مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثامن عشر من رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى.
رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثامن عشر
اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة
رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى - الفصل الثامن عشر
اندفع سعد للداخل مقاطعا يزيد ، دفعه نحو الحائط محيطا رقبته يكفيه مجتمعين
انتفض قلبها فزعا لتدخل أخيها غير المحسوب بينما هرول حسين يحاول تخليص ولده من غضب سعد الذى قال : هى حصلت العرض ؟؟ موتك بيدى الساعة دى
قبض يزيد على كفيه يخلص أنفاسه التى تحتبس بصدره : يا مچنووون هتموتنى وانت مافاهمش حاچة .
بدأ حسين ينزع كفى سعد : عرض إيه اللى بتكلم عنه ؟؟ دى مرته ما مخبل .
ضربة من عصى سالم أصابت ذراع ولده الذى أفلت رقبة يزيد مرغما
ظل كفى يزيد يمسدان رقبته ووالده يمسد صدره اللاهث بينما نظر سعد لوالده : ماسمعتش جال إيه ؟؟
تحدث يزيد : جصدى إن ربنا عطانى فرصة مش عيل ..
نظر نحوها : فرصة لكل واحد فينا يراچع روحه .. كان بدى اجول اللى فى بطنك ده مش ولدى ده حياتى الچاية كلاتها وانى مش هضيعه ولا هضيعك .
وكز سالم ولده ودفعه للخارج بينما اقترب يزيد من الفراش وقد أغمضت عينيها بوهن فاقدة كل طاقتها دفعة واحدة .
فتحت عينيها مع ملامسة كفه لوجهها برقة بالغة ، لأول مرة يسمع صوتها مذاك اليوم لتهمس : عطشانة يا يزيد .
انتفض نحو الزجاجة ملبيا مطلبها بسعادة لم يشعر بها مطلقا بينما تنهدت أمها واتجهت للخارج أيضا وتبعها حسين الذى اتجه إلى الزاوية حيث يقف سالم موبخا ولده الذى لا يجد عذرا لفعلته ، وقف حسين : يا ولدى بلاش عصبية من غير بينة .. ولدى باجى على مرته
ثم نظر ل سالم : اظن يا سالم يصح أچى اخد الولد مالوش عازة جعدتهم عنديك .
عاد نحو والده : ادخلك تشوف آيات يا بوى ؟
هز زيدان رأسه : لا يا ولدى خليهم يتصافوا لحالهم .. روحنى وكلم دياب يچيب لى دينا اتوحشتها جوى .
تحرك حسين دافعا مقعد أبيه نحو باب الخروج فقد أتم زيدان مهمته التى كانت سبب زيارته للمشفى .
***
رفعها بذراع واحد لتستوى نصف جالسة فيقرب الكوب من فمها حتى بلغه الماء .. ارتشفت ببطء ثم أعادت رأسها للخلف معلنة الاكتفاء .
وضع الكوب جانبا وأعادها للفراش .. أغمضت عينيها وابعدت وجهها للأتجاه الأخر .
تنهد بحزن فقد أعلنت فقط رغبتها فى وجوده بطلب الماء منه دون الجميع .. كم هى راجحة العقل !!
لكنها لم تتقبل وجوده رغم ذا لذا تعاقبه بالتهرب منه .. طريقه طويل .. يعلم ذلك جيدا ويعلم أيضا أنه فقد ثقتها فيه وهو على استعداد لاستعادة هذه الثقة والسير فى هذا الطريق .
لم يعد هناك مجالا للتراجع .. لن يتحدث فهو ليس بارعا فى ذلك .. أثبتت المواقف فشله كمتحدث لكنه سيقدم لها كل عنايته حتى يستعيدها كاملة .. حتى تطالبه بمزيد من القرب .
حينها يقسم أنه لن يبتعد سوى جبرا ساكنا قبرا.
***************
أغمضت عينيها هربا منه خجلا لكنه نثر دفء شفتيه فوق ملامحها برجاء هامس : بلاش تهربى منى تانى ..
نظرت له بحرج ليبتسم : انا اسعد أهل الأرض
بدأت أنامله تمشط خصلاتها الثائرة : ماكانش يجى فى بالى ابدا إننا ممكن نتجوز بالسرعة دى .. وكمان انت تبقى معايا بالسرعة دى .. راضية يا نسمة ؟؟
تساءل بترقب لترخى جفنيها مجددا ، حركة أنامله بجانب وجهها دعتها للنظر له ، لن يتنازل عن إجابة سؤاله ربما سيؤجل الحصول عليها فقط .
أرخى رأسه ليستقر قرب قلبها الذى لم تهدأ نبضاته ولا يبدو أنها ستفعل قريبا .
طبع شفتيه فوق موضع ثوران دقاته مغمضا عينيه مكتفيا من الحديث ، يعلم أن خجلها يمنعها من الإجابة .
كما أنه لم يمنح لها ولا لنفسه الفرصة التى خطط لها . بل عجز عن مقاومة قربها ليسمح لشوقه لها بالسيطرة على كليهما .
وقد كانا مؤهلين تماما لتلك السيطرة يرغبان فى الخضوع بشكل لم يتخيله اى منهما .
شعرت نسمة بإنتظام أنفاسه لتغمض عينيها هربا من نفسها ، لقد كانت ضعيفة للغاية .. لم تقاوم سطوته عليها نهائيا .
عضت شفتها ندما ؛ ترى كيف ينظر إليها الأن ؟؟
مؤكد يراها انثى ضعيفة تحتاجه بشدة . لكنها تحتاجه بالفعل .. حسنا وستنكر هذا الاحتياج .
أخرجها من أفكارها صوت أنينه الذى ذكرها بليلة أمس .
لا يبدو الأمر كما بدا لها بالأمس . رفعت رأسها تنظر لوجهه لترى علامات الألم .
بدأت أنفاسه تعلو وتضطرب مع تتابع أنينه وانقباض ملامحه ، يواجه صعوبة فى التنفس وانشقت شفتيه تسمحان بدخول الهواء ربما أفاده ذلك بعض الشيء .
بدأت تشعر بالقلق لتربت فوق رأسه المستقر فوق صدرها : رؤوف .. رؤوف مالك ؟
انتفض مبتعدا عنها مستلقيا فوق ظهره دون أن تتغير شيء من معاناته .
بدأ القلق يتحول لخوف دفعها للاقتراب منه ومحاولة إيقاظه لكنه لم يمهلها لتفعل بل انتفض جالسا صارخا كمن طعن بسكين لتنكمش على نفسها جامعة حولها شرشف الفراش .
ظل جالسا بأنفاس لاهثة وقد دفن وجهه براحتيه لترفع كفا مرتعشة وتتلمس كتفه .
نظر للخلف ليرى انكماشها الخائف لينظر نحوها وكأنه يكتشف وجودها للتو : نسمة !!!
تغاضت عن صدمته لرؤيتها وعادت تتتساءل : مالك يا رؤوف ؟؟
تحرك نحوها وكأنه طفل وجد أمه بعد تيه طويل ، نزع الشرشف ليلتصق بها فتفزع هى لحرارته المفرطة وتظنه يعانى من الحمى .
نهرها عقلها ؛ وهل يعانى من الحمى كل ليلة ؟؟
كفى سذاجة ..
هذا الرجل ذو خلل نفسى ظاهر بوضوح ..
قاطع حوارها الداخلى وهو يطل عليها بنظرات متألمة وصوت راجى : انا محتاج لك اوى .. اوعى تسبينى ارجوك .
عاد يختبئ بين ثناياها لتحيطه بتردد هامسة : ماتخافش انا معاك .
وكأنه احتاج منها هذا التقرير ليسكن فزعه أو يشتعل .
**************
تأخرا فى العودة فلم تمر على شقيقتها بل صعدا لشقتهما مباشرة ، كان رفيع ورنوة بالداخل برفقة الصغيرين اللذين غفيا من التعب بعد ساعات من الركض والصراخ المتواصل .
جلس إياد بمنأى عنهما وهو يقاوم رغبته فى النوم أيضا ، تقدمت مسرعة : انا اسفة جدا على التأخير يا طنط .
ابتسمت رنوة : حصل خير يا حبيبتي ما جوزك معاكى عادى .
التفتت تبتسم له ثم توضح : اكيد الولاد تعبوكى .
تحدث رفيع : تعبونى انى هى جاعدة تتفرچ علينا .
وقبل أن تعتذر أشار نحو إياد الذى غلبه النوم : خوكى نعس .
كان سويلم قد اتجه نحوه بالفعل وربت فوق رأسه هامسا اسمه ليفتح عينيه بتكاسل : عاوز انام .
ابتسم وربت فوق رأسه مجددا : إيه رأيك تنام معانا اهنه بدل ما تنزل دلوك ؟
أومأ موافقا ليساعده سويلم على التوجه للغرفة التى خصصها للضيوف .
استقام رفيع وهى تحادث أخيها : إياد هجيب لك لبن ماتنامش .
لكنه اعترض ملوحا بكفه بطفولة : نام إياد نام
ابتسمت ونظرت نحوهما لتجد رنوة قد تعلقت بذراع رفيع الذى قال : احنا كمان نروح ننام .. تصبحوا على خير .
أدركه سويلم قبل أن يصلا للباب : بوى رايحين فين لسه بدرى ؟؟
لم ينظر له رفيع وتحدث : ولادك هدوا حيلى هنزل انعس طوالى .
لم يفهم ما يقصده والده بينما رأى اتساع بسمتها ، وقف مكانه حتى اغلق أبيه الباب ليتجه نحو غرفتهما بصمت .
لحقت به وكان يخلع ملابسه ، وقفت قرب الباب المغلق متسائلة : مالك يا سويلم من الصبح ساكت وبتتجنبنى !!
توقف عما كان يفعله ونظر لها مبتسما : انى زين اهه بس مهملك تنبسطى مع حبايبك .
عقدت ساعديها وتحدثت برفق : وانت مش من حبايبى ؟؟
عاد يتابع تبديل ملابسه : اجصد حبايبك اللى اخدتك منيهم .. خواتك وناسك .
اندفعت لتقف أمامه فينظر لها بدهشة ، دفعته بصدره بحدة : انت ماخدتنيش منهم دى اول حاجة .. انت ناسى بردو دى تانى حاجة .. مرة تانية تتجاهلنى هوريك التجاهل ازاى
أمسك قبضتها التى تلكمه : بتهددينى ؟؟
لكنها لم تهتم وتابعت : ايوه بهددك .
نزعت قبضتها لتولى عنها غاضبة فيلحق بها ، أوقفها عن الابتعاد ودون كلمة واحدة أحاط وجهها بلهفة مستمتعا بعبق أنفاسها الغاضبة ، لم يقاوم نهمه للمتابعة ولم ترفضه
توقف حين ملك القدرة ليفعل فتنظر له لائمة : ماينفعش تغير من اخواتى يا سويلم ..
لم يدهش لقراءتها دواخله ولم يحتد لاطلاعها على ما ينكره بل عاد مستسلما لنهمه الذى يدفع بهما إلى خضم عاتية أمواجه .
****************
مرت عدة أيام زادت البعض قربا وزادت البعض الآخر بعدا بينما توقف البعض مكانه بعجز عن التقدم رغم الحاجة الشديدة لذلك .
تحسنت حالة آيات البدنية رغم ملاحظة الجميع صمتها الدائم وشرودها مما دل على عدم تقبلها ما يقدم عليه يزيد وعجزها عن رفضه فى الوقت ذاته .
اراد إياد أن يغادر فى اليوم التالى مباشرة لتمنعه بسمة وتطلب منه منح نفسه فرصة للتفكير وفرصة للفتاة التى لم تتعرف عليها بعد فرصة للتأكد من قوة ما تشعر به تجاهه .
حاول رؤوف التقرب من نسمة لكنها لا تكف عن التساؤل عن كوابيسه وماضيه ، أخبرته صراحة أنها لن تثق به قبل أن تحط علما بكل ما يخفيه عنها لكنه دائما يخبرها أن الوقت ليس ملائما لتتعرف على كل تلك الإجابات ليكن رأيه ذا عائقا بينهما .
يجاهد مازن لتجهيز منزل مناسب بأسرع وقت ممكن ، ذلل له ماله عدة عقبات وتمكن من الحصول على منزل مميز وبدأ في اختيار اثاثه محاولا ارضاء رنا بالمشاركة قدر توفر قدرتها لذلك ، لم يفهم بعد سبب عدائية رنا اغلب الوقت ضده لكنه أعزى ذلك للضغوط التى تمر بها .
حان وقت العودة للقاهرة ومنذ أمس رأت منه إنفعال زاد من توجسها نحو حقيقة نواياه .
توجه ثلاثتهم للمطار وودعتهم بسمة وسويلم ، يحمل كل منهم مخاوفا داخله من القادم ويلتزم الصمت الذى لا يملك غيره حاليا .
استقبلهم طايع فى المطار بوجه بشوش يرافقه فارس الذى استقر بين ذراعى والدته فورا .
ابتسم رؤوف الذى تألم لشعوره بالغربة ، إياد يضمه طايع ونسمة تضم فارس وهو وحده كما اختار لنفسه أن يكون .
لحظات وابتعد فارس عن أمه ليسرع نحوه ويضمه أيضا هامسا : اول مرة اشوف ماما عينها بتضحك .. انا متشكر أنها سعيدة معاك يا عمو .
احاطه رؤوف وعينيه متعلقة بوجهها الذى يعشق ، رغم خلافاتهما الأخيرة لرفضه الإفصاح عن ماضيه إلا أنها بالفعل تبدو سعيدة ، تلك البسمة بعينيها تخبره ذلك .
اوصلهما طايع لمنزل رؤوف لتتساءل نسمة بدهشة : بابا احنا فين ؟
ابتسم رؤوف مشيرا نحو البناية العالية : ده بيتك يا نسمة .
تلفتت حولها بتشوش ثم نظرت ل فارس الذى ابتسم : هاجى ازورك علطول .
هزت رأسها نفيا وقد تبدلت ملامحها فورا : لا .. لا انا مش هسيبك
نظرت نحو رؤوف : مش هسيب ابنى مش هسيبه
تحدث طايع : نسمة فارس معانا .. معايا ومع امك
قاطعه رؤوف : كلها كام يوم ويجى يعيش معاك علطول .. ماتخافيش ..
أيده طايع : بس نأمنكم الأول كويس .. إحنا لحد دلوقتي مش عارفين هيحصل ايه .
ربت إياد فوق كتفها : ماتخافيش يا نسمة هخلى بالى من فارس اوى .
نظرت نحو صغيرها بأعين دامعة لكنه تهرب منها ، ترجل رؤوف عن السيارة وسحبها للخارج .
وقفت مستندة إلى الشباك تنظر ل فارس الذى ينظر بالاتجاه الاخر . وضع رؤوف حقائبهما أرضا ثم جذبها للخلف ليتمكن طايع من قيادة سيارته مبتعدا شاعرا براحة تامة فقد تمكن رؤوف من اقتحام قلب صغيرته بلا شك .. لقد تمت الخطوة الأهم بإتمام الزواج .
****
فتح رؤوف الباب وعاد يحمل الحقيبة : اتفضلى
تقدمت بحذر واضح فعاد يغلق الباب ، ترك الحقائب جانبا وامسك كفها متقدما بحماس : كل حاجة هنا جديدة .. اى حاجة مش عجباكى هغيرها فورا
دار بها بين الغرف وهى تشاهد بصمت وتكتفى برسم ابتسامة فوق شفتيها فقط .
فتح الباب الأخير : دى اوضتنا
تقدمت ببطء شديد ليتبعها . منحها فرصة لاكتشاف الغرفة ثم تساءل : عجبتك ؟؟
اومأت بصمت ليسرع فيضمها بدفء : انا اسف يا نسمة .. انا سعيد جدا من يوم ما اتجوزنا .. وسعيد اكتر لانك راضية عن جوازنا .. صدقينى مش هتندمى على ثقتك فيا .. كل لحظة عشتها معاكى غيرت فيا حاجات كتير .. مش هتندمى اوعدك .. اوعدك
رفعت كفيها تحيط كتفيه بتردد
*******************
حملها يزيد وارتقى السلم نحو غرفتهما بالأعلى ، لم تتحدث أيضا منذ أيام مما أصابه بحزن حقيقى انعكس على ملامحه رغم محاولته إظهار عكس ذلك .
لحق بها الصغار ركضا حتى وضعها بالفراش برفق ليلتف ثلاثتهم حولها : ماما بدى اجعد چارك النهاردة
قال زيدان لتبتسم لأول مرة وتفتح ذراعيها ، لقد كادت تفقده وهذا ما لن تتحمله مطلقا .
كل ما مرت به من ألم يهون أمام فقد أحد صغارها ، احتضنت الصغير ثم أشارت لشقيقيه ليرتقى ثلاثتهم الفراش مستقرين بين ذراعيها لينهرهم يزيد : بزيداكم . هملوا امكم ترتاح .
ضمتهم رافضة : لاه خليهم چارى شوية .
لأول مرة يسمع صوتها مذاك اليوم ولم يكن ليرفض أيا مما تريده لذا اسرع يرفع يوسف الذى يضغط دون وعى فوق اضلعها ويضعه فوق ساقيه جالسا بالقرب : خليهم كيه ما بدك بس من غير أذية .. هناكل كلنا معاكى اهنه .
كانت تعف الطعام فعليا ولا تشعر بأى رغبة فيه ، لكنها تشتاق لصغارها كثيرا ولن تتركهم يغادرون لأجل الطعام .
دقائق ووضعت احداهن الطعام فوق طاولة وضعت فوق الفراش ليجلس أمامها مباشرة .
وضع أمامها قطعة من الدجاج لترفض : لاه ماعوزاش .
تلفت للصغار قائلا : تعرفوا امكم هتچيب لكم اخ چديد .
صفق يوسف بينما تساءل زيدان : صوح ؟؟ لاه انا بدى اخت زى ديما بت عمتى عفاف .
صفع أبيه مؤخرة رأسه برفق : انت هتتشرط ؟؟
تساءل عمار : هو هياچى ميته ؟؟
نظر نحوها : لو امكم بتاكل زين هياچى بعد كام شهر ولو ماكالتش زين ممكن يزعل وماياچيش واصل .
انتفض ثلاثتهم كل يحمل بعض الطعام لفمها ، رفعت ذراعها السليم : بزيادة يا ولاد هاكل إيه ولا إيه ؟؟
دس زيدان قطعة الدجاج بفيها : هتاكلى كل الأكل بدى خيتى تاچى جوام
ابتسم واكتفى بالمشاهدة وهى ترفض احيانا وتضحك لذلك التسابق على إطعامها
هو مكتف تماما بتلك الصورة وما كان يظن يوما أن صورة كهذه قد تشعره بهذا الرضا وتمنحه هذا الاكتفاء .
*****************
دخل إياد لغرفة فارس الذى ابتسم له ، جلس بجواره ليتحدث فارس : انا كويس ماتخافش
نظر له إياد لائما : استنى لما أسأل
ابتسم فارس : ما أنا بوفر عليك الوقت .. تعرف يا خالى ؟؟
نظر له إياد ليتابع : انا زعلان إن ابويا وحش كده .. زعلان إنه عاوز يأذى امى .. وزعلان اكتر علشان مش هقدر احميها منه .. مش زعلان علشان اتجوزت رؤوف .. هى حقها كمان تعيش سعيدة .
ربت إياد فوق كتفه : يمكن هو مش قصده يأذيها .
هز فارس رأسه : لا قصده .. اللى انا مستغربه واحد زيه فى مكانته المفروض يعرف الصح من الغلط . الحلال من الحرام
ابتسم إياد : دى مسألة نسبية .. فى ناس بتبقى عارفة الغلط وتعمله وهى عاوزة وبتحب الغلط ده .. وفى ناس بتغلط وهى فاكرة نفسها صح .. وفى ناس بتبقى عارفة إنها غلط بس مش قادرين يتغيروا أو محتاجين مساعدة .
ابتسم فارس : انا محظوظ .. محظوظ بيك وبجدو طايع ومحظوظ أن امى بالقوة دى .
مد إياد ذراعه يحيط فارس ويقربه منه فيضمه بحنان اعتاده فارس منه .
**************
جلس مازن برفقة نور بأحد المطاعم ، يرتشف قهوته بهدوء بينما تشرب صغيرته العصير ، تلفتت حولها : بابى إحنا مش هنروح نتفسح ولا إيه انا زهقت من المطعم ده .
أعاد الفنجان ليحمحم : نور انا عاوز اتكلم معاكى فى موضوع مهم .
تذمرت الفتاة : طيب اتكلم ساكت ليه ؟؟
مسد جبهته برفق : هو ... اصل ..
عادت للخلف ناظرة له بدهشة : مالك يا بابى ؟؟
حك أنفه وقال : انا هتجوز
تعلقت عينيه بوجهها الذى لم يظهر اى تعبير لما قاله قبل أن تصرخ بحماس فيرفع كفيه شاعرا بالحرج للفتها انتباه الجميع : هششش بس يا نور الناس بتتفرج علينا .
لم يكن ردعه كافيا لتبدأ تحويل حماسها لثرثرة مخيفة : يلا قول بسرعة .. هتجوز مين ؟؟ حلوة ؟؟ كيوت ؟؟ بتحبها ؟؟ شكلها ايه ؟؟ ما تتكلم يا بابى !!
اتسعت عينيه دهشة لنوعية تساؤلاتها التى يراها لا تناسب عمرها ، زفر وتلفت حوله : اتكلم امته كفاية انت بتتكلمى
مطت شفتيها بإعتراض طفولى ليضحك : ههههه ايوه كده ارجعى لأصلك .
عقدت ساعديها لتبدو بمظهر أكثر طفولية فيتوقف عن الضحك ويتحدث بهدوء : اسمها رنا .. وحلوة جدا .. كيوت وبسكوتة شبهك كده .. هنتجوز بعد يومين .. وهى عندها بنوتة قمر اسمها فرح
قاطعته شهقتها : I'll have a sister
ابتسم مازن : بس هى صغيرة لسه مولودة قريب .
رفعت كفيها وقد زادت حماسا : no problem المهم إن عندى اخت انت ما تعرفش ال brothers شقين جدا ويعملوا مقالب
ابتسم مازن : لا الحقيقة مااعرفش
لمعت عينا نور : هشوفهم امته ؟؟ النهاردة !!
هز رأسه نفيا : لا مش النهاردة خليها يوم كتب الكتاب احسن .
ضربت رأسها متسائلة : والفرح !!
اقترب من الطاولة شاعرا بالحرج : يا بنتى وطى صوتك .. مفيش فرح كتب كتاب بس وانا اشتريت بيت جديد محتاج مساعدتك فى ديزاين اوضتك واوضة فرح
أصبح النصف ساعة التالية عبارة عن اختيار وبحث عبر الانترنت تقوم به نور لمساعدة أبيها بحماس كبير فى إنهاء تصميم الغرف وهى تعلن بوضوح عن تشوقها لرؤية المنزل ورنا والصغيرة فرح أيضا .
******************
طرق إياد الباب بحماس لتفتحه روان مبتسمة وكأنها على علم مسبق بشخصية الطارق : بالراحة يا إياد
تهلل وجه إياد : فين خضر ؟؟
أشارت للداخل ليتوجه ركضا نحو غرفة خضر ليقتحمها فورا ، لم يبد على خضر التفاجؤ بهذا الاقتحام ليغلق الباب ويتقدم فيجلس بجواره بحماس : خضر انت هتجوز ؟؟
اعتدل خضر ليلكمه برفق : يا اخى سلم عليا الأول!!
ضحك إياد وصافحه : ازيك يا خضر ؟؟ ها قول بقا هتجوز مين ؟
هز خضر كتفيه : اسمها اسراء لسه هشوفها النهاردة .
قطب إياد جبينه : لسه هتشوفها ؟؟ هو انت ماتعرفهاش ؟؟
ابتسم خضر : ياعم بقولك لسه هشوفها يبقى اعرفها ازاى ؟
لم تزل صدمة إياد : وهتجوزها وانت ماتعرفهاش ازاى ؟؟
مسد خضر جبهته : هتجوزها عادى زى ما ناس كتير بتتجوز .. هنتقابل فى رؤية شرعية لو ارتحنا لبعض هنكمل ما ارتحناش خلاص .
زاد تجهم وجه إياد : مش فاهم
ربت خضر فوق ساقه : ماتشغلش بالك هاتيجى معايا طبعا بكرة جهز نفسك على سبعة .
صمت إياد فهو لا يدرك بشكل كاف ما يصوره خضر لذا يفضل أن يتعرف على هذا الأمر بنفسه فى الغد .
****************
قاد رؤوف سيارته مقلا زوجته للمرة الأولى لموقع التصوير ، رفض بشدة ذهابها وحدها بل أكد عليها أنه سيصحبها دائما .
نظرت نحوه وقد عادت التساؤلات تلح عليها : هو انت بتشتغل فين ؟
لم ينظر لها واجاب : فى شركة بترول فى البحر الأحمر .
عادت تتساءل : وهتروح شغلك امته ؟
مش هروح
اجاب بشرود ثم تابع : انا واخد إجازة بدون مرتب
تنهدت بحيرة فهو يزيد تساؤلاتها غموضا بإجاباته .. نظرت بالاتجاه المعاكس شاعرة بالتخبط لكنها رغم ذلك تشعر بالأمان بقربه منها .
*************
وقف مازن بالباب يحمل الفستان الذى اختارته ابنته ليهديه لها لحفل عقد قرانهما المرتقب .
فتحت له چودى التى بدأت تشعر بالرغبة الملحة فى مغادرة هذا المكان . دخل وتبعته : ها يا مازن على معادنا بعد بكرة ؟
نظر لها : طبعا يا طنط بس رنا تجهز اللى تحتاج تاخده معاها علشان اجى بكرة انقله الشقة .
اقتربت رنا منهما : انت مش قولت هنقعد هنا الاول ؟؟
نظر لها مبتسما : ايوه بس خلاص الشقة جاهزة .. بكرة روحى شوفيها وخليكى هناك لكتب الكتاب
ابتسمت بتهكم : ده انت كمان قررت كل حاجة ؟؟
اغمض عينيه ؛ ها هى تبدأ شن هجومها اليومى عليه ، عاد ينظر لها : رنا ممكن تساعدينى شوية ؟؟ انا كل اللى بطلبه منك تفهمينى بتفكرى فى إيه بدل ما تهاجمينى بالشكل ده مع كل حاجة اعملها علشانك .
وضع ما يحمله فوق الطاولة وغادر فورا لتنظر لها چودى لائمة : ليه يا رنا كده ؟؟
بدأت رنا تبكى بلا سبب معلوم لتسرع چودى تضمها ، لحظات وفتح باب الشقة ليدخل ساهر متسائلا : هو مازن نزل علطول ليه ؟ انا شايف عربيته وهو ماشى .
نظرت له چودى بتحذير لم يلتفت له واسرع نحو رنا : مالك يا رنا ؟ اتخانقتوا ولا إيه ؟
هزت رأسها نفيا وعادت للبكاء ليجذبها نحو الغرفة ويظل بجوارها حتى غفت .
خرج ليجد زوجته تجلس بصمت ، رفعت رأسها نحوه : افتكر رنا عندها اكتئاب ما بعد الولادة .
قطب جبينه ونظر لها بدهشة : بتقولى إيه يا چودى ؟
هزت كتفيها : ده التفسير المنطقى الوحيد لحالتها دى .. المفروض ننبه مازن .. صحيح هو مش مقصر وبيحاول يسعدها بس بردو يخلى باله اكتر .
أشارت نحو الصندوق المغلف : افتكر جايب لها فستان .. دخله جوه يمكن لما تصحى وتشوفه تهدأ شوية .
حمل الصندوق بصمت ليضعه بالغرفة ثم عاد ليجد چودى تبسط الأريكة التى اشتراها هو ليتخذا منها فراشا .
اقترب متسائلا : هتنامى دلوقتى ؟؟
استلقت : تعالى انت كمان نام قبل ما رنا وفرح يصحوا .
اسرع ينضم إليها متذكرا الجهد الذى يبذلاه ليلا عازما على التحدث الى مازن لاحقا .
*****************
عبر رؤوف الردهة مجددا منتظرا ظهور نسمة بعد إنهاء تصوير برنامجها ، هرول أحد العاملين تجاهه : الأستاذة فقدت وعيها وطلبنا الإسعاف .
انتفض مهرولا تجاه غرفة التصوير ليجدها فوق مقعدها مغمضة الأعين وحولها الجميع بقلق بالغ
اسرع نحوها بلهفة ليبعد الجميع عنها : نسمة !! نسمة ردى عليا ..
تلفت حوله صارخا : إيه اللى حصل ؟؟
تحدث أحدهم : مانعرفش خلصت الحلقة ووقعت
هم بحملها ليدخل عاملا الإسعاف فيتجان نحوها فورا ، وضعها برفق ليتحركا للخارج وهو يتبعهما وبعض العاملين .
استقرت بجوف السيارة ليغلقا الباب فورا ويقول أحدهما : ممنوع ركوب الاسعاف اللى يحب يحصلنا بسرعة .
ركض نحو سيارته وانطلق خلف العربة وقلبه ينتفض فزعا .
زحام القاهرة الخانق ذا ..
زاد السرعة محاولا اللحاق بالسيارة لتظهر أمامه أخرى فجأة ، تركزت عينيه على السيارة التى تحملها ومع تدافع السيارات زاغت عينيه فور ظهور عربة إسعاف ثالثة فور توقف الإشارة .
*********
فتحت نسمة عينيها شاعرة بدوار شديد .. آخر ما تتذكره التصوير والضيف الذى غادر للتو .
أحدهم قدم لها كوبا من الماء شربته وهى تنزع المكبر عن حجابها .
وقفت لتشعر بدوار شديد وظلام يهاجمها بشراسة . فتحت عينيها مجددا لتنتفض بفزع
اين هى ؟؟
دارت عينيها بالغرفة وكان هناك يقف أمام المرآة يطالع انعكاس صورته بأعين لامعة .
ابتسم ودار فاتحا ذراعيه : اخيرا فوقتى !! وحشتينى اوى يا بيبى .
اتسعت عينيها رعبا وهى تطالع الفراش الذى ترقد فوقه وهو يقترب منها مصفقا بحماس وعينيه تتقدا جنونا : شو تايم
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا