مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة ريناد الشهيرة ب رينوو والتى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثامن عشر من رواية جمارة بقلم ريناد يوسف.
رواية جمارة بقلم ريناد يوسف - الفصل الثامن عشر
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم
رواية جمارة بقلم ريناد يوسف - الفصل الثامن عشر
جماره قامت من جار تماضر وماشيه مبتسمه ومش منتبهه وفجأه خبطت فحاجه بصت لقتها غاليه ..
جماره :غاليه ..اصباح الخير ..متأخذنيش مكنتش واخده بالى .
غاليه :معلهش معذوره اصلك لساتك واخده جرعة حنان كبيره خلت عنيكى غطرشَت ياولداه !
تماضر :بطلى غيره ياتمساحه عالصبح وخشى خش عليكى ..قيامالى ضهارى يختى ياداكتوره ..اوبقى توفى على وشى لو نفعتى فبيوت انتى
غاليه :هنفع وهبقى ست بيت مفيش منى تنين ..ولما ديه يوحصول ابقى افتكرى مقاديفى اللى عماله تكسرى فيها داى كل هبابه لغاية ماخليتى كل مقداف كد عودة الكبريت ..
وابقى شوفى حالك وكتها وانتى عتتباهى بيا قدام الخلق وترفعى راسك بغاليه بتك وتشاورى عليا بصباعك من بعيد وتقولى داى بتى غاليه ...ساعتها اوبقى نزلى صباعك تانى وافتكرى حالك دلوك وانتى عتدبيه فقلبي ...وسابتهم ومشت
تماضر :اخدى اهنه يبت رايحه فين !
غاليه :رايحه اتقلب واكمل نوم ..مش داكتوره عاد ..وابقو صحونى لو فيه كشوفات ..
غاليه طلعت لفوق تانى وجماره كمان طلعت لبره وتماضر لما ملقتش حد يفطور معاها خلت زبيده جابتلها الفطور فالاوضه فطرت فيها ومطلعتش
اما جماره فطلعت لبره فالجنينه طلت على عصافيرها واطمنت على جمره وقعدت جارها هبابه ، بعدها قامت ودخلت السرايا وطلعت لفوق على اوضة حكيم ترتاحلها هبابه ..لكن وقفها صوت غاليه اللى جاى من اوضتها وهى عتتحدت بصوت مسموع..
جماره استغربت وسألت حالها ياترى غاليه عتتحدت مع مين واترددت ثوانى لكنها اتقدمت وخبطت على باب اوضة غاليه خبطتين ..
غاليه :اتقندلى خشى ياجماره .
جماره فتحت الباب ودخلت وهى مبرقه عنيها باستغراب وسألت غاليه : عرفتينى كيف إنى آني !
غاليه بعصبيه :وحياة ابوكى مناقصه غباوه هى عالصبح ياشيخه ..اصل امى وعاجزه لا عتطلع سلالم ولا تنزل وزبيده معتهملش المطبخ ولا عتطلع للدور ديه واصل وحكيم مسافر ..مش محتاجه فكاكه هى !
جماره ابتسمت واتقدمت منها وقعدت جارها عالسرير واتحدتت بحنيه :طاب مالك قايمه بزعابيبك ليه عالصبح ومحملاش كلمه !
غاليه اخدت نفس وزفرته وغمضت عنيها :اصلى حلمت حلم حلو معكننى ..حلمت انى عتجوز واحد كيف فلقة القمر .
جماره باستغراب :وقايمه متنكده عشان الحلم الحلو ديه !
غاليه :له يختى عشان الحلم الحلو ديه بقالى كتير عحلمه وهو هواه نفس الحلم ونفس ذات فلقة القمر ومستنياه يتحقق ومعيتحققش ..
جماره : نسيتى يعنى خلاص وصرفتى نظر ؟!
غاليه فهمت قصدها وردت عليها بكل صراحه :له منسيتش ..ولساتنى لما عشوف غازى عتدهول ..بس عارفه انه مفيش امل اتجوزه ..وحتى عقلى عرف وابتدا يغيره فالحلم بواحد تانى ..بس المشكله ان التانى ديه مجاييش
جماره اتحدتت بضحكه على صراحة غاليه وقلبها ولسانها اللى معيعرفوش يدسو حاجه:
احمدى ربنا عشان نفدتى بجلدك ومتتعجليش على نصيبك كل تأخير مراضاة ربنا ليكى بعديه هتكون اكبر وفيها خير ..
غاليه :بت ياجماره انتى بارده قوى اكده ليه !..دانى عقولك لساتنى عحب جوزك ..يعنى وحده غيرك المفروض تقوم تمسك فشعرى تطلعه فيدها قرن قرن ! معتحسيش ياواكلاهم واصل اكده !؟ طب معتزعليش ولا الغيره تقرص قلبك عليه هبابه حتى !
جماره : ولاااا الهوا ..وبعدين بذمتك بعد عمايله فيا اللى شايفاها بعينك ديه احبه بانهى عين وانهى قلب ؟
انى لو عزعل عزعل عليكى انتى وانتى واعياه وواعيه عمايله وشايفاكى لساكى متعلقه بيه ؟!
غاليه بحسره :قلبي ابن جزمه قوى ياجُماره وكل ماعقلى يقوله لعينى شوفى عمايل غازى واكرهيه قلبي يقولهم مليش صالح بيكم انتو التنين انى هحبه بعيوبه بزفته بقلة ربايته ملكمش صالح انتو ..
جُماره :حُكم قلبك واعر قوى ياغاليه!
غاليه :مش عقولك ابن جزمه ...بس يعنى عادى لو جه واد الحلال هتجوز وافضها سيره ...وزعقت بصوت عالى ضرعت جُماره ...بس هو ياجى وياخدنى من وش تماضر اللى قارشه ملحتى داى ومشندله عيشتى ..
جُماره :على فكره ياغاليه مينفعش تقاوحى قبال امك ولا تردى عليها الكلمه بكلمتها ..ربنا قال ولا تقل لهما أُفِ ولا تنهرهما ..!
غاليه :بركاتك ياشيخه تماضر ..نفس ذات نبرة الحديت ..بهتت عليكى بسرعه
جماره :وهو انى اطول ..طب دى خاله تماضر داى احسن وحده فالدنيا كلها ..
غاليه :مع كل الناس معادا انى ..وحنيتها داى طلمبه كل الناس تشرب منيها وتاجى حداى انى وتشَحِط ..
جماره بضحكه :والله خاله تماضر عتحبك قوى بس هى عتضحك معاكى وغرضها موصلحتك فلاول وفالأخر ..هى لو قست عليكى فالحديت، مش عشان تعلمك وتفهمك وتحط عقلك فراسك ياغاليه !
غاليه :متتلمى ياجماره هو انى عقلى كان طالع بره راسى ياك ! ولا مهووسه وعقلى هارب؟
جماره :انتى ست البنته كلهم وست العاقلين كمان ..بس داى امك والام والاب عيكونو دايما شايفين اللى عيالهم مقادرينش يشوفوه ..
طيب هسألك سؤال ياغاليه ..
لو عيل صغير ماشى فطريق ..وابوه شافه ماشى فالطريق ووقفه وقاله عاود من الطريق داى مهينفعش تعدى منيها ..فيها خطر عليك ..العيل ديه يعاود ولا يكمل الطريق ؟
غاليه :يعاود طبعا عشان اكيد ابوه شاف فالطريق حاجه واعره وخايف على ولده منيها ..
جماره :ولو الواد عاند وكمل الطريق ومسمعش كلام ابوه ايه اللى هيوحصول ؟
غاليه :يسيبه ياكش يقابله ديب ياخده على قطمتين قليل السمع ديه.
جماره بضحكه :بس قلب الوالدين ميقولش اكده وعمرهم مايقدرو يسيبو عيلهم ماشى فطريق الخطر واصل ياغاليه..ولازمن يمنعوه بأى طريقه ..
اهو احنا مهما كبرنا هنفضلو فعيون ناسنا كيف العيل الصغير ويخافو علينا نفس الخوف ..وبردك هيفضلو خابرين زين كل طريق هنحطو رجلنا فيه فحياتنا هيودينا فين ، وفيه ايه مستنينا فآخره ..عنيهم عتشوف ابعد منينا واكيد خابرين كل طريق وعارفين اللى فيها زين ..
وامك ياغاليه لما شافت اللى كنتى عايزه ترمى حالك فيه وحباه ومشايفاش انه حاجه عفشه ليكى ملقتش فيدها غير انها تبعدك عنيه بلسانها وتأنبك بالحديت الواعر..يعنى اختارت اضعف الايمان عشان هو الحاجه الوحيده اللى فيدها ..
غاليه اتنهدت :مش عقولك امى بهتت عليكى ..بس برضك تماضر لازمن تخاف على مشاعرى اكتر من اكده ..مشاعرى عتتبعبل فالطراب من عمايل امى وكلامها يانااااس !
جماره : مشاعر ايه وبتاع ايه بين البت وامها ياغاليه ..طب دا كل كلام امك ديه حب وخوف عليكى ومهتحسيش بخوفها ديه غير بعد ماتوبقى ام وتشوفى غلاوة ضناكى فقلبك ساعتها هتحسى بغلاوتك فقلب امك ..قومى قومى ..قَومى مشاعرك من الطراب ونفضيها ودسيها موطرحها وتعالى انزلى معاى نقعدو جار امك قاعده لحالها تحت ..بكره تتجوزى فلقة القمر اللى عتحلمى بيه كل ليله ديه وتشتاقى لقعدتك جارها وتدوريها بالحلاوه .
غاليه ابتسمت وبصت لجماره بتمعن وهمستلها :انتى حلوه قوى ياجُمْارَهْ ..حلوه وكلامك حلو زييكى..بصراحه كل حاجه فيكى حلوه ..من حقه حكيم يدهوله عشقك دهوله والله .
جماره ديقت حواجبها باستغراب : عشقى ايه..ودهول سى حكيم كيف ..انتى عتحدتى عن ايه !
غاليه اتنهدت :عتحدت عن اخوى اللى فضل سنين واقف مستنى على عتبة بابك يعدل فحاله لاول عشان يخبط ويدخل ..وقبل مايدخل جه غازى طاير ودفع الباب قبل منيه ودخل سرقك وطلع بيكى يجرى قدام عنيه وهو ملحقش يعمل حاجه ياولداه ..
جماره :انى مفهماش حاجه واصل من حديتك ديه ياغاليه !
غاليه :انى هفهمك يانضرى ...وابتدت تحكى لجماره كل الحكايه كيف ماحكهالها حكيم وطول ماهى تحكى جماره حاسه انها فحلم وان كلام غاليه كلياته خرابيط ..
لكن لما رجعت لعمايل غازى اللى عيعملها معاها قدام حكيم ،وحنية حكيم وخوفه عليها ووقوفه جارها، اتوكدت ان كل كلام غاليه صوح ..
وقدرت دلوك تفسر النظره اللى عتشوفها فعنين حكيم وهو عيتطلعلها صوح كانت تشوف فيهم حسره وقهر بس كانت مكدبه شوفها عشان فنظرها مكانش ليهم سبب ..بس دلوك عرفت ان وراهم اقوى سبب !..
وان كانت عتكره غازى قراط بعد كلام غاليه ومعرفتها سبب جوازه منيها الحقيقى اللى ياما سألته عليه ومخدتش منيه عقاد نافع ..كرهته دلوك فدادين عشان حرمها من حكيم وحرم حكيم منيها ..
دلوك بس قدرت تفهم معنى كلمته انه واخدها مخلصان حق ..مخلصان حق باطل من حكيم عشان يعذبه بيها
ويسرق فرحة قلبه وحتى هى حرمها من جنه كانت على ابوابها .
قامت من قبال غاليه وراحت على اوضة حكيم من غير ماتنطق بكلمه ..
قعدت على سريره بملامح باكيه وقلب محمل بقهر وحسره والم اول مره تحس بيهم بعد ماعرفت ان لولا غازى كان زمانها مرت حكيم دلوك وعتغرف وتشرب من حبه وحنيته من غير حساب ولا خوف من عذاب ..
اتنهدت بقلة حيله ومسكت خلجاته اللى على السرير حضنتهم وشمتهم ونزلت دموعها مسحتهم ونامت وحطت جلابية حكيم قصاد عينها عالمخده وفضلت بصالها وتحدتها وتمسد عليها بحنان كيف مايكون حكيم هو اللى قاعد قبال عينها مش جلابيته ...
فضلت شويه عالحال ديه وقامت لما سمعت حس امها عتنادم عليها من تحت عشان تنزلها ..
قامت وعدلت خلجاتها ومسحت عنيها ونزلت لامها وجواها بركان عيغلى ونفسها تصرخ فيها وتقولها ليه رضيتى تجوزينى لغازى ..ليه تطيعى عمى وتشيعينى بيدك لعذابى وانى كان بينى وبين الهنا ايام ...
نزلت وقعدت جار امها هبابه بملامح جامده وقلب مخنوق ملهاش نفس لا لحديت ولا لكلام ولما امها سألتها عن السبب حكتلها اللى غازى عيمله فجمره وان ديه هو سبب الحاله اللى هى فيها داى ..
عيشه خدت قعدتها ومشت وقلبها محمل هم جديد من غازى وعمايله الشينه اللى معتنتهيش ..
وغازى رجع من بره دخل السرايا خلى زبيده تحطله وكل وكل وطلع من غير مايتحدت مع جماره ولا تتحدت معاه عشان الكل يصدق انهم زعلانين صوح وجماره ماصدقت لقيتها عشان حتى لو حدتها مكنتش هتلاقى نفس ترد عليه ..
طول ماهو قاعد كانت بصاله بملامح مشمئزه وهى شايفاه بصورته الحقيقيه ..كيف ماتكون غشاوه كانت على عنيها من تلاه واتشالت وتوها اللى شافت وش الشيطان اللى كان داسه تحت وش البنى آدمين ..
كانت تقول لحالها ان كل اللى عيمله فيها من بدايه جوازها منيه ديه كوم ..واللى عمله فحكيم وعذابه بيها ديه كوم تانى وعمرها مهتنسهوله ..
طلعت الجنينه فآخر النهار توكل جمره وتقعد جارها هبابه وفى الوكت ديه دخل بشندى من باب السرايا ووصل حداها ولفاها كيس فيه وصفة جروح جابها من عطار بعت جابهم من البندر لجمره ووراها تدهنمهملها كيف وميته وهى نفذت فورا ..اخدت من يده وابتدت تدهن لجمره ..
بشندى واقف جارهم واتنهد وهو باصصلهم ..
جماره :عتتنهد بغلب اكده ليه ياعم بشندى !
بشندى :عفكر فاللى هيعمله سى حكيم لما يعاود ويشوف حال جمره ديه .
جماره :طب يعمل فغازى ماشى ..لكن فيك انتا ليه !
بشندى :عشان موصينى على (جمر قلبه وجمارُه).. احرسهم فغيابه واحافظ عليهم من الهوا وانى كل اللى عميلته انى نمت ورجليا للهوا ومعملتش بوصيته ولا كنت كد الحرسه اللى حرسهانى ..يارب جروحها تطيب قبل مايعاود دا لو شافها اكده ممكن تجراله حاجه !
جماره كانت بتدهن لجمره وايدها وقفت لما سمعت الجمله بتاعت بشندى ..جمر قلبه وجماره وقلبها نط من موطرحه .
وهمست لنفسها بفرحه
يعنى موصيه يخلى باله منى ..خايف عليا حتى فبعادك يانضر قلبي ..وبعد ديه كله وعايزنى ابعد عنيك ..والله لو هفضل عمرى كله اتطلعلك من بعيد لبعيد واشوفك كيف القمر بعيد وعالى ومينطالش برضك مههملكش واصل ..
بشندى مشى بعد مااطمن على جماره واخد معاه فروع شجر التوت المتكسر عشان يرميه بعيد عن جنينة السرايا ..
اما حكيم فلسه الحروب شغاله جواه والتفكير شيب قلبه وعقله وبرضك مقدرش يوصل لقرار ..يفرط فأرضه اللى هى عرضه ..ولا يفرط فحبه وراحة قلبه ..
وفالآخر استسلم للحيره وفاتها تطحن فروحه وسلمها بيد ربه وهو عليه التفكير وساب لربنا التدبير .
وكت الغروب طلع غازى من باب المشتمل الورانى على خبطه خفيفه فتح الباب وشاف شكاره مسنوده على الحيطه وجارها عوض.. قرب من الشكاره وفتحها وابتسم وهو شايف اللى جواها ، وبص لعوض وهزله دماغه برضى :
براوه عليك ياعوض ..بس عترت بيها فين داى !
عوض :مفيش اكتر منيهم فالجبل ..قولت لواحد حبيبى وراح صد رد طلع الجبل واتكحرت فالحجاره واتمرضغ فالرمله وجابهم وجيه ..تعب قوى والله ياسى غازى ..بس تعبك راحه وتعب البدن ميغلاش عليك ..
غازى حط يده فجيبه وطلع فلوس اداها لعوض :خد اعطيه دول ..مش غازى اللى حد يتعبله ببلاش يابَو ..يلا روح دلوك اعمل اللى وصيتك عليه .
عوض خد منيه الفلوس وعدهم بفرحه واتحرك من قباله وهو عيعد فيهم :ربنا مايحرمنا منيك ولا من فلوسك الحلوه داى ياسى غازى ..
عوض راح على بشندى والرجاله وبعت راجل بداله يحرس موطرحه وغازى دخل جوه مع الرجاله اللى قطعو شوط كبير فالشغل من امبارح وتقريبا كلها يوم ولا تنين وكل حاجه تكون جاهزه كيف ماجهزلها غازى وخططلها ...
بعد نص الليل طلع غازى من المشتمل يتسحب على الجنينه وفأيده الشكاره وبيتلفت حواليه بحرص وراح على موطرح جمره وعينه على السرايا وشبابيكها واطمن ان محدش واعيله...
وقف قصادها وبصلها وقرب ايده عليها لكنها رجعت منه لورا بخوف ..
اتقرب عليها مره تانيه ونجح انه يحط ايده على مقدمة وشها وبعد لمسات حنونه منه جمره استسلمت واتطمنت ووقفت ..هو لما شافها هديت راح على شنطة سكر النبات المتعلقه واخد منها حفنه وقدمهالها وهى اكلتها منه اعتقادا منها ان دى محاولات للصلح منيه وهى اتجاوبت بقلب صافى ...
بعد ماخلصت السكر اللى فأيده حط ايده فالشكاره وطلع منها نبته غريبه ومدها لجمره ..فالاول رفضت اكلها بعد ماشمتها لكن مع اصرار غازى عليها وكل ماتبعد دماغها يروح وراها بالنبته اضطرت انها تاكل منها ..
اكلت وحده واستساغت طعمها وغازى مدلها التانيه بفرحه اكلتها وبعدها التالته ...وارتاح غازى بعد ماوكل جمره آخر نبته فالشكاره وبعدها بصلها بصه اخيره قبل مايلم اثر النبات اللى وقع من خشمها فالارض ويحطه فالشكاره ويعاود المشتمل يتلفت بخوف لغاية مادخل وقفل الباب عليه، ونشوه رهيبه متجليه فعنيه وهو عيتخيل رد فعل حكيم على اللى عيمله فجمرته وقبل منيه قهرة بشندى اللى هانه واتطاول عليه...
النهار طلع بعد ليل طويل عدى على جماره وهى عتتقلب ففرشتها كيف ماتكون نايمه على فراش من جمر بعد كلام غاليه ليها، ومعرفتها بعشق حكيم ليها اللى كاتمه فقلبه وساكت ومتحمل يشوفها مع غازى قبال عينه كل دقيقه ..
شفقت عليه من احساس عاش بيه فقلبه كل المده داى وهى متحملتهوش من مجرد الفكره لما قرر حكيم يتجوز وحست ان حاجه ملكها عتضيع منيها ..
مدت يدها حطتها على قلبها اللى عيفرفط بين ضلوعها وسألت حالها ياترى هتتحمل تشوفه قبالك مع وحده تانيه كيف ماهو اتحمل ...
لكنها خابره زين ان قلبها اضعف من انه يتحملها ..اذا كان من الفكره عيتفط ويقطع بين ضلوعها ..هيوبقا ايه حاله لو الفكره اتحولت لحقيقه!
اتمنت لو يرجع بيها الزمن وترفض غازى وتقف قبال عمها والدنيا كلها لوكانت تعرف انها فالاخر هتكون مع حكيم ..
استسلمت لافكارها والحسره اللى دخلتها غاليه على قلبها وروحها واتمنت ان غاليه مكنتش قالتلها حاجه وكانت سابتها على عماها كيف ماكانت .
اتقلبت ففرشتها لآخر مره قبل ماتقوم مع ساعات الصبح الاولى تتوضى وتصلى وتطلب الصبر من ربنا عاللى هى فيه ...
طلعت على جمره توكلها وتطمن عليها وعلى العصافير بتوعها ..
لكنها وقفت مره وحده وعنيها برقت وهى شايفه جمره قدامها واقفه رجليها عترجف وخيوط خضرا نازله من خشمها ...
جريت عليها بصدمه وقربت منيها تحضن فيها بخوفف وجسمها بقا بيترعش اكتر من ارتعاشة جمره ..دقايق عقلها وقف عن التفكير وهى شايفه جمره بتتطوح وهى واقفه وبالعافيه قادره تصلب طولها .
مسافه بتفصلها من موطرحها لحد بوابة السرايا خدتها فخطوات واسعه وهى عتسابق الريح ..وصلت للبوابه وفتحتها بسرعه وبشندى اللى كان قاعد على دكه هو واتنين معاه قام بسرعه منتور اول ماشافها وجرى عليها ..
ملحقش يسألها فيه ايه عشان هى سبقت و اتحدتت بلهفه وخوف ..الحق جمره ياعم بشندى .
بشندى يادوبك سمع اول حرفين من الاسم وطار من جارها بكل سرعته ووقف على بعد من جمره وهو شايف حالها ...ضرب على راسه بأديه التنين وحس ان قلبه وقف لما عرف ايه اللى فجمره ..
قرب منيها وكل خطوه يقربها يضرب على دماغه بأديه من غير ماخشمه ينطوق ..
جماره بعد ماشافت حالة بشندى على جماره قعدت على حيلها مقدرتش تقف على رجليها تانى ..
بشندى قرب لجمره ولف حواليها ووطى على الارض مسك زهره بيضه رفعها قدام وشه وغمض عنيه بألم وصرخ بعدها بصوت رج السرايا رج ...عميلتهاااااياغااااازى الكلب ...موتك على يدى النهارده ياواد المركووووب ..
مد يده جوا هدومه طلع طبنجه من السديرى بتاعه وجرى كيف الغول على المشتمل يفتحه مقدرش قام ضارب الباب بطلقتين خلاه اتفتح فالتو ..
دخل بسرعه ولمح غازى عيجرى من قدامه بخوف على باب المشتمل الورانى ..جرى وراه وغازى قدر يدخل الزرع بسرعه ويزوغ من بشندى وبشندى فضل يضروب نار بشكل عشوائى موطرح مادخل متمنى ان طلقه تاجى فيه وتبرد نار قلبه القايده ...طلقه ورا طلقه خلصت الطلقات اللى فالطبنجه ووقف بشندى يتنفس بصوت عالى وينفث نار كيف التنين ..
رجع بعد ماسد باب المشتمل الورانى وطلع منه على الجنينه من غير ماينتبه للاوضه المقفوله ولا حتى لشكاير الاسمنت المرصوصه على جنب فالمشتمل ..
طلع وراح على جمره ووقف قدامها من تانى وكل اللى فدماغه حكيم واللى هيجراله لما يعرف اللى عيمله غازى فجمرته ...
قدرت جماره تقف وتروحله بصعوبه وتسأله السؤال اللى تقريبا عارفه إجابته بس عايزه تتأكد منيها من لسان بشندى ...
-هو عميلها ايه ياعم بشندى !
بشندى بصوت مخنوق :سمها ..وكلها عشبه سامه اسمها رجل الغراب اللى عتنزل جوفه متديهوش غير ايام على الدنيا وبعدها يتكفى ..
جماره سمعت كلام بشندى وقلبها فرفط والرجفه زادت عليها ودموعها نزلو مع شهقه لازمت جوفها وهى عتنطق بصوت متقطع :
يعنى جمره هتموت ؟..يعنى امانة حكيم وروحه اللى فاتها بين اديا ضيعتهاله ..يعنى انى هامله ؟!!
وصرخت بعلو صوتها وهى حاضنه دماغ جمره ..لاااااه ياعم بشندى اعمل حاجه احب على يدك ..امانه ياعم بشندى ادلى البندر هاتلها علاج خليها تطيب قبل ماحكيم يعاود عشان لما ياجى يلاقيها كيف مافاتها ..
بشندى بعصبيه :قوووولتلك اخدها الاسطبل عميلتى فيها قرد واتلتحتى فيها ...قولتلك اهناك آمنلها قولتى عتسلينى ..يلا يختى اتسليتى زين !
جماره : ..اعمل فيا اللى تعمله وقول عليا اللى تقوله بس شوف علاج لجمره فلاول .
بشندى قعد واتحدت بيأس وعينه على جمره وحابس دمعة رجال غاليه خلت عنيه بلون كاسات الدم :
وانى لو خابر ان ليها علاج كنتى شفتينى واقف قبالك اهنه !!..
اللى وكله غازى لجمره موت ملوشى طب ولا دوا ...
جماره بيأس وخوف :يعنى ايه كلامك ديه ..يعنى هنهملوها تموت !! يعنى هنقفو نتفرجو عليها وهى حالتها اكده ياعم بشندى !! ..رد عليا ساكت ليه ..قالتها ورجعت تحضن دماغ جمره اللى مره وحده خلصت قوة تحملها ووقعت على الارض بضعف ومدت رجليها الاربعه وسندت دماغها على الارض باستسلام لموت قادم لا محاله ..
جماره وعيت لجمره عيملت اكده وبقت تتنطط فموطرحها وتلدلد من الخوف وبصت لبشندى اللى بص بعيد ورفع ايده على وشه وعرفت انه عيمسح دمعه مقدرش يكتمها ..
لفت حوالين نفسها لفتين وفجأه بصت على الباب السرايا وانطلقت تجرى على بره بكل سرعتها ..
بشندى قام وراح وراها جرى عشان يلحقها خاف تجرالها حاجه هى كمان ويرجع حكيم لا يلاقى جمرته ولا جمارته ويوبقى موت بشندى على يد حكيم حاجه مفروغ منيها ..
حصلها قبل البوابه ومسك دراعها ولفها عليه وهو عيزعق :رايحه فين تهنطلى اكده ..وهتطلعى قبال الرجاله وطرحتك واقعه من على راسك وشعرك باين كيف ..اتنجمتى ياك ..
جماره انتبهت لطرحتها ورفعتها بسرعه وهى عتحاول تخلص نفسها من قبضة بشندى واتحدتت بألم ..سيبنى ياعم بشندى هروح لامى اجيبها هى عتعرف فالحجات داى يمكن الاقيها عارفه حاجه تعالج جمره وتلحقها ..
بشندى بيأس :متتعبيش حالك ..خلاص يابتى امر الله نفذ وقولتلك اللى ياكل رجل الغراب مفيش منيه رجا ...
جماره بصوت باكى :بس سيبنى احاول الله يرضى عليك يمكن ربنا يخلف الظن وتروق ..سيبنى ياعم بشندى احسن لو جمره ماتت وربنا هموت حالى وراها ..مهتحملش اقف قبال حكيم واقوله ضيعت امانتك وفرطت فروحك ..وزعقت بكل صوتها ..الله يحررررقك ياغاااازى حرق ..يحرقك حرررررق ..
بشندى سابها بس بعد ماخد نفس شديد وقلها :استنينى اهنه هجيب الكارته وجايلك ..رجلك متخطيش بره البوابه غير لما اقف بالكارته قدام البوابه واحجبك عن عيون الرجاله ..
جماره هزت دماغها بموافقه وهو سابها وطلع وهى وقفت تقلب رجليها كنها واقفه على جمر ..
دقايق معدوده عدو على جماره سنين وسمعت بعدهم صوت عجلات الكارته فتحت البوابه وطلعت واتشعبطت فالكارته وطلبت من بشندى يسوق بسرعه وهو من غير ماتقول طلع بالكارته يسابق الريح وهو شايف جماره وحالتها وحاسس ان قلبها هيوقف فأى لحظه مع انه عارف ان كل اللى هتعمله مليهش عازه ..
وطول الطريق يفكر اذا كان هو وجماره حالتهم اكده على جمره حكيم هيعمل ايه ويجراله ايه !
وصلو قبال دار عيشه وجماره نزلت بسرعه خبطت على الباب واول ماامها عيشه فتحت الباب جماره هبشتها من خلجاتها جرجرتها على الكارته كان ناقص تشيلهت وعيشه تسأل بخوف فيه ايه وجماره تقولها همى يمه هفهمك فالطريق وحتى مخلتهاش تقفل باب الدار وسابته مفتوح وبشندى رجع بيهم على السرايا بنفس السرعه ...
جماره قالت لامها عيشه كل حاجه وعيشه بصت لبشندى وسألته :
وكلها ايه غراب البين يابشندى ؟
بشندى :رجل الغراب ياعيشه .
عيشه غمضت عنيها بيأس وبعدها بصت لبتها :خلاص يابتى هى اكده فحكم الميته ..ساعات او ايام هتقضيها قبل ماتسلم واللى اتكتب عليها مفيش منيه مهروب ..
جماره هزت دماغها برفض ورفعت راسها للسما وصرخت برفض :له يارب له.. عشان خاطر حكيم الحامل كتابك وحاطك قبال عنيه طول عمره مش عشان حد تانى ..ياااااااااارب ..
وصلو السرايا وجماره اصرت على امها تقولها على اى حاجه تديها لجمره حتى تخفف عنيها الالم لو نهايتها موت ..
عيشه بصت لجمره ومصمصت شفايفها بحسره وقالت لبتها بنبرة يأس ..
فلاول روحى هاتى قزازة زيت زتون كبيره ..
جريت جماره على السرايا وجابت قزازة الزيت وعيشه رفعت راس جمره وفتحت خشمها بصعوبه وسقتها قزازة الزيت كلها ..
جماره :هيعمل ايه الزيت ديه يمه !!
عيشه :ديه عشان يغلف اللى باقى فبطنها من الوكل ويمنع معدتها تهضمه وجسمها يمصه وينزل بسرعه مع الزيت فصورة اسهال ..
جماره هزتلها دماغها بفهم وعيشه كملت كلام بعد ماخلصت قزازة الزيت كلها فخشم جمره :
ودلوك روحى هاتى جنزبيل وورق ريحان اخضر وورق نعناع اخضر وكمون صحيح وبذر حلبه واغليهم مليح فحله كبيره بس تحطى من كل حاجه حفنه مش غلايتين ..
جماره هزت دماغها ولسه هتتحرك امها كملت :تحطى دول عالنار وتجيبيلى لمون وتوم وعسل تدقى التوم وتخلطيه بالعسل وتفقعى عليه لمونه وتجيبيهم بسرعه عشان يخفف من لهب معتدتها اللى زماناتها عتتقطع من السم اللى هضمته ..
جماره هزت دماغها وجريت بسرعه عملت اللى قالتلها عليه امها ..
بشندى اتوجه لعيشه بالكلام وهو باصص لجمره :متقوليلها ممنوش عازه اللى عتعمله ديه كله ياعيشه .
عيشه :فوتها تقاوح يابشندى عشان متحسش بندم انها كان فيدها تعمل حاجه ومعيملتهاش ..
بشندى هز دماغه وقعد حط دماغه بين اديه ووطى للارض شويه بتفكير وبص لجمره اللى عتصارع ومتحملش قام راح على بره وكلف الغفر كلهم يدوروله على غازى فكل موطرح ويجيبوه من تحت الارض ولازمن يكون تحت يده الليله ...
وبالفعل الكل انتشر كيف النحل يدورو على غازى لكنه فص ملح وداب .
اما جماره فرجعت بكل حاجه قالتلها عليها امها عيشه وقعدت جارها تعلمها تديها ايه وتزقيها كيف وفالاخر قالتلها تسقيها ميه على كد ماتقدر ومتوكلهاش واصل ..
جماره سمعت حديت امها وحفظته وقعدت قبال جمره تعملها كيف ماامها علمتها ..
اما عيشه فدخلت السرايا وراحت على غرفة تماضر اللى اول ماسمعت صوت رجليها صرخت بصوت باكى :
يلعن ابو العجز اللى خلى الواحد يناطى عليكم كيف الكلب وانتو ولا واحد فيكم معبره ولا عامله باعت ..
يلعن ابو العازه اللى عتخلى الواحد كيف البهيمه المربوطه مستنى واحد فيكم يحن عليه ويفكر فيه ويبرد نار قلبه عليكم ..
عيشه فتحت الباب ودخلت على تماضر اللى زاد نحيبها لما شافتها واتوكدت ان فيه حاجه كبيره قوى حوصلت وزعقت بصوتها كله :قوليلى حوصول ايه فسرايتى ياعيشه ..وايه ضرب النار اللى سمعته ديه كله ..فيه ايه ياعيشه انطوقى ..عيالى زينين ولا فيهم حاجه ؟
عيشه دخلت الاوضه واتقدمت على تماضر واتكلمت بنبرة شفقه ..مفيش حاجه عفشه متخافيش كله بخير ياحبيبتى ..ضرب النار انى مشفتوشى عشان توى جايه مليش هبابه .
تماضر :وايه صوت رميح الرجلين اللى رايحه وراده فالسرايا ديه من الصبح؟!! ..
عيشه:داى جماره كانت عتغلى هفة اعشاب لفرسة سى حكيم .
تماضر ديقت حواجبها :فرسه حكيم ! اوعى تكون جمره ! مالهااا فيها ايه ؟
عيشه بصت للارض ونطقت بكلمات تقيله وخجل من عمايل نسيب كان نفسها تفتخر بيه قدام الناس مش تخجل منيه ومن سيرته : بشندى عيقول ان غازى سمها ..
تماضر ضربت على صدرها ونطقت بقهر : يالمراار اللى مش هيفارق قلبك ياكبد امك بسبب غازى وعمايله الشينننه ..أااااخ ياغازى ياموس فحلوقنا لا عينبلع ولا قادرين نطلعوه واحنا خابرين انك فالحالتين قاطع لحمنا ..
عيشه مدت يدها طبطبت على تماضر تواسيها لكن فالحقيقه هى زيها عايزه اللى يواسيها من عمايل خسيس معيخافش ربنا رمتله بتها فحجره من مخافة عمها وعياله ونَست ان غازى من عرق جاهين وغاب عن بالها ان العرق دساس ...
عدو ٣ ايام بشندى متربص فيهم لغازى وحاطط كل واحد من الغفر فموطرح عشان يجيبوه وعوض واقف على باب المشتمل الورانى عامل حاله متربص لغازى ومحدش عارف انهم مسكو القط مفتاح الكرار وان غازى عيدخل ويطلع المشتمل وعوض حامى ضهره ومأمنله طريقه ..
اما جماره فمفارقتش جمره دقيقه وحده غير لما تروح تغليلها اعشاب وترجعلها تانى وبرغم كل حاجه عتعملهالها الا ان جمره حالتها كيف ماهى معتتحسنش ومفيش وكل دخل جوفها وجماره عتعوضلها ديه بكيلو عسل نحل تشربهولها على مدار اليوم لكن نفسها المخضوض واسهالها المستمر ورعشة جسمها وعيونها اللى غمضو ورقبتها بدماغها اللى دايما على مطروحه عالارض عيقولو ان النهايه قربت... وطول الوكت جماره تبكى وتلوم نفسها انها هى السبب فاللى حصل لجمره بسبب عندها وانانيتها واتمنت لو تقدر تاخد منيها اللى فيها وتطيبها قبل ماحكيم يعاود ..
عدى يوم كمان على نفس الحال ولسه جماره عتراعى فجمره ميأستش ولا تركت الامل حتى وهى شايفه حالتها اللى كيف ماهى وكل خوفها وهمها من لحظة مواجهتها لحكيم وعتسأل حالها فكل ثانيه ياترى لما تقف قدامه هتقوله ايه ولا هتبصله بأنهى عين وهى خانت امانته ليها ..
لاول مره تتمنى يطول سفره وميعاودش دلوكيت وتأجل لوم وعتاب محتوم ...
لأول مره نفسها الارض تتشق وتبلعها قبل ماتقف قصاده ويتطلع فيها وفعنيها تطليعته اللى لما منعها عنيها كانت هتموت قهر ...
لكن التمنى عمره ماكان عيمنع محتوم ...
حكيم خلص شغله بدرى بدرى النوبادى وعاود بسرعه على غير عادته وغازى لما عرف بطريقته ان حكيم فالطريق نهى كل حاجه وطلع الرجاله فالدِره واحد واحد من المشتمل بعد ماعطاهم حق تعبهم وشيعهم على بلدهم ذهاب بلا عوده عشان خلاص مبقاش محتاجلهم تانى ..
قفل الاوضه ورجع كل حاجه موطرحها ووضب المشتمل وطلع من الباب الورانى لامن شاف ولا من درى وعوض مستمر يقول لبشندى انه معاودش للمشتمل ولا هوب حواليه حتى ..
غازى طلع من المشتمل وهمل البلد واندلى البندر يظبط حاله ويشوف الخطوه الجايه هتوبقى ايه ..
مكانش خايف من حكيم ابدا على اللى عيمله فجمره عشان خابر زين ان حكيم مكتفه عهد وقسم ووصية ابوه اللى طول عمره مقدرش ينقضهم، وديه اللى مخلى غازى يلعب براحته وعلى مزاجه من غير خوف ..
بالعكس كان متوكد ان اللى عيمله فجمره هيعود عليه بالنفع اللى يريح قلبه و باله ..
لكن خوفه ..كل خوفه من بشندى اللى عارف ومتوكد انه مستنى عليه فرصه لو طالها مش هيتوانا فكتله .
وصل حكيم للبلد وقرب على السرايا وبشندى وواحد من الرجاله وعيوه من بعيد و جريو عليه..
الراجل خد منيه الشنطه يوصلهاله للبوابه واتحرك من جارهم وحكيم وقف وديق حواجبه وهو شايف شكل بشندى وملامحه اللى خَبرت حكيم ان فيه نصيبه مغفلقه حوصلت فغيابه وقلبه وقع فرجلين ..
حكيم همس لبشندى :قول حوصول ايه فغيابى بسرعه وفكلمه وحده يابشندى! .
بشندى جاوبه وعيونه لساتهم فالارض ..(جمره) ..
حكيم سمع الاسم وجرى بكل سرعته على بوابة السرايا دفعها بكل قوته ودخل رامح ..
جماره كانت قاعده قبال جمره وحاطه اديها على خدودها وبصالها ومنتهيه من البكا والحزن وقامت بسرعه لما طرفت بعينها وشافت اللى جاى رامح ناحيتهم كيف الريح ..
وقفت وهو اول ماوصل حداهم وقف وجماره وقفت قباله بخوف ولساتها هتتحدت وتفتح خشمها حكيم زاحها من قباله بالراحه عشان تفتحله المجال يشوف اللى متوكد ان قلبه مهيتحملوش لكن شوفته شر لابد منه ...
بعد جماره عن طريقه وبص لجمره وكتم شهقه جواه وغمض من المنظر اللى شافه واللى فاق تخيلاته واللى عمره ماكان متوقع انه ياجى عليه يوم ويشوف جمرة قلبه فالحاله داى ..
جماره :حقك عليا ياسى حكيم والله ماشفته وحياة النبى لو شفته كنت كلته بسنانى قبل مايعملها ..
حكيم قرب على جمره بخطى بطيئه خاليه من الحياه وقعد جارها ورفع دماغها بصعوبه حطها على رجله وقرب لم ودنها وهمس :
خلاص هتسيبي حبيبك وتفارقى يارفيقة الدرب وخليلة الروح !..
هتاخدى الروح وتفوتينى جسم من غير روح ياجمرة القلب ؟
همسُه ليها كان مسموع بالدرجه الكافيه اللى تخلى جماره تنهار وتقعد على الارض وهى حاطه يدها على خشمها وعتبكى على حال جمره وحكيم اللى ممتحملاش تشوفه بالمنظر ديه ولا كانت تتمنى فيوم من الايام تشوفه مكسور وهى تكون سبب كسرته ..
اما بشندى فكان واقف بعيد وشايف حال حكيم ويحبس دمعه فعين تغافله التانيه وتنزل ويجرى وراها بيده يمسحها قبل ماحد يلمحها ..
واللى عصر القلوب كلها وكت ماحكيم ميل على جمره وباسها وهو عيملس على شعرها بحنيه وهى رمشت بعيونها اللى ليها ايام متفتحتش وفتحتهم نص فتحه وبصتله كنها عتتودع منيه وتودعه لآخر مره وبعدها غمضت عنيها من تانى وهو صرخ بقهر من بصتها عليه كنها عتقوله ليه هملتنى وفوتنى للموت من بعدك ..
قام بضعف بعد ماسند دماغها على الارض بحنيه وبص لجسمها اللى عيترعش شويه ويبطل شويه وبص لفوق وغمض عنيه وكتم صرخه لو طلعت تشق الحناجر ...
فتح عنيه وبص لبشندى اللى اتقدم منيه لما حس انه هيقوله حاجه ..
حكيم :غازى مش اكده !
بشندى :ومين غيره حراق قلوب ياولدى .
حكيم :من ميته وهى اكده .
بشندى :من تانى يوم سافرت فيه .
حكيم بصلها وشفايفه ارتعشت واتحدت بألم :وسبتها كل الوكت ديه تتألم يابشندى ؟!
بشندى : متحملتش اعملها ياولدى ..مقدرتش ازهق اللى خابر زين انها الروح ليك .
حكيم: بس ديه اهون من انك تكون واعى روحى عتتعزب قبال عينك ومتنهيش عذابها يابشندى ...
قالها ومدله يده وبشندى حط ايده فقب الجلابيه وطلع الطبنجه مدها لحكيم اللى اتلافاها بأيد عتترعش وعدلها وسلحها ووجهها على جمره ..
جماره شافت اللى بيوحصول وقامت هابه على حيلها ووقفت قبال حكيم وفردت دراعاتها بخوف واتحدتت بصوت عالى ..
هتعمل ايه ياسى حكيم داى جمره!!!..
اوعاك ياسى حكيم..
كيف قلبك طاوعك ترفع عليها سلاح! حرام عليك انتا مش شيخ وعارف الحرام والحلال ؟!!
حكيم مقدرش يرد عليها ولا لسانه قادر ينطق بكلمه وعينه على جمره ويده عترعش وروحه عتتحرق وعامل كيف اب اختار يموت عيله عشان ينهى عذابه وخابر زين انه هيموت قبل منيه ..
وان رصاصة الرحمه اللى هتتحط فجسم جمره هتدخل فقلبه قبل منيها ..لكنه عارف ان موته وموتها مره وحده اهون من انه يشوفها عتتعذب قصاد عينه ويموت قبالها الف مره ..
حكيم لساته مادد يده بالطبنجه باصرار وعيونه انطعنت بالحمار وملامحه وجسمه كلياته عيرجف قبال رجفه يده وبشندى بسرعه مد يده مسك جماره وبعدها من قدام حكيم ووسعله المجال وحكيم وجمره بقو قبال بعض ..
فضل مادد يده عليها وصورتها فعنيه وهى عتجوب بيه الشوارع كيف بساط الريح اللى عيعرف وجهة صاحبه من غير مايقوله ..وفرحتها بيه لما تشوفه جاى عليها من بعيد ..خوفها عليه لما وقع جار النهر وراحت جابتله بشندى وجاتله طايره بلهفه وخوف، وطول عمرها قلبها عليه كيف قلب ام ..
حركة دماغها ليه وهو قاعد يحكيلها عن كل حاجه واجعاه كنها فهماه وعتقوله متخافش انى معاك مش هسيبك ..
كل الصور دى مقدرش حكيم يبعدها عنه وصرخ فبشندى مره وحده لما لاقلبه ولا عنيه ولا عقله ساعدوه عاللى عاوز يعمله وفوقهم صوت صراخ جماره اللى انضمتلها غاليه والاتنين بيترجوه ميعملهاش ..
حكيم :بشنددددااااى ..خد وخلص قوام ..
بشندى ساب جماره وراح على حكيم خد منه الطبنجه ومدها على جمره وجماره فطت عليه مره وحده ومسكت دراعه اللى فيه الطبنجه بأديها التنين ورفعته لفوق وهى باصه لحكيم بترجى ..
خصيمك النبى متخليه يموتها ..خصيمكم النبى انتو التنين تسيبوها تموت لحالها ..حراام ياناس والله حرام ..
حكيم رد عليها بصوت مخنوق من حبسة الدموع :مش حرام ياجماره ديه اسمه قتل الرحمه وديه احله ربنا فحلات معينه وحالة جمره وحده منيهم ..همليها ترتاح لو عتحبيها صوح ..اللى عيحب ميرضاش بعذاب حبيبه .. خلى بشندى يشوف شغله
قال جملته وهرب من قدامهم على جوا السرايا عشان لو فضل ثانيه وحده هينهار وتدوب كل قشرة القوه اللى مغلفاه وكان حاسس انه خلاص هيقع من طوله ..
واول ماشاف امه على باب السرايا قاعده بالكرسى وشايفه كل الى عيوحصول وبصاله بعيون باكيه وهو عيقرب منيها وهو بصلها بنظره خلتها تتوكد ان ولا كل كلام الدنيا هيقدر يبرد نار قلبه على جمرته ولا يخفف قهرته عليها ..وصل حكيم حداها واتخطاها ودخل السرايا بسرعه وهى فهمت انه فاللحظه داى اضعف مايكون وعايز يختلى بنفسه ويطلع ضعفه بينه وبينها وبس.
اما جماره ففضلت فصراع هى وبشندى وانضمتلهم غاليه والاتنين بيمنعوه انه يضرب جمره بالنار وجماره وصلت لحاله هستيريه لدرجة انها كانت تترجاه مره وتشتمه مره وفكل مره بعد الشتيمه او الترجى تنهيها انها توطى على يد بشندى عايزه تحب عليها وهو يبعد يده ويستغفر ..
شد وسحب وجهد قدر بعدهم بشندى يحرر يده اللى فيها الطبنجه من جماره ويزيحها بعيد عنه وغاليه لما شافت بشندى مصمم عرفت انه هيكتل جمره يعنى يكتلها وعشان تنهى الصراع مسكت جماره وبشندى مد يده بالطبنجه على جمره ..
حكيم فالوكت ديه طلع اوضته وقفل بابها وفضل يلف فيها كيف المجذوب موقفهوش عن اللف غير صوت الطلقه اللى حسها دخلت فقلبه خلته غمض عنيه وقعد على الارض وسند ضهره على السرير وحط دماغه بين اديه وهو حاسس حاله صفى لحاله بعد مالاتنين راحو منيه ..قلبه وروحه ..جمرته وجمارته ..
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن عشر من رواية جمارة بقلم ريناد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا