مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة ريناد الشهيرة ب رينوو والتى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثانى والعشرون من رواية جمارة بقلم ريناد يوسف.
رواية جمارة بقلم ريناد يوسف - الفصل الثانى والعشرون
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم
رواية جمارة بقلم ريناد يوسف - الفصل الثانى والعشرون
بشندى بطل غنا لما واحد وقف على باب المندره واتحدت وهو عينهج :الحقنا ياشيخ حكيم
حكيم وقف منتور و بص لبشندى بلوم :نبرت فيها يابشندى ..فولت على الجلسه لما القيامه تقوم ياقزين .. اهى شكلها قامت القيامه
بشندى :فيه ايه ياواد الفرطوس انتا
الغفير :غازى جه وقاعد فالفرح بره ومراضيش يهمل الفرح مهما حاولنا معاه وفالاخر مسك هو وغفير فبعض وشكله جاى عشان يخرب الفرح ..
بشندى اتحرك بسرعه وغيظ عشان يطلع.. لكن حكيم مد يده وقفه :
اهدى يابشندى هو اصلا جاى وعاوزنا نعملو كيف ماهتعمل انتا اكده ..
عاوزنا نغلطو فيه وهو دايس ارضنا ويطلعنى عايب قدام كل الخلق ...واخد نفس وبص للراجل وسأله :
هو جايب معاه حد ؟
الراجل :له جاى بطوله
حكيم بص لبشندى ..مش قولتلك جاى يركِب غلط !
طيب روح انتا ونبه على الرجاله محدش يتعرض لغازى ولا حد ليه صالح بيه لحدت آخر الفرح بس عينكم عليه متغفلشى .
الراجل هز دماغه وطلع قوام وحكيم بص لبشندى ..يلا بينا طالعين للناس وساعه بكتيره وتكون زاففنى وبعدها تمشى الناس وتتعشى العشوه اللى على مزاجك انتا عاد .
بشندى ابتسم لما عرف قصد حكيم ومد يده برم شنبه :يابوووى دانى جعان قوى ومستنيها العشوه داى من زمان بدرى ..اخيرا هتسيبنى آكل واشرب فغازى براحتى !
حكيم :عصى حُكمى وقرب من محيطى يوبقى ملوش شفاعه عندى ..
بشندى فرك اديه فبعض وضحك بفرحه وحكيم ضحك وحط ايده على كتافه واتحركو التنين كتف بكتف وخطوه قبال خطوه لغاية ماوصلو الناس والكل قام يحييى الشيخ ويباركله
حكيم اتشغل يسلم على الناس واحد واحد وهو ماشى لغاية مايده اتحطت فيد لابسه خاتم هو عارفه زين ..رفع عينه وجات فعين غازى اللى كان مبتسم بس عنيه عاكسة الغضب المدفون جوا روحه ..وكان لابس اسود من ساسه لراسه بالظبط كيف ماكان لابس حكيم يوم فرحه على جماره..ووقف التنين قبال بعض بس الفرق النهارده ان كل واحد لابس اللون اللى عاكس لون قلبه ..
حكيم همسله من بين سنانه :ايه اللى جابك ياغازى !
غازى رد عليه بس بصوت عالى مسموع :جاى افرح بواد عمى واقف جاره ..انتا نسيت انى وعدتك انى هقف معاك ففرحك كيف ماوقفت معاى ولا ايه ..جاى ارد دينك عشان لايوبقى ليا ولا عليا ..مش انتا اللى طلبتها منى ياحكيم ولا الفرحه لحست مخك ونستك الدنيا ؟..وميل على حكيم وهمسله جار ودنه :
مع انى عاذرك والله اصل جماره تنسى الواحد اسمه ..وان كنت متدهول دلوك قراط بعد ماتدوق حلاة الجمار بحق هتتدهول فدادين اسألنى آنى ..
حكيم النار شبت بين ضلوعه من كلام غازى واتجلت فعنيه وفضغطته على يد غازى اللى لساتها فيده لما غازى حس ان صوابعه هتتكسر فيد حكيم وكاتم الم ظهر على وشه حمار مكتوم وعِرْق برز فقورته لكنه فضل محافظ على ابتسامته لآخر لحظه ...
اما حكيم ففضل باصص فعين غازى بنظره خلت عنين غازى تهروب بعيد عنهم ومنزلش عينه غير لما بشندى قرب منيه وحط يده على ايده اللى ماسك بيها يد غازى عشان ينتبه لحاله وللناس كلها اللى عماله تبصلهم ..
حكيم انتبه وساب يد غازى وابتسم وهو عيرجع يسلم على باقى الناس وفات غازى وراه فرحان بانتصار صغير قدر بيه يعكنن مزاج حكيم ولو شويه صغيرين ..
خلص حكيم سلام ومضايفه ومجامله وركب جمره اللى كانت عامله كيف عروسه بسرجها الابيض
ورقصت بيه على المزمار بدلع وخفه والناس كلها داير مادايرها وحكيم فرحان بيها وبرجعتها ليه هى وجمارته وطول الوكت مش مصدق حاله والضحكه من الودن للودن وعنين غازى هتاكل التنين .. وجه وكت الحاجه اللى كل الناس مستنظراها ..وكت التحطيب ..
اللى لازمن العريس يغلب فيه كل اللى هينازله ويكون فأوج قوته وسيطرته فاللعبه والا هزيمته تعتبر فال مش زين ..
ديه بالنسبه للناس العاديه اما الشيخ حكيم فالكل كان خابر زين انه محدش هيغلبه واصل ..
اتلمت حلقة التحطيب وكل واحد هيحطب مع العريس اتقدم وعملو دايره واسعه قعدو فيها نص قعده مفضلش واقف غير حكيم واول واحد هيحاطبه ..ومكنتش مفاجأه واصل لحكيم وهو شايف غازى ماسك نبوته وعيتقدم من حلقة التحطيب عشان ياخد دوره معاهم ..
حكيم قلع عبايته البيضه ولافاها لبشندى اللى خدها وراح وقف على مسافه منيه،
وابتدا حكيم يحطب مع واحد واحد وكل واحد يدخله مياخدش فيده غلوه ويكون مجرده من نبوته وحاطط النبوت على رقابته او على دماغه او قدام عنينه وينحيه من الحلقه وسط تسقيف وهلاهل الكل باسم الشيخ حكيم ..
واحد ورا التانى وحكيم غالب لحدت مالحلقه فضيت الا من واحد بس استنى للآخر عشان تكون قوة حكيم خارت وقلت ويقدر يغلبه بسهوله ..
لكن اللى حوصول ان حكيم اول ماوقف غازى قباله مادد النبوت على صدره كل الحيل رجعله ونار الغضب زودت جسمه بوقود يخليه قادر يفوت فبلاد لحاله ويطيح بكل أهلها ..
بدت المنافسه وابتدا التحطيب والتنين ند بند والغل متساوى والكره طافر من العيون ..
ضربه من حكيم يردها غازى بتنين وضربه من غازى تتردله تنين والمنافسه شدت وحميت والناس كلها مستمتعه بمباراة تحطيب بين تنين من امهر الحطابين متحصولش غير مره كل فين وفين ...
النفس علي فصدر التنين والعرق بقا يصُوب من الجبين صب والدراعات اتخدلت لكن كل واحد صامد قبال التانى كيف جبل مايهزه ريح ..
لغاية ماحكيم نهى المعركه بتهويشه خلت غازى يمد نبوته يدافع عن جنبه اليمين وحكيم دار نبوته على جنب غازى الشمال فثانيه وثبته قريب من اللحم وغازى بعد حركة حكيم غمض عنيه بقهر ورمى نبوته فالارض بانهزام والناس كلها قامت تهلل والكل قرب من حكيم يهنيه وهو رفع يده بنبوته لفوق بأنتصار..
لكن يده ابتدت تنزل وحده وحده لما حاجه دخلت فجسمه بسرعة البرق خطفت انفاسه وخلت الناس كلها تقف موطرحها ممصدقاش حالها وهى شايفه النبوت عيوقع من يد حكيم والدم بسرعه نزل يجرى فالقماش الابيض اللى على جسمه وهو بص للدم ولف وشه بص لبشندى اللى وقف لثوانى مذهول وبعدها رفع اديه وصرخه طلعت منه شقت السكوت ....ولداااااااااى
وجرى عليه لكن سبقه غازى اللى صرخ واتلقى حكيم على اديه قبل مايقع للارض ..
بعدها حالة هرج حوصلت بين الكل وكل واحد جرى فناحيه يدور ويشوف مين اللى عميلها وبشندى قرب لحكيم وخطفه من باط غازى وقعد بيه وهو عيفتش فجسمه ويبكى بصوت عالى كيف العيل الصغير ..
صرخ فاللى حواليه وهو شايف حكيم عيغمض فعينه والسواد بتاع عنيه عيختفى ويتحول بياض :
هاتو الكارته ياولاد المحروووق ..وفضل يتلفت حواليه شمال ويمين بقلة حيله وحيل وحس ان الثوانى عتعدى عليه سنين وحكيم بين اديه سابح فدمه ..
بص شاف غازى عمال يصرخ ويشيل من طراب الارض ويحط على دماغه ويبكى بحرقه ويقول :
واااااد عمى حكيييم ..مين اللى عيمل فيك اكده ياخووى ..قوم ياحكيم ياواااد عمى قووم ..
بشندى بصله بعيون كيف عيون الغول واتحدت :والله لو ولدى جرتله حاجه لاكون مسففك طراب البلد كلها قبل مااقطع راسك ياغازى الكلب ..
وقام وقف على حيله شال حكيم على كتفه وجرى بيه لما ملقاش حد نجده بالكارته وراح على جمره اللى كانت مربوطه فشجره قريبه وحط فوقها حكيم وفكها وركب وراه وطلع بيه على الوحده الصحيه وغازى وباقى الرجاله ركبو الكارته وطلعو وراه ..
جمره كانت تسابق الريح كيف ماتكون خابره ان حياة خليلها متعلقه فرجليها ..
وصلو للوحده وجمره متقدمه خطوات عن الكارته بس مسافة مابشندى نزل وشال حكيم من فوق جمره كانو واصلين حداه ونزلو كلهم يتسابقو عشان يشيلو معاه حكيم لكن بشندى مرضاش يخلى واحد يمد يده عليه ولا يلمسه ودخل بيه يجرى كيف اسد شايل ولده الجريح ..
الكل فالوحده شاف المنظر وقام يجرى خدو الشيخ حكيم من يد بشندى ودخلوه اوضه ودكتور الوحده دخل معاه وبشندى مرضاش يهمله ووقف جاره وماسك فيده ومتبت كيف مايكون عيقوله مش ههملك واوعاك تهملنى والدموع نازله من عنيه عشره عشره وحتى مرافعش يده يمسحهم ..
الداكتور بعد ماشق خلجات حكيم وشاف الرصاصه فورا امرهم يحضرو الادوات ونقل حكيم لاوضه تانيه وفورا عقم بعد مااداه حقنة بنج كلى وابتدا يشق عشان يطلع الرصاصه..
طلع الرصاصه وعيخيط فالجرح لكنه توقف لما جسم حكيم ابتدا يتشنج ودخل فنبوبة صرع ..
الداكتور امر التمارجى اللى معاه يروح يجيبله حقنه معينه من اوضة الكشف والتمارجى طلع يجرى وبشندى شاف حالة التمرجى دفع الباب ودخل وشاف حالة حكيم اللى عيتشال ويتهبد جرى عليه ورمى عليه تقل جسمه وحاوطه بأديه والدكتور يبعد فبشندى عشان مش متعقم بس بشندى ماسك فحكيم ومتبت ومراضيشى يبعد عنيه وكل اللى عليه يصرخ ويقول حوش يارب ..ولدى حكيم له يارب .
رجع التمارجى بالحقنه والداكتور ابتدا يفتحها بسرعه وعباها بس قبل مايتوجه بيها لحكيم شاف بشندى عيبعد عن حكيم اللى جسمه سكن واترخى مره وحده ..
بشندى بص لحكيم وبص للداكتور وبلع ريقه مستنى جواب على حالة حكيم والدكتور ركن الحقنه وقرب من حكيم وشاف نبضه وفتح عنيه بص فيهم وبص لبشدنى وبعدها مد يده على المفرش اللى متغطى بيه حكيم عشان يشده ويغطيه بالكامل وهو منكس عنيه للارض بأسف ..
لكن بشندى وقف يده لما مسكها وبصله وهمسله وهو عيجز على سنانه :اعملها وانى اقطع يدك ..انطوقها وانى اقطع لسانك ..حكيم ميموتش سامعنى ..الشيخ حكيم ميموتتتتش
ولدى وسندت كبرى ميموتش .
ومال على حكيم مسك كتافه يهز فيه بعنف ...قووووم ياحكيم ..قوووم ياد البس عباتك البيضه وعمتك واتطلع لحالك فالمرايه وانتا كيف البدر فتمامه ...قوم جمرتك مستنيه تزفك على جمارتك والتنين لابسينلك التوب الجديد ومستنظرينك ...فتح عينك ياحكككككيم ياولدااااااى ..
قالها بصرخه خلت الباب اتفتح والناس دخلت وعوض حضن بشندى وبعده عن حكيم وغازى اترمى فوق حكيم يبكى بحرقه وصوت صراخه يرج المكان وبعد مجاهده الناس بعدته عن حكيم والدكتور زعق بعصبيه :لو سمحتو اطلعو بره هخيط الجرح واحضر المرحوم على مايجى الطبيب الشرعى انا اتصلت بيه عشان يكتب تقريره بسبب الوفاه وتقدرو تطلعوله شهادة وفاه وتدفنوه ..
بشندى سمع الكلمه وخلص نفسه من يد كل اللى ماسكينه وهجم على الدكتور زى تور هايج ومسكه من خلجاته :يدفنو مين ياواد المحروق انتا وطبيب ايه ومين ديه اللى اتوفى ..ميل عليه ومد يدك اعمله حاجه بسرعه صحيه امال دكتور كيف انتا كيييف كيييييف
الدكتور كان بيخلص نفسه من ادين بشندى بخوف ومش قادر وحس ان روحه هتطلع فيد بشندى من كتر ماديق عليه الخناق بالهدوم لولا ماربنا ستر والناس كلهم اتكالبو على بشندى وقدرو يخلعوه من الدكتور وياخدوه لبره ..بس وهما شادينه مطلعش بيده خاليه ..اتلافى غازى وضمه على جسمه بأديه التنين وتبت فيه وهو عيقوله من بين سنانه :
موته وانتا واقف على الدنيا ..قطعت انفاسه وصدرك عيدخل فيه الهوا ويطلع ..والله ياغازى لتنام وتتغطى بالطراب قبل منيه ..وكل كلمه ضمته لغازى تقوى لدرجة ان غازى كان حاسس ان عضم صدره سنه وهيتكسر تحت يد بشندى اللى محدش قادر يخلص غازى من بين اديه وهو عامل كيف حيه عصَاره طالت فريستها بعد قنص وجوع شهور ..
لكن عشان قانون الكتره تغلب الشجاعه عمره مافقد صحته ولا اثبت العكس ..الناس قدرت تنزع غازى من ادين بشندى عشان يتسند على الحيطه وهو عياخد نفسه بصعوبه ويتحدت بصوت عيرجف :
ياناس انى كنت قاعد وسطكم ..ياناس كيف كتلته وانى واقف قباله ..كيف ياناس اكتل واد عمى واخوى كييف !!
بشندى وهو عينازع عشان يطوله مره تانيه : الكتل مش لازمن يكون باليد يافاجر ياواد الفاجر يابذره فاسده وثمره ملعونه من جدر ملعون ..محدش كتل ولدى غيرك وانى كتالك لو مهما طال الزمن ياغازى لازمن احنى ايدى بدمك كيف ماحنيت حكيم فليلة فرحه بدمه .
غازى فضل يقاوح قصاد بشندى وبشندى عامل كيف اسد مجروح ومغدور ومحبوس بين ايادى الناس مش عارف يوصل لخصمه وياخد بتاره لدرجة انه فرهد الناس كلها اللى موت الشيخ حكيم كان بالنسبالهم ضربه عالراس لساتهم مافاقو منيها ..
دكتور الوحده لما شاف حالة بشندى جابله حقنتين مهدئ قوى فيه نسبة منوم خلطهمله فبعض وبمساعدة الناس قدر يضربهمله وشويه شويه الاسد بدأت قواه تخور وحركته تهدا والدنيا تغوش قدام عنيه وبعد الغواش كساهظ ضلام خده من الحاله اللى هو فيها لحاله من الثبات والنوم والناس نومته وطلعو يكملو مراسم تجهيز ودفن الشيخ حكيم والدموع ممفرقاش بين كبير وصغير فيهم وعوض قعد فوق دماغ بشندى حارسه ليصحى ويطول غازى..
*************
اما فى السرايا
جماره بتوتر :حكيم عوق قوى يمه هو فرح الرجاله ديه مش هيوخلوص ! مش يمايزو ويقولو عريس نسيبوه يروح لعروسته ..ديه من ساعة ماوكلت عمى وكتبو الكتاب مخطاش حتى يبص على مرته بصه وحده !
عيشه :الصبر طيب يابت عيشه واتقلى هبابه الراجل تلاقيه هيوج بس ملاقيلوش بصاره ...كلها شويه وتلاقيه داخل السرايا بزفته وتشبعى منيه ويشبع منك فات الكتير .
جماره :ايوه بس انى قلبي طاير عليه والله وحساه فارق ضلوعى ومش هيردلى غير مع حكيم ..يابوووى الشوق لاعب بحالى لعب ياعيشه .
عيشه بغلب :شندله عليكى خفيفه كيف ريشه من تحت باط حمامه ملعبها الهوا ممخليهاش تحط على ارض .
جماره ابتسمت على كلام عيشه وفضلت عنيها طايره مستنظره هلته من بوابة السرايا وخصوصى ان قعدتها قبال البوابه جار السلم وروحها متعلقه بدفعة باب البوابه ..
بصت لتماضر وشافت حالها متغير ووشها مجعوص كيف مايكون حد غاثثها بكلمه ..جماره هزتلها دماغها بمعنى فيكى ايه وتماضر ابتسمت واتكتلها على عنيها تطمنها لكن برضو ملامحها مزعوجه وكل هبابه ترفع يدها تحطها على قلبها وعينها هى كمان متحركتش من على البوابه وحتى اللى يكلمها ترد عليه وهى عينها على الجنينه وعلى البوابه ..
الوكت طال والكل لاحظ ان العريس عوق وغير اكده صوت الزمر سكت من بدرى ..والاكاده ان حكيم مرضاش يعمل فرحه فجنينة السرايا عشان الشجر اللى اتزرع فيها والورد العيال متخربهوش وتقطعه وعمله فالرهبه اللى قدام المندره كان زمانهم مراقبين كل حاجه وشايفين ومبسوطين وهما عيتفرجو على التحطيب ورقص الرجال وبال جماره مرتاح وهى واعياه قبال عنيها..
القلوب كلها رفرفت مع حركة البوابه وجماره ضحكت بفرحه ومسكت يد امها وهى واعيه دماغ جمره ظهرت من البوابه بعدها رقبتها بس الضحكه زالت وهى واعيه جمره داخله لحالها ..قامت وقفت بعد مابصت لتماضر وتماضر بصتلها بخوف والخوف كبر فقلب جماره لما جمره قربت شويه ووضحت الرؤيه وشافت سرجها الابيض مصبوغ بلون تانى ..جريت جماره من غير تفكير متخطيه الكل ووقفت قبال جمره متسمره وهى شايفه اللون اللى صابغ سرج جمره لون احمر ورجفه سرت فكل جسمها لما شمت ريحة الموت منه ..
قربت جماره بحذر من جمره وحطت يدها على السرج اللى الدم كان لساته لين عليه وصرخت بكل صوتها وقوتها صرخه شقت صدرها وطلعت بروحهت وهى عتنادى اسمه :حكيييييييم ..اوعك تكون عيملتها وهملتنى اووووووعك ..
صوتها وصرختها كانو كفايه عشان يقطعو النفس عن تماضر لما العقل والقلب والعين رفضو انهم يفضلو لحظه وحده صاحيين ويسمعو اللى خايفين منيه ...ووقعت من على الكرسى وراحت للضلام تتدس فيه من واقع مر متتحملش مراره ..
صراخ ..لطم ..شق هدوم ..شيل طين على الروس ..صوت صفير فالودان كل ديه حوصول لما واحد من الغفر دخل وبلغهم ان الشيخ حكيم مات وبجملته داى قضى على الكل ..
*****************
النهارده تالت يوم من موت الشيخ حكيم ..العريس ..اللى موته هز اركان البلد والبلاد اللى حواليها وزلزل قلوب اهاليها كبير صغير..
عيشه حاطه يدها على خدها وباصه لجماره اللى قاعده على الارض وحاطه فحجرها فستانها الابيض وحولت بياضه صفار من كتر الدموع وبدال مكانت متلفلفه بالبياض اتلفلفت بسواد كساها من بره ومن جوه وقطعت الزاد والشرب وقطعت الكلام مبقتش تتكلم غير فين وفين ومش باقى فيها غير نفس عيدخل جوفها الخالى ويطلع هارب من حرارة الجوف ..
قامت وقفت مره وحده واختل توازنها لكنها اتسندت على اقرب كرسى وعيشه وقفت عشان تسندها :رايحه فين يابتى
جماره لافتها الفستان بعد ماشمته وحبته :امسكى ديه يمه طالعه اشوف جمره واجيب الهريسه تلاقى حكيم سابهالى جارها ..هو عيقولى متعوقيش ورا مطلع عشان تاخدى حاجتك الحلوه اللى عجيبهالك
هروح اجيبها بسرعه واعاود ..
عيشه عصرت عنيها عشان تصفيهم من الدموع اللى اتحوشت فيها وهى واعيه لبتها طالعه تتسند على الحيطان وبعد ماتوصل لجمره كيف كل يوم متسمعش غير صراخها وتروح تلقاها حاضنه السرج وعتصرخ بأسم حكيم وتشم فريحة دمه اللى عالسرج وبالعافيه تتكاتر عليها هى والنسوان ويدخلوها السرايا شايلينها وهى متخشبه ..وحصل المعتاد وسمعت صراخ جماره وجريت عليها ورجعتها للسرايا تانى هى والحريم وكل مايحاولو يدسو السرج منيها تتخبط فالارض لغاية مايرجعوهولها ..
حتى جمره قلت الزاد كيف ماتكون حاسه بموت حبيبها وعتدور عليه فكل اللى رايح واللى جاى عشان تشوف وشه لكنها معتشوفوش ..
جماره بعد نوبه من الصراخ ابتدت تهدا وانفاسها تنتظم على صدر امها اللى عتمسد على دماغها وتقرالها من الايات ماتيسر عليها حفظه همست لامها بضعف :
هى عدتى مقربتش تخلص يمه عشان حكيم يتجوزنى ..باقى فيها كد ايه ؟!
عيشه ضربت على صدرها وهزت دماغها بقهر على حال بتها وبصت لفوق واتكلمت بصوت عالى :
ارررمى الصبر وكتر منيه يااااارب ..الطف بالقلوب والعقول يالطيف ياصاحب اللطف ..ورجعت بصت لجماره ولمتها فحضنها وهى حاضنه فستان فرحها ومتقوقعه على نفسها كيف جنين فبطن امه ومغمضه عنيها وغايبه عن الدنيا باللى فيها ..
غاليه قاعده تحت رجلين امها وحضناهم والعديد والنواح بتوعها معيتقطعوش على اخ متجيبهوش الدنيا غير نوبه وحده كل قرون ومن حسن حظها ربنا خلاه اخوها لكن بختها المايل خلاه رحل عنيها قبل الاوان باوان ..
اما تماضر فمن ساعة ماسمعت الخبر ووقعت فاضله على حالها لكن تفتح شويه تتلفت حواليها على وشه وسط الوشوش ولما متلقاهوش تغمض عنيها تانى وتروح فدنيا غير الدنيا تدور هناك فيها على ولدها وحكيمها يمكن تلاقيه هناك ..
بشندى كل مايفوق يتخبط كيف التور الهايج ويلف فالمندره وهو حاضن عباية حكيم البيضه ورابط جلابيته المنقوعه بدمه على وسطه وحاطط عمته فوق كتافه ويصرخ باسمه ويتوعد لعازى لغاية ماصوته ميرضاش يطلع تانى ويقع من طوله والغفر يشيلوه يرجعوه على سريره مره تانيه ..
اما العزا فغازى مهملهوش دقيقه وحده وهو اللى خد عزا ولد عمه ووقف فوسط الصوان متلحف ومحتمى برجاله محاوطاه من كل جيهه محدش يعرف اصلهم من فصلهم وكل واحد سلاحه فجمبه وعينه كيف عين الصقر واشكالهم عاملين كيف مطاريد الجبل ...
خلص العزا ويوم القطعانيه بالليل غازى وقف وسط الجموع واتحدت بصوت منتهى من حزن كداب ..
يااهل البلد ..يااهلى وناسى ..اخوى وواد عمى وشيخكم وشيخى مات ..وانى من النهارده امه واخته وبيته فرقبتى وملهمش غيرى وامانه هحافظ عليها ليوم الدين ..
وعخبركم انى من اليوم ورايح هلبس عمة المشيخه اللى اتنازلت عنيها لواد عمى بكيفى عشان انى وهو واحد والعمه لما كانت فوق راسه كنها فوق راسى آنى..
بس مهسمحش انها تطلع من بيتنا ولا من عيلتنا طول ماراسى عيشم الهوا ..
يعنى من اليوم ورايح انى الشيخ غازى شيخ البلد ...قالها وبص للرجاله اللى معاه وهما قربو وحاوطوه ورفعو اديهم بالسلاح بمعنى لو فيكم راجل يعترض ..
الكل بص لبعضه وقامو وقفو واحد واحد ومن غير ولا كلمه انسحبو من العزا بعد مااتوكدو ان عهد شاهين هينعاد من تانى ومن بعد سنين عاشوها فعدل ونور هيرجع ظلام الظلم وعتمته تخيم عليهم من تانى ..
***********
غازى دخل المندره وراح على بشندى ووقف فوق راسه وبص لعوض وسأله :
عامل كيف معاه ؟
عوض :اهو كل مايخف المفعول يقوم يهيج فالدنيا هبابه ومع قلة الوكل والشرب يقع من طوله تانى واديه اللى يخمده ..
غازى :جدع متبطلش ..بس حاول تديه لقمه وشربة ميه عشان مش عاوزه يموت عاوزه حى بس من غير حيل ...امسكه يكون فيدى كيف الشريط ممطوط ..
عوض :اعتبره حوصول ..هنعملو ايه دلوك ؟
غازى :مشى كل الغفر القدام ومتخليش منهم حد وتوقف غفر جداد من الرجاله بتوعى وتستلم الارض ..وفلاحينها تغيرهم وتجيب ناس جديده ..وتحاوط السرايا والمندره بالرجال ولو العدد قليل قول وانى اجيبلك كدهم تانى ..عاوز بين مااخطى اشوف رجالتى حواليا محاوطينى ..
عوض :اعتبره تم وحصل ياشيخنا وواد شيخنا ..
غازى ميل عليه وهمس فودنه :الليله هنجيبو الامانه أمن حالك زين .
عوض :متقلقشى كله تحت اليد والشوف ..
غازى ابتسم بفخر وخبط على كتف عوض :طب يلا ياكبير الغفر ودراع شيخك اليمين روح شوف شغلك ..
عوض هزله دماغه واتحرك من قباله وهو نافخ صدره وطلع يتمشى وسط الرجاله بخيلاء وعمال يأمر وينهى بعد ماخد موطرح بشندى قدام البوابه اللى كان يقعد فيه دايما وخد فرشته وكل حاجه تخصه ...
*************
فالليل بعد الحريم ماطلعت من السرايا والكل روح وخلاص القطعنيه النهارده غازى فتح بوابة السرايا ووقف يبص للسرايا وعينه تجوب فالجنينه كنه فتح بوابة الجنه اللى هيعيش فيها حياه جديده كيف ماكان عيتمنى طول عمره ..
حس بفرحه فقلبه عشان رجع حاجه ملكه قعد سنييين شايفها فيد غيره وعيتطلعلها من بعيد ومقادرش ياخدها والنهارده بس قدر يخطفها ويرجعها لنفسه تانى ..
دخل بخطوات ثابته ووصل لباب السرايا المفتوح وكح قبل مايدخل وعيشه وغاليه رفعو عنيهم شافوه برقو وكل وحده بصت للتانيه ..
اما جماره فأول ماشافته انتفضت ودخلت فحضن امها بخوف وابتدت تنادى على حكيم بعلو صوتها ..
غازى اتقدم وغاليه وقفت على حيلها وراحت وقفت قباله :
جاى ليه ياغازى ..جاى تموت باقينا ..ولا جاى تتشفى فروحنا اللى حرقتها بيدك !
غازى بحزن مصطنع :ربنا يسامحك يابت عمى ..انتى ياغاليه تقولى اكده..طب دانى قولت لو كل الخلايق صدقت ان غازى يكتل حكيم واد عمه غاليه مهتصدقش !
غاليه :عشان غاليه هبله صوح؟ ..
طب اسال اى عيل صغير من عيال البلد مين اللى كتل الشيخ حكيم هيقولك غازى اللى كتله ..باينه وممحتجاش كلام ..وعشان الكلام لا هيودى ولا يجيب ولا يرجع اللى راح بلاها منيه وقول جاى عايز ايه ياغازى .؟
غازى :جاى ومستعد احلف على كتاب الله انى مكتلتش واد عمى ..جاى ابرى ذمتى قدام ربنا وقدام نفسى واتأسفلكم واحد واحد على اى حاجه عفشه عميلتها فحد فيكم فيوم من لايام ..
وخصوصى جماره .
عارفه ليه ياغاليه ..عشان ملحقتش اعمل اكده مع حكيم ولا لحقنا نتصافو قبل مايموت ..طمعت فالارض والمال ومتاع الدنيا وزهدت فيه لما شفت حكيم رحل منيها بأيد فاضيه مخدش معاه غير عمله وسيرته الطيبه ..شفت الفلوس والارض باقيين ورا منيه ومخدش من الدنيا غير مترين قماش بيض وبس ..
طول ماغازى عيتكلم وعيشه بصاله وعتهز فدماغها وتتعجب على جلده اللى عيغيره كيف جلد التعبان وصعبنته ومسكنته اللى مهتخيلش على حد واصل وهو خابر لكنه عيعافر ..
وجماره اللى كل ماتبص تشوف دم حكيم عيقطر من اديه وتغمض عنيها وجسمها يرجف بخوف ..
غاليه :امشى اطلع برا ياغازى واوعك تعاود السرايا مره تانيه ولا رجلك تخطيها ..خلاص خلصت النمره بتاعتك وهنسقفولك دلوكيت بس لما نلاقو الحيل ..روح لحال سبيلك ربنا يكفينا شرك ..
غازى مسك وشه بقلة صبر وبص لغاليه ومقدرش يستمر فالتمثيل اكتر واتحدت وهو جازز على سنانه :انتى اعصابك تعبانه دلوك ومش هحاسبك على كلامك ..
بس اوعدك لو كررتيه نوبه تانيه مهيجرالكش طيب ..انى رايح المشتمل دلوكيت ..وهيكون سكنى لغاية ما يحلها الحلال ..وحكاية انى اهمل السرايا واسيب لحمى لحاله داى تنسيها ..من اهنه ورايح غازى راجلكم غصب عنيكم وعن عنيكم وعاوز وحده تفتح خشمها بكلمه معاى ...
وبص لعيشه وجماره :
وانتى يابياعة الجبنه من بكره بتك تمسك عده عشان بعد العده تعاود لعصمة راجلها ..
عيشه بصتله واتكلمت بغيظ وقهر :راجلها ايه وانتا مطلقها طلاق بائن وجوزها التانى مدخلش عليها ياغازى ..عتخربط انتا ياك ..جماره متحللكش !
غازى :له انى سألت شيخ وقال تجوز ..اطلعى بس منيها انتى
عيشه :ديه اكيد شيخ منصر مش شيخ دين وعارف كلام ربنا ..
غازى :اقفلى خشمك ياعيشه وحسك مسمعهوش ..وجماره من بكره تمسك عده ومن بعدها هكتب عليها تانى
عيشه : مش جديد عليك الحرام ..بس ديه بعدك ياغازى ونجوم السما اقربلك ..انى بتى هاخدها واعاود لدارنا واوعك تجيب سيرتها على لسانك ..بزياداها قهر منيك وبسببك مرمرت حالها من يوم ماشافات جهرتك ..
غازى بضحكه صفرا :طب مره وخطى برجلك برا السرايا انتى او هى ..ولا اقولك انتى غورى فستين داهيه تاخدك ..لكن جماره هتفضل اهنه لحدت آخر يوم فعمرها ..وهتطلع من اهنه على قبرها طوالى ..او حتى مفيش داعى تطلع انى هدفنها اهنه وهعملها قبر حلو زيها ..
خلص كلامه وسمع صوت انين اتلفت شافها تماضر قرب منيها وهمس جار ودنها :الف لابأس عليكى يامرت عمى ..البقيه فحياتك فالشيخ حكيم ..معلهش ادى حال الدنيا عاد هنعملو ايه ...
اتعدل وفضل يعدل فخلجاته وعمته وهو سامع صوت انين تماضر ارتفع وغاليه جريت عليها وهو ادى للكل نظره اخيره وطلع وسامع بودنه الكل عيحسبن عليه بس مهمهوش ..
راح على المشتمل فتحه على الدرفتين وفتح دراعاته وضحك كأنه فتح طاقه عتطل على السعاده مش باب مشتمل
إلي هنا ينتهي الفصل الثانى والعشرون من رواية جمارة بقلم ريناد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا