مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات حيث نغوص اليوم مع رواية رومانسية مصرية جديدة للكاتبة المميزة ميار خالد , وموعدنا اليوم علي موقع قصص 26 مع الفصل الثامن والعشرون من رواية وردتى الشائكة بقلم ميار خالد .
رواية وردتى الشائكة بقلم ميار خالد - الفصل الثامن والعشرون
تابع من هنا: تجميعة روايات رومانسية مصرية
رواية وردتى الشائكة بقلم ميار خالد - الفصل الثامن والعشرون
نظر كريم أمامه بصدمة و هو يسمع تلك الكلمات !
: الو .. مبترديش ليه وحشني صوتك
قال كريم بحدة : مين معايا !
: ايه ده .. هو مش ده تليفون ورد ؟
كريم : أيوة تليفونها .. مين حضرتك ؟
: مش لازم انت تعرفني كفاية هي عرفاني .. و عرفاني اوي ابقى اسألها عليا ! و معلش ابقى قولها تتصل بيا تاني
ثم انهي المكالمه سريعا لينظر كريم أمامه بشك و في تلك اللحظة عادت ورد الي غرفتها مرة أخرى بعد أن خرجت من غرفة مروة و اطمأنت على ريم لتجد كريم واقف في منتصف الغرفة بشرود و ملامح وجهه لا تفسر فاتجهت له
ورد : في ايه ؟ واقف كده ليه
و لاحظت في تلك اللحظة هاتفها الذي في يده لتأخذه منه
ورد : ماسك موبايلي ليه .. حد اتصل ولا ايه ؟
كريم نظر لها للحظات و ظل صامتا حتي قالت ورد
ورد : انت مش بترد عليا ليه ؟
كريم : هو انتي مش مخبيه عني حاجه ؟
ورد : لا هخبي عليك ايه يعني
كريم : ورد .. سبق و قولتلك اني بكره الكدب ! لو عرفت بأي طريقة انك بتكدبي عليا صدقيني هتزعلي مني اوي .. و هتشوفي مني وش عمرك ما شوفتيه !
ورد : انت بتكلمني كده ليه .. انا فعلا مبكدبش عليك و مش مخبيه حاجه
كريم انفعل قليلا ليقول : اومال مين اللي اتصل على موبايلك ده .. و اول ما رديت سكت لأنه كان عايز حضرتك انتي
ورد بعدم فهم : ايه اللي انت بتقوله ده انا مش فاهمه حاجه
كريم تملكته العصبية ليلقي هاتفها على الارض فتحطم الي اجزاء و فزعت هي بشدة
ورد بصدمة : ايه اللي انت عملته ده !
كريم : يفرق معاكي اوي ولا ايه
ورد : اه يفرق معايا .. لكن مش هيفرق معاك انت !
ظل كريم يطالعها بعصبية ثم خرج من الغرفة سريعا ليصفع الباب خلفه و فزعت ورد و اتجه هو الي غرفة أبيه و حاول أن يهدأ قليلا .. ظلت ورد واقفة بعدم فهم و في تلك اللحظة تذكرت امير و مكالماته لها و اتسعت عيونها عندما فهمت أنه من الممكن أن يكون قد اتصل و كريم من رد عليه و قد فهم كل الامور بطريقة خاطئة !!
في غرفة عمر ..
لملم عمر أغراضه و تركها عند باب الغرفة ثم اتجه الي غرفة ريم ليلقي عليها نظرة قبل أن يرحل فوجدها نائمة .. دخل الي غرفتها بهدوء و اقترب من سريرها و التقط أحد الكراسي و جلس امامها ، ظل ينظر لها بحزن و ندم و قد ظهرت دموع خفيفة في عينيه
عمر : ريم .. ممكن متكونيش سمعاني دلوقتي بس لازم اقولك الكلام ده ..
ثم صمت للحظات و اكمل بصوت مهتز و مكتوم : فاكرة لما قولتيلي اني استاهل كل حاجه حلوة .. انتي كل الحلو اللي كان ممكن يغير حياتي بس انا مستاهلش .. في الأول كنت غبي و ما زلت .. كان كل تفكيري في رد القلم ليكي .. مكنتش أعرف إني أنا اللي هتوجع مش انتي .. كنت بسأل نفسي العيب في ايه و ليه بسقط كل السنين دي و ليه لحد دلوقتي متخرجتش حتي لو كنت حزين على اروى .. مكنتش اعرف ان كل ده حصل عشان اقابلك و قلبي اللي كان رافض كل الناس يتفتحلك من اول مرة شوفتك فيها .. في لحظة فوقت من راحة حبك على ألم فراقك .. قصة حبي انتهت من قبل ما تبدأ .. لُقانا كان غريب و مش مظبوط تحسيه قصه في رواية بس صدقيني انا من يوم ما حبيتك و انا عمري ما فكرت اسببلك اي أذي و كنت بندم على اللي عملته فيكي .. عارف انك مش ممكن تسامحيني بس ارجوكي حاولي تفتكريلي اي حاجه حلوة
مسح دمعة قد خانته لتسقط من عينيه سريعا و اخرج العقد من جيبه و الذي كان من المفترض أن يهديه إليها لحظة اعترافه بحبه لها .. نظر له للحظات ثم اقترب منها قليلا و البسه لها ليزين عنقها و قبلها في جبينها و قال بهمس
عمر : بحبك ..
ثم ابتعد عنها و خرج من الغرفة سريعا و أغلق الباب خلفه و ما أن خرج حتى سقطت دمعة حارة من جانب عين ريم و تحركت يدها لتتحسس السلسال في عنقها ..
_________________________________
دلف كريم الي غرفة والده بعصبية على غير عادته و اتجه اليه ليجلس أمامه بصمت ، نظر له والده بتفحص و حرك يده ليمسك يد ابنه نظر له كريم بدهشة و قد نسى للحظة أن أبيه قد استطاع أن يحرك يده فابتسم ، ظل ينظر له والده بتفحص و كأنه يريد أن يخبره أن يتكلم و يقول ما في قلبه فتنهد كريم و قال
كريم : ورد .. انا عارف ان مينفعش اشك فيها بس غصب عني .. من شوية حد اتصل على الموبايل بتاعها .. راجل .. و كان بيتكلم بطريقة مستفزة و بعشم اوي .. للحظة توهت مش عارف ايه الصح من الغلط .. مش عارف انا اختارت غلط من الاول ولا لا .. بس قلبي بيكدب احساسي ده و مصمم يثق في ورد مهما حصل .. انا تعبت
سحب والده يده من بين يد كريم بعصبية خفيفة لينظر له كريم بتعجب
كريم : انت اضايقت عشان شكيت في ورد ؟
حرك صابر رأسه بالإيجاب ليقول كريم : و ده سبب الحرب اللي في مخي .. قلبي بيثق فيها و عقلي بيشك فيها و لو هي فعلا مظلومه مين الشخص ده و ليه بيعمل كده و عايز منها ايه
تنهد كريم بضيق ثم نهض من مكانه وخرج من الغرفة ليجد مروة أمامه تطالعه بتفحص .. نظر لها كريم بعدم اهتمام ثم اتجه الي غرفة أخرى ليبقى بها .. نظرت له مروة بدهشة و فرحه نوعا ما ثم عادت سريعا الي غرفتها و التقطت هاتفها لتتصل بأمير و ما أن رد عليها قالت
مروة : أمير .. انت عملت ايه ؟!
أمير ضحك باستفزاز : يبقى الحريقة اشتغلت
مروة : كريم ساب اوضتها و راح يقعد في اوضه تانيه .. شكلهم متخانقين حتي ملامح وشه متعصبه .. انت عملت ايه
امير : الشك .. ما انا قولتلك و انتي مكنتيش واثقة فيا .. ادي اللي كنت عايزُه بدأ ينجح اهو
مروة : مش فاهمه انت خليته يشك فيها ازاي
امير : اتصلت على الموبايل بتاعتها تاني و المره دي هو اللي رد عليا و ساعتها قولت كلمتين كده يخلوا اي حد يتعصب .. و قفلت بس كده
مروة : مكنتش متخيله أنه ممكن يشك فيها بعد الثقة دي كلها
امير : مهما كان بيثق فيها مش هيقدر ميشكش بعد كلامي ده .. كريم في الاخر راجل يعني غصب عنه هيشك فيها
مروة ضحكت بحقد ثم قالت : يبقى دلوقتي معاد الخطوة اللي بعدها
امير : بالظبط كده .. لازم بكرة تتم كل حاجه و كريم متعصب كده !
مروة : بس انا هقولها ايه عشان ابعتهالك ؟
امير : سيبي الموضوع ده عليا .. انا هعرف اسحبها كويس .. اهم حاجه تبعتي كريم في الوقت المناسب
مروة : متقلقش
ثم أنهت المكالمه معه و ابتسمت بانتصار !
_________________________________
دخل كريم الي الغرفة بضيق و جلس على السرير و بعد لحظات دخل احدهم الي الغرفة و كانت ورد الذي جاءت لتطمئن عليه و بيدها علاجه ، اتجهت إليه بجمود و مدت يدها بالدواء
ورد : علاجك
كريم نظر لها للحظات ثم تنهد بضيق و قال
كريم : مش وقته دلوقتي
ورد : هو ايه ده اللي مش وقته .. ده علاج انت عايز تتعب تاني ولا ايه
كريم : عادي بقى مبقتش فارقة
ورد قالت سريعا : بس فارقة معايا انا .. خد علاجك يا كريم بيه الله يخليك
كريم : ورد معلش ممكن تسبيني لوحدي دلوقتي
ورد : لا مش هسيبك لوحدك .. لاني لو سيبتك في حاجات كتير هتتغير
كريم : بمعني ؟
ورد : يعني انا عارفه انك شكيت فيا و مش مضايقة ده حقك ! بس انت ظالمني للمرة التانية
كريم نظر لها بتساؤل لتكمل هي : فاكر الراجل اللي شوفناه في المول ؟
كريم : ماله ؟
ورد : الراجل ده من فترة اتصل بيا و كان بيزاولني و بجد انا مش عارفه هو جاب رقم تليفوني منين .. انا متأكدة أنه اتصل تاني و انت اللي رديت عليه و الله اعلم قالك ايه يخليك بالشكل ده
كريم : مش عايز افتكر قال ايه عشان متعصبش تاني
ورد : و حقك .. حقك انك تتعصب لأنه متصل قاصد يعمل مشكلة بيني و بينك
كريم : ليه كل ده !! ليه يعمل كده هيستفاد ايه
ورد : صدقني لو اعرف هقولك كل حاجه بس انا نفسي معرفش .. كل اللي يهمني اني ابوظ محاولات البني ادم ده و خلاص
كريم : انا قامت حرب جوايا .. عقلي بيشك فيكي لكن قلبي بيثق فيكي و انا مش عارف اوصل لحل !
ورد ابتسمت و قالت : طب ممكن تخليني اقنع عقلك أنه يثق فيا
صمت كريم لتكمل ورد : انا هسألك كام سؤال و عايزاك تجاوبني بصراحه
كريم : اسألي
ورد : من يوم ما جيت هنا انت شوفت مني اي تصرف مش تمام ولا اي حاجه مش كويسة عملتها ؟
كريم : لا
ورد : عمرك شوفت اني بخبي موبايلي عنك مثلا ولا بخبي اي حاجه عنك أو كذبت عليك في حاجه .. ممكن اكون خبيت عليك موضوع والدك و أنه بيتحسن بس ده كان عشان سبب مهم
كريم : سبب ايه ؟
ورد : هعرفك كل حاجه .. بس جاوبني الاول
كريم تنهد و قال : لا يا ورد مكذبتيش
ورد : طيب يعني لو انا فعلا مش كويسة اكيد كنت هغلط في حاجه ولا اقع قدامك في أي حاجه صح
كريم : أيوة .. انا عارف كل الكلام ده بس غصب عني
ورد : انا عارفه .. فاكر لما خليتك توعدني أن مهما حصل تفضل تثق فيا و متصدقش اي حاجه الا لما تسمع مني
كريم : أيوة
ورد : انا كان قصدي على موقف زي ده
كريم تنهد و قد اقتنع من كلامها ليقول : انا اسف يا ورد .. انا عارف ان مينفعش اشك فيكي بس غصب عني
ورد : انا عارفه يا بيه و عذراك .. بس ارجوك خليك واثق فيا
كريم : ماشي يا ورد .. و اتمني انتي تكوني قد الثقة دي و متخذلنيش !
ورد : اوعدك
و نهضت لتمشي و ما أن فتحت الباب حتي قال
كريم : استني .. انتي برضو مقولتليش ليه خبيتي عني موضوع تحسن ابويا
ورد رجعت إليه مرة أخرى و قالت : مجاتش الفرصة اني اقولك قبل كده بس هعرفك دلوقتي .. مروة !
كريم : مالها مروة ؟
ورد : من فترة انا شوفتها و هي بتغير العلاج بتاع عم صابر و استغربت اوي و يوم ما تعبت سألت الدكتور على العلاج اللي غيرته و قالي أنه خطر جدا و مش كويس لصحة المريض .. و ساعتها فهمت أن حالة عم صابر اللي مش بتتقدم دي بسبب العلاج ده و وقفته خالص و بعد فترة زي ما شوفت اهو اتحسن جدا !
كريم : انتي متأكدة من كلامك ده !! يعني مروة هي السبب
ورد : أيوة .. عشان كده مرضيتش اقول إنه بيتحسن عشان متعملش فيه حاجه ترجعه لنقطة الصفر
كريم : انتي ازاي متقوليليش حاجه زي دي من زمان !!
ورد : كان غصب عني .. بس اديني قولتلك دلوقتي اهو .. بالله عليك ما حد يعرف الموضوع ده
كريم : انتي بتهزري معايا ! دي أذت والدي ده انا هوديها في داهيه !!
ورد : مش دلوقتي .. عقابها الحقيقي هو بعدها عنك و ده اللي احنا بنعمله دلوقتي
كريم : بس انا مش هقدر استحمل وجودها معاه في نفس البيت .. مش متخيل أنها وصلت بيها لكده
ورد : اهدى بس ارجوك و خلينا نفكر صح
كريم : ماشي يا ورد
و لم يعرف الاثنان أن هناك من يسمعهم و كان هذا الشخص مروة التي كانت تقف عند باب الغرفة !
مروة : صابر اتحسن !!
ثم انسحبت سريعا و رجعت الي غرفتها !
عند عمر ..
وصل عمر الي بيت ايهاب و الذي سوف يقيم عنده تلك الفتره حتي تتحسن الأمور ، دلف الي بيته و الذي يقيم فيه ايهاب بمفرده بسبب سفر أهله
ايهاب : مش عايز اضغط عليك .. بس ممكن تفهمني اللي انت فيه .. انت صاحبي و اكيد لازم اقلق عليك
زفر عمر بضيق شديد و قال : خسرتها ..
ايهاب : اللي عايز أفهمه .. مادام كان عندك مشاعر اتجاهها حتي لو بسيطة .. ليه طلبت مني اعمل كده ؟!
عمر : عشان كنت غبي .. عمري ما هسامح نفسي .. المرة دي انا اللي خونت و جرحت
ايهاب : مش مهم تسامح نفسك .. المهم هي تسامحك
عمى : معتقدش انها ممكن تسامحني
ايهاب صمت قليلا ثم قال : اروى قالتلي انها شافتك و انت رفضت تكلمها
عمر انتبه قليلا له و قال : ليه هو انت بتكلمها اساسا ؟!
ايهاب : هي اللي بتكلمني و عايزة تقرب ليك بأي طريقة .. و طبعا هي عارفه اني أقرب صاحب ليك فبتحاول تفتح في كلام معايا عنك
عمر : طيب ياريت توصلها اني مش عايز اسمع عنها حاجه تاني .. ياريت تختفي من تاني
ثم نهض من مكانه و صعد الي الغرفة الذي سوف يقيم فيها و جلس على سريره بتعب و ما أن اغمض عينيه حتي ظهرت ريم أمامه و نظرتها له مازالت عالقة برأسه ليتنهد بضيق
في اليوم التالي ..
استيقظت مي و ارتدت ملابسها و استعدت للذهاب الي الجامعة كما قال لها ايمن و عزمت أمرها أن تحقق ما في رأسها .. استقلت سيارتها و ذهبت و عندما وصلت وجدت ايمن في انتظارها عند باب الجامعة و ما أن رآها حتي ذهب إليها
ايمن : صباح الخير
مى : صباح النور يا دكتور
ايمن : قررتي ايه ؟
مى تنهد و قالت : هروح مكتب العميد دلوقتي و اشتكي زي ما فهمتني
ايمن ابتسم بانتصار : جدعة .. انا حاسس انك متوترة شوية ممكن اجي معاكي
مى : ياريت
ابتسم لها بخبث ثم اتجه معها الي غرفة العميد و دلفت هي الي الداخل و هو معها و اتجهت الي ذلك الشخص الذي يجلس على مكتبه بوقار
مى : دكتور
العميد : ازيك يا مى اخبارك ايه و اخبار والدك ايه
مى : الحمدلله بخير
صمتت مي للحظات و رتبت كلماتها ثم تحدثت مع العميد حتي تقدم تلك الشكوى !
مى : انا كنت جايه اقدم شكوى عن حد من أعضاء التدريس هنا
العميد : اكيد دكتورة ريم .. و ده طبعا بخصوص اللي حصل في الرحلة
مى بثبات : لا مش دكتورة ريم ! انا جايه اقدم شكوى علي دكتور ايمن اللي واقف قدامك ده
ايمن نظر لها بفزع و قال : ايه !
مى : شكوتي ضد دكتور ايمن .. هو مكنش منتبه لينا في الرحلة خالص و دكتور ريم كانت قايمه بواجبها جدا .. لدرجة أنها لما ملقيتنيش خرجت تدور عليا و فعلا لحقتني في آخر لحظة .. في حين أن دكتور ايمن كان شايف و حاضر كل ده و اختار أنه يعملها مشاكل بدل ما يساعدني و ده عشان هو على خلاف شخصي معاها و انا متأكدة أن دكتورة ريم ملهاش ذنب في حاجه
العميد : بس دكتور ريم نفسها قالت إن هي اللي غلطانه في الموضوع ده
مى : هي قالت كده عشان ميحصليش مشاكل .. لكن للأسف انا اللي غلطانه في الموضوع ده هي ملهاش ذنب .. انا اللي اختفيت فجأة و مشيت مع نفسي من غير ما اخد رأيها .. انا كنت صريحة مع حضرتك و اتمني تقدر صراحتي دي .. و بلاش دكتور ريم تتحط في مشاكل مش بتاعتها هي ملهاش ذنب
العميد تنهد ثم قال : انا مقدر صراحتك دي .. بس مش هقدر اعدي الموضوع من غير عقاب حتي لو كان والدك صديقي
مى : انا عارفه .. و انا مستعدة لأي عقاب بس ارجوك بلاش دكتور ريم تتأذي .. و لو حد غلطان فهو دكتور ايمن .. و اخر حاجه عايزة اقولها أنه هو اللي حرضني اجي دلوقتي و اشتكي على دكتور ريم عشان تترفد رسمي
العميد حدثه بعصبية : ايه التصرفات دي يا ايمن ! هو احنا في حضانة ولا ايه
ايمن صمت و لم يعرف ماذا عليه أن يقول و تملكه الاحراج ليصمت و اكتفى بنظرات توعد لمى التي طالعته بثبات
مى : عن إذن حضرتك يا دكتور .. انا قدمت شكوتي لو تسمحلي امشي
العميد : اتفضلي يا مى
ثم خرجت مى من المكان سريعا و تنهدت براحة كبيرة .. و وبخ العميد ايمن بشدة و كان عقابه هو فصله من تلك الجامعة ! .. كما تدين تدان
_________________________________
تململت ورد في فراشها و نهضت منه لتتفاجئ حين تجد كريم نائم على الأريكة ! اخر مرة رآته كانت ليلة أمس عندما تركته في غرفته و عادت الي غرفتها مرة أخرى .. ايعقل أن يكون قد اتي بعد أن نامت ؟
تحركت من مكانها و اتجهت له و اقتربت منه قليلا ثم جثت على ركبتيها و ظلت تطالعه للحظات حتي تململ هو مكانه فتوترت هي و جاء لتنهض و لكن اختل توازنها لتقع على الارض و تتأوه بألم فاستيقظ كريم و نظر إليها
كريم : في ايه ؟ انتي كويسة .. انتي كنتي مرقباني ولا ايه وقعتي كده ليه
ورد : ياه على الكسفة اللي انت فيها يا حازم
كريم ابتسم على منظرها هذا و نهض من مكانه ليساعدها فنهضت هي أيضا
ورد : انت جيت هنا ازاي صحيح .. انا اخر مرة شوفتك كانت في الاوضة بتاعتك امبارح
كريم فرك شعره بحركة عفوية و صمت لتقول هي
ورد : انت جيت بعد ما نمت صح
كريم : بصراحه مهانش عليا ابات في اوضة تانية .. اتعودت منمانش غير و انا حاسس انك جمبي حتي لو في نفس الأوضة بس كفاية
ورد نظرت له للحظات ثم قالت : و لما امشي .. هتعمل ايه
كريم ابتسم : لما بقى .. انا مش عايز افكر في أي حاجه بعدين
ورد ابتسمت و قالت : انا هروح اطمن على ريم .. صحيح انت متعرفش حاجه عن عمر ؟
كريم تنهد بضيق : راح يقعد عند صاحبه .. انا عارف أنه بيحبها من زمان بس مكنتش اتمني ريم تعرف بالطريقة دي
ورد : تعرف من زمان ؟! يعني هو قالك
كريم : مقالش .. انا شوفتها في عينه دي حاجه مينفعش تتخبى يعني
ورد : اخر حد كنت أتوقع أن عمر يحبها هي ريم .. الأمور بتتعقد اكتر
كريم : و ليه اخر وحده .. هي ريم فعلا تتحب .. كفاية أنها اختك !
ورد خجلت قليلا لتقول محاولا تغيير الموضوع : طب و الحل دلوقتي
كريم : اخلص و افوق بس من موضوع مروة ده .. و انا هصالحهم على بعض و نفرح بيهم
ورد : نفرح بيهم ؟؟ قصدك ايه يعني انا لسه معرفش ريم بتحبه اصلا ولا لا
كريم : و لو طلعت بتحبه ؟
ورد : انا اللي هجوزهم بنفسي
كريم ابتسم : ده القدر مصمم يجمعنا بقى
ورد : لا بيتهيألك عادي بتحصل على فكرة
كريم رفع إحدى حاجبيه و قال : والله ؟
ورد : اه والله .. انا هروح اطمن على ريم
ثم ركضت من أمامه سريعا ليضحك هو ثم تنهد و ذهب ليستحم
_________________________________
دلفت مروة الي غرفة صابر بغموض و اتجهت اليه ببطئ حتي جلست أمامه تحديدا و كان هو نائم و ما أن فتح عيونه حتى وجدها أمامه ليفزع بشدة و ينتفض من مكانه ، ابتسمت باستفزاز و قالت
مروة : صباح الخير .. عامل ايه
ابعد صابر نظره عنها لتحرك يدها و تمسك يده بعنف
مروة : سمعت انك اتحسنت .. وريني التحسن ده
ثم ضغطت على يده أكثر ليحركها رغما عنه و يدفع يدها و انصدمت هي عندما رأت يده تتحرك
مروة : كده تكون اتحسنت و تخبي عليا .. دي اخرتها يعني
انزعج صابر منها و ظل يدفعها عنه بضعف حتي قالت
مروة : خايف مني كده ليه .. اومال لو كنت اذيتك بجد .. ما انت عارف ان حالتك دي مليش اي دخل بيها .. انت اللي وقعت من على السلم يومها .. مش كنت تاخد بالك يا عمي يرضيك كل السنين دي كده في حالتك دي
نظر لها صابر بضيق لتكمل هي : انا بعترف اه انك موقعتش بسببي .. بس اعترف اني كنت ببدلك العلاج بتاعك عشان تفضل كده .. ده كان كفاية اوي عليا
ظهرت نظرة ضعف في عيون صابر فقالت مروة
مروة : ابنك فاكر أنه ذكي و يقدر يقف قدامي .. بس لا .. واضح انك حبيت ورد زيه مش كده باين على تحسنك .. يا خسارة اكيد هتوحشك بعد اللي هعمله فيها !
نظر لها صابر فجأة لتكمل هي باستفزاز
مروة : متقلقش مش انا اللي هطردها من هنا .. كريم هو اللي هيطردها !
ثم اقتربت منه اكثر لتهمس : لما يشوف خيانتها بعينه ! مع السلامة يا .. عمي
قالت تلك الجملة ثم خرجت من الغرفة لتترك صابر في حالة يرثي لها من القلق على ورد و ظل يدعي ربه بداخله أن لا يحدث لها مكروه !
في غرفة ريم ..
دلفت ورد الي غرفة ريم لتجدها جالسة في شرفتها تنظر إلي السماء بدون تركيز فاتجهت إليها ورد
ورد : عاملة ايه النهاردة
ريم : احسن الحمدلله
ورد : انتي مش كنتي المفروض ترجعي بعد يومين .. رجعتي بدري ليه كده
ريم : حصل مشكلة عشان كده رجعنا بدري .. لو كنت اعرف اني هشوف وشهم تاني مكنتش رجعت
ورد : متقوليش كده .. الحمدلله أنهم مشوا خلاص و مش راجعين تاني
ريم : و هما جم ليه من الأساس .. عرفوا مكاننا منين
تنهدت ورد بضيق : القدر يا ريم .. احنا كان مكتوب لنا نرجع نشوفهم تاني بعد السنين دي .. الأسئلة ملهاش لازمة دلوقتي
ريم : عندك حق .. بس اتمني متجمعش بيهم تاني لأي سبب
ورد ابتسمت : بس المرة دي انا بشكر ربنا أن خالك جه لحد هنا !
ريم بدهشة : نعم ؟!
ورد : لولا أن خالك جه .. عمرنا ما كنا هنعرف أن لينا أملاك و عقارات
ريم نظرت لها بعدم فهم : مش فاهمه يعني ايه ؟
ورد : يعني احنا لينا ورث من امنا .. و مكناش نعرف بيه
ريم بصدمة : ايه ؟! انتي بتهزري معايا !
ورد : لا مش بهزر .. دي حقيقة
ريم : و انتي عرفتي منين الكلام ده
ورد : خالك مكنش جاي عشاننا يا ريم .. كان جاي عشان الامضاء بتاعتي كان عايز يمضيني على تنازل .. و لولا أننا هربنا منه زمان كان زمانه مضاني زي الهبلة على التنازل و انا مش فاهمه حاجه .. يلا ربنا يسامحه لكن انا عمري ما هسامحه
ريم : انا مش قادرة استوعب اللي بتقوليه بجد
ورد : ولا انا كنت قادرة استوعب .. بس دي الحقيقة
تنهدت ريم بضيق : انا تعبت يا ورد .. كل شوية الدنيا ترمينا في اتجاه و بعد ما نتعود عليه و نحبه .. ترمينا في اتجاه تاني .. ليه حياتنا مش طبيعيه زي الناس ليه كلها مشاكل و اختبارات
ورد ضربتها بخفة و قالت : قولي الحمدلله يا هبله .. ده احنا غرقانين في نِعم ربنا .. اه انا معاكي أن في مشاكل كتير بس كل دي اختبارات من عند ربنا .. بيقيس إيماننا بيهم و انتي تيجي زي الهبله تقولي ليه كده يارب
ريم : طبعا الحمدلله مش قصدي يا ورد .. بس انا تعبت من كل اللي بيحصل ده
ورد : حقك و مش هلومك .. بس اللي يريحك و يسعدك أن ربنا معاكي .. ربنا كاتب لينا كل حاجه هتحصل .. شوفي الدنيا الفترة اللي فاتت مشت ازاي و رخامة مجدي عليا و اني اسيب الشغل و اني أقابل كريم عشان في الاخر نتجوز مع اني في الاول كنت فاكراه مش كويس .. بس بعد ما عيشت معاه لقيته اطيب خلق الله
صمتت للحظات ثم أكملت بحب : انتي عارفه أنه هو اللي رجعلي حقي .. هو أول حد عرف أن ليا حق اصلا و وقف جمبي .. هو الوحيد اللي فهمني و حسسني اني بني ادمة بصحيح .. انا مشوفتش ولا هشوف في طيبة قلبه
ريم نظرت لها للحظات ثم تحولت نظراتها الي شخصا ما يقف خلف ورد لتقول
ريم : كريم !
ورد ظنتها تمزح معها فقالت : لا مش هياكل معايا المقالب دي
: انا هنا فعلا على فكرة !
التفتت ورد سريعا لتجد كريم امامها يطالعها بابتسامة جميلة فقالت
ورد : انت جيت امتي !
كريم : ما ساعة ما بدأتي تمدحي فيا
ورد بتوتر : طيب انا هروح اعمل حاجه مهمه وسع كده
ثم ركضت من أمامه سريعا ليضحك عليها هو و ريم ثم اتجه إليها
كريم : عاملة ايه دلوقتي ؟
ريم : بخير الحمدلله
كريم : انا اسف جدا على اللي حصلك من عمر
ريم : متتأسفش انت ملكش ذنب
كريم : بس عمر مش وحش .. حاولي تسامحيه
ريم نظرت له بألم و اردفت : عارفه أنه مش وحش .. عمر من احسن الناس اللي قابلتها و معتقدش هقابل حد زيه .. بس مش هقدر
كريم : ليه مش هتقدري
ريم : مش هقدر و خلاص يا كريم .. عارف لو عمر كان آذاني في أي حاجه غير موضوع الضلمة ده كنت هقدر اسامحه لكن ده مش هقدر
كريم : بس خليكي فاكرة أنه عمل كده من قبل يعرف أنه بيحبك فعلا .. يمكن هو السبب اه بس انتي مشوفتيش كان قلقان عليكي ازاي يومها .. انا اول مرة أشوفه بالحالة دي
ريم كانت تسمعه بصمت حتي قال
كريم : ممكن أسألك سؤال بس تجاوبي بصراحه
ريم : اسأل
كريم : انتي حبيتي عمر ولا لا ؟
ريم نظرت له فجأة بتوتر و تردد لتصمت و حولت نظرها بعيدا عنه فابتسم هو و قال
كريم : مش لازم تتكلمي .. عرفت الإجابة .. و عشان كده حاولي تسامحيه يا ريم
قال تلك الجملة ثم تركها و خرج من الغرفة لتتنهد هي بضيق و أعادت نظرها الي السماء مرة أخرى و لكنها لاحظت حركة بين الأشجار في الاسفل لتلفت نظرها و عندما دققت أكثر وجدته أمامها يطالعها بهدوء !
نزلت ريم من غرفتها سريعا و اتجهت الي هذا المكان و لكنها لم تجد أحدا فيه فزفرت بضيق و ظنت أن هذا كان مجرد تخيل منها و التفتت لتمشي و لكنها اصطدمت به لتنظر له بصدمة
ريم : انت !
_________________________________
كانت ورد في غرفتها ترتبها قليلا حتي دلف كريم الي الغرفة و بيده علبة مغلفة و اتجه إليها
كريم : اتفضلي
ورد بتساؤل : ايه ده ؟
كريم : افتحيه و انتي تعرفي
أخذت ورد منه العلبة و فتحتها لتجد بها هاتف جديد و حديث جدا
ورد : ده موبايل ؟
كريم : انا اسف عشان كسرتلك تليفونك و انا متعصب .. ده موبايل جديد عشان اقدر اكلمك و اطمن عليكي منه .. بنفس خطك القديم و كل حاجه
ورد : مكنش ليه لزوم
كريم : لا كان ليه جدا .. اتفضلي
أخذت ورد منه الهاتف و تفحصته للحظات حتي قالت : بس انا مش هعرف اتعامل عليه .. انا اتعودت على تليفوني ابو زراير
كريم : انا هعلمك عليه
ورد : مش عارفه حاسة اني ماسكة حاجه غريبة في ايدي .. هاتلي من ابو زراير بحبه اكتر
كريم : ده احسن صدقيني و فيه حاجات كتير اوي زيادة عن التاني .. و شوية شوية هتتعودي عليه
ورد : ماشي خليني معاك لحد الاخر
كريم : انا لازم اروح الشركة دلوقتي هخلص كام حاجه
ورد : ماشي
ثم خرج كريم من الغرفة و اتجه الي شركته و امسكت ورد الهاتف بتعجب و بدأت في استكشافه حتى صدع رنينا ! في البداية لم تعرف كيف تفتح الخط حتي نجحت في ذلك
ورد : الو
: آنسة ورد محمد عبد السلام ؟
ورد : أيوة مين معايا
: انتي اخت الدكتورة ريم محمد ؟
ورد : مظبوط
: طيب ممكن حضرتك تيجي للعنوان اللي هبعتهولك في ماسدج دلوقتي ضروري جدا موضوع بخصوص اختك
ورد سري القلق في أوصالها لتقول : ليه خير
: لما توصلي هتعرفي كل حاجه
ثم انهي المكالمه معها سريعا لتقف هي مكانها بقلق
ورد : لازم اروح اشوف في ايه
و في تلك اللحظة جاءها العنوان في رسالة فذهبت لتغير ملابسها و تذهب الي هذا العنوان و بعد لحظات خرجت من البيت تحت انظار مروة الذي فرحت بشدة لأن خطتها سوف تنجح ثم اتصلت بأمير
مروة : ورد طلعت من البيت اهي و جايالك .. نفذ الخطوة التانية عقبال ما اوصل !
امير ابتسم بشر : من غير ما تقولي .. متتأخريش عشان تحضري المسرحية من الاول
ثم أنهى معها المكالمه و اتصل بكريم من رقم غريب
كريم : الو
امير : مش عيب عليك لما تبقى راجل محترم كده و متعرفش مراتك رايحه فين و جاية منين
كريم : نعم ؟! مين معايا
امير : مش مهم مين معاك .. بس لو لسه فيك شوية رجوله تيجي تشوف مراتك ورد و هي معايا !
كريم بعصبية : انت اتجننت ايه اللي انت بتقوله ده !
امير : لو مش مصدقني تعالى على العنوان اللي هيوصلك في رسالة دلوقتي .. و ساعتها تشوف بعينك انا صح ولا لا
ثم أنهى المكالمه سريعا ليهب كريم من مكانه بعصبية شديدة و بدون تفكير خرج من الشركة و اتجه الي العنوان الذي أرسله إليه هذا الشخص .. و هو امير !
أو أرسل لنا رسالة مباشرة عبر الماسنجر باسم القصة التي تريدها
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا