مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الحادى عشرمن رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى.
رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى - الفصل الحادى عشر
اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة
رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى - الفصل الحادى عشر
جلس خالد بمنزل محمد شاعرا بعدم الترحيب من قبل رحمة التى تنظر له بغضب واضح وكأنها على وشك الهجوم عليه .
نظر نحو تاج متسائلا بحرج : هو حمزة مش هنا ؟؟
ابتسم تاج : لا يا سيدى عمى محمود لازم يزور مروة يوم الجمعة..حمزة بيجى اخر اليوم .
أومأ بتفهم ليرفع عنه محمد الحرج : قوم يا خالد نتمشى شوية محتاج اخد رأيك فى حاجة .
نهض فورا دون أن يستعلم عن مكان زوجته التى لم يرها منذ وصوله رغم علمه المسبق بوجودها هنا .
سار تابعا محمد للخارج ، سيكون حسابه معها مشددا لوضعه فى هذا الموقف الحرج .
دقائق وكان يسير بجوار محمد الذى قال : شوف يابنى انا راجل دوغرى مااحبش اللف والدوران .. انا فاهم كويس جدا انك ضحيت اول جوازكم بحاجات كتير بس سيلى مافرضتش عليك التضحية .. ممكن تكون طلبتها لكن التضحية نفسها كانت اختيارك .
نظر له خالد : بس انا دلوقتي محتاج نفس التضحية منها
ضحك محمد : وهى مش قادرة تضحى .. وده مش عدم حب ليك لا خالص .. هى قدراتها على التحمل أقل منك .. انت لما اتجوزتها كنت عارف كويس طبيعتها الرقيقة المرحة .. مهما تكبر وتعلى فى المكانة الاجتماعية هتفضل من جواها نفس البنت اللى محتاجة تحس بالحب .. يابنى كل ست بتحتاج تحس بالحب مهما كانت قوية .. دى طبيعتهم
تنهد خالد : بس هى ...
بتر جملته ليتابع محمد : هى وانت محتاجين تتكلموا مع بعض بهدوء وكل واحد يعرض كل اللى مخبيه جواه علشان توصلوا لنقطة تفاهم
زفر خالد : انا حاولت وهى عصبتنى جدا ..
ربت محمد فوق كتفه : حاول تانى . وتالت وعاشر .. مفيش أهم من بيتك ومراتك تحاول علشانهم .
صمت خالد مع تعبيرات رافضة ليقول محمد : انا هضرب لك مثل بنفسى .. انا فى وقت مراتى انشغلت عنى .. نسيتنى وبقيت على هامش حياتها رغم أنها انشغلت عنى بجزء من حياتى .. بيتى وولادى .. لكن أنا كنت محتاج وجودها زى البيت والأولاد ما محتاجينه ويمكن اكتر .. انت دلوقتى انشغلت عن مراتك بأبحاثك وشغلك .. هم كمان جزء منك لكن مراتك بردو جزء منك ..
صمت متنهدا : النتيجة كانت في حياتى زواج ثانى .. عادى انا راجل لكن تقدر تقولى فى حياتك النتيجة ممكن تبقى إيه ؟؟
اتسعت عينا خالد بفزع ليتابع محمد : بالضبط كده حاجة ترعب .. كل الافكار مرعبة وانت مش هتقدر تتحملها ... يبقى عاوز تهتم بأبحاثك اهتم ده حقك لكن تقصر مع مراتك ده مش حقك .. ووقت ما هى تفقد القدرة على التحمل هيبقى كل اللى هى عاوزاه حقها .. احمد ربنا إنها فكرت فى عمتها مافكرتش فى ابوها أو اخوها كانت هتبقى كارثة .
سارا صامتين حتى عادا مجددا لمنزل محمد ليتأكد خالد أن بالفعل كل الأفكار مرعبة .
**************
يجلس دياب بجوارها منذ ساعة كاملة دون أن تستعد وعيها ورغم أن بسمة أخبرته أنها تنام بفعل الدواء للحفاظ على مستوى ضغط الدم إلا أنه داخليا يرفض هذا النوم الإجباري .
طرقة خفيفة أعقبها دخول بسمة التى اقتربت من الفراش لتنهى تدفق المحلول إلى أوردتها وتفصله عن ذراعها ثم تنظر له : هى المفروض كانت فاقت من شوية لو فضلت كده ساعة كمان لازم نجيب دكتور تانى يشوفها .
أومأ بصمت لتغادر الغرفة بهدوء ، نهض عن المقعد المعدنى الذى يزيد من شعوره بالبرودة ليقترب من الفراش ، إلتقط كفها البارد ليمسده بحنان هامسا : فتحى يا دينا .. جومى صهيب بخير .. انى خابر إنك خايفة تجومى لكن لازمن تجومى لأچلى ولأچل الولد .. إحنا مالناش غيرك يا دينا مين يدير باله علينا ..
صمت قليلا وعينيه معلقة بوجهها دون أى رد فعل منها ، هذا الشحوب لا يليق بها نهائيا ، بعض التورد سيبدو افضل .
رفع كفه يتلمس ملامحها قبل أن يبتسم : دينا انت حامل .. الدكتورة خبرتنى .. بس انت خابرة زين .. تعملى حسابك من دلوك على واد .. واد يا دينا انى بجولك اهه ..
اضطربت أنفاسها وهمست : اعمل حسابى كيف يا دياب ؟؟
جثى على ركبتيه بجوار الفراش مبتسما : ماخابرش اهو اتصرفى لكن تاچى بت وتطلع شبهك !! وبكره تكبر !! وده يوجفها !! وده بده يتحدت وياها !! وكام واحد رايدين يتچوزوها !!! لاه انى ماعنديش صحة تتحمل كل ده .
فتحت عينيها لتتساءل : صهيب !!؟
ربت فوق رأسها : بخير ماتخافيش .. شوية واچيبه لحد عندك .. بس نطمن عليك الاول .
قطب جبينه : كنت تعرفى انك حامل ؟؟
قطبت جبينها بالتبعية : حامل !!
انتفضت لينتفض ويثبتها بالفراش : انت بتتكلم چد ؟؟
زفر وهو يستقيم بشموخ : وانى ههزر معاكى يا شبر ونص انت !!
وبعدين ماانى لسه شارط عليكى يچى واد مش بت .
لمعت عينا دينا وزاد اضطرابها : فكرتك بتفكرنى بحمل عمير لما روحنا للدكتورة .
نظرت له محذرة : دياب بتتكلم چد صوح ؟؟
ضحك دياب : لا مفيش فايدة مخك جفل .. دلوك الدكتورة تاچى انى هروح أچيب صهيب وأسأل عمى عمير ويا مين اروح اغير خلجاتى وأچيبه .
اتجه للخارج لتستوقفه : دياب آيات عاملة إيه ؟
حاول أن يحافظ على ابتسامته : لسه ماخابرش بس خير إن شاء الله .
***********
سار إياد بجوار خضر الذى تساءل : مش هتتكلم يا إياد ؟
نظر له إياد : مش عارف يا خضر .. مضايق ومش عارف ليه !!
أومأ خضر ونظر أرضا : بتفكر فى حاجة معينة أو حد معين ؟؟
زفر إياد : فيروووز .
لم ينظر له خضر وتابع : مالها ؟؟
زفر إياد : مش عارف .
توقفت خطواته ونظر نحو خضر : انااا حااسس .. اووف .. عاوزها جمبى .. بحب اتكلم معاها. .. عاوزها حتى تتخانق معايا مش مهم بس تبقى معايا .. وخاايف .
رفع خضر رأسه ينظر نحوه بتساؤل : خايف اكون مش فاهم زى ما بابا قال .. خايف هى مش تتحملنى ..أو اصلا ماتكونش بتفكر فيا .. خايف بعد شوية مشاعرى تتغير ..
ابتسم خضر وربت فوق كتفه ليتابعا السير فيقول : يا إياد انا شايف مشاعر من فيروز ليك لكن مااقدرش اقولك اعتمد عليها .. انت محتاج وقت اكتر ممكن تسألها عن مشاعرها أو تكلمها عن مشاعرك وتشوف هتوصل لفين .. ممكن تتقدم بشكل رسمى علشان تكون فى النور ومرتاح وماتخدوش خطوة جادة إلا وانتو الاتنين متأكدين منها .. لكن إنك تسكت وتفضل خايف يبقى بتضيع فرصتك معاها وبتضيعها من ايدك .. اى مشاعر بتتولد جوانا ممكن الإهمال يقتلها .
عاد إياد يتنهد بضيق معبرا عن عدم قدرته على إتخاذ القرار الصائب ، وكيف يفعل وهو يمر بهذه المشاعر للمرة الأولى بحياته !!
تجولا قليلا دون أن يتحدثا مجددا فكل منهما عاجز عن إتخاذ القرار أو مساعدة صاحبه .
***************
منذ لزم الباب والأطباء يتناوبون الدخول والخروج من الغرفة ، البعض يهرول ويعود بعد قليل والبعض يغادر دون عودة .
عجز عن السؤال عن اخبارها .. عجز عن الاقتراب والنظر إليها
عجز حتى عن الحركة مبتعدا .
غادر والده وعاد يخبره : الولد بخير ونام وهيروح النهاردة .
تهتم بالحمد متسائلا : وحده !!
نفى حسين : كلاتهم هيروحوا إن شاء الله بس ديما لسه مافاجتش .
أقبل دياب مبشرا : دينا فاجت الحمدلله ام زيدان اخبارها ايه ؟؟
اجاب حسين بحزن : لسه ماخابرينش حاچة .
قطع حديثهم صوت أخيها الذى صرخ : جتلتها يا يزيد ؟؟
اندفع قبل أن يتمكن أحدهم من منعه يمسك ملابسه : ارتحت دلوك ؟؟ جتلتها بالجهر .
حاول دياب تخليص يزيد : مايصحش أكده يا سعد
دفعه حسين للخلف : يا ولدى خيتك وجعت من على السلم محدش جرب منيها
صرخة حازمة : سعد
توقف الجميع ينظرون نحو أبيها الذى يقترب بحزم ، وقف بين ولده الثائر وزوج ابنته الذى لم يحاول أن يدافع عن نفسه ليقول : عمك حسين جال وجعت لحالها .
بدل سعد نظراته بينهم ليقول ضاربا صدره : لو ماكانش جتلها دلوك جتلها يوم ما طردها جدامى وجدام الكل ... آيات جلبها انكسر يا بوى واحنا ساعدناه على كسرها لما رچعنهاله .. آيات وصتنى چوزها مايصليش عليها ولا ياخد فيها عزا
انقبضت القلوب للكلمات القاتلة التى رمى بها سعد جميعهم بينما إلتقط أنفاسه لينظر نحو يزيد بحقد : خيتى مارچعاش دارك لو فيها موتى .
وانصرف مهرولا قبل أن يمنح أبيه فرصة لرفض قراره .
خرجت الممرضة من الغرفة : يا جماعة الهدوء مش كده وإلا هنخرجكم كلكم برة .
تبعها الطبيب الذى تساءل : فين جوزها أو ابوها
اقترب منه يزيد : انا چوزها
أومأ بتفهم : خيطنا جرحين فى رأسها واحد جانبى والتانى فى الجبهة ماتقلقش مش هيسيبوا أثر . دراعها مكسور وفى ضلع مشروخ ونزيف رحمى قدرنا نوقفه الحمدلله .
حمحم متابعا : للاسف مانقدرش نديها جرعات عالية من مضادات حيوية وفيروسات للجروح وده هيخلى الجروح تاخد وقت أطول .. كمان مسكنات قوية للكسور مش هتنفع خالص معاها
اقترب أبيها متسائلا : ليه يا دكتور
نظر الطبيب نحوه متابعا : يا حج مجموعة أدوية مضرة بالحمل ومجموعة تانية خطر جدا مع المثبتات اللى لازم تاخدها بعد حادث زى ده . إحنا للاسف مش هنقدر نعمل لها كتير بس قدر الإمكان هنحاول نخفف الألم بمهدئات خفيفة .
هز يزيد رأسه متسائلا : انت بتجول إيه !! حمل إيه ؟؟ هى مش حامل .
أكد الطبيب بهدوء : لا هى حامل فى اخر اسبوع من الشهر الثالث كمان .. مااعرفش ليه مخبية عنك بس ده مش وقت مناسب ابدا لأى توتر ليها .. من فضلك تتفهم . وضعها صعب جدا بلاش اى ضغط والا هتفقدوا الجنين وهى حتى حالتها الصحية ماتسمحش بده .
غادر الطبيب لينظر أبيها نحوه : انى غلطت لما رچعتها دارك .. خوفت عليها من حديت الخلج وماخوفتش عليها منيك وانت عليها اوعر .. انت خابر يعنى إيه حرمة تخبى على رچلها حملها ؟؟ تدارى عنه فرحتها ؟؟ سعد ولدى وياه حج
دار ناظرا نحو حسين : خد ولدك وروح يا حسين وكتر خيركم على اللى عملتوه فى بتى .. انى لولا باجى على حج ربنا كنت چزيت رجبته .
لم يملك حسين أن يرفض ، لقد حكم ولده على نفسه بذا ..
نظر أرضا ثم تمتم بحرج : مااجدرش ارفع عينى وارفض حكمك يا سالم لكن هطلب منيك حاچة واحدة .. إذا حبت آيات ترچع لچوزها ماتكونش كمالة عليها .. انى خابر أنها ماكارهاهوش وهو عاشجها .. كل دار مجفول على وچعه يا واد عمى .. انى هروح دلوك وهأچى بالليل .. هم يا يزيد
رفع رأسه ليرفض كل ما قيل .. ليثور مطالبا بحقه فى البقاء بالقرب منها .. مطالبا بحقه فى الإطمئنان عليها .. مطالبا بحقه فى رعايتها .. حمايتها .. نزع الألم عنها .
لكن دياب كان أسرع منه ليدفعه هامسا : مش وجته يا يزيد تعالى ونرچع وجت تانى .
سار يزيد بفعل دفع دياب حتى غاب ناظرى سالم الذى تقدم من الزجاج ليراقب ابنته التى ترفض أن تعود للحياة التى سلبتها كل أحلامها الوردية وأتت على كل جميل فيها .
**************
دخلت رحمة للغرفة التى تنام بها سيلين ، اقتربت من الفراش مناديا إسمها لتفتح عينيها بسرعة : تعالى يا عمتو انا صاحية .
جلست رحمة بطرف الفراش لتربت فوق رأسها : طبعا مش عارفة تنامى رغم انك تعبانة جدا .
نظر نحوها مؤكدة ما تفوهت به لتتنهد رحمة : طبيعى الست ماترتحش غير فى بيتها ..
صمتت لحظة وتابعت : شوفى يا سيلى انا هقولك كلام لأول مرة أقوله .
اعتدلت سيلين وأولتها اهتمامها لتبدأ تتحدث عن طبيعة العلاقة الزوجية ، أخبرتها أن العلاقة الجسدية جزء من العلاقة الزوجية لا يمكن فصله ، العلاقة كيان متكامل لا يمكن فصل أحد أركانه وإلا انهدم الكيان كاملا .. يجب أن يراعى كل من الزوجين كافة احتياجات الآخر من بدنية ونفسية وعاطفية ومادية .. كما على الطرف الآخر أن يقدم واجبات مماثلة تماما تلبى كافة احتياجات شريكه واى خلل فى هذا التبادل قد يدفع أحد الطرفين إلى البحث عن تلبية احتياجاته بطرق أخرى قد تكون مؤلمة ، واحيانا تكون غير شرعية ، واحيانا تكون قاتلة للطرفين .
أنهت رحمة حديثها لتتحدث سيلين : يا عمتو هو اللى ...
قاطعتها رحمة بربتة خفيفة : هو غلطان وانت كمان غلطانة .. هو غلط لما ركز حياتكم فى نقطة واحدة زى ما بتقولى .. وانت غلطتى لما سكتى .. هو بطل يتكلم اتكلمى انت . اسأليه .. خلى الحوار بينكم مفتوح جسر تعدو عليه فى الأزمات .
تنهدت بألم : الكلام اللى بقولهولك ده اتمنيت كتير إن حد كان قالهولى زمان .. اقسى حاجة ممكن تحصل لست إنها تشارك راجل بتحبه مع ست تانية والاسوأ إن هى اللى دفعته لكده .
صمتت سيلين لا تجد كلمات مناسبة تخفف بها عن عمتها بعض الأذى النفسى الذى تشعر به لكن رحمة عفتها من هذا الحرج وهى تتحدث بود وقد عادت لطبيعتها بسرعة كبيرة : قومى يا حبيبتي روحى مع جوزك واتعودى إن اى حاجة تتكلموا فيها .. خالد بيحبك يا سيلى حافظى على حبه وقويه .
استقامت مغادرة وهى تشجعها بإبتسامة .. ظلت سيلين فى الفراش لحظات قبل أن تنهض بتكاسل لتبدل ملابسها .
****
خرجت رحمة وكان خالد يتناول القهوة بينما زوجها يداعب الصغيرة رؤى بود وبجواره ابنتيه تتفاعلان معها .
نظرت نحوهم وبدلت نظرها إلى ابنتها وزوجها الذى يحمل صغيرته فوق ساقيه متخذة منهما أرجوحة وتضحك بمرح وبجواره يجلس معتز الذى يتلمس وجنتى شقيقته فتزيد ضحكاتها .
اتجهت للمطبخ باحثة عن ابنتها : زينة سايبة جوزك وبتعملى إيه ؟
أغلقت زينة الوعاء بإحكام : خلصت يا ماما .. كنت بجهز غدا سيلى تاخده معاها شكلها تعبان اوي ومااكلتش الصبح حاجة تنفع .
****
وقفت سيلين بعد قليل تحمل الصغيرة التى يشعر الجميع بالأسف لرحيلها ، اقتربت رحمة تودعها بينما اقترب تاج من خالد هامسا : انا عارف إنك عاوز تحقق احلامك فى الطب .. لكن افتكر إن مراتك كانت يوم اغلى احلامك .. لو فضلت شايفها كده عمرك ما تزعلها ابدا .
ابتسم خالد شاكرا له ليقدم له الطعام الذى حضرته زوجته . نظر نحو سيلين لتتقدم للخارج وكل منهما يبحث عن بداية جديدة يمكنه أن يبدأ بها .
***************
تلفتت ليليان بعد أن أنهى العامل تقديم الطعام متسائلة : انا مش فاهمة طايع راح فين وموبايله مقفول !!
تبادل خضر واياد النظرات لتقول نسمة بهدوء : معاه فارس يا ماما ماتقلقيش دلوقتى يجو .
زفرت بضيق ليشير إياد : بابا جه .
نظر الجميع للأتجاه الذى أشار إليه حيث كان طايع يتقدم ببطئ بجواره ذلك الغريب رؤوف وفارس أيضا . اقترب ثلاثتهم ليرفع رؤوف كفه مودعا الجميع ثم يصافح طايع وفارس ويغادر فورا .
اقترب طايع مسرعا : اتأخرنا عليكم .
نظرت نحوه زوجته بحدة : هو إيه الحكاية ؟؟ بقى لكم ساعة ونص بتتكلموا فى إيه ؟
هز طايع كتفيه وهو يمسك سكينة الطعام : ابدا كلام عادى .. الراجل محترم جدا .. كلوا يلا .
بدأ الجميع تناول الطعام بينما تشعر ليليان أن ثمة ما يخفيه طايع عنها .. ظلت تنظر له بتشكك بينما تجاهل هو نظراتها مدعيا عدم الإنتباه .
**************
دفع رفيع مقعد الحاج زيدان داخل المنزل ، كانت زوجته بالبهو تحمل طفلا يبدو أنه غفى وهناك امرأة اسرعت تخفى وجهها ليقول زيدان : مرحب يا ام سعد ..
مرحب بيك يا ابا زيدان
أجابت المرأة بود ليتعرف رفيع على شخصيتها فورا . إنها والدة آيات . نظر نحو زوجته : بينا يا ام سليم .
أشارت رنوة لإحدى الخادمات لتحمل عنها الصغير قبل أن تتحدث مع تلك الغريبة عن ضرورة الاعتناء به ومراعاة حالته النفسية ويبدو أن الأخرى تتفهم الموقف .
دقائق وكان يغادر مجددا برفقة زوجته التى تساءلت : اتأخرت عليا كده ليه يا رفيع ؟؟ سما وريتا وكلهم روحوا وانا نسيت الموبايل وماكنتش عارفة اعمل ايه !!
فتح باب السيارة الأمامى : معلش يا رنوة انت خابرة ماكنتش أجدر اهمل دياب وحديه جبل ما اطمن على عياله ومرته .. كمان عفاف بت اخوى كأن حدا ضاربها على رأسها
استقر خلف المقود لتتساءل : الله يكون فى عونها يا رفيع ولادها كانوا هيموتوا قصاد عنيها .. وهم عاملين ايه دلوقتي ؟؟
تمتم بالحمد : الحمد لله كلهم خارچين النهاردة بس مرت يزيد ماخابرش .. ودينا طلعت حامل
ضحكت رنوة : زمان دياب بيأكد عليها تجيب ولد هههههه .
ضحك رفيع : مچنون طبعا .. بس عاچبها چنانه .
***************
سار دياب برفقة ولده صهيب بعد أن شدد عليه ألا يزعج والدته ، فكر فى حال يزيد الذى انتفض وابعده وفر من المشفى .
كم هو مؤسف حال يزيد !!
بل كم هو مؤسف ما أوصل إليه يزيد نفسه !!
زفر بحزن ؛ ما اقسى ما سمعه من سعد !!
هو الغريب تألم قلبه لتلك الكلمات فما بال زوجها ؟؟
لا يمكن الحكم بينهما أو لا يمكن الحكم على اى منهما .
زوجين يعيشان حياة مشتركة وحدهما يعلمان خباياها وخفاياها ..
يستحيل أن يتكهن أحدهم بما يحدث خلف هذا الباب المغلق الذى يأوى زوجين خلفه .
عليه أن يتفقد حسين لاحقا ، الرجل لا يبدو له بخير مطلقا .
فتح الباب ليدفع ولده ممازحا : ادخل طمن جلبها أما نشوف اخرتها
اعتدلت جالسة معاتبة : اتأخرت ليه يا دياب ؟؟
لم يجد ما يجيبها به ، يستحيل أن يخبرها بما حدث مع اخيها بينما اسرع الفتى منفذا للموقف : الدكتور كان معلج لى كيس دم على ما خلص .
أحاطت وجهه بكفيها بحنان : يا جلب امك يا صهيب ..
أمسكت ذراعه الجريح برفق : الچرح واچعك ؟؟
هز رأسه نفيا : چرح بسيط يا اما ماتخافيش ..
نهض من فوره : هروح اطمن على ولد عمتى جبل ما نروح .
غادر الفتى لتتساءل : هنروح دار ابوى ناخد عمير ؟؟
جلس يمسد ذراعيه مدعيا الشعور بالبرد : لاه اروحك انت وصهيب واتسبح واغير وابجى اروح أچيبه ..
هى آيات عاملة إيه ؟؟
تساءلت ليدعى المرح : طلعت حامل هى كمان .. انتو متفجين ولا إيه ؟؟
تساءل بخبث تاركا لها المجال لإفراغ شحنة الحماس التى تلت الخبر الذى أخبرها به وقد تمكن من التهرب من الحديث عن أخيها وزوجته ببراعة .
تركها حتى أنهت حماسها ليقول : هروح اشوف سويلم ولا لبيب .. حد من العيلة دى يروحنا .. واشيع لك بسمة
*****************
اقترب مصطفى حاملا أكواب القهوة حيث يقف سويلم وزوجته ، قدمها لهما : لبيب روح مرته بعافية كأنها هتولد .
ابتسم سويلم : مابجيتش تتحدت غير صعيدى يا مصطفى
ضحك مصطفى : كبرنا يا واد عمى وعرفنا جيمة اصلنا وناسنا ولغوتنا .. لما كل واحد تشيله رچليه يتبرى من لغوته عيالنا ماهيعرفوش أصلهم .
ابتسم له سويلم ليتساءل : هتبيع المهر الشهر ده ؟
ضرب سويلم جبهته : زين إنك فكرتنى .. بوى بده المهر ولو عنديك مهور صغيرة انت ولا لبيب هياخدها .
ابتسم متابعا : كأنه هينافسك !!
ضحك مصطفى بثقة : عمى رفيع مايعملهاش واصل ولا يحارب حدا فى رزجه .. عموما انى حداى مهرة ودياب حداه مهر بس واعر جوى ولبيب حداه تنين هادين
ابتسم سويلم : كل اللى حدا دياب واعر زييه .
التفت ذراع دياب حول رقبته : بتجول حاچة يا واد عمى ؟؟
نظرت لهما بسمة بفزع بينما ضحك سويلم : بجول كل اللى حداك واعر زييك .. عنديك مانع ؟؟
سحب دياب ذراعه : لاه ماعنديش طبعا
هزت رأسها بأسف لازالت ترفض هذا المزاح العنيف الذي يتبادله أبناء العم هنا لكنها عاجزة عن تغيره لذا تركتهم وغادرت لتفقد دينا دون أن يطلب منها دياب .
نظر دياب لهما متسائلا : مين فيكم هيروحنى .. البرد نشف چتتى .
لكمه مصطفى : بتخزى العين عنيك ولا إيه !!
ضحك سويلم : كأنه أكده ..
بسط ذراعيه ليلكمهما معا فيبالغان فى إظهار الألم فيقول محذرا : خمس دجايج هشوف هاشم هيروح دلوك ولا لاه إياك حد منيكم يتحرك .
*****
ألقى رائد كراسته بتأفف : وبعدين بقا اتأخروا اوى
لم ينظر له عابد لكنه أجاب : محدش يعرف حصل ايه يا رائد طول بالك شوية
نفخ رائد وجنتيه بضجر : طيب تيتة تعبانة يجيبوها ترتاح شوية
رفع عابد رأسه عن دفاتره وهمس : كويس انك فتحت الموضوع .. رائد بلاش تضايق جدو رفيع اكتر من كده .. هو بيغير على تيتة من بابا وعمو وكل الناس خد بالك هو بيتحمل رزالتك علشان مايزعلهاش بس .
اعترض رائد فورا : عابد انا مش رزل .. انا بحب جدتى إيه المشكلة ؟؟
ابتسم عابد : مفيش مشكلة حبها زى ما انت عاوز بس ماتفكرش انك انت لوحدك اللى بتحبها .. ماتبقاش انانى فى حبها .. تيتة رونى كل اللى فى البيت بيحبوها ويخافوا عليها واولهم واكترهم جدو .
زمجر رائد : اسمها تيتة رنوة
لم يتمكن عابد من كتم ضحكاته ليرفع كفه مكمما فمه أمه محقه هو نسخة مصغرة عن جده ولا جدوى من محاولة ايقاف اى منهما عليه فقط ألا يسمح له بالتمادى وتعدى الخطوط الحمراء حتى لا يحدث مالا يحمد عقباه
*******
رفض هاشم المغادرة وكذلك زوجته فالصغيرة ديما لم تستعد وعيها بعد بينما طلب من دياب صحبة ولده وتركه بمنزل خاله حتى تستقر حالة الصغيرة تماما .
بالفعل انطلق مصطفى عائدا وحده بينما صحب سويلم زوجته وأسرة دياب الصغيرة يرافقهم زيدان الصامت .
***********
أفاقت آيات لتفتح عينيها بتشوش استمر لحظات دون أن يشعر بها من بالغرفة ، جالت بعينيها بالانحاء ، كان هناك أبيها وأمها التى أتى بها سعد رافضا بقاء ابنى شقيقته بمنزل الحاج زيدان والذى لم يملك الرفض بعدما أخبره ولده ما حدث بالمشفى خاصة مع اختفاء يزيد .
انين خافت حبسه صدرها .
إنه ليس هنا ...
تساءلت بفزع : زيداان ولدى فين ؟؟ چرى له إيه ؟؟
اسرع نحوها الجميع لتقول أمها : بخير يا حبيبتي ماتخافيش ..الولد حدانا فى الدار مرت خوكى هتراعيهم ماتخافيش .. الولد كلاتهم بخير وخرچوا حتى بت هاشم لسه مروحة مع بوها وأمها .
عادت تغمض عينيها فهى لا قبل لها بإجراء اى حديث من اى نوع . ربت أخيها فوق كفها : هنادم الحكيمة تطمنا عليك .
لم تبد أى رد فعل فهى كانت تحتاج وجوده بينما هو تخلى عنها .. تساءلت داخليا ؛ وهل كانت تتوقع وجوده ؟؟
عليها الفصل بين ما تحتاجه وبين ما يقدمه هو
حياتها لن تتغير
لازال يصر على خسارتها .
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا