مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة ريناد الشهيرة ب رينوو والتى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السابع عشر من رواية جمارة بقلم ريناد يوسف.
رواية جمارة بقلم ريناد يوسف - الفصل السابع عشر
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم
رواية جمارة بقلم ريناد يوسف - الفصل السابع عشر
على وجه السرعه رحنا انى وجاهين السرايا لما ابوه بعتلنا واول مادخلنا بصلنا بأرتياح وهو نايم وشاور لحكيم عشان يقرب منيه ..
حكيم خجل بس انى زقيته على جده ..حبه وقعدُه جاره عالسرير وشاور لغاليه راحتله طوالى ..حبها هى كمان وقعدها جاره ومد يده تحت المخده وطلع منديل صغير مصرور ..فتح الصره بتاعته وطلع منيها ٢ جنيه ورق ملفوفين ادى لحكيم واحد وغاليه واحد ...
عبص لجاهين لقيت وشه انطعن بالغضب ..حكيم مرضاش يتلافى من يد جده لكن لما جده فضل مادد يده لحكيم وباصص لجاهين بترجى ،ابوه هزله دماغه بالموافقه وحكيم اتلافه الفلوس من يد جده ...
ابو حكيم الفرحه مساعتهوش لما حكيم وغاليه خدو منيه فلوس وحسيتها كانت امنيه جوا نفسه واتحققت ..
الجد بصوت ضعيف :اطلعو اشترو من الدكان ياعيال والعبو شويه بره وتعالو .
حكيم مسك يد غاليه وطالعين لكن جاهين مسك ولده من دراعه وميل عليه وشوشه
جاهين :اياك تصرف شلن واحد انت ولا اختك من الفلوس داى ..دسوها كيف ماهى وانى لما هطلع هديكم فلوس تشترو ..
حكيم هز دماغه لابوه بموافقه واخد غاليه وطلع وجاهين بص لابوه لقاه باصصله بعتب وقله :
متخافش ياولدى الفلوس داى حلال مش حرام ..انى خابر انك قولتلهم متصرفوهاشى ..بس احلفلك بايه انها فلوس حلال ..
قرب ياولدى واسمعنى زين ..وسكت ياخد نفس وبعدها كمل ..وانتى ياتماضر هاتى كتاب الله اللى جارك ديه ..
حكيم راح قعد جاره وانى اتلافيت المصحف حبيته ورحت وقفت بيه جارهم ..
ابو جاهين مدلى يده خد المصحف منى وباسه وشمه وغمض عنيه وهمس بحسره :اااااه ياجنتى اللى ضيعتك من يدى بالسعى ورا المال واللهو ..
بعدها فتح عنيه واتحدت بنبره جديه :
اسمعنى زين ياجاهين ياولدى ..قدام مرتك وربنا شاهد على كلامى ديه وانى على فراش موت والروح متعلقه فالجسد بفتله دايبه.. ممكن تتقطع فأى لحظه والروح تفارق ...
وسكت ياخد نفس وكمل ..
انى خابر انك مهتمدش يدك على قرش من فلوسى ولا شبر ارض ..
وعارف انك لو هتموت من الجوع انت وعيالك مهتاخدش قرش من املاكى ..
ولا شاهين هيخليك تعمل اكده اصلا حتى لو مكنتش زاهد فيها ... وسكت ياخد نفس ..
انى فاهم شاهين زين كل همه انك تحط فبطنك وبطن عيالك من فلوسنا وفلوس الارض وتتساوى معاه فالذنوب ومتوبقاش احسن ولا انضف منيه وبعدها ولا يعبرك بقرش اوحمر ..واخد نفس
القصد :انت خابر زين انى ورثت فدانين من جدك الله يرحمه ودول كانو حلال محلل من عرق جبينه ..
غير ورث ستك الله يرحمها ودول برضك حلال صافى ..غير دهب ستك اللى مرضيتش افرط فيه واصل ولا اوريه حتى لمرتى ..
غير دهب امك الله يرحمها الى جبتهولها من شقاى وعرقى وشغلى فأرض ابوى وانى فعمر الشباب ..
الحجات داى كلها فلوسها حلال وعمرها ماتخلطت ولا صرفت منيها ولا عليها قرش حرام ..
وعليم الله كل قرش كان عيتصرف على الارض داى كان من ريعها ..وكل قرش كانت عتجيبه طول سنين كنت عركنه على جنب لحاله مع الدهبات ..وسكت ياخد نفس وكمل ..
كنت خابر زين ان لازمن كل الفلوس اللى عميلتها من حرام هياجى يوم وتغور مره وحده، ومهيقعدليش غير الفلوس داى ..قولت لما اكبر اتوب توبه نصوحه واروح احج منيهم واكمل باقى حياتى اصرف منيهم واطهر بدنى من الحرام بالحلال ..بس الشيطان غواى واللى تزغلل قلبه الفلوس عيفضل عبد ليها طول عمره ..
سكت ياخد نفس وجاهين هز دماغه بأسى وهو موطى كيف مايكون خجلان من الحديت وابوه كمل .
الغرض ..انى لما عرف ان يومى قرب بعت الارض داى من ورا شاهين وطلبت من الشارى ميجبش سيره لشاهين انه اشترى الارض دلوك واصل عشان انت مكنتش هتقدر عليه ولا تقدر تاخدها من يده بعد موتى لو حوصول ايه ..
وعشان اضمنلك حقك وان الفلوس تزيد متخسش وتعرف تتصرف فيها فأى وكت وفأى زمان حولتهالك سبايك دهب ...اشتريتهم بكل الفلوس ومفضلش منيهم غير التنين جنيه اللى اديتهم لعيالك ..مرضيتش اقرب عليهم واصل ..وسكت ياخد نفس وكمل ..
السبايك داى انى حطيتها فجره ..والجره داى دفنتها فالبيت اللى انتو قاعدين فيه دلوك ..بيت ابوى الله يرحمه ..موطرح حوض الطلمبه القديم ..وانى اللى صممت على شاهين يديك البيت ويخليك تتنقل فيه وقنعته بحجة ان ديه هيأثر على هيبته وسط الناس ومشيخته ..
فضل سنين معارفش، لكن اهنه قريب صاحب الارض اتزنق وحب يبيعها ومن اهنه شاهين عرف انى بعتها من وراه وقبضت حقها اتهوس وبقا كيف الغول يحوم فوق راسى عاوز يعرف وديت حقها فين ...
ولما ملقاش فايده جاب عقود وشهود وخلانى ختمتله وبصمت على باقى الارض كلها وحولها باسمه خاف احسن ابيعها من وراه هى كمان ...وسكت ياخد نفس وكمل ..
انى قولت زى بعضه هى اكده اكده الارض جاهين مهيقربهاش ولا عايز منيها ..
ودلوك ياولدى الدهب ديه حلال محلل واحلفلك على كتاب الله ماداخله قرش حرام ..ولو فيه قرش حرام انى اللى هتحمل ذنبه قدام ربنا مش انت ..ومد يده على المصحف وحلف يمين الله وحلف بقرآنه بأنه مكدبش فحرف واحد من كلامه ..
بَعَد كتاب الله عنه وحطه على حاشية السرير واتنهد بارتياح كنه جبل وانزاح من فوق كتافه وبص لجاهين اللى كان مدنقر فالارض وساكت وعيلعب فشعر دقنها ..
هاه ياجاهين ياولدى ايه قولك فحديتى ؟
جاهين :زين يابوى ..حديت زين ..
الاب بفرحه :يعنى مصدقنى ياولدى !!
جاهين هز دماغه وبص لابوه وابتسم بحنيه :امصدقك يابوى ..امصدقك ..
-وهتاخد الدهبات ياولدى
جاهين :هاخدهم يابوى ..ربنا يحفظك ويديك الصحه ..
وكتها شفت ابو جاهين ملامحه كلها راحه وفرحه والضحكه شقت حلقه وفرد درعاته لجاهين اللى راحله واترمى فحضنه .
الاب :روح ياجاهين ياولدى قلبي وربى راضيين عليك ..وبعده عنه وبصله بترجى ..اوعك ياولدى تقطع دعاك ليا بعد ماموت ..انتا الولد الصالح اللى مش هيقطع عملى من الدنيا بعد موتى ..
جاهين :بعد الشر عنيك يابوى ربنا يديك طولة العمر ..
الاب :خلاص عاد ياولدى ..طولة العمر والصحه ليك انت ياحبيبى .
كل ديه وانى واقفه مش مصدقه اللى سمعته ديه كله ..وافتكرت وكتها الحديث اللى عيقول ( من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه .)
وجاهين فات المال والارض مخافة الله وفسبيل رضاه واهو عوض ربنا جاله وجالنا لحدت حدانا .
يومها رَوحنا انى وجاهين وانى الفرحه مش سايعانى بس جاهين كان ساكت وجامد ..
واتوكدت انه مهيخليناش نتهنو بالدهب ولا الفلوس لما خد التنين جنيه من العيال واحنا ماشيين وخبط على بيت واحد غلبان ولافهومله ..
وكتها سألته :ليه ؟ مش ابوك حلف واتوكدت ياجاهين !!
رد عليا :ابوي حلف ..لكن انى متوكدتش ..وهتفضل الفلوس بتاعته فيها شبهه ..وانى هبتعد عن مواطن الشبهات بُعد السما عن الارض ياتماضر ..
وكتها سكتت بس كلامه معجبنيش ..
اصل الراجل حلف بكتاب الله وهو على فراش الموت واللى على فراش الموت ميكدبش انى متوكده ...
وحتى صِدقه كان باين فعنيه ..
المهم روحنا وقفلنا السيره وبعدها بكام يوم جه لجاهين خبر ان ابوه ماات ...
جاهين اخد عزا ابوه وبعد التالت ماخلص فآخر اليوم شاهين ميل عليه وقله ..اللى كنت عتاجى ليه السرايا كل يوم والتانى مات خلاص ياجاهين ومليكش حاجه اهنه تانى ..
جاهين قلى يومها اتبسمت فوشه وسبته من غير ماارد عليه حتى ..
ومن يومها جاهين طلع معاودش السرايا تانى واصل ..ولا انى كنت عروحها ولا عيالى ..فيش غير غازى بس كان متعلق بحكيم وطول اليوم ياجى بيتنا يلعب معاه ..
جاهين لما ضاقت بيه الحال وشغل التحفيظ بقاش جايب همه طلع يشتغل اجير حدا الناس فارضهم باليوميه ...
شاهين سمع اكده واتجن ..الظاهر خاف الناس تاكل وشه ويقولو اخو الشيخ شغال اجير حدا الغربه ..
جاله وعرض عليه يبطل شغل فارض الناس وهو يعطيه كل شهر اللى يكفيه ..لكن جاهين رفض زى عادته وشاهين لما ملقاش منيه فايده قله خلاص ..تاجى تشتغل فأرضى وتاخد اجرتك منى واعتبرنى غريب وعلى الاقل اللى هياجى يتكلم يقول شغال فأرض اخوه ..ياكده يأمه انتا غاوى مشاكل وعداوه مع اخوك عاد !
جاهين لما قلبها فدماغه شاف انه مهياخدش غير اجرة تعبه وديه حلال ..وافق يشتغل فأرض شاهين بس عشان يخلص من نقه ونقمرته فوق راسه كل هبابه ...
ومع عقل جاهين اللى دايما يوسوسله بالشك فكل حاجه كان عشان يحلل فلوس اجرته كان يشتغل اكتر واحد ويمشى من الارض بعد الكل ويدى الشغل حقه وزياده لغاية مااديه فرقعت من كتر مسكة الفاس والعزيق ..
حكيم كان كل عشيه يشوف ادين ابوه المفرقعه من الشغل ويفضل يدهنله فيهم مرهم وكل شويه يحب على ايده مفكر انه بكده عيخفف عنيها الوجع ..ويوم بعد يوم حكيم متحملش وقله انى هنزل معاك الشغل من بكره يابوى ..
جاهين مارضيش وقله لساك صغار ياولدى والشغل واعر عليك وكسرة ضهر ..
بس حكيم قاله انى هساعدك مساعده اهويك شويه وانتا تهوينى شويه ..وفعلا نزل حكيم مع ابوه الشغل شايل الفاس على كتفه وفارد صدره وماشى قدام ابوه كيف السبع وانى ابص عليه وهو ماشى من ورا الباب واضحك واسمى واكبر عليه فقلبي ..ورقيته فقلبى كيف ماععمل كل مارجله تخطى من باب البيت رقوة سيدنا محمد اللى كان عيرقيها للحسن والحسين (اعوذ بكلمات الله التامه ، من كل شيطان وهامه ، ومن كل عين لامه )
وكنت عودعه حدا اللى مش عتضيع حداه الودائع وكل نوبه كان يردلى وديعتى سالمه وانى احمده واشكره.
فضلنا عالحال ديه والامور ارتاحت هبابه لغاية ماام غازى جالها مرض عفش اكفينا الشر ..خلاها وقعت فالفراش مره وحده من بعد ماكانت كيف القاعود ..
ناس قالو حداها سُل وناس قالو حاجه عفشه عتِعدى ومحدش كان راضى يقرب لمها من الخوف ولا يراعيها واصل ..حتى جوزها شاهين رماها ومبقاش يدخل عليها غرفتها ..
الحديت ديه عرفته من غازى اللى كان عيتقطع على امه وهو عيحكى عن حالها قبالى ياولداه ..
جاهين لما عرف طلب منى اروحلها اراعيها حتى لو شَقيت عليها كل يوم ساعتين وقلى ان ديه له اجر وثواب كبير قوى حدا ربنا ..وقلى مخافش وان العيا ديه نصيب واللى ماكتوباله حاجه هيشوفها ولو كان فى بروج مشيده ..
ورجعت نقضت عهد خدته على نفسى انى مهخطيش السرايا نوبه تانيه بس اللى هون عليا انى داخله اعمل خير حتى لو كان مش فأهله.
وسمعت حديته وبقيت اروحلها برغم انى مجمعتنيش يوم قعده معاها ولا كلام بس كنت اسمع انها واعره ولسانها طويل وكنت عخاف منيها عالسمع ..وكانت كل ماتشوفنى اشوف فعينها كره وحقد يوعاه اى حد يتطلع فوشها وهى باصالى ..
يمكن عشان فاكره واد عمها مرضاش بيها وفضلنى عليها لعيب فيها ولا قصور ..
الله اعلم وسوله مهظنش فوحده ميته ..
بس لما رحتلها ودخلت عليها شفت ضعفها من بعد قوتها ..شفت جسمها اللى بقا جلد على عضم وقلة حيلتها ..صعبت عليا قوى وعاهدت ربنا انى هراعيها لوجهه لحدت آخر يوم فعمرها او عمرى ماهو اجل ومحدش خابر مين يومه قبل مين ..
وهى لما لقتنى قربتلها من غير خوف ولا نفور وخدتها فحضنى ، قعدت تبكى فباطى كيف عيله صغيره كانت تايهه ولقت امها ...
من يومها وبقيت مسئوله عنيها اروحلها صبح وعشيه اشوف طلباتها واسبحها واسرحلها وادخلها بيت الراحه ..بس رغم الاهتمام الا ان صوحتها كل يوم كانت فالنازل ..
لدرجة انها مبقتش تقدر تتحدت واصل وكانت تشاور مشاوره على اللى عايزاه ..اتعلقت بيها وهى اتعلقت بيا وكمان غازى اتعلق بيا كيف ماكون امه واكتر ..وانى مقصرتش معاه فايوتها حاجه وبرغم خير ابوه الا انى كنت لما اجيب حاجه لحكيم ولا اعمله حاجه اعمل زيها لغازى بالتمام ..
عشان مشوفش فعنيه حرمان من حنية الام واهتمامها ...
وبرغم اكده من مُصغره كنت عحس انه فيه جواه غيره هبابه من ولدى حكيم ..
حتى لما يكونو جايين من بره وافرد دراعاتى وياجى حكيم يجرى كان هو يسبقه لحضنى وياخد حضنى قبل منيه ..
عدت لايام وام غازى علامات الموت بانت عليها ماهى للموت علامات الواحد عيحسها ..
كانت كل يوم تتطلعلى وتتبسم كنها عتقولى عارفاكى تعبتى معاى بس هانت مفاضلش كتير وترتاحى منى وانى كمان ارتاح من عذابى ..كانت تشكرنى بعنيها فاليوم ١٠٠ مره من غير كلام ولا حديت.
اما شاهين فماكانش يلفى السرايا واصل ..
طول النهار فالمندره مع الرجاله او فالارض ..وبالليل يندلى البندر كانو يقولو انه عيروح للغوازى استغفر الله العظيم ..مكانش يعاود غير وش الصبح ..مع انه شيخ بلد والمفروض يكون قدوه ومثل لكنه كان مثل فالفُجر والفسوق ..
لما كانت تاجى سيرة شاهين عمايله قدام جاهين كان يقول شاهين عيمل كيف ماطلع لقى ابوه عيعمل ..وكان كيف اللى قالو هذا ماوجدنا عليه آبائُنا واجدادنا ..
يعنى عمايله داى ابوه هيتحاسب عليها قبل منيه وهيشيل ذنبه يوم الحساب ..
عشان الاب والام عيتحاسبو على تربية عيالهم والتفريط فدينهم وتدينهم ..
وفنفس الوكت عيتمنى ان تربيته هو تكون شفيعه لابوه يوم القيامه حتى لو كان هو اللى ربى نفسه بنفسه .
معداش كتير ورحت لام غازى كيف عادتى عالصبح اصحى فيها مصحيتش ..مديت يدى عليها لقيت جسمها متلج ومتخشب ..عرفت انها قابلت وجه كريم ...والله يومها زعلت عليها وبكيت كيف ماتكون اختى اللى ماتت ..اومال يابنيتى ماهى العشره معتهونش غير على ولاد الحرام ...
قعدت فالسرايا للتالت لغاية القطعانيه وبعد ماقطعولها كنت عستعد عشان امشى،..
بس وقفنى شاهين فحوش البيت بصوته وهو عينادى عليا ولما رحت قباله قلى اوبقى تعالى كيف كل يوم زى منتى متقطعيش شوفى احوال السرايا بدال مااجيب خدامه غريبه ..واهو انتى وجوزك احق بالفلوس اللى هياخدها غيركم ..
انى سمعت حديته وحسيت حد خبطنى على نافوخى بحديده معرفتش بعدها انطوق من كتر الدموع اللى نزلت من عيونى واللى هو ضحك اول ماشافها وسابنى ومشى انشف دموعى بطرف شالى واقول بقا هى داى اخرتها ..صوح صدقو ماقالو آخر خدمة الغُز علقه ..
قعدت على جنب بعد مامشى بكيت لما هون ربنا ،ومرضيتش اطلع غير بعد ماعنيا تنجلى من الحمار هبابه،
عشان منكدش على جاهين ،تعبان ومش حمل زعل ولا نكد ..
شَكيت شاهين لربنا و خدت بعضى وروَحت بيتى اللى ليا ٣ ايام بعيد عنيه وعن جوزى وعيالى وانى ماشيه غازى شبط فيا خدته معاى ..
يومها نومت العيال و قعدت فحوش الدار انى وجاهين نتسامرو عشان كنت متوحشاه قوى بقالى ٣ ايام مطليتش فوشه ..
قعدنا نتحدتو فكل حاجه وفوسط الكلام جات سيرة الدهب ..
تماضر :مقولتليش ياجاهين هتعمل ايه فالدهبات .
جاهين :مهعملش حاجه ولا يدى هتتمد عليهم ديه دهب حرام ياتماضر ..فيه شبهه وانى مهقربش على حاجه فيها شبهه ..وقفلى على الموضوع ديه وسديه متفتحيهوش تانى واصل ..
تماضر :طيب نحفرو ونطلعو الجره واتطلع للدهب مره وحده بس ومناخدوشى حاجه منيه ...
فضل هو يرفض وانى احايل ..هو يرفض وانى اتدلع عليه ،
لحدت ماقام معاى ورحنا عالموطرح اللى دلنا عليه ابو حكيم وحفرنا وبعد شويه الفاس خبطت فحاجه ..انى نزلت على ركبى وفضلت ابعد الطراب بيدى من حواليها وبانت الجَره ..علاوه صغيره اكده (بلاص ) بوزها مسدود ومتليس بأسمنت ..
طلعناها وخدها جاهين حطها على المصطبى بيناتنا وبالفاس الصغيره فضل يضرب فيها ضربات خفيفه فموطرح واحد ..
لغاية مااتكسرت منها حته وبان اللون الاوصفر يلالى ويزغلل العين ..انى مسكت الفاس بسرعه من جاهين وضربت الجره ضربه وحده قسمتها نصين والدهب كله ظهر وبان قبال عنينا ..انى عنيا حسيتها لمعت كيف ماتكون خدت من بريق الدهب اللى قبالها ..
لكن بصيت لجاهين لقيت عنيه مطفيه كيف ماهما ولا كأنه شايف قباله زينة الحياة الدنيا ..
مديت يدى اتلمس السبايك ومسكت وحده ورفعتها قبال عينى وعتطلعلها بفرحه قطعها عليا جاهين بصوته :
كل سبيكه من دول تزكره تدخلك جهنم وتقعدك فوسط نارها مسافه محترمه ..وكل ماتخلص اقامة سبيكه وعذابها تدخلى على اللى بعدها ..
انى رديت عليه وعينى عتتنقل من السبيكه لباقى الدهب :بس هو حلف على كتاب الله ..ومنه لحلفانه احنا مهنتحاسبوش !
جاهين :بالظبط كيف اللى واعى واحد سرق حاجه وهو راح اشتراها منيه وقال هو اللى سرق وهو اللى يتحاسب انى مشتريها بفلوسى ..
ميعرفش ان ليه نص الذنب ونص الجُرم ..واديكى انتى عتعملى كيف اللى اشترى السريقه !
تماضر :بس انى مشفتهوش سرقها ولا متوكده من اكده .
جاهين :طول مافالقلب شك من حاجه توبقى مش زينه وفيها اذى لصاحبها ..القلب علام ياتماضر .
يومها سبت السبيكه من يدى وعرفت ان الدهب برغم انه بين ايدى لكن بعيد عنى بُعد السما عن الارض ..
شلت الدهب فصُره ورحت حطيته فدلابى تحت خلجاتى ودفنته زين .
معداش يومين لقيت مرسال ليا ولجاهين اننا نروحو السرايا لشاهين على وجه السرعه ..
خدنا بعضنا ورحنا مستغربين بس لَبينا عشان شاهين ممتعودش يطلبنا ..وصلنا وغازى كان هناك قاعد جار ابوه ..
دخلنا واول مادخلنا شاهين قام وجه علينا زى الغول وطلعلى بتهمه باطله انى سرقت دهب مرته وفلوس كانت فالسرايا وعشان اكده كنت عراعى مرته فعياها عشان اغفلهم واسرقهم ..
انى وجاهين بصينا لبعض واحنا متاخدين من الكلام .. والاكاده ان شاهين كان جايب ناس مقعدهم وعيقول قبالهم الكلام ديه ..
ساعتها انى رحت على الطاقه اللى فالمندره واتلافيت مصحف وحلفت عليه انى لاشفت دهب ولا فلوس ..
وجوزى كمان حلف انه لا شاف دهب ولا فلوس ولا انى خدتهم وحلف يمين تانى عمرى مانساهوله ..حلف على كتاب الله انى عمرى ماعمل اكده لو كان قبالى مال قارون مهمدش يدى على قرش منيه ..وداى كانت شهاده منيه بعفتى اتحفرت فقلبى .
فضل شاهين يزعق ويقول الفلوس والدهب متطلعش منيكم ولو حلفتو عالميه تجمد انتو التنين كدابين ..
وانه هيطلع الفلوس والدهب من حباب عنينا طالت المده ولا قصرت ..
وطردنا من السرايا وحلف علينا رجلنا ماتخطيها تانى ولا جاهين وحكيم رجلهم تخطى ارضه مره تانيه ..واللى هيسأله دلوك يقوله امنتهم وطلعو حراميه مرميتهمش واتخليت عنيهم غير بعد خيانتهم ..
يومها انى وجاهين روحنا بروح مكسوره وقلب عينزف ..لا بينا الصدمه ولا التهمه اللى رمانا بيها شاهين بالباطل ..
مفهمناش وكتها هو ليه عيمل اكده ..وكل اللى كان فبالنا وكتها ان الدهب والفلوس اتسرقو منيه صوح وانه معرفش مين عميلها قام تهمها فيا انى وجوزى ..
ومن وكتها بقيت كل مااصلى ارفع اديا للسما واقول يارب اظهر الحق وبينه ..يارب برئنى واكشف ضوية دهب ام غازى والفلوس ..
ومن يومها وغازى نظرته ليا اتغيرت وكنت كل مابصله الاقيه باصصلى ومسَهِم كيف مايكون عيدور حاجه فمخه ويقلبها محتار يصدقها ولا يكدبها ..
واكتشفت بعدين ان ابوه حشى راسه بكلام زور وفهمه انى موتت امه عشان اسرق دهباتها وفلوسه ..
كان ياجى صوح بس مش كيف لاول ..ولا كلامه ولا لعبه ولا حتى ضحكته كانت كيف لاول ..وبرغم اكده انى متغيرتش عليه ولا غيرت معاملتى ليه هبابه ..فضلت رعايتى ليه هى هى وعدلى بينه وبين حكيم قايم ..
جاهين بقا كل وكته مابين الشغل فالارض فلاح اجير حدا الناس الصبح ومن بعد الضهر لليل يحفظ فالكام عيل اللى بقو ياجوله قرآن بعد مااغلبية العيال حفظت القرآن كله على يده وفيه اللى حفظ على كد عقله ماشال وبطل ..
اما حكيم فكان ابوه مديله فلوس حق تعبه معاه فالارض ولما ابوه مرضاش يخليه ينزل شغل الفلاحه معاه مره تانيه عشان شافه عيتعب كد ايه وهو لساته مش حمل كسرة ضهر ،قام حكيم خد الفلوس اللى معاه ونزل السوق اشترى بيهم حُمار واتأجر قسطين لبن من واحد بيأجرهم وبقا يلف يلم لبن ويروح بيه للبندر يبيعه ..
بس والله شغلانة اللبن داى كان قرشها حلو وجاهين كان مرتاح انها مفهاش تعب على حكيم وفرح بيه وبعقله اللى من صغره عيعرف يفكر ويعرف كيف يجيب القرش الحلال ..
وكيف كل مره شاهين هبت زعابيبه بحجة انه كيف ولد اخو الشيخ يشتغل لبان ..
هو مش طار ورانا من ارضه وبيته وسرقنا عايز مننا ايه تانى متعرفيش.
كلم جاهين مره فالموضوع ولما جاهين معملش لكلامه باعت وقله مليكش صالح بيا ولا بولدى بعد النهارده شاهين اتجن ..وكيف وكيف جاهين يقوله مليكش صالح بيا وبولدى.
فيوم قاعده فالدار لحالى وغاليه نايمه وجاهين راح على الكتاب يدى درس وقرب يعاود وحكيم وغازى طلعو بعد ماحكيم خلص بيع لبن ورجع ..وانى قاعده عغسل فالاقساط وفجأه الباب خبط خبطتين شداد..
نشفت يدى فخلجاتى وعدلت الطرحه على راسى وقمت فتحت
وفوجئت بشاهين واقف على الباب ..انى قلتله جاهين مش اهنه وهقفل الباب تانى لكن يده وقفت الباب ودفعه ودخل بكل بجاحه ..
وقف فصحن الدار وفضل يتلفت يمين وشمال..وانى اقوله اطلع من البيت ميصوحش صاحبه مقاعدش
وهو مره وحده وقف دماغه من اللف فزناقير البيت وبصلى بعيون كيف عيون الغول وهمس من بين سنانه :
فين الفلوس ياتماضر ؟
-فلوس ايه داى !!
شاهين :الفلوس اللى عطهالكم ابوى ودهب امى الله يرحمها ..انى عرفت كل حاجه وغازى سمعكم انتى وجاهين عتتحدتو على دهب ..وين الدهب انطوقى .
- دهب ايه ديه اللى عتحدت عنيه ..حدناش دهب ولا خدنا حاجه ..وهِم اطلع من اهنه صاحب الدار مش قاعد ..واقف فنص بيتنا بأنهى عين وانتا طاردنا من سرايتك وارضك !
شاهين قرب منى ومسكنى من خلجاتى وهزنى بكل قوته : هتنطوقى بالزوق فين الدهب وفلوس لارض اللى باعها ابوى وانى خابر ومتوكد زين انه اداها لجاهين ..ولا اخليكى تتكلمى بالعافيه .
نفضت اديه منى وبعدت عنيه ووقفت قباله بتحدى وقولتله بقهر :طب ايوه الفلوس والدهب معانا ومش هتشوف زوالهم ..ولو طولت نجوم السما هتكون اقربلك منهم ...
هو سمع كلامى ديه وفضل يلف فالبيت كيف التور الهايج يقلب فكل حاجه ويدور كيف المجنون فكل مكان :انى هعرف مااطلع فلوسى من حباب عنيكم ياحراميه انتى وجوزك ولابسين توب الصلاح والفلاح ..
عملين نفسكم قاريين كتاب الله وتاخدو شقى غيركم بالباطل ..تعبتو فيها الفلوس داى ولا كديتو علي الارض لما ضهركم اتقسم !
خلص لف فالبيت وبص على الاوضه اللى فيها الدهب وانى قلبي غاص فرجليا ..
بصلى لقانى رجفت وعيونى برقت بخوف ابتسم ورجع بص للاوضه ودخلها كيف الاعصار ..نبشها نبش حته حته وانى واقفه قبال الدولاب وسانده عليه بضهرى ولما لفلى عرف ان الدهب فالدولاب قرب منى وهو عيضحك بانتصار كنه اتوكد انه لقاهم خلاص ..
هو يقرب وانى الزق فالدولاب اكتر لغاية مابقى وشه فوشى وضحك ..قولتله بموتى ياشاهين داى فلوس عيالى ..هو دفعنى بكل حيله من قدام الدولاب وفتحه ورمى كل اللى فيه عالارض لغاية ماوصل لصرة الدهب ..
مسكها وانى بقيت اتتلح فيده عشان اخدها منيه وهو كل مااقرب من الدهب يلزنى بعيد عنه بضربه اوعر من اللى قبلها ..
كشف حته من الصره وشاف اللى فيها وعنيه لمعت بطمع وفرحه وابتسم وهو باصص للدهب .
لحظات ذهول منيه كانت كافيه انى افط على السره واخطفها من يده كيف الحدايه واجرى بيها من قدامه وملقيتش مهرب منيه غير للسطح ..
وصلت نص السلم وهو طلع يجرى وراى وعبص لقيت جاهين دخل من الباب ووقف مستغرب عايز يستوعب ايه اللى عيوحصول ..
شاهين كمل جرى وراى كيف ديب جعان ولقى وكلته وانى كملت جرى على فوق وجاهين ورانا ..
انى وصلت فوق السطح ووقفت ضهرى للعشهه ووشى لشاهين وحاضنه الصُره واتكلمت من بين سنانى :
بعد عنى لاصرخ والم عليك الناس ياشاهين .
شاهين:صرخى واعملى مابدالك ..انى مش هتزحزح من اهنه غير والدهب معاى ..
جاهين :اديهوله ياتماضر..اديهولو معاوزينهوش ..اديهوله وريحينا وريحيه .
-بصيتله بغضب ورجعت بصيت لشاهين وقلتله بتحدى :
والله مياخد الدهب غير لما يعدى على جثتى فالاول ..
شاهين سمع كلمتى وهجم عليا مسكنى من طرحتى وجرنى بكل قوته ولا انى ولا جاهين عرفنا نخلى يده تسيب طرحتى وهو جاررنى كيف واحد ممسوس وانى كيف شريط فيده وحاضنه الدهبات فباطى ممفرطاش فيهم للنهايه وآخر كلمه سمعتها وكتها كانت من شاهين:
قولتيها وهتطوليها ياتماضر ..ووصلنى جر لغاية السلم وجاهين يشد فيه بس ماقادرش يوقفه ..سابه جاهين ولف جه عليا لما شافنى على حاشة السلم بس قبل مايوصلنى شاهين حدفنى منيه بكل حيله
خدت السلم دحرجه وبعدها الدنيا ضلمت قدام عينى مدريتش بحاجه بس الباقى حكهولى جاهين بعدين .
جاهين شافنى عتكحرت من على السلم ولما وصلت لآخره اتفرطت محطتش منطق واخوه شاهين كل همه الدهب وعايز ينزل ورايا ياخده مسكه جاهين وابتدا فيه ضرب بحيله كله ..
شاهين كان كل همه يفلت من يد جاهين وياخد الدهب ويجرى ..لكن لما شاف جاهين داقق فيه دقة العميان مسايبهوش ابتدا يدافع عن نفسه ويضرب جاهين ضرب دفاع فلاول عشان يفلت بعدها الضرب اتحول لضرب غِل.
غل من جاهين المتعلم الى عمره ماوقف جار ابوه ولا كان تحت رجليه ليل نهار مرمطون لغاية ماخلى التعب خد من جسمه راقات ..غل من فلوس ودهب جاله عالساهل من غير ما يجور على حد ولا ياخد ذنب ولا يجنى سيئه ..غل من نضافه شاهين اتحرم منيها ..
هو يضروب بغل سنين وجاهين يضرب بحرقة قلب على مرته اللى معيتحملش فيها الهوا ..
وفالاخر شاهين قدر يغلب جاهين ويوصل لرقبته وخنقه بأديه التنين وميله على سور السطح وداس عليه بكل عزمه ومن حلاوة روح جاهين مد اديه مسك شاهين من تحت باطه وبعزم مافيه لفه ورزعه على سور السطح اللى كان معمول بجالوس طين ..والسور متحملش وخد شاهين ونزل بيه لتحت ..
جاهين بص لتحت بخوف ورجفه وكتم صرخته وهو شايف شاهين غرقان فدمه بعد مادماغه جات على حجر رحايه كنت حطاها جار البيت لله كل اللى حداها شوية غله عايزه تدشهم تاجى تدشهم عليها وتمشى
نزل وراحله وحتى قلى انه خطى عليا مبصليش وحتى غاليه كانت قاعده جارى تبكى لما صحيت وشافتنى واقعه خدها فرجليه وهو رامح ..واول ماراح لاخوه لقاه لافظ انفاسه الاخيره ..
فضل قاعد جاره ويصرخ ويضرب على دماغه ورجليه بعدم تصديق ويقول اخوى مات اخوى مات
ابتدت الاهالى تتجمع ويسألو حصول ايه وكان فيه واحد فيهم متطوع عمال يرد عالناس ويقول ..الشيخ جاهين جه من بره لقى اخوه واقع من فوق وميت ..
وعلى كلامه كل اهل البلد اجتمعت انه هو ديه اللى حوصول ..وحتى فيه ناس شهدت انهم شافو بعينهم عيقع من فوق البيت وشافو جاهين بعينهم وهو جاى وشاف اخوه واقع وجرى عليه وهو عيصرخ ..
طبعا التجويد كتر وكل واحد بقى يجود على كيفه بس ولا واحد شك ان ممكن جاهين يكون هو اللى وقع شاهين ..عشان هما عارفين جاهين زين .
انى اول مافوقت وفتحت عينى اتلفتت حواليا شفت حكيم واقف ورا باب قزاز وعيتطلعلى وهو عيرجف كيف سعف النخيل من الخوف و عيونه ممبطلاشى سح دموع ..وحتى غاليه واقفه جار منيه ...
حاولت اتحرك لكن مكنتش حاسه بجسمى واصل .. وبالذات رجليا كان مستهيألى انهم اتقطعو ..وبعد معافره قدرت احرك يدى واوصل لرجلى احسس عليهم وفرحت لما لقيتهم قاعدين وقولت يمكن من البنج ودلوك يفكو واحس بيهم ..بس بعد اكده عرفت ان عمرهم ماهيفكو ولا عمرى هقدر احس بيهم ..
ومن يومها وشاهين اتدفن بشره والناس اتحدتت هبابه عن الحادثه وبعد شويه سكتت ...
مكدبشى عليكى يابتى قالو كلام كتير منها انه كان جاى يتهجم علي ولما مرضيتلوش رمانى من السلم ولما شاف جاهين اخوه جاى فط من فوق من الخوف ..
ومنها انه اتهجم عليا وانى لزيته من فوق وانى ونازله السلم من الخوف وقعت وجرالى اللى جرالى وغيره وغيره ..
بس قصاد كل كدبه كانت تطلع واوشاعه تنتشر ..اخلاقى وسمعتى ورباية الشيخ عبدالله وسيرته وسط الناس وعشرتى الطيبه مع الكل ومعرفة الناس ليا كانت تتلفها وتمحيها طوالى ..
ومن ساعتها وجاهين فضل محمل نفسه موت اخوه حتى لو مش بقصده واتعهد انه هيرعى ولده وعمره مايقصر معاه فشي يمكن ديه يخفف من عذاب ضميره ..
وحتى انى حملنى نصيب فموت اخوه وكان يقولى انتى خدتى جزاتك فالدنيا على طمع نفسك ففلوس حرام.. وكنتى سبب فكتلى لاخوى بس انى فاضل حسابى عند ربنا يوم الموقف العظيم ..
وكان دايما يردد ان كل ديه حوصول لما دخل الدهب اللى فيه شبهة حرام لبيته ...
اتنقلنا للسرايه بعدها جار غازى لما بطل ياجى لبيتنا وكان لساته صغار مينفعشى يقعد وحديه وخوف جاهين عليه خلاه كسر يمينه بأنه ميخطيش السرايا لحدت مايموت
بس راح لاجل عيون غازى وعضم التربه .. ومن ساعتها بَعد حكيم عن البلد وعن السرايا وعلمه طريق الذكر والكتاتيب وبقى يبعته لبلاد بعيده يعلمه القرآن وتفسيره على يد اكبر واحسن شيوخ وطلب منيه يشتغل فالخِتَم وياكل من فلوسه وفلوس كَدُه وتعبه عشان ميدخلش جوفه لقمه حرام ..
وكل ديه عشان يبعده عن الحرام وشبهة الحرام اللى فالدهب وينبته نبات حسن ..
وهو بقى يشتغل فالارض بتاعة واد اخوه اجير ومياخدشى غير اجرة يومه لا تزيد ولا تنقوص وناكلو ونشربو منيها ..
كنت كل عشيه اجيب سرة الدهب وارص السبايك قبال عينى واتملى فيهم واتحسر على نعمه بين ادينا ومقادرينش نتنعمو فيها وكل ديه عشان مجرد شك فقلب جاهين ..
لحدت ماجه اليوم اللى غازى وقف قصاد عمه عشان يبيع فأرضه عشان يصرف فلوسها عالغوازى والبوظه ويكمل فالطريق اللى ياما عمه نصحه يبعد عنها وهو ودن من طين وودن من عجين ..
كان جاهين كل عشيه يجيب غازى ويقعده جاره ويفتحله القرآن ويقعد يقراله ويشرحله معنى الايات ويحاول يعرفه دينه ويقربه من ربه ويعلمه بالحسنى لكن غازى كان من اللى عينطبق عليهم قول الله تعالى ..
(خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ)
صدق الله العظيم ...
يعنى مهمن حاول معاه عمه كان قافل قلبه وعنيه ومكانش شايف قصاده غير طريق الهلس ...
وعمه آخر ماغلب معاه همله وسلمه ليد ربنا وهو ماعليه الا انه كان يطلبله الهدايه فكل صلاه وبين كل اذان وإقامه عشان وصل معاه لطريق مسدود وغازى وصل لسن متنفعشى فيه الشده ..
واهنه كانت وقفتى الكبيره قصاد جاهين لما وعيت غازى هيبيع فالارض ..وقولتله ان انى اللى هشترى الارض بالدهب ومهخليشى الارض تروح من بين يدينا واصل ..
وان كان على شبهة الحرام اللى عتقول عليها فالارض مليناش دعوه بيها.. احنا هنشترو ارض بفلوسنا وان كان على شبهة الحرام اللى فالدهب فمش احنا اللى هنتحملوها اللى جمع الدهب واقسم يمين الله على كتاب الله ان فلوسهم حلال هو اللى يتحمل وذرهم ..
شد وسحب وتهديد بالبعد والهجر خلو جاهين يستسلم لرغبتى بس قلى الارض وفلوسها محرمين علي ليوم لُقى وجه الكريم ..
ومن يومها بقيت واقفه لغازى بالمرصاد وكل ماياجى يبيع من الارض حاجه اتلقاها انى واشتراها وادفع حقها واكتبها بأسم حكيم ولدى ذخر ليه وامان لدنيته ..
مطولش كتير وكان بايع آخر شبر من لارض وفوق منيهم السرايا وكل حاجه بقت بأسم حكيم ...
بس من ساعة مااشترينا اول قيراطين واتكتبو بأسم حكيم واتبنى كدهم كره لحكيم وغيره وغل فقلب غازى فضل يكبر مع كل شبر يتنقل منه لحكيم لغاية ماملى قلبه وروحه وعقله وبقا واضح كيف نور الشمس فعيونه كل مايتطلع لحكيم ولدى ..
ومن يومها وعمك جاهين بطل شغل فالارض لما صحته ابتدت تتأخر ولمله كام عيل بقا يديهم دروس فالدين وبقى عايش على التمر والعيش..
ميدخلش جوفه لقمه جايه من ريع الارض ولا خيرها ..ولما كان غازى يسأله ليه معتاكلش غير التمر والعيش الحاف كان يقله ان معدته لو كل ايوتها حاجه غيرهم عتتعبه .
كان ممكن يقعد شهور على العيش الحاف والتمر لحدت ماياجى حكيم من سفره جايب معاه حاجه زينه، وكتها يقعد جاهين ياكل منيها براحه وفرحه ولهفه كنه طفل جعان محروم الوكل و لقى قدامه وكله عيحبها ..
كان ياكل ملو بطنه ويفرح ملو عينه بولده اللى عيكبر على حب ربنا وحفظ كتابه ويرتاح ملو روحه وهو حاسس انه باقى على عهده مع ربه بأن جوفه ميدخلهوش الحرام هو ولا ولده ...
اما انى فكنت آكل من ريع الارض انى وبتى وانى جواى عارفه انها فلوس حلال وشفت الصدق فعيون ابو جاهين ومتوكده منيه .
حتى حكيم كان ماشى على خُطى ابوه وعيعمل كيف ماابوه عيعمل ومكانشى يرضى يحط لقمه فخشمه من فلوس الارض واصل ..
والكلام ديه استمر لحدت ماجاهين وقعه المرض خالص وبقا على فراش الموت ووكتها كان لازمن يسلم المشيخه لغازى واد اخوه ..
لم المشايخ واهل البلد وكباراتها عشان يقلع عمته ويحطها على راس غازى قبال الكل ويسلمه المشيخه لكن اللى حوصول وكتها ان اهل البلد كلياتهم اجمعو ان المشيخه مش ورث ولازم تكون فيد اللى يكون اهل ليها ..وانها لازمن تتنقل من يد عادل ليد عادل تانى وان غازى ابعد مايكون عن المشيخه ..
كلامهم ديه دبح غازى وخلاه يفرفط وهو قاعد فموطرحه بس اللى زهق روحه لما ٤ من كبارات البلد خدو العمه من يد جاهين ومسكوها مسكة راجل واحد هما الاربعه وراحو بيها على حكيم وحطوها فوق راسه وبايعوه بالمشيخه هما وكل الموجودين ..
ساعتها لا حكيم ولا ابوه كانو عارفين يتحدتو من لجمة لمفاجأه ..
يومها غازى طلع من المندره والسرايا ومحدش عرفله طريق ..
وحكيم جانى وهو شايل عمة ابوه فيده ووشه اصفر ووقف قصادى واتحدت بخوف :
امه الناس نصَبتنى شيخ موطرح ابوى !
انى من فرحتى زغرت وحضنته بكل فرحه وفخر بولدى وعِرق عينى اللى بقا شيخ واهل البلد كلها فضهره ..
بس هو كان واقف جامد ومتخشب وحالته حاله من الخوف والرهبه ..
اما غازى فقعد سبوع بره السرايا ملفلفشى حواليها وعمه يبعت وراه فالمراسيل عشان يعاود وكل مرسال يرجع يقوله مرضاش يعاود وعيقولك مليهش موطرح وسطكم من بعد النهارده ..
كلام غازى وبعده ورجوعه للسرمحه من تانى خلت حالة عمه انتكست ومطولش كتير وكان ربنا مستلم امانته ،بس بعد مافضل يوصى فيا وفحكيم على غازى وانه يرجعه السرايا وميطلعهوشى منيها واصل ..ولا يحرمه من فلوسه ولا من خيره طول ماهو عايش ..ولا يقصر عليه بنصيحه ولا وقفة اخ وكت الشده والا يعتبر ابوه غضبان عليه ..
وخلى حكيم عاهده على اكده وحط يده على كلام الله وحلف ..
ومات جاهين وحِزنِنا عليه حزن متتحملوش الجبال وخصوصى حكيم اللى كانت روحه فابوه وروح ابوه فيه
فضل ياقلب امه مكسور القلب والروح عليه والحزن مرافقه لما بقو هو والحزن صحاب سنين ...
لكن ربنا عوضه موطرح ابوه ببشندى
..كان يشتغل مع جاهين اجير من ايام ماكان يشتغل حدا الناس واتصاحبو وبقو كيف الاخوات.. والصراحه بشندى كان ليه وقفات مع جاهين عمرها ماتتنسى ..
ومن بعده بقى مع حكيم اللى من يوم يومه عامله كيف ولده ويراعيه بشلول عنيه ودايما واقف فضهره وحاميه ولولا بشندى الله اعلم حكيم كان زمانه جريله ايه دلوك .
حكيم وبشندى بعد الحكايه داى دورو على غازى كتير وسأل عليه ومقدروشى يعترو فيه لغاية مافيوم جه لحكيم خبر ان غازى حدا الحكومه قبضو عليه عشان كتل واحد صاحبه فخناقه على القمار ..
راحله حكيم وفهم منيه اللى حوصول واتوكد انه بريئ وراح لاهل الواد الميت وقالهم انه هيدفع دية ولدهم بس يطلعو غازى ويتنازلو عن الشكوى وخصوصى ان غازى اكده اكده هيطلع برائه عشان كل الناس اجمعت ان ولدهم هو اللى بدا العركه وبدا بالتعدى ...
ولحسن حظ غازى وحكيم ناس الكتيل كانو غلابه ورضيو بالديه ومحولوهاشى تار ولا قالو دم بدم ...
ودفع حكيم وطلع غازى وجابه للسرايا تانى ..
بس قعده فالمشتمل عشان ميصوحش يقعد فبيت واحد مع بت عمه اللى تحلله
وخصوصى لما حكيم شاف غاليه متعلقه بيه ..ودى حاجه تانيه خلت قلب غازى يغل من حكيم عشان شاف ان حكيم جايبه يزله ويقعده فمشتمل كيف الخدامين من بعد ماكان مالك السرايا وسيدها ..ونسى ان حكيم عيطبق الاصول وشرع ربنا ...
ومن يومها وحكيم عينفذ وصية ابوه فغازى برغم كل اللى كان يشوفه من غازى وبرغم انه متوكد من كرهه ..
وفضل يراعى فلارض و من فصل لفصل ومن الارض للسرايا لمصالحه وكلامه قليل مرجعتلوشى ضحكته ولا عاود للدنيا من تانى غير يوم ماشاف فرحة قلبه ولجمته فنفس الوكت ،وغرق وِلِيدى فبحر ازرق ملوشى قرار ..
لكن الحظ لعب لعبته وجات الحدايه خطفت منيه ضحكته وفرحته وحتى البحر اتحرم عليه العوم فيه وهو قبال عنيه ومن يومها واقف عالشط يتطلع عالبحر من بعيد وحسرته فقلبه ياحبة قلبى ..
قالتها وهى عتتطلع لعيون جماره
جماره بصتلها وديقت عنيها باستغراب : تقصدى ايه ياخاله بكلامك ديه ؟
تماضر اتبسمت بحنان ومدت يدها ضربت جماره ضربه خفيفه على جبينها لما شافتها عتتطلعلها وحاطه ايدها على خدها وعتسمع باهتمام :
مقصديش حاجه ..ويلا قومى وبزياده حديت النهارده ..وبطلى تطلعيلى بعنيكى الحلوين اللى كيف عيون البسه دول وميتشبعشى من الطله فيهم ..واتنهدت ..الله يكون فعونك ياللى فباااالى ..
جماره قامت وهى مبتسمه على كلام تماضر الاخير وجواها ارتياح عجيب عشان دلوك اتوكدت من احساس قلبها وان لا حكيم ولا امه يقدرو يعملو حاجه كيف اللى قالها غازى وان كل كلامه زور وتلفيق وافترا على اطيب خلق الله ...
لكن فنفس الوكت جواها حسره عشان مطلعش ليها فالطيب
نصيب..
إلي هنا ينتهي الفصل السابع عشر من رواية جمارة بقلم ريناد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا