين اذن لهم
ووقفو امامه منحنين الرأس بكل ادب
حمدلله علي السلامه انت شرفت
يعني حضرتك عارف اني كنت بره
طبعاً وعارف كمان ان البأف اللي جنبك ده هو اللي هربك
ااانا ماعملتش كده والله يا استاذ الا لما قالي ان ولدته عيانه وعايز يشوفها
اخرس خالص يا حسن وحسابك معايا بعدين واتفضل علي العنبر بتاعكم يلا
لأ خليه يا استاذ مجاهد انا عايزه يسمع الكلام اللي هاقوله
خير يا بيجاد باشا ناوي تهرب تاني ومحتاج حسن يساعدك ولا ايه
في الحقيقه ايوا
جحظت عين مدرسه وتفاجئ برده هذا
اسمع ياض انت مش معني اني عشان بعتبرك زي ابني وبشفق عليك من ساعة ما عرفت حكايتك مع عمك يبقي هاتعتبرني هفأ وتستهتر بالقوانين هنا
جلس بيجاد امامه وانزلقت دمعه من عينه وحاول جاهداً ان يداريها لكن قد فات الأوان
بتعيط غريبة دي انا اول مرة اشوف دموعك
عشان اللي شوفته النهارده مايستحملهوش اي راجل
انا كنت هاقتله النهارده وانتقم لأمي واخويا ولنفسي لكن هي اللي اصرت عليا اني استحمل واصبر
لاء استهدي كده بالله يا صاحبي قتل ايه احنا مالنش في الكلام ده قفل الله لا يسيئك لأستاذ مجاهد يصدق
اسكت يا حسن وانت يا بيجاد فهمني مالك براحة كده
حاول جاهداً ان يهدئ من غضبه و حكي لهم كل ما حدث
وجلسوا هم مندهشين لمدي القسوة والظلم الذي يتعرضو لهم هو وعائلته ومن مَن اقرب الناس لهم
شوفت بقي يا أستاذ مجاهد ان عندي حق اني افكر في قتله
والله يابني معاك كل الحق بس بردو انت بكده تبقي بتضيع نفسك وبتقضي علي حياة ولدتك ومستقبل اخوك
ماهو ده اللي مربطني وشالل تفكيري خالص عارف انه مستنيني اغلط ولو غلطه صغيرة عشان يسجني ويفضل هو منفرد بيهم لحد ما يقضي علي امي
يبقي مش لازم تديله الفرصه دي
واخويا الصغير اللي مشقيه وبيشغله زي العبد زياد لسه عيل مايقدرش علي الشقي ده
خلاص انا عشان واثق فيك هاسمحلك تخرج كل يوم باليل انت وحسن عشان تروحو تخلصوله شويه من شغله بس المشكله هاتدخلو المزرعه ازاي والغفير هناك
من الناحية دي اطمن يا استاذ انا عارف حماد الغفير كويس دا كان غفير من ايام ابويا الله يرحمه وبيكره مهران جداً
كده يبقي أتفقنا وانا معاك يا بيجاد بس بشرط ماتحاولش تأذي نفسك او اي حد تاني وتقولي علي كل صغيرة وكبيرة تحصل
وانا هاسمع كلامك وهاعمل اللي تقولي عليه بس لحد السنه دي ماتخلص واخرج من هنا واسترد حريتي تاني
وانت يا حسن
انا رقبتي لصاحبي يا أستاذ وديماً هاكون في ظهره
انا لاعايز رقبتك ولا يلزمني الكلام ده يا خويا انا هاخرجك مع بيجاد علي ضمانتي الشخصية ولو اني مش واثق فيك ياض
الله ليه بس كده يا استاذ ماحنا كنا ماشين كويس
عارف ليه يا حسن عشان بيجاد ابن ناس حكايته معروفه للدار لاء للبلد كلها والمفروض مكانه ميبقاش هنا لكن انت بقي زرع شيطاني
ومن صغرك وانت مشاغب وبتسلك في اي حاجه
الله يسامحك يا استاذ مجاهد بس اهم حاجه اني مش خاين ولا ناكر للجميل
ماهو ده اللي مطمني من ناحيتك ياض وعارف انك انت اللي هتسلك مع اي حد يقف في وش بيجاد
برقبتي يااستاذ وربنا
///////////////////////////////////
وفي مساء اليوم الثاني وصلوا هم الاثنان الي مزرعة عمه والتي كانت قبل ذلك ملك لأبيه والمفترض ان تكون ملك له هو أخيه
وقف بالخارج يتذكر عندما كان يأتي مع ابيه لزيارتها كيف كانو يتعاملو هو اخيه بالتباهي والحب ومعاملة العمال جميعاً لهم
واليوم هم منكسرون ويعمل اخيه بها كأقل عامل بسيط ايقظه صديقه من غفوته الفكرية هذي وهو يلكظه في عضده
بيجاد انت يا عم هو احنا جايين المشوار ده كله عشان تقف متسمر كده
هاه لاء يلا بينا يا حسن
يلا بينا علي فين تعالي ننط من علي السور
السور ده للحراميه يا حسن انما انا لما احب ادخل ملكي ادخله من الباب
ملكك ايه ياض استني
لم يقف او يستدير اليه بل اشار له بأن يتبعه في صمت
الي ان وقف امام هذا الغفير المنحني علي موقد النار ويصب كوب من الشاي
عايزين حاجه يا افندي
انت مش فاكرني يا حماد ولا ايه
مين لمؤاخذه يعني انت شكلك مش غريب عليا انما التاني ده معرفوش
انا بيجاد يا حماد
هاه..... بيجاد
اه بيجاد مراد الالفي افتكرتني ولا لسه مش فاكرني
طب مش فاكر لما كنت بتركبني علي حصان ابويا وتلف بينا ساحة المزرعه بحالها واحنا صغيرين
افتكرتك يا غالي يابن الغالي معلشي يا ولدي العتب على النظر اصل شكلك اتغير عن ماكنت صغير
ههههههه انت اللي شكلك كبرت وعجزت يا حماد دول هما سبع سنين اللي مش شوفتني فيهم
وهما سبع سنين شويه يا ولدي دول حصل فيهم كتير قوي
اهو عشان الكتير ده انا جاي النهارده يا عم حماد
خير يا ولدي
زياد اخويا
ماتكملش والله قلبي بيتقطع كل مابشوفه وهو بيشتغل في المزرعه دانا حتي مستعيبها بقي ولد مراد الالفي يشتغل كلاف للبهايم ولما يتعب ومايقدرش يكمل يتهان وينضرب
شوفت الزمن ياعم حماد بس معلش كل شئ وله اخر
المهم انا جايلك النهاردة عشان تخليني اعمل الشغل اللي المفروض اخويا يعمله انا وصاحبي وكل يوم في الميعاد ده هاكون موجود هنا
والله راجل من ظهر راجل يا ولدي ماشي كلامك واني هابقي معاكم واهو نخف الحمل من علي الواد الغلبان شويه
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا