مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتميزة سهام صادق والتي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلةعلي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثالث من رواية زوجة أخى بقلم سهام صادق
رواية زوجة أخى بقلم سهام صادق - الفصل الثالث
أخذت تُحدق به بصدمه وهي لا تُصدق... بأنه يجلس أمامها الان .. فقد تغيرت ملامحه وأصبحت أكثر خشونه .. حتي تلك اللحيه التي تراها به قد جعلته شخصاً أخر .. ولولا أنها لم تنسي ملامحه التي عشقتها يومً ... لكانت ظنت بأن قلبها قد عاد لحنينه .. ولكن
صوت ذلك المدير الذي يعد معها المُقابله ...قد أفاقها من شرودها وهي يُتمتم : انت تعرف الانسه .. ياهشام
فأخذ يُطالعها هشام بحنين .. وهو يتأمل كل تفاصيل وجهها البرئ الذي لم يتغير الي اليوم .. فحبيبته التي أطفأها .. تقف اليوم أمامه ... فتنهد بأسي وهو يتذكر مافعله بها وخذلانه لها بسبب زواجه
وهتف بحنين : انا وأنسه زهره معرفه قديمه يارامي
فأبتسم رامي بود وهو يتأمل ملامحهم ثم ألقي نظره علي أوراقها قائلا : تقديرك العام جيد جدا... أمممممم ممتاز
وتابع بحديثه وهو لا يجد كلاماً يتحدث به : تقدري تتفضلي ياأنسه زهره .. وأكيد لو أتقبلتي في الوظيفه هنبلغك
لتسحب زهره اقدامها بضعف ... وهي هائمه في عالم أخر.. فكل مادار في تلك المُقابله لم تسمع منه حرفاً واحداً
وخرجت راكضه من الشركه وهي تتنفس بصعوبه .. ودموعها تنساب بغزاره علي وجهها .. وهي لا تصدق بأن القدر جمعها بهشام في تلك الفتره التي كانت لا بد فيها أن تأخذ خطوه بحياتها
وبدأت تُخرج هاتفها بأرتعاش .. لتبحث عن رقم صديقتها
وضغطت علي زر الاتصال سريعا وما من لحظات حتي سمعت صوت صديقتها تُهاتفها
لتنطق هي بصعوبه : أنا قبلت هشام ياريم .. قبلته
.................................................................
وقف هشام سريعا وهو يسحب مفاتيح سيارته التي وضعها علي مكتب صديقته قائلا : رامي .. زي ما أتفقنا أقبل زهره في الوظيفه .. أرجوك
فتنهد رامي بيأس وهو يخبره : حاضر ياهشام .. مع أنك عارف أني مش بحب الوسايط .. بس عشان خاطرك أنت ياصديقي
وكاد أن يُكمل رامي بحديثه ليعرف منه كم يوم سيقضيه هنا .. قبل رجوعه الي شرم الشيخ
ولكن أنصراف هشام السريع .. جعله يجلس علي كرسي مكتبه ثانية
ام هشام أخذ يسير في رواق الشركه يلتف حوله .. وهو يُتابع أوجه كل فتاه أمامه ... الي أن خرج من شركة صديقه مُتنهداً بيأس : روحتي فين يازهره
وأخذ يغمض عينيه وهو يحفر ملامحها في عينيه .. فقد عاد اليه الحنين الذي قتله ...
...................................................................
جلست علي فراشها بتعب وهي تتأمل ملامح صديقتها قائله :
ليه شوفته النهارده ياريم .. ليه منستهوش
فنظرت اليها ريم وهي تُلعن ذلك المُسمي بهشام : عشان هشام ده أنسان خسيس وزباله .. ما كنا صدقنا أنك نستيه
لتضحك زهره بيأس وهي تتذكر ان اليوم سوف تذهب مع والدتها وخطيبها الغامض الذي يعتبر عريس لقطه بالنسبه لوالدتها
قائله : بعد اللي حصل النهارده مفتكرش اني نسيته ياريم ..للاسف لسا بحبه
لتسقط تلك الكلمه علي مسمع والدتها وهي تردف الي حجرة ابنتها قائله بغضب : لسا بتحبي مين ياست زهره ..
فتنهض ريم وهي تري والدة صديقتها .. متأمله وجه زهره الشاحب : ياطنط .. زهره متقصدش حاجه
فتجلس نعمه بضيق وهي تتأمل أبنتها : مش واحد شوفتيه في رحله وأتعرفتي عليه مره ولا أتنين وبعدين أتكلمتوا شويه علي الزفت اللي اسمه فيس ..تقومي " تحبهولي "
فأخذت الصديقتان .. يتأملوا ملامح بعضهم ... فوالدتها لا تعلم الا نصف الحكايه
وتابعت والدتها بحديثها وهي تنهض : الحاجه مني أتصلت ولغت الميعاد بتاع النهارده .. عشان أخو خطيبك جيه فجأه ليهم
وخرجت والدتها وهي تسب وتلعن في غباء أبنتها ...
لتحتضنها صديقتها بعجز قائله : معلشي يازهره .. طنط لما بتتعصب بتنسي نفسها ..
فأدمعت عين زهره وهي تلعن ضعفها منذ عام عندما قصت علي والدتها نصف حكاية حبها لهشام .. ظناً منه انه سوف يأتي لخطبتها كام كان يخبرها ...
ونطقت بألم : يارتني ما كنت ضعفت وحكيت ليها
...................................................................
جلست مني بجانب أولادها الاثنان وهي تضحك من قلبها قائله : لو تعرفوا أنا فرحانه النهارده ازاي ياولاد ... قلبي هيطير من الفرحه وانا شيفاكم جنبي
لتركض نحوهم نسرين .. كي تجلس علي أقدام أحدهما
فيضحك هشام قائلا : انتي مالك بتتقلي كده ليه ..
ليبتسم شريف لمزحة اخيه وهو يتأمل ملامح أخته الغاضبه قائلا : مش أنا لوحدي اللي قولت كده .. عشان تعرفي أنك بقيتي شبه الباندا
فوقفت هي بتذمر وهي تُطالع والدتها : شايفه ياماما ولادك بيتريقوا عليا أزاي
فتأملتهم مني وهي تضحك بحنان .. قائله : بيهزروا معاكي ياعبيطه
ليردف ممدوح اليهم وهو يهتف بغضب مصطنع : بتزعلوا مراتي ليه .. وتابع بحديثه : شايفه مش بقولك نسافر الامارات ونعيش هناك .. وانتي تقوليلي لاء
لتتغير ملامحها سريعا ...وهي تتأمل زوج أبنتها قائله بصدمه : تسافر فين ياممدوح .. أنت وعدتني ان بنتي مش هتبعد عني .. مش كفايه أخواتها كل واحد فيهم شاف حياته ونسيني
ونهضت من جانب اولادها ... وهي تتذكر زوجها الراحل قائله : ياريتك كنت عايش لحد دلقتي يامحمود
فنهض شريف خلفها ليحتضنه بأسف : ياماما ياحببتي .. محدش هيبعد عنك ويسيبك
ليرمق هشام ملامح ممدوح بضيق : ضيعت القاعده اه علينا .. وزعلت مرات عمك .. قوم صالحها
وما كان من ممدوح سوا أن أستجاب لطلبه دون أن يتفوه بكلمه .. فهو يعشق زوجة عمه التي يعتبرها أمً ثانية له
وأحتضن هشام .. نسرين الواقفه تُتابع كل مايحدث بصمت قائلا لها بحب: احكيلي بقي يانونو .. خطيبة شريف حلوه ولا ..أخوكي أدبس
...................................................................
نظرت الي أختها بسعاده رغم حزنها .. لتتأمل فرحتها هي وحازم بعدما وجدوا شقه من اجل أتمام قصة حبهم
لتقترب جميله منها قائله بغمز : عقبالك يازهره لما تتجوزي انتي وشريف
فخفضت زهره رأسها سريعا وهي تستمع لاختها .. وثم وجدت عين والدتها تُحدق بها بقسوه
حتي اقترب حازم من خالته قائلا بخبث : مالك ياخالتي بتبصي للبت زهره كده ليه .. وبدء يضع دعابته في حديثه: اوعي تكوني عملتي حاجه يازهره تزعل الجميل ده مننا
فرمقته خالته بنظره غاضبه .. الي ان ضحك منصور قائلا بفكاهه : خالتك ديه شكلها قلبت علي ريا لما كبرت
وضم زهره الي أحضانه وهو يهمس في أذنيها : حاسس فيكي حاجه يابنتي ..
وعندما وجدت نعمه دموع أبنتها اوشكت علي الهبوط .. غادرت المكان قائله : تعالي ياجميله نحضر العشا
فلمعت عين زهره وهي لا تُصدق بأن والدتها نفذت تهديدها لها .. عندما طلبت منها أن لا تُكمل في تلك الخطبه التي لا تشعر بها .. ولكن ردها كان
" لساني مش هيخاطب لسانك لو فكرتي تعملي كده يازهره .. وقلبي عمره ماهيرضي عنك "
فأفزعها حازم بصوته ..ليفيها من شرودها : قررتوا تعملوا الخطوبه فين أنتي وشريف .. علي فكره الفندق اللي روحناه يوم فرح فارس .. ملكه
وداعبها بحديثه : وقعتي واقفه يازهره .. بس اوعي تنسي حزومتك .. لأحسن أدعي عليكي دعوه أسخطك
لترتسم أبتسامه بسيطه علي شفتي زهره .. الي أن هتف منصور بعدما طالع وجه أبنته : طلعنا منك بفايده ياواد ياحازم النهارده
.................................................................
سيجارة تلو الأخري أخذ يُشعلها في شرود.. الي ان أقترب منه اخيه قائلا :
بتشرب سجاير ياهشام مش معقول
فألتف اليه هشام ضاحكا .. وهو يُتمتم : شوفت بقي السنين بتغير ..
فحدق به شريف للحظات .. ومن ثم ابتسم له بحنين : عارف ياهشام ... لحظه وجودنا سوا بيخليني أكره الغربه واكره ضعفي ان سيبتكم وسافرت
ليُطفئ هشام لهيب سيجارته .. بعدما نفث دُخانها بعمق وهو يتأمل المساحه الفارغه التي يطل عليها ساحة منزلهم
وبدأ يشرد في سنين مراهقتهما معا قائلا : فاكر أحلامنا ياشريف
فلمعت عين شريف وهو يتذكر أحلامهم : أننا منفترقش عن بعض ابدا مهما حصل
ليعم الصمت للحظات .. الي أن تنهدوا سويا
ليلتف هشام قائلا : مبروك علي الخطوبه
فطالعه شريف بعجز وهو لا يشعر بأي شعور نحو تلك الكلمه ... ليبتسم هشام قائلا : مبتحبهاش صح .. وللأسف لسا بتحب مريم
فرمقه شريف بأعتراض خفي قائلا : هتجوز وهعيش حياتي .. وحبي لمريم خلاص مات
ووضع بكفيه نحو كف أخيه وهو يُتمتم : وهتظلم نفسك وهتظلمها ياشريف صدقني ..
ليعود به الحنين الي اليوم الذي تزوج به نهي ..تلك الزيجه التي اختار فيه العقل القرار ..
................................................................
وقفت مصدومه في رواق المشفي وهي تُشاهد والدها وعم زوجها واقفان أمام غرفه العمليات
واقتربت منهم بجسد مرتجف قائله : أشرف كويس يابابا صح
فلمعت عين والدها وأخذ يحتضنها بدفئ .. وهو يخشي أن تفقد أبنته زوجها .. فالحادث الذي وقع به زوجها .. كان صاعقا
ليخرج الطبيب متطلعاً الي وجههم قائلا بأسف : البقاء لله
...................................................................
أخذ هاتفها يُدق برقم غريبً .. فتناولته بصمت وهي تري نظرات والديها تُحاوطها
فنظر اليها والدها قائلا : ردي يابنتي .. يمكن الشركه اللي أنتي روحتي تقدمي فيها قبلوكي ولا حاجه
فأبتسمت زهره وهي تري الامل يلمع في عين والدها .. فتمتمت بخفوت : مفتكرش يابابا .. انا نسيت خلاص فكرت الشغل ، انا شكلي فاشله في كل حاجه
لتلوي والدتها شفتيها بأعتراض : عشان هابله وبيضحك عليكي
وعاد الرنين ثانية بنفس ذلك الرقم .. ليأخذ منها والدها الهاتف بعدما ترك كوب قهوته .. ليُهاتف المتصل قائلا : ايوه يابنتي .. اه تليفون زهره منصور .. بس أنا والدها
وظهرت ابتسامه سعاده علي وجهه وهو يتأمل أعين زوجته .. وعندما أنهي الحديث نظر لزهره بسعاده : مبروك يابنتي
اقبلوكي في الوظيفه .. مش قولتلك اني متفائل
فلمعت عين زهره بفرحه وقد نسيت كل المشاعر الزائفه التي كانت تُحاوطها حتي أنها نسيت تُفكر للحظه كيف قد قُبلت في تلك الوظيفه رغم عدم وجود خبره لها .. الي أن هتفت والدتها بجمود : لازم خطيبها يعرف
ليحتضن منصور أبنته وهو يرمقها بنظرات جامده : خطيب مين ده .. بنتي تعمل اللي هي عايزه .. وانا الخطوبه ديه مش عجباني ومبقتش مرتاح ليها ..وأسكتي خالص عشان انا فرحان ببنتي ..
فطالعتهم هي بغضب : خليك مبسوط .. لما تقعدها جنبك كده وتعنس ... وبرضوه لازم تقول لخطيبها
ونهضت سريعا من أمامهم وهي تضرب كفً بأخر
ليتأمل منصور فعلتها بصدمه .. الي ان تحولت صدمته لضحكه عاليه تعالت معها ضحكه زهره هامسا بحنان ابوي لها : لو مش عايزه الخطوبه ديه .. قوليلي يابنتي
فصمتت زهره للحظات وهي تستجمع شجاعتها ،
ونطقت أخيراً : بابا أنا .......
.............................................................
نظر الي والدته التي عادت اليه بعدما ذهبت لتُجيب علي هاتف المنزل ... فهمست بأسي : أشرف جوز مريم بنت خالتك مات ياهشام
فأخذ يُحدق بعين والدته وهو لا يُصدق بما سمعت أذنيه ..
وكاد أن ينهض من مقعده ليقترب منها .. خاشية عليها
الي او وجد شريف يقترب منه بعدما أستعد بهيئته المنُمقه من أجل أحد الاجتماعات التي سيعقضها مع تلك الشركه التي جاء من اجلها قائلا تسأل مالكم ايه اللي حصل
فعم الصمت للحظات بينهم جميعا .. وكل من هشام ووالدته يرمقون بعض بنظرات قلقه
....................................................................
وقف يتأمل الاجواء حوله وهو لا يُصدق كل ماحدث منذ أن علم من والدته بخبر الوفاه ...وتنهد بأسف ليري أن الدنيا حقاً صغيره
وأقترب من زوج خالته وفارس.. كي يُصافحهما ..مُقدما له واجب العزاء
فرفع طارق بوجهه قليلا ليتأمل ملامحه .. ليتذكر السنين الماضيه التي حطم فيها قلبان .. بسبب رغبته بأن يري أبنته تعيش حياه مترفها .. ولكن الأن ماذا حدث
زوج أبنته الغني قد أصبح تحت التراب .. ومعظم أمواله قد ضاعت بسبب ديونه ولعبه للقمار
وبعد أن تصافحت الأيدي للحظات .. أخذ يُطالع كل منهما الاخر بنظرات غامضه تُداريها نظارتهم السوداء
ليلتف شريف بأعينه قليلا باحثا عن والدته .. وسط النساء
فيجدها تقف بجانب خالته.. وبجانبهما هي
من تخلت عنه يوما .... تاركة حبها دون دفاع
والسبب هو أرضاء طموحات والدها وطموحاتها ايضا
وبدأ يتحرك قليلا .. نحو خالته ووالدته قائلا بصوت رخيم : البقاء لله ياخالتو
ثم ألتف بأعينه نحوها وهو يُشاهد دموعها التي تنحدر كالشلال علي فراق زوجها مُتمتما بخفوت : البقاء لله يامريم
لتبتسم خالته له بأبتسامه شاحبه .. أما هي رفعت بأعينها نحوه تتأمل هيبته وجموده وهي تشرد بذهنها بالماضي عندما كانت ترتمي دوما في أحضانه تتدلل عليه وتُشاكسه مثل نسرين ..
ولكن سريعا ، قد أفاقت من تخيلاتها .. عندما وجدته يمسك بيد خالتها مُغادرين المقابر .. مع باقي المغزئين
ووجدته يصعد لسيارته هو ووالدته ... بعدما أنهي واجب عزائه برسميه
ليحتضنها والدها بدفئ أبوي قائلا : سامحيني يابنتي !
.................................................................
جلست بتوتر علي أحد الارائك .. تنتظر ذلك المُدير كي تجري معه مقابلتها الاخيره قبل أن تستلم وظيفتها
ولكن الصدمه كانت هو .. هو يردف اليها بهيبته ونظراته المُتفحصه
فنهضت سريعا وهي تهتف بغضب : متقفلش الباب ، خليه مفتوح لوسامحت
ولكنه اغلق الباب ... واقترب منها قائلا بحنين : زهره ، ارجوكي اديني فرصه افهمك انا عملت كده ليه
فخانتها دموعها وهي تتذكر .. صفعة الخذلان التي حطم بها قلبها البرئ واستغلي سذاجتها .. ورغم ان حبه مازال ينبض بقلبها .. ولكن الكرهه قد تعشش ايضا حوله
فأصبح الحب والكرهه ممزوجان ببعضهما
فحملت حقيبتها وهي تخطي سريعا نحو الباب قائله : مش عايزه افهم حاجه ...
وتذكرت سريعا بأنه بالتأكيد من كان سبباً في قبولها بتلك الوظيفه
وكادت ان تسحب مقبض الباب لتُغادر تلك الحجره
ليقف امامها بضعف : انا هشام يازهره .. انا حبك الاول نسيتي حبنا
فوقفت تُطالعه للحظات وهي تتذكر كل أحلامها معه .. وعندما رأت أبتسامة نصر بأنه جعلها تلين عندما ذكرها بحبهما
رفعت بيدها لتصفعه بقهر : وده قلم وجعك ليا ياهشام .. انا بكرهك ابعد من قدامي
فأخذ يُحدق بها بصدمه... وهو لا يُصدق بأن زهره .. تلك الفتاه التي شكلها علي يديه .. تقف الان أمامه بتلك القوه وتصفعه
وبسبب زهوله المُفاجأ بفعلتها ودخول صديقه رامي أيضا في تلك اللحظه .. فرت هاربه وهي تُلعن غبائها الذي جعلها لا تُفكر للحظه بأن قبولها في الوظيفه كان أتفاقاً
فجلس هشام بصمت علي أحد الأرائك .. ونظرات رامي تُحاوطه بشك قائلا : مسمعتكش صح ، عندها حق والله
وقبل أن يُكمل رامي حديثه ... وجده ينهض بضيق قائلا : رامي .. أسكت خالص انا مش ناقصك دلوقتي
ليعلو رنين هاتفه .. فينظر لرقم المتصل بصمت
لتتعلق نظراته بنظرات صديقه ويبدء في أشعال أحدي سجائره ... وصوت رنين الهاتف يدق للمره الثانيه
الي أن سمع صوت رساله .. فأخرج هاتفه ثانية ليري ما بُعث اليه .. فتكون الرساله " أنا وصلت ياهشام عند مامي مني .. "
...................................................................
نظرت اليها والدتها بملامح مخضوضه بعدما فتحت لها الباب قائله : أنتي رجعتي بدري ليه كده ، مش النهارده هتستلمي وظيفتك
فأردفت زهره للداخل وهي تخلع عن قدميها حذائها .. وتمتمت قائله : سيبت الشغل خلاص ، مش أنتي عايزه كده
فلمعت عين والدتها بشك .. وأقتربت منها بحنان : مالك يازهره ، اوعي تكوني فكراني مش حسا بيكي يابنتي
أنا أمك وبكره لما تخلفي هتعرفي أد ايه غلاوة الضنا
وحتضنتها والدتها بدفئ وهي تُدعابها كي تزيل عنها ما كانت سبب فيه الايام السابقه : لسا زعلانه مني عشان هددتك قدام أبوكي لو سيبتي شريف هسيبلكوا البيت
لتتذكر زهره ليلة أمس .. عندما سألها والدها عن رغبتها في الأستمرار بتلك الخطبه .. وقبل أن تبلغ هي أبيها برغبتها في عدم أكمالها .. كان رد والدتها التي جاءت من المطبخ هو الأسبق .. لتبدء مرحله عراك بين والدها ووالدتها بسبب
أصرارها علي تلك الزيجه
لتُحرك زهره رأسها برفض : لاء ياماما مش زعلانه .. مع أني عارفه انك هتزعليني تاني وعمرك ما هتفهميني
أشمعنا جميله طيب مبتتخنقيش معاها .. ولا بتدخلي في قرارتها
فأبتسمت والدتها بود وهي تتذكر مراهقتها قبل ان تتزوج والدها قائله : عشان انتي هابله ومبتفكريش غير بالقلب ، ومحدش بيودينا في داهيه غيره .. اما جميله كل حاجه بتحسبها بعقلها ... عرفتي السبب يابنت ابوكي
ورغم صدمتها في كل ماحدث لها اليوم .. ظهرت ضحكتها
فضمتها والدتها الي صدرها بحنان قائله : يلا تعالي نعمل لأبوكي البسبوسه اللي بيحبها .. عشان أصالحه
فتأملتها زهره بخبث وقد لمعت عينيها بالمشاكسه .. وماكان من والدتها سوا أن ضربتها علي ذراعها : مش أنتي السبب ... ورايا علي المطبخ
...............................................................
وقف يتأمل زوجته بزيها القصير واعين والدته تُطالعه
الي أن نهضت نهي سريعا وتركت كوب العصير الطازج الذي كانت ترتشف منه وركضت نحوه تُقبله : وحشتني اوي ياحبيبي ، كده تغيب عني اسبوع انا والبيبي
وامسكت بكفه .. لتضعها علي بطنها التي برزت قليلا
فقبض علي معصمها بقوه وهو يُطالعها بغضب : ايه اللبس اللي انتي لبساه ده ياهانم ، جيتي من المطار بالمنظر ده
وعندما بدأت نبرة صوته تعلو .. نهضت أمه نحوه وهي تُزيحه عنها : هشام .. عامل مراتك كويس قدامي .. ديه بنت ناس
فأخذ يُطالع هو والدته بقهر وهو يري نظرات عدم رضاها علي زوجة أبنها ورغم ذلك تُدافع عنها
وظفر بضيق وهو يجلس علي أحد الارائك .. ورفع بوجه نحو زوجته بغضب قائلا : ادخلي اوضتي ، غيري المسخره ديه ... كويس ان شريف مشفكيش بالمنظر ده
فربطت مني علي ظهرها بحنان : روحي ياحببتي اوضة جوزك ارتاحي من السفر
فصمتت نهي للحظات تتطلع الي وجه زوجها بندم ... ومن ثم أستجابت لطلب حماتها
وأقتربت منه والدته بعتاب : مدام أختيارك ..يبقي لازم تنصحها مش تشخط وتنطر
وكاد أن يعترض علي كلمات والدته ... الا انها طالعته بحزم : قوم صالح مراتك .. قوم
...............................................................
وضعت بصنية الحلوي امام والديها وهي تبتسم قائله : هاخد لحازم وجميله طبقهم
فأبتسم اليها والديها وهم يُتابعون أحد المسلسلات القديمه .. وقبل ان تتجه لأختها وخطيبها ألتفت الي والديها ثانية : أتصالحتوا طبعا وبقيتوا سمن علي عسل ..
فحدقت بها والدتها .. ثم تعالت صوت ضحكتها وهي تمسك يد زوجها وعشرة عمرها : هو أنا برضوه أقدر ازعل أبوكي ... الكلمه كلمته والشوره شورته
فأخذت تُطالعها زهره كالبلهاء .. الي ان وجدت والدها يهمس بحب : ربنا يخليكي ليا يا أم البنات
فوقفت تستوعب ما يدور بين والديها للحظات .. وبدأت تُشاكسهما قائله : ياسيدي ياسيدي علي الحب .. يعني أطلع منها انا
فحرك كل من والديها رأسهما ... لتضحك هي بسعاده وهي تري الحب في عين والديها
وأتجهت نحو الغرفه التي يجلس بها حازم وجميله
فنظرت اليهما بصدمه : أنت بتبوس أيد أختي ياحازم ، يادي المُصيبه .. يادي المصيبه .. ياحاج منصور تعالا شوف اللي بيحصل
فركض حازم نحوها ووضع بيده علي فهما : كده يازهره ، ديه مراتي ياناس والله مكتوب كتابنا
فتأملت زهره وجه أختها المُرتبك.. وأخذت تُحرك حاجبيها بطفوله .. لتنهض جميله بخجل نحو طبق الحلوي الذي مازالت تحمله هي
وأبتسمت بخبث وهي تُحرك وجهها نافره من يد حازم التي كتمت أنفاسها : خلاص عفوت عنكم ..
وبدأت تُشاكس أختها وهي تتأمل ملامحها : وقال ايه ماما بتقول جميله معندهاش غير عقل .. تيجي تشوف الحب
فأقتربت منها جميله وهي تضحك من افعال أختها وهمست بنبره دافئه : بكره شريف يعلمك الحب ، ياأم لسان طويل
ليضحك حازم مؤكدا علي حديثها : اما نشوف .. رومانسيتكم بقي ...ثم تابع بخبث : بس قوليلي يازهره أنتي وشريف بتتلكموا أمتا في التليفون .. عايزين نرخم
فضحكت جميله بعدما تناست خجلها : مش بيتكلموا ياحبيبي ، هو مش فاضي وهي علطول قافله تليفونها
بس طنط مني مظبطها هدايا كل شويه وايه من أغلي الماركات .. وتابعت حديثها بغمز : ما أكيد حبيب القلب موصيها ...
فأستمعت هي لدُاعبتهما بألم وهي تتمني أن تعيش لو للحظه مثل تلك المشاعر التي شاهدة بها والديها .. واختها مع خطيبها .. ولكن شعورها بأنها لا شئ قد عاد اليها ثانية
فجلست بينهم تتوسطهم : دلوقتي الحفله بقيت عليا ، اه ما أنتوا مُهندسين بقي .. وبتعرفوا تطلعوا منها
وصرخت بوجههم : ولعلمكم بقي انا وشريف .. مش راضين نتكلم في التليفون او نخرج سوا عشان كل ده حرام
غير انه تعبان في شغله اووي .. عايز يخلص الشغل بسرعه عشان نتجوز ونسافر فرنسا ، واشوف الناس النضيفه
وبدأت تتأملهم بقرف وهي تُتابع بحديثها الذي يُمزقها : مش انتوا ..
ليُطالعها حازم ضاحكا وهو يستمع لجديتها .. الي أن صفقت جميله قائله : ايوه بقي ياواد يامحافظ انت ، انا قولت برضوه انك مش سهله ... يابتاعت فرنسا والناس النضيفه
ونهضت فجأه من بينهم وهي تهتف : هات تليفونك ياحازم ، عايز اعمل مُكالمه مُهمه
وقبل أن يُناولها حازم هاتفه .. اخذته قائله وهي تُغادر الغرفه : هعمل تليفون منه ، ورجعلكم تاني ياروميو انت وجوليت
فعاد يُطالع حازم جميله بهيام : عملت خير والله ، هو أحنا كنا بنقول ايه ياقلب حازم
................................................................
أغلقت زهره غرفتها خلفها بأحكام.. وجلست علي فراشها بأقدام مُرتجفه : انا لازم أتصل بيه ، ليه بيتصل بس بماما او حازم ... لاما يحسسني اني خطيبته ليروح لحاله
انا مش نقصه وجع
واخذت تبحث في هاتف حازم عن رقمه الخاص .. الي ان وجدته فسجلته علي هاتفها سريعا .. وتنهدت بعمق وهي تُحادث نفسها : اتصلي بيه يازهره ، أفهمي منه ليه بيعمل كده .. ليه ناسيكي ولا كأنك خطيبته .. مش هو اللي طلب أيدك زي ما ريم قالتك
وتمالكت قواها .. وأخذت تُرتب أفكارها بأنفاس مُضطربه
..........................................................
وضع بحاسوبه الشخصي علي تلك المنضده المُقابله للأريكه التي يجلس عليها ويُتابع أعماله عندما وجد والدته تردف اليه
وأقترب منها : تعبتي ليه نفسك ياماما
فربطت مني علي ذراعه بحب وهي تُناوله كوب النسكافي المفضل له وبعض السندوتشات البسيطه : مأكلتش كويس علي العشا .. قولت أجيبلك حاجه خفيفه ياحبيبي ..
وجلست علي فراشه بقلق: مرات اخو تصرفتها مش عجباني ياشريف ..رغم ان باين عليها طيبه بس تربيتها مش زينا ياأبني
فأقترب من والدتها وحاوطها بذراعيه وهو يُطمئنها : هشام شخصيته قويه ياماما وهو عارف يسيطر عليها كويس ..وبتحترمه أظن أنتي شوفتي لما زعق فيها علي العشا اول ما شافها خرجه قدامنا بلبس مش مظبوط .. وكمان هي أختياره فحر بقي ياست الكل متتعبيش نفسك
فحاوطت والدته وجه بين كفيها قائله : وانت ياشريف .. من ساعة موت..
وقبل أن تُكمل والدته بباقي عباراتها .. نهض من جانبها قائلا بعدما فهم مقصدها : أنا نسيت مريم ياماما ، وجوازي من زهره هيتم وقريب اوي ...انا قررت اتكلم مع عمي منصور بكره واطلب منهم اتجوزها واسافر علطول
ورغم ان كلمة سفر اصبحت تزيد همها ، ولكن زواج أبنها هو الحل الوحيد ليأسس حياته من جديد .. فأبتسمت بحب وهي تنهض خلفه قائله : فكر كويس ياشريف .. قبل ما تظلمها
فطالعها شريف للحظات وهو يٌفكر بقراره الذي أتخذه اليوم
عندما ذهب الي خالته المنزل بعد أصرار فارس عليه ليطمئن علي أحاولها بسبب وعكتها حزناً علي أبنتها
وقد رأها تجلس بشرود تحتضن طفلها الذي سمته علي أسمه
فأخذ يتنهد بعمق .. وهو يُلعن قلبه
ليفيق من شروده صوت والدته : هو انا ليه مش بشوفك بتكلم زهره زي أي أتنين مخطوبين ...وسؤالك عنها بيكون عن طريق حازم او مامتها ...وبيكون قدامي عشان تراضيني
حتي تليفونك مفيهوش رقمها ..
واشارت اليه والدته بأصباعها : دورت في تليفونك ياشريف .. وتابعت بحديثها : وفهمت دلوقتي سبب اختيارك لزهره بالسرعه ديه ...
وتذكرت يوم حفل زفاف أبن أختها .. لتُطالعه : شريف أبني ميظلمش بنات الناس .. مش ديه تربيتي وتربية ابوك ياشريف
وكاد ان يُدافع عن نفسه .. الا انه وجدها خرجت من غرفته
لتتركه يقف كالتائه وهو لا يُصدق بأنه أصبح ظالم في نظر والدته
ليشعر بهتزاز هاتفه في جيب بنطاله القطني ... فيُخرجه ليري من يُهاتفه ... فأخذ يُطالع الرقم الظاهر أمامه بدون اسم
الا أن ضغط علي زر الاجابه ليسمع صوت أنثوي يُحادثه : بشمهندس شريف معايا ..
فهتف شريف : ايوه ، مين معايا
لترفع هي سماعة الهاتف عن أذنها وقلبها يخفق بألم .. فهو لم يعرف صوتها
وعادت تضع سماعة الهاتف علي أذنها ثانيه قائله بحرقه : انا زهره
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا