مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة دينا أسامة ؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل الثانى والثلاثون من رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المشوقة والمزيد من الرومانسية والحب فى سياق واقعى.
رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة - الفصل الثانى والثلاثون
رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة - الفصل الثانى والثلاثون
صباح يوم جديد "" "" استفاقت من نومها بكسل وهي تبربش بعيناها وحين فتحتهما كلياً صُدمت مكانها حيث وجدت نفسها بغرفتها نائمه ع سريرها.. ف كيف وصلت إلى هنا..؟! نعم فكنت بالصاله وقد اتذكر انني نمت أسفل..!
نهضت من مكانها متعجبه وهي تفتح باب غرفتها قاصده غرفه امها كي تراها... دلفت للغرفه لكن وجدتها كما هي لا توجد بها.. توسعت حدقتيها قائله...
- اومال هي فين دلوقتي..؟!
نزلت إلى الاسفل بحيره من ما يحدث بهذا المنزل.. اتجهت إلى غرفه يحيى لكن وجدت الغرفه فارغه أيضاً لتردف بحنق...
- يعني هو مجاش بعد ما خرج وسبني لوحدي هنا..!! وهي كمان معرفش فين..! هو ايه اللي بيحصل ف البيت ده..؟! ثانيه ثانيه.. اومال مين جابني اوضتي وانا كنت نايمه هنا طالما يحيى مش هنا..!!
سمعت صوتاً يُصدع من غرفه العاملين وهذا ما آثار اندهاشها.. فهما بإجازة منذ يومان... من ي ترى يوجد هناك..؟!
تنهدت بنفاذ صبر وهي تتجه الي تلك الغرفه.. وصلت إلى مقدمتها الي ان تراجعت خطوه بفزع.. وجدت شاب ما يعطيها ظهره ومن الواضح إنه يفعل شئ..! اقتربت بخوف وهي تمسك زجاجه بيدها اخذتها حينما دلفت بتسلل ف كادت ان تضربه من الخلف لكن وجدته يدير وجهه لحظياً مقربها إليه.. جعلها تلتصق بجسده بصراخ لكن اوقفها وهو يهتف بهدوء...
- ششش.. متخافيش ي دهب انا اثر..!
دهب بضيق...
- انت بتعمل ايييه هناااا وازاي تدخل ك... توقف لسانها ع الحديث وهي تردف موجهه سؤالها اليه هاتفه...
- هو أنت اللي دخلتني اوضتي...؟!
اجابها بهيام وهو ينظر إلى عيناها اللامعه مردفاً...
- اهاا بالظبط كده..! وبعدين انتي كنتي هتقتليني بالشكل ده.. ابقى اعرفي الأول مين علشان متجيبيش مصيبه لنفسك.
ابعدت يداه عنها بنفور بعدما لاحظت قربه وهو يتوجسها بهذه الطريقه لتجيبه بإستياء...
- انت ازاي تسمح لنفسك إنك تشيلني وتدخلني اوضتي هااا..؟!! ازاااي اصلا قاعد هنا كده وفين يحييي وماما انا مش فاهمه حاجه..! ازاي سايبيني لوحدي كده..!
اردف بهدوء كي يهدأ من روعتها قليلاً فهي ثوانيٍ قليله وقد تثور عليه...
- اهدي ي دهب.. انا اولا قعدت هنا بأمر من اخوكي علشان هو مقدرش يرجع إمبارح البيت ولما لقيت أمك كمان مش موجوده مقدرتش اسيبك لوحدك ف البيت العريض ده وجيت لقيتك نايمه هنا بالصاله.. كل اللي عملته اني دخلتك اوضتك وجيت انا نمت هنا مكانك.. لو انتي شايفه غلط اللي انا عملته ف هو غلط وآسف لكن متخترعيش اي حاجه من دماغك فضلاً.
تابعت حديثه بسخريه وهي تضع يديها ع رأسها بذهول لما يحدث.. راوده القلق حينما رآها هكذا ليردف بخوف...
- انتي كويسه؟
استدارت وهي تخرج لكن استوقفها وهو يقف أمامها بتعجب ليعيد سؤاله مجدداً...
- انتي كويسه..؟
- هما ليه بيعملوا فيا كده..؟!! اجابته بهذه الجمله المؤلمه التي يفهم معناها حقاً لكن بما يجيبها الآن..! فالان قد فهم ما فعله يحيى.
حاول اثر ايجابها بنبره هادئه متزنه لكن تعلثم لسانه حين وجد دمعه تفر من عينيها ع وجنتها.. التقطها مسرعاً بألم ف هذا ما جدر به.. لم يستطع البوح لها بما يعرفه كي لا يصيبها شئ.
استجمعت دهب قواها وهي تبعد يداه هاتفه بجمود...
- طيب قول لصاحبك اني من هنا ورايح لا أعرفه ولا يعرفني ولا عايزه اشوفه وهفضل لوحدي طول العمر..!
ركضت الي الأعلى قاصده غرفتها.. تنهمر بالبكاء ع فراشها.. فكيف استطاعوا ان يبعدوا هكذا..؟! وما السبب؟ ماذا فعلت كي يعاقبوني بهذه الطريقه؟!
وبالاسفل زفر اثر بإختناق لرؤيتها تبكي ف حمل هاتفه مسرعاً وهو يدق ع يحيى بضيق.
****************************************
كانت حوريه جالسه بمقابله بصدمه من ما علمته ليتنهد رحيم بألم مردفاً...
- هتفضلي كده ي حوريه..؟! شوفتي بقى لما عرفتي بقيتي عامله ازاي..! علشان كده كل الفتره دي مقدرتش اقولك مكنش عندي الجرأه اني اقولك ان ابننا يوسف عايش واني اعرف مكانه.
خرجت عن صمتها وهي ترمقه بحنق قائله...
- ليه عملت كده ليييه؟!! لي مقولتليش إنه عايش وخدتني عنده اخده ف حضني..! لي بعدتني عنه واستكترت عليا اني اشوفه واعرفه اني أمه واجيبه يقعد معايا.. لي خلتني حاسه بالذنب كل السنين دي بأني مش أم بعد اللي عملته.. ليييه مصارحتنيييش لييييه***
قفز رحيم وهو يجيبها بصياح هاتفاً ...
- شوفي بقى انتي عامله كده ازاي بعد ما عرفتي.. تخيلي بقى لو عرفتي بدري وعملتي اللي ف دماغك كنا هنتكشف ازااي..! كنتي عايزه ابو رجاء يقتله ي حوريه.. انا اللي عملته ده الصح مكنش فيه صح غيره ف الوقت ده... سبته ف الشارع ممكن تبان قدام الناس اننا مش بشر لكن ده كان الصح ساعتها لكن كنت بطمن عليه كل فتره بيعمل ايه وبيبات فين فضلت مراقبه ومراقب حركاته لحد ما كبر وبقي شاب وبعدين مش عارف اختفى فين ومش عارفله طريق.
رمقته بصدمه ف الي الآن لم تصدق ما يقوله.. هل هو يمزح الان..! كيف تركني ثلاثون عاماً موهومه بأنه قد مات..! كيف كان يعلم وتركني موجوعه..!
جلس رحيم جوارها يمسك يداها معتذراً...
- انا آسف ي حوريه.. آسف..! عارف اني وجعتك زياده دلوقتي لكن اعمل ايه خلاص الموضوع اتكشف بعد ما يحيى شافنا وكان لازم بقى اقولك بموضوع يوسف علشان يكون هم وانزاح من ع قلبي ودلوقتي المطلوب مننا اننا نقعد مع ولادنا نفهمهم الحقيقه ولازم نقولهم كل حاجه حصلت علشان ممكن يحيى يفهمهم بشكل غلط.
طالعته بسخريه مُجيبه...
- تفتكر هتقدر تداوي جرحي ده بعد ٣٠ سنه..!! مفتكرش! طيب ليه معرفتنيش من ساعتها وخلتني اراقبه معاك واشوفه بيكبر قصاد عنيا زي بقيه ولادي.. لي حرمتني منه..!
- علشان عاطفه الامومه بتخليها تعمل اي حاجه علشان أطفالها... وانا عارف قلبك وكنت عارف انتي بتحبيه ازاي ولو كنت قولتلك وشوفتيه مكنتيش هتسيبيه ابدا وكنتي كل مره هتزني علشان نرجعه ف اختصرت من البدايه وكنت انا كفايه اني اعرفه.
طالعته بغصه مؤلمه بقلبها جعلتها تبكي وهي تصيح بإسمه ف جذبها رحيم إليه يهدئها وهو يهتف...
- بلاش عياط ي حوريه... العياط مش هينفع.. انا زي ما بقولك احنا لازم ناخد الخطوه ده ونقولهم واللي يحصل يحصل بقى ويوسف بوعدك إني هلاقيه ف أقرب وقت وهجيبه يقعد معانا العمر كله اللي اتحرمنا من قعدته فيه.
- وانت فاكر بقى إنه هيسامحنا ع اللي عملناه فيه..!!
- لما يفهم الموضوع ويفهم احنا عملنا كده ليه أن شاء الله هيسامحنا.. ربنا كبير ي حوريه وبيسامح وهو هيسامحنا وهيرجعلنا وهيعرف ان عنده ٤ اخوات يحيى ونادر وكارما ودهب وهيعيش ف وسطيهم اخوهم الكبير.
حوريه ببكاء...
- لو عرفت تعمل كده ي رحيم هسامحك ع اللي عملته فيا وع الأقل نعمل حاجه كويسه قبل ما نموت.. نعرفه أنه ليه عيله وأهل واخوات.
اومأ لها بإبتسامه وهو يجيبها...
- هيحصل ي حوريه.. هيحصل.
******************************************
- اطمن ي نادر انا موجوده ومتقلقش خالو شكري اصلا مش هنا من إمبارح.
نادر بتعجب...
- غريبه يعني الاختفاء ده..!
- ولا اختفاء ولا حاجه ومتقلقنيش انا..! روح انت شغلك دلوقتي وانا هتصرف.
نادر بتحذير...
- زي ما قولتلك ي كارما لما هياجي تبقى تناديلو بعمي رفعت ومتخليهوش يظهر قدام أمك كتير ولو جه خالي شكري متخليهوش يظهر خالص.
كارما بإيماء...
- تمام ي نادر.
جائت إليهم رجاء وهي تردف...
- صباح الخير.
كارما ونادر بصوت واحد...
- صباح النور.
رجاء بتعجب...
- إيه واقفين زي قرد قطع كده ليه..! تعالوا افطروا معايا.
نادر : روحي انتي ي كارما افطري معاها وانا ماشي ع الشغل علشان اتأخرت.
امأت له وهي تسحب أمها تجاه سفره الطعام ليفطروا سوياً
رجاء وهي تأكل...
- متعرفيش ابوكي فين؟
كارما بتعجب...
- هو مش هنا ولا إيه..!
- لأ مش هنا من إمبارح بالليل..! بس وهستغرب ليه بقى وهو طول عمره كده معايا لا مقدرني ولا بيعاملني كزوجه ليه.
كارما : لسه ي ماما بتقولي كده..! بابا طول عمره بيعاملك كويس والله وبيحترمك.
رجاء بسخريه...
- فين الاحترام ده..!
كارما : كبري انتي بس دماغك شويه ي قمر وبعدين هو هيلاقي حد قمر زيك كده فين ي قمر انتي..!
رجاء بضحك...
- ي بكااشه..! مفيش اقمر منك ي حبيبتي عقبال ما افرح بيكي واشوف عيالك.
كارما بعدم اقتناع...
- مفتكرش إني هتجوز ي ماما.. جواز إيه دلوقتي..!
- ان شاء الله ي حبيبتي هتتجوزي احسن حد ف الدنيا دي بس شاوري انتي وهتلاقيهم تحت رجلك..هما يطولوا حد زيك مال وجمال وجاه وكل حاجه.
كارما بتعجب وهي تردف...
- دول كلهم مش اسباب ي ماما.. ده بيبقى نصيب مش اكتر وانا متأكده ان ربنا هيعملي اللي فيه الخير اي ان كان كاتبلي الجواز او لأ.. انا راضيه.
وع الجهه الأخرى بمكان ما ********
كانت لمار تجلس تنظر بالفراغ وهي تفكر كيف وافقت ع الزواج به..! لماذا لم أخبر يحيى وكان هو سيتصرف بمعرفته لما وافقت بهذه السهوله..! هل يمكن انا اكون مُعجبه به لذا وافقت حين نظرت لعيناه..!
نفضت كل هذه الأفكار من رأسها وهي تنهض من مكانها تتجه إلى ليلى التي كانت تجلس وهي تحمل هاتفها بضيق واضح لتردف لمار بتعجب متسائله ...
- ايه مالك كده..؟!
- مفييش.
لمار : بتكلم بجد مالك ف إيه.. شكلك زعلان اوي.
تنهدت ليلى وهي تنظر لها بقول...
- يحيى بتصل بيه من بدري مبيردش..!
لمار : ما يمكن مش جنب موبايله عادي او فونه فاصل.
ليلى بنفي...
- لأ بيدي جرس ومبيردش.
- يبقى مش جنبه او مش سامع.. سيبك انتي دلوقتي.. انتي ازاي هنا وانتي كنتي قايله إنك رايحه البيوت سنتر مع تسنيم
ليلى : اه كنت رايحه بس اتنكدت لما يحيى مردش عليا
قهقهت لمار بضحك وهي تقول...
- ي بنتي لي بس كده..! قومي البسي وروحي لصاحبتك تلقاها مستنياك وهتزعل منك وانا هبقي اجي بالليل انا ودهب ويحيى ع القاعه.
ليلى : تمام ماشي هقوم امشي.
ابتسمت لمار لاثرها وهي تجلس وتفتح الشاشه مردفه...
- يخربيت ام حبك ليه...!
*****************************************
كان مراد يترجل ذهاباً واياباً بغرفته كالمجنون وهو يتذكر ما حدث أمامه وما صدر منها....
دلفت إليه خادمه بتساؤل...
- عايز حاجه تانيه ي باشا.
مراد بنفي وهو يهز رأسه بشرود ف خرجت وهي مندهشه من لامبالاته.. ف كان دائماً يمزح ويبتسم طيله الوقت فماذا أصابه.
جلس ع فراشه وهو يتذكر اول لقاء لهما.. فمن الواضح أنها بريئه ليست من ذوي هذا النوع...!
مراد بنفسه...
- ازاي يطلع منها كل ده..! دي شكلها رقيق ومش بتاعت الحاجات دي خالص.
انهي جملته وهو يعنف نفسه ع ما قال.. ف كيف يدافع عنها الآن وهو رآها بإحضان رجل غريب أمام سيارته أيضاً.
- انا لي بدافع عنها كده وهي زي غيرها وكمان ازبل منهم..! يلااا مع السلامه زي غيرها.. مع السلامه ي أرق كدابه ..! حقاً فهو يراها رقيقه لكن من وجه نظره إنها كذبت وظهرت أمامه بأنها الشريفه التي لم تُعرض ع اي رجل..!
قفز من مكانه بدماء يغلي بعروقه لا يعرف ما سببه لكن حجته أنها كذبت عليه...ليردف والشرار يتطاير من عينيه هاتفاً ...
- انا اللي صبرني عليك سعت شوفتك كده هو دكتور مدحت لأني سعت بعوز حد بياجيلي وهو زي الشبشب.. انا مش هكدب وهقول اني اول ما شوفتك غضيت نظري عنك.. لأ ده انا كنت ابجح ما اكون عليه دلوقتي وكنت ببصلك بطريقه مش كويسه لكن لما عرفت من خلال كلامك إنك بنته أتراجعت عن اللي كنت هعمله علشان خاطره لكن بقى تعمليلي فيها الشريفه وعليا انا.. لأ يبقى كده انتي تستاهلي اللي هعمله فيكي.. ي ريت ما اشوفك الفتره دي علشان لو شوفتك مش ضامن اعمل ايه ومش عارف انا ليه مخنوق كده.
أنهى حديثه وهو يحمل جاكته معه خارجاً من الغرفه بغل كبير ظهر بعيناه.
******************************************
بمنزل سيف الحديدي وبجنينته خاصهً كان يخاطب احد ما بالهاتف ببرود وهو يقول...
- خلاص انا قولتلك هاجي وانت عارف ان انا قد كلامي وآه قبل ما تقفل ان حاولت تعمل حاجه سواء إنت او اللي معاك صدقني هيطير بقى فيها رقاب.
- وانا كمان قد كلامي ي سيف ي حديدي..! خليك انت قد وعدك ده إنك هترجع وهتبقى زي زمان علشان احنا كمان نبقى قد وعدنا وحبيبه القلب اللي هتموت عليها متتأذيش.
شعر بالدماء يغلي بعروقه ليصيح بتحذير...
- فهدددد...اسمع اللي بقولك عليه.. صباا لأ.. صبا لأ.. الحوارات دي كلها ما بينا إحنا هي ملهاش علاقه وانا مش هتكلم بلين كده تاني.. انا حذرتك ولاخر مره علشان بعد هبقي فعلاً سيف الحديدي اللي مبيرحمش.
أغلق بوجهه وهو يغرس يديه بشعره بحراره غريبه تسري بجسده لينتفض من مكانه ع صوتها بالخلف قائله...
- اي كنت بتكلم مين ي سيف.. ؟
- مفيش ي حبيبتي النمره كانت غلط... تعالي جاي نفطر علشان اقولك ع حاجه مهمه.
دلفواً سوياً وهي تجلس بجواره متسائله ...
- خبر إيه المهم ده..!
سيف بخبث...
- فكري انتي كده.
صبا بضيق ...
- لأ قول بقى ي سيف..!
سيف بهيام...
- هخرجك بكره ي قلب سيف لمكان هتحبيه اووي.
قفزت من مكانها بصدمه وهي تمسك يده صائحه...
- إنت بتتكلم بجاااد ي سيف.. ؟! قولي إنك مبتهزرررش.. قولي اني مبحلمش.. بجد يعني انا هخرج من هنا للحياه تاني..! انا مش مصدقه.
لم يستطع منع ضحكته ع صدمتها فوقف مقابلها وهو يقبل كلتا يديها بحب وهو يقول...
- لأ صدقي ي أغلى حد ف حياتي... انا عايش علشان ابسطك واعوضك ع كل الايام اللي مريتي بيها الفتره اللي فاتت.
سقطت دمعه من عيناها وهي تقترب منه محتضناه وهي تردف بسعاده...
- مش عارفه اقولك ايه ي سيف والله.. ربنا يخليك ليا وتفضل سيف الجدع الحنين.
قبل رأسها بإستنشاق وهو يعتصرها بين ضلوعه كأنه لم يريد تركها هالحين.. ظل هكذا ع هذه الحاله مغيباً دون نطق.. ف ابتعدت صبا وهي تمسح دموعها بفرحه هاتفه بصياح...
- انا فرحاااانه اوووي..! انا بحبببك اوووي.. ركضت ببلاهه وهي تقول...
- دقايق والفطار هيبقى جاهز خليك مكانك.
تابع اثرها بصمت حائر ليجلس مجدداً وهو يسأل نفسه هاتفاً...
- ي ترى هقدر اعمل كده..!! ي ترى هقدر اقعد لحظه بدون ما اشوفها..!
******************************************
بمنزل صبا كانت نيروز تقف بالمطبخ بجوار سلوى وهي تستفسر منها ع بعض الأشياء التي تخص طياهه الطعام.
نيروز بتساؤل...
- طيب ي طنط الفلفل الأسود ده بيتحط ع اي حاجه كده..؟!
سلوى بضحك...
- مش كله ي بنتي.. يعني اغلب الأكلات كده علشان بيدي نكهه خاصه.
نيروز بإيماء...
- اه فهمت تمام.. طيب هو انتو عايزين تاكلوا ايه النهاردة؟
سلوى : اي حاجه من ايدك هتبقى حلوه وانا بقى هسيبك دلوقتي تعملي لوحدك.. انا كده قولتلك ع الأساسيات والحاجات المهمه عايزه بقى اشوف مهاراتك.
نيروز بقلق وهي تحادث نفسها...
- ربنا يستر.
خرجت سلوى وهي تتجه إلى غرفتها... **** لتعقد نيروز ذراعيها أمام صدها بتعجب هاتفه...
- اعمل اكل ايه انا بقى دلوقتي..!!
خطرت فكره برأسها فتبسمت وهي تخرج من المطبخ قاصده غرفه رنيم لتفتحها وهي تهتف بصياح...
- راااانييييم.
فزعت رنيم مكانها لتترك هاتفها وهي تتنهد بتفاوت قائله...
- حرام عليكي ي نيروز بجد..!
نيروز بإعتذار...
- إني آسفه.. معرفش إنك هتتزغفي كده.
رنيم بتقبل وهي تردف بتعجب...
- تمام ولا يهمك.. كنتي عايزانى ف إيه بقى..!
جلست جوارها بلؤم وهي تبتسم متسائله...
- بقولك ايه هو انتي بتحبي اكله إيه بالظبط وبقيه العيله علشان بصراحه محتاره اعملكم إيه وعايزه اعمل حاجه تكونوا بتحبوها .
ابتسمت رنيم وقد فهمت ما تقصده تلك الفتاه لتجيبها بخبث..
- بصي ي ستي انا باكل اي حاجه عادي وهشام بيحب المشروم والمكرونات جدااا وماما بتاكل اللحوم عادي وكل حاجه زيي لكن بابا اكلته خفيفه مش بيشرب إلا شوربه طول الوقت.
طالعتها نيروز وهي تردف مسرعه...
- هو هشام لسه بيحب المشروم...؟!!
- فوق ما تتصوري دي اكلته المفضله واستحاله ياكل غيرها تقريباً وكل ده بسبب مامتك اللي يرحمها.. كانت دايما تعملهاله لحد ما ادمنها.
نيروز بإبتسامه طفيفه حاولت اخفائها لتهتف...
- الله يرحمها.. تمام اوكي كملي انتي قعدتك ع الفون عمل ما اجهز كل اللي قولتيه ده.
رنيم بضحك...
- ي نهااار هتطبخي كل ده..!
نيروز بثقه...
- اكيد طبعاً.
****************************************
تابعت رُقيه محاضراتها وبعدما أنهت خرجت من الحرم الجامعي وهي تستقيل بتاكسي كي يوصلها أمام عملها الجديد.
وصلت أمام الشركه لتهندم نفسها جيداً وهي تدلف متجهه إلى تلك السكرتيرة التي تُدعي لبنى.
لبنى بسلام حينما رأتها...
- ازيك ي رُقيه.. برافو عليكي إنك جيتي بالموعد بالظبط علشان مستر نادر بيحب الالتزام بالمواعيد.
رُقيه بمبادله السلام...
- الله يسلمك.. طيب الحمد لله لأحسن كنت اطرد قبل ما اشتغل.
لبنى بضحك...
- تعالي تعالي معايا نفطر ع السريع وبعدين نشوف شغلنا.
امأت لها وهي تتجه وبالفعل جلسوا سوياً يفطرون هما الاثنان بشراهه فمن الواضح أنهما ع معده فارغه منذ كثير لتردف لبنى وهي تأكل...
- إلا قوليلي ي رُقيه انتي ازاي لسه بتدرسي وهتشتغلي.. مش شايفه إنه صعب عليكي الموضوع ده..؟!
رُقيه بنفي...
- لأ ولا صعب ولا حاجه بالعكس ده هيفيدني اكتر بعد كده وغير كده انا حابه اكون استقلاليه من دلوقتي فملقتش فرصه احسن من دي.
لبنى بإعجاب...
- احييكي بصراحه.. ثوانيٍ وقفزت من مكانها مردفه...
- كملي انتى اكل ي رُقيه عمل ما اشوف مستر نادر عايز إيه.
هزت لها وهي تأكل لتتجه لبنى مسرعه إلى مكتب نادر وهي تردف بإحترام...
- اوامرك ي مستر نادر.
نادر : عايز ملف التعاقد بتاع إمبارح مع شركه الماسه.
لبنى بإيماء...
- تمام ي مستر نادر ثواني وهيبقي موجود.
نادر بتساؤل...
- الآنسه رقيه وصلت ولا لسه..؟
- ايوه وصلت وقاعده بتفطر معايا.
حمحم وهو يهتف...
- تمام بعد ما تخلص اكل ابقى بلغيها تاجيلي علشان عايزها.
- تمام.. همت بالرحيل تاركه إياه يشعر بتدفق غريب بدمه ليردف بتعجب...
- أنا لي مش عارف اشتغل كده وحاسس بسخونه غريبه..!
*****************************************
بمنزل صبا مجدداً كانت نيروز تنهي بطهي الطعام لتردف بفرحه...
- الحمد لله ي رب إنها جات سليمه وعرفت اعمل حاجه.
انتهت من توزيع الطعام بالاطباق بشكل جذاب ورائحه فواحه انتشرت بالمنزل لتخرج وهي تضع بعض الأطباق ع سفره الطعام بحماس وهي تنادي بهم كي يأتوا..
خرج هشام من غرفته ع هذه الرائحه التي يعرفها جيداً ليلاحظها بالمطبخ وهي تغرف بالاطباق لينظر الي السفره فوجد أشكال واصناف من الطعام الشهي ليتنهد بإبتسامه مردفاً...
- معقول هي اللي تكون عملت كل ده...!
خرجت سلوى هي وفاروق ورنيم متجهين الي السفره بإنبهار لما يوجد عليه.. فلا يصدقوا كل هذه الأصناف بل ورائحه الطعام النفاذه التي جعلت رنيم تضحك وهي تجلس هاتفه...
- الله إيه الجمال ده.. دي طلعت بتعرف تعمل أشكال واصناف وعامله فيها الشريده..!
خرجت نيروز مجدداً وهي تحمل طبقاً مميزاً بين يديها لتوضعه بمنتصف السفره بحب قائله...
- ها إيه رأيكم؟
سلوى بإعجاب...
- الله اكبر عليكي ي بنتي.. انا هقعد اكل علشان الريحه شدتني.
نيروز بإبتسامه بشوشه...
- بألف هنا ي طنط.
جلس فاروق هو الآخر بإعجاب وهو يبدأ بالأكل أما هشام وقف مترنحاً لرؤيته لذاك الطبق المفضل له.. لينظر لها ف وجدها تجلس بجوار رنيم وهي تبدأ بالأكل هي الأخرى.. اندهش قليلاً من طهيها لهذه الأكله.. ف كيف جائت ع بالها ان تفعلها.. هل تعلم أنها طبقي المفضل..؟!
جلس بخفوت وهو يتابعها بين الحين والآخر ليتعمد التقاط قطعه من المكرونه وهو يتناولها وتجاهل ذاك المشروم كلياً وهذا ما آثار اندهاشها لتتعمد هي الأخرى قول...
- فيه ي طنط مشروم هنا جربيه كده وقوليلي رأيك فيه.
سلوى : الاكل زي العسل ي نيروز ده انا كده هخليكي ليل ونهار تعملي الاكل بدل من البت الفاشله دي.
رنيم بشهقه...
- كده برضو ي ماما...! ي ستي تشكري.
إبتسم هشام وهو يعلم مخزي ما قالته منذ قليل فتعمد أيضاً تجاهلها فلا يود ان ينولها مرادها.. ظل يأكل من كل الطعام إلا المشروم الذي فعلته خصيصاً لأجله.. ف عنفت نفسها بداخلها قائله...
- انا اللي استاهل ضرب الجزمه.. لي عملتها من الأساس وهو بارد زي التلج كده وميستاهلش حاجه.
أنهى فاروق وهو يمدح بطعامها لينهض متجهاً الي الحمام كي يغسل يديه ولحقته أيضاً رنيم.
نهضت سلوى هي الأخرى بسعاده لما تذوقته... ف بقيا العاشقان ينظران الي بعضهما البعض منها نظره خبث والثانيه نظره ضيق وغضب.
قفزت نيروز من مكانها بضيق وهي تلملم من أمامه الأطباق وأخذت طبق المشروم معها الي المطبخ بحنق..ف تابعها هشام الذي كان ع وشك الانفجار بالضحك لكن تحامل ع نفسه.. نهض هو الآخر بخبث واتجه ورائها حيث وجدها تحمله بين يديها وهي تمسك ملعقه وتأكل منه بغيظ تقريبا وهي تبرطم مع نفسها بالداخل.. ليدلف إليها مسرعاً وهي ع وشك ان تقرب الملعقه من فمها لتاكل لكن كان فمه اسرع منها فالتقطها هو وهو يبتسم بمرح مردفاً....
- سلامتك من الزعل.
شهقت نيروز بصدمه لوجوده أمامها هكذه وأيضاً وجهه الملتصق بوجهها جعلها ع وشك الانهيار.. كاد ان يفلت منها الطبق لكن امسكه هشام بخبث هاتفاً ...
- ايه مالك زعلانه كده ليه..؟!
لم تعطيه رد اكتفت بنظره ضيق له ف حمل من يدها الملعقه مسرعاً وهو يأكل من هذا المشروم الأكثر من رائع ف حقاً قد اغُرم بطعمه ومذاقه المختلف.. انزعجت لما فعله لتترك المطبخ وهي تتجه إلى الحمام.
ظل مكانه يبتسم وهو يأكل.. ف أكل إلى أن شبع وخرج بسعاده داخليه كبيره.
تابع من هنا: جميع فصول رواية العنيد بقلم الشيماء محمد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا