مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة دينا أسامة ؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل الثالث والثلاثون من رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المشوقة والمزيد من الرومانسية والحب فى سياق واقعى.
رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة - الفصل الثالث والثلاثون
رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة - الفصل الثالث والثلاثون
ما آجمل القدر حين يُعطيك شخصاً يُغنيك عن الآخرين.. ❤️
مساء اليوم وبقاعه الزفاف...
كانت ترتدي ثوب زفافها الأبيض تتخلله خيوط فضية بفتحة صدر أظهرت نقاء جلدها الغض ضاق قليلا من الصدر ليتسع من الخصر حتى قدميها تضع على رأسها تاج من الألماس يتدلى أسفله ذلك الوشاح الأبيض الرقيق أشبه بوردة بيضاء متناثرة العطر.
اقترب أمير منها وهو يقبل جبينها بعدما عقد المأذون زواجهم وبالفعل أصبحوا زوجان رسميان ليردف بنبره عاشقه وهو ينظر لعينيها مباشرهً بهيام...
- مبرروك ي حبيبتي ربنا يقدرني واعرف اسعدك دايماً.
طالعته تسنيم ببعض من الخجل خاصهً عندما راقبت نظراته لها من أسفل لأعلى وكأنه لأول مره يراها... اخذت تتنهد بتفاوت وهي تهتف...
- الله يبارك فيك ي حبيبي وربنا برضو يقدرني ع اسعادك طول الوقت انهت جملتها بضحكه خبيثه وهي منذ تحديد موعد زفافها وهي تتوعد له بالكثير ف اقترب أمير منها... يجذب يديها.. يقترب من ساحه القاعه وهو يقف أمامها ليقترب من اذنيها قائلاً...
- تسمحيلي ارقص معاكي.؟
أمأت برأسها مسرعه وهي تقدم يديها اليه كي يرقصوا سوياً ويعيشون اللحظه.. ف هي لحظه العمر ولن تتكرر لهذا لم يضيعوا تلك الفرصه.
وبمكان ما كانت نايا واقفه بجانب أمها وابيها وهي ترتدي ثوب باللون الفضي يشبه خيوط القمر فى ليلة صافية يتدلى من على كتفيها يكشف لون بشرتها البيضاء ف كانت حقاً كالاميره لتحاوط ظهر ابيها بسعاده هاتفه...
- بابا ممكن ارقص معاك؟
قربها إليه بإبتسامه عريضه وهو يقبل رأسها مجيباً...
- طبعاً ي حبيبتي... أخذها معه إلى تلك الساحه الكبيره المزدحمه بكثير من العشاق وبدأ بالرقص معها.
تقدمت ف هذا الوقت ناهد من ليلى التي كانت ترتدي فستان أحمر من الشيفون الشفاف على ذراعيها بفتحة صدر واسعة يصدر حفيف ناعم اثناء مشيتها المدللة.. فلاحظت أنها بمفردها ولا يوجد معها خطيبها لتردف متعجبه...
- اومال فين يحيى ي ليلي..؟!
تنهدت ليلى بهدوء هاتفه...
- مش عارفه ي طنط والله منتظراه من بدري هو ولمار ودهب وبتصل محدش بيرد.
- متقلقيش ي حبيبتي ان شاء الله هيوصلوا دلوقتي.. تعالي اقفى جنبي هنا متقفيش لوحدك.
بعد وقت قليل دلفت فتاتين إلى القاعه وهم بأبهي صورهم نعم فكانوا لمار ودهب كانت دهب ترتدي ثوب باللون النيلى من القماش الناعم بذراعين شفافين بفتحة تصل لمنتصف ساقها تتمايل كوردة الكاميليا وواضح ع ملامحها الحزن
أما لمار كانت ترتدي هي الأخرى فستان أسود يشبه ظلام الليل الحالك بذراعين منفصلين مزركشين يضيق من الصدر حتى أسفل قدميها.
لاحظتهم ليلى ف اقتربت منهم مسرعه وهي تبادل دهب السلام ف انتبهت لعدم وجود يحيى.. ترنحت وهي تتلفت حولها بقول...
- اومال فين يحيى!؟!!
تنهدت لمار بتوتر قائله...
- مجاش لإنه مش بالبيت من أمبارح.
ليلى بصدمه...
- نعمم...! اومال هو فين؟!
بادرت دهب بالحديث لتردف...
- متسألنيش عنه تاني ي ليلي مش عايزه اسمع سيرته... انهت جملتها وهي ترحل من أمامهم وهي ع وشك الانهيار..
ليلي : ف إيه ي لمار دهب مالها وليه بتتكلم بالطريقه دي عن يحيى..!!
لمار : استنى عمل ما الفرح يخلص بس وهحكيلك اللي اعرفه تعالي علشان اسلم ع نايا وتسنيم الأول.
اقتربت دهب من نايا وهي ترقص لتتقدم إليها بفرحه.. تحتضنها بسعاده هاتفه....
- اخيرااااا جيتيييي..! اتأخرتي كده ليه وفين لمار؟
اجابتها دهب بنبره ثابته إلى حد ما قائله...
- لمار مع ليلى.. والف الف مبرروك ليهم.
- الله يبارك فيكي ي حياتييي تعالي جاي علشان تخليكي تسلمي ع بابا.
دهب بتعجب...
- هو عمو مدحت هنا..؟!
- آه تعالي تعالي.
اخذتها إليه بجنون وهي تقول...
- بابا دهب صاحبتي اخت يحيى الشيمي وبنت طنط حوريه.
مدحت بحب...
- ازيك ي حبيبتي عامله ايه؟ يحيى وماما عاملين ايه؟ اوعي تقولي انهم مجوش.
نايا : فعلاً ي دهب فين طنط ويحيى.
اجابته وهي تبتلع ريقها بتوتر هاتفه...
- معلهش ماما تعبانه شويه ويحيى قعد معاها.
مدحت : ألف سلامه عليها ربنا يشفيها.
نايا بحزن...
- حبيبتي ي طنط ان شاء الله خير ي دهب وهتبقى كويسه.
- ان شاء الله.
اقتربت لمار هي الأخرى إليهم وهي تبادل السلام وتبارك لهما.. اخذتهم نايا بعد عده دقائق إلى منصه الزفاف كي يسلموا ع تسنيم وأمير.
لمار بعفويه...
- مبروك ي أمير.. مبروك ي تسنيم ي قمر.
دهب بهدوء...
- مبروك عليكم وان شاء الله تعيشوا ف هنا وسعاده ي رب.
تسنيم بسعاده...
- الله يبارك فيكم ي قمرات عقبالك.. اومال فين يحيى ي دهب؟!
اجابتها نايا مسرعه...
- جاله مشوار مهم ومكنش يقدر يسيبه بس هو بيوصلكم مباركته مع دهب.
أمير : الله يبارك فيه وعقبال هو وليلى ان شاء الله...
تسنيم بتعجب...
- اومال فين ليلى صحيح..؟ من ساعت ما جينا من البيوت سنتر وهي مختفيه ولا حتى جات تتصور معايا.
لمار بضحك ...
- زعلانه علشان يحيى مش موجود.
تسنيم بضيق...
- ده كلام...! صاحبتها الانتيم متجيش تقف جنبها ليه وتشاركها بكل حاجه... اندهيلي بيها ي نايا علشان اوضبها...
كانت ليلى واقفه بأحد أركان القاعه وهي تستند ع الحائط بشرود وحزن بعض الشئ ف فاقت ع صوت نايا وهي تجرها خلفها هاتفه...
- تعالي واقفه عندك كده ليه..؟! تسنيم عايزاكي.
وصلت ليلى إلى تسنيم ف احتضنها بإعتذار قائله...
- آسفه ي تسنيم بجد..!
تسنيم بذعر...
- مش مسامحاك لأني مكنتش اتوقع إنك تكوني كده بفرحي..!
ليلى بحزن...
- خلاص بقى ويلااا تعالي نتصور ونرقص ونعمل كل حاجه كنا متفقين عليها.
افتر ثغرها وهي تردف بمرح...
- يلاااا بيناااا.
**************************************
- تمام ي عمي رفعت تقدر تمشي دلوقتى.
رجاء بتعجب...
- جديد ده ولا إيه..؟!
كارما بتوتر...
- آه ي ماما.
- طيب ولي ما احنا عندنا طاقم كافي للشغل.
كارما : مش كافي ولا حاجه ي حبيبتي انتي ناسيه ان داده ثنيه مبقتش تاجي كتير زي الاول علشان تعبت ف علشان كده نادر جابه.
رجاء : طيب تمام.. انا هقوم اتصل بخالك شكري ياجي يقعد شويه معايا طالما ابوكي مش عاجبه القعده بالبيت.
كارما بتعلثم...
- تمام تمام... نهضت متجهه إلى طلعت وهي تحادثه جانبياً مردفه...
- طيب يلا ي عمي طلعت دلوقتي تقدر تمشي علشان خالو شكري جاي.
طلعت بإمتنان لمساعدتها...
- تمام ي بنتي شكراً ليكي.
- العفو ي عمو حضرتك زي بابا.
طلعت : ربنا يبارك فيكي ي بنتي انتي ونادر ويحفظكم.
كارما : اللهم آمين ي رب.
اخذ نفسه ورحل بناءاً ع طلبها... عادت كارما مجدداً وجلست ع احد الكراسي وهي تتنهد براحه.. ارجعت بظهرها للخلف بتعب وقبل اغماض عينيها وجدت والدها يدلف وهو يقترب منها بإبتسامه بشوشه ع وجهه لتنهض إليه بقول...
- كنت فين ي بابا لحد دلوقتي..؟! ماما زعلانه منك اوي علشان مبقتش بتقضي اليوم معاها زي زمان.
رحيم بتوتر...
- غصب عني ي حبيبتي وبعدين أمك عارفه طبيعيه شغلي من زمان واني ببات بالاسبوع برا.
كارما : ايوه ي بابا بس انت من فتره كده وانت طول الوقت برا ومبتسألش عليها ولا بتقعد معاها ودي حاجه مأثره ف نفسيتها ونفسيتي انا كمان علفكرا.
خفق قلبه من كلامها المؤلم... فما ستفعل عندما تعلم بشأن علاقتي مع حوريه وهذه الحقيقه.. هل ستتقبل ما فعلته وستسامحني..!
وجدته ينظر بالفراغ لتردف بتعجب...
- روحت فين ي بابااا..؟!
هز رأسه مسرعاً بقول...
- انتي عندك حق ي حبيبه بابا بوعدك ان شاء الله اني هفضي نفسي ليها ان شاء الله وهبسطها بس أهم حاجه انتي متزعليش نفسك.
كارما بسعاده...
- لو هتعمل كده فعلاً ف انا مش هزعل.
اومأ لها بتوتر لكن تبسم لفرحتها ف دعا الله أن يديم عليها فرحتها وابتسامتها الجميله هذه ليردف بتساؤل...
- اومال فين نادر.. لسه بالشغل؟!
- آه لسه مرجعش بس حاجات بسيطه كده ويرجع.
رحيم بإقتراح...
- طيب إيه رأيك ناكل مع بعض لما نادر يوصل انا وانتي وماما وهو.. ؟!
كارما بفرحه...
- تمام اوي ي بابا.. ماما هتنبسط اووي.. هي فوق دلوقتي كانت بتفكر نكلم خالو شكري علشان ياجي يقعد معاها بسبب الملل.. اطلعلها انت دلوقتي وراضيها بكلمتين عمل ما اشوف نادر هيصل ايمتي.
- طيب ي حبيبتي تركها تبتسم بسعاده وهي تدق ع أخيها بالهاتف... بَعَدَ نظره عنها بألم محاولاً ان ينسى كل هذه الأفكار.
****************************************
كان كريم يجلس بغرفته المظلمه وهو يتذكرها ف هذا اليوم وما فعله اضطرها للبكاء والظهور أمامه بهذا الضعف.. اخذ يؤنب نفسه ع ما فعله بحقها.. فلا كان يجب أن يختطفها كي يهددها بالزواج منه.. فهناك حلول آخرى.. لما ارعبتها مني بهذا الأسلوب... ف اجبرتها ع شئ لم تريده...! نعم انا أريدها لكن هي لا تريد..!
بدأ بلوم نفسه وهو يقول...
- انا لي عملتت كده..!! لي جبرتها ع حاجه وخليتها توافق بالعافيه..! محستش ازاي باللي كانت بتمر بيه كله وجيت ع الجرح وهددتها وخصوصاً أنها طلعت وحيده وملهاش حد.. انا المفروض كنت اكون ليها كل حاجه مش اخوفها مني كده...!
- انا لازم انهي الموضوع ده وهسألها لو كانت موافقه بيني وبينها تمام مش موافقه هسيبها علشان سعادتها... انا طلعت حد اناني اووي ف حقها ولازم أصلح كل اللي عملته معاها.. لان اللي بيحب عمره ما هيغلط مع اللي بيحبه او يأذيه بأي شكل حتى لو كانت الحاجه اللي هيعملها ع حسابه هو وانا اللي هعمله ع حسابي وهبعد عنها علشان مسببلهاش مشاكل بحياتها اكتر من كده.
التقط هاتفه وهو يدق ع هاتفها بحزن كبير يسيطر عليه لكن هذا ما يجب فعله الآن من وجهه نظره... ظل يدق عده مرات لكن لم ترد.. تنهد بحيره من أمره وهو يلقى الهاتف جواره مغمضاً العيون وهو يتخيلها أمامه هاتفاً..
- قد ايه انا كنت وحش مع كل الناس ومع نفسي ومعاها..! ازاي فكرت اني أأذيها بشرفها ... ازاااااي...! كان عقلي فين لما خطفتها وقربت منها كده وهي ضعيفه بالشكل ده... ازاي كنت هأذي اكتر حد حبيته ف حياتي وكنت بتمنى انها تفضل قدامي طول الوقت...لم يشعر بنفسه إلا وهو يصيح بشده جعل ابيه وأمه يدلفون إليه مفزوعين من صياحه...
- كريم.. كريم ي حبيبي مالك..!
مرسي : كريم مالك ي بني؟!
غرس يديه بشعره وهو يخفض رأسه دون رد فجلست أمه بجواره وهي تمسد ع شعره بحنوٍ هاتفه...
- مالك ي حبيبي فيك إيه؟؟!
- ما تطمنا ي بني مالك ايه اللي حصل؟!
اردف كريم بصوت منخفض وهو ينظر إلى امه بألم هاتفاً ...
- ماما ممكن تقعدي معايا عايز اتكلم معاكي ف موضوع.
- طبعاً ي حبيبي.. استناني انت برا ي مرسي عمل ما اطلع.. خرج مرسي متعجباً لحال إبنه منذ معرفته تلك البنت.
وبالدخل بدأ كريم بسرد لها علاقته هو ولمار منذ اول لقاء إلى ما فعله كي يجبرها ع هذا الزواج.. أنهى حديثه وهو ينظر الي الناحيه الأخرى بخجل من نفسه لكن وجد يدين أمه تعاودها إليه وهي تردف بحزن...
- انا مش هقولك انك مش غلطان ي كريم لأنك غلطان وغلط كبير كمان وانا أخطأت ف تربيتك ما البدايه.. دلعتك وسبتلك ف كل حاجه مطلق الحريه لحد ما اتجرأت ع عمايل حاجات كتيره... وف نفس الوقت أنت حسيت أخيراً إنك غلط وعايز تصلح من نفسك وده مش غلط وتوبتك مقبوله عندي وعند ربنا وانا معاك ي كريم إنك تعتذرلها ومتقيدهاش بالعلاقه دي علشان مش هتبقى مبسوطه واظن إنه عمرك ما هتكون مبسوط وانت شايفها بتتوجع قصادك..! انا فخوره بيك ي كريم إنك فوقت أخيراً واتغيرت للأحسن وبقيت واعي وتفكيرك ناضج وده كله بسبب البنت دي.. لو بأيدي اني أقدملها اي حاجه عاوزاها هقدم لأنها السبب ف صلحان حالك وربنا معاها ويحميها.
طالعها كريم بحزن وهو يقول...
- تفتكري ممكن تحبني ف يوم من الأيام زي ما انا بحبها...؟!
اجابته بثقه وهي تبتسم...
- ومفتكرش ليه..! انت بس اعمل اللي عليك وخيرها وهي قدامها الخيارين لو وافقت معنى كده إنها بتحبك وكانت مخبيه.. لو رفضت فمتزعلش لأن ده برضو هيبقى من حقها.
كريم بإبتسامه خفيفه...
- أي أن كان قرارها ف انا بتمنالها السعاده الأبديه بحياتها مع اللي هي تختاره.
- مش مصدقه ي كريم إنك بقيت كده...! حاسه إني بحلم... إن شاء الله انا واثقه أن ربنا هيعملك اللي فيه الخير ليك وليها... هي علشان قلبها ابيض وطيب قدرت تغيرك للأحسن وتخليك حد تاني..اتمني انها تبقى مراتك ف يوم من الأيام وربنا يجعلها من نصيبك ي حبيبي.
- ي رب ي ماما ي رب.
***************************************
بقاعه الزفاف وبنهايته كان أمير وتسنيم ع وشك الرحيل فكانت تسنيم تودع أهلها لتبتعد دهب قليلاً بأحد الأركان تقف مُصمره دون نطق...بينما كانت عيون تراقبها من بعيد بعنايه منذ بدايه الزفاف.
اقتربت لمار من دهب بهدوء وهي تهتف...
- متزعليش نفسك ي دهب إن شاء الله خير ويحيى هيرجع وهيقولك ف ايه بالظبط.
دهب بعدم إهتمام...
- يرجع بقى ولا ميرجعش.. معدتش فارقه بقي كلهم واحد.
لمار : طيب تعالي نطلع وراهم وهما بيمشوا علشان نايا.
امأت لها كالمغيبه وهي تخرج معها وهم يودعون أمير وزوجته ف جلست نايا بالامام وهما بالخلف لتقترب ناهد منها بحزن هاتفه...
- كده ي نايا عايزه تسيبيني الأسبوع ده لوحدي..!
نايا يضحك...
- اسيبك أيه ي ماما بس.. ما بابا معاكي اهو اللي كان واحشك.. قدامكم فرصه تقعدوا مع بعض لوحدكم فضينالكم الجو ي باشا.. اسرحوا بقي.
أمير بضحك...
- يخربيتك انتى مشكله.. اسكتي خالص.
طالعته ناهد بضيق هاتفه...
- أنت السبب ف المشوره دي وبعدين هي هتروح معاكم الفندق تعمل ايه.. انتو عرسان.
نايا بحنق طفولي...
- انتى محسساني ليه إني هبات معاهم بالاوضه...! وربنااا ده هيحجزلي اوضه قصاده علطول عادي...علشان اغير جو كده وي لهوي بقى لو بعد الأسبوع ده وداني معاهم الغردقه علشان تبقى كملت.. هرجعلكم من هناك مايا دياب علطول... هههههههه
انفجرت تسنيم بالضحك ع ما قالته ليردف أمير...
- غردقه مين ي ام غردقه..! انتى عايزه تنطي معايا بكل حته..!
نايا : اخص عليك واطيي...!
أمير بصدمه...
- وربنا انا الغلطان... انا اللي جبته لنفسي علشان اوعد واحده تفاهه زيك بحاجه.
نايا بذعر...
- وبعدين بقي ف ألفاظك دي..! يلا ي ماما باي علشان لو وقفنا اكتر ممكن اجيبه من شعره.
مدحت بضحك...
- اشوفكم ع خير ي رب.. خلي بالك منها ي أمير.
- ي بابا يخلي باله من مين بس.. خليه يهتم بس باللي معاه ويسيبه مني.. انا واحده مفيش مني اتنين.
تسنيم بشهقه...
- كده برضو ي نايا؟!
أمير : سلام ي بابا سلام ي ماما.. هتوحشونا اوي.
ناهد بحزن...
- وانتو اكتر.. ربنا يسعدكوا ي ولاد.
ليلى : مع السلامه ي حبيبتي.. خلي بالك منها ي أمير.. إن بس شكت منك ف حاجه بسيطه مش هقعدك ف مصر.
- دي ف نن عيني.
نايا بعصبيه...
- المُحن ده مش عايزاه كتير قدامي لو سمحت لأني سنجوله معفنه لسه.. راعي مشاعري.
لم يستطع ان يرد ع جملتها اكتفي بقول...
- يلا اطلع بينا ي أحمد.
رحلت السياره واخذوا يودعون بعضهم بالأيد إلى أن اختفت السياره من أمامهم ف آخذ مدحت ناهد بسيارته وعادوا إلى منزلهم.
ليلى : يلا ي دهب انتي ولمار هنركب بعربيتي.
دهب برفض...
- لأ همشي بعربيتي خدي لمار ف طريقك وانا همشي مع نفسي.
ليلى بتعجب...
- مالك ي دهب في إيه؟!
دهب : مفيش.. يلا نطلع بالعربيات علشان الوقت اتأخر اسبقوا انتو وانا هحصلكم.
لمار بتفهم...
- تمام ي دهب.
اتجهت ليلى ومعها لمار إلى سيارتها وبدأت بقيادتها وهي بقمه تعجبها من حالها.
وأيضاً اتجهت دهب الي سيارتها ببطئ وهي غير قادره ع فتح عيونها... ف تلاشت الرؤيه أمامها.. اخذت تسند ع سيارتها بداور كي تصل إلى الباب لتدلف لكن لم تشعر بنفسها إلا وهي تسقط ارضاً فاقده الوعي.
اقترب منها شاب ما بلهفه وهو يلتقطها بين يديه بفزع قائلاً...
- دهببب.. دهب فوقييي.. إيه اللي حصل.. دهببب!!
أخذها إلى سيارتها والتقط المفتاح وبدأ بقيادتها ومن الحين والآخر ينظر لها بقلق خاشياً أن يكون أصابها شئ.
وصل إلى منزلها يحملها مسرعاً إلى الداخل ف توقفت قدميه عندما وجد حوريه أمامه بصاله الاستقبال.. ترنح وتبدلت ملامحه فوراً لتشهق حوريه لرؤيه ابنتها بهذه الحاله.. ركضت إليها بلهفه قائله...
- دهبب..! دهب فوقييي... جرالها إيه ي اثر؟!
ظل ينظر لها من أسفل لأعلى بضيق بعدما علم حقيقتها من صديقه.. فضل عدم الرد ف رحل من أمامها وهو يوضعها ع احد الكراسي وقام بجلب كوباً من الماء.. نظرت إليه حوريه بتعجب لعدم رده ونظراته.. فما أصابه الان؟!
اقتربت وهي تجلس بجوارها بقلق وهي تعاود السؤال مجدداً...
- بنتي مالها ي اثر... ايه اللي جرالها انت شكلك اللي كنت معاها.
طالعها بسخريه وهو يجيب...
- والله!! يعني هو فارق مع حضرتك اوي ي طنط واللي هي فيه ده بسبب يحيى ويحيى اللي فيه برضو بسببك.. انا عرفت كل حاجه ي طنط يحيى حكالي ع اللي شافه ومش عارف ازاي تعملي حاجه زي كده... ازاي توجعيهم كده.. انا مش متخيل دهب لو عرفت هيجرالها إيه وهي من دلوقتي بالحاله دي..!
صُدمت حوريه من علمه لتردف نافيه لكلامه...
- صدقني ي بني الموضوع مش زي ما يحيى إبني فاهم... انا ورحيم متجوزين ع سُنه الله ورسوله ومن زمان.. انتو مش فاهمين حاجه.
اثر بصدمه...
- اييييه!!!
توقفت عن ما تود قوله عندما بدأت دهب بإستعاده وعيها لتنظر لاثر وهي تهز رأسها كي لا يهتف بأي شئ الآن.
فتحت عيناها هي تبربشهما جيداً عندما وجدت أمها أمامها لتقفز بين احضانها.. تبكي لبُعدها وهي تردف بلوم...
- كنتي فين ي ماما الفتره دي كلها...! سبتيني وروحتي فين؟!
حوريه بألم..
- معلهش ي قلب ماما غصب عني... فريده صاحبتي تعبت اوي ودخلت ف غيبوبه سكر ومحبتش ارن واقولكم علشان متقلقوش.
بعدت دهب بصدمه هاتفه...
- لا حول الله... طيب هي فاقت دلوقتي ولا لسه؟!
حوريه بتوتر...
- لل.. لأ لسه.. ادعيلها ي دهب تقوم بالسلامه علشان ولادها.
- إن شاء الله ي ماما... انهت حديثها وهي تنظر حولها بتعجب.. ف كيف أتت للمنزل وهي اخر ما تتذكره انها كانت تود القياده لكن غمامه سوداء منعتها ولم تشعر بما حدث بعدها.. ف لاحظت اثر أمامها وهو ذو وجه قلق بعض الشئ.. اسرع أثر بقول..
- انتي كويسه ي دهب؟
دهب : هو انا ازاي هنا.. ؟!
اثر : وانا ماشي بطريقي لقيتك طالعه من قاعه وشكلك كان دايخه كده واغمى عليكي قدام عربيتك ف جبتك لهنا.
دهب بشكر...
- شكراً.
حوريه بتعجب...
- فرح مين ي بنتي؟!
- فرح تسنيم وأمير ي ماما.
حوريه بتوتر...
- طيب هو فين يحيى؟!
صمتت دهب وهي لم تعرف بماذا تجيب ف أسرع أثر هاتفاً...
- يحيى تعبان شويه علشان ف مشاكل بالشغل عنده ف علشان كده ساب البيت يريح شويه برا.
دهب بتذمر...
- وانت ليه مقولتليش كده لما سألتك..؟!
حمحم أثر وهو يقول...
- مم.. مكنتش عارف اقولك.. مكنتيش مدياني فرصه اني اتكلم اصلاً.
- والله!!
قامت حوريه بتبديل الموضوع سريعاً هاتفه...
- تعالي ي حبيبتي تستريحي علشان شكلك تعبانه ومُجهده اوي.
- ماما عايزه انام معاكي النهارده... ممكن؟!
حوريه بفرحه...
- طبعاً ي قلب ماما تعالي معايا.
اخذتها معها متجهين إلى غرفتها تاركينه واقفاً يشعر بالغموض فقط.. ف يشعر أن هناك شئ كبير مخفي... تنهد بتعجب قبل أن يرحل من المنزل.
***************************************
بالفندق حجز أمير غرفه له هو وزوجته ووجدوا مشكله بحجز غرفه نايا لتردف السكرتيره هاتفه...
- مفيش هنا إلا اوضه واحده ودي أحياناً أشخاص بيحجزوها وبيمشوا.. يعني مش هتناسبكم.
امير بتساؤل...
- طيب هو فيها حد الليله هنا؟؟
اجابته بالنفي ليردف أمير...
- طيب تمام هي هتقعد اليوم ده عمل ما نشوف اوضه تاني فاضيه.
هزت رأسها بالموافقه واعطت له مفتاحين وطلبت من المسؤلين عن حمل الشنط ان يوصلوها إلى غرفهم مسرعين
.. اخذ أمير زوجته ونايا واعطاها مفتاح غرفتها ف دلفت نايا وهي تردف قبل أن تتركهم...
- يوم جميل أن شاء الله.. انهت وهي تغلق الباب خلفها بالضحك.
ولج أمير إلى غرفته يحمل تسنيم بين ذراعيه تخفي هي وجهها بكتفه من شعورها بالخجل
انزلها أمير من بين يديه حتى وقفت أمامه تناول يدها وهو يقبلها بعشق هاتفاً...
- مبروووك ي احلى تسنيم.
خفضت رأسها حرجاً وهي تقول...
- الله يبارك فيك.
رفع يده يداعب وجنتها التي تحولت للون الوردي من شعورها بحراره يده ف ابتعدت خطوه هاتفه بمرح...
- علفكرا بقى أنت مش هتعرف تلمسني غير كده الاسبوع ده.
تحولت ملامحه للتعجب ليهتف...
- مش فاهم تقصدي إيه ..؟؟!
ابتسمت بمرح وهي تقول...
- عندي عذر قهري يمنعك تلمسني الفتره دي...!!
جحظت عيناه من جملتها التي اخترقت طبله أذنيه ليردف بصياح...
- نعممممممم ي اختييييييي...!!!!!
انفجرت بالضحك ع منظره لتجلس ع السرير وهي لم تستطع كبت شهقات ضحكها...تمكن منه الغضب وهو يردف...
- انتييي بتضحكي ع ايييه.. وبعدين عذر ازاي يعني وانتي عارفه موعد فرحنا ووافقتي ع اليوم...؟!!!
تسنيم بثقه...
- علشان انا عاوزه كددده...!! وبعدين انت اللي جبته لنفسك لما اتحدتني وحددت انت يوم الفرح واتكلمت بالنيابه عني وكأني مش موجوده ف قررت إني اعقابك بطريقتي المتواضعه دي.
احتدت نظراته لتفكيرها اللعين... فهل هي مجنونه كي تفعل هذا الشئ... ف انا انتظر هذا اليوم منذ زمن وها هي قد اخربته علينا.
نظر لها مطولاً بعتاب واضح من عينيه ليهتف بهدوء...
- طيب تمام.. تصبحي ع خير.
راقبت ملامحه وحزنه الواضح لتقفز مسرعه وهي تمسك يديه هاتفه...
- استنى ي مجنون.. انا بهزر والله معاك.. عذر ايه بس هو انا عبيطه علشان اعمل كده ي أمير.. انا بس كنت بضحك معاك شويه علشان اشوف رد فعلك.
عاود النظر إليها بتعجب هاتفاً...
- وشوفتي رد فعلي...!! انبسطتي لما شوفتيني مضايق كده؟!
عقدت حاجبيها هاتفه...
- بتقول إيه ي أمير.. وانا هفرح لييي.. انا بس كنت بهزر معاك مش اكتر...!!
وجدته يرحل من أمامها بصمت فركضت خلفه بفستانها وهي تحتضنه من الخلف بإحتقان مردفه...
- آسفه ي أمير... معلهش حقكك عليا والله مش قصدي حاجه صدقني.. متعملش كده وتخلي احلى يوم ف حياتنا يبقى اوحش يوم.
وجدته يزيل يديها عنه وهو يرحل من أمامها... ف صُدمت وهي تحاول التماسك وعدم البكاء لكن لم تستطع جلست ع كرسي وهي تنهمر بالبكاء.. فلا كانت تتوقع أن مقلب سيفعل كل هذا وبهذه الليله المُفترض أن تكون الأسعد بعمرها.
بعد مرور بضع دقائق وجدت من يعطيها ثياباً بيديه هاتفاً بجمود...
- بطلي عياط وروحي غيري فستانك والبسي الاسدال ده علشان نصلي.
نهضت من مكانها وهي تقترب هاتفه ببكاء...
- أمير والله انا آسفه... انا مش.. اوقفها بقول...
- خلاص ي تسنيم انا مسامحك بس متعمليش كده تاني لأني زعلت جدا وحسيت إنك مش عايزانى المسك من الأساس.
ازدادت بالبكاء لكلامه الذي أوجع قلبها لتجده يمسح دموعها برقه وهو يقربها منه هاتفاً بنبره يتخللها العشق...
- انا إللي آسف علشان خليتك تعيطي بيوم زي ده.. حقكك عليا انا ي حبيبتي.
هزت رأسها نافيه وهي تقول...
- لأ انا اللى آسفه علشان زعلتك مني.
افتر ثغره وهو يمسد ع شعرها قائلاً بمرح...
- طيب يلا نصلي علشان عايزك ف كذا موضوع كده ونقاشات مهمه ومصيره ولا قرارت الأمم المتحده.
ابعدت عنه وهي تضع يديها ع وجهها بخجل مما سمعته ففرت هاربه من أمامه بفستانها الطويل.. ابدلت ثيابها وتوضأت.. وقفت خلفه يؤدون صلاتهم وبعد الانتهاء لم يمهلها فرصه للتفكير ف اي شئ ، رفرفت رايات الشوق ع قلبين اسلما أمرهم لامواج العشق تقذفهم حيثما تريد.
*******************************************
وبالاسفل بعد مرور نصف ساعه وصل شاب ما وهو يتجه الي ذاك السكرتير هاتفاً ....
- مفتاح الأوضة وبنت توصلي دلوقتي.
- تمام ي مراد بيه اتفضل خده وهتلاقيها قبليك كمان بالاوضه.
رحل مراد بغضب.. ف كلما يشعر بالغضب يأتي هنا كي ينسى كل همومه.. ويا ليته ينسى بل منذ ظهورها لا يعرف ماذا أصابه او بماذا ألقت عليه تلك الفاتنه... تنهد بإختناق محاولاً عدم تذكرها ف وصل أمام باب الغرفه وهو يفتحها بهدوء ف دلف ببرود وهو يلقى جاكته ويفتح ازرار قميصه الاماميه وهو يتسطح ع الفراش بإنهاك وتعب يتخيلها أمامه فقط بل وتخيله تحول إلى حقيقه فوجد فتاه تخرج من الحمام بقميص اسود يصل إلى منتصف ركبتيها ف وصل إلى أعلى ليتصنم أمامه عندما وجدها ليقفز وهو محدق النظر بها.. وجدها بهذا القميص العاري الذي لا يستر من جسدها إلا قليل.. ف رفعت نايا بصرها وهي تجفف شعرها بالمنشفه لتقع منها بصدمه عندما وجدته أمامها عاري الصدر.. شهقت بفزع وهي ترجع إلى الخلف صائحه...
- اا.. انن. انتت ..! انت بتعمل اييه هنااا..!!؟
ف ها هو قد صُدم للمره ثانيه بوجودها بهذه الغرفه بالأخص وبهذه الملابس الفاضحه.. بل لما يبرر لنفسه.. فهو رآها بعينيه وهي تحتضن شاب ويقبلها هو الاخر فهذا ما يتوقعه منها ليقترب منها بملامح حاده غامضه تنوي ع فعل الكثير.. ركضت من أمامه وهي تصرخ من نظراته ووجوده هكذا.. ف كيف دلف؟!!
- انتتت بتعمل ايه هنا رددد علياااا..!! ازاي بجح وجاي تدخل عليا كده.. ؟!
طالعها بسخريه من ما تقوله ليردف بملامح راغبه.. ف هو الآن لم يضع بحسبانه أي شئ فيكفي رؤيتها بهذه الغرفه...
- وانتي ي محترمه بتعملي إيه هنا.. ولااا محترمه إيه بقى وانتي بتبيعي نفسك بالفلوس.
شهقت نايا من ما يقوله لتصرخ بنفور هاتفه...
- أنت مجنووون..! اخرررج براااا ي اما هلم عليك الناس هنا.
اقترب مراد وحاوطها بجسده وهو يتفحص وجهها وجزئها العلوي المكشوف لتدفعه نايا بصدره بإحتقان وهي تتقدم من الباب كي تفتحه لكن وجدته يجذب يديها.. يدفعها إلى صدره بقوه هاتفاً بفحيح يشبه فحيح الافاعي...
- طيب اهدي انتي بس..! عارف إنك جايه لواحد تاني غيري بس إيه المشكله لما اجرب ولا حرام بقى عليا..!
نايا بصدمه من تفكيره لتحاول الافلات من بين يديه لكن كانت صلبه كالحجر بل وعيناه كفيله بتدميرها بهذه اللحظه لتصرخ مردفه...
- الحقونااااي.... اميررررر الحقن... كتم أنفاسها بقوه وهو ينفضها ع الحائط أمامه جعلها تتأوه بضعف من بين شهقات صراخها ليزيد بالكتم عندما وجدها لم تصمت ف اقترب من اذنيها يهتف ساخراً...
- أمير بقى ده اللي جايه تقضي معاه الليله..! هو نفسه اللي كنتي بتحضنيه وبتبوسيه ف الشارع.. صح كده ولا انا غلطان..؟!
هل هذا مجنون فيتوقع ان أمير ليس اخي واني ع علاقه مُحرمه به.. لتحاول الافلات وهي تعض يديه... جرت من أمامه وهي تفتح الباب مجدداً صائحه بأمير لكنه دفع الباب بقوه وقد تحولت عيونه للون الأحمر الدموي ف دفعها بالقوه الي السرير وهو ينظر لكامل جسدها بتوجس ورغبه تملئه فقط بهذا الوقت صرخت ببكاء من ما يود فعله ذاك الحقير الآن.. اخذ يقترب منها وهو يهتف بإشتعال...
- تعرفي لو مكنتيش كدبتي عليا من الأول وقولتي إنك مش من نوعيه البنات دي مكنتش هفكر اعمل فيكي اللي هعمله دلوقتي بس اعمل ايه.. اكتر حاجه بكرهها ف حياتي الكدب والخيانه وهتتعاقبي عليها دلوقتي.
نايا ببكاء شديد وهي ترتد لنهايه السرير بصراخ واستنجاد...
- ي أمير ر... اميرررررررر..!
فقد تشعله غيظاً اكثر بذكرها لاسمه ليقترب بشهوانيه وهو يريد تحقيق مراده كالعاده اخذ يلمس جسدها بحركات دائريه ساخراً من بكائها المصطنع.
نايا بصراخ...
- ابعدددد عنييييي.... ابعدددد ي حيواااان.
استنشق رائحتها العطريه وهو يقبل صدرها بإنتقام وكل جسدها.. وصل إلى وجهها وهو ع وشك اقبالها بعنف لكن ابتعد قليلاً بصدمه عندما وجدها لا تتحرك مُغيبه بين يديه اخذ يهزها بقلق وهو يصيح...
- نن.. ناياااا.. ناياااا ردييي علياااا..! نايا فوقييي.
اخذ يربت ع وجنتيها بقوه كي تفيق لكن لا أمل كانت كأنها أسلمت رايتها إلى الله ف انتفض اكثر من مكانه عندما وجد احد يطرق باب الغرفه بشده وهو يصيح بإسمها اخذ جاكته بفزع وهو يقف خلف شرفه الغرفه كي لا يراه احد.. فلم يستطع ان يهرب ويتركها وهي بهذه الحاله وبسببه هو وحده.
بدأت طرقات الباب تزداد بصياح إلى أن انكسر الباب بشده ودلف أمير بفزع هو وتسنيم إليها عندما وجدوها بهذا المنظر ع الفراش
اقترب أمير مسرعاً وهو يغطي جسدها بإرتجاف وهو يردف...
- نن.. ناا. نايا ردييي عليااا.. ردييي عليا ي حبيبتي... جرالك إيه فوقييي.
بدأت تسنيم بالبكاء محاوله ان تفيقها مع أمير لكن ظلت كما هي دون وعي.. بينما مراد كان يراقبهم بعدم فهم من هما؟!
آتي بعض الرجال إلى الغرفه بعدما علموا بشأن كسر هذه الغرفه ليردف احد ما بقول...
- خير ي استاذ امير فيه ايه ؟!
أمير ببكاء...
- سمعت اختي بتصوتت هنا وبتنادي عليا جيت انا ومراتى اشوفها لقيتها بالحاله دي ومش بتنطق.
اختل توازن مراد وهو يرجع إلى الخلف خطوه وراء الأخرى بدون شعور.. وقع مكانه بصدمه من علمه بأن هذا الذي يُدعي أمير أنه اخوها وليس معشوقها كما كان يعلم... بدأت ضربات قلبه تزادد وانفاسه تتفاوت وهو يشعر بحاله غريبه تسيطر عليه.. كيف ظن بها ظن السوء هكذااا..!! كيف رآها مثل فتيات الليل العاهرات..! كيف صدق أنها مثلهم..!! لما فعل هذا دون تأكد..! لما ارعبها بما فعله وجعلها تدخل بحاله صدمه..! انا المخطئ الوحيد... اريد ان اخنق نفسي حقاً بشأن ما فعلته مع هذه البريئه... فرت دمعه من عينيه وهو يراها ع الفراش لا تنطق بأي كلمه وبجانبها أخيها المُنهار لاجلها... نهض من مكانه وهو يتابع ماذا يفعلوا ليجد أمير يخرج وترك تسنيم تقريبآ كي تبدل لها ثيابها.. أدار وجهه وهو يضع يديه ع وجهه بصدمه.. غير مقتنع بما فعله وما سببه لتلك الفتاه... كيف شككتُ بتربيه دكتور مدحت..؟!!! ماذا أصابني لرؤيتها معه وهنا بالغرفه..! هل من الممكن أن أكون قد احببتها..!!
عاد بوجهه وهو يرى تلك الفتاه تضع لها كمادات وتهتم بها لينزل من الشرفه بهدوء وهو يتجه الي سيارته يقودها بلا وعي.. يدعو الله أن يعاقبه ع ما فعله بحقها..
رحلت تسنيم بعد قليل مُتجهه إلى غرفتها وهي تردف...
- ممكن تكون كانت بتحلم ي أمير..؟!
- بتحلم إيه ي تسنيم..!! دي لسه مكملتش ساعه ونايا مش من النوع اللي بينام بسرعه وبعدين دي شكلها مغمي عليها اكيد بسبب حاجه.
تسنيم بتأييد...
- فعلاً عندك حق... بس هتكون شافت ايه ولا حصلها إيه..؟!
- مش عارف ي تسنيم.. مش عارف..! انا هنزل تحت اسأل السكيورتي اللي تحت ع الاوضه دي وانتي روحي نامي معاها الليله دي عمل ما تفوق.
امأت له، ونزل إلى الأسفل بعصبيه وهو يردف...
- فين السكرتيره اللي كانت هنا..؟
اجابه السكرتير بقلق هاتفاً...
- خير ي فندم..!! ف اي مشكله؟
أمير بعصبيه...
- الاوضه 270 اختي مُقيمه فيها الليله دي وشكلها فيها حاجه سمعنا صواتها ودخلنا عليها لقيناها مغمي عليها... فين السكرتيره اللي عطتنا مفتاح الاوضه دي.
ابتلع ذاك السكرتير ريقه بتوتر وهو يردف...
- اا.. اكيد فيه سوء تفاهم ي فندم مش اكتر وبعدين ازاي السكرتيره اللي هنا عطتلكم مفتاح الاوضه دي ومحدش بيحجزها.
أمير بعدم فهم...
- يعني إيه..!! لي فيها إيه؟!
- لل.. لأ مفهاش حاجه ي فندم بس هي مقفوله من زمان ف ممكن هي تكون خافت مثلاً من حاجه قديمه فيها ف علشان كده صوتت لكن الاوضه مفهاش حاجه.
- بس الاوضه مفهاش حاجه ومش قديمه وشكلها جديد.
- معرفش ي فندم لما تفوق ابقى اسألها افضل.
رحل أمير من أمامه بغضب وهو يدلف غرفته بتعجب.
*******************************************
- ي ترى موديني فين ي سيف.. فينن...!!
وجدته ورائها يهتف بضحك...
- أيوه اقعدي فكري كده كتيرر.
صبا بأكتراث...
- طيب بقولك ايه ما تقولي هتاخدني فين علشان انا فضوليه وهفضل افكر ومهعرفش أنام النهارده.
- لأ نامي كويس علشان اليوم بكره طويل ومتفكريش كتير ... انا رايح انام دلوقتي.. تصبحي ع خير.
صبا بضيق...
- هتروح تنام يعني وتسيبني مش عارفه أنام بسببك.!
عقد حاجبه وهو يتسطح جوارها قائلاً...
- طيب عايزانى انام جنبك هنا..! انا معنديش مشكله ع فكره.
لكزته بغضب وهي تزفر بحنق من تجاهله صائحه...
- خلااص مش عايزه اعرف حاجه وروح نام بقى.
ابتسم بمرح مديراً وجهها إليه ليردف...
- دي مفاجأه ي صبا ومهتبقاش مفاجأه لو قلتها.. ف ارتاحي انتي ونامي وهتعرفي بكره يعني مش بعيد اوي.
صبا بإستياء...
- طيب وانت من اهله بقى.
نهض بضحك لانزعاجها وهو يرحل من الغرفه تاركها بهذا الحنق.
دلف غرفته، يتنهد وهو يلتقط هاتفه، يدق ع احد ما.
- ايوه ي سيف باشا.
سيف : زي ما قولتلكم إمبارح.. البيت كله يبقى مُحاصر من غير ما حد يحس بده علشان حياتها وحياتهم واي خدش هيصيبهم، هدفنكم بالحيا انتو فاهمين.
- متقلقش ي سيف باشا.. هننفذ اللي قولته بالحرف واحنا من عوايدنا مش بنفشل ف حاجه اتحطينا فيها ف أطمن هيبقوا كلهم بخير اليومين دول.
سيف : تمام اوي البيت يبقى مُحاصر من الصبح عمل ما نصل وإن حسيت بأي حاجه إتصال ليا علطول.
- انت تؤمر ي سيف باشا.. لو احنا مخدمنكش هنخدم مين.. ده انت خيرك مغرقنا.
سيف : ي ريت بس تبقوا قد ثقتي فيكم علشان مش عارف ممكن اعمل إيه لو حاجه مستهم.
أنهى حديثه بعد قليل، تسطح ع فراشه، يغمض عينيه قبل طلوع الشمس وبدء يوم جديد.. يوم صعب بالنسبه له.. لفكره إنها ستبعد عنه.
*******************************************
تُرَي لو اعترفْتُ لكِ اننيِ احتاجُكِ كالهواء... فهل ستخنقينيِ؟
كانت نيروز تتجول بتلك الشرفه الواسعه شارده الذهن...كادت ان تتعركل قدميها بزجاجه لكن سحبها هشام مبتعداً وهو يصيح...
- مش تاخدي باللك... كنتي هتتأذي دلوقتي.
طالعته نيروز بتعجب لثوانيٍ لكن افلتت يديه عنها مبتعده وهي تردف بسخريه...
- معلهش انا واخده ع كده.
تنهد بألم يضع يديه بجيبه مردفاً...
- ربنا بيسامح ي نيروز..!
لم تفهم جملته ف فضلت ان ترحل من أمامه قبل أن تلين له مجدداً.. وقف أمامها بشموخ عائقاً حركتها هاتفاً بهدوء...
- ممكن متعمليش كده..! انا عايز اتكلم معاكي شويه.
نيروز بعدم إكتراث...
- مفيش كلام بيني وبينك ي هشام.. وارجوك اوعي من طريقي وكفايه جرح لحد كده.
كلماتها، لهجتها، نظراتها وعتابها الواضح بعينيها يجعلوه يتألم ليجيبها بنبره حزينه...
- انا عارف إنك مريتي بكتير ي نيروز واتوجعتي كتير بسببي بس كل إنسان خطاء وطول ما احنا عايشين بنغلط وبنكتشف غلطنا.
نيروز بسخريه...
- بس إنت أكتشفت بعد فوات الاوان.. بعد ما خلتني حد تاني وخليت اهلي يشوفوني بالشكل ده ومعرفتش برضو افهمهم الحقيقه بسببك وراحوا مني بسببك.. كل حاجه حصلتلي وحشه ف حياتي بسببك انت وبس.
اقترب منها بألم ممسكاً بيديها.. يطالعها بيعينه.. يرسل اسفه إليها.. ليردف بهدوء..
- انا آسف ي نيروز... آسف ع كل اللي عملته ع جرحي ليكي طول الوقت.. ع تفكيري بيكي بالشكل ده.. انا عمري ما اعتذرت لحد ع حاجه او بمعنى أصح عمري ما غلطت الغلطه الكبيره اللي ندمان عليها وبتمنى تسامحيني من كل قلبك.
اجابته بثقه وجمود يتخلل ردها...
- واسامحك ليييه...!!
اجابها بنفس تلك الثقه مسرعاً بالرد...
- علشان بحبك وانتي لسه بتحبيني.
عادت بصرها إليه بترنح اثر جملته واعترافه للمره الثانيه بهذه السهوله.. خفق قلبها بشده وهي غير قادره ع الرد.. ابتسم هشام بحب مردفاً...
- تعرفي اني سامع ضربات قلبك دلوقتي..! وعارف إنك مش عارفه تردي بأيه.. انا عارف ردك وعارف اللي ف قلبك علشان كده انا بقولك ي نيروز انا بحبك ومحبتش حد ف حياتي قدك وكل اللي عملته زمان كان نابع من غيرتي عليكي اغلب الاحيان.. كنت همجي اكتر سعت بشوفك بتهزري مع حد وخصوصاً لو كان شاب.. مرحك ده كان مخليني اشوفك بشكل مش حلو واترسخ ف دماغي إنك مش كويسه ومتستاهليش حبي ف اضطريت اني اعاملك بالقسوه دي وكنت بزيد كل مره لما كنت بلاحظك طايشه ودايره كده.. لما كنتي بتعترفيلي بحُبك ليا كنت مش بشوفه غير إنك بتقولي الجمله دي لكله وأنك جريئه ع سنك ده.. كنتي بتستفزيني اكتر ي نيروز بكلامك ليا.. رغم اني كنت بحبك بس مكنتش بقدر اتقبل كلامك ليا وانتي صغيره كده وكنت بعتقد إنك بتقولي اي كلام ... بقيت اقسي من الاول وبتعامل معاكي ببرود لحد ما جيت عليكي وجرحتك جرح كبير اوي.. جرح مش عارف ممكن يلم ولا لأ .. بس كل اللي اقدر اقولهولك اني بحبك من زمان ولحد الآن بحبك وعمري ما نسيتك لحظه رغم بُعدك.
أنهى حديثه، يترك يديها هاتفاً...
- انا عملت اللي عليا واعترفت بغلطي وأخيراً قدرت اعترف بحبي ليكِ والقرار قرارك انتي واي حاجه هتقوليها انا مُتقبلها لأنه من حقكك.. تصبحي ع خير.
رحل بهدوء إلى غرفته تاركها تحدق بالفراغ بصدمه لما قاله.. لا تصدق كل ما قاله.. لا تصدق انه هشام التي تدعيه بالجبروت المتسلط..!! لم تصدق إنه يحبها منذ زمن هو الاخر..! اخذت نفسها الي غرفتها دون شعور وهي تجلس ع فراشها بصمت وحيره... لم تعرف لما الي الآن يدق قلبها له ويلين وتنسى كل ما فعله بلحظه...! اخذت نفساً عميقاً، تُغمض عينيها لتنم كالتائهه بعد ما قاله.
تابع من هنا: جميع فصول رواية العنيد بقلم الشيماء محمد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا