مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة ميرا إسماعيل علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثالث عشر من رواية نيران صديقة بقلم ميرا إسماعيل
رواية نيران صديقة بقلم ميرا إسماعيل - الفصل الثالث عشر
رواية نيران صديقة بقلم ميرا إسماعيل - الفصل الثالث عشر
تابع من هنا: روايات رومانسية جريئة
في مصنع عبد الله
كان عبد الله يشرح ل سما طبيعه العمل بجدية وهي تتابعه بفرحة لوصولها لبداية مرادها ، ام هو فكان فرحته لأنه يتمني إن تتغير للأحسن ،ويري أنه كلما اهتمامنا بالأنسان ووفرنا له الحب والأمان يتغير ويصبح إنسان جديد .
- الشغل سهل جدا كنت فاكرة أنه صعب
"هتفت سما بهذه العبارة بسعادة "
-طيب كويس يلا بقا هنبدأ من النهاردة وأنتِ قدها أنا واثق في دا
- اكيـــد
إنطلقت سما إلي مكتبها لتعمل بجدية ، وتخطط كيفيه الوقوع بعبد الله المنصورى .
عودة للحاضر المتشابك ٠٠٠٠٠٠٠٠
كانت سما نائمة بجانب عبدالله تذكرت هذا الموقف ،الذي كان سبب لسقوطها في بئر الحب والأمان ، زفرت بألم كما كانت تبغضه وتحقد عليه ، ليأتي هو بقلبه الكبير يحتويها ويبث الأمل بداخلها من المستقبل .
استيقظ عبد الله ورأها وهي هائمة كان يعلم ، إنها هائمه ف بحور الماضي .
"صباح الفل علي أحلي بنت ف العالم "
قالها عبد الله وهو يحرك أنامله ببطء علي وجهها
سما بإبتسامة مطمئنة .
"صباح الخير ، نمت كويس "
-طبعا مش قلبي جنبي
- ربنا يخليك ليا ،(صمتت قليلاً ، ثم قالت بحماس )
"عبد الله عايزة اخلف منك ، عايزة اجيب منك بيبي ،يربطني بيك "
كان عبد الله ينهض إستعداد لبدء يومه، وعندما استمع لعبارتها ،جلس بجوارها مرة أخرى .
-اردف مستغربا
"ليه فكرتي إن ممكن اتخلي عنك ، كل دا علشان خناقة بليل "
تنفست سما بعمق ،وهي تحرك رأسها نافية .
"مش دا السبب خالص ، السبب إنِ خايفة ، وعايزة اثبت ليك ولكل الناس إنك مش نزوة ، بالعكس أنت زوجي والطبيعي أنك تبقي أبو أولادي ، (ضيقت عيونها بشك واسترسلت ) ولا أنت أصلا رافض تخلف مني .
-عبد الله بإطمئنان حاول أن يبثه بداخلها .
"أنا أتمني طبعا أنك تجيبي ليا أطفال كتير ، بس خلينا عقلنين ،أنا كبرت وأكيد مش هعيش لم أربيهم
(كادت أن تتحدث سما حتي رفع يده أمامها معارضاً لها )
سبيني أكمل ، تاني حاجة مكة ونفسيتها إزاي يبقي ليها أخوات ، وإحنا يدوب بنحاول نصلح علاقتكم ببعض .
-تحدثت سما مسرعة
"لو علي مكة أنا هقنعها ، أما بقي إنك تربيهم دا في إيد ربنا بس ، (اكملت بنبرة شبه راجية ) نفسي اجيب بيبي أرجوك "
عبد الله أمام راجائها انهارت كافه حصونه ، وضمها لأحضانه هامساً
"أنا موافق ، علشان خاطر عيونك يا عمرى ، (أضاف مازحاً) ويلا علشان نفطر ، ونشوف دكتورة كويسة ،علشان ولي العهد "
-سما بسعادة
"مش مهم ولد ولا بنت، المهم أنه منك انت "
- طيب يلا ننزل بسرعة، علشان أنا كمان متحمس للنونو منك .
..................
علي الفطار
كانوا متجمعين ولكن كل طرف في ملكوته الخاص ،
تيمور في عشقها الذي عرف قيمته بعد ذهابها من بين يديه ، تيم وهو يري مكة علي حقيقتها لأول مرة كأنه لم يكن يعرفها مطلقاً سابقاً ، مكة وهي تعي مدي ذنبها وإن مهما كان هدفها أن تحصل علي قلب تيم كان لابد من بعض العقلنية لكن فات الآوان ، سما وهي خائفة من رد فعل الجميع بعد نبأ إنها تريد طفل وبالأخص مكة .
"فاقوا جميعاً عندما تحدث عبدالله "
-بابا سورى قلت إيه ؟
-هقول تاني والخبر دا مش للمناقشة ، دا للعلم فقط ، (تمسك بيد سما بحنان وقوة ) أنا قررت أجيب بيبي أنا وسما .
صدمة ،سكوت ، هذا كان شكل الجميع بعد تلقيهم هذا الخبر ، كان أول من تحدث معارضاً سهير ،كانت تترجل علي السلم وصاحت غاضبة .
"لا مش هيحصل ، بنتي في نزوة ، ومسيرها تفوق ، إستحالة أوافق علي المهزلة دي ، وتجيبوا طفل يتبهدل بينكم ، سما شيلي الفكرة دي تماما من راسك "
هبت سما بوجع ودموع القهرة تملئ مقلتيها ، والجميع وقفوا بحذر مترقب علي هذا المشهد
"أنتِ ليه بتعملي كدا ، أنا بنتك ليه رافضة أن حياتي تستقر ، أنا تخيلت الرفض من الكل ،وكل واحد محضره أقوله إيه ،لكن أمي رافضة سعادتي تكمل ، وحياتي تستقر ليه ، لييييييه "
سهير بغضب
"علشان جوازك من عبد الله نزوة ، مخطط من خطط أبوكي المصون ،لكن أنتِ لا بتحبي عبد الله ولا حاجة ،انتِ بتحبي فلوسه ،فوقي يا سما وكفاية يا بنتي "
سما بإنهيار
"كفاية أنتِ ارحميني شوية ، كل دا علشان عايزة اخلف ؟ ولا كرهك ليا علشان أنا بنت وحيد ؟ وحيد اللي راماكي ،لم فلوسك خلصت قررتي تسبيني ليه بنتك ،علشان تغصبيه يرجعك ،بس هو كان ابشع منك حولني لمسخ شيطان ، أيوة كنت بكره مكة وعبد الله، كنت بكره أي حد معاه فلوس ،عارفة ليه لأن وحيد طول عمره محولني سلعة ، علشان بس اللي يدفع ،وقولت مية مرة أيوووووة اتجوزت عبدالله بخطة ، لكن أنتِ بقا ليه بتكرهيني ليه ؟
سهير بعنف
"لأنك بنته شبه ، نسخة منه بس علي أبشع ، الكل مخدوع فيكِ ، تنكري أنك لسه علي إتصال بوحيد وبياخد منك فلوس ،تنكرى "
"لا منكرش ، بس عارفة ليه ؟ لأن وحيد تعبان قرصته والقبر ، برمي ليه شوية ملاليم ، وتيم يشهد أن مخدتش جنية واحد من الشركة ، بالعكس نجحتها وكبرتها ،عارفه ليه ؟ لأنه مال جوزى ،الراجل الوحيد اللي حسسني إني إنسانة ،لحم ودم ومشاعر مش ألة فلوس ، (واكملت بكسرة ) وعموما اعتبروا نفسكم مسمعتوش حاجة ، أنا صرفت نظر لأن أقرب حد ليا شايف أن أنا شيطانة ، أنا بس كان نفسي اثبت للكل أن فعلاً حياتي استقرت مع عبد الله وابقي أم ، اظن دا إحساس عادي وحلم بسيط بس لأني سما وحيد مليش حق احقق أحلامي "
هبت مكة وضمت سما بإحضانها هاتفه
"القرار دا يخصك أنتِ وبابا وبس ، وهو قال بداية كلامه أن قرار مش للمناقشة دا للعلم فقط (بنظرة تحذيرية ) يعني الموضوع اتقفل ،ولو دا هيسعد بابا ويريحك أنا أول واحدة موافقة وهبقي فرحانة جدا "
سمعوا جميعهم صوت ساخر يضحك بقوة ويصفق بحرارة
"براااااافو "
أغلقت مكة عيونها بقوة للتماسك ،لأنها تعرفت علي صاحب الصوت الساخر بسهولة ،ودعت إن لا يفضح سر الأمس ،الأمر والوضع لا يتحملان
تيم بغضب
"ودى بقا تمثلية جديدة ، ولا طريقة جديدة تكسبي بيها إهتمام أكتر وحب أكتر ، ويمكن ، يمكن ارضي عنك "
تيمور بنبرة حادة
"تيم مالك ،هي قالت إيه لكل دا ، بدافع عن حق ، علاقته كلامها إيه بكلامك دا ، وطريقتك ف الحوار "
تيم بتساؤل مصطنع
"تحبي أقول أنا ،ولا تقولي أنت ؟"
عبد الله بأعياء
"تقول إيه مش فاهم "
مكة بتحذير "تيم أوعي ،الكلام مش هيوجعني لوحدي ،هيوجع ناس كتير ، من فضلك "
تيم بغضب لم يري سوي أن يثأر لكرامته أخية وكرامته ، يثأر لوجعه الذي عان منه أيام وليالي بسبب دللها المفرط .
"خايفة ؟! مخفتيش ليه وأنتِ بتلعبي بينا ، مخفتيش ليه وأنتِ بتوجعينا وتجرحينا ،مخفتيش ليه وأحنا بنموت من القهرة عليكي وعلي تعبك (اكمل بصراخ ) مخفتيش ليه ؟"
تيمور بعنف "أتكلم من غير ألغاز ، في إيه ؟"
تيم اقترب من مكة مسرعاً وجذبها من داخل أحضان سما، بقوة لدرجة إنها كادت أن تسقط لكنه لم يبالي ، هو فقط يركز في ثأره منها تحدث وهو يحرك مكة بيده كصفور صغير
"الهانم مكنتش فاقدة الذاكرة وقت الحادثة ، كانت بتمثل علشان إيه ؟ (تسائل بأصطناع ) تفتكروا ليه مثلت ، علشان توقع تيم في حبها ، استغلت تيمور وقلبه علشان لعبة دنيئة ، من غير اخلاقيات لعبة أقل كلمة عليها لعبة قذرة ، بس أنا بقا هقولك اللي قولته ليكي بليل ، كنت بحبك يا مكة كنت ، لكن أنتِ بتصريحك إمبارح مسحتي كل الحب اللي في قلبي ليكِ ، أفرحي بخطتك تيمور لقي اللي حبته وعوضته وجعك سنين ، وأنا هلاقي واحدة تقدر تيم ،لكن أنتِ هتفضلي كدا لوحدك من غير حد جنبك ودا وعد مني وعد من حبيبك السابق وعدوك الحالي "
عبد الله جلس بصدمة جلية علي الكرسي وهو يردد "يعني إيه آيه عوضت تيمور ؟ وأزاي بنتي تكدب عليا ، ومش يوم لا دا سنين ، أزاي كدبتي وأنت عينك في عيني أزااااااي ، طيب تيمور ذنبه إيه ؟ دي تربيتي ليكي ، أنتِ امتا بقيتي بالجبروت والأنانية دي "
مكة بدموع " غصب عني كنتم عايزين مني أعمل إيه ؟
طول الوقت زي العروسة من إيد بابا ، ل إيد أبيه تيمور ، ل أيد سما وآية ،أنا مش لعبة أنا إنسان لحم ودم حبيت تمام حبيت واللي بحبه يوم يعاملني حلو وعشرة لاء ، طيب ليه ،عملت إيه ؟ معرفش ، لغاية ما اسمع وافهم السبب ،طبعا كلكم عارفين السبب هو أن أبيه تيمور بيحبني ،والمطلوب من مكة تنفذ وبس ، عمل إيه تيمور هرب سنة كاملة متخيل مني إيه احبه واتجنن عليه ، اتعودت علي عدم وجوده ،زي ما هو بالظبط اتعود علي عدم وجودي وحب آيه واتجوزها ، إيه الغلط اللي عملته ،حد يرد عليا ."
ووقفت أمام تيم بقوة زائفة "ولو أنت بطلت تحبني ، أنا عمرى ما هندم أبداً علي اللي عملته ولو رجع بيا الزمن هعمل دا تاني وتالت ومليون "
اقترب منها تيمور بهدوء متسائلاً "ازاي عملتي كل دا ؟
"مش مهم ازاي ، لكن لو أسفه علي حاجة فعلي إن مقلتش ل آية وسما إني بمثل يمكن مكنش كل دا حصل ، أسفة فعلا "
سما "أنا بقا مصممه افهم "
مكة وهي تنقل نظراتها بينها وبين والدها هتفت بحذر
"بلاش يا سما "
سما بعِند "لاء لازم "
مكة تنفست بعمق ثم نظرت للجميع وهتفت "انا هقول اللي حصل وبعدها هسافر تاني ومش هرجع هنا ، اصلاً حجزت بليل ، وكنت رايحة المستشفي اقدم استقالتي ، يوم الحادثة الصبح كنت نازلة وعديت علي غرفة تيم زي العادة ،ووقتها سمعت صوته بيتكلم ، الفضول كان هيموتني لغاية ما سمعت الكلمة اللي كنت هموت عليها ، وبحلم بيها أيام "
شردت مكة في الماضي ........
أمام غرفة تيم كانت تقف بالزي المدرسي علي أعتاب باب الغرفه ،حين سمعته يقول
"واضح أنها هتفهم قريب إن تيمور بيحبها ،كانت طايرة من السعادة بليل لدرجة إنها صدقت إن تيمور هو هديتي ، كان نفسي أحس أني شاغل تفكيرها .
-استمع تيم للطرف الآخر ثم تحدث بصوت عالي
"اعمل إيه أنا بعشق مكة ،وتيمور ميقلش عني أبداً يمكن بيحبها أكتر وضحك ساخراً شفت القدر أنا واخويا نحب نفس البنت ومش أي بنت دي مكة بنت عمي ، وعمي إستحالة يوافق عليا ، بسبب الإشاعات اللي بطلعها علي نفسي إن بتاع بنات ،بفضل اهزر واضحك وأنا بموت فالثانية ألف مرة ، ريح نفسك حب مكة لازم يدفن في قلبي ، دا الصح ،أنا هنزل قبل ما حد يصحي وخصوصا مكة "
أغلق تيم الهاتف ووضعه في جيب بنطاله ، وتحرك مسرعاً إلي الخارج ، ولم ينتبه ل مكة التي كانت الصدمة جعلتها لم تقوي علي الحراك من مكانها فاقت علي يد تيمور هي تهزها بلطف .
"مكة سرحانة ف إيه ؟"
"ولا حاجة ، يلا علشان الحق المدرسة "
عند سيارة تيمور.......
كان يضحك قائلا "عندي اسبوع أجازه، أنا هاوصلك ذهاب وعودة".
مكة بفرح "أوك يا رب السنة كلها تبقى أجازه".
ليبتسم " ماشي، يلا ادخلي بقى".
ولفت نظرة وجود سما وآية.
لتبادرهما مكة "صباح الخير".
سما بغل مستتر "صباح النور".
و تقول آية "كويس انك وصلتي، يلا اتأخرنا".
فردت "أوك" ووجهت حديثها لتيمور" هاستناك آخر اليوم يا ابيه".
ليرد و الابتسامة تزين وجهه "أكيد يا قلبي".
وانطلق تيمور وكانت مكة في قمة السعادة
لتقول آية " يا سيدي، الفرحه بتنط من عينيكِ".
" فعلا أنا فرحانه قوي، تيمور هيفضل على طول هنا، مفيش سفر
وتيم وفك التكشيرة، ورجع يهزر، حتى شوفوا دي هدية تيمور
ليا".
لتبادر آية " جميلة مبروك عليكِ".
و تتساءل سما " تيمور كل تيم وإلا إيه؟".
"إيه الهبل دا، لا طبعا، بس أصل يعني".
لترفع سما حاجبا "مالك بتقطعي زي الفون من غير سيجنل ليه؟".
لتتدخل آية مسرعة وبشفقه على مكة
"مكة انتِ بتحبي تيمور أكتر من تيم، أو بمعني تاني بتحبي تيمور وتيم عادي ابن عمك وبس".
سما بصراخ "آيه، بلاش كلام فارغ".
لتزفر مكة " سما من غير عصبيه، أنا نفسي مش عارفه، بس اللي
واثقه منه إني فرحانه بوجوده، ومش عايزاه يبعد تاني".
فرحت آية لأن مكة يمكن أن تهرب من فخ سما،
أما سما فحدث ولا حرج، كانت تود قتل مكة وآية في آن واحد،
و كانت مكة تسأل نفسها ..
هل فعلا تحمل في قلبها عشقا لتيم أم تيمور؟
وكانت الإجابة وواضحة هي عاشقة ل تيم ، هنا جاءت لها الفكرة وقالت إنها ستزيف مشاعرها وتستغل الغيرة التي هي بداخل كل رجل ، لكي يفهم إنها لن تكون إلا ملك له هو فقط ، ويعرف تيمور أيضاً أنه لن يسعد مكة أبدا.
عودة للحاضر المتشابك..........
سما تذكرت اليوم جيداً وتحدثت بحذر
"بس الحادثة حصلت بجد "
فهمت مكة خوف سما وتحدثت
"يومها شفت تيمور اللي تيم بيضحي بحبي علشانه ، مع بنت تانية "
ذهاب للماضي .......
هزت سما كتفيها "ولا قبلين، لازم أنا أبقى مرات تيمور، وساعتها كل الفلوس تبقى ملكي يعني ملكك".
ضيقت آية عينها بشك" طيب ما ممكن تبقي مرات تيم وتبقى المالكة لكل حاجة برده".
ضربتها سما على رأسها "مش بقولك غبيه، تيم هيمسك الشركات لكن تيمور بيعشق الشرطة، عمره ما هيفكر في الشركات والمصانع، هيبقى المال كله بين إيدي وبغمزة، وبين إيديكِ طبعا".
كانت آية تخشى من فكرة عدم إتمام دراستها، لذا أردفت بغل "موافقه".
لتبتسم سما بخبث " طيب بصي بقا، عطلي مكة، لغاية ما أعمل حاجة صغيرة قوي".
"تمام هاروح".
في ذلك التوقيت كان تيمور قد وصل، وارتجل من سيارته في انتظار مكة.
نظرت نحوه سما، بعينين يتملكهما الشر
" حلو قوي، لازم أقفل أي باب بينك وبين مكة".
واتجهت ناحيه السيارة لتنفيذ مخططها.
فتحت باب السيارة ودخلت ،جلست وتعمدت عدم غلق الباب لكي تري مكة ما يحدث .
تيمور بنفاذ صبر " خير عايزة إيه ؟"
" وحشتني إيه موحشتكش ، وبعدين هعوز إيه يعني ، كنت هقولك شاطر طبعا نسيت مكة غيابك بسرعة ، (واكملت بخبث )بس عمر ما مكة هتكون ليك ، لأنك ملكي أنا وبس "
خرجت مكة من البوابة الرئيسية للمدرسة وتحركت نحو السيارة وآية وراءها ليروا جميعاً مشهد جعلهم اقرب للأشجار من صدمتهم .
سما انتبهت للأقتراب مكة اقتربت من تيم بحنان زائف وقبلته قبلة شغوفه ، تحت أنظار مكة وآية ، هنا وكفي قبل أن يتخذ تيمور أي رد فعل لمح مكة وهي تهرول ، ولم تنتبه للسيارة القادمة مسرعة لتلقي حتفها .
عودة للحاضر المتشابك .........
سردت مكة ما حدث دون ذكر اسم سما حفاظاً علي والدها وعلي حياتهم ، يكفي إن حياتها انهارت تماماً .
عبد الله بإستبيان "جريتي ليه ؟"
"كنت عايزة الحق تيم واقوله أن اللي بيضحي علشانه ،عايش حياته ومقضيها "
تيم بضيق "بعد الحادثة ليه مثلتي ، كنتي قولتي الحقيقة يمكن
مكة مقاطعه حديثه بغضب جلي "ممكن إيه ، ها إيه ، أنت حتي مستنتش افوق وتطمن عليا أنت قررت زي العادة بالنيابة عني ، وأنا حبيت احطك قدام نفسك لو فعلا اللي طلبته مني وأنا نايمة حصل كنت هتعمل إيه "
سما مستغربة "طلب إيه ؟ تيم دخل عليكي زينا وأنتِ فوقتي قولتي خطيبك وحبيبك ، يبقي ازاي "
مكة "هقولكم "
ذهاب للماضي ............
في المستشفى كان الجميع يقفون والخوف ينهش ملامحهم بقسوة، كان تيم يلتهم الجميع بنظراته ليستشف ما حدث وما أوصلهم لهذا الموقف الصعب، تيمور كانت نظراته كلها وجع ولوم، أما سما وآية كانتا منهارتين تماما وتحتضنان بعضهما وتبكيان بغزارة، أم عبدالله فقد كان يقف وعلى أكتافه حمل أعوام بسبب ما حدث.
قطع الموقف المهيب صوت فتح الأبواب
وخرج الممرضون يجرون السرير المتحرك، وعليه مكة غائبة عن وعيها، التف الجميع حول السرير بلهفة
فصاح عبدالله بضعف "هي كويسة؟، صح؟".
الدكتور بعملية " هو في كسر في الدراع اليمين، لكن المشكلة الأكبر في إصابة المخ و دي مش هيبان أضرارها إلا لما تفوق".
تساءل تيمور بخوف "وهي هتفوق امتى؟".
أجابه الطبيب " دا في إيدها هي".
ليصيح تيم بإنفعال " يعني إيه في إيدها؟، انتم بقالكم ساعات جوا وخارج تقولي في إيدها هي".
تنهد الطبيب بتقدير لحالتهم " الإصابه شديدة، وممكن تدخل في غيبوبه، فحاليا محتاجين تدعوا ليها وبس".
سكت الكل بينما تلهج ألسنتهم بدعاء صامت.
....................
انتقلت مكة لغرفة داخل الرعاية المركزة
و انفرد تيم بتيمور ليستمع منه ما حدث
" تيمور فهمني حصل إيه؟".
تيمور بهدوء مزيف محاولا السيطرة على ما به
" بعدين، بعدين".
ليستبد الغضب بتيم "هو إيه اللي بعدين؟، انت هتجنني!،
بس هاعرف يعني هاعرف".
ليزفر تيمور بغضب "ارحمني بقى، أنا ساعة ما شفت شكلها وهي على الأرض غرقانه في دمها، وأول ما وصلنا الدكتور قال مفيش نبض، كنت باموت، حرام عليك، كفايه بقى".
ليقول تيم بإشفاق عليه "ماشي، يا تيمور هاسكت".
وأكمل هامسا بغل واضح "بس الموضوع مخرجش من إيد البنتين دول، أنا متأكد".
بينما همست آية لسما والخوف جلي على محياها
"سما تفتكري مكة هتعيش؟".
سما وهي تجفف دموعها وبادلتها الحديث هامسة
"أكيد هتعيش، هي مش ضعيفه علشان تروح بالسهولة دي".
لتتعجب آية "هو اللي حصل سهل!!، طيب إزاي بس؟".
سما بنظرة تحذيرية "اسكتي خالص، وأكيد مكة هتقوم، وأي حاجة بعد كدا سهله".
تيم تحرك بدون أن يشعر بهِ أحد ودخل غرفة مكة بهدوء ، كان يريد أن يطمئن قلبه عليها ،قبل أن يرسم الجمود أمام الجميع ، دخل وكانت نائمة يدها داخل الجبس ،وعلي رأسها الضماد ووجها كوجه الموتي ، اقترب منها ولمس يدها بأناملة وهو يهمس بجانب أذنيها
" خضتيني عليكي يا برنسيس مكة ، اه لو تعرفي كمية الوجع والعجز اللي حسيت بيهم أول ما وصل الخبر ، ولا طول ما أنتِ جوا العمليات كنت بموت بجد ، أقولك سر يا مكة بحبك وعمرى لحبيت ولا هحب غيرك ، هتفضلي حلمي اللي عمره ما هيتحقق أبداً ، بس مش مهم المهم إنك تبقي كويسة ومبسوطة ، حتي لو هفضل اتفرج علي سعدتك مع تيمور ، تيمور اخويا وبيحبك وهو هيسعدك اكتر مني ، وأنا هبقي مبسوط بسعدتكم أنتم الأتنين ."
اقترب من رأسها وقبلها بهدوء وخرج كأنه لم يدخل من الأساس ، لم يدرك إنها استيقظت واستمعت حديثه وهنا كان قرارها ، سوف تثبت له أولا وللجميع ثانيا إن لم يعيش إنسان سعيداً وهو بعيداً عن حبيبته ، قررت اللعب بالنار التي ستحرقها هي أولا ، لكن لا يهم المهم أن يرتجع الجميع عن معاملتها كأنها عروس خشبية هم فقط من يحركوها . وبدأت التمثيل التي اتقنته وببراعة .......
......................
بداخل غرفة الرعاية
كانت مكة تحاول أن تفتح عينيها، ولكنها كانت تشعر بثقل غريب عليهما، وكلما حاولت، كانت تشعر أن رأسها يكاد أن يقسم لنصفين، لكن استمرت في المحاولة، حتى أثمرت محاولاتها النجاح، وقامت بفتح عينيها، و بدأت شفتاها في التحرك للتحدث
ليقول الطبيب متنهدا بأريحية
" حمد الله على السلامة يا آنسه".
لترد بتعب وتيه " الله... يسلمك، أنا.... فين؟".
ربت على كتفها "متتعبيش نفسك، بس تقدري تقولي ليا اسمك إيه؟".
"آه.... مم...مكة.. اسمي... مكة".
" يا ترى فاكره اللي حصلك؟".
قامت مكة بفتح وإغلاق عينيها أكثر من مرة، ثم هتفت و قد سيطرت على نفسها في الحديث قليلا
" أيوه كنت ...خارجة من المدرسه وباجري ...علشان ألحق تيمور... وبعدين مش فاكره".
" طيب مين تيمور؟، أخوكي".
"لا تيمور ابن عمي، وحبيبي، وفي حكم خطيبي".
"آه تمام كده، انت كدا كويسه، وشويه وهادخلهم يطمنوا عليكي".
" ميرسي".
وخرج الطبيب ليبشر تلك العائلة المنفطرة الفؤاد على ابنتهم
و كان عبدالله هو أول من سارع بالحديث
"بنتي كويسه؟".
ليبتسم الطبيب " أيوه، الحمد لله كويسة جدا، و اتكلمت وسألت على تيمور".
ابتلع تيمور ريقه بغصة " عليا أنا!!".
"أيوه، حبيبتك مستنياك، مالك مخضوض ليه؟".
ليقول تيمور متعجبا " حبيبتي أنا!!".
فسأله الطبيب بشك "مش انت ابن عمها، وحبيبها، و في حكم المخطوبين، وإلا فيه تيمور تاني".
تيم بعدم فهم للطبيب "هو دا تيمور، بس ليه بتقول خطيبته؟".
" مش أنا اللي باقول، مكة اللي قالت إنها خرجت تجري علشان تلحقك ولما سألتها مين تيمور؟، قالت ابن عمي، وفي حكم خطيبي".
اندهاش، صدمة سيطرتا على الجميع و خاصة تيمور، بعد أن ألقى الطبيب جملته ورحل من أمامهم وهم لا يفقهون شيئا، كيف لمكة أن تقول أنها خطيبة تيمور؟!!.
.................
عودة للحاضر المتشابك........
انتهت مكة من السرد وأحست إنها وأخيرا حره ، لم تحمل هذا العبء فوق أكتفاها ثانيا .
"دا كل اللي حصل ، وزى ما قلت ،لو رجع بيا الزمن هعمل دا تاني وتالت ، علشان أنا مش لعبة فأيدكم أحب مين واتجوز مين ، أنا بشر ، وأنت قولت هتبقي سعيد لو بقيت معاه ومراته ، كنت مبسوط وأنا معاه ، كنت مبسوط وإحنا في حضن بعض ، اجوبك أنا لاء عمرك ما كنت ، ولا هتكون مبسوط وأنت مش مع حبيبك ، التضحية هنا غباء ، وأنا كنت عايزة احسسك بس لحظة غباء ممكن تضيع عمر كامل ، أظن كدا أنا ريحتكم وزى ما قولت أنا حجزت وهسافر ، وأني لو مديونة بإعتذار ف لتيمور وآية الله يرحمها وبس ، غير كدا لاء "
وتحركت لكي تخرج وجدت تيم يمسك يدها ويتحدث نادماً
"بلاش سفر ، أنا وأنتِ عرفنا غلطنا ، ومش هنكرره هتمسك بيكي المرة دي وهحارب أي حد ، وأنتِ هتسمحي وتفضلي ، كلنا غلطنا وبنحتاج فرصة نصلح فيها اللي حصل "
مكة بكسرة "فرصة ، اممم فرصة علشان ترجع تسبني وتتخلي عني لأي سبب ، ولا نسيت كلامك اللي قولته امبارح ودلوقت إنك بطلت تحبني ، كان نفسي تديني امبارح فرصة ، علشان اثبت ليك إني مش وحشه ، أنا كنت عايزة افوقك قبل ما اتعب من هجرك واقرر أكمل حياتي مع أي حد ، دا كان هدفي ، لكن خلاص مع الأسف أنت حكمت وأنا قررت المرة دي انفذ حكمك ، لو زمان منفذتوش ، فالنهاردة لاء ، عن اذنكم "
قطع اي حديث صوت ينادي علي تيم بنعومه
اردفت سما مستغربة "فيروز "
فيروز وهي تقترب من الجميع وبالأخص تيم وتقف إلي جواره وتقبله علي خديه
"وحشتني ، مقدرتش اعيش ف سويسرا أكتر من كدا ، رجعت وقولت لمامي أن مشروع جوازنا اللي اتأجل زمان بسبب جناني هكمله ، إيه مفيش أهلاً وسهلاً بيا "
كانوا الجميع يتبادلون النظرات بالصدمة أما مكة لم تفهم من هذه ، وما الذي تهزي بهِ ، لاحظت اقتراب فيروز منها وهي تتحدث .
"أنتِ مكة صح ، أنا فيروز خطيبة تيم ، اتخطبنا وأنتِ مسافرة ، حمد لله على السلامة "
مكة بصدمة نظرت لتيم بقهرة , وتحدثت بقوة
"اه أنا مكة ، اهلا بيك ، يا خطيبة أخويا "
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا