مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص والروايات حيث نغوص اليوم مع رواية رومانسية مصرية جديدة للكاتبة المميزة ميار خالد , وموعدنا اليوم علي موقع قصص 26 مع الفصل الثلاثون من رواية وردتى الشائكة بقلم ميار خالد .
رواية وردتى الشائكة بقلم ميار خالد - الفصل الثلاثون
رواية وردتى الشائكة بقلم ميار خالد - الفصل الثلاثون
ثم رفعت يدها لتصفعها على وجهها بقوة لتصرخ مروة و تنظر لها بتوعد شديد !
مروة : انتي اتجننتي انتي مش عارفه انا مين !!
نعمات : انتي لسه شوفتي جنان .. عليها !
و بعد تلك الجملة انقض عليها الكثير من النساء و الذين هم تابعين لنعمات ليلقنوا مروة درس لا تنساه
في المستشفي ..
دلف كريم الي غرفة ورد برهبه شديدة ليجدها تحت كل تلك الأجهزة .. ألمه قلبه قليلا على منظرها هذا ثم تقدم إليها و اخذ إحدى الكراسي ليجلس امامها ظل يطالعها للحظات ثم امسك يدها
كريم : ليه عملتي كده يا ورد .. ليه وقفتي قدامي الطلقة كانت ليا انا مش ليكي .. انتي متستاهليش أن كل ده يحصلك .. انا أذيتك كتير جدا و آخرهم شوفي حصلك أيه بسببي برضو .. انا اسف يا ورد .. و عارف ان اسفي ملهوش لازمة
و ما أن قال تلك الجملة حتي سمع صوت صياح بالخارج فتح الباب و خرج ليري ماذا يحدث ليجد حمدي و سحر أهل مروة فخرج من الغرفة و اتجه إليهم
كريم : خير
حمدي بعصبية : و هيجي الخير منين .. انت اتجننت انا بنتي تعمل فيها كده
كريم : انا معملتش حاجه غلط .. بنتك غلطت و هتاخد جزاء غلطتها
حمدي : و مش بنتي اللي يتعمل فيها كده .. احسنلك تروح تتنازل يا كريم و تخرج مروة من المكان ده
كريم : مستحيل
سحر صاحت به : هي مش البتاعة دي مماتتش خلاص بقى لازمته ايه كل ده
كريم قال بحده : هرجع اقولك تاني ليها اسم ! و لو انتي مصممة متحترمهاش انا هنسي انك خالتي !
سحر : كده يا كريم ! دي اخرتها
كريم : ده اللي عندي
و جاء ليتحرك و لكن حمدي قد امسك يدها ليمنعه و قال
حمدي : كريم .. انت عارف اني مش هسمح أن ده يحصل لمروة .. ايه اللي يرضيك و احنا نعمله بس ارجوك اي حاجه غير السجن ارجوك اعمل حساب للقرابه اللي بينا حتي
صمت كريم للحظات ثم قال : والله انا مليش دخل بالموضوع .. لو حد يقدر يقول حاجه في الموضوع ده فهي صاحبة الشأن و هي ورد
سحر بتكبر : و انت هتخلي بنتي انا تحت رحمة واحدة زي دي
كريم نظر لها ببرود : اه واحدة زي دي اللي بنتك هتبقي تحت رحمتها .. و هي اللي هتحدد تتنازل ولا لا ! انا مليش دعوة
حمدي حاول أن يهدئ الأمور فقال : ماشي يا كريم نستناها
كريم : عن اذنكم
حمدي : انت رايح فين ؟
كريم : داخل اطمن على مراتي .. عندك مانع ؟
حمدي : لا ولا حاجه .. عموما احنا هنفضل هنا لحد ما تفوق و نعرف رأيها
كريم ببرود : والله على حسب هي هتكون قادرة تتكلم ولا لا .. لو تعبانه استنوا لما تتحسن بقى
جاءت سحر لتتكلم و لكن منعها حمدي لتتراجع و ابتعد كريم عنه و دخل الي غرفة ورد مرة أخرى و في تلك اللحظة تذكر أنه لم يتصل بعمر منذ وقت طويل فانتصل به سريعا حتي يخبره أن ورد خرجت من العمليات بسلام
في فيلا الرفاعي ..
كان عمر يجلس في غرفته بتوتر و قلق على ورد و لم يريد أن يتصل بكريم حتي لا يزيد الضغط عليه ، و في تلك اللحظة طرقت ريم على الباب و قالت
ريم : ممكن ادخل
عمر نهض من مكانه و قال : اكيد اتفضلي
دلفت ريم بتردد و قالت بضيق
ريم : انا عايزة اطمن على ورد .. هي في مستشفي ايه ؟
تنهد عمر بضيق و أردف : اعتقد اني قولتلك أن مينفعش عشان بسملة .. ولا انتي مش بيهمك أمرها
ريم بحده : و انا مش هقدر افضل في مكاني كده و انا عارفه أن ورد مش كويسة ! انا عايزة اطمن عليها مش قادرة
عمر : اوعدك اني هطمنك عليها بس اهدي
ريم نظرت له بسخرية و قالت : لا و انت بتوفي بوعودك اوي .. انا مبقتش اصدق اي حاجه بتقولها
نظر لها عمر للحظات ثم زفر بضيق و قال
عمر : حاولي تصدقيني المرة دي ..
نظرت له ريم بعتاب ثم أشاحت بنظرها بعيدا عنه و جاءت لتخرج من الغرفة و لكن هاتفه صدع رنينا لترجع إليه بلهفة مرة أخرى ، التقط عمر هاتفه و نظر إلي المتصل ليجده كريم فقال لها بقلق
عمر : ده كريم
ثم رد عليه سريعا و فتح مكبر الصوت حتي تسمعه ريم
كريم : الو .. عمر اخباركم ايه
عمر : الحمدلله .. طمني علي ورد
تنهد كريم و قال : الحمدلله بقت احسن بكتير .. على كلام الدكتور أن مفيش قلق عليها الحمدلله بس هتفضل تحت عينيهم فتره
تنهدت ريم براحه كبيرة و كذلك عمر
عمر : الحمدلله احنا قاعدين على اعصابنا من بدري
ثم اغلق مكبر الصوت و حدثه بمفرده و ابتعد قليلا فقال كريم
كريم : ها لوحدك دلوقتي ؟
عمر : أيوة
كريم : مروة اتقبض عليها .. و حاليا هي في القسم
عمر بسخرية : و طبعا بابا و ماما مش بيستحملوا حاجه عليها عشان كده كلموك !
كريم : جم هنا المستشفي
عمر : للدرجادي .. طب و انت عملت ايه ؟
كريم : ولا حاجه .. الموضوع مش في ايدي لو في حد يقدر يقرر فهي ورد .. هي اللي اتأذت مش انا
عمر : عندك حق .. خليك انت مع ورد و متقلقش على البيت انا موجود و هاخد بالي منه
ابتسم كريم و أردف : انت ضهري يا عمر .. ضهري اللي متمناش يتكسر في يوم يمكن علاقتنا غريبة شوية كون انك اخو مراتي بس معايا دايما في كل حاجه بعملها و بتشجعني ده غريب للناس .. شكرا انك على طول ساندني
عمر : انا مهما اعمل عمري ما هوفي نص اللي قدمتهولي .. و انا دايما معاك يا كريم انت اخويا
كريم : شكرا يا عمر .. خلي بالك من ريم و حاول تصلح الدنيا فرصتك جاتلك اهي
تنهد عمر و أردف : والله ما عارف يا كريم .. انا جرحت ريم و عارف انها مش هتقدر تسامحني بسهولة .. اذا كان انا مش قادر اسامح نفسي ازاي هي هتقدر تسامحني
كريم : بس ريم تستاهل انك تحاول و تعافر عشانها .. خصوصا انك انت اللي غلطان يعني لازم تعمل كل اللي تقدر عليه عشانها .. مش كده
عمر : عندك حق بس انا كل اللي يهمني راحتها و سعادتها و بس .. و لو للحظة حسيت اني فعلا سبب ضغط أو اذي ليها همشي و هريحها من كل ده .. انا مش هقدر اسبب لها اذي تاني .. كفاية اوي
كريم : بس ريم قلبها طيب .. حاول وفكرها بالحلو بتاعك عشان تنسى الوحش .. العلاقات مش كده انا عارف ان كل اللي يهمك سعادتها بس صدقني .. سعادتها الحقيقية هتكون معاك انت
عمر : مش عارف يا كريم .. بس هحاول حاضر
كريم : ماشي يا عمر .. خلي بالك منهم و من نفسك
ثم أنهى معه المكالمه و التفتت ليجدها قد ذهبت من الغرفة فخرج من الغرفة و اتجه الي بسملة ليطمئن عليها قليلا و بعد لحظات تركها و ذهب الي صابر الذي كان يجلس في غرفته وحيدا و ينظر الي كل شئ بتعجب و ما أن رأي عمر حتي نظر له بتساؤل فقال عمر
عمر : اكيد انت مستغرب عشان مشوفتش حد من الصبح مش كده
حرك صابر رأسه بالإيجاب فقال عمر
عمر : متقلقش مفيش حاجه .. انا خليت ورد و كريم يسافروا يومين كده يغيروا جو بدل الضغط اللي هما فيه ده .. و مروة راحت تقعد عند ماما يومين
نظر له صابر بشك ليقول عمر
عمر : انت مش مصدقني ولا ايه اتصلك بكريم طيب
نظر له صابر للحظات ثم حرك رأسه بالنفي حتي لا يتصل به و ظل معه للحظات حتي خرج من غرفته و تركه ليرتاح قليلا و لكن القلق يسكن قلب صابر رغم كلمات عمر تلك !
_________________________________
جلس كريم أمام ورد و امسك يدها ليدفنها بين كفوف يديه و ظل ينظر لها للحظات طويلة .. تأمل تلك الوردة التي ظهرت في صحراء قلبه فجأة لتزهر حياته و تغير مجراها .. ذلك الشعور بداخله أنه كان السبب في ايذائها هكذا يمزق قلبه ، تنهد بضيق و جاء لينهض من مكانه و لكنه توقف فجأة عندما وجد يد ورد قد تمسكت به ! عاد إلي مكانه سريعا و امسك يدها بقوة لتقول هي بتعب كريم و قد بدأت في استعادت وعيها مرة أخرى
ورد : كريم ..
كريم : انا جمبك اهو متخافيش
فتحت ورد عيونها بتعب شديد و ظلت تنظر لسقف الغرفة للحظات حتي حركت رأسها ببطئ لتتلاقي أعينهم و اخيرا في نظرة طويلة
كريم بابتسامة : حمدالله على السلامة
ابتسمت ورد بتعب ليقول هو : كنت متأكد ان حبيبتي قوية .. كنت عارف انك مش هتسبيني و هترجعيلي
ورد : حبيبتك ؟
كريم : ده موضوع تاني .. لما تفوقي كده و تبقي زي الفل هبقى اقولك كل حاجه
ابتسمت ورد بتعب ثم أغمضت عيونها مرة أخرى و في تلك اللحظة جاء الطبيب و فحصها و عندما تأكد من سلامتها طلب نقلها الي غرفة عادية ، و بعد فترة تم نقل ورد الي غرفة عادية و كريم معها و بدأت هي في استعادة وعيها مرة أخرى .. استلقت على سريرها بتعب و جلس كريم امامها مرة أخرى و لكن تلك المرة قال
كريم : ليه عملتي كده .. ليه وقفتي قدامي
ورد : مكنتش هقدر اشوفك بتتأذي
كريم : و انتي فاكرة اني انا اقدر اشوفك عادي .. افرضي كان جرالك حاجه
ورد ابتسمت بتعب : انا بتخانق مع الدنيا يا كريم .. متقلقش عليا و اديني كويسة اهو
كريم ابتسم و صمت قليلا ثم قال
كريم : مروة في القسم دلوقتي
ورد : مروة دي طلعت بني ادمه مريضة بجد .. تستاهل اللي يحصل فيها
و في تلك اللحظة دلف حمدي و معه سحر الي غرفة ورد
حمدي : كويس انك فوقتي دلوقتي .. ممكن نتكلم بقى
كريم : ورد لسه تعبانه و مش هتقدر تتكلم مع حد ده غير أن الوقت بدأ يتأخر اساسا
حمدي : و انا بنتي في السجن ! و انا مش هستني اكتر من كده
قالت ورد بعدم فهم و بصوت متعب : في ايه انا مش فاهمه حاجه
حمدي : في أن مروة اتحبست بسببك !
ورد : اه و انا كنت هخسر حياتي بسببها
حمدي تأفف بضيق ثم قال : طيب عايزين نخلص الموضوع ده .. شوفي ايه اللي يرضيكي غير موضوع السجن ده و احنا هنعمله
ورد نظرت له للحظات ثم قالت محدثه كريم
ورد : ممكن تساعدني اقعد
ساعدها كريم لتجلس مكانها و حاولت أن تتحلى ببعض القوة لأنها لا تحب أن تظهر ضعيفة أمام الناس
ورد : يعني انتوا عايزين اني أتنازل عن المحضر و تعملوا اللي انا عايزاه
سحر : أيوة .. شوفي اي مبلغ انتي عايزاه و احنا مستعدين ندفعه المهم مروة تخرج
ورد : والله .. و مين قالك اني هطلب فلوس انا مش محتاجه فلوس اساسا
حمدي : اومال انتي عايزة ايه
ورد : مستعجل ليه هتعرف كل حاجه
نظرت ورد الي كريم بنظرة معينه ثم ابتسمت له ليبادلها هو نفس الابتسامة و لكنه لم يفهم ما يجري في رأسها حتي قالت
ورد : طيب انا موافقة اني أتنازل بس بشرط
حمدي : شرط ايه ؟
ورد : أن مروة توقع على أوراق الطلاق من كريم .. و تتنازل عن حقها في الشركة !
نظر لها كريم بصدمة و كذلك حمدي و سحر .. قالت سحر بعصبية
سحر : انتي اتجننتي ! اوراق طلاق ايه اللي توقع عليها
ورد : ده اللي عندي .. لو عايزينها تخرج يبقى تمضى على أوراق الطلاق و التنازل
سحر : دي مستحيل توافق
ورد : والله دي حاجه ترجعلها بقى .. و بعد اذنكم عايزة ارتاح شوية
حمدي : ماشي يا ورد
قال حمدي تلك الجملة ثم سحب سحر خلفه و خرجوا من الغرفة سريعا ، تنهدت ورد بتعب و استلقت مرة أخرى ليساعدها كريم
كريم : انتي ليه استغليتي الوضع برضو عشان تخلصيني منها .. مش كفاية اللي جرالك بسببي
ورد : اللي جرالي ده بسببها هي انت ملكش ذنب
كريم : بس انا مكنتش عايز ده يحصل .. انا عايزها تتعاقب
ورد : و انا كمان .. و صدقني ده أشد عقاب ليها .. اكتر من السجن كمان !
كريم : معتقدش انها هتوافق .. مروة مريضة
ورد ابتسمت بثقة و قالت : هتوافق
كريم : و انتي متأكدة كده ليه
ورد : هتشوف .. هي هترفض في الاول بس هتوافق في الاخر
كريم : شيلي كل المواضيع دي من دماغك طيب و ارتاحي انتي تعبتي جدا
تنهدت ورد بتعب ثم استلقت مكانها و جلس هو امامها يطالعها بهدوء ..
في اليوم التالي ..
ذهب حمدي و معه سحر ليطمئنوا على مروة .. جلسوا في مكتب الضابط و انتظروا أن تأتي و بعد لحظات دلفت لهم و لأول مرة يروا ابنتهم بهذا المنظر الرديء
سحر نظرت لها بصدمة و قالت : ايه شكلك ده ! و ايه اللي في وشك ده انتي حد ضربك
مروة نظرت لها بعصبية كبيرة و قالت : انا مش مستحمله كلمه من حد
سحر : ايه اللي عمل في وشك كده طيب
مروة : ستات من اللي جوه ضربوني .. انا هخرج من هنا امتي انا اتخنقت
حمدي : ما انتي اللي جبتيه لنفسك .. حد قالك تضربيها و تروحي في داهيه عشان بت زي دي
مروة : تستاهل .. طمني ماتت ولا لسه
حمدي : لا مماتتش .. و انتي اللي خسرتي في الاخر
مروة نظرت له بصدمة و عصبية كبيرة ثم قالت
مروة : يومين بالكتير و اكون خارجه من هنا مليش دعوة
سحر : هي وافقت أنها تتنازل بس بشرط
مروة : شرط ايه ؟
سحر : انك تمضي على أوراق طلاقك من كريم .. و تمضي على تنازل عن حقك في الشركة !!
هبت مروة من مكانها و قالت بفزع : ايه ! ده مستحيل يحصل مستحيل اتخلى عن كريم
حمدي : طيب و الحل .. للأسف مضطرة توافقي احسن هتفضلي هنا
مروة : هي فاكرة أنها كده بتلوي دراعي .. مستحيل اسيبه ليها و هي تنتصر عليا
حمدي صاح بها : انتي مدركة انتي بتقولي ايه ! بقولك لو موافقتيش هتفضلي في المكان ده .. بصي في يوم واحد بس شكلك بقى عامل ازاي
مروة : و ده اخر كلام عندي .. انا مش همضي على حاجه ولا هتنازل
ثم صمتت للحظات و قالت محدثه والدها : انا عايزة اتكلم مع ماما شوية على انفراد ينفع ولا ايه
نهض والدها على مضض و خرج من الغرفة ليتركهم بمفردهم فقالت مروة بعصبية
مروة : ازاي تسمحي أن بت زي دي تلوي دراعي كده
سحر : و انا اعمل ايه طيب
مروة نظرت لها بنظرة ذات مغزي و قالت : تلعبيها بنفس الطريقة
سحر : يعني ايه ؟
مروة : انا اللي مكتفني اني هنا .. الوي دراعها هي كمان عشان تيجي تتنازل غصب عنها
سحر : و هي دي حد يعرف يلوي دراعها .. دي قادرة
مروة : لا عندها نقطة ضعف .. اخواتها !
سحر : بجد ؟!
مروة : خصوصا اختها الصغيرة .. اختها الصغيرة تتخطف انتي فاهمه !
سحر : خطف !
مروة : أيوة .. مقدمناش غير الحل ده
سحر : انتي متأكدة من كلامك ده احسن نقع في مشكلة اكبر
مروة : أيوة متأكدة .. اخطفي اختها و مش محتاجه اعرفك الباقي .. و عشان تكوني عارفه اختها مش بتخرج من الفيلا .. آخرها الجنينة بس عشان كده لازم اللي ينفذ يدخل الفيلا
سحر : هو مش عمر في الفيلا اصلا .. مينفعش يساعدنا في الموضوع ده
ضحكت مروة بسخرية و قالت : والله .. لا ده في صفهم .. ده لما كريم اتجوز وقف جمبه ضدي .. بلاش يعرف اي حاجه
سحر : ماشي يا مروة خليني وراكي للآخر
مروة : التنفيذ لازم يحصل في اسرع وقت بكره بالكتير
سحر : و انا هلاقي حد يعمل الموضوع ده بكره منين يعني !
مروة : انا هديكي رقم حد هيخلص كل حاجه
سحر : ماشي
_________________________________
استيقظت ورد من نومها و فتحت عيونها لتنظر إلي سقف الغرفة للحظات ثم بحثت بعيونها في الغرفة ليقع بصرها على كريم الجالس بجانبها على إحدى المقاعد .. حاولت أن تنهض بمفردها و لكنها لم تستطيع فتأوهت بألم فاستيقظ كريم سريعا على صوتها
كريم : محتاجه حاجه .. انتي كويسة !؟
ورد : انا كويسة متقلقش .. حاولت اقوم بس مقدرتش
كريم : بلاش تعملي اي مجهود .. لو محتاجه اي حاجه اطلبيها مني
ورد : مش متعودة على الدلع ده انا
ابتسم كريم و قال : اتعودي عليه من النهاردة
ورد : مكنتش اعرف انك بتقلق عليا كده
كريم ابتسم ثم اقترب منها قليلا و قال : و لو مقلقتش عليكي .. هقلق على مين
ورد : مش عارفه شوف انت
رفع كريم إحدى حاجبيه و قال : والله ! طيب يا ستي انا بقلق عليكي اه و مقدرش اشوف فيكي حاجه وحشه .. مش هقدر
ورد : سيبها على الله يا كريم
و هنا انتبهت أنها قالت اسمه بمفرده و نظرت له لتجده ينظر لها بابتسامة عريضة
كريم : شوفتي أنه سهل ازاي
ورد : لا انا نسيت اقولها بس يا بي...
و قبل أن تكمل الجملة وضع يده على فمها ليمنعها و قال
كريم : اوعي تنطقيها بس .. مسمعكيش بتقولي بيه دي تاني
ورد : امممم
حاولت الكلام فابعد يده عن فمها فقالت
ورد : ليه بس كده يا بيه
كريم نظر لها للحظات و بدون اي مقدمات اقترب منها ليطبع قبلة على وجنتها ! صُدِمت ورد من رد فعله هذا و اتسعت عيونها بخجل ، ابتعد هو عنها لتنظر له بصدمة
ورد : ايه اللي انت عملته ده !
كريم بمكر : كل مرة هتقولي فيها بيه هعمل كده .. انتي حره بقى
ورد : بس ده مش عدل انا بقولها كتير
كريم : ما انا بقولك انتي حره بقى .. بس كل ما بتقولي بيه متزعليش من اللي هيحصل
نظرت له ورد بخجل و أشاحت بنظرها بعيدا عنه .. ابتسم هو و قال
كريم : انا هروح اشوف الدكتور و راجع
اومأت ورد برأسها و تحرك كريم من مكانه و الابتسامة على وجه و لكنه وقف مكانه فجأة و قد داهمه دوار قوي ليختل توازنه ! نظرت له ورد بقلق كبير و قبل أن تتكلم هوى على الأرض بشدة مغشيا عليه
صرخت ورد : كريم !!
_________________________________
استيقظت ريم من نومها و نظرت بجانبها لتجد بسملة مازالت نائمة فنهضت من مكانها بهدوء حتي لا تيقظها و بدلت ملابسها فارتدت بلوزة زرقاء و بنطال اسود و وضعت عليه شال من الصوف ذو لون رقيق و خرجت من الغرفة و نزلت الي الأسفل لتجد عمر نائم على الأريكة بتعب و غطاءه ملقي علي الارض ، اتجهت إليه بضيق و التقطت الغطاء لتضعه عليه و في تلك الأثناء لامست وجهه بعدم قصد و جاءت لتتحرك و لكنها توقفت فجأة و طالعته مرة أخرى و وضعت يدها على وجهه لتجد حرارته عالية جدا ! قلقت بشدة عليه ثم اتجهت سريعا الي المطبخ لتجد فتحية امامها فقالت بقلق
ريم : فتحية الحقيني
فتحية : في ايه يا بنتي
ريم : عمر حرارته عالية اوي .. مفيش هنا دوا لحالته دي
فتحية : لا حول الله .. انا ماخدتش بالي منه والله عشان صابر بيه .. ثواني يا بنتي هجيبلك علبة الاسعافات هي فيها كل حاجه
ريم : ماشي مستنياكي
و بالفعل ذهبت فتحية و أحضرت لها علبة الاسعافات الاولية و بعد لحظات عادت إليها لتعطيها إياها
فتحية : لو احتاجتي حاجه تاني انا موجودة
ريم : حضريلي حاجه في مياه و قماشة بس و هاتيها على الاوضه بتاعته و انا هحاول أطلعه
فتحية : ماشي يا بنتي
خرجت ريم من المطبخ و اتجهت إليه مرة أخرى و حاولت ايقاظه و بعد محاولات فتح عيونه بتعب و نظر إليها
عمر : في ايه .. انتم كويسين
ريم بجمود : أيوة .. انت اللي مش كويس .. اطلع الاوضه بتاعتك يلا
نهض عمر من مكانه بتثاقل كبير و قال : انا اسف راحت عليا نومه هنا
ريم : عادي ولا يهمك .. اطلع الاوضه بتاعتك بس
استجمع عمر قوته و نهض من مكانه و للحظة اختل توازنه لتسنده ريم سريعا ! نظر لها بتساؤل نوعا ما لتشيح هي بنظرها عنه .. و ساعدته حتي وصل الي غرفته و جلس على سريره بتعب ليغط في النوم مرة أخرى ، ظلت ريم بقربه و ايقظته مرة أخرى ليأخذ علاجه و بعد ثواني جاءت فتحية و معها وعاء الماء و أعطته لريم لتأخذه منها و وضعت قطعه القماش في الماء ثم وضعتها على جبين عمر و أخذت تطالعه للحظات و لوجنته الحمراء من شدة تعبه و تنهدت بضيق و ظلت بقربه و بعد فتره تمتم بكلمات لم تستطيع هي أن تفهمه حتي اقتربت منه اكثر ففسرت كلماته تلك
عمر : ريم .. انا استاهل اي عقاب بس متبعديش عني .. ارجوكي متمشيش .. متمشيش
نظرت له ريم بصدمة بعد أن سمعت تلك الكلمات الذي يهذي بها و لكن سرعان ما تغيرت نظراتها الي الحزن و حاولت أن تتجاهل كلماته تلك و ظلت تعتني به حتي انخفضت درجة حرارته و اخيرا .. تنهدت براحه و لكنها لاحظت أن ملابسه كلها قد ابتلت و يجب عليه أن يبدلها فذهبت الي دولابه و أخذت منه بعض الملابس ثم اتجهت إليه و ايقظته من نومه ليستيقظ هو بتعب نوعا ما فقالت
ريم : هدومك دي اتبلت و لو فضلت عليك كتير هترجع تتعب تاني .. قوم غير هدومك و انا هطلع بره
اخذ منها عمر الملابس بعدم تركيز و خرجت هي من الغرفة و تركته يبدل ملابسه و بعد فترة دلفت الي الداخل مرة أخرى لتجده قد بدل ملابسه و رجع لينام مرة أخرى .. طالعته للحظات ثم خرجت من الغرفة لتتركه يرتاح
_________________________________
صرخت ورد : كريم !!
ثم نهضت من مكانها سريعا و قد نست جرحها و لكن بسبب حركتها المفاجئة تلك تأوهت بألم شديد و لكنها تجاهلت ألمها هذا و اتجهت الي كريم الواقع على الارض
ورد بقلق : كريم .. مالك في ايه رد عليا
و لكن بدون فائدة و في تلك اللحظة دلفت الي غرفتها إحدى الممرضات و عندما وجدتها بتلك الحالة صاحت بها
الممرضة : انتي بتعملي ايه انتي مينفعش تقومي اصلا !
ورد : كريم .. كريم اغمي عليه مش عارفه ماله
الممرضة : طيب ارجعي مكانه و انا هستدعي الدكتور بسرعة
ورد : لا مش هرجع غير لما اطمن عليه
حاولت الممرضة أن تقنعها أن تعود الي سريرها و لكن بدون فائدة و بعد لحظات جاء الطبيب سريعا و نقل كريم الي السرير المجاور الي ورد و فحصه ليجد أنه قد دخل في غيبوبة شكر مرة أخرى نظرا لانخفاض نسبة السكر في الدم .. أعطاه حقنه و قال محدثا ورد
الطبيب : حاله غيبوبة سكر متقلقيش .. انا اديته حقنه دلوقتي و فتره و هيفوق بأذن الله لكن انتي لازم ترجعي مكانك
نظرت له ورد بعدم تركيز ثم قالت
ورد بتعب : يعني هو كويس !
الطبيب : أيوة ارتاحي
و ما أن قال الطبيب تلك الجملة حتي أغمضت ورد عيونها لتسقط على الارض بقوة و قد ظهر حولها بعض الدماء ليفزع الطبيب و ذهب إليها سريعا مع إحدى الممرضات ليجد أن الجرح قد فتح مرة أخرى !
اسعفها الطبيب سريعا و نقلها من تلك الغرفة و حولها الي العمليات مرة أخرى ليعالج جرحها هذا ، بعد فترة طويلة استعاد كريم وعيه و جال بنظره في الغرفة و لكنه لم يجد ورد .. نهض من مكانه بقلق و في تلك اللحظة دخلت أحدى الممرضات حتي تطمئن على حالته فقال لها
كريم : ورد مراتي فين ؟
الممرضة : حمدالله على سلامتك الاول .. مرات حضرتك بخير
كريم : اومال هي فين ؟؟ انا قبل ما اتعب كانت هنا
الممرضة : للأسف لما حضرتك تعبت هي قامت من مكانها عشان تشوف مالك و طبعا الحركة دي غلط جدا عليها .. عشان كده الجرح رجع فتح تاني و هي اتحولت للعمليات .. كويس ان الدكتور لحقها بسرعة قبل ما وضعها كان يبقي اصعب
كريم بصدمة : ايه !! طيب انا عايز أشوفها
الممرضة : والله مش عارفة كلم الدكتور .. حمدالله على سلامتك مرة تانية
ثم خرجت من الغرفة لتترك كريم في حالة من القلق و الحزن و الندم
كريم : ليه بتعملي كده .. ليه مصممه تأذي نفسك و للأسف كل مرة بكون انا السبب !!
زفر كريم بضيق و خرج من الغرفة و اتجه لها و لكن الطبيب قد منعه من الدخول
الطبيب : هي بترتاح دلوقتي .. تقدر تشوفها بكره الصبح
كريم : ماشي يا دكتور .. شكرا جدا
ابتسم له الطبيب ثم ذهب في طريقه و عاد كريم الي الغرفة مرة أخرى ليبيت فيها
في اليوم التالي ..
استيقظ كريم باكرا و نهض سريعا ليذهب الي ورد .. دلف الي غرفتها و طالعها بقلق ثم اقترب منها و امسك يدها ، حركت هي رموشها و فتحت عيونها بتثاقل ثم نظرت له و ابتسمت
كريم : صباح الخير .. انتي كويسة
ورد : انا كويسة متقلقش .. انت اللي كويس
كريم : يا ستي مش مهم انا دلوقتي .. انتي ازاي تقومي من مكانك و انتي عارفه أن غلط عليكي
ورد : كنت عايزني افضل سايباك واقع في الأرض مثلا !
كريم : اي حاجه المهم مكنتيش تأذي نفسك
ورد : ايه اللي انت بتقوله ده ازاي يعني .. عموما خلاص انسى حصل خير
كريم : حصل خير !! انتي جرحك فتح تاني و كان خطر عليكي
ورد : ما انا كويسة قدامك اهو
كريم : ماشي يا ورد
ورد : اخواتي عاملين ايه .. هما يعرفوا اني هنا ؟
كريم : ريم بس اللي تعرف بسملة متعرفش حاجه .. ريم مصممه تجيلك بس اللي مانعها بسملة
ورد : لالا بلاش تيجي .. خليها مع بسملة احسن تحس بحاجه
كريم : عموما مش عايزك تقلقي عليهم .. عمر معاهم هناك انا اتصلت بيه و قولتله ياخد باله منهم
ورد : طب و ريم ؟
ابتسم كريم و قال : انا عملت كده عشان ريم اصلا .. ما يمكن اللي حصل ده يديهم فرصة أنهم يرجعوا تاني متعرفيش
ورد : و لو رجعوا ؟
كريم : انا اللي هجوزهم
ورد : و انت فاكر الموضوع بالبساطة دي .. اهله مش هيوافقوا
كريم : و انتي فاكرة اني انا ولا عمر هنهتم برأيهم اصلا ؟
ورد صمتت للحظات ثم قالت : حتي بعد ما الخطة اللي انت عاملها تنجح ؟
كريم بعدم فهم : خطة ايه ؟
ورد : اني بعد ما اخلص مهمتي و هي أن مروة تخرج من حياتك .. همشي و هرجع لحياتي !
كريم نظر لها بتمعن للحظات و قد اتسعت عيونه قليلا
كريم : انتي عايزة تمشي ؟
ورد فكرت للحظات ثم قالت : مش فكرة عايزة امشي .. الفكرة أنه كان اتفاق من الاول
تنهد كريم بضيق و قال : طيب سيبي كل حاجه لوقتها .. بلاش تسبقي الأحداث
نظر له ورد للحظات ثم صمتت و كذلك هو و لكنه فكر في كلماتها تلك كثيرا .
_________________________________
استيقظ عمر من نومه و هو يشعر بتحسن كبير عن الامس .. نهض من مكانه و خرج من غرفته لتصطدم به بسملة
بسملة : أبيه عمر .. كنت جايه اطمن عليك عامل ايه دلوقتي
عمر : بليه بنفسها جايه تطمن عليا .. معقول كده
بسملة : أيوة .. بس متتعودش على كده
ضحك عمر : انا بخير الحمدلله .. بس انتي عرفتي منين اني تعبان ؟
بسملة : ريم قالتلي .. دي فضلت جمبك امبارح طول اليوم كانت قلقانه عليك
عمر : متأكدة .. كانت قلقانه عليا !؟
بسملة بتلقائية : أيوة ولله انا بعرفها لما بتكون قلقانه .. انا مش عايزة اعطلك بقى انا هخرج العب بره
عمر شرد قليلا فلم ينتبه أنها قد ذهبت من أمامه و فكر في كلماتها تلك بابتسامة و سار قليلا ليجد ريم أمامه ، نظرت له للحظات حتي قالت
ريم : عامل ايه النهاردة ؟
عمر : الحمدالله كويس .. شكرا انك فضلتي جمبي امبارح
ريم : انا مفضلتش عشانك شخصيا .. لو اي حد مكانك كنت هعمل كده برضو
عمر : و اي حد كنتي هتقلقي عليه برضو
ريم : أيوة
قالت تلك الكلمة ثم أكملت بسخرية : حاولت اتعلم الإنسانية منك
نظرت له ريم بضيق ثم تحركت من مكانها سريعا ، زفر عمر بضيق و اتجه الي الأسفل و راوده شعور غريب بالقلق و كأن شيئا ما سيء على وشك أن يحدث .. بحث بعيونه عن ريم ليجدها في المطبخ مع فتحيه .. و بحث عن بسملة ليجدها تلعب في الخارج .. ظل يطالعها للحظات و جاء ليلتفت و لكنه توقف فجأة عندما لاحظ حركة بالخارج دقق أكثر ليجد شخصا ما على وشك الاقتراب من بسملة ليصرخ بأسمها
عمر : بسملة !!
*********************
إلي هنا ينتهى الفصل الثلاثون من رواية وردتى الشائكة بقلم ميار خالد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا