مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية صعيدية جديدة للكاتبة المتألقة والمبدعة قسمة الشبينى التي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلة علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الحادى والعشرون من رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى.
رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى - الفصل الحادى والعشرون
اقرأ أيضا: روايات رومانسية عربية كاملة
رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى - الفصل الحادى والعشرون
حاول توفيق إثارة غضبه أو حفيظته بتلك العبارة لكنه ابتسم ولم يهتز لوهلة بل تحدث بتلقائية : علشان حضرتك بتحبها كمان .. هى هتبقى سعيدة معايا وسعادتها هتسعدك .
رفع توفيق حاجبيه بتحدى : شكلك واثق من نفسك اوى .. عامة انا مااحبش انك تقابلها تانى واتمنى الشغل يكون للشغل بس .
بدأت البشاشة تغرب عن وجه إياد ليتابع توفيق : اتفضل وانا هبقى ارد عليك .
بهت إياد لتلك الطريقة التى يعامله بها توفيق لكنه حاول الثبات على هدوئه ورسم ابتسامة هادئة : وانا هنتظر الرد ومهما كان مش هبطل احب فيروز .
وتحرك دون إضافة مغادرا ، نظر له توفيق .. يعلم بحب فيروز له ويعلم أن تصرفه سيؤذى صغيرته لكنه يرى أنه محق ولا سبيل غير ذا .
******************
جلست نسمة بطرف الفراش لتربت فوق ساق فارس بحنان : عامل إيه يا حبيبي دلوقتى ؟؟
لم تحصل على اى تفاعل لتتابع : انا بس حبيت اقولك انى عرفت إن اخواتك البنات فى المستشفى ومامتهم كمان أتوفت .
حصلت على رد فعل ليس كما تمنت لكنه اتجه لها بحواسه لتتابع : انت فاهم طبعا انت اخوهم الكبير ومالهمش غيرك دلوقتى .. انا عاوزاك ترتاح النهاردة وبكرة إن شاء الله نروح تطمن عليهم وتشوف جدتك .
أومأ فارس ثم تسطح بالفراش بصمت ، دارت عينيها بالغرفة بحثا عن اى غرض قد يستخدم لإيذاء الذات .
شعرت بالحيرة فالغرفة تعج بتلك الاغراض ، احبال واغراض معدنية وسكين الفاكهة .
رأى رؤوف حيرتها وعينيها الزائغة بفزع ليقترب هامسا : بلاش تحسسيه بعدم ثقتك فيه .
ثم نظر نحو فارس : إحنا جمبك فى اوضة ماما يا فارس وكل شوية هاجى اطمن عليك .
جذبها للخارج رغم اعتراضها الواضح ورجاءها الصامت لكن الحزم بعينيه كان أقوى من رفضها .
*************
وضعت بسمة الطبق الأخير فوق الطاولة ونظرت لولديها بتحذير : قدامكم ساعة واحدة بعد الأكل قبل ما ننزل للتمرين وده اول تمرين هشوف الإلتزام هو اللى هيحدد هنكمل فى اللعبة ولا لا .
تبادل الصغيرين نظرات سعيدة بينما هز سويلم رأسه ليتضح عدم تركيزه ، جلست بجواره متسائلة : مالك يا سويلم ؟
انتبه لها : هاا ولا حاچة
تغافلت عنه طواعية فهو سيتحدث حين يكون مستعداً لذلك ، ساد الهدوء لدقائق قبل أن يتساءل : إيه رأيك ناخد إچازة وننزل مصر ؟
زادت دهشتها التى تحولت لتوتر : سويلم حصل حاجة عند بابا ؟
هز رأسه نفيا : لا ابدا انا بس بفكر نغير چو .
نظرت له بحدة : ولما هو لا مابتبصش فى عينى وانت بتكلمنى ليه ؟
اضطرب لتعيد سؤالها : سويلم فى إيه ؟؟
مسد جبهته وصمت لتغادر الطاولة نحو الغرفة . هاتفت أبيها الذى أنكر وجود خطب ما سوى من ذاك الخبر الذى لا يعد مزعجا سوى لألم فارس ثم أخبرها عن خطبة خضر المرتقبة وتناول عدة مواضيع لا تمت بصلة لما حدث فعليا .
أنهت المحادثة دون أن تشعر سوى بالمزيد من التوتر .. هناك أمر ما تجهله ويسبب لها توترا مضاعفا محاولات إخفائه عنها .
**************
طرقات متتابعة اسرعت حياة تلبيها : دى المجنونة بنت ابنى اندفعت نور بمجرد فتح الباب ، قبلت جدتها وهى تصيح بحماس : هاى نانا .. فين بابى ؟؟ انا عاوزة اشوف فرح
أشار لها مازن الذى لا زال يحمل فرح منذ الصباح : تعالى يا نور
رحبت بالجميع أثناء ركضها تجاه والدها ، جلست تتطلع لوجه فرح بحماس وتتلمس كفها .
اقتربت من رأسه متسائلة : فين العروسة ؟؟
همس بالتبعية : جوه ادخلى اتعرفى عليها .
قبلته واتجهت ركضا إلى الداخل فهى تحفظ المكان جيدا .. وقف محمود قرب الباب يهمس إلى حياة متسائلا : إيه الاخبار ؟
زفرت بحزن : ولا حاجة زى ما هى
عاد يتساءل : وبعدين هنعمل ايه ؟؟
أشارت برأسها نحو مازن : ولا حاجة مازن متكيف جدا مع وضعها خليهم يعرفوا يلاقوا طريق لبعض .
أحاط كتفها وتقدم نحو الجالسين : زى ما اتفقنا الناس جايين الساعة سبعة .
دخلت نور بعد أن أذنت لها رنا ظنا أنها چودى أو حياة .. كانت متسطحة بالفراش بأعين منتفخة .
وقفت نور خلف الباب الذى اغلقته : هاى ..
اعتدلت فور سماع صوت نور الغريب لتبتسم لها نور : انا حبيت اتعرف عليك بس لو تعبانة اجى بعدين !
هزت رأسها نفيا : لا انا كويسة
أقبلت نور عليها فورا : انت البرايد بتاعة بابى .. انا فرحانة اوى إنه رضى يتجوز اخيرا .. اكيد بيحبك جدا .. انت جميلة اوى
تحدثت نور بحماس ارسل لعقل رنا صورة عن شقيقتها الصغرى التى تشبه نور كثيرا فى هذا الانطلاق لتبتسم لها بود زاد من حماس نور .
بدأت نور فورا تعرض مساعدة رنا للاستعداد للحفل وكم سعدت رنا بوجودها وبدأ المرح الذى يشع من نور يتسلل إلى قلب رنا فيسرى عنها كثيرا .
****************
جلس خضر برفقة الفتاة التى اختارها له والده واسمها ضحى ابنة صديقه غالى الذى رحب مبدئيا بالارتباط .
جلس على مقربة منهم والديهما وإياد الذى أصر خضر على حضوره .
كانت مطرقة بصمت ليتساءل : انت بتدرسى إيه يا آنسة ضحى ؟
رفعت وجهها تنظر نحوه : بدرس فى كلية العلوم قسم كيمياء .
ابتسم بود : شكلك كنت عاوزة تبقى دكتورة
ابتسمت أيضا : لا انا بحب الكيمياء وكنت عاوزة ادرسها كويس .
أومأ بتفهم : جميل جدا انك تبقى محددة أهدافك وتقدرى تحقيقها كمان .
صمتا لتتساءل : وانت حققت أهدافك ؟؟
ابتسم خضر : انا ماكانش ليا أهداف معينة كنت عاوز افضل مع إياد ابن عمى وفعلا خلصت دراسة وبنشتغل سوا فى شركة ازياء .
اومأت لينظر نحو والده ويتابع : اوقات بحس أنى خيبت أمل بابا فيا .. خالد اخويا دكتور فى مركز البحوث متخصص فى الوراثة وليه ابحاث عالمية طول عمره بيحدد أهدافه ويوصل لها ببراعة وانا كنت على العكس منه دايما.. كل حاجة فيا عادية
اتسعت ابتسامتها : وممكن ده يكون احساس داخلى جواك انت بس لأن عمى مهران شخص واعى جدا واكيد عارف إن اختلاف القدرات والميول بين الأشخاص طبيعى جدا بالعكس يقلق لما تقلد من غير تفكير .. لما مايكونش ليك بصمة خاصة بيك تميزك .. وانا شايفة إن انت فعلا متميز عن ناس كتير .
شعر براحة تامة لتبادل الحديث معها . كأنه على صلة بها منذ سنوات .. كما أنها جميلة بشكل مميز جدا ، ليس هذا الجمال المبهر الذى يخطف العقول بل جمال هادئ يتسلل للنفس بسكينة محببة
***************
اوكلت رنا ساهر لعقد القران ولم تغادر الغرفة لينضم إليها النساء فيشعرن بمزيد من الراحة ، حضر العقد ريان وطايع رغم تباعدهما عن الجميع إلا أنهما لم يتخلفا .
حضرت مروة وحمزة رغم أنها ليست بخير فهى فى أيام حملها الأخيرة لكنها سعيدة للغاية فأخيها الوحيد الذى طالت وحدته وجد اخيرا مؤنسا له وسكن بعد تيه طويل .
اعلن نهاية العقد ليسود المرح وعبارات التهاني ، اقترب محمد من ريان متسائلا : مالكم ؟؟ مش مطمن للودودة بتاعتكم .
ابتسم ريان وتجاوز تساؤله : انت خلاص مش لاقى حد تناكفه غيرى صح ؟
ضحك محمد وقد أدرك أن ثمة ما يخفيانه ولا يودا إطلاعه عليه ، لم يغضبه الأمر فهو يفضل حدود الخصوصية دائما لذا جاراه فى إقصائه : تصدق صح ههههه وبعدين مابقتش اشوفك خالص والبشمهندس بقا نسينا ولا أكننا نسايب .
ابتسم طايع وفهم أنه يعاتبه لعدم دعوته زواج نسمة : والله يا محمد اتجوزت بين يوم وليلة
ربت محمد فوق كتفه : ربنا يسعدها يا طايع إحنا يعنى كنا مبسوطين بقعدتهم كده ؟؟ هى ولا مازن .. انا هاخد وفية ونروح نبارك لهم بس ابقى ابعت لى العنوان .
اقترب محمود أيضا : مبارك ل نسمة يا طايع انا لسه عارف من تاج النهاردة .
ضحك ريان وربت فوق كتف طايع : قابل بقا يا عم انا هروح ابارك للعريس .
*****************
تمتعا بخصوصية كبيرة فقد غادر الجميع ، كان يتوجه كل ساعة تقريبا لتفقد فارس الذى هرب من كل ضغوط اليوم بالنوم المتواصل .
فتح باب غرفتها لتتساءل بلهفة : لسه نايم ؟
اقترب وجلس بطرف الفراش : نايم مش دارى بالدنيا
فركت كفيها بتوتر : اتأكدت إنه نايم ؟ يكون عمل فى نفسه حاجة ؟؟
هز رأسه : نايم يا نسمة ماتخافيش وبعدين ابنك اقوى من إنه يعمل حاجة فى نفسه .. هو بس بيتعامل مع صدمته
عادت تفرك كفيها : انت ماسمعتش الدكتور قال ايه
ابتسم بتهكم : الدكتور بيحكم على الحالة مش على الإنسان . انا بحكم على فارس الإنسان القوى اللى عرفته واتعاملت معاه .
اعتدل ليستقر بجوارها هامسا : تعرفى يا نسمة !! انا كان نفسى يكون لى ابن زى فارس
نظرت له ولم تعلق بل دارت أفكارها فى إطار تخشاه أصابها بشرود لم يلتفت له متابعا وهو يهزها بحماس : انا عندى فكرة
انتبهت له ليتحدث بنفس الحماس والصوت الخافت : مش انت توأم ؟؟
هزت رأسها : ايوه
تساءل بلهفة : واختك التوأم خلفت توأم ؟
ضحكت نسمة : ههههه . ايوه يا رؤوف انت هتحسد ولا إيه ؟؟
ضحك رؤوف : ههههه لا انا عاوز من ده
قطبت جبينها غير منتبهة لمقصده : عاوز من ايه ؟؟
اجاب بتلقائية : توأم .. عاوز نخلف توأم
ظلت تنظر له لحظات قبل أن تضحك بشدة : ههههه يا راجل .. توأم مرة واحدة ؟؟ انت عارف انا عندى كام سنة ؟؟ ههههه
نهضت عن الفراش متهكمة : قال توأم قال هههههه .
اصابه رد فعلها بإحباط كبير وبدأ عقله يسلط الضوء فورا على الظروف التي تم زواجهما خلالها .. ثم طبيعة العلاقة بينهما .
حقا قد أتم زواجه منها لكنها لم تعلن عن رغبتها فيه مطلقا . الأحداث الأخيرة التى تتابعت بسرعة موترة حالت دون إيضاح طريق سوى لعلاقتهما .. لم يعد واثقا مما هما مقدمان عليه .. بل لم يكن يوما واثقا من رغبتها فى المتابعة .
ترى هل سيستمر زواجهما ؟؟
هل تنوى التخلص منه ؟؟
هل كانت معه بلحظات ضعف بشرية تندم عليها ؟؟
استلقى مستسلما لأفكاره التى اسقطته فى فوهة تحرق صدره ، حقا لم يخطط الزواج منها بهذه الطريقة لكنه اضطر لذلك وكان يتمنى فعليا أن يتزوجها برضاها كاملا .
بدلت ملابسها وعادت لتجده قد سلبه النوم منها ، وجدتها فرصة جيدة لإعادة الحسابات .
ما المصير الذى ستؤول لها علاقتهما ؟؟
*********************
رفع رئيس النيابة رأسه أمرا الطارق بالدخول ، دخل ضابط شرطة ليضع بين يديه مظروفا : تقرير الطب الشرعي .
تلهف الأول للأطلاع عليه : بسرعة كده ؟؟
جلس الضابط : انت عارف القتيل مين وعلاقاته وشركائه ده غير عيلته .. ده احنا من الصبح ماعرفناش نقعد على مكاتبنا ساعة واحدة .
بدأ رئيس النيابة يقرأ التقرير ليكفهر وجهه ويسيطر الغضب على ملامحه .. تساءل الضابط بترقب : فى إيه ؟؟
ضم الأول قبضته ونظر نحوه : مش قولت لك من الصبح وضع الجثث مش طبيعي .
زادت دهشة الضابط ليتابع : البنت دمها فيه مخدر والباشا دمه فيه منشطات .. ده غير الكارثة التانية
تساءل بفزع : كارثة اكبر من كده ؟؟
ألقى الأوراق فوق المكتب وقد كرهت عينيه رغم ما يلاقيه من أهوال بسبب مهنته إلا أن الأمور مؤخرا أصبحت هزلية ..
ما المثير فى طفلة بهذا العمر ؟؟
سؤال يتردد مع كل حادثة كارثية تقابله .
ليس الأمر لاحتياج بدنى ..
بل هو مرض ينهش ابدان الذكور ويحثهم لنهش براءة الصغيرات
قابل الكثيرين .. العامل والعاطل .. المتزوج والأعزب . . الشاب ومن غادره شبابه نحو شيبة مقبلة لم تردعه عن قذارته .
الأمر أصبح يحتاج دراسة ملحة لبحث هذه الكوارث الجديدة عن المجتمع والتى تزيده تشوها .
وهذه القضية تثبت أن الشذوذ العقلى للذكور تخطى معايير التعقل .. شخص بهذه المكانة ينحدر لهذه القذارة بحقارة منقطعة النظير ويخطط بهذه الحقارة لنيل صغيرة بهذا العمر
أمسك الضابط التقرير بقلق بالغ وعينيه تلتهم كلماته : دى مصيبة ..
تسارعت عينيه فوق الأسطر : الحيوان !! ده الدنيا هتتقلب بسبب التقرير ده .. كمان مش اول مرة .. ربنا يعلم بقى له قد ايه بيستغل طفلة بالحقارة دى ؟؟
جذبه من بين أنامله : تتقلب .. تتعدل .. إحنا هنعمل شغلنا ده حيوان لازم يتفضح .
همس الأول بإحباط : ده لو سابونا نشتغل .
وضع التقرير بملف القضية واثبته بنفسه قبل أن يحثه : بينا نروح انا مش شايف قدامى خلاص .
*****************
ودع مازن ضيوفه جميعا ليغلق بابه بعد هذا الجهد المضنى الذى بذله فى الأيام الماضية ، مد ذراعيه بتكاسل واتجه للداخل .
هو لم ير رنا طيلة اليوم سوى لحظات خاطفة ، ربما هى حزينة اليوم لسفر ساهر وچودى .
اتجه نحو الغرفة التى لم يغلق بابها لكنها كانت فى سبيلها لإغلاقه ، مد ذراعه يوقف دفعها للباب متسائلا : بتعملى إيه ؟؟
عقدت ذراعيها : زى ما انت شايف .. هقفل الباب علشان اغير هدومى وانام .
تقدم وهو ينزع سترته : لا يا رنا انا وعدتك إنك تاخدى كل الوقت اللى تحتاجيه علشان تتأقلمى مع وضعنا لكن الكلام ده يحصل وانا جمبك .. إحنا الاتنين محتاجين الألفة ..
قاطعته بحدة : يعنى إيه هتنام معايا فى الأوضة غصب عني ؟؟
إلتفت لها : ممكن نتكلم بهدوء ؟ ايوه هنام معاكى فى الاوضة بس مش غصب عنك .. لازم تفهمى إن ده الوضع الطبيعى .. رنا انا مش واحد بيفرض نفسه عليكى .. انا جوزك وجوازنا برضانا إحنا الاتنين يبقى لازم نحاول ننجح مش من اولها نبنى بنا حواجز .
لم تجد ما تجيبه به .. إنه محق تماما لقد قبلت الزواج منه وتعترف أنها تحتاج الشعور بالأمان والطمأنينة .. ورغم ذلك لا تقبل بمحاولة قربه منها .
بدأت الصغيرة تبكى ليتجه نحو فراشها الملحق بالغرفة : إيه . ايه بس زعلانة من صوتنا اكيد .
وجدت فى بكاء الصغيرة مهربا لها من مناقشته لتتجه نحو الطاولة : لا اكيد جعانة هجهز لها ببرونة
قاطعها متسائلا : ليه مش بترضع طبيعى !!
احتقن وجهها ونظرت له بحدة : وانت مالك بالخصوصيات دى ؟؟
رفع كفه لصراخها غير المبرر : هشششش بالراحة تفزعيها اكتر .
عاد يهدهد الصغيرة ناظرا لها بلوم : انا بتكلم فى مصلحتها .. انا مش جاهل وكل الناس عارفة الرضاعة الطبيعية احسن لمناعة البيبى .
اتجه نحوها ليسحب الزجاجة من كفها : تسمحى انا هجهز لها الرضعة وانت حاولى تهدى .. خدى شاور
وصل للباب ووقف ينظر لها : ولا بلاش لا تزعلى وتقولى بتدخل فى خصوصياتك .. انت حرة .
وأغلق الباب مغادرا يحاول تهدئة فرح حتى ينهى إعداد وجبتها معتمدا على خبرته السابقة مع نور .
***************
جلست عبلة برداء نومها تبكى ويجلس أمامها ابنها الأكبر .. ضم قبضته وضغط على فكه غاضبا : هو ده اللي طول عمره يعدل علينا ومحدش عاجبه !! البيه الدبلوماسي !! طلع حيوان حتى الحيوان احسن منه .
كففت دموعها راجية : يابنى وطى صوتك بناته جوه
ابتسم بتهكم : بناته !! انا مش فاهم لو مش عنده بنات كان عمل ايه ؟؟ نصيحة خدي البنات اعملى لهم شيك اب ليكون طالهم قرفه .
شهقت بفزع ليتابع : انت متخيلة لو كان صبح الصبح من غير ما اعرف المصيبة دى كان حصل ايه ؟؟ متخيلة شركاته كان ممكن يعملوا فينا إيه ؟؟
انتفض يضرب جبهته : وكانوا معاهم حق طبعا اسهم شركاتهم هتقع بسبب عملته .. ولا حماه ؟؟
دار يواجه أمه : اهو ده بقا كان هيدمر بناته ويدمرنا كلنا ..
أولاها ظهره مجددا : ولا الهانم المذيعة اللى كان متجوزها ..
واجه أمه مجددا : طبعا عارفة كان بيعمل ايه معاها ومع ابنه ؟؟ اهى دى كانت نهايتنا بجد .. كفاية تطلع لايف تقول كان بيعمل ايه .
ضرب كفيه ببعضهما صائحا : هو ده التقدم اللى كان بيقول عليه
تابع مقلدا طريقة بسول : انتو هتفضلوا لأمته رابطين عقولكم بخرافات المجتمع ؟؟ عيشوا التقدم .. عيشوا الحياة
عاد يواجه أمه : هى دى الحياة ؟؟
دفنت وجهها براحتيها وهى تنوح باكية : عاوزنى اعمل ايه بس ؟؟ هو مات وانا قلبى محروق عليه .. ده ابنى زيك زيه .
صرخ رافضا : ماتقوليش زيى زيه .. انا قرفان إنه اخويا .. انا ماشى بدل ما دمى يتحرق اكتر من كده .
اتجه نحو الباب ليغادر ويصفعه بقوة أرتجف لها بدن أمه التى نظرت للباب وعادت تجهش بالبكاء .. فلم تعد تملك غيره .
*******************
غادرت الغرفة بحرج تبحث عنه زاعمة البحث عن طفلتها التى يعتنى بها .. لقد احتدت عليه بشدة .. أغمضت عينيها وهي تتذكر ما كان ليحدث لو أنه زوجها الأول !!
انتفضت لمجرد الفكرة وبعض من صور ماضيها تترأى لها .. هزت رأسها هربا فهى لا تريد هذه الذكريات .
اتجهت للخارج حيث كان يجلس عكس اتجاه الغرف ويبدو من الهدوء أن ابنتها قد غفت مجددا .
اقتربت لتتساءل بصوت خافت : نامت !!
رفع رأسه ينظر لها وليته ما فعل .. أصبح عاجزا عن إشاحة نظره مجددا .. ما الذى تحاول فعله بهذا الرداء .
لا حظت تطلعه لها لتبرر فورا : مش بعرف انام بهدوم كتير .
أومأ متفهما وهو يسحب عينيه قسرا عنها .. مد ذراعه ليترك الزجاجة فوق الطاولة وينهض : هنيم فرح فى سريرها واغير هدومى .
غاب عنها ولم تفكر فى تفقده .. انتظرت ظهوره لكنه لم يخرج من الغرفة .. تسللت بخفوت وتطلعت برأسها للداخل لتراه وقد تكوم على نفسه ويغط فى نوم عميق .
اقتربت خطوة هاتفة : مازن
لكن لم يصدر عنه صوت ولا حركة .. مدت كفها تمسد معدتها لشعورها بجوع شديد .. أغلقت الباب بهدوء واتجهت نحو المطبخ .. فتح عينيه بمجرد إغلاق الباب ليهز رأسه بأسف ثم يجذب وسادته يخفى بها رأسه .. لقد علم أنها سترفض الطعام وكان التظاهر بالنوم هو كل ما يمكنه فعله علها تشعر ببعض الراحة وتتناول الطعام .
*****************
فى الصباح التالى تبدلت أحوال كثيرة ، استيقظ رؤوف متجهم الوجه دون سبب معروف . تفقد فارس باكرا ثم غادر مباشرة دون أن يتوجه إليها بكلمة واحدة .
بحث عنه طايع فى الصباح ليتعجب مغادرته دون إعلامه ليفهم دون توضيح أن ثمة ما يدور بينهما .
اتجه نزولا لمنزل مهران الذى استقبله بحفاوة .. جلسا ليتساءل : ايه اخبار زيارة امبارح ؟؟
لم يبد الحماس على مهران : ماخابرش بيجولوا هيصلوا استخارة .
ابتسم طايع : ومالك زعلان ليه ؟؟
تنهد مهران : إن چيت للحج يا خوى البنية زينة ونفسى ياخدها .. بس ماخابرش إيه فى راسه ورأسها .. بوها جال هيرد علينا .
ربت طايع فوق ساقه : اطمن يا مهران .. ضرورى يحسوا براحة ويجوز يحبوا يتقابلوا تانى .. الجواز مش قرار سهل .
اعترض مهران : ليه يعنى ماكلنا اتچوزنا !!
ضحك طايع : انت متجوز بنت عمك وانا متجوز بنت عمتى تقدر تقولى كنا محتاجين إيه ؟؟
اقترب مهران برأسه : بمناسبة بنت عمتى هى مالها اتعاركتوا ؟؟
تنهد طايع : زعلانة علشان خبيت عليها اللى بيچرى مع نسمة .. بالذمة لو كانت عرفت كان هيحصل ايه ؟؟
ضحك مهران : ههههه كانت هتطربج الدنيا على راسك
جاراه طايع : واهى اطربقت بردو هههههه .
أقبلت روان تحمل الطعام : نفطر سوا يا ابو اياد .
كان أول الجالسين قرب الطعام : والله يا بنت عمى فوق الجو مكهرب وشكلنا هنضيع فى الأكل النهاردة .
جلس مهران بقربه وقبل أن يتحدث جاء صوت خضر : تعالى كل عندنا انت واياد يا عمى .
جلس أمام الطعام ليفرك كفيه بحماس : الله على فطارك العظمة يا ست الكل .
ثم نظر نحو أبيه : عاوز تجوزنى انت علشان تدلع روحك .. قافشك انا يا حج .
ضحك طايع وروان بينما وكزه مهران : وانت مالك ما تتچوز وتحل عنينا .
مط خضر شفتيه مدعيا الاستياء الذى لم تعبر عنه شهيته للطعام .
*************"**"*
نفض رئيس النيابة الملف مجددا وقد أمر بإستدعاء الضابط الذى دخل متسائلا : خير على الصبح ؟؟
أشار للأوراق المبعثرة أمامه : فين تقرير الطب الشرعي ؟؟
انتفض الضابط يفحص الأوراق : فين يعنى إيه ؟؟ ما انت بنفسك ارفقته بالملف امبارح .
قاطع بحثهما طرق الباب ثم دخول الجندى يمد كفه بمظروف مغلق : تقرير الطبيب الشرعي فى حادثة حريق امبارح يا باشا .
تعلقت به أعينهما لدقيقة كامل. قبل أن يجذبه الضابط ليفضه ، تسارعت عينيه بنهم قبل أن يرفعهما مجددا : مش ده التقرير اللى جه بالليل .. ده مافهوش ولا كلمة ...
جذبه رئيس النيابة وطالعه قبل أن يصيح : يعنى إيه ؟؟ احنا فين هنا ؟؟ انا هفتح تحقيق واطلب التحقيق مع الدكتور اللى كتب التقرير ده .
رنين الهاتف دعاه للإجابة بغضب : نعم !!!
صمت يستمع للطرف الاخر قبل أن تتهكم ملامحه : اسف يا باشا انا هكتب اللى ورد فى التقرير الأول واستشهد بالضابط والدكتور اللى كتب التقرير وهفتح تحقيق فى الموضوع كله .. البلد فيها قانون يا باشا بيطبق على الكبير والصغير .
عاد يصمت قبل أن يلقى سماعة الهاتف ثم يرتمى فوق مقعده ليجلس أمامه : انا توقعت كده
صاح بحدة : وانا مش هسمح بكده .. كله ...
عاد رنين الهاتف ليسحبه بغضب شديد : افندم .
صمت ولكن هذه المرة بوجه شاحب ، أعاد السماعة ثم نظر له : تم استبعدنا من التحقيق . انا مش مستوعب اللى بيحصل
دفن وجهه ليتحدث الضابط : انا بقا مستوعب ومر عليا كتير .. عادى انا هروح اقدم على إجازة بمزاجى قبل ما تبقى اجبارى .
************
قدمت له زوجته القهوة لينظر لها مبتسما فتتساءل : مالك يا خالد ؟ بحث ولا حاجة تانية ؟
وضع الفنجان بالقرب منه وجذبها حتى أراح رأسه فوق صدرها : حاجات كتير يا سيلى
ضمت رأسه لتغوص أناملها بين خصلاته : طيب اتكلم معايا يا خالد ماتشلش فوق طاقتك .
تنهد بألم : امبارح بابا كلمنى وحكى لى عن مشاكل كتير ل نسمة بنت عمى وخضر اخويا اللى فكرت رايح يشوف عروسته وفرحان طلع جواز صالونات
صمت لحظة مستنشقا بعضا من سكينة قربها : انا حاسس انى ببعد .. ببعد اوى عن حياتى .. كل حاجة بقيت اعرفها بعد ما تحصل .. مابقتش اعيش تفاصيل حياة حبايبى
قاطعته هامسة : هشششش .. يا خالد كل حاجة بناخدها من الدنيا بندفع ليها تمن .. السعادة والفرح والنجاح .. كل حاجة بنكسبها بيكون قصادها حاجة تانية متأثرة بيها مش هقول بنخسرها .. لكن بنحاول نوفق ومش دايما بنقدر .. حاول يا خالد .. حاول تانى زى ما حاولت علشانا حاول علشان خالد .. حاول تحقق له حلمه وفى نفس الوقت تربطه بحياته اللى بيحبها ..
رفع رأسه ينظر لوجهها لتتابع : عارفة إنك تقدر .. انا حبيبى قوى
تأمل قسماتها التى يميزها الدلال هامسا : هتساعدينى ؟؟
رفعت عينيها دلالة التفكير لتهرب من حصاره : كله بتمنه
غلبته ضحكاته لتدفن رأسه بصدرها خوفا من إيقاظ الصغيرة بهذا التوقيت الذى يحتاج كل منهما فيه لقرب الأخر .
*************
للمرة الأولى تدخل نسمة هذا المنزل منذ اعوام طويلة ، صحبت فارس لرؤية جدته والفتاتين ، رغم أنه لم يتحدث سوى بضعة كلمات صباحا إلا أنها تراه بحال أفضل .
جلسا حتى اقبلت عبلة بوجه مرهق ترحب بهما ، ضمت فارس ورفضت إبعاده ليجلس قربها صامتا فتتحدث نسمة : انا جبت فارس يشوف اخواته .. آن الأوان يعرفوا بعض كويس .
تنهدت عبلة : كارما من ساعة ما رجعنا من المستشفى مابتنطقش وكارلا مابتبطلش عياط .
تابعت نسمة : معلش اللى حصل مش شوية
ربتت عبلة فوق كتف فارس وقبلت رأسه مشيرة نحو الرواق : ادخل لهم يا حبيبي اول اوضة يمين .
تحرك فارس بصمت لتنظر لها عبلة : طبعا يا نسمة مااحبش اللى حصل زمان يبعدنى عن فارس اكتر من كده .. بالنسبة للميراث ممكن اخلى الڤيلا اللى بسول اخدها منك فى نصيب فارس .
انتفضت نسمة : لا .. إلا الفيلا دى .. وبعدين انا ماليش علاقة بورث فارس من ابوه ممكن تدخلوه المجلس الحسبى بعيد عنى انا مش عاوزة اى حاجة تفكرنى بأيامه .
عادت عبلة للبكاء لتشعر نسمة بالأسف ، اتجهت لتجلس قربها : انا اسفة مش قصدى اضايق حضرتك .
***
طرق فارس الباب وانتظر لحظات ثم فتحه ودخل . كانتا جالستين بحالة مزرية متقاربتان .
نظرتا نحوه بدهشة ليتحدث أولا : ازيكم ..انا فارس
تحدثت الصغيرة كارلا من بين دموعها : انت اخونا صح ؟؟
اقترب منهما : ايوه صح .. ماتخافوش انا معاكم .
أمسكت كارلا كف كارما التى قبضت على كفها بقوة تابعها فارس ثم مد كفيه وأحاط قبضتهما بدفء دفعهما لتبادل النظرات مجددا .
**************
قاطع حوارها مع عبلة رنين الهاتف ، لقد حاولت التحدث إليه مرارا لكنه لم يجب اتصالاتها ، نظرت نحو عبلة بحرج لتنهض فورا : خدى راحتك انا هشوف الولاد
غادرت لتجيب فورا : رؤوف انت روحت فين ومابتردش ليه ؟؟
تحدث بهدوء : انا قولت لك انى بحبك وكنت أتمنى اتجوزك لكن اللى حسيته إن دى رغبتى انا بس .. هستناكى بالليل انت وعمى فى شقتى ومعايا المأذون علشان اطلقك .
وانهى المحادثة فورا
تابع من هنا: جميع فصول رواية الشرف ج5 بقلم قسمة الشبينى
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا