مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة ريناد الشهيرة ب رينوو والتى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل العاشر من رواية جمارة بقلم ريناد يوسف.
رواية جمارة بقلم ريناد يوسف - الفصل العاشر
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم
رواية جمارة بقلم ريناد يوسف - الفصل العاشر
الاوضه اللى وصى عليها حكيم وصلت وبشندى والرجاله دخلو نصبوها وحكيم نقل جماره فيها وامها عيشه كمان امرها متسيبش السرايا واصل لحدت مابتها جماره تطيب ورفض رفض قاطع انهم يرجعو المشتمل عشان تكون تحت عينه طول الوكت ..
اما جماره ففرحتها بالعصافير خففت عنها الالم وهى طول الوكت بصالهم ومبتسمه وعينها عتتنقل وراهم كل مايتحركو حركه فالقفص ، وتضحك لو العصفور حط منقاره فحديد القفص عشان يتنقل وتبص لامها وتتكلم بصوت مستغرب ..بصى يمه بيعملو ايه !!
حكيم عرف ان غازى هيفضل ياجى شهر فالمستشفى وامر ان كل يوم حد من الرجاله يروحله ويرجع تانى يوم يروحله واحد تانى ويبدلو مع بعض عليه ..اما هو فأخد قرار انه لا هيروحله ولا هيعبره بس هيدفعله كل مصاريفه عشان وصية ابوه جاهين اللى مات يوصيه على غازى ميهملهوش فيوم من لايام ولا يمنع خيره عنيه لو يوم احتاج .
حكيم طلع اوضته وقلع خلجاته ولبس هدوم نومه وراح على الشباك فتحه ومسك ضلفتينه بأديه التنين واخد نفس ملو صدره وطلعه بالراحه وبأرتياح لانه برغم كل حاجه حصلت وكدرته ورجفت قلبه النهارده الا ان وجود جماره فالسرايا وبُعد غازى عنيها الفتره دى مفرحاه قوى ..مفرحاه لدرجة انه نفسه يعمل كل حاجه فالدنيا ممكن تفرحها ..ولاجل يشوف ضحكتها اللى شافها النهارده مستعد يجبلها نجمه من السما ...
فضل شويه باصص للجنينه وبعدها قفل الشباك وراح على سريره عشان ينام لكنه سمع صوت انين وبكا ..قام وراح على باب الاوضه فتحه وطلع على اول السلم لقى الصوت جاى من اوضة جماره وديه صوتها اللى عيتألم ..راح على اوضة غاليه بسرعه خبط خبطتين وفتح الباب من غير حتى ماترد عليه ،
راح على سريرها وهزها بالراحه مره ومرتين ومصحيتش ..قام ضاربها على دراعها ضربه جامده خلاها قامت مخضوضه ..
غاليه :ايه مين ليييه ...انتا مين ياحكيم
حكيم :فوقى مامهبوشه وقومى عاوزك فحاجه
غاليه اتعدلت وهى عتتاوب وتهرش فدماغها ...عاوزنى فأيه دلوكيت ياحكيم مانى كنت قبالك النهار بطوله اتفكرتش تعوزنى غير بعد مانعست!
حكيم :جماره تعبانه تحت وعتتألم
غاليه :طب متتألم مش متدشمله ومتكسره ومتلزقه ملازمن تتألم !!
حكيم :يعنى بذمتك ديه كلام تقوليه ديه ! يعنى انتى بنى آدمه وعتحسى على اكده !عقولك عتتألم عتتوجع !
غاليه :فااااهمه فااااهمه انها عتتوجع اعملها ايه انا دلوكيت ..وغلاوتك ياخوى ومليك عليا حلفان لو الوجع عيتاخد كنت خدت منيها هبابه وخففت عنيها ...لكن ادى الله وادى حكمته هنعملو ايه ..روح نام ياولد ابوى وسيبنى انام وهى ربنا يخفف عنيها يارب واستعدت عشان ترجع تنام وشدت الغطا عشان تتغطى ..
حكيم :يابارده قومى انزلى اتحدتى معاها خففى عنيها واسيها اديها حقنه تسكن وجعها !!
غاليه :الحقن خدت اخر حقنه مسموحلها بيها النهارده ضربتهالها فاول العشيه ...وانى معتحملشى اقعد جار حد تعبان وانت خابر اكده زين ..سيبنى انام ووالله وغلاوتك هصحالها من فتاح العليم اقعد جمبيها واعملها سيرك وامشيلها عالحبل عشان تنبَسط بس سيبنى انام دلوكيت الله يرضى عليك قالتها وشدت الغطى عليها بسرعه ونامت مره وحده ..
حكيم : صوح اللى حداه دم احسن من اللى حداه فلوس .
وسابها وطلع من الاوضه ووقف على السلم محتار يدخل اوضته ولا ينزل يشوفها ويشوف حالها وفضل يوصل لباب اوضته ويرجع على اول السلم تانى وفالاخر استسلم لقلبه اللى سبقه ونزلها ونزل ورا قلبه ورجليه خدته لقدام باب اوضتها ..
خبط على الباب خبطتين بالراحه وبسرعه لقى الباب اتفتح وعيشه قدامه وعنيها حُمر كيف كاسات الدم واول ماشافته مسحت دموعها بطرف شالها وبصتله باستنجاد :
الحقنى ياحكيم ياولدى جماره عتفرفط فرفيط وممتحملاشى الوجع وانى معارفاشى اعملها ايه ؟
حكيم رفع دماغه بص لجماره اللى نايمه على السرير وحاطه كف ايدها فخشمها وعتعض فيه وتتألم بصوت مكتوم ..زاح عيشه من قدامه بالراحه واتقدم عليها بسرعه ووقف قصاد سريرها واتكلم بصوت يادوبك طالع ..اتحملى شويه ياجماره معلهش هو بس النهارده شدة الجروح وبكره بأذن الله هتصبحى زينه ومفكيش الا العافيه ..
جماره شالت ايدها وبصتله بعيون دبلانه من شدة الالم واتكلمت بهمس :مقادراشى ياسى حكيم ..الوجع واعر قوى ربنا مايكتبه عليك ولا يوريهولك ..غصب عنى انتا معارفشى انى حاسه بأيه دلوك.
فالاثناء دى سمعو صوت تماضر ام حكيم بتنادى على عيشه وعيشه راحتلها ..
حكيم جاب كرسى وقعد قصاد جماره واتكلم بحنيه :خابر الوجع زين وحاسس بيكى وعليم الله لو الوجع عيتاخد لكنت خدته منيكى وحبسته بين ضلوعى واتحملته من غير كلل ولا ملل سنين عشان انتى تطيبى .
جماره رفعت عنيها عليه واتأملته بحيره قبل ماتتكلم بهمس :انت ليه خدت الطيبه والحنيه بتاعت الدنيا كلها ومسبتش حاجه لغيرك ..كان هيجرى ايه لو كنت سبت هبابه لغازى !
ابتسم حكيم ورد عليها وعينه عتتجول على ملامحها التعبانه :صدقينى كبيتله شويه فكيس واديتهمله وهو مراضاش ..قلى معحبهوشى هههههه
جماره ابتسمت بغلب وحطت ايدها على عنيها مسحت دموع الم اتجمعت فيهم وشالت ايدها لما سمعت حكيم بيجلى صوته واتحدت بعدها :
مقولتليشى سميتى عصافيرك ولا لسه ؟
جماره :له لسه
حكيم :طيب ايه رأيك تسمى العصفوره جماره ..على اسمك ..واصلا لايق عليها ..
جماره ابتسمت وبصت للقفص ..خلاص هسميها جماره ..
حكيم بص للقفص وديق عنيه واتكلم بنبرة الم :والعصفور طبعا لازمن يتسمى غازى .
جماره اعترضت بحده :له ..غازى له ..غازى عيوضروب جماره ويعذبها ..بس شوف ديه حنين عليها كيف وبيوكلها من خاشمه وياكل ويتعب وياجى يوكلها هى عالجاهز ..شوف عيحبها كيف ولما حد يمد يده على القفص عيعارك ويوبقى كيف الغول من خوفه عليها ..برضك بذمتك غازى اكده؟!
حكيم اتنهد :امال هتسميه ايه طيب!
جماره :بعدين هختارله اسم زين غير اسم غازى
خلصت جملتها وحطت ايدها فخشمها تعض فيها بألم وحكيم عض قصادها شفته التحتانيه وغمض ايده من وجع قلبه عليها لحدت مانوبة وجعها خفت وشالت يدها لولا ماهو كمانى قلبه فك معاها ..
عيشه رجعت من اوضة تماضر اللى ندهتلها تطمن على جماره لما سمعت صوتها عتتألم وعيشه قالتلها ان سى حكيم نزللها دلوكيت وهى اتلهت فالحديت معاه ونسَت الوجع هبابه
وفعلا استمعو التنين لقو جماره بطلت تتألم وعيشه قعدت هبابه مع تماضر تشكيلها من عمايل غازى وظلمه لبتها وانه لو كان بيدها كانت طلقتها منه ومخلتهاش يوم واحد على ذمته بس حكم عمها قوى واقوى منيها ولو عيملت اكده هيجوز جماره لحد من عياله وهما اكلب واضل سبيل من غازى ...
تماضر فضلت تصبر فيها ووعدتها انها من اهنه ورايح هتوقف فوش غازى ومش هتخليه يعملها حاجه تانى واصل ..
رجعت عيشه للاوضه ودخلت من غير حس قعدت على سريرها لما لقت حكيم عيتحدت مع جماره وجماره ترد عليه وتتبسم وناسيه المها ..بصت على جوز العصافير اللى فالقفص لقتهم عيلاغو بعض وبصت لجماره وحكيم لقتهم عيهمسو ويتبسمو ومتعرفش ليه شبهتهم بجوز العصافير واتحدتت فسرها ..يعنى كان هيجرى ايه لو كان حكيم هو اللى اتجوز جماره ..مش كان زمانها دلوكيت فعصمة سيد الرجال واحنهم واكرمهم ....بس اتنهدت وافتكرت ان هو شيخ والشيخ معياخدشى غير بت شيوخ ..وان غازى كتير قوى على بت بياعة الجبنه ..
حكيم انتبه ان عيشه عاودت من غرفة امه وبصلها لقاها رايحه فالنوم وهى سانده ايدها على حرف السرير ونايمه عليها من التعب والقهر اللى شافته النهارده على بتها..
حكيم بهمس :امك نعست
جماره :تعبت قوى النهارده واتعذبت معاى ياحبة قلبي .
حكيم بصلها وهى باصه لامها بحنيه وعتتكلم عنها بكل حب وابتسم لكن ابتسامته اختفت لما رجعت لجماره نوبة الم جديده ..
حكيم متحملش واداها حباية مسكن وسقاها ميه وبعدها فضل يكلم فيها فكل حاجه ويسألها ويعرف كل حاجه عنيها عتحب ايه عتكره ايه وهو فالمقابل يقولها هو عيحب ايه ويكره ايه وحتى عن الفصول والمشاكل حكالها وبقا ياخد رأيها لو انتى موطرحى كنتى حكمتى بأيه ومين فنظرك الغلطان ..وهى تجاوب وقضو الليل بطوله يتحدتو مع بعض لغاية ماجماره نسيت وجعها وحكيم نسى الدنيا وهو جارها ..
حكيم :بس برضو ياجماره يعنى فيه حاجه محيرانى ..غازى النوبادى قارس عليكى فالضرب قوى ..متوكده انه مفيش حاجه كبيره حوصلت خلته وصلك للحاله داى ..
جماره بلعت ريقها بخوف وافتكرت الحفره وكلام غازى انه هيقتلها لو حد عرف سره وهو قادر و يعملها متستبعدهاشى منيه ..
هزت دماغها لحكيم برفض وهربت بعنيها منيه لما لقته ديق عنيه وعيبصلها بعدم تصديق ..
جماره :سيبك ياسى حكيم منيه ومن سيرته ..دا حتى مفكرشى يسأل عنى حيه ولا ميته بعد عملته معاى ..انى طول الوكت عسأل حالى ..ايه جنس اللى بين ضلوع غازى ديه ..اكيد مش قلب كيف قلوب البشر ..اكيد حجر ..
حكيم :قول الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) صدق الله العظيم
المثل ديه ضربه ربنا ببنو اسرائيل لما شافو معجزات ربنا وبرضك كفرو وكذبو ..وغازى كيف اكده طول عمره قاسى وحاقد مهما شاف زين من الناس قلبه فاضل على قسوته معيلينش ..ربنا قال ان فيه ناس قلوبها اشد من الحجاره واقسى عشان الحجر عيتشق ويخرج منيه زرع وتتفجر منه انهار ..وغازى واحد من الناس دول ..ربنا يهديه ويصلح حاله ..
جماره :ربنا يكفينا ويكفى الناس شره..الا هو فين مبانلهوشى حس !
حكيم :قلقانه عليه !
جماره :اخى جاه قلقيله تفجن راسه نصين ..اقلق عليه بتاع ايه ديه ..بس اصله غيبته داى متطمنشى !
حكيم :له اطمنى ..غيبته النوبادى تطمن وهتطَول وهترتاحى منيه شويه زينين .
جماره :كيف يعنى !
حكيم :والله ياجماره انتى طبعا خابره زين ان ربك لبلمرصاد ..غازى بعد ماعيمل فيكى اكده طلع على ارضه واهناك طلعو عليه ناس ولاد حرام ضربوه وخدو قرشناته ورموه سايح فدمه وهو دلوكيت فالمستشفى متكسر كيفك واكتر هبابه ..
جماره ديقت عنيها وبصت لحكيم بتركيز واتكلمت ..ناس طلعو عليه وضربوه وخدو قرشيناته !! عجيبه داى ؟..واول نوبه توحصول !
حكيم :اهى حوصلوت عاد .
جماره فضلت مركزه عنيها على حكيم وهو بيهرب بعنيه منيها فكل موطرح فالاوضه وفالاخر اتبسمت لما عرفت انه هو اللى ورا اللى جرا لغازى ..
حكيم بصلها ورفع حاجبه :عتتبسمى على ايه!
جماره بنفس الابتسامه:ولا على حاجه اكده لحالى.
حكيم :طيب بصى بعيد متتطلعليش اكده معحبش حد يطلع فيا .
جماره :حاضر ..وبصت بعيد
حكيم :احممم ..أاا هو انتى اى حد يقولك ايوتها حاجه تعمليها اكده طوالى !
جماره وهى باصه بعيد :ايوه
حكيم وهو قايم :طيب انى مش عاوزك توبقى مطيعه قوى اكده ..
جماره بصتله لما لقته قام واتكلمت بلهفه :رايح على وين ؟
-هروح اتوضى عشان قرآن الفجر ابتدا ، واهملك انتى كمان تناميلك هبابه .
جماره بخوف :خليك جارى مِروب الوجع يعاودلى نوبه تانيه
حكيم :طيب انى هنام فالصاله عالكنبه ولو حسيتى بوجع نادمى علي هجيلك طوالى ...بس عشان الغلبانه داى تاخد راحتها فالنومه الا زمان ضهرها اتقسم نصين ..وبص على ام جماره ..
جماره هزت دماغها بموافقه وهى عتبص عليه وهو رايح ناحية امها وهز دراعها بالراحه وهى صحيت تتلفت حواليها وبصت على جماره بخوف لكنها اتبسمت لما جماره طمنتها بعنيها انها زينه ..
حكيم بحنيه :اتعدلى فنومتك ياخاله وريحى حالك ..جماره بقت زينه وبأذن الله كل مادا وهتتحسن ، اقوى عشان تقويها وارتاحى زين عشان تقدرى تراعيها ..
عيشه هزت دماغها ليه ومدت يدها بحركه سريعه مسكت يده وقربتها على خشمها عشان تحبها لكن حكيم سحب ايده منيها بسرعه ومسك دماغها بأديه التنين وباسها بوسة ابن بار لامه وبعدها طلع من الاوضه وعيون جماره وامها ماشين وراه وبيتأملو فكتلة الحنيه اللى عتمشى على الارض ..
عيشه عدلت نومتها ونامت وجماره كمان غمضت عنيها وهى عتحاول تنام وحكيم طلع راح على الحمام اتوضى وفرد مصلايته وقعد يقرا قرآن ويستغفر لحدت مالفجر اذن ، صلى ودعا ربه بكل اللى عيتمناه وطلب منه الستر والصحه وراحة البال ليه ولحبايبه وقام اتمدد على الكنبه ومسك شال بتاع امه كانت سايباه فالصاله فرده واتغطى بيه وحط ايده تحت دماغه ونام وهو مبتسم ..
ومع ساعات النهار الاولى غاليه نزلت وراحت على غرفة امها من غير ماتاخد بالها ان حكيم نايم فالصاله وهى ماشيه فتحت باب اوضة جماره بالهداوه ودخلت دماغها بصت لقت الاتنين نايمين جماره وامها قفلت الباب تانى بالراحه وخبطت على اوضة امها ودخلت ..
غاليه -اصباح الخير يمه
تماضر -اصباح النور والسرور على غاليه الغاليه .
غاليه قفلت الباب وبصت وراه وبصت فكل الاوضه تدور على حاجه .
تماضر :عتدورى على ايه ؟
-عدور على امى تماضر كانت عتقعد اهنه ..كانت شبهك الخالق الناطق اكده ..بس دوكها كانت كل ماتشوف وشى تشتمنى ، مش كيفك اكده اتلقيتينى بالكلام الحلو وصباحك يشرح القلب !!
تماضر بضحكه :قربى يامقصوفة الرقبه تعالى .
غاليه فردت دراعاتها وراحت عليها :أااامه ..حمداله عالسلامه ياغاليه ..كنت لسه عسأل عليكى قرينتك كانت قاعده موطرحك اهنه ..وقربت منها باست دماغها
تماضر :قرصتها من دراعها وغاليه فطت بعيد تضحك
-همى ياطويلة اللسان طلعينى عاوزه اطمن على جماره
غاليه :اطمنى زينه ونايمه لساتنى فانسه عليها ولقيتها هى وخاله عيشه فسااااابع نومه .
تماضر :ربنا يشفيها ويعفى عنها بحق جاه المصطفى يارب ..
غاليه :امين يارب ..يلا تعالى عشان تفطورى قولت لزبيده تحضر الوكل وانا داخلالك زماناتها جهزته ..
طلعت غاليه بتدفع فالكرسى بتاع امها واول ماوصلو حدا السفره تماضر ضربت على صدرها وهى شايفه حكيم نايم على الكنبه متغطى بشالها ومتكور على روحه من البرد ..بصت لغاليه
-خشى هاتى بوطانيه لاخوكى ارميها عليه السقعه نشَفَته ..غاليه اتحركت بسرعه وتماضر قربنت عليه بالكرسى ومشت يدها على خده بحنيه وهمست :ربنا يعينك على بلاوى قلبك ياوليدى ..ويجازى العشق اللى مرمغ عيالى .
رجعت غاليه ببطانيه ورمتها على حكيم وغطته وهو فتح عينه وشافها غاليه ورجع غمض تانى واتقلب على الناحيه التانيه يكمل نومه ..
فطرت تماضر وغاليه ودخلو يطمنو على جماره لما سمعو حسها وزبيده ودتلها الوكل هى وامها عيشه واطمنت عليهم هى كمان وقعدت جارهم هبابه وقامت تشوف اشغال البيت ..
اما حكيم فاصحى على صوت بشندى بينادى على زبيده على باب السرايا عشان تطلع تصحى سيدها حكيم وحكيم هو اللى رد عليه :
خش يابشندى انى صحيت ..
بشندى دخل وشاف حكيم نايم على الكنبه ضرب اديه فبعض وقال باستغراب :يااااابوووووى ..والله لو قلبي فكر يعمل فيا اكده لاكون راميه للكلاب !
حكيم بضحكه :طب خلى يكون حداك قلب فلاول وبعدها اتحدت ..دانتا اللى جواك ديه فردة شبشب ياراجل !
بشندى :وعاحمد ربنا ليل نهار على فردة الشبشب من بعد ماريت عمايل القلوب فاصحابها !
حكيم :طيب سيبك منى ومن العمايل اللى عتتعمل فيا وقولى حصلان ايه عالصبح ..
بشندى :جماعه من ادفو جايين ينبهو انهم جايين ففصل بعد العصر .
حكيم :طيب خد استعداداتك
بشندى :منى خدت بس قولت ابلغك عشان متتربَطش بمواعيد من بعد العصر النهارده ..
حكيم :انى ولا هترَبط ولا فيا حيل لايوتها حاجه ..انى تعبااااان يابشندى
بشندى :والله شايفك وعارفك تعبان وحاسس كيف ماتكون انتا اللى كلت الكتله من غازى مش ست جماره ..المفيد ..انى طالع اشرف على الدبيحه والطبيخ ..وهَم عشان يمشى لكنه رجع بص لحكيم اللى رفع اديه التنين وبيفرك وشه بيهم ..
مهتروحش تطل على الردى فالمستشفى !
حكيم :له
بشندى: احسن يستاهل ..وسابه وطلع .
حكيم قام وطلع على اوضته اخد حمام وغير هدومه ومسك قزازة الريحه عشان يحط منها لكنه افتكر ان الريحه غلط على جروح جماره سابها مكانها ومحطش ريحه ونزل ..
راح على اوضة جماره ولقى الباب موارب كح مرتين وبعدها نده على غاليه .
غاليه : ايوه ياخوى تعالا ادخل كلنا اهنه ..
حكيم دخل صبح على الكل وعينه على جماره اللى امها قاعده جارها وعتوكل فيها وجماره مراضياشى
تماضر :جيت والله جابك ..تعالا شوف جماره مراضياشى تاكل ولا سامعه حديت حد فينا واصل ..مفيش غيرك انتا اللى هتلين راسها وتخليها تتقوت ..
حكيم دخل وقعد قصاد جماره :سيبيها يمه على راحتها الواحد لما عيوبقى ملوشى نفس معيقدرشى يحط لقمه فخشمه ..كيفى انى اكده ..صابح مليش نفس ولا خُلق للوكل مع انى حاسس انى مهفت وكل مااقف ادوخ ..منتى عارفه قضيت عشر ايام عالنواشف لما معدتى نشفت ..
تماضر :توبقى داخل على دور عيا ..يامرك ياتماضر
عيشه :له لازمن تاكل ياولدى عشان تتقوت وحتى لو بعد الشر جالك دور عيا يلاقيك شديد !
حكيم :صدقينى مقدرشى اغصب على حالى ياخاله علونى خابر زين انى لو مكلتش مش هبقى زين بس هى النفس ..متقولوليلهم ياجماره !
عيشه :واحنا اللى مستنظرين سى حكيم ونقولو هو اللى هيقدر يغصب على جماره تاكل ..قال على رأى المثل جبتك ياعبمعين تعين جماره لقيتك ياعبمعين عاوز تتعان !
حكيم ضحك بخفه وعينه على جماره اللى فضلت باصاله كتير قبل ماتتكلم:
بس هما كلامهم صوح وانتا لازمن تغصب على حالك وتاكل حتى لو حاجه قليله ..
حكيم :تقدرى انتى تعملى اكده !
جماره :انى غيرك
حكيم :له كله زى بعضه ..
تقدرى تعمليها انتى ..لو اكده هتاكلى هاكل ..واكل كد اللى هتاكليه انتى بالتمام ..بس عارف مهتقدريشى ولا انى هقدر ..
تماضر فهمت قصد ولدها وبصت لجماره بترجى كداب ...يوبقى تاكلى عشان حكيم ياكل ياجماره ..قوليلها ياعيشه .
جماره :خلاص انى هاكل ..وانت خلى غاليه تجيبلك وكل وكل كد مانى هاكل ..
حكيم :وليه غاليه تجيب وكل مااكل من الوكل القدامك ديه واهو لانتى ولا انى لينا نفس ولا هنخلصوه ..
وبالفعل حكيم قرب الكرسى بتاعه على سرير جماره وربع اديه وبصلها عشان هى تبتدى اكل ولما ابتدت هو مد ايده وكل والابتسامه مفارقتش وشه ومنزل عينه طول الوكت على صنية الاكل ومواعيشى من جماره غير بس ايدها اللى عتتلافى بيها الوكل وقلبه طاير من السعاده بقربها وروحه عماله ترفرف حواليها ..
خلصو وكل وعطى لجماره علاجها بنفسه مسابش بس غير الحقنه لغاليه تديهالها وطلع بعد مااطمن عليها وراح للمندره بتاعته يجهز للفصل ..
اما عند غازى فكان متوكد ١٠٠% ان حكيم هو اللى ورا اللى حوصوله ديه وخصوصى ان واحد من الرجاله قاله ان حكيم خد مرته للمستشفى وان حالتها تعبانه قوى ..غازى ضمر لحكيم شر وحساب جديد وضافهم عالقديم بس النوبه دى حساب حكيم تقل قوى حدا غازى ...
**********
مرت الايام وعدو ٣ اسابيع حكيم فيهم مسابش جماره ليل ولا نهار على كد ماوكته يسمح ...فالنهار يبص عليها تخاطيف ..اما فالليل فلازمن يقضيه قبالها على الكرسى ويفضل يتحدت معاها فكل حاجه حصلت معاه فيومه ولو حاجه حوصلت معاه تضحك يحكيهالها عشان تضحك ويشوف ضحكتها اللى عتشرح قلبه وروحه ...
جماره كمان اتعودت على قعدته وحكاويه معاها والاهتمام اللى عمرها مشافت زيه فيوم من لايام غير من حكيم ..
عيشه كانت تنام او تروح تقعد مع تماضر بقلب مطمن لما يكون حكيم قاعد جار جماره ..
اما غاليه فاساعه تقرب من جماره وساعه تبعد وعتصارع فنفسها مش عارفه تحدد علاقتها بيها بس الاكيد ان معاملتها معاها اختلفت ١٨٠ درجه ..
اما تماضر فهى الوحيده اللى مكانتش راضيه عن وضع حكيم ولا قعاده جار جماره اللى بقا ينسى مصالحه واشغاله وحتى نفسه وهو قاعد قصادها وكل يوم يجيب ويحط لجماره ومهياش عارفه ولدها عيعمل كل ديه على انهى اساس وايه اخرته ..
كانت هتكلمه لكن تعب جماره وضحكة حكيم اللى مبقتش تفارق وشه كانت مصبراها على الحال ديه ..وقالت تسيبهم لحد ماتطيب جماره ويرجع غازى ووكتها البعاد محتوم .
عدى اسبوع كمان وغازى طلع من المستشفى وحكيم خلاه فالمندره على سرير حكيم القديم ومرضالهوش يروح المشتمل عشان جماره تعبانه ومحدش هيراعيه اهناك فاخلاه لبشندى والرجاله يخدموه ..
طبعا الكلام ديه حكيم قاله لبشندى وبشندى هو اللى وصله لغازى اللى هيتجنن عشان حكيم من ساعة مارقد فالمستشفى معبرهوش ولا راحله ومن ساعة ماعاود منيها برضك موصلهوش يقوله حمداله على سلامتك ،
اما حكيم فبقا يتجنب يروح المندره من ساعة رجوع غازى واللى ساعده على اكده انه لا فيه فصول ولا مشاكل اليومين دول ولا ناس عتروح المندره غير صحاب غازى اللى عياجو يتحمدوله بالسلامه .
النهارده حكيم اضطر انه يروح بلد تانيه عشان يحل مشكله فيها مع شيخها اللى طلب عونه فحل المشكله دى عشان استعصى عليه حلها وخصوصا ان الخصمين كل واحد فيهم مصمم انه على حق ...
جماره طول اليوم تفرك وحاسه ان حاجه ناقصاها ولا هنيتلها لقمه ولا حتى شربة ميه ...متوكده ان غياب حكيم هو السبب بس مش قادره تقر بالحقيقه دى لنفسها ..
بصت لعصافيرها شويه كتار وفضلت مراقباهم وابتسمت وهى شايفه العصفور بيوكل العصفوره ويلاعبها ومهتم بيها واتوجهت بكلامها لامها عيشه اللى متابعه حالها من الصبح وبصالها ومركزه عليها بمعنى ... وبعدهالك يابنيتى !
جماره اتكلمت معاها وهى سرحانه :
:امه هى القوب عتكدب ؟
عيشه كيف يعنى يابتى !
جماره مسكت ضفيرتها وفضلت تلفها على صباعها والحيره واضحه عليها :يعنى لو حد قلك البنى آدم ديه عفش ..وقلبك شايفه احسن واحد فالدنيا وعينك معتشوفشى منيه غير كل زين ..ممكن فالاخر يطلع قلبك وعينك كدابين ؟
عيشه :والله اللى اعرفه ان العين ممكن يتضحك عليها وتتغش بس القلب له ..عشان القلب عيحس بالقلب اللى زييه والقلوب معتدسش اللى جواها عن بعضيها . !
جماره هزت دماغها بموافقه ورضا على كلام امها وهمست :انى برضك عقول اكده .
عيشه :بس فيه حاجات مهما كانت عاجبانه وعينا وقلبنا اتفقو عليها يابتى متنفعشى لا توبقا لينا ولا ينفع تكون بتاعتنا ..
ولازمن قبل ماحاجه تعجبنا نسألو حالنا هتنفع الحاجه داى تكون بتاعتنا ولا مش هتنفع ؟ عشان من لاول منتعلقوشى بأمل كداب .. الا غازى هيعاود السرايا ميته ؟
قالتها عيشه وكل قصدها منها انها تفوق جماره وتفكرها بوجوده فحياتها اللى الظاهر بتها ابتدت تنساه.
جماره بعد مافهمت قصد امها اتكلمت بكل كره ..يارب مايطيب ولا يعاود السرايا تانى واصل ...
إلي هنا ينتهي الفصل العاشر من رواية جمارة بقلم ريناد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا