مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتميزة سهام صادق والتي سبق أن قدمنا لها العديد من القصص والروايات الجميلةعلي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثانى من رواية زوجة أخى بقلم سهام صادق
رواية زوجة أخى بقلم سهام صادق - الفصل الثانى
سقطت دمعه تلو الأخري مع كل ذكري تحيا بداخلها الي الان .. حتي مسحت دموعها سريعا وهي تُخاطب صديقتها قائله : بس انا يا ريم لسا منستش اللي حصلي ، انتي عارفه يعني ايه اول انسان يعلمك الحب هو اللي يخذلك
فنطقت صديقتها بأسف علي حالها قائله : زهره لازم تفوقي من الماضي ، هشام كان درس واتعلمتي منه وخلص خلاص .. هشام كان وهم ومات
لتهطل دموعها ثانية وهي تتحدث بأسف قائله : يعني ايه ياريم ، اوافق علي العريس
فأقتربت منها صديقتها لتضمها اليها بحنان قائله : باباكي ومامتك مبسوطين بالعريس فرحيهم يازهره وافرحي .. وكمان ياستي ده واحد هياخدك فرنسا وهيعيشك في مستوي كويس وشاب امور .. ثم غمزت لها ريم بعينيها قائله بخبث : مش هو برضوه الواد البارد المُستفز اللي حكتيلي عنه اول ماجيتي من الفرح
فنفجرت شفاتي زهره بضحكه حالمه قائله : تفتكري انه عوض ربنا ليا
فنظرت اليها ريم بحنو قائله وهي تتذكر كل مامرت به صديقتها حتي قالت بتنهد : بصي يازهره معرفتك بهشام كانت غلط .. ايه أعرف واحد من علي النت واثق فيه .. وكادت ان تتحدث زهره لتُدافع عن ثقتها به وحسن نيتها
حتي تابعت ريم قائله : هتقوليلي انكم اتقابلتوا في الحقيقه وكان زي ما انتي متصوراه وكان شخص عادي .. بس ديه مره واحده يازهره عارفه يعني ايه وكمان كانت صدفه وانتي اللي عرفتيه بنفسك
لتتذكر زهره ذلك اليوم شارده فيه .. حتي ابتسمت أبتسامه باهته تُداري فيها اوجاعها قائله : اول رحله في حياتي اطلعها مع جميله كانت لشرم ، قابلته صدفه هناك في قريه كان هو المدير بتاعها .. مصدقتش نفسي ان القدر ممكن يلعب لعبته
وابتسمت ببلاها عندما تذكرت مُغازلته لها وهو يقول : طلعتي قمر يازهره !
وعادت تسمح دموعها ببؤس حتي تحدثت ريم قائله : وانتهت القصه الجميله بأنه سابك عشان يتجوز ست الحسن والجمال بنت صاحب المُنتجع ...
فضحكت زهره قائله : بتتريقي عليا صح ياريم ، بس عارفه انا نسيت هشام بس للاسف منستش وجعه
ومسحت ما تبقي من دموعها حتي قالت : انا هوافق علي العريس، وهبني ليا حياه جديده !
فأبتسمت صديقتها بفرح ، وهي تتأمل معالم وجهها حتي قالت بحنان : ربنا يسعدك يازهوره !
...................................................................
وقف يتأمل ظلام الليل من شرفته ، وهو يتنفس الهواء المصحوب بدخان سيجارته ..وعاد بذاكرته للوراء
ليوم ان رأها ترتدي دبلة لرجلاً اخرغيره ، فقد كان يسير دوما بمبدأ انثر علي جروحك ملحً كي يطيب وهذا مافعله ،فاليوم الذي قرر ان يُهاجر فيه البلاد نفسه اليوم الذي قد خُطبت لغيره
بعد حب قصة حب عاشت بداخله مُنذ ان ولدت وهو طفل في الخامس من عمره ..فضحك بستهزء وهو يوقف ذلك الشريط اللعين ويلعن نفسه مائه مره لقدومه مره ثانيه لحياته التي هجرها
فرن هاتفه ليعلن عن اتصالا ، فتأمل الاسم قليلا قبل ان ينبعث صوته ليتحدث قائلا : ازيك يارامز
فجائه صوت رامز الضاحك قائلا : فرنسا كلها وحشتها ، وتابع بحديثه قائلا : وديانا هتموت وترجع
فتأفف هو بضيق قائلا : سيبك من ديانا وقولي اخبار الشغل ايه
فهتف صديق غُربته قائلا : كله تمام متقلقش ، وانا ببعت ليك كل حاجه تخص الشغل علي ايميلك .. بس شكلك مش فاضي تبص علي اي حاجه ..ايه مصر بقيت حلوه كده عشان تخليك تنسي الشغل ومشاريعك
ليتحدث شريف قائلا وهو يُلعن تلك الطحونه التي وضعه فيها فارس لكي يُكمل عنه تصميماته واعماله الي ان يعود من رحلة زواجه : معلش يارامز بس مضغوط في شركه فارس الايام ديه ، لانه مسافر ... عقبال عندك اصله اتجوز من اسبوع
فأتاه صوت رامز الضاحك قائلا : حاجتين ربنا يبعدني عنهم الجواز واني انزل مصر تاني ..
ليشفق شريف علي حال صديقه ، فلكل تارك لبلاده قصه .. جعلته يفر دون رغبه في الرجوع وكأن الوطن اصبح وباء
..................................................................
جلس بأسترخاء علي مكتبه الفخم الذي دوما قد حلم به .. ففتح عيناه علي صورة زوجته القابعه علي مكتبه وهي في حضن اباها .. فظل يتأملها قليلا الي ان حن لوجه طفولي قد عصف به .. فأخرج هاتفه ليبحث فيه عن صوره وحيدة لها مازال محتفظاً بها وقد اخذها لها دون ان تُلاحظ وقد كانت الصوره تحتوي علي بعض من السائحين
ليتذكر اليوم الذي قابلها فيه وقد كانت فعلا ملاك كما كان يتخيلها
فنظر باسماً وهو يتأمل ملامحها وضحكتها وهي تُحادث اختها وتشاور بأصبعها علي أحد السُياح ليتنهد قائلا : وحشتيني اوي يازهره ، كنتي انقي انسانه عرفتها ونورت حياتي .. بس للاسف حظك وقعك مع انسان مش بيفكر غير في نفسه وبس
واغلق هاتفه سريعاً عندما احس بأن الحنين سيأخذه لذكري راحله .. وبدأ يُتابع اعماله علي حاسوبه الشخصي .. حتي رن هاتفه ليرد بحبور : ازيك ياعمي ، نهي الحمدلله كويسه .. والقريه تمام
ليأتيه صوت احدهما يضحك قائلا : جوز بنتي طول عمره شاطر ودماغه عجباني ، سلملي علي نهي وخد بالك منها
وقبل ان تنتهي مُحادثته مع والد زوجته ، سمع صوت انثوي يتحدث بمياعه : هنروح فين يابيبي
ليضحك هشام علي افعال حماه وهو يُتمتم : بيبي .. وتابع بحاديثه قائلا : ادلع وانبسط يابيبي
...................................................................
هتفت نسرين بسعاده وركضت نحوه لتتعلق برقبته قائله : بجد ياشريف هنروح النهارده نشوف العروسه
فأبتسم شريف وداعب وجنتي اخته قائلا : شريف حاف كده ، فين ابيه يابت راحت فين
فضحكت نسرين وتأملت وجه امها البشوش قائله : انا كبرت دلوقتي وبقيت مدام ..
فحضنها بحب وهو يري دموع والدته التي تقف امامه .. فترك اخته وذهب اليها ليضمها اليه بحنان قائلا : بتعيطي ليه دلوقتي ياست الكل
فنطقت امه وهي تُغالب دموع سعادتها : البيت من غيرك كان ضلمه ياحبيبي ، وروحي كانت رايحه مني ... ربنا يفرحك يابني ويكرمك
فرفع بكف امه الاثنين وقبلهما وهو يبتسم قائلا : ربنا يخليكي ليا ياامي واعيش طول حياتي تحت رجليكي .. سامحيني اني سيبتك .. بس كان غصب عني
فرفعت امه عينيها اليه وهي تبتسم قائله : مسمحاك ياشريف وحاسه بيك ..
لتأتي نسرين اليهم قائله بدعابه : ابنك عريس يامني وبتعيطي ، ياست انتي زغرطي
وكادت والدته تستجيب لفكرة اخته المجنونه حتي قال : ماما ابوس ايدك بلاش فضايح ..
وتركهم وهو يضحك ، حتي أتي بفكره لقاء اليوم فأخذ يُتمتم بأحباط : شكلي هصلح غلطه بغلطه !
...................................................................
أخذت تتأمل اثر اعتدائه عليها ليلة امس وهي تتأوه من الألم حتي ادمعت عيناها لتسمع طرقات طفلها الصغير علي الباب قائله : ايوه ياشريف ياحبيبي ، انا طالعه اه
فسكبت علي وجهها قطرات الماء كي تزيل اثر دموعها ، واكملت ارتداء ملابسها لتُغطي اثر الكدمات عن جسدها
وخرجت اليه لتنحني بجسدها امامه قائله وهي تمسح دموعه : مالك ياحبيبي زعلان ليه
فخرجت الكلمات من فم صغيرها بصعوبه قائلا : اللعبه بتاعتي اتكسرت يامامي
فضمته اليها بحنان واخدت تُلامس جسده الصغير وهي تُتمتم : حال مامي زي لعبتك ياحبيبي .. بس اللعبه ممكن يجي غيرها اما انا فخلاص مُت بسبب أنانيتي وحبي للمظاهر
..................................................................
وقفت امها ورائها وهي تُتمتم :يابنتي يلا اخرجي بقي للناس
فرجعت بأقدامها للخلف قائله : هو أنا لازم اخرج
فأبتسمت أمها بسعاده قائله : يابنتي بطلي كثوف ، الراجل مستني بره هو وامه واخته وجوزها .. يلا يازهره انا مش عارفه مش طالعه زي جميله اختك ليه
فتذكرت هي موقف اختها التي تركتها هي وحازم في مثل ذلك اليوم من اجل ان يروا احد الشقق من اجل زواجهم المُعطل مُنذ عامين فضغطت علي شفتيها بحنق قائله : متفكرنيش ببنتك ديه ،ماشي ياجميله انتي وحازم
وصارت بهدوء نحو غُرفت صالونهم المتواضعه وهي تقرء بعض الايات وايديها تهتز بأكواب العصير
وعندما اردفت بقدميها الي اللا مفر ، وجدت وجه بشوش يُطالعها لتسمع صوت سيده انيقه قائله : ماشاء الله قمر ياشريف
لتبتسم والداتها قائله : ده من ذوقك ياحجه ، اقدمي العصير يازهره للضيوف
فأخذت تُطالع زهره الاكواب بتردد مُتذكره نصائح والدتها من اجل التقديم ... وصارت نحو حماتها التي يبدو عليها الطيبه ، ثم الي تلك الفتاه التي يبدو انها في شهورها الاخيره بسبب انتفاخ بطنها .. ثم الي الرجل الذي بجاورها ويبدو انه زوجها .. وجاء دور والدها الذي ضحك ببشاشه قائلا : قدمي لخطيبك الاول ياحببتي
فأقتربت منه وهي تهمس بصوت انثوي راقي قائله : اتفضل
ليرفع هو احد حاجبيه بشك من تلك الفتاه التي اول معرفته بها كان صداماً وجنوناً بسبب افعالها ... وكاد ان يمد بيده كي يأخذ كوب العصير ولكن هيهات .. قد انسكب العصير علي بذلته التي يبدو انها غالية الثمن
لتقترب امها قائله : ايه اللي عملتيه ده ، احنا اسفين يابني
فوجدها تبتعد عنه بخجل حتي شعر هو بها فقال بهدوء : مافيش حاجه حصلت
فأبتسمت امه بطيبه قائله : محصلش حاجه ياجماعه ، تعالي يازهره ياحببتي جنبي ..
ونظرت الي ابنها الذي يُطالع بذلته بتأفف حتي قالت : وانت ممكن الحج يقولك فين الحمام وانقذ مايمكن انقاذه
وضحكت وهي تتأمل ملامحه فربطت علي يد زهره بحنان قائله : حد يطول القمر ديه توقع عليه العصير
ليخرج صوت ممدوح الضاحك وهو يتذكر نفس فعلت زوجته حتي غمز لها قائلا : مبتفكركيش بحد الحكايه ديه
فضحكت نسرين بحب وهي تتأمل ملامحه قائله : قلبك اسود يازوجي العزيز
وتحولت تلك الزياره الكئيبه .. للضحك والمُداعبات حتي شعرت الاسرتان بالألفه ..
...................................................................
ضحكت جميله بقوه الي ان سمعت صوت امها المُحذر قائله : جميله
لتنظر جميله الي اختها التي مازالت هائمه فقالت بهدوء : خلاص ياست الكل ، معلش يازهوره اصلي بتخيلك وانتي بتدلقي علي شريف العصير .. وتابعت بحديثها قائله : حد قدك ياعم هتسافري فرنسا معاه ، لاء واسمع كمان انه عايش في شقه قصاد بُرج ايفيل
فنظرت زهره الي جميله دون أستعاب حتي قالت بسعاده : مين قالك كده
فتأملتها امها قائله : ربنا يشفيكي يابنت بطني ، يابت انتي مش من شويه قولتي لأبوكي انك مش عايزه تبعدي عننا
فلمعت عين زهره قائله : ياماما ديه فرنسا ، بس ياست الكل هو قال فتره بسيطه هيخلص شغله هناك وهنرجع تاني
فتأملتها جميله بمشاغبه قائله :صبرتي ونولتي !
وماكان من أمهُما سوا ان تمتمت بسعاده : ربنا يسعدكم يابناتي
...................................................................
نظرت اليها مني بأشفاق لما فعله ابنها حتي قالت بأسف وهي تتأمل اعين ابنتها نسرين : شريف بيقولك اختاري الشبكه اللي تعجبك ياحببتي
فنظرت والدتها بأنبهار للأطقم المعروضه من الالماس حتي قالت : ربنا يعينه ياحجه ، اكيد ياحبة عيني مشاغله كتير
ومدت يدها اتجاه ابنتها كي تقترب وتتأمل الاطقم المعروضه ، ولكن زهره ظلت واقفة بقهر وألم لما فعله
فأحست بوجع وهي تُحطم حلم اخر من احلامها ، فخطيبها يترك والدته واخته تختار لها شبكتها .. اما هو منشغل بأعماله وامواله
وكادت ان تفر دمعه من عينيها لما تُلاحظها سوا حماتها التي اشفقت عليها ... اما امها كانت مُنشغله مع نسرين ليختاروا من بين الاطقم العروضه طقماً مبهراً
فأقتربت منها امها قائله : زهره ،تعالي شوفي اختارت ليكي ايه
فنظرت لامها التي استسلمت لاموال ذلك المدعو بخطيبها ..ولم تشعر بها فأقتربت من امها وهي تُشير علي دبله ذهبيه تمنها لا يساوي شئ قائله : انا هاخد الدبله ديه وبس
فنظرت اليها امها بصدمه ، حتي اقتربت منها حماتها قائله : ليه يابنتي .. ده شريف موصيني اجيبلك كل اللي نفسك فيه وميهمكيش الفلوس
فأخذت تهز رأسها برفض وهي تُطالعهم .. وكادت ان تُنهرها امها علي فعلتها ولكن هيهات
............................................................
جلست تتأمل مُشاغبة طفلها مع ألعابه حتي ابتسمت بحزن وهي تتذكر السبع اعوام التي قضتهم في ذلك الزواج الذي عاشت في بدايته كالملكه الي ان توفت طفلتها التي قد انجبتها بعد عاماً من زواجها وقد كانت تبلغ من العمر عامين
لتنقلب حياتها الي كل ذلك الحزن ... وتصبح حياتها وكأنها حطاماً .. ليعلو رنين هاتفها فتري المتصل ليس الا والدتها
لتتحدث مريم قائله : ازيك ياماما
لياتيها صوت والدتها التي تخبرها بجمود : خالتك عزمتنا علي خطوبة شريف
فيسقط الهاتف من بين ايديها ودموعها تتساقط وهي تُتمتم : شريف هيخطب وهيتجوز ، بس شريف لسا بيحبني
..................................................................
اخذت تنظر اليه بعمق حتي تحدث قائلا : ازيك يازهره
فألتفت زهره حوالها كي تُتابع نظرات اختها وحازم الذين قد تركوهم سويا وجلسوا علي طاولة بالقرب منهم .. لتتحدث بخجل قائله : الحمدلله
فأخذ يتأملها قليلا الي ان عاد لحديثه ثانية قائلا : ليه مخترتيش شبكتك وأكتفيتي بالدبله بس
لتظهر لمحة حزن في أعينها ، وصمت لم يفسره حتي قال بأسف : عارف اني المفروض كنت ابقي معاكي في يوم زي ده بس ..
وكاد أن يُكمل كلامه الي انها أوقفته قائله : حصل خير !
فظل يتأملها بتعجب وهو لا يعلم كيف تفكر هذه الفتاه
ولكن ظل صوت والدتها بداخلها يخبرها بأنها تُريد ان تفرح بها وترتدي ذلك الفستان اللعين لكي ان تفرحهم وفقط
ليطالعها شريف قائلا : زهره ممكن تكلميني عن نفسك
فأبتسمت بأبتسامه بسيطه وهي تتأمل معزي سؤاله حتي قالت : انا عندي 23 سنه اتخرجت من كلية التجاره من سنه .. بحب التصميم اووي ونفسي اكون اكون مصممة للازياء
وضحكت بضحكه بسيطه قد جعلته يبتسم لها بعفويه .. حتي تابعت بحديثها قائله : وبس كده !
فتأملها شريف برتياح فهو لا يُنكر بأن اختياره لها كان من باب ان يُثبت للجميع بأنه لن يوقف حياته علي ماضي قد علمه درساً واحداً
(حارب من اذوك بنجاحك .. )
ليفيق من شروده علي سؤال قد ألجمه ولم يعرف كيف سيجد الاجابه
زهره : انت حبيت قبل كده ياشريف !
...................................................................
أحتضنها من خصرها كي يوقفها عن الدوران بذلك الفستان اللعين الذي قد سرق جزء من عقله ، وبدء يُطالعها برغبه حتي ابتعدت عنه وهي تضحك قائله : عجبك الفستان ياهشام
فطالعها هشام بأعين ناريه وهو يتأمل تفاصيل مفاتنها حتي قالت هي بضحكه رنينه : مالك ياهشام ، الفستان مش عجبك وتابعت بحديثها قائله : انت متعرفش انا عاملت ايه عشان اخده من الاتليه من صافي .. انت عارف كانت هتموت وتاخده.. بس علي مين انا اخدته وهحضر بيه حفلة عيد ميلاد ريري
فأخذ يُطالعها هشام حتي نطق اخيرا قائلا : تحضري بيه فين !
فطالعته بهدوء وهي تتأمل معالم وجهه قائله : البارتي بتاع ريري
فقربها منه بجمود وهو يُتمتم بوقاحه : وانا اللي فاكر جيباه تلبسهولي .. واشار علي الفستان قائلا : وده فستان ست محترمه تظهر بيه للناس .. ده قميص نوم ياهانم
وابعدها عن ذراعيه وهو يتحدث بغضب : انا غلطان اني جيت .. لاء وقول لازم اهتم بيها شويه عشان حامل ..وبلاش اغيب كتير عن البيت .. الاقي اصلا الهانم مقضياها مع صحابها
وأخذ يُطالع زجاجة الخمرا الموضوعه علي احد الطاولات حتي صرخ عاليا : رجعتي للشرب تاني .. وقد ان يُكمل عبارات صراخه
حتي أقتربت هي منه بفزع قائله : خلاص ياهشام ، انا اسفه صدقني هسمع كلامك
واقتربت منه اكثر كي تحتضنه قائله : انا بحبك اوي ياهشام ...................................................................
تأملت والدتها العلبه القطيفيه التي تحتوي علي شبكة ابنتها حتي قالت بسعاده : مش قولتلك يازهره ..اكيد كان مشغول يومها .. واه اعتذر منك وصالحك وجيه اخدك يعزمك وجابلك الشبكه .. واخذت تُطالع الفصوص الخضراء في ذلك الطقم الالماسي قائله : بكره هخرس لسان كل العيله ، عشان يشوفوا بنتي خطيبها جابلها شبكه ازاي وهيعيشها ازاي
لتُطالعها زهره بيأس وطالعت والدها الذي انسحب كي لايُصيبه الشلل من تفكير زوجته ..
فتنهدت زهره بخنقه قائله : ياماما حرام عليكي بلاش حبك للمظاهر ينسيكي ان في حاجات تانيه المفروض نفكر فيها
فطالعتها والدتها بجمود قائله : بلاش تتكلمي انتي علي الحاجات التانيه .. فاكره ولا افكرك حبك للزفت اللي فضل يرسملك الاحلام وفي الاخر راح خطب بنت واحد معاه فلوس
فأغمضت عيناه بألم وهي لا تُصدق بأن امها لم تغفر لها الي ان غلطتها ومازالت تُذكرها بها .. حتي هدأت امها بندم قائله : انتي النهارده قاعدتي مع شريف واتكلمته ، ارتاحتي ليه ولا لاء
فطالعت والدتها بموافقه قائله : ايوه ارتحتله ، هو شخص كويس بس شكله غامض اوي ومش بيحب يتكلم عن نفسه كتير
فضحكت امها بمرح وهي تُطالع ابنتها قائله : ياحببتي هي الرجاله العاقله كده ، نفسي اشوفك انتي اختك في بيتكم.. عشان اطمن عليكوا يابنتي
.................................................................
جلس يُنفث دُخان سيجارته بعشوائيه وهو يُطالع صفحات ذلك الكتاب الذي يقرء فيه عن عالم المال .. ليأتي سؤالها علي ذهنه فأخذ يتنفس بضيق وهو يتذكر كيف كان رده عندما سألته هل كان لديه قصة حب
ولم تكن الاجابه سوا رداً بارداً اصبح يتقنه .. لتأتي امه من خلفه لتربط علي كتفه قائله : مالك ياشريف
فأخذ يُطفئ سيجارته سريعا ونهض لها وهو يُطالع فنجان قهوته الممُسكه به وقد اعدته له بنفسها قائلا : ربنا يخليكي ليا ياست الكل
فجلست علي احد المقاعد وجلس هو بجانبه لتبتسم قائله : قولي مالك يابني ، اوعي تكون خطبة زهره عشان ترضيني وتيجي علي نفسك ولا عشان...
ليتحدث هو قائلا : لاء ياماما ، انا معملتش كده عشان مريم .. انا نسيت مريم خلاص .. مريم بنت خالتي مش اكتر اما الحب بتاع زمان ده كان كلام فارغ وهبل عيال
وتابع حديثه بتنهد قائلا : لازم يبقي ليا زوجه وبيت وولاد .. انا نجحت في شغلي الحمدلله وقدرت اوصل لاحلامي
لتغمره امه بدعائه قائله : ربنا يكرمك يابني ، وزهره شكلها بنت حلال وطيبه
...............................................................
ادمعت عيناها وهي تستمع لحديث صديقتها حتي قالت : مرديش اتكلم عن حياته القديمه ياريم ، عارفه انا كنت هصارحه بحكايتي مع هشام
لتسمع صوت صديقتها وهي تُنهرها قائله : اوعي يازهره تقوليله حاجه .. الراجل الشرقي مهما سافر وعاش حياته لازم يحس ان مراته مكنش ليه اي قصص عاطفيه او تجارب قبل كده.. ثم تابعت حديثها قائله : واظن انه ليه ماضي زيك .. يبقي خلاص يازهره بلاش انتوا الاتنين تدوروا في اللي فات
ثم بدأت ريم تقص عليها فسحتها مع زوجها وماذا فعل لها منذ يومان .. حتي لمعت عين زهره بسعاده وهي تتخيل كل ذلك مع شريف .. وتنهدت بعمق وهي تستمع لصديقتها حتي قالت : ربنا يسعدك ياريم
فأنتبهت ريم لثرثرتها دون شعور بأنها جعلت رفيقتها تبني احلامها .. وبعد ان انتهت مُحادثتهم الهاتفيه
اخذت زهره وسادتها بين احضانها وبدأت تعبث بأصابعها لتتأمل دبلتها بسعاده لا تعلم من اي أتت .. لتدخل اختها في ذلك الوقت وهي تُغني بأغاني الحب وممسكه بيدها باقة زهوره رائعه .. لتقترب منها جميله قائله : الحب جميل اوي يازهوره ، امتا صح هتنزلي انتي وشريف نختار قاعة الخطوبه
فسقط اسم اسمه علي أذنيها وهي لاتعلم بما تُجيب ، فهي مازالت لا تعرف رقم هاتفه ...
.................................................................
اخذ يتذوق الطعام بضيق حتي صرخ بها قائلا : امتا بقي هتطبخي لينا عدل
لتطالعه هي بأسي بعدما رفعت بوجهها عن طبق طعامها قائله : اظن انك اتجوزتني وانا مبعرفش اطبخ .. مش جاي بعد سبع سنين جواز تقولي اكلي ..
ليقذف بشوكته في طبقه بضيق وهو يُتمتم : عيشه تقرف يابنت الحسب والنسب
فأدمعت عيناها بألم وهي تتذكر اول عامين من زواجها ، وكيف كانت تعيش ملكه لا تفعل شئ سوا الذهاب لمراكز التجميل والتسوق .. ولكن
فطالعها هو بتهكم قائلا : نفسي افهم انا متجوزك ليه ، اكل ولحد دلوقتي مافيش مره اكلت حاجه منك عدله .. بنتنا وبأهمالك ماتت .. الحسنه الوحيده ليكي في حياتي يامريم هو شريف ولولاه كنت زماني طلقتك من زمان .. بس للاسف مش عايز ابني يشوف اللي انا شوفته ويعيش بين اب وام منفصلين
وكادت ان تنطق بكلمه كي تُدافع عن كرامتها ، ولكن خياله هو من تبقي .. لتحمد ربها بأن طفلها نائم ...
..................................................................
اقتربت اخته منه بتسأل قائله : امتا ياشريف هتختار قاعة الخطوبه انت وزهره
فطالعها هو بصمت حتي ابتسم قائلا : انتي يابت انتي مش ليكي بيت ، ليل نهار ناطه لينا كده لينا
فأخذت تذم شفتيها كالاطفال وهو تأكل حبات الرز بنهم قائله : بحبكم وبتوحشوني كل ساعه ..
فضحك هو قائلا : ماشي ياستي
ثم طالع والدته الهائمه فتحدث قائلا : مالك ياماما
فتنهدت والدته بضيق قائله : اخوك ياشريف وحشني اوي ، اهل مراته اخده مني
فطالع هو والدته بأشفاق ثم اخذ يُدعابها قائلا : مين اللي ياخد هشام منك ياست الكل .. انتي عارفه هشام طموحاته كتير
غير ان سمعت نص المُنتجع بتاع حماه بقي ملكه واشتراه
فظهرت ابتسامه خفيفه علي ملامح والدته لتتحدث بفخر قائله : ربنا يحميكوا ياولادي واشوفكم ديما ناجحين .. وكادت ان تصمت الا انها تذكرت شئ قد ألجم لسانه لتتابع حديثها بتسأل قائله : صح ياشريف عايزه اقول لزهره تشوف يوم عشان ننزل نختار الفستان والقاعه .. انت ناسي ان الخطوبه بعد اسبوع
فأخذ يُهز رأسه بالموافقه وهو يتذكر انه الي الان لا يعرف رقمها ولا شئ عنها منذ 3 ايام
...................................................................
نظرت اليها جميلة بتسأل قائله : انتي رايحه فين الصبح كده
فلمعت عين زهره بتحدي قائله : هنزل ادور علي شغل ،في ايه ده مستقبلي ..
فأخذت تُطالعها اختها قائله : ماما وبابا عارفين بالكلام ده .. وخطيبك
فطالعتها بتهكم قائله وهي تُداري خيبتها بكذبه: اه عارف ، يلا انا خارجه معاكي ..
وكان نفس السؤال قد واجهها من والديها .. فأبتسم اباها بأقناع بعدما اقنعته بأن خطوبتها لشريف لن تهدم به مُستقبلها ، وان الزواج ليس فقط الحياه بأكملها
ولكن رد امها كان : يابنتي انتي كلها 6 شهور وتتجوزي وتسافري مع جوزك .. شغل ايه بقي ، الحجه مني اتصلت بيا من شويه عشان تأكد علينا ان شريف هيعدي بليل ياخدنا نشوف القاعه والفستان .. ثم تابعت قائله : انتي مقولتيش ليه انك اتفقتي انتي وشريف انكم هتنزلوا النهارده
فنظرت الي والدتها بصدمه من اتفاقها مع شريف وهو في الاصل لم يُهاتفها منذ ذلك اليوم الذي اصطحبها خارجاً مع اختها وحازم .. ليفيقها صوت اختها جميله وهي ترتدي حذائها قائله : ياماما مدام خطيبها موافق سبيها ، زهره عندها حق مش كل حاجه جواز .. ايه هو احنا اتخلقنا عشان نتجوز
فنظر والدهم الي والدتهم حتي تحدث قائلا : مكنتش متجوز امكم بالعقليه ديه يابنات .. ربنا يسامحك ياابويا
وضحك وهو يُشاهد تغير ملامح زوجته التي ضحت كثيرا من اجله وتحملت معه ظروف الحياه.. ولكن في النهايه هي بشر وبها ايضا عيوب
وكادت ان تتحدث والدتهم حتي وجدت ابنتيها يغلقون الباب خلفهم فتمتمت بغضب قائله : انت اللي مقوي البنات ديه عليا
فطالعها زوجها بحنان قائلا : ياام جميله .. سيبي البنات يختاروا حياتهم .. وبلاش زهره تيجي عليها مش عشان مبتتكلمش ولا بتعارض نيجي عليها ونختار ليها حياتها .. وكمان يعني ايه شريف ده اللي توقف حياتها عليه .. مش معني انه هيعيش بنتي عيشه مرتاحه فأنا همسك فيه بأيدي وسناني واقولها اتخلي عن مستقبلك واحلامك ،وتابع بحديثه قائلا :ولولا انه راجل محترم ويعتمد عليه وعجبني دماغه .. مكنتش اقنعت زهره بيه
فتنهدت هي قائله : بخاف علي زهره اوي البت طيبه وبيضحك عليها .. بنتك عامله نفسها ناصحه وهي هابله يامنصور .. عارف جميله انا مش خايفه عليها زي زهره ،ربنا يصلحلهم الحال
فطالعها منصور بشك من هدوئها قائلا : بس انتي عماله تحلوي كده ليه ياست انتي !
..................................................................
نظرت الي جميع الفتيات الجالسين بكامل أناقتهم ينتظرون مُقابلة المدير من اجل الحصول علي تلك الوظيفه التي قد اعلنوا عنها في بعض المواقع الالكترونيه ..لتهتف سكرتيره ذلك المدير قائله : انسه زهره ، اتفضلي
فأخذت زهره تُطالع نظرات تلك الفتيات بخوف ، واخذت تُتمتم قائله وهي تتأمل اوراقها: ربنا يُستر
وبعد طرقه خفيفه قد طرقتها قبل ان تردف للداخل ، سمعت صوت احدهما يتحدث مع اخر في امور تخص العمل والصفقات
فرفعت وجهها لتشاهد وجه رجلان .. احدهم يجلس خلف مكتبه والاخر يجلس في الكرسي المُقابل له ويتثامرون براحه وكأنهم رفقاء ، فتأملها ذلك القابع خلف مكتبه قائلا وهو يُشاهد ملفها الشخصي : انسه زهره مش كده
فحركت رأسها بالايجاب دون ان تتفوه بكلمه .. حتي سمعت صوت ذلك المدير البغيض يتهكم قائلا : انتي مأخدتيش بالك من اعلان التوظيف ان مطلوب خبره لا تقل عن عامين
وبدء يُحادثها ببرود ، ثم خاطب صديقه .. الذي ألتف كي يُشاهد وجه تلك الفتاه التي لم تتحدث سوا بكلمه .. لتلجمه الصدمه فوقف قائلا : زهره !
تابع من هنا: جميع فصول رواية أرض زيكولا بقلم عمرو عبدالحميد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا