رواية الإختبار ج2 بقلم لولو طارق - الفصل العشرون
سعد شاور على جوا : أتفضل يا بشمهندس
محمد بيسلم عليه ويبوسه : عامل إيه ياعمى
سعد : الحمد لله بخير .. اتفضل .. اتفضل .. ودخل واستغرب لوجود مؤمن مايعرفوش ومشفهوش قبل كدا.. مؤمن قام وقف ومد إيده سلم ..وسعد بيعرفهم على بعض ..مؤمن معرفه وزى إبنى يا محمد .. وبص لمؤمن .. البشمهندس محمد خطيب حوريه
مؤمن تنح لدرجه إن محمد حس إن فى حاجه غلط ومؤمن حس إنه خد ميت قلم على وشه وفهم كلام يوسف لما قاله ابعدها عنى معقول يكون هو السبب فى حزن يوسف أكتر وأكتر .. فاق على صوت محمد وهو بيقول .. شكلى دايقته بوجودى
مؤمن : أنا أسف أصل نسيت حاجه مهمه جدا .. وبرد فعل غير متوقع .. ممكن ياعمى تناديلى سيلا من جوا عشان نمشى
سعد أفتكرها خطيبته هز راسه ودخل جوا وقال لها كلمى مؤمن .. هى طلعت وأستغربت الطلب ونفذت بأندهاش وصمت غريب .. قربت منه وهو خدها على جمب
مؤمن : ممكن تنزلى معايااا ضرورى
سيلا بأستغراب : ليه
مؤمن : ها افهمك لما أنزل من هناااا .. ممكن
سيلا : ثانيه واحده ها اجيب شنطتى
مؤمن هز راسه : منتظرك ..
محمد : خطيبتك
مؤمن أبتسم : إن شاء الله وأول ما سيلا قربت بعد إذنكم ونزل هو وهى .. ماشى سرحان .. وسيلا ماشيه ساكته ومره واحده نطقت
سيلا : ممكن افهم فى إيه
مؤمن نطر إيده وبالامبلاه : هششششش
سيلا تنحت وبشر : انت بتكلمنى أنا
مؤمن بصلها : اكيد أنتى أمال مين
سيلا : لاااااه دانت زوتها انا غلطانه لما حسيت إنك متورط فى حاجه وساعدتك ماهو قلبى الطيب إلا مودينى فى داهيه مع الناس كلها أمثالك
مؤمن : قلبك إيه ياختى .. دانا أول مره أشوف قلب منقر أسود فى أسود كل نقره ونقره ياخررررابى سواد.. سواد
سيلا بغيظ لفت إيديها بشنطتها وبتضرب مؤمن بعزم ما فيها فى وشه وطى راسه على اخر لحظه وبرق وبصوت مسموع : يا مجنونه .. كنت عارف إنك ملكيش لجام
سيلا : ليه ساحبنى من الأصطبل يابتاع الصلصه .. يا تعبان .. يا كبرى .. يازواحف نادره وضربته فى بطنه بالشنطه ومدت خطوتها فى الشارع كانها بتجرى قدامه ..
مؤمن لف إيده حوالين بطنه : اااه يابنت الأرندلى .. البت دى بنت شاركس باشااا عشان كدا طالعه مشركسه فى بعضها .. منك لله .. منك لله .. يارب يتلمو عليكى الكلاب وتوصلى البيت رمح ما تلحقى توصلى يا بعيده ... وماشى هو كمان لأخر الشارع ولقى سيلا جايه عليه جرى واتشعلقت فى دراعه .. مؤمن بصلها بنص عين .. وهز راسه .. لا ما تحاوليش أنا ما بضعفش بسهوله ..
سيلا : مؤمن أتأخرت قوى ليه كدا .. ياله ها نتأخر
مؤمن تنح : على إيه ولسا ما كملش
سيلا داست على رجله وبجمب بوئها : ها يخطفونى يا متخلف وذنبى فى راقبتك إيه الشارع المقطوع إلا دخلتنى منه دا
مؤمن بص على إلا واقفين فى اخر الشارع واتعدل : تعالى الناحيه التانيه وخليكى ماشيه بثقه ماتخافيش وسيبى إيدى كفاينى ذنوب حرام عليكى
سيلا : كانو بيجرو ورايا أنا حسيت بيهم تعالى نرجع الله يسترك ويغفرلك ذنوبك
مؤمن بإصرار : قولتلك ما تخافيش أنتى ماشيه مع علا صاحبتك .. وماشى هو وسيلا إلا ماسكه فى دراعه خوف مش اكتر .. وعدت من قدامهم ومحدش فيهم اتحرك .. لحظات ووصلت للعمومى : شدت إيديها جااامد وبشر : حسابك معايااا تقل ويانا يا أنت .. بكرا أردلك كل كلمه وكل غدر غدرته بيااا .. وبصت له من فوق لتحت .. خسئت أيها الأبله .. وسابته ومشيت
مؤمن حط إيده على قفاه وبتفكير : الأبله بتاعت المدرسه يعنى وإلا أبله غيرها .. أنا قولت مجنونه محدش صدقنى كان ناقص تاخدنى بالحضن من شويه ونقضى ليله زارقه فوق دماغها عشان دى أخرها ليله زارقه او سودا على حسب طيبة قلبها فى اليوم دا بتقلب أنهى لون بعدت عن كل الألوان الزاهيه ومسكت فى السواد ...ياله يا مؤمن ربنا يعينك يابنى طلع الفون وبص فى الساعه .. أروح لفهد أطمن عليه بما إنى هنا .. شاور تاكس ..ال...يا أسطى
السواق : أركب وركب ومشى ..
حياه قاعده جمب حوريه .. وحوريه بتعيط فى صمت : يابنتى قوليلى إيه زعلك .. كل ما تزعلى ترجعيلى كدا يا حوريه حرام عليكى مفيش حاجه مستهله .. طيب قولى أى حاجه ما تسبنيش أكلم نفسى
حوريه بصوت مخنوق من كتر العياط : مخنوقه يا ماما حاجه خنقانى
حياه : طيب مؤمن إيه جابه انتى كنتى عند يوسف وتعبتى
حوريه مسحت عيونها : شغالين عندهم فى المصنع .. مفيش حاجه أكتر من كدا .. انتى عارفه يوسف لايمكن يدايقنى
حياه وطت صوتها : محمد برا وعايز يدخلك أبوكى كل شويه يدخل يشاورلى
حوريه : يدخلى فين دا .. قوليله تعبانه وإعتذرى له هو نزل أمتى أصلا
حياه : شششش أخرسى لما انتى مش طيقاه كدا وافقتى على خطوبته ليه من الأول
حوريه : عشان ما اعرفش إنه ها يطلع كدا .. صابره عشانكم .. عشان الفرصه إلا قولتو عليها خلاص ياماما كفايه تحقيق أنا تعبانه
حياه ضربت على رجليها وقامت : ماشى يا حوريه براحتك .. وطلعت برا .. رحبت بمحمد تانى وقاعده تبرر له تعبها وإنها نامت
محمد : يعنى مش ها أقدر أشوفها ولا أطمن عليها
سعد : معلش يابنى أستحمل لبكرا تكون فاقت وقادره تتكلم
محمد : هى تعبانه قوى كدا
سعد : لاء بس انت عارف الضغط وراخمته وهى مهمله فى أكلها أهو بكرا تتجوزو وتفتحو نفس بعض
محمد : ألف سلامه عليها وقام وقف سلم ونزل على طول ..
وصل البيت ومامته أستقبلته ونجلاء مراقبه الوضع ..
مامته : حمد الله على السلامه أنا قولت قدامك لأخر الليل بس ماشاء الله عليك مسافة الطريق كويس أحدث فترة خطوبه واغربها
محمد : وبعدين يا ماما مش هاتبطلى تريقه عليااا على طول
مامته : أنا ما بتريقش يا قلب امك بطمن عليك بلاش مش شايف نفسك كل ماتروح لها ترجع مبوذ .. ياواد وريها العين الحمرا ما تبقاش طرى أسمع كلامى إلا زى حوريه قويه أنا فهمتها من أول يوم .. عايزا واحد تسيطر عليه عشان كدا اطلقت وما استحملش عشرتها .. حتى شغلها مش عايزا تريحك وتقولك بيدخل لها أد إيه هو أحنا ها ناخدها لأبنى البكرى على أيه على جمالها مرطرطين فى كل حته .. المفروض تصرف على البيت زيها زيك وأكتر دانت واخدها كسر بواقى غيرك .. وما تنساش حمل البيت كبيرر وانت لو ماوعتش لنفسك وشيلت قرشين ينفعوك لقدام ها تقعد تشحت منها وهو حقك.. لازم تفهم إنك الراجل والكلمه الأولى والأخيره ليك يعنى بيتك بكل ما فيه والكلمه كلمتك
محمد بحيره : ربنا يسهل .. انتى عامله أكل إيه
مامته شهقت وحطت صوباعين عند بوئها : شوف الناس قليلة الذوق بقى جاى من سفر وروحت لها جرى وماعزموش عليك بالأكل .. ناس جعانه هو باين على بنتهم أل براحتى اصرف على البيت وإلا لاء.. ولساا ياما ها نشوف ونسمع
محمد : أنا داخل جوا لما تجهزى الاكل نادينى عشان طول مانا واقف قدامك هاتعتتينى .. سابها وداخل وخبط فى نجلاء جااامد .. زعق فى وشها .. ماتفتحى أنتى كمان إيه القرف دا زقها أوعى وانتى عامله زى المخبرين كدا ... نجلاء بصتله بغيظ وكره .. وفضلت تبرطم بكلام مش مفهوم ودخلت أوضتها .. تصرخ وترمى فى حاجتها على الأرض وشكلهم معتادين على كدا منها و مطنشين كلهم حتى وجودها ..
مؤمن وصل شقة فهد وطلع .. رن الجرس وإلا فتح يوسف يوسف شاور على جوا بعد ما قال لفهد إنه مؤمن ودخل
يوسف : تشرب لمون معانا
مؤمن دخل لفهد وعلى صوته : ماشى وكتر اللمون .. رفع إيده ونزلها على إيد فهد سلام رجولى عنيف هههههه .. نزل باسه وضرب على كتفه .. حمدالله على سلامتك يا وحش
فهد ببتسامه : الله يسلمك يا حبيبى .. عامل إيه
مؤمن : الحمد لله وقرب عليه وبهمس .. هو يوسف يعرف إن حوريه مخطوبه
فهد هز راسه بحزن : أيوا عرف منى للأسف ومن ساعة ماعرف وهو مش بطبيعته خالص حاسس إنه زعلان وبيقضى واجب معايا حتى لسا كان بيقولى إنه مش ها يبات هنا إنهارده
مؤمن بنفى : يوسف ما بيتغيرش من ناحية حد بسهوله أطمن ..وعمره ما دخل العلاقات فى حياته الشخصيه كان قطع مع أخويا ومراته إلا مطلعه عينه كلام من قدامهم ووراهم .. ويوسف دخل بالمون .. قعدو شربو مع بعض التلاته أتكلم بجديه : أنا لازم أمشى وكويس إنك جيت عشان أمال هنا وها تبات معايا فى الشقه عندك والصبح تعالى روحها البلد بعربيتى
مؤمن بفرحه : بجد أمال هنا
يوسف : أيوا .. بص لفهد .. معلش إنهارده على ما مراتى تروح
فهد أبتسم بإرتياح وفهم كلام مؤمن : لا عادى خد راحتك .. بص لمؤمن .. ها يسد ما تقلقش ولو عايزها تقعد معاك وتسيب الواد دا مفيش مشكله
يوسف : ها تمشى إن شاء الله وها أجيلك .. بس دلوقت ها أكملك شويه من قصة سيدنا موسى قبل ما أمشى عشان نخلصها بكرا إن شاء الله .. وجاب الكتاب ولبس النضاره بتاعته .. وقفنا فين .. وبيكلم نفسه
مؤمن راح جمب فهد على السرير ونام وحط إيده ورا راسه عشان بيستمتع بدروس يوسف عمتا وبيحب يسمعها .. فهد أبتسم وحس إنه وسط إخواته لا يمكن يكونو دول أصحاب أو معرفه
يوسف بتركيز : وتبدأ جولة جديدة بين الحق والباطل. فهاهم علية القوم من المصريين، يتآمرون ويحرضون فرعون ويهيجونه على موسى ومن آمن معه، ويخوّفونه من عاقبة التهاون معهم. وهم يرون الدعوة إلى ربوبية الله وحدة إفسادا في الأرض. حيث يترتب عليها بطلان شرعية حكم فرعون ونظامه كله. وقد كان فرعون يستمد قوته من ديانتهم الباطلة، حيث كان فرعون ابن الآلهة. فإن عبد موسى ومن معه الله رب العالمين، لن تكون لفرعون أي سطوة عليهم. فاستثارت هذه الكلمات فرعون، وأشعرته بالخطر الحقيقي على نظامه كله ففكر بوحشيته المعتادة وقرر (قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ).
لم يكن هذا التنكيل الوحشي جديدا على بني إسرائيل. فقد نُفِّذ عليهم هذا الحكم في إبان مولد موسى عليه السلام. فبدأ موسى -عليه السلام- يوصي قومه باحتمال الفتنة، والصبر على البلية، والاستعانة بالله عليها. وأن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده. والعاقبة لمن يتقي الله ولا يخشى أحدا سواه (قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).
إلا أن قومه بدءوا يشتكون من العذاب الذي حل بهم (قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا) إنها كلمات ذات ظل! وإنها لتشي بما وراءها من تبرم! أوذينا قبل مجيئك وما تغير شيء بمجيئك. وطال هذا الأذى حتى ما تبدو له نهاية! فيمضي النبي الكريم على نهجه. يذكرهم بالله، ويعلق رجاءهم به، ويلوح لهم بالأمل في هلاك عدوهم. واستخلافهم في الأرض. مع التحذير من فتنة الاستخلاف، فاستخلاف الله لهم إنما هو ابتلاء لهم، فهو استخلاف للامتحان: (قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ).
وينقلنا القرآن الكريم إلى فصل آخر من قصة موسى عليه السلام. ومشهد آخر من مشاهد المواجهة بين الحق والباطل. حيث يحكي لما قصة تشاور فرعون مع الملأ في قتل موسى. (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ) أما موسى عليه السلام فالتجأ إلى الركن الركين، والحصن الحصين، ولاذ بحامي اللائذين، ومجير المستجيرين (وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ).
كادت فكرة فرعون أن تحصل على التصديق لولا رجل من آل فرعون. رجل من رجال الدولة الكبار، لا يذكر القرآن اسمه، لأن اسمه ، لم يذكر صفته أيضا ، إنما ذكر القرآن أنه رجل مؤمن. ذكره بالصفة التي لا قيمة لأي صفة بعدها.
تحدث هذا الرجل المؤمن، وكان (يَكْتُمُ إِيمَانَهُ)، تحدث في الاجتماع الذي طرحت فيه فكرة قتل موسى وأثبت عقم الفكرة وسطحيتها. قال إن موسى لم يقل أكثر من أن الله ربه، وجاء بعد ذلك بالأدلة الواضحة على كونه رسولا، وهناك احتمالان لا ثالث لهما: أن يكون موسى كاذبا، أو يكون صادقا، فإذا كان كاذبا (فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ)، وهو لم يقل ولم يفعل ما يستوجب قتله. وإذا كان صادقا وقتلناه، فما هو الضمان من نجاتنا من العذاب الذي يعدنا به؟
تحدث المؤمن الذي يكتم إيمانه فقال لقومه: إننا اليوم في مراكز الحكم والقوة. من ينصرنا من بأس الله إذا جاء؟ ومن ينقذنا من عقوبته إذا حلت؟ إن إسرافنا وكذبنا قد يضيعاننا.
وبدت كلماته مقنعة. إنه رجل ليس متهما في ولائه لفرعون. وهو ليس من أتباع موسى. والمفروض أنه يتكلم بدافع الحرص على عرش الفرعون. ولا شيء يسقط العروش كالكذب والإسراف وقتل الأبرياء.
العروش كالكذب والإسراف وقتل الأبرياء.
ومن هذا الموضع استمدت كلمات الرجل المؤمن قوتها. بالنسبة إلى فرعون ووزرائه ورجاله. ورغم أن فرعون وجد فكرته في قتل موسى، صريعة على المائدة. رغم تخويف الرجل المؤمن لفرعون. رغم ذلك قال الفرعون كلمته التاريخية التي ذهبت مثلا بعده لكل الطغاة: (قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ).
هذه كلمة الطغاة دائما حين يواجهون شعوبهم (مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى). هذا رأينا الخاص، وهو رأي يهديكم سبيل الرشاد. وكل رأي غيره خاطئ. وينبغي الوقوف ضده واستئصاله.
لم تتوقف المناقشة عند هذا الحد. قال فرعون كلمته ولكنه لم يقنع بها الرجل المؤمن. وعاد الرجل المؤمن يتحدث وأحضر لهم أدلة من التاريخ، أدلة كافية على صدق موسى. وحذّرهم من المساس به. لقد سبقتهم أمم كفرت برسلها، فأهلكها الله: قوم نوح، قوم عاد، قوم ثمود.
ثم ذكّرهم بتاريخ مصر نفسه. ذكّرهم بيوسف عليه السلام حين جاء بالبينات، فشك فيه الناس ثم آمنوا به بعد أن كادت النجاة تفلت منهم، ما الغرابة في إرسال الله للرسل؟ إن التاريخ القديم ينبغي أن يكون موضع نظر. لقد انتصرت القلة المؤمنة حين أصبحت مؤمنة على الكثرة الكافرة. وسحق الله تعالى الكافرين. أغرقهم بالطوفان، وصعقهم بالصرخة. أو خسف بهم الأرض. ماذا ننتظر إذن؟ ومن أين نعلم أن وقوفنا وراء الفرعون لن يضيعنا ويهلكنا جميعا؟
كان حديث الرجل المؤمن ينطوي على عديد من التحذيرات المخيفة. ويبدو أنه أقنع الحاضرين بأن فكرة قتل موسى فكرة غير مأمونة العواقب. وبالتالي فلا داعي لها.
إلا أن الطاغية فرعون حاول مرة أخرى المحاورة والتمويه، كي لا يواجه الحق جهرة، ولا يعترف بدعوة الوحدانية التي تهز عرشه. وبعيد عن احتمال أن يكون هذا فهم فرعون وإدراكه. فطلب أن يبنى له بناء عظيم، يصعد عليه ليرى إله موسى الذي يدعيه. وبعيدا أن يكون جادا في البحث عن إله موسى على هذا النحو المادي الساذج. وقد بلغ فراعنة مصر من الثقافة حدا يبعد معه هذا التصور. وإنما هو الاستهتار والسخرية من جهة. والتظاهر بالإنصاف والتثبت من جهة أخرى.
بعد هذا الاستهتار، وهذا الإصرار، ألقى الرجل المؤمن كلمته الأخيرة مدوية صريحة:
(وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (38) يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40) وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) (غافر)
أنهى الرجل المؤمن حديثه بهذه الكلمات الشجاعة. بعدها انصرف. انصرف فتحول الجالسون من موسى إليه. بدءوا يمكرون للرجل المؤمن. بدءوا يتحدثون عما صدر منه. فتدخلت عناية الله تعالى (فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ) وأنجته من فرعون وجنوده.
أما حال مصر في تلك الفترة. فلقد مضى فرعون في تهديده، فقتل الرجال واستحيا النساء. وظل موسى وقومه يحتملون العذاب، ويرجون فرج الله، ويصبرون على الابتلاء. وظل فرعون في ظلاله وتحدّيه. فتدخلت قوة الله سبحانه وتعالى، وشاء الله تعالى أن يشدد على آل فرعون. ابتلاء لهم وتخويفا، ولكي يصرفهم عن الكيد لموسى ومن آمن معه، وإثباتا لنبوة موسى وصدقه في الوقت نفسه. وهكذا سلط على المصريين أعوام الجدب. أجدبت الأرض وشح النيل ونقصت الثمار وجاع الناس، واشتد القحط. لكن آل فرعون لم يدركوا العلاقة بين كفرهم وفسقهم وبين بغيهم وظلمهم لعباد الله. فأخذوا يعللون الأسباب. فعندما تصيبهم حسنة، يقولون إنها من حسن حظهم وأنهم يستحقونها. وإن أصابتهم سيئة قالوا هي من شؤم موسى ومن معه عليهم، وأنها من تحت رأسهم!
وأخذتهم العزة بالإثم فاعتقدوا أن سحر موسى هو المسئول عما أصابهم من قحط. وصور لهم حمقهم أن هذا الجدب الذي أصاب أرضهم، آية جاء بها موسى ليسحرهم بها، وهي آية لن يؤمنوا بها مهما حدث.
فشدد الله عليهم لعلهم يرجعون إلى الله، ويطلقون بني إسرائيل ويرسلونهم معه. فأرسل عليهم الطوفان، والجراد، والقمل -وهو السوس- والضفادع، والدم. ولا يذكر القرآن إن كانت جملة واحدة، أم واحدة تلو الأخرى. وتذكر بعض الروايات أنها جاءت متتالية وحدة تلو الأخرى. إلا أن المهم هو طلب آل فرعون من موسى أن يدعو لهم ربه لينقذهم من هذا البلاء. وبعدونه في كل مرة أن يرسلوا بني إسرائيل إذا أنجاهم ورفع عنهم هذا البلاء (قَالُواْ يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ).
فكان موسى -عليه السلام- يدعو الله بأن يكشف عنهم العذاب. وما أن ينكشف البلاء حتى ينقضون عهدهم، ويعودون إلى ما كانوا فيه (فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ).
لم يهتد من أمن بفرعون ، ولم يوفوا بعهودهم، بل على العكس من ذلك. خرج فرعون لقومه، وأعلن أنه إله. أليس له ملك مصر، وهذه الأنهار تجري من تحته، أعلن أن موسى ساحر كذاب. ورجل فقير لا يرتدي أسورة واحدة من الذهب.
ويعبّر القرآن الكريم عن أمر فرعون وقومه: (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ). استخف بعقولهم. واستخف بحريتهم. واستخف بمستقبلهم. واستخف بآدميتهم. فأطاعوه. أليست هذه طاعة غريبة. تنمحي الغرابة حين نعلم أنهم كانوا قوما فاسقين. إن الفسق يصرف الإنسان عن الالتفات لمستقبله ومصالحه وأموره، ويورده الهلاك. وذلك ما وقع لقوم فرعون.
بدا واضحا أن فرعون لن يؤمن لموسى. ولن يكف عن تعذيبه لبني إسرائيل، ولن يكف عن استخفافه بقومه. هنالك دعا موسى وهارون على فرعون.
وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ (88) قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ (89) (يونس)
لم يكن قد آمن مع موسى فريق من قومه. فانتهى الأمر، وأوحي إلى موسى أن يخرج من مصر مع بني إسرائيل. وأن يكور رحيلهم ليلا، بعد تدبير وتنظيم لأمر الرحيل. ونبأه أن فرعون سيتبعهم بجنده؛ وأمره أن يقوم قومه إلى ساحل البحر (وهو في الغالب عند التقاء خليج السويس بمطقة البحيرات).
وبلغت الأخبار فرعون أن موسى قد صحب قومه وخرج. فأرسل أوامره في مدن المملكة لحشد جيش عظيم. ليدرك موسى وقومه، ويفسد عليهم تدبيرهم. أعلن فرعون التعبئة العامة. وهذا من شأنه أن يشكل صورة في الأذهان، أن موسى وقومه يشكلون خطرا فعلى فرعون وملكه، فيكف يكون إلها من يخشى فئة صغيرا يعبدون إله آخر؟! لذلك كان لا بد من تهوين الأمر وذلك بتقليل شأن قوم موسى وحجمهم (إِنَّ هَؤُلَاء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ) لكننا نطاردهم لأنهم أغاظونا، وعلى أي حال، فنحن حذرون مستعدون ممسكون بزمام الأمور.
وقف موسى أمام البحر. وبدا جيش الفرعون يقترب، وظهرت أعلامه. وامتلأ قوم موسى بالرعب. كان الموقف حرجا وخطيرا. إن البحر أمامهم والعدو ورائهم وليس معهم سفن أو أدوات لعبور البحر، كما ليست أمامهم فرصة واحدة للقتال. إنهم مجموعة من النساء والأطفال والرجال غير المسلحين. سيذبحهم فرعون عن آخرهم.
صرخت بعض الأصوات من قوم موسى: سيدركنا فرعون.
قال موسى: (كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ).
لم يكن يدري موسى كيف ستكون النجاة، لكن قلبه كان ممتلئا بالثقة بربه، واليقين بعونه، والتأكد من النجاة، فالله هو اللي يوجهه ويرعاه. وفي اللحظة الأخيرة، يجيء الوحي من الله (فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ) فضربه، فوقعت المعجزة (فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ) وتحققه المستحيل في منطق الناس، لكن الله إن أراد شيئا قال له كن فيكون.
ووصل فرعون إلى البحر. شاهد هذه المعجزة. شاهد في البحر طريقا يابسا يشقه نصفين. فأمر جيشه بالتقدم. وحين انتهى موسى من عبور البحر. وأوحى الله إلى موسى أن يترك البحر على حاله (وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ). وكان الله تعالى قد شاء إغراق الفرعون. فما أن صار فرعون وجنوده في منتصف البحر، حتى أصدر الله أمره، فانطبقت الأمواج على فرعون وجيشه. وغرق فرعون وجيشه. غرق العناد ونجا الإيمان بالله.
ولما عاين فرعون الغرق، ولم يعد يملك النجاة (قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) سقطت عنه كل الأقنعة الزائفة، وتضائل، فلم يكتفي بأن يعلن إيمانه، بل والاستسلام أيضا (وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) لكن بلا فائدة، فليس الآن وقت اختيار، بعد أن سبق العصيان والاستكبار (آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ).
انتهى وقت التوبة المحدد لك وهلكت. انتهى الأمر ولا نجاة لك. سينجو جسدك وحده. لن تأكله الأسماك، ولين يحمله التيار بعيدا عن الناس، بل سينجو جسدك لتكون آية لمن خلفك.
(فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92) (يونس)
أسدل الستار على طغيان الفرعون. ولفظت الأمواج جثته إلى الشاطئ. بعد ذلك. نزل الستار تماما عن من أمن بفرعون وانكر وجود الله ووحدانيته . لقد خرجوا يتبعون خطا موسى وقومه ويقفون أثرهم. فكان خروجهم هذا هو الأخير. وكان إخراجا لهم من كل ما هم فيه من جنات وعيون وكنوز؛ فلم يعودوا بعدها لهذا النعيم! لا يحدثنا القرآن الكريم عما فعله من بقى من المصررين في مصر بعد سقوط نظام الفرعون وغرقه مع جيشه. لا يحدثنا عن ردود فعلهم بعد أن دمر الله ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يشيدون.
لقد مات فرعون مصر. غرق أمام عيون المصريين وبني إسرائيل. ورغم موته، فقد ظل أثره باقيا في نفوس المصريين وبني إسرائيل. من الصعب على سنوات القهر الطويلة والذل المكثف أن تمر على نفوس الناس مر الكرام. لقد عوّد فرعون بني إسرائيل الذل لغير الله. هزم أرواحهم وأفسد فطرتهم فعذبوا موسى عذابا شديدا بالعناد والجهل. ولن ننسى عذاب يوسف عليه السلام على يد إخواته من قبل
كانت معجزة شق البحر لم تزل طرية في أذهانهم، حين مروا على قوم يعبدون الأصنام. وبدلا من أن يظهروا استيائهم لهذا الظلم للعقل، ويحمدوا الله أن هداهم للإيمان. بدلا من ذلك التفتوا إلى موسى وطلبوا منه أن يجعل لهم إلها يعبدونه مثل هؤلاء الناس. أدركتهم الغيرة لمرأى الأصنام، ورغبوا في مثلها، وعاودهم الحنين لأيام الشرك القديمة التي عاشوها في ظل فرعون. واستلفتهم موسى إلى جهلهم هذا، وبيّن لهم أن عمل هؤلاء باطل، وأن الله فضل بني إسرائيل على العالمين فكيف يجحد هذا التفضيل ويجعل لهم صنما يعبدونه من دون الله. ثم ذكّرهم بفرعون وعذابه لهم، وكيف أن الله نجاهم منه، فكيف بعد ذلك يشركون بالله مالا يضر ولا ينفع.
انتهت المرحلة الأولى من مهمة موسى عليه السلام، وهي تخليص بني إسرائيل من حياة الذل والتعذيب على يد فرعون وجنده. والسير بهم إلى الديار المقدسة. لكن القوم لم يكونوا على استعداد للمهمة الكبرى، مهمة الخلافة في الأرض بدين الله. وكان الاختبار الأول أكبر دليل على ذلك. فما أن رأوا قوما يعبدون صنما، حتى اهتزت عقيدة التوحيد في نفوسهم، وطلبوا من موسى أن يجعل لهم وثنا يعبدوه. فكان لا بد من رسالة مفصلة لتربية هذه الأمة وإعدادها لما هم مقبلون عليه. من أجل هذه الرسالة كانت مواعدة الله لعبده موسى ليلقاه. وكانت هذه المواعدة إعداد لنفس موسى ليتهيأ للموقف الهائل العظيم. فاستخلف في قومه أخاه هارون عليه السلام.
كانت فترة الإعداد ثلاثين ليلة، أضيف إليها عشر، فبلغت عدتها أربعين ليلة. يروض موسى فيها نفسه على اللقاء الموعود؛ وينعزل فيها عن شواغل الأرض؛ فتصفو روحه وتتقوى عزيمته. ويذكر ابن كثير في تفسيره عن أمر هذه الليالي: "فذكر تعالى أنه واعد موسى ثلاثين ليلة؛ قال المفسرون: فصامها موسى -عليه السلام- وطواها، فلما تم الميقات استاك بلحاء شجرة، فأمره الله تعالى أن يكمل العشرة أربعين".
كان موسى بصومه -أربعين ليلة- يقترب من ربه أكثر. وكان موسى بتكليم الله له يزداد حبا في ربه أكثر. فطلب موسى أن يرى الله. ونحن لا نعرف أي مشاعر كانت تجيش في قلب موسى عليه الصلاة والسلام حين سأل ربه الرؤية. أحيانا كثيرة يدفع الحب البشري الناس إلى طلب المستحيل. فما بالك بالحب الإلهي، وهو أصل الحب؟ إن عمق إحساس موسى بربه، وحبه لخالقه، واندفاعه الذي لم يزل يميز شخصيته. دفعه هذا كله إلى أن يسأل الله الرؤية.
وجاءه رد الحق عز وجل: قَالَ لَن تَرَانِي
ولو أن الله تبارك وتعالى قالها ولم يزد عليها شيئا، لكان هذا عدلا منه سبحانه، غير أن الموقف هنا موقف حب إلهي من جانب موسى. موقف اندفاع يبرره الحب ولهذا أدركت رحمة الله تعالى موسى. أفهمه أنه لن يراه، لأن أحدا من الخلق لا يصمد لنور الله. أمره أن ينظر إلى الجبل، فإن استقر مكانه فسوف يراه.
قال تعالى: (وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا)
لا يصمد لنور الله أحد. فدكّ الجبل، وصار مسوّى في الأرض. وسقط موسى مغشيا عليه غائبا عن وعيه. فلما أفاق قال سبحانك تنزهت وتعاليت عن أن ترى بالأبصار وتدرك. وتبت إليك عن تجاوزني للمدى في سؤالك! وأنا أول المؤمنين بك وبعظمتك.
ثم تتداركه رحمة ربه من جديد. فيتلقى موسى -عليه السلام- البشرى. بشرى الاصطفاء. مع التوجيه له بالرسالة إلى قومه بعد الخلاص. قال تعالى: (قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ)
وقف كثير من المفسرين أمام قوله تعالى لموسى: (إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي). وأجريت مقارنات بينه وبين غيره من الأنبياء. فقيل إن هذا الاصطفاء كان خاصا بعصره وحده، ولا ينسحب على العصر الذي سبقه لوجود إبراهيم فيه، وإبراهيم خير من موسى، أيضا لا ينطبق هذا الاصطفاء على العصر الذي يأتي بعده، لوجود محمد بن عبد الله فيه، وهو أفضل منهما.
ونحب أن نبتعد عن هذا الجدال كله. لا لأننا نعتقد أن كل الأنبياء سواء. إذا إن الله سبحانه وتعالى يحدثنا أنه فضل بعض النبيين على بعض، ورفع درجات بعضهم على البعض. غير أن هذا التفضيل ينبغي أن يكون منطقة محرمة علينا، ولنقف نحن في موقع الإيمان بجميع الأنبياء لا نتعداه. ولنؤد نحوهم فروض الاحترام على حد سواء. لا ينبغي أن يخوض الخاطئون في درجات المعصومين المختارين من الله. ليس من الأدب أن نفاضل نحن بين الأنبياء. الأولى أن نؤمن بهم جميعا.
ثم يبين الله تعالى مضمون الرسالة (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ) ففيها كل شيء يختص بموضوع الرسالة وغايتها من بيان الله وشريعته والتوجيهات المطلوبة لإصلاح حال هذه الأمة وطبيعتها التي أفسدها الذل وطول الأمد!
يوسف قفل الكتاب وأبتسم : والله أعلى وأعلم .. أكمل وقت تانى وبيبص فى ساعته عشان يدوب كدا أنزل سلم عليهم ونزل .. ومؤمن قعد على كرسى وفارد رجله وإيده ورا راسه ... ومغمض عيونه ..
فهد : قوم يابنى خد دش وغير هدومك شكلك هلكان
مؤمن : جدا وجعان عندك أكل
فهد : فى التلاجه
مؤمن : دولابك فين أخد أى حاجه ألبسها
فهد : الأوضه إلا جمب الحمام ها تلاقى فيها الدولاب.. افتح أول ضرفه هاتلاقى هدومى خد إلا يعجبك
مؤمن قام : تمام ها اخلص وأجيلك على طول .. وفعلا خلص وعمل ساندوتش لحمه مفرومه وكله وغسل إيده وراح لفهد .. فى علاج ها تاخده دلوقت
فهد : لاء مفيش يوسف إدانى كل حاجه بس حاول تنقل رجلى براحه الناحيه دى تعبت
مؤمن شال رجله براحه ونقل الخداديه إلا تحتها بايده التانيه وحط رجله وفهد بيحرك جسمه : ها كدا تماما
فهد هز راسه : الحمد لله تمام .. تعالى ريح على السرير التانى هنا عشان يبقى وشى فى وشك ونرغى لحد ما ننام
مؤمن : يا سلام .. وأدى نومه .. ها عايز ترغى فى إيه
فهد : عرفت منين إن حوريه مخطوبه
مؤمن : وأنا فى البيت عندهم إنهارده بروحها عشان تعبانه شفته هناك .. وقبل ما تسئل .. أنا عملت حركه كدا قولت يمكن يقربو من بعض ويرجعو أتارينى طينتها زى عادتى معاه والله أخويا دا صعبان عليااا .. وبدء يحكى لفهد من بداية ما أتفق معاها لحد ما روحها إنهارده .. وبيضحك وبس سيبت المجنونه فى الشارع بعد ما ضربتنى وجيتلك بت عايزا السرايا الصفرا
فهد بيضحك : وانت عملت معاها كدا ليه مش فاهمك وبعدين هى المره دى عندها حق
مؤمن : ياعم خطيبها لما تنحت ووشى جاب ألوان دماغه لفت ورمى كلمه ملهاش لازمه بتدل على إن الواد دا شكاك أصلا ..قال شكله مكانش حابب وجودى وبتريقه .. ياروحى على الإحساس .. قولت أضرب عصفورين بحجر .. لما قولت لعمك نادى سيلا عشان نمشى أول حاجه سألها خطيبتك يعنى .. حتى ماقالش أختك بيطمن ساعته انى مرتبط .. قولتله آن شاء الله .. يعنى لا كذبت ولا نفيت والحمد لله رضيت الهانم تنزل معايااا والموقف عدى وبكدا نفيت ظنونه عشان عمك قاله دا زى إبنى من غير تفاصيل .. تخيل لو قاله دا أخو طليقها ها يعمل إيه ويقول إيه بسلامته
فهد هز راسه : يعنى عشان تخلع أنت ورطت البنيه دى نداله يا مان طيب فهمها
مؤمن : خليها برد إلا بتعمله بنت الأرندلى فيااا أنت ما بتشوفش عمايلها السودا معايا
فهد بمكر : ويوسف عارف المهازل إلا بينكم دى أصل عيب وحرام وخصوصا انت راجل يعنى لو هى بنوته مندفعه أنت تبقى العكس
مؤمن أتعدل : بقولك إيه يوسف ما بيهزرش .. وكمان ما بيتفاهمش .. يعنى ممكن يحكم عليا أتجوزها وكأنى عملت عمله .. وربنا صدقنى .. ويقولى انت أتجاوزت حدود وشرع الله يبقى تصلح غلطتك أنا عارفه يا ها أكل علقه بنت لازينه ويحجبنى عن كل ماهو مرأى ومسموع
فهد : هههههه .. والله تستاهل ..شكلك عايزا تتربى
مؤمن : كلهم عارفين إنى عايز أتربى وخصوصا يوسف دايما أقع بقذوراتى قدامه مش عارف ليه
فهد اتنهد : مش بيقولك إلا بيخاف من عفريت بيطلعلو
مؤمن : اه والله فعلا .. انت صليت العشا
فهد : أيوا مع يوسف
مؤمن قام : ها أروح أصلى وأجيلك القبله منين
فهد شاور بايده : كدا ومؤمن راح صلى ورجع لقى فهد بيقرء قرأن ..فضل شويه وبعدين قفل المصحف وحطه جمبه ومؤمن قاعد مركز معاه ..وبعد ما فهد بصله : كويس إن يوسف يعرفك .. شبهه فى كل حاجه
فهد ضحك جاامد : ما تقولش كدا ياجدع .. دا يوسف الحمد لله ربنا جعله سبب إنى دلوقتى بصلى وأقرء القرأن الكريم وأعرف دينى .. خسرت كتير قوى طول ما أنا بعيد عن ربنا سبحانه وتعالى .. عارف إحساسك لما تبقى طالع من وحل عايش فيه طول عمرك ومره واحده تنضف لحد ما تحس إن القرف دا كله والهم التقيل إنزاح من على جسمك .. أنا بقى كنت عايش فى وحل ومن تقله على جسمى ماكنتش حاسس بأى حاجه بيبوس إيده .. الحمد لله إن ربنا دلنى على الطريق .. وعيونه لمعت وبص لمؤمن يوسف دايما يشبهنى بيك
مؤمن : مش قولتلى إن دماغك كانت ضاربه .. بس أنا الحمد لله ربنا تاب علياا زيك
فهد : الحمد لله .. أنت كنت مدمن يالا
مؤمن رفع إيده : مش بالمعنى .. يعنى كنت بقعد مع واحد علمنى شرب السجاير .. وبعد ما كانت السجاير فاضيه بقت مليانه ..وبس وقفت على هنا.. لحد ما حصل إن العيال هجمو على بلدنا .. وكبير العيال دى يبقى أخو الواد إلا كنت بقعد معاه وزى ما تقول كدا كنت ضاربه ومطلع عينه عشان خاطر أخوه حب ينتقم منى فا خطفنى وبقى يدينى حقن وهروين وزى ماتقول قول لحد ما كنت ها أموت ويوسف لحقنى على أخر لحظه والحمد لله ودانى مصحه وأتعالجت وبفضل الله بقيت تمام وهو مراعينى قوووى بحسه أبويا وأكتر كمان مش اخ ولا يمكن يزهق او يمل منى
فهد بأعجاب بيوسف وطولة باله وشخصيته : ماشاء الله .. ربنا يبارك فيه ويحفظه .. تخيل إن طول الفتره إلا إحنا مع بعض فيها دى ما قالش كلمه عليك كدا وإلا كدا .. ودلوقت بس فهمت ليه بيقولى أنت زى مؤمن .. أكيد قالك إنى كنت مدمن
مؤمن : والله ماعرفت غير منك ولا يمكن لا أنت ولا غيرك يذكركم بالشر .. طيب أفاجئك .. دا سبب طلاق يوسف وحوريه فهد شد نفسه وأتعدل : أزاى يعنى .. لا دانت تفقلى كدا وتحكيلى بقى لازم أعرف
مؤمن : ها أقولك عشان كنت ناوى أقولها أساسا .. أكيد طبعا سمعت عن الشبح
فهد بتأكيد : أيوا
مؤمن : يوسف هو الشبخ وخبى عشان أهل البلد ما يفهموش غلط ..عشان فى الوقت دا كان بيدور عليااا ..وعارف إنى معاهم ..المهم حوريه أتهوست بيه عشان الشبح هو إلا كان بيحميها وحبته وعرفت إن يوسف يعرفه .. بعد الجواز ما نسيتش الحكايه وصممت أكتر تعرف وبقت تتهم يوسف إن أكيد فرد من العصابه عشان كدا هو مخبى الشبح و....... وفضل يحكى كل حاجه
فهد : ليه مقالش لها وريحها
مؤمن : عشان كان واعدنى إن لايمكن حد يعرف إلا حصل مهما كان .. وكمان عشان شعور أمال ها تفتكر إن بينه وبين حوريه قصة حب زى ما كانت بتحكيلها ودا ما حصلش وماكنش بيفكر فيها حتى .. همه الوحيد كان أنا .. وعشان كان نفسه يحس آنها شاريه هو ومش مهم أى حاجه تانيه .. يحس بحبها لشخصه
فهد هز راسه وسكت
مؤمن : إيه غلط
فهد بوجع فى كلامه : محدش بيقول حاجه غلط خصوصا لو نابعه من جووواه . . الأتنين ظلمو بعض وكل واحد فيهم فاكر إن التانى معاه حق .. كل إلا محتاجينه شوية تنازل مش أكتر .. أى أتنين يا مؤمن أى أتنين وأى علاقه ولو مفهاش تنازل من الطرفين مركبهم بتغرق قوام .. قوام
مؤمن : تصدق صح والله عندك حق
فهد رفع حاجبه : وأنت ها تتنازل أمتى
مؤمن : ولا ها تشوفه بنت شركس يا أنا يا هى بنت فاطمه تعلبه
فهد : ههههههه ربنا يديك على قد نيتك
مؤمن : يارب دانا فله من جوا بافته بيضه بس إلا يفهم بقى .. ياله نام يوسف ها يصحينى من الفجر .. تصبح على خير .. وريح ضهره وبمجرد ما حط راسه على المخده راح فى سابع نومه
فهد ضحك : دا سريع الذوبان شكله فعلا أبيض من جوا ولا يا مؤمن .. مؤمن أخخخخخخخخ .. فهد مريح راسه وأبتسم على مؤمن وطريقة نومه ..
أمال خلصت الشقه وأتهدت من التعب كان شغلها كتيرر .. وجهزت أكله حلوه من الأكل إلا فى التلاجه ومنتظره يوسف يرجع فى أى وقت زى ما قال لها .. معلقه عبايتها ورا الباب وقاعده بالجلبيه إلا لابسها تحت العبايه.. قامت بتعب .. وبتكلم نفسها .. أقوم أخدلى دش أفك بيه جسمى الواحد بقت ريحته عفشه .. الله يسامحك يا مؤمن يابن عمى إيه ما بتشيلش حاجه من مطرحها .. دا يوسف أسم الله عليه فله عمره ما كركب مكان هو فيه .. هه نهايته هو عادته وإلا ها يشتريها الله يكون بعون إلا ها تقع فيك ويعنها .. وقامت جابت طقم من بتاع يوسف إلا شايله فى شقه مؤمن عشان لما يبات معاه يلاقى حاجه يلبسها .. وأستحمت ولبسته وغسلت هدومها على إيديها ونشرتها .. خرجت وفردت شعرها وبتسرحه وهى ماشاء الله شعرها طويل جدا ..يوسف خبط وفتح بمفتاحه .. وهى ملحقتش تقوم أبتسمت أول ما دخل عليها ... وعيونه وقعت على شعرها إلا بيحبه جدا بطوله دا وخصوصا وهى خارجه من الحمام واخده شاور .. سابته نزل على ضهرها وقربت منه لأول مره وبجراءه باسته وضمته قوووى وهو واقف زى الحيطه.. بصلته بشوق : حمدالله على السلامه يا حبيبى
يوسف بيفك إيديها : الله يسلمك .. بص للشقه هربا منها ومن محصرتها له : تسلم إيدك على تعبك فى الشقه
أمال : تعبك أنت ودار عمى كله راحه .. ولفت مره واحده شعرها خبط فى وش يوسف
يوسف نزله وبارتباك : لميه يا أمال لميه
أمال بضحكه وكسوف : مانت بتحبه سايب وإلا نسيت .. إيه رأيك أحضرلك لقمه من عمايل إيدى وقربت قعدت جمبه وحضنت إيده وحطت راسها على كتفه .. وإلا أنت ماوحشكش الأكل من إيدى
يوسف : واكل الحمد لله وشبعان .. وبدون إهتمام .. أنا قايم أريح عايزا حاجه
أمال : عايزاك .. عايز يوسف يتصافى مع أمولته وينسى إلا حصل بمره كله واوعدك ها أكون واحده جديده بإذن الله ٠..واحده مفيش حاجه بتهزها وراضيه وقنوعه با إلا مكتوب لها .. أنا عرفت غلطى .. عرفت إن عدم رضايا هو إلا تاعبنى وأستغفرت وتوبت إلى الله .. والحمد لله على كل إلا يجيبه ربنا .. ربنا بيقبل التوبه ويسامح وأنت ها تفضل زعلان ومش مدينى وش كداهووو .. عمرك ما قلبك كان قاسى
يوسف بعدم إهتمام وسخريه من نفسه وبيحاول يكون جامد فى موقفه عشان ما يتكررش تانى : ألف مبروك اتعلمت القسوه على إيديكم كلكم أنا رايح أنام تصبحى على خير وسابها ودخل جوا.. راحت شالت الأكل ولمت شعرها بعد ما سرحته ودخلت نامت جمبه وبمجرد ما حس بيها لف وأداها ضهره قربت وحطت إيديها على وسطه وبهمس هو سامعه
... بكرا تصفى وتلين مفيش أحن من قلبك أنا متأكده بس بتكابر أكمن الوجع كان كبير مننا حبتين .. حطت راسها على ضهره وهو غمض عيونه .. حقك على راسى يا حبيبى ..
الكل نام بعد يوم طويا جدا جدا جدا .. وقامو الصبح كل واحد بيستعد لمهمته ..
سيلا قايمه بنشاط وفاطمه بتساعدها وانس جوز عمتها بيعمل الفطار .. قعدو التلاته وبيفطرو بحب وضحك وجو أسرى هى مفتقداه من زمان جدا .. وقامت وانس نفض إيده وقال الحمد لله وخد قزازة الميه بيشرب .. وسيلا بتعدل طرحتها : ها أجيب حاجه يا فطوم معايا غير الطلبات إلا قولتيها
فاطمه : لاء يا حبيبتى عمك أنس ها يروح معاكى عشان ألحق أخلصها أعملك أحلى عيد ميلاد وأحلى جاتوه وتورتايه وحلويات
سيلا : مفيش شك إنك احسن وأحلى من الحلوانيه إلا فى البلد
أنس : ياله ها تمدحى فيها لبكرا
سيلا انجته : ياله ياعمو ... ومشيو الأتنين ودخلت محل مخصص لبيع اى حاجه تخص الحلويات وأشترت كل إلا هى محتاجه وطلعت .. أتفضل يا عمو كدا تمام
انس : مفيش حاجه تانيه يعنى
سيلا : لا .. تمام قوى كدا .. أسيبك بقى عشان الشغل سلمت عليه ومشيت
وهو بيكلم نفسه : ها تسيب البت تصرف علينا يا أنس لازم ألف وادور على شغلانه ماينفعش كدا أفرق إيه عن عمامها زى زيهم .. شايله الهم عندهم وعندى .. رفع راسه .. يارب أفرجها
سيلا ركبت مواصله ونزلت قدام شارع عموامى متفرع منه شوارع جانبيه وهى واقفه قدام شارع جانبى .. سمعت حد بيكلكس لها جامد لفت بتبص وراها واتفاجئت بمؤمن وجمبه واحده صغيره فى السن وهو أسبهل أول ما شافها .. وبدون سابق إنذار راحت عند شباك عربيته وخبطت عليه جامد عشان يفتح
مؤمن فتح القزاز ..
سيلا بعصبيه : ممكن أعرف بتعمل إيه ورايا افهم من كدا إنك بتراقبنى يا محترم
مؤمن طلع من الشباك : ها اراقبك أنتى ليه سيبت الدنيااا كلها ومفيش غيرك دا حتى عيب علياا وفى غيرك بالملاين أنا ناقص وجع دماغ
سيلا زقته جوا وبتبص على أمال إلا قاعده متنحه : واضح إنها مش واقفه علياا وفى غيرى كتيررر بس لعلمك من زيى أنت فاهم .. بصت لأمال وأنتى
أمال برد فعل سريع : نعم يا حبيبتى
سيلا : خلى بالك دا زى العقارب يقرب يقرب ويلدع ويجرى ويسهوك ويدهوك عشان إلا عايزه
أمال : من عيونى حاضر ها ألدعه قبل ما يلدعنى المسهوك المدهوك دهون
سيلا : شاطره طلعتى عقربه زيه
أمال : أيوا إحنا عيله عقارب فى بعضينا .. بصت لمؤمن وبعصبيه .. مين دى
مؤمن قرب منها وهى قربت ودنها وبهمس : دى مجنونه حالتها تعبانه حبتين والدكتور قالى ما تدققش معاها يابنى وكل ما تشوفها اركنها على جمب وقول الله يسهلك
أمال باصه لسيلا بصعبنيه : لا إله إلا الله .. والله خساره فيها الجنان دانا قولت يمكن تكون دى إلا عليها العين و
الليلى
مؤمن تنح : الليلى .. دا نوع جديد فى السوق
أمال : يووه مش طلعت هستك بقى يابن عمى . علت صوتها ..روحى يا حبيبتى ربنا يسهلك لا تأزينا ولا نأزيكى
سيلا شهقت : اااه يا متخلف وفجاه شنطتها لبست فى وشه وشدتها وجريت على العربيات ومؤمن فاق على صوت فرامل كبيره وكذا عربيه سيلا واقفه وسطهم .. خدت نفسها بصعوبه ووشها اتخطف لونه وعدت بسلاااام ..
مؤمن بينطر إيده : يا أمال حرام عليكى هاتشوهنى ياناس
أمال : الله مش بمشيها بسلام وأمان . وتسير بسم الله مجراها ومرساها
مؤمن : يا شيخه وبالنسبه للمخله إلا لبست فى وشى دى .. بقولك حاله خطر تعلى صوتك وتقولى لا تازينا ولا نأزيكى ..بتدليها على الطريق .. اهو اذت البشريه وطارت ولا كأنها عملت حاجه .. خمسين عربيه كانو ها يلبسو فى بعض
أمال بتفتح القزاز : اتوكل على الله وسيبك من إلا يصيبك يابن عمى ...إحمد ربنا إنها صريحه وبتديك فى وشك مش فى ضهرك
مؤمن بيلف الدركسيون : بسم الله ..ومشى بالعربيه مسافه يدوب طلع من الشارع أتفاجئ بزحمه وخناقه كبيره جدا وقفت الطريق قدامه .. وأتخايل بحد .. هز راسه .. لاء لايمكن هى .. نزل جرى من غير تفكير لقى سيلا ماسكه شاب من راقبته ونازله فيه ضرب ومصره تاخده القسم والناس بيقولو لها خلاص سامحى وسبيه ...
مؤمن زعق وزق الناس من حواليها ووجه الكلام لها : عملك إيه الواد دا
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا