مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الخامس عشرمن رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى.
رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى - الفصل الخامس عشر
اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة
رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى - الفصل الخامس عشر
جلس بسول فى مكتبه بمنزله الخاص الذى لا تعلم زوجته الحالية عنه شيئا والذى كان يخص نسمة فيما مضى ، قلبه يغلى حقدا لتفضيلها غيره واختيارها رؤوف دون الجميع .
ترى هل تعلم ما الذى يربطه ب رؤوف ؟؟
هل تعلم ما اقترف فى الماضى الذى تلا هروبها منه ؟؟
وهل سبب ارتباطهما الانتقام منه ؟؟
ارتفعت شفته العليا بتهكم ؛ وما الذى يمكنهما فعله ؟؟
هو لم يعد بسول الذى كان فيما مضى .. لم يعد لديه ما يخشاه .. لم يعد هناك ما يعجزه فعله .. لقد أصبح شخصا جديدا تفنن هو فى تقوية دفاعاته .
هو يأخد ما يريد .. يحصل على كل ما يراود أحلامه .. وإن وجدت صعوبة كان الأمر أكثر إثارة ..
أصبح اروع ما يحصل عليه قهر أحدهم وإعلان سطوته ..
ولا يترك خلفه اى فوضى فكل ما يحدث ينسى بمجرد أن يدير له ظهره .
تقدم قائد حرسه : تحت امرك يا فندم
نظر له دون أن يتحرك : عاوز اعرف هم فين ؟؟ ماحدش يحس بيك ولا تعمل حاجة من غير ما ترجع لى .
أومأ الرجل بإحترام وغادر ليعد بسول إلى أفكاره .
**********
خرج الأطباء من الغرفة التى ترقد بها آيات بوجه متجهم : ليه انتظرتوا تدهور بالشكل ده ؟؟
زاغت الأبصار نحو الباب الذى فتح والفراش الذى يدفع عبره ليتساءل يزيد : واخدينها على فين ؟؟
نظر له الطبيب : العناية طبعا دى لازم يتنقل لها دم أول حاجة وبعدين نشتغل على الكسور ونعمل إشاعات نشوف سبب الغيبوبة اللى رجعت لها .
غادر الأطباء ليهرول هو مغادرا أيضا
نظر سالم فى أثره بأسف لتقول زوجته : ماعاوزينش سعد يمسك فيه تانى .
تحدث سالم بهدوء : انا عكس الكل .. الولد ده صعبان عليا .. ماخابرش إيه فيه بس حاله عچب .
***************
دخل طايع إلى متجر ريان حيث ينتظره وولده تريم الذى وقف احتراما له ليربت فوق كتفه .
جلس ثلاثتهم ليتساءل ريان : كلمت نسمة لما وصلت ؟
طايع : كلمتها .. هى لسه مافهماش .
نقل تريم نظره بينهما : انا لحد دلوقتي رافض اللى بيحصل .. اللى زى بسول ده يا عمى محدش هيقدر يثبت عليه حاجة .. ده عنده جيش مهمتهم بس ينضفوا قرفه .. الموضوع ده فيه مخاطرة كبيرة على نسمة قبل اى حاجة .
تنهد طايع : نسمة الخطر عليها فى كل الأحوال .. بس دلوقتي كلنا مراقبين اللى بيحصل .
اعترض ريان : بردو يا طايع ده إنسان مختل يتخاف من رد فعله .
مسح طايع وجهه : ريان انا مامتحملش .. من ساعة ما سافرت وانا صدرى جايد نار ..
دار ريان بمقعده يتوارى عن أنظار طايع بينما قال تريم : ليه يا عمى ؟؟ نسمة مع جوزها واظن واحد زى رؤوف مستحيل يسمح تتأذى ده يفديها بروحه .
بس هى مارضياش عن الچواز يا تريم
نفث طايع مخاوفه ليتحدث تريم : لا راضية يا عمى وقالت كده قدامنا كلنا .. نسمة جواها صراع مش قادرة تحسمه ومااظتش كانت هتقدر ابدا من غير مساعدة .
عاد ريان ينظر لهم : وهنعمل إيه دلوقتي ؟؟
هز تريم كتفيه : نستنى .. مش وصيت اخوالى ؟؟
طبعا .
أكد ريان ليتابع طايع : ربنا يستر انا شددت على ضاحى ريتا ماتعرفش حاچة واصل
تفهم ريان مخاوف طايع كما هو واثق أن ضاحى ما كان ليجازف بإخبار زوجته اى مما يحدث .
لن يفعل اى منهم . لا ضاحى ولا رفيع .. هو نفسه أخفى أكثر الحقيقة عن زوجته .
**********
وقف الفرس مجددا على قائمتيه الخلفيتين اعتراضا على امتطاء رؤوف الذى ضحك ناظرا ل سويلم : معاك حق .. مش كل الهادى طيب ..كنت فاكر دى صفة فى البنى ادمين بس .
لاحظ سويلم تحول ملامحه ليجدها فرصة لمعرفة بعض المعلومات عن هذا المجهول فيتساءل : وانت اصلا منين ؟
من البحيرة
اجاب رؤوف بهدوء وهو يترجل عن الفرس : إحنا عيلة عريقة جدا فى البحيرة
تابع سويلم : بس انت بعدت عن عيلتك دلوك !!
نظر له رؤوف يستشف سبب التساؤل ، ظل سويلم ينظر له دون أن يهتز ليتحدث رؤوف : ايوه وشلت اسم العيلة من بطاقتى كمان .. يعنى مش هتعرف توصل للعيلة .
ضحك سويلم : واوصل للعيلة ليه ؟؟ اللى يهمنى منها واجف جدامى اهه .. تفتكر يا رؤوف إحنا يهمنا حاچة من عيلتك ولا من ناسك ؟؟ إحنا ناس واعرين مايغركش الطيبة ..
قاطعه رؤوف : ده تهديد !!
ابتسم سويلم وهو ينزع السرج عن الفرس : انت اللى تحدد.. إحنا تهديد للى يأذى .. دلوك انت منينا .. اخدت حتة منا تبجى منينا .. يا تحافظ عليها وتضل منينا يا تأذيها ونبجى تهديد .
عقد رؤوف ذراعيه : وليه مااذتش اللى اذاها قبل كده ؟؟
وقف سويلم أمامه بتحدى : هى بدها إكده .. بدها تبجى على صورة زينة لولدها .
صمت خيم عليهما فور إعلان سويلم أن عدم إيذاء بسول مسبقا برغبة من نسمة .
احتدمت المشاعر بصدره لتزيد من ارهاقه الذى لا يجب أن يظهر ابدا .
ادار له ظهره خوفا من استشفافه ما يعتمل داخله فهذا الرجل ليس بهين .. جميعهم كذلك .
هو يتعجب وصولها لقبضة هذا المهوس المختل وهى بكنف مثل هؤلاء ..
لقد كان اختيارها ..
وحمايته مطلبها ..
هذا وحده كافيا لاستعار صدره وغليان دمائه .
**************
جلستا تتحدثان تحاول بسمة جاهدة لرفع معاناة شقيقتها التى تعلم جيدا أنها لن تعترف بها .
تعالى صياح التوأمين مع هرولة هبوطهما : تيتة ريتا جت
اعتدلت نسمة : هى عمتو بتيجى لك كتير ؟؟ الولاد فرحانين اوى انها جاية
اسرعت بسمة نحو المرآة : هى وعمو ضاحى عندى علطول .. اكيد جاية تسلم عليكى .. المفروض رؤوف يكون هنا .. هنقولها إيه ؟
ابتسمت نسمة بمشاغبة : الحقيقة طبعا .. انك سربتيه علشان تستفردى بيا
ضحكت وركضت لتلحق بها بسمة : استنى يا مجنونة اوعى تقولى كده .
فتح باب الغرفة وهرولت منه نسمة تتبعها بسمة لتتسع الأعين .
كانت رنوة وريتاچ لازالتا قرب الباب والصغيرين يتمسكان بكفى ريتاچ ، هرولت نسمة تجاههم لتقول : إلحقينى يا عمتو بسمة بتسرب جوزى زى القطط
نظرت لها بسمة بتوعد ليضحك الصغيرين ويتحدث عابد : ماما وخالتو بيعملوا زينا يا رائد .
زاد تورد وجه بسمة وهى تقترب متغافلة عما يقال : وحشتينى يا عمتى
أمسكت ريتاچ أذن بسمة : بتسربى جوز اختك ليه يا بسمة ؟
انااا ؟؟
تساءلت ببراءة مصطنعة : ده هو اللى طفش منها هههههه .
حصلت نسمة على نصيبها من الحرج : منى ؟؟ طفش منى انا ؟؟ طب تعالى هنا .
ركضت بسمة تلاحقها نسمة هذه المرة لتنظر لهما رنوة : الحمدلله عيال البيت زادوا اتنين ههههه .
لم يكن سوى ريتاچ يعلم أن الرجال بالقرب من الباب وتلك المشاغبة الدائرة بالداخل تصل لهم بالتأكيد فقد تركت زوجها بصحبة سويلم ورؤوف الذى تعرفت عليه للتو ينتظرون رفيع الذى أوشك على بلوغ المنزل .
اقترب رؤوف من أذن سويلم هامسا : مراتك بتسربنى .. دى اصول بردو ؟؟
رفع سويلم حاجبا بتحدى : مرتى تعمل اللى بدها إياه .
ابتسم رؤوف فتلك المشاعر التى يراها تدور فى هذا المنزل تروقه كثيرا . وصل رفيع ليتساءل : واجفين برة ليه ؟
وقبل أن يلقى اللوم على ولده أشار ضاحى بعكازه نحو الداخل ليسمع صوت الضحكات فيحمحم بقوة ثم يقول : لو وجفتوا للصبح ماهيبطلوش ضحك .
تقدم الجميع وعينيه تمشط الانحاء ليجد الجميع جلوسا حتى الصغار إذا قد وصل تحذيره المسبق ليهتف : اتفضلوا .
ورغم أنه الأغرب بينهم إلا أنه تقدم بثقة .. هذا البيت يدخل لقلبه السكينة التى هو فى أمس الحاجة إليها ليتمكن من إقصاء مشاعره والاهتمام بحمايتها فقط .
***************
اتجهت چودى تحمل الطعام نحو الغرفة حيث مكثت رنا طيلة اليوم متهربة من التساؤلات الصامتة .
وضعت الطعام أمامها وتحدثت فورا : قررتى إيه يا رنا ؟ محمود اتصل بخالك تلت مرات من الصبح .
نظرت لها رنا بحيرة : مش عارفة يا طنط .. انا مش حمل تجربة فاشلة تانية .. ومش حمل العيشة لوحدى تانى .. انا تعبت جدا الشهور اللى فاتت .. بس مش عاوزة ارجع لبابا .. انت عارفاه
تنهدت چودى بصمت ؛ العائلة كلها تعلم جيدا طباع يامن والد رنا بقدر ما هو شخص يظهر التحضر فى كافة حياته إلا أنه لا يقبل الخطأ وكثير اللوم بشكل مرهق نفسيا ، لذا تلجأ والدتها إلى أخيها ساهر فى إدارة كافة أعمالها الخاصة فالهفوة الصغيرة يمكنه لومها عليها لأشهر .
حملت فرح تهدهدها وتساءلت : طيب بينى وبينك .. انت معترضة على مازن ؟
زاد تجهم رنا : هو كشرى علطول بيزعق ويستهزأ بيا .. بس صراحة ماانكرش لما شوفته برة الشغل طلع غير كده .. حتى يوم المستشفى كانوا فاكرينه جوزى وهو فضل ساكت لحد ما سألنى .. مش عارفة انا مش قادرة اقرر .. خايفة .. خايفة اوى
ربتت چودى فوق كفها : طبيعى تخافى يا رنا انت مريتى بتجربة مش سهلة ابدا .. وطبيعى تخافى تقررى قرار مصيري زى ده لوحدك تانى علشان كده بتكلم معاكى .
رفعت رنا عينيها عن الطعام تنظر لها : حضرتك شايفة إيه ؟؟ مازن تقبليه ل دنيا ؟؟
ابتسمت چودى : دى لو مش اكبر منه كنت أنا خطبته ليها
ضحكتا لتتابع چودى : شوفى يا رنا مازن زمان اتجوز وفشل ورغم كده قدر يحافظ السنين دى كلها على علاقة محترمة بطليقته علشان بنته . هو راجل متفهم اكيد واللى زيه ترمى عليه الحمل وتطمنى .. والأهم من ده إن لو لا قدر الله ماحصلش وفاق هيبقى بردو محترم .. لا بهدلة ولا مساومة ولا إهانة .
تنهدت رنا وهى عاجزة حتى الأن عن اتخاذ القرار الذى ينتظره الجميع لكنها لا تنكر أن جودى محقة تماما .
*****************
جلس محمود بإنهاك متسائلا : مازن مارجعش ؟؟
هزت حياة رأسها نفيا بحزن فقد غادر مازن فى الصباح الباكر إلى وجهة غير معلومة .
حاول أبيه طيلة اليوم إيجاده بأحد المتاجر أو المصنع لكنه لم يتوجه لأى منهم .. كما أن هاتفه مغلق طيلة اليوم .
ورغم القلق الذى يسيطر على محمود ابتسم أخيه وأخبره أنه سيعود وحده حين يتخذ قرارا يشعر بصوابه .
نظر محمود نحو زوجته بحيرة : رنا وافقت .. وهو اختفى .. اعمل ايه دلوقتي ؟؟
انتفضت حياة بسعادة : وافقت بجد !!
أومأ بصمت لتصمت لحظة ثم تتساءل : محمود هو محمد لما سافر قبل فرحه هو ووفية راح فين ؟؟
هز كتفيه : مااعرفش يا حياة .. وده دخله إيه فى مازن ؟؟
اسرعت تجيب : ماهى نفس الحكاية ..وقتها محمد كان بيصارع نفسه بين الواقع اللى هو عايشه والحياة اللى نفسه فيها ومش قادر يعيشها .. مازن دلوقتى فى نفس الوضع .. ناخد فكرة بس يمكن تقدر نتوقع مكانه
أخرج محمود هاتفه : تصدقى صح .. انا هسأل محمد
******************
هزها دياب برفق : دينا .. دينااا
فتحت عينيها لتراه بتشوش فيتابع : جومى الولد چاعوا .. رچعوا من بدرى .
جلست بخمول لتشعر بدوار أرغمها على الإستلقاء مجددا : ماجدراش يا دياب .
أعاد دياب احكام الدثار : خلص نامى وانا هشوف حاچة اوكلهم وابجى اصحيكى تاكلى ونروح نسلم على نسمة وچوزها .
شعر أنها لم تستمع لنهاية حديثه وقد انتظم تنفسها وعادت للنوم . غادر الغرفة بهدوء ليتجه للمطبخ بحثا عن طعام للجميع فهو أيضا يشعر بجوع شديد .
جلس وطفليه يتناولون الطعام بينما يصمت عمير بشكل مريب ، نظر نحوه متسائلا : مالك يا عمير ؟ البسة اكلت لسانك ؟ ليك يومين ساكت مش عوايدك !!
نظر له عمير ليرى حزنا شديدا فيزداد دهشة : واه .. ده انت زعلان بچد !!
لم يتحدث عمير لتبدأ أفكاره بالعمل ، ربما تعرض لمضايقات بالحضانة !!!
ربما تشاجر مع بعض الصغار !!
وربما يحزنه قدوم صغير للأسرة !!!
فضل الصمت حتى أنهى الصغير تناول قدرا يسيرا من الطعام وغادر الطاولة بنفس الصمت الهادئ ، نظر نحو ابنه الأكبر ليتحدث صهيب فورا : عمير زمجان .. غيران بيجول امى هتچيب عيل چديد تحبه وتهمله هو .
تساءل دياب بجدية : هو اتحدت وياك ؟
أومأ صهيب : لاه انا سألته وماكانش عاوز يتكلم
أومأ دياب بتفهم ، هو يعلم أن التغافل عن مشاعر الصغار قد تؤدى لكارثة فى تنشئتهم لذا عزم على زيادة الاعتناء بهذا الصغير وسينبه زوجته لتفعل فهو وإن أصبح له عشرة من الأطفال لن يتغافل عن أيهم .
سيرعاهم جميعا ويمنحهم نفس القدر من الحب الذى تمنى لنفسه الحصول عليه من أبيه أو أمه .
لن يعانى صغاره ما عاناه مهما كلفه الأمر .
*****************
دخل إياد وكان والديه ينتظران عودته ، لقد اخبر خضر طايع أن إياد بمقابلة خاصة يفضل أن يسأله عنها شخصيا ، يبدو الأمر مزعج ل خضر .. حديثه عن تلك الفتاة .. أو علاقة إياد بها .. رغم أنه أخبره أن الفتاة تعشق صغيره مسبقا إلا أنه لا يقدم وجهة نظر خاصة عنهما مهما حاول طايع استدراجه ليفعل ويصر على أن الأمر بيد إياد ويخصه وهو أولى بالحديث عنه .
وقف أمامهما ليتساءل طايع : اتأخرت ليه يا إياد ؟
اجاب بجمود : كنت فى المطار بحجز علشان اروح ل بسمة بكرة
استنكرت ليليان بحدة : روحت المطار لوحدك ؟؟
انفعل فورا : جرى إيه يا ماما هو انا عبيط مااعرفش اروح حتة لوحدى ؟؟
تعجبا لتلك الحدة بينما اسرع يقبل رأس أمه التى قالت : مش قصدى يا حبيبى
انحنى يلتقط كفها معتذرا : انا اااسف يا مامااا انااا مخنوووق .. تعبااان
جذبته لتضمه دون أن تتحدث فالتخبط الذى يبدو به مؤلم فعليا ، استكان بين ذراعيها يبحث عن ملاذ ينجيه من تلك الدوامة التى سقط فيها .
ربت طايع فوق كتفه بحنو : مش جولنا ماتروحش لخيتك دلوك ؟؟
عاد للحديث بتخبط : محتاج بسمة يا بابا محتاجهااا
أشارت ليليان لزوجها : خلاص يا طايع سيبه يروح .. هتاخد فارس يا إياد ؟؟
هز رأسه نفيا ثم انسحب من بين ذراعى أمه ليتجه إلى غرفته مباشرة وكأن هناك من يطارده
****************
هرول يزيد داخل المنزل ليستوقفه أبيه الذى يبدو عليه الغضب الشديد : وبعدهالك يا يزيد ؟؟ چدك كل يوم يستنظرك تعاود وانت ماعوزش تريح جلوبنا ليه ؟؟
اخفض رأسه معتذرا : حجكم على راسى يا بوى .. من النهاردة مهتأخرش واصل .
تلفت حوله : فين چدى ؟؟
انخفضت حدة حسين : لسه مدخله اوضته يرتاح .. انت خابر الجعدة بتتعبه .
أمسك جلبابه : هغير خلجاتى واطل عليه لازم ارچع ل آيات جوام
هرول خطوتين ليمسك ذراعه متسائلا : انت روحت ل آيات ؟
يزيد : روحت لها ونجلتها مستشفى تانية ومش ههملها إلا لما تطلب منى .
رأى حسين أنه مستعد حاليا للمضى قدما بحياته ، لكنه يعلم أن آيات ليست كذلك ..
ربت فوق صدره : بس خلى بالك من الحديت فيه حديت بيبجى من شدة الوچع يوچع وزى ما وچعنا لازم نتحمل
أومأ يزيد وهو متفهم فعليا لما يقوله أبيه الذى تركه ليتحرك فورا .دخل الغرفة لتستقبله نسائم عطرها التى لم تبرح المكان رغم غيابها عنه لأيام .. لابد أن أبيه أمر بعدم تنظيف حجرته .. كم هو رجل حكيم يعلم كيف يستخدم أقل المعطيات للوصول لنتيجة جيدة .
استنشق هذا العبق الذى يعشق حتى امتلاء رئتيه ثم تريث فى زفيره مبقيا عبقها قرب قلبه لحظات عله يستكين .
***************
جلست فيروز فوق الأرجوحة التى تشغل جزءا كبيرا من شرفة غرفتها .. لقد صممت تلك الشرفة بنفسها لتمنح نفسها راحة تامة ، زجاج ملون بلون وردى خصيصا لها .. تتساقط الأشعة الملونة عبره فوق ارجوحتها بينما تمر النسمات عبر نافذتين متقابلتين بدقة فى الزجاج تسمحان بمرور النسمات دون البرودة . وعدة أرفف جانبية يحمل أحدها جهازا حديثا للصوت ويحمل الأخر عدة روايات انتقتها بعناية ثم تزين البقية بعدة تحف باهظة الثمن والورود التى تقطف لها يوميا من تلك الحديقة الرائعة التى تطل عليها شرفتها ..
كثيرا ما تقضى الوقت فى هذه الشرفة المصممة لراحتها . لكنها اليوم تعكف فيها منذ عودتها من هذا اللقاء الذى كان على غير ما تمنت .
هى لا تستطيع الحديث مع أبيها اليوم .. ربما لن تفعل فى القريب
لكنها ستفعل حين تكون مستعدة لذلك .
****************
نظر سويلم نحو رؤوف شاعرا بتشوشه ليشعر بالحرج من بقائهما لهذا التوقيت بينما زوجته لا تشعر بالوقت مندمجة بكل كيانها مع نسمة .
حمحم بحرج : بسمة كفاية إكده خليهم يرتاحوا .
انتفضت وكأنها كانت غائبة فعليا أو نست تماما وجود هذا الغريب .. لامت نفسها وهى تقول : معاك حق يا سويلم .
وقف سويلم ليضطر رؤوف للإستقامة التى لم يكن مستعدا لها بهذا التوقيت نهائيا وقبل أن يتحدث ترنح بشكل افزع الأعين ليسرع نحوه سويلم لكن اجتذاب الأرض كان أكثر سرعة فارتطم بالأرض لتشهق نسمة وقد اختلطت مشاعرها تماما .
إلتفوا حوله ليجفف سويلم تعرفه مشيرا لشحوبه : هو چرى له إيه ؟؟ التعب مايعملش إكده
نظرت بسمة لشقيقتها التى تعبر ملامحها عن فزعها متسائلة : هو عنده سكر ؟
هزت رأسها : ما اعرفش
كان ردها أخر ما تمنت بسمة سماعه لتسرع بمجاذفة نحو الطاولة وتمسك علبة السكر تقدمها لزوجها : سويلم حط له سكر تحت لسانه أو جمبه بسرعة .
نفذ سويلم ثم حمله للأريكه ليبدأ بعد دقائق طويلة يفتح عينيه فيكن وجهها أول ما انكشف مع تشوشه ليبتسم لهذا القلق البادى عليها فيزيد شحوبه .
دارت عينيه حتى وصلتا لسويلم ليتهكم : هو انا مت ولا إيه ؟؟
وكزه سويلم منفثا عن قلقه لتتساءل بسمة : ازاى ماتقولش إن عندك سكر .
قاوم شعوره بالدوار ليعتدل جالسا : ماحبتش اعمل لكم ربكة .
تابعت بجدية : بتاخد إيه ؟
اختطف لها نظرة حرجة : انسولين
اومأت بتفهم وهى تقول : هنسيبكم ترتاحوا دلوقتى ونطمن عليك الصبح .
أمسكت كف نسمة التى سارت معها لتقول : مالك خايفة كده ليه ؟؟ السكر مرض تعايش هتتعودى .
تساءلت نسمة بقلق : وافرضى جرى له كده تانى وانا لوحدى اعمل ايه ؟؟
أجابت بهدوء : بصى يا نسمة غيبوبة السكر حاجة من اتنين .. يا سكر عالى يا واطى .. طبعا مش هتفرقى بينهم بس اى غيبوبة أدى له حاجة حلوة علطول لو السكر عالى مش هيحصل حاجة إن شاء الله الخوف من السكر الواطى لأنه لا قدر الله بيوصل للوفاة علشان كده بندى له سكر .. إذا فاق علطول كده يبقى سكره كان واطى والأزمة عدت على خير مافقش يبقى سكره عالى ويتنقل مستشفى .
رأت شحوب نسمة يزداد لتنهرها برفق : ماتبقيش خوافة يا بنتى هو اصلا مش هيتعرض لغيبوبة طول ما هو مواظب على جرعته فكريه بيها احسن
تنهدت نسمة بقلة حيلة فهى لا تملك الأن إلا الصمت .
اخيرا غادر الجميع ، لقد أعاد له اليوم ذكريات طالما أراد تناسيها .
يشعر بإنهاك شديد ورغبة فى الراحة فهو لم يحظ بنوم مريح ليلة أمس وليضف لهذا تلك الغيبوبة التى سقط فيها ليكتمل يومه السئ .
لازالت جالسة منذ غادر أقاربها ليقترب من مقعدها بعد شعوره بتحسن يكفيه للحركة : مش هتنامى يا نسمة .
لاحظ انشغالها بالهاتف لتقول : لما اكلم فارس هبقى انام .. اتفضل انت
تلفت حوله : هتنامى فى اى اوضة ؟؟
شعرت بالراحة لمجرد عدم نيته أن تجمعهما غرفة واحدة فأجابت فورا : انا متعودة انام فى الأوضة اللى فيها الشنط .
تحرك فورا : يبقى هاخد هدومى وانام فى الاوضة اللى جمبك لو عوزتى حاجة بالليل صحينى انا نومى خفيف .
ابتسمت لتلك الدعوة المستترة وتغافلت عنها وعادت لمحادثة فارس عبر الموقع الالكتروني بينما تحرك فورا ليحمل حقيبته ولم يحاول فتحها بل استلقى بكامل ملابسه ليغفو فى لحظات .
**************
حملت بسمة حقيبة واتجهت للخارج : سويلم نسيت انزل الحاجة دى ل نسمة علشان الفطار . هنزلهم واجى علطول .
اتجه سويلم نحوها : هنزلهالك وانت تعالى دخليها .. اجولك رنى على نسمة لو نامت بلاش ننزل الوجت أتأخر
استحسنت الفكرة و اتصلت ب نسمة التى أجابت سريعا لتضحك بسمة : انت مستنيانى اتصل ؟؟
جاء رد نسمة : بكلم فارس على الشات والموب فى ايدى
اومأت وكأن شقيقتها تراها : طيب هنزل لك حاجات للفطار مش عاوزة ازعجكم الصبح .
حمل سويلم الحقيبة للأسفل واستقبلت نسمة شقيقتها التى لم تر رؤوف بالجوار وكان هذا مريحا لها نوعا ما وسرعان ما غادرت أيضا تاركة لشقيقتها تنظيم المطبخ كما يتراءى لها .
جلست نسمة فى المطبخ حتى أنهت حوارها مع فارس اولا ثم بدأت تفريغ الحقيبة ، لقد أحضرت بسمة كل ما تحب تناوله على الفطور .
مر وقت قبل أن تنهى العمل بالمطبخ فقد أعادت تنظيمه بشكل أكثر ملائمة لراحتها الخاصة .
اتجهت للخارج نحو الغرفة التى اختارت لنفسها ، مرت بالغرفة التى أغلقت هى بابها جيدا قبل دخول بسمة فيبدو أن رؤوف لم يهتم لإحكام إغلاقه .
توقفت خطواتها وتسمرت قدميها بالأرض وهى تسمعه يتأوه بالداخل ، نظرت للباب بدهشة ربما يراوده حلم سئ !!
سرعان ما تحولت دهشتها لفزع وهى تسمع ثورة أنفاسه اللاهثة كأنه يختنق .
ظلت مكانها لدقائق لم تحصيها حتى صرخ لتنتفض تعدو للغرفة تلوذ بها مما يحدث مع هذا الرجل والذى لا تريد أن تتعرف على ماهيته .
أحكمت إغلاق الباب واسرعت للفراش تطالع الباب بترقب وخوف ، لا يبدو لها طبيعيا بالمرة
شعرت بالعجز وهى وحيدة محتجزة معه داخل بلدة غريبة عنها ولا تشعر بالألفة بين قاطنيها .
شعرت بالعجز الذى لم تشعر به منذ تحررت من بسول .
ظلت لوقت لم تحصيه تراقب الباب خشية اقتحامه له ، لم تشعر متى غلبها النعاس لكنها أفاقت على مخاوفها وهو يحاول فتح الباب بقوة ثم طرقات يتبعها صوته بلهجة آمرة غاضبة: نسمة .. نسمة افتحى الباب ..لو مافتحتيش هكسر الباب
نبرة صوته العالية زادت مخاوفها فهى لا تزال محتجزة معه وحيدة .ارتعد قلبها مما هى مقدمة عليه مع هذا الجنون الذى تسمعه منه .
هل تكتفى بالصمت على أمل أن يستسلم ؟؟
أم تواجهه وتقضى على مخاوفها ؟؟
عادت الطرقات بشكل أكثر عنفا وصوته بنبرة أعلى : نسمة دقيقة واحدة وهكسر الباب .
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا