مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة دينا أسامة ؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل الحادى والثلاثون من رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المشوقة والمزيد من الرومانسية والحب فى سياق واقعى.
رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة - الفصل الحادى والثلاثون
رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة - الفصل الحادى والثلاثون
أحياناً لا تصدمنا الأخطاء بقدر ما يصدمنا من قاموا بها...!
ارتد للخلف وهو غير واعياً لما يراااه الآن..! ف كيف يُوجد هنا..! ولما يُوجد... ظل واقفاً دون نطق اي كلمه وأيضاً رحيم الذي صُدم من رؤيته.. ف كيف اتي الي هنا وكيف عرف هذا المكان..؟! أصاب قدمه الشلل عند رؤيته لأمه تخرج ب إبتسامه عريضه وهي تقول...
- مين ي رحي....نعم نعم شهقت بفزع لوجود يحيى ف تنحت بعيده وهي مُوضعه يديها ع فمها بصدمه شعرت بأنها بدوامه كبيره لن تخرج منها حتماً... حسم رحيم أمره لرؤيته لحوريه واقفه ع وشك الإغماء من نظرات إبنها فحمحم بصوت منخفض بالكاد استطاع يخرج من حلقه...
- يي .. يحيى ي بني انت مش فاهم حاجه..!
كان يحرك رأسه يميناً ويساراً بعدم تصديق لما يحدث.. كان بموقف لا يُحسد عليه... ابتلعت حوريه ريقها بصعوبه وهي تحاول الاقتراب منه كي تفهمه ما يحدث لكن وجدته يزيحها عنه بنفور دون كلام إلى أن رمقهم بنظره شيطانيه مُقرفه وهو يبعد عن ذاك المنزل دون نطق.. دون شعور.. كان كالجثه حقاً أقترب من سيارته وهو يجلس بجوار دهب التي تسلل إليها الخوف لرؤيته بهذه الحاله فكان وجهه شاحب لتردف مسرعه...
- كنت فين ي يحيى وسايبني كده..!! وايه خرجك فجأه وكأنك كنت بتراقب حد.
صمت.. صمت يسود تلك السياره... كان كالطفل الذي فقد اهله ف هذه اللحظه.. صدمته اعمته فكاد ان يصطدم بسياره أخرى لكن صياح دهب افاقه...
- ف ايييه ي يحيى رددد عليااا..! مال وشك مخطوف كده لي وكنت فين.. ايه اللي حصل..!؟
حمل هاتفه وهو يحادث أحد بضيق...
- تعالالي البيت بسرررعه بدون اي كلام واستفسار.
أغلق هاتفه وهو يلقيه خلفه... كانت دهب تتابع ما يفعله وتجاهله لها طيله الطريق وعدم رده فصاحت به مره اخرى ع امل ان يرد لكن وجدته كالحجر الي ان وصل المنزل ف وجد الذي كان يحادثه منذ قليل واقفاً بسيارته أمام منزله ليردف بقول...
- تعالي ورايا ي اثر ع جوه ضروري.
بحلقت دهب وهي تخرج من السياره لترى اثر الذي نظر لها بتعجب من أخيها لكنه اسرع بالدلوف ورائه.
اتجهت مسرعه الي الداخل وهي تصيح قائله...
- يحييي... يحيييييي... انت مش بترررد عليااا لييي... ايه اللي حصل... طيب فهمنييي..؟!
وجدته يغلق بوجهها باب غرفته ومعه أثر الذي عقد حاجبه من تصرفه ليردف متعجباً...
- ف ايه ي يحيى..؟! لي بتعامل اختك كده..؟! هي عملت اييه لكل ده..!
جلس يحيى ع مكتبه موضعاً كلتا يديه ع وجهه وقلبه كاد ان يتفتت ليردف بهدوء...
- مش دهب اللي عملت..! امي اللي عملت وخانت ثقتنا.
قرب أثر وهو يجلس بجواره هاتفاً بتساؤل...
- امك..؟ مالها طنط حوريه ي يحيى ف ايه انت قلقتني..!
انهي حديثه وهو يتنهد بسخريه.. فقد تلقى أقوى الصفعات حين رآها معه بمنزل واحد..! فظنونه قد تأكدت من خروجها المستمر وتوترها حين اتسائل أين كانت.. بل وكذبت انها تعمل مع صديقتها.
صُعق اثر مكانه من ما سمعه للتو ف كيف ما يقوله الان صحيحاً..!
- انت ايه اللي بتقوله ده ي يحيى..؟! إنت متأكد من اللي بتقوله؟!
انحني يحيى برأسه ع مكتبه وهو يصيح بغضب...
- ايوووه متأكد..! انا قولتلك علشان انت قريب مني مقدرتش اقول لدهب لأحسن يجرالها حاجه لإنها واثقه فيها وبتحبها وهتتصدم لما تعرف وانا مش عايز كده... انا مبقتش طايق نفسي ولا طايق حد وعايز امشي من هنا.
- اهدي ي يحيى.. طيب انت ازاي بتحكم عليها من غير ما تسألها ع اللي شوفته وانها بتعمل ايه هناك.. ما يمكن فاهم غلط ي يحيى.
صاح يحيى بصوت مرتفع...
- فاهم غلللط ازاااي وانا شايف امي بتدخل بيت غريب لأ وايه تطلع مع عمي رحيم جوه...! هيكونوا بيعملوااا ايه يعني ولي الخروجات الغريبه اللي حصلتلها الفتره اللي فاتت وكدبت علينا لي وقالت إنها بقت بتشتغل مع طنط فريده..! لي تعمل كددده...! اي ان كان السبب انا عمري ما هسامحها لأن الاجابه واضحه زي الشمس..! انا مش حاسس بنفسي ي أثر.. رجليا مش حاسس بيها وقلبي واجعني من اللي شفته.. تخيل بقى لو دهب عرفت هيجرالها ايه لما انا كده..!
اثر بمواساه لصديقه وما يمر به الآن ...
- طيب اهدي ي يحيى وفهمني انت عايز مني ايه بالظبط وانا هنفذ بس حاول تقابل طنط تاني واعرف ايه العلاقه بالظبط علشان متظلمهاش.
- اظلمهااا..! أظلم ايه واعمل ايييه... اثر متجيبش سيرتها تاني بعد كده.. لا هي امي ولا اعرفها وبخصوص انا عاوزك ف ايه ف انا الفتره دي مش هعرف افضل موجود ببيت هي موجوده فيه.. وخايف ع دهب ف انت لازم تكون بتراقبها بالفتره اللي انا مش موجود معاها وتاخد بالك منها ي أثر.. انا علشان واثق فيك حكيتلك وامنتك ع اختي الوحيده اللي ملياش غيرها ومش عايز اي حاجه تمسها اي ان كان انت فاهم ي أثر..؟!
اومأ له اثر بالايماء لينهض يحيى وهو يزفر بإختناق قائلاً...
- انا دلوقتي خارج اقعد ف اي حته علشان مخنوق وانت تقدر تقعد بالكافيه اللي برا عمل ما تشوفها وصلت وتطمن ع دهب وتمشي.
- طيب ي يحيى من رأيي اقعد النهارده ف البيت علشان دهب ع الاقل.
- مش هقدر ي أثر صدقني... اعمل بس اللي قولتلك عليه.
خرج يحيى من غرفته وهم بالرحيل من المنزل لكن اعترضت دهب طريقه التي ما زالت واقفه بمنتصف الصاله لتردف بضيق...
- يحيى استنى..! انا مش هسيبك إلا لما اعرف فيك ايه بالظبط وايه غيرك كده..!
اقترب اثر وهو يرسم البسمه ع شفتيه هاتفاً بمرح...
- مفيش حاجه ي دهب..! هو بس تعبان شويه وخارج يرفه عن نفسه.
كانت مصوبه النظر الى يحيى الذي كان ينظر إلى الناحيه الاخر بصمت ف بالطبع يوجد شئ يخفيه..! فما هو ولما يخفيه على..!
- يحيى حرام عليك ف ايه فهمني ارجوك..! انت ازاي ساكت كده..! انت مخبي عني حاجه وشكلها كبيره اوي فقولي علشان ارتاح... ازاي بقيت بتخبي عني اللي ف قلبك..! انت كنت بتقولي كل حاجه ي يحيى... ايه غيرك كده؟!
تنهد اثر وهو يهتف بحزم...
- خلاص ي دهب بقى.. مش شايفه اخوكي تعبان ازاي.!
صاحت به دهب بغضب هاتفه...
- وانت مالك..! انت بترد عليا نيابهً عنه ليييي..!
- مقصدش ي دهب بس اخوكي تعبان فعلاً ف سيبيه احسن ليه.
ظلت دهب ع عنادها لتصيح مجدداً...
- يحيييييي....! رددد علياااا هو ف ايه..؟! طيب فين ماما علشان تعرف بقى هي تتصرف معاك وتعرف انت فيك ايه.
احتدت ملامحه ف اشاحها بعيداً عنه وهو يرحل من أمامها قبل أن ينفعل ويعترف ف ولجت ورائه لكن منعها اثر بالقوه مردفاً...
- بس خلاص اهدي بقى...! في اي مالك بقولك تعبان..! ادخلي انتي جوه وريحي أعصابك دي.
- انت مااالك..! انت عايززز منييي ايه مش فاهمه..!
كور اثر يديه بضيق لكن تغاضي وهو يردف بهدوء...
- انا مش هرد عليكي ي دهب علشان عارف إنك بتقولي اي كلام دلوقتي ف روحي اوضتك ارتاحي وانا خارج اقعد بالكافيه.
تركها مسرعاً قبل أن تردف بأي كلمه... فهو لم يتحمل كلامها بعد الآن الذي يؤلم قلبه... يحبها منذ زمن وهي لم تشعر بحبه ودائماً تتصرف هكذا .
جلست دهب ع احد الكراسي بالصاله وهي تضع يديها ع وجهها بإندهاش لما يحدث..
******************************************
- اهدي ي حوريه متعمليش ف نفسك كده..! متخافيش انا هكلم يحيى وهفهمه إنك مراتي ع سُنه الله ورسوله وأننا مبنعملش حاجه غلط.
حوريه ببكاء...
- يحيى مش سهل ي رحيم صدقني.. ابني وانا عارفاه ومهيعرفش إننا متجوزين ع سُنه الله ورسوله زي ما بتقول.. كل اللي ف دماغه هيبقى إني خنت ثقته فيا وخنتهم.
اخرج رحيم تنهيده حزينه وهو يردف...
- زي ما عندك ولادك عندي ولادي برضو ي حوريه.. كارما عندي حد رقيق ومش هتقدر تستحمل لما تعرف جوازنا وممكن يجرالها حاجه ده غير أنها لا بتحب ان حد يخونها او يكدب عليها وممكن تعمل اي حاجه بدون ما تحس.. بس صدقيني ثقي فيا انا مش هسكت وهفهم يحيى الموضوع من بدايته من اول ما اتقابلنا واحنا شباب وحبينا بعض.. هحكيلهم كلهم وافهمهم لأنهم لازم يعرفوا بقى اننا متجوزين واني محبتش إلا انتي ي حوريه.. انتي الوحيده الانسانه اللي حبيتها وربنا يسامح اللي كان السبب ف بُعدنا عن بعض.
ارتمت حوريه ف أحضانه ببكاء وهي تردف...
- انا خايفه اووي ي رحيم من رد فعل الباقيين.. مش عارفه ايه هيجرالي تاني لما دهب تعرف وولادك ورجاء..! رجاء اللي اعتبرتني زي اختها وكانت صاحبتي ف الحلوه والمره وانا اعمل فيها كده... انا مقروفه من نفسي اوي..
ربت رحيم ع ظهرها وهو يمسد ع شعرها بحنوٍ هاتفاً بنبره هادئه...
- انتي معملتيش غير الصح ي حوريه... كفايه بُعدنا عن بعض السنين دي كلها وكله بسبب ابو رجاء اللي اجبرني على الجواز منها وعيشني اسوء سنين حياتي معاها... انا مكرهتهاش علشاك اكدب عليك لكن مكنتش مبسوط معاها ولا عمرها نجحت انها تحببني فيها... مكنش ف قلبي غيرك انتي وكنت واثق ف يوم من الايام إننا هنرجع لبعض تاني ي حوريه وتاجي تقولي إنك مقروفه..! انا عمري ما ندمت ع جوازي منك لمرتين وعمري ما هندم.
ضُيق ما بين حاجبيها وهي تبعد عنه بقول...
- ومش ندمان ع إبننا اللي راح بسببناااا..! مش ندمان ع اننا فرطنا فيه بالسهوله دي..! احناااا ربنا هيعاقبنا ع اللي عملناه فيه... عقولنا كانت فييين لما عملنا فيه كده ي رحيم.. انا بتقطع ميه مره ف اليوم ع اللي عملته ف إبني واول مولود ليا واعمل كده.. مش مسامحه نفسي ولا مسامحاك انت كمان علشان انت السبب وغصبتني ع حاجه انا مكنتش اقدر اعملها.
رحيم بغضب...
- اعملل ايه ي حوريه وكان ابوها مهددني إنه هيقتله... كان احسن لينا ف الوقت ده اننا نعمل كده ع الاقل كنا هنبقى واثقين انه عايش مش بين الأموات لو رفضنا.
قفزت حوريه بصدمه لما يقوله وهي تردف بعصبيه...
- واحنااا بقى واثقين دلوقتي انه عااايش..!! ها رددد علياااا قولي كده انت واثق انه عايش ي رحيم.
تنهد رحيم بنفاذ صبر هاتفاً....
- ايوووه ابننا عايش ي حوريه.
وقعت جملته عليها كالصاعقه لتجلس مجدداً بصدمه وهي تردف دون وعي...
- اا... ابني يي.. يوسف عايش..!
جلس هو الآخر بجوارها وهو يردف...
- مبقاش يوسف ي حوريه..!
طالعته متعجبه وهي تقول...
- مبقاش يوسف ازاي ي رحيم..؟!
ظهرت ابتسامه ساخره ع ثغره وهو يردف...
- بقى سيف الحديدي...! بقى من أكبر رجال المافيا حالياً والله اعلم هو فين دلوقتي.. معرفش هو راح فين من ساعة اخر مره شفته فيها وهو كبير وعرفت كل حاجه عنه.. مكنتش اتوقع ان إبننا يبقى كده..! بس برجع وبقول كان هيعمل ايه واحنا رميناه بالشارع كده زي الناس اللي بتغلط وترمي ولادها.
صدمه تلو الأخرى.... لم تفق حوريه من صدمتها الأولى لتصطدم بصدمه أخرى اكبر جعل جسدها يرتخي بجوار رحيم ليفزع وهو يربت ع وجنتيها بخوف هاتفاً...
- حح.. حوريه... حوريه ردييي علياااا..! فوقييي ي حوريه.
******************************************
كانت رُقيه تتجول بغرفتها خوفاً من ابيها وهي تتصور أمامها ما سيفله بها الآن... خرجت من شرودها ع دلوف ابيها إليها وهو يغلق الباب ورائه وهذا ما جعلها تفزع لتنتفض برجفه بجسدها جعلها ترتد للخلف وهي تهتف بتوتر...
- بب.. باا.. بابا صدقني انا كك.. كنت هشتغل بس والله مش اكتر.. اناا بنتك ي بابا اللي مربيها وواثق فيها وعمري ما خنت ثقتك فيا .
اقترب طلعت مقربها إليه وهو يقبل رأسها هاتفاً بحب...
- متخافيش ي رُقيه ي حبيبتي.. انا آسف ع اللي كنت هعمله فيكي قدام نادر.. مكنتش اعرف الحقيقه ي بنتي وكنت هتهور.
هدأت رُقيه وهي تردف بتعجب...
- ب.. بابا هو انت تعرفي استاذ ماجد منين؟!
طلعت : ماجد ده يبقى ابن عمت شريف الدمنهوري ي بنتي اللي اتوفى من فتره ويبقى من عيله الجارحي.
توسعت عيناها وهي تردف...
- اييييه..!! يعني هو كان عارف ان انا بنتك علشان كده قبلني ف الشغل وبمرتب كبير كمان..!..
- لأ ي بنتي انتي مش فاهمه.. تعالي اقعدي أما احكيلك.
جلست جواره متعجبه وهي تنصت لسرده لتردف بعدما انهي ما قاله...
- ط.. طيب ي بابا هو بقى شاب كويس ولا..؟ انا حسيت من خلال كلامه وطريقته إنك كويس يعني ارتاحتله وكنت مستغربه تعامله ليا لأني بسمع ان دايما أصحاب الشركات بيبقوا متكبرين ومش بيطاقوا لكن استاذ نادر كويس جدا.
ابتسم طلعت لاعجابها بشخصيته ليردف مؤيداً لكلامها ...
- عندك حق ي بنتي نادر حد مختلف اووي ومتواضع وخلوق ومش زي بقيه شباب اليومين دول.. ربنا يحفظه ويبارك فيه.
- ي رب ي بابا... نظرت له بخجل وهي تسرع بتصليح ما قالته هاتفه...
- قصدي يعني ربنا يحفظه لعيلته..
- طيب ي بنتي تعالي اتعشى معايا انا وأمك.
رُقيه : هي ماما عرفت ي بابا بالموضوع ده..؟
- لأ لسه ي رُقيه مردتش اقولها اما اصالحك.
رُقيه : بابا انت كان عندك حق ف إنك تتعصب عادي..! يعني علشان انا كنت لأول مره اكدب عليكم ف حاجه واعمل حاجه من وراكم فكان طبيعي يكون رد فعلك كده.. وانا مش زعلانه من حضرتك خالص بالعكس انا فرحانه إنك عرفت خلاص وهم وانزاح.
احتضن طلعت وجهها بين يديه وهو يقول...
- فعلاً جوهره زي ما قال..!
رُقيه بتعجب...
- هو مين ي بابا.. ؟!
- ماجد ي بنتي بيشكر فيكي جدا وبيقول إنك جوهره.
تبلورت عينيها للأمام قائله بصدمه...
- استاذ ماجد هو اللي قال كده..!!
- ايوه ي بنتي ويلا علشان نتعشي ونقول لامك ع الموضوع ده لأحسن تتحسبن علينا... نهض بها إلى الخارج كي يتناولوا العشاء وهي يدور بذهنها ما قاله نادر عنها .
********************************************
بمنزل أمير المصري كانت نايا ترقص هي واخيها ع تناغم موسيقى رائع بمناسبه حفل زفافه الذي سيعقد غداً.
أمير بضحك...
- لأ بس طلعتي جامده بالرقص كمان...! احييكي ي بنتي ع المهارات اللي عندك دي.
نايا بفخر...
- طبعاً ي بني اوومال.. ده انا نايا المصري.. يعني اقدر اعمل اي حاجه وبأي وقت.
- ي جااامد.. ي واثق من نفسك انت..!
- بطل ي بني علشان بتكسف..!
عقد حاجبيه متعجباً ليردف وابتسامه عريضه ع ثغره...
- بتتكسفي...! مكنش ده بقى حالك ي اختي.
نايا بحنق..
- ولاااه ف ايه متظبط كده علشان معملهاش معاك...! احنا بقينا دلوقتي سوبر ومانس يعني خافوا مننا لأحسن ناكلكم بعد كده.
أمير بضحك لم يستطع كتمانه...
- اهو ده بقى اللى ناقص ي حجه نايا.. كفايه بقى رقص وسيبني علشان اريح رجلي دي واوفرها لبكره احسن.
- خلاص ي اخويا تعالي اقعد علشان توفرها للحجه تسنيم
بهذا الوقت دلفت إليهم ناهد وهي تبتسم بقول...
- تعالوا ي ولاد ف حد عايز يشوفكم براا.
أمير بتعب...
- خليه يجيلنا هنا ي ماما علشان رجلي وجعاني ومش قادر اقوم.
نايا بإستهزاء...
- اومال هتعمل ايه بكره ي سبع البرمبه انت..؟!
أمير بغيظ...
- لمى الدور ي نايا احسنلك لأحسن المفاجأة اللي قولتلك عليها تروح منك ي باشا وكده لا هتكوني طولتي بلح الشام ولا عنب اليمن.
- ف ايه ي اخينااا ما بنهزروا معاك..! دايما افوش كده..!
أمير بإعتدال بجلسته...
- ايوه اظبطي كده.
ناهد بصياح...
- بطلوااا كلام بقى.. تعالوا ورايا.
نهض أمير بقله حيله وأيضاً رافقته نايا فوصلوا الي الصاله.. لم يجدروا ع التقدم خطوه حتى صاحوا هما الاثنان بصدمه وبنفس ذاك الوقت...
- باباااا...!!
انهمرت نايا بالبكاء وهي تجري صوب والدها وتقوم بإحتضانه بسعاده كبيره وهي تقول...
- باباا..! انا مش مصدقه إنك موجود....! قولي اني مبحلمش وأنك فعلاً موجود.
اقترب أمير الاخر بسعاده تغمره وهو يحتضنه هاتفاً...
- وحشتنا اوي ي بابا.. متعرفش مجيتك دي فرحتنا ازاي..
ربت مدحت ع ظهرهم هما الاثنان بحنان قائلاً...
- وحشتونييي اوي ي ولاد.. عاملين اييه ف غيابي..؟!
اجابته نايا بلهفه مردفه...
- احنا زي الفل ي بابا المهم انت عامل ايه.. وايه المفاجأة القمر دي.. انت كنت قابل إنك لسه هتنزل كمان ٣ شهور.
- مقدرتش اعرف ان ابني الوحيد فرحه بكره ومجيش..!
أمير بفرحه...
- حبيبي ي بابا فرحتني اوي بمجيتك وتسنيم هتنبسط اوي لما تشوفك.
ناهد : طيب مش كفايه كده أحضان.. عايزه احضنه انا كمان.
نايا بضيق طفولي...
- لأ لأ خلينا بحضنه شويه وبعدين انتي قابلته قبلينا يعني حضنتيه..! ايه عايزه تحضنيه تاني.. مشبعتيش؟!
انفجر مدحت بالضحك ع ابنته التي لم تتغير بعد فقد تركها كما هي ليردف بمرح...
- يااه لسه متغيرتيش ي نايا.. لسه طفوليه زي مانتي كده.
أمير بضحك...
- طفوليه ايه دي بقت بهلوانيه.. هههههههه.
نايا بضيق...
- طيب ي أمير تعالالي جاي.. وربنا ما هسيبك.. ي قاتل ي مقتول النهارده.
ركضت خلفه مسرعه وهي تلحقه.. أما ناهد ابتسمت وهي تتجه بأحضان زوجها وهي تهتف بهمس ناعم...
- وحشتنيي ..!
مدحت بخبث..
- وانتي اكتر ي ناهد.. لسه حلوه زي مانتي.
ابتسمت بخجل وهي تخفي وجهها بعيداً عن عينيه لكن داعبها بأذنها هاتفاً...
- تعالي اوريك حاجات كتيره جايبها هتعجبك.
اومأت بسعاده وهي ترحل معه تاركين تلك الشرسه مع أخيها يتشاكسون كعادتهم.
*****************************************
بمنزل ماجد الجارحي...
كانت رنيم جالسه مع خالتها أمام الشاشه لكن كان ما يشغل بالها هو ومتي سيأتي..؟! لتردف بمرح مزيف...
- إيه ده هو ماجد بيفضل سايبك كده كتير ولا ايه ي خالتو..؟!
ابتسمت فاتن وهي تعرف بماذا تشير تلك الصغيره لتجيبيها بإبتسامه ع شفتيها هاتفه...
- أحياناً ي بنتي سعت بيبقى عنده مأموربات كبيره كده بيتأخر عليا زي مانتي شايفه.
- ااه..! طيب ماتبقى تيجي ي خالتو طالما بتقعدي اغلب الوقت لوحدك.
فاتن : كنت هاجي ي بنتي بس رجلي بقى هعمل فيها ايه..؟!
رنيم : سلامتك ي حبيبتي.
فاتن : لو كنتي نعستي ي حبيبتي ريحي شويه عمل ما ماجد ياجي وهبقي اخليه يوصلك.
هزت برأسها نافيه وهي تقول...
- لأ لأ ي طنط مينفعش.. ازاي هياجي تعبان من شغله ويوصلني.. انا هقوم دلوقتي امشي قبل ما الاقيش مواصلات وهو ان شاء الله زمانه جاي.
فاتن : مينفعش ي بنتي ازاي هتمشي لوحدك ف الليل ده.. لأ اما ماجد ياجي يوصلك اقعدي.
رنيم برفض..
- لأ ي طنط اعذريني وان شاء الله اجيلك بيوم تاني اقعد معاكي اليوم كامل.
ارتخت فاتن لها وهي تقول...
- طيب ي بنتي هبقي منتظراكي.
- تمام ان شاء الله
اتجهت الي الباب لتفتحه لتجد ماجد أمامها وهو ع وشك الدلوف لكنها شهقت بفزع عندما وجدت يده مُصابه فلا بد انه اصُاب بتلك المأموريه...
- ماجدد..!! مالها ايدك ي ماجد.
سمعت فاتن بالداخل لتقفز من مكانها بخوف وهي تتجه صوبهم خاشيه من أن يكون أصابه شئ ثوانيٍ وشهقت بفزع عندما وجدت يده مُصابه لتصيح بهلع ..
- مالها ايدك ي حبيبي.. ؟!
كان متجمداً مكانه لرؤيتها مجدداً بمنزله.. كان محدق النظر بكل تفصيله بوجهها.. فقد اشتاق إليها حقاً ليتنهد براحه وهو ينظر لعينيها بهيام...
- مفيش حاجه ي ماما ده جرح سطحي بسيط.
- تعالي بني تعالي بسرعه اقعد قصادي هنا اشوف إيدك.
دلف ماجد وهو يجلس بجوار امه لتدلف رنيم هي الآخره بقلق وهي مصوبه النظر ليده لتردف بتساؤل...
- انت كويس ي ماجد..؟
اجابها وهو يطالع عيناها بقول...
- الحمد لله ي رنيم.. اخبارك إيه؟
- تمام بخير.
فاتن بضيق...
- طيب ي بني معرفتش تاخد بالك.. يعني يرضيك ايدك تتعور وقلبي يوجعني كده..؟!
ابتسم ماجد وهو يلمس يديها بحب مردفاً...
- سلامه قلبك ي ست الكل.
رنيم بتوتر...
- سلامتك ي ماجد.. انا مضطره أستأذن عن إذنكم.
نهض ماجد وطالعها بتعجب وهو يردف...
- هتمشيي ازاي لوحدك ف وقت زي ده..؟!
- عادي زي الناس..! وان شاء الله هلاقي اي مواصله.
ماجد بضيق حاول اخفائه...
- لأ طبعاً مينفعش..! ي إما هاجي اوصلك ي اما تقعدي تباتي مع خالتك لبكره.
بلعت ريقها بتوتر وهي تقول...
- مفيش داعي ي ماجد وانا هعرف اوصل يعني بيتي وانت مُصاب مش هتعرف تسوق.
- لأ هعرف ده جرح سطحي مفهوش حاجه ويلا تعالي ورايا علشان اوصلك وبعدين متتهاونيش وتقولي همشي لوحدي ف اوقات زي دي.. انتي متعرفيش ايه اللي بيحصل دلوقتي وخطر عليكي.
امأت له بتعجب وهي تمشي خلفه.. كانت فاتن تنظر لهم بصمت وهي تشعر بسعاده كبيره بأنها استطاعت ان تجمعهم بلقاء لتتنهد وهي تقول...
- ان شاء الله هتكونوا من نصيب بعض.
******************************************
بمنزل سيف الحديدي كان يجلس ومعه صبا أمام الشاشه وهو يشاهدون فيلم ما لتتنهد صبا بضيق أثناء وجود الفاصل الاعلاني لتهتف بقول...
- هي ايه الإعلانات دي كلها اووف...!!
سيف بضحك وهو يضع يديه أسفل ذقنه مردفاً بخبث...
- لو مش عاجبك ممكن نعمل حاجه تانيه عادي..؟!
طالعته صبا بحنق وهي تجيبه مردفه...
- لم نفسك ي سيف علشان انا مخنوقه اصلا ومش طايقه نفسي.
سيف بتعجب وهو يعدل جلسته قائلا...
- ايه مالك..؟!
صبا بتأفف...
- أبداً مفيش..! دول شويه فراغ وهيروحوا لحالهم.
سيف بإكتراث...
- طيب اعمل ايه علشان أملي الفراغ ده..؟
صبا بفرحه وهي تقوم بإغلاق الشاشه هاتفه بتساؤل...
- إيه رأيك تتكلم ع حياتك وكل حاجه مريت بيها من ساعه ما وعيت ع الدنيا.
سيف بتوتر...
- مش فاهم قصدك اييه...؟!
صبا : يعني اتكلم ع حياتك ي سيف.. عايزه اعرف كل كبيره وصغيره عنك.
سيف بسخريه...
- هتفيدك بأيه لما اقول...؟!
صبا : يعني اديني عايزه اعرف كل حاجه عن جوزي زي ما عرفت كل حاجه عني.
- انتي حياتك مكنتش زي حياتي ي صبا علشان احكي وانتي عارفه اني وعيت ع الدنيا بدون ما يكون ليا حد.. وعيت لقيت نفسي ف الشارع بتنقل بين بيت للتاني وكنت بلاقي اللقمه بالعافيه لحد ما كبرت وقدرت اعتمد ع نفسي زي مانتي شايفه.
صبا : طيب ي سيف انت ازاي متأكد ان ملكش عيله..؟! يعني علشان لقيت نفسك بالشارع كده يبقى ابن حرام..! ما ممكن يكونوا اهلك مثلا ي اما اتوفوا ي اما مثلا كانوا فقرا ومش عارفين يصرفوا عليك منين زي ما بيحصل بالافلام كده وعلشان كده سابوك.
سيف بسخريه...
- هتفرق كتيرر..! كلهم واحد.. ف النهايه رموني بالشارع وخلوني حد مكنتش احب اني اكون كده ف يوم من الايام لولا الظروف اللي مريت بيها كانت أقوى مني.
صبا بتساؤل...
- طيب هو أنت محاولتش تعرف من زمان مين اهلك او حتى المكان الي اتولدت فيه وتربيت.. الناس ازاي كانت بتشوفك او كانوا بيعاملوك إزاي.. هل حد كان يعرف اهلك..؟!
- محاولتش اعرف من ساعه ما حسيت ف عيونهم نظرات كره واحتقار ليا وف بعض منهم كان شايفني ان انا ابن حرام وف ناس كانت بتشفق عليا وبتبيتني عندها وبتوكلني.. لكن كبرت ع اني اكون جافي ومعتمد ع نفسي ولا يهمني مين ابويا ومين امي اللي رموني لكلاب السكك تنهش فيا.
تماسكت صبا محاوله ان لا تظهر بكائها من أجل ما عاناه ف حياته لتردف بإحتقان ...
- طيب لو ف يوم من الايام اكتشفت ان ابوك وأمك عايشين وقابلتهم صدفه.. هتعمل ايييه؟؟
ابتسم بسخريه وهو يحرك رأسه بقول...
- مفتكرش اني هفرح..! اللي مريت بيه كفيل أنه يخليني اكرههم طول الحياه ومش هقدر اسامحهم ابدا اي ان كانوا بقى عايشين ولا تعيشي انتي.
صبا بإقتراح...
- ايه رأيك نخرج ف الجنينه نشم شويه هوا وافرفشك كده علشان نكدت عليك آسفه.
- فكره حلوه تعالي.. بس ثانيه اجيب حاجه مهمه هتبسطنا.. اتجه ناحيه المطبخ.. ثوانيٍ وخرج حاملاً كاساً شمبانيا فاخره جعل صبا تشهق بصدمه وهي تقول...
- إيه اللي انت جايبه ده...!!
سيف بخبث مراقباً أفعالها...
- شمبانيا..!
صبا بضيق...
- مانا عارفه إنها زفت شمبانيا.. قصدي جايبها ليه انا مش حملها تاني.. تعبت منها المره اللي فاتت.
سيف : مش شرط تشربي.. انا اللي هشرب.
صبا بتعجب...
- طيب انت كده هتتعب زيي.. لأ متشربهاش ي سيف..!
قهقه سيف وهو يردف...
- انا واخد عليها عادي.. انتي بس تعبتي علشان اول مره تشربي.
طالعته بتعجب وهي تهز رأسها.. ف خرجوا وهم يتجولون بالجنيه ويتحادثون
بعد قليل جلسوا ع مقعدين ليتناول سيف شرفه وراء الأخرى من تلك الشمبانيا وهو ينظر إليها بمرح لنظراتها ليردف...
- خدي جربي كده تاني.
هزت رأسها نافيه وهي تذم شفتيها لتنظر له مجدداً ف وجدته مُتيماً بها.. محدق النظر وهو ينظر إلى كل ما ف وجهها وهذا ما جعلها تبتلع ريقها بصعوبه لنظراته الثاقبه.. حاولت الافلات من نظراته لكن باتت بالفشل
التقطت تلك الشمبانيا وهي ترتشف رشفه صغيره لتُبعد نظره عنها لكن وجدته يُشربها من الكأس بقوه وهو يضحك ف ارتشفت حتى ارتوت.. حتى بدأت بالهلوسه الخاصه بها.
نهضت من مكانها وهي تدور بدون وعي بأكمل الجنينه.. نهض سيف هو الاخر ورائها دون وعي لكن لم يكن مثلها هكذا فهي عندما تحتسي اي مشروب يؤثر عليها كلياً...
اقترب منها وهن يمسك يديها هاتفاً...
- بب.. بتعملي ايه ي مجنونه..؟!
صبا بصياح...
- عععاا.. عاوزه اطيرررر.
ابتسم سيف وهو يردف متعجباً...
- اا. احنا البشر مش بنطير ي صبا.. بس انتي لو عايزه تروحي اي مكان اطلبي وانا هوديكي.
وضعت اصبع يدها ع خدها بتفكير وهي تهتف بدون وعي...
- اي مكان.. اي مكان..!
اومأ لها بإبتسامه لتنظر له بهيام وهي تقرب قائله وهي تشير بيدها ع صدره هاتفه...
- اانا عاوزه اكون هناا.. هنا أفضل مكان ليا.
اقبل سيف رأسها بحب وهو يمسد ع شعرها قائلاً بحنان...
- انتي هتفضلي جوه قلبي ي صبا وعمرك ما هتخرجي.
زادت من احتضانه وهي تنمْ ع صدره هاتفه...
- وانت كمااان ي سيفو.
تابع من هنا: جميع فصول رواية العنيد بقلم الشيماء محمد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا