مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة دينا أسامة ؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل الرابع والثلاثون من رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المشوقة والمزيد من الرومانسية والحب فى سياق واقعى.
رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة - الفصل الرابع والثلاثون
رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة - الفصل الرابع والثلاثون
صباح اليوم وبمنزل ما كان يحيى يصيح هاتفاً ....
- ايوه عايزني اعمل ايه يعنييي ي اثر..؟! مقدرش ارجع البيت ولا اقعد لحظه فيه بعد اللي شفته... متجوزاه بقى مش متجوزاه... ف كلا الحالتين مش هقدر ابص ف وشها.
بادله اثر بصياح هو الاخر فكل ما يهمه الآن معشوقته الموجوعه...
- ايوه لازم ترجع ي يحيى علشان دهب ده اولاً.. ثانياً بقى طنط مغلطتش هي اتجوزت عادي زي الناس مرتكبتش جريمه ومن الواضح إننا مش فاهمين حاجه ولازم نقعد معاها ونتكلم لكن متعملش كده وتظلمها وتظلم دهب معاها.
اكتتم يحيى غضبه وهو ينهض من مكانه مردفاً...
- آسف ي اثر مش هقدر اعمل اللي بتقول عليه ده لأنها صدمتني فيها وعمري ما هقدر اسامحها... ازاي تفكر تتجوز من ورانا كل الفتره دي...!! لي تعمل كددده..!
- يحيى دهب تعبانه بسببك...! إنت متعرفش جرالها إيه إمبارح وكان هيجرالها إيه لولا طنط كانت الحمد لله موجوده.
طالعه يحيى بترنح قائلاً بلهفه...
- مالها دهب...؟ جرالها إيه ي اثر فهمني.
- إمبارح لما قولتلي اروح وراها الفرح علشان متكنش لوحدها....وهي راجعه غمي عليها قدام عرييتها وده كله بسبب التفكير والتعب من ساعه ما سبتها ومشيت.
بدت ملامح القلق والتوتر ع وجهه ليردف بلهجه متلهفه...
- وهي عامله إيه دلوقتي؟
اثر بسخريه...
- كويسه من ساعه ما شافت طنط حوريه وهتبقى كويسه اكتر لما انت ترجع.
تنهد يحيي بحيره وهو يهم بالرحيل تاركه يجلس متعجباً لأمره.
**************************************
- كده ي لمار هتسيبيني وترجعي..!! طيب انا اخدت ع وجودك وان يبقى معايا حد هنا.
لمار : صدقيني هبقي اجيلك علطول بس علشان مسيبش بيتي كده ومتقلقيش من موضوع اللي خطفوني دول لأنهم ساعتها تقريباً خطفوني لاغراضهم الشخصيه مش اكتر.
- برضو اقعدي معايا هنا وونسيني.
لمار : ي ليليييي افهمي انا كنت جايه اقعد معاكي اليومين دول علشان الموضوع ده لكن خلاص أمره انتهى وهرجع بقى.. وهنتقابل كتيررر ان شاء الله.
بعدت ليلى نظرها عنها بحزن لتقترب لمار بضحك مردفه...
- ي هبله متزعليش.. انتي لي محسساني اني مغادره مع احنا مع بعض عادي وبنقابل بعض ثم بعدين بقى مش كنتي بتقولي من فتره ان طنط راجعه... ازاي مجتش لحد دلوقتي؟!!
ليلى : مهو انا اتصلت بيها وخلتها تأجل طيارتها دلوقتي عمل ما اشوف الأحوال هنا.
لمار : آها طيب تمام وان شاء الله تبقى أجمل عروسه قريب.
ليلى بسخريه...
- عروسه ايه بقى والعريس مختفي ولا حد يعرف عنه حاجه حتى انا مبيردش ع ماسدجاتي ولا الاتصالات.
لمار : إن شاء الله خير وهيرجع زي الاول ونخلص بقى وتتجوزوا زي أمير وتسنيم كده.
ليلى بأمل...
- تفتكري..!!
- افتكر ونص وواثقه أنكم هتعملوها قريب وهنفرح بيكم ان شاء الله.
ليلى : طيب مفيش أمل إنك تقعدي معايا بقى..؟
لمار : هقولك إيه بس..!! بس بوعدك اني اجيلك كل يومين تلاته كده اقعد معاكي طول اليوم.
جذبتها إليها تحتضنها وهي تردف...
- طيب ماشي بس هستناكي اكيد ي لمار علشان اخدت ع وجودك بجد.
- تمام ي حبيبتي ان شاء الله.
رحلت لمار متجه إلى منزلها الذي اشتاقت له فمنذ ليالي كثيره لم تنم به... وصلت لتدلف وهي تضع شنطتها متجه إلى كل ركن به تتفحصه بعنايه.. خرجت من عنانها ع صوت رنين هاتفها...احتدت ملامحها عندما وجدته كريم... قلقت بشده لاتصاله.. التقطته وهي تفتح مردفه...
- اا.. ألوو.
وع الجهه الأخرى رد كريم بإحترام ع عكس عادته قائلاً...
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعجبت وهي تتفحص هاتفها لكي تتأكد من هذا... فلم تصدق أنه كريم لتجيبه متعجبه...
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...!
- ممكن ي آنسه لمار نتقابل علشان نتكلم شويه ف حاجات مهمه لو مش عندك مانع.
رُسمت ع ملامحها علامات الذهول لما يردفه ف اجابته ببلاهه من طريقه حديثه هاتفه...
- مين معايا...؟!!
طرقت طبلات أذنيها قهقه ضحكه لتردف بضيق...
- ف ايه ممكن اعرف ايه اللي بيحصل..؟!
ارتخي كريم.. يردف مجدداً...
- انا كريم ي لمار وعايز اقابلك.. عايزك ف موضوع مهم ي ريت توافقي.
عادت لمار إلى رُشدها بعدما صُدر منه لهجته الطبيعيه لتردف ببرود...
- خير عايز ايه؟!
- عايز اكلمك ي لمار ومينفعش تليفون لأنه كلام مصيري ولازم نبقى فيس تو فيس.
شعرت بأن هناك شئ يريد الإفصاح عنه... ف لهجته صادقه بعض الشئ لتجيبيه بالموافقه هاتفه...
- طيب تمام اقابلك فين..؟!
ابتسم بسعاده هاتفاً....
- ف كافيه*********
أغلق معها مبتسماً.. يشعر بالراحه إلى حد كبير من نجاحه بأول خطوه... يوعد نفسه بالتغير للأحسن بأسرع وقت من أجلها.. من أجل معشوقته التي احبها بجنون.. من أجل من خزمته وحطمت غروره واعادت تشكيله بنقاء قلبها.
******************************************
بذاك الفندق كان مراد يتسلل إليه بضيق وغضب.. متجنباً حدوث اي مشكله.. رأي نفس ذاك السكرتير ليركض إليه بذعر وعينين دماويه.. يمسك ياقه قميصه.. يعيده إلى الخلف صائحاً بغضب....
- إنت ازاااي تدخلني الاوضه وفيها حد شريف ونقي زيهااا كده.... ازاي تدخلني ع واحده مأجره الاوضه دي ومُقيمه فيها... انت اتجننننت.
ابتل وجهه.. محاولاً ابعاده عنه وهو يردف بتوتر...
- ي مراد بيه انا معرفش حاجه عن الموضوع ده والله صدقني... السكرتير آمال هيي اللي كانت موجوده سعت عطتلهم المفاتيح كده وهي لسه متعرفش موضوع الاوضه دي ف اعذرها.
زاد من جذب ياقته معنفاً اياه بقسوه...
- مليييش دعوووه... ازاااي متتأكدوش من اللي موجودين بالاوضه... انتو عارفين كويس اني مبلمسش بنات إلا بإرادتهم... ازاي تغلطوا كده.
- سامحنا والنبي ي مراد بيه.. غلطه ومش هتتكرر وانا هكلم آمال وافهمها.
تركه بنفور.. يرمقه بإستياء مردفاً...
- اهي مره وعدت بس ورحمه ابويا لو حصلت تاني لاقفلكم الفندق ده انتو فاهمي.... لم يكمل جملته ف وجد صياح من احد العمال وهم يهتفون ...
- عايزين دكتور بسرعه.. بسرعه... ف حاله طوارئ.
احتدت ملامح مراد وهو يشير لهم هاتفاً ...
- انا د.. دكتور.
- طيب تعالي ورايا بسرعه ي دكتور علشان ف حاله خطيره اوي.
ركض مراد معهم إلى الأعلى.... ثوانيٍ وشلت أطراف قدميه عن الحركه... توقف بصمت وهو يرى أنهم يدلفون الي تلك الغرفه... فهل يعقل...؟ ارتد بضع خطوات للخلف غير راغب بالدلوف.. تقسم ع وجهه ملامح الشرود والحزن وبدون شعور وجد أشخاص يدخلوه الي الغرفه رغماً عنه... ارتعد مكانه.. يراها تقفز من مكانها بهلع وهي تصرخ غير متوقفه عن الصراخ...وجدها بهذه الحاله الهيستريه وبسببه وحده... لم يعرف ماذا يفعل وهي بهذه الحاله... اقترب أمير منه مسرعاً قائلاً بلهفه....
- ي دكتور بسرعه شوفها الله يخليك.
كانت تسنيم تجلس جوارها تحاول السيطره ع جسدها الذي لم يتوقف عن الحركه... صرخت نايا بفزع لرؤيته أمامها.. اخذت تتحرك اكثر بإنهيار حاد.. لم تعد تسنيم قادره ع السيطره.. اقترب أمير بصدمه يتملك جسدها كي تهدأ هاتفاً بحزن...
- ف إيه ي حبيبتي مالك طمنينييي... طيب اهدي اهدي ومتخافيش انا معاكي.
انتفضت من مكانها لترقد بالغرفه مُبتعده عن اعينه اللعينه هذه.. انكمشت بأحد أركان الغرفه والارتجاف يتملك من جسدها قط... لم يعرف مراد بماذا يفعل... فهي بهذا الانهيار بسببه وبسبب ما فعله... وما لهذه البجاحه أنني أمامها الآن بكل حماقه.
صاح أمير بِ مراد كي يقترب يعرف ماذا بها... سرت الحراره بجسده وهو يقترب بهدوء.. ينظر بعيناها الباكيه وشعورها بالخوف ناحيته.. ارتجافها بهذه الطريقه... كيف فعلت كل هذا بها...! كيف كنت بهذه القسوه.. كيف شككت بأخلاقها ..!!
اقترب اكثر هو وأمير محاولين تهدأتها.. لتصرخ اكثر واكثر من قربه... صاحت بنفور وهلع قائله...
- اا.. ابعدددد عنييي.. ابعدددد عنيييي.
أمير : اهدي ي حبيبتي متخافيش احنا معاكي.
صاح مراد بهم كي يجلبوا حقنه مهدء عندما لاحظ تدهور حالتها..جلبوها مسرعين وآتو.. التقطها مراد وهو يقترب من نايا بهدوء محاولاً إخفاء تلك الحقنه.. اقترب أمير معه هو الآخر عندما أشار له بالاقتراب كي يمسكها.
بدأت بالتنحي بعيداً عنهم بصراخ ... تكسر كل ما ف الغرفه من أشياء وزجاج... اسرع مراد ف التقاطها بين احضانه وشعور الندم يسيطر عليه... فأنا أمامك الآن.... عاقبيني كما تشائي لكن ليس بهذه الطريقه... بدأ بإعطائها الابره لتسترخي بين يديه.. اقترب أمير يحملها ويسطحها مكانها.
حمحم مراد قائلاً...
- هو حصلها ايه..؟!
أمير بحزن...
- إمبارح لقيتها بتصوتت ف اوضتها جيت علشان اشوفها لقيتها مُغمي عليها ع سريرها... منعرفش ايه اللي جرالها ولا حصل ايه.. مفاقتش إلا الصبح ولقيناها قايمه بتصوت بس بدون سبب.
اغمض عيناه.. يزفر بهدوء.. مردفاً...
- طيب تمام حقنه المهدء دي هتهديها خالص لما تفوق... سلام استأذن انا.
اوقفه أمير بقول...
- شكراً ي دكتور.. منعرفش لو مكنتش موجود كان هيجرالها إيه.
طالعه مسرعاً يردف...
- العفو.. إن شاء الله خير.
رحل مراد بعصبيه من الفندق بأكمله.. يدلف سيارته.. يقودها بجنون... اخذ يعنف ويلوم نفسه طيله الطريق..
- انا انا بجح بقى اوووي... بجحححح.. البنت ف الحاله دي بسببي وكمان ظهرت قدامها بكل جرأه... لي ي رب عرضتني للموقف ده..!! لي من الأساس خلتني المسها واقرب منها بالشكل ده...! لي مبعدتش نظري عنها ومقدرتش اتخيل انه حد تاني هو اللي هيلمسها ... لي حسيت وقتها إنها بتاعتي وليا لوحدي...!! ده كله معناااه إيه!!..
********************************************
- خير ي مس.. مستر نادر.. طلبتني كنت عايز حاجه؟
طالعها بهدوء يردف...
- انا ملاحظ إنك مُجهده شويه ي آنسه رُقيه.. تقدري تمشي وتريحي النهارده.
هزت رأسها نافيه تردف مسرعه...
- لل.. لأ لأ أنا كويسه وهكمل النهارده.. دول ساعتين هخلصهم وامشي.
- متجيش ع نفسك ي آنسه.. انتي بتتعلمي وبتشتغلي بنفس الوقت فطبيعي تبقى تعبانه... وانا بأمرك إنك تروحي النهارده وبكره تعوضي ان شاء الله.
استنكرت حديثه.. رفضت كلياً أن ترحل قبل موعد رحيلها... تود ان تكمل عملها ع اكمل وجه كما وعدته... طالعته بهدوء.. تتفوه بثقه...
- حضرتك انا كويسه الحمد لله ومش هقدر امشي إلا لما اكمل شغلي لاني مأخدتش ع كده...حضرتك عايز مني حاجه تانيه علشان اروح اكمل شغلي؟!
افطرت ع شفتيه إبتسامه خفيفه... يردف موجهاً نظره إليها هو الآخر بتحدي..
- لأ تمام طالما انتي بتقولي إنك كويسه.. بس ي ريت تبقى قد كلامك ده لأن وراكي شغل كتير واحتمال تأخري النهارده.
عبثت ملامحها برهه لنبره تحديه... لتستعيد شتاتها قائله بنبره رزينه واثقه...
- تمام حضرتك... بعد إذنك.
رحلت من أمامه بضيق بعض الشئ.. بينما هو أعاد بظهره للوراء يبتسم قائلاً....
- إيه الثقه والجرأه دي...! معقول ف كده.... تنهد متعجباً لتلك الفتاه.. ليردف بهيام ظهر من عينيه...
- ي ترى هكتشف فيكي إيه تانى ي رُقيه...!
أما هي جلست بمكانها بشرود تستعيد حديثه معها... تتذكر نبره تحديه وهذا ما آثار تعجبها.. فلم يكن هكذا.. لم تكن طريقته كهذه.. زفرت بضياع هاتفه...
- ي ترى هكتشف إيه تاني فيه...!! معقول يكون زي بقيه أصحاب الشركات ومش باين عليه...!!!... استفاقت تعنف نفسها بلوم مردفه...
- لأ لأ انا بقول إيه... مستر نادر كويس جدا وبيعاملني بطريقه كويسه ومحترم وبابا عمره ما هيقول ع حد طيب ومحترم إلا لما يكون يستاهل كده فعلاً.
****************************************
بالكافيه كان كريم يجلس أمام لمار بتوتر مُلاحظ... تعجبت لمار لصمته لتردف متسائله...
- خير ي كريم.. في إيه؟!!
زفر بقوه ليخرج توتره هذا.. طالعها بنظره عاشقه.. ينظر لعيناها مسرعاً بالرد...
- انا آسف ي لمار... آسف ع كل اللي عملته فيكي.
ضُيق ما بين حاجبيها لتجيبه بتعجب...
- هو أنت جايبني هنا علشان تقولي انا آسف..؟!
اكمل كريم حديثه بندم.. يُجيبها...
- لأ ي لمار مش علشان كده بس... انا جايبك علشان اقولك انتى حره من دلوقتي ومهتدخلش ف حياتك تاني ومشروع الجواز ده انتهى وعيشي حياتك زي مانتي حباها مع اللي تختاريه.. أنهى حديثه ليعُم صمتها هي الآخره اثر ما قاله... صمتت صمت حائر من ما قاله.. لا تعرف هل هو واعي لما قاله ام أنه يخطط لشئ ما... استشف كريم ما يدور بذهنها ليردف مسرعاً نافياً لتفكيرها....
- انا عارف إنك ممكن تكوني مش مصدقه اللي بقوله او بتقولي ان دي ممكن تكون لعبه مني عليكي.. بس صدقيني انا عمري ما كنت واضح وصادق إلا دلوقتي.. اتغيرت بسببك انتي... عرفت قد إيه كنت حقير واناني ف كل حاجه وعرفت خطأي وندمان ع اللي عملته ف حياتي وفيكي.. ارجوكي سامحيني ي لمار ع مضايقتي ليكي بإستمرار.. آسف ع خطفي ليكي بنص الليل وكنت هعمل حاجه جنونيه بسبب ضيقتي.. آسف ع إجبارك ع الجواز مني.. انا غلطت بحقك وبعتذر ع كل ما صدر مني.. وموضوع الجواز انا حررتك من العلاقه دي وسبتك ع راحتك وانتي تقدري تختاري.. اتمنى تصدقيني ي لمار.. والله انا ندمان ومش عارف أنام بسبب تفكيري كل شويه باللي عملته..ولازم كنت اقابلك أصلح غلطي وأبدأ من جديد.. انا مُمتن لِ ظهورك بحياتي.. انتي غيرتيني كتير.. خلتيني افوق واعرف ربنا وابعد عن كل اللي كنت بعمله... لمار انا بحبك وكان نفسي تحبيني زي ما بحبك.. جبرتك ع الجواز علشان تبقى ليا حتى لو كان غصب عنك.. كنت اناني بحبي وعرفت ان الحب مفهوش انانيه.. لازم اضحي علشان اللي بحبه.. وانا سايبلك الحريه دلوقتي.. سايبلك الاختيار ومن حقكك تختاري اللي انتي عاوزاه... انا آسف اتمنى تسامحيني.
كانت عيناها تراقبه بصمت..... شعرت بصدق كل كلمه قالها.. لم تعرف لما خفق قلبها بشده لكلامه.... شعرت بمشاعر غريبه تجتاح قلبها.. لا تعرف بما تجيب عليه... ف هي لم تكرهه رغم كل ما فعله.. لم تشعر إنه فظ غليظ بهذه اللحظه...ارتبكت وهي تفرك كلتا يديها بتوتر... تنظر إلى الناحيه الأخرى بشرود.. استفاقت ع صوته الحزين قائلاً....
- براحتك ي لمار.. انا عمري ما هغصب عليكي بعد الآن.. فكري بتأنٍ.. معاك وقتك ومش هزعل بأي قرار هتاخديه.. انا هقبل بأي حاجه هتعمليها حتى لو كانت عليا وع قلبي... اتفضلي معايا اوصلك دلوقتي.
ابتلعت ريقها بصعوبه وشعرت بصاعق كهربي أصابها وهي تنهض من مكانها تقف أمامه.. تنوي ع قول شئ لكن اعادته مكانه.. تردف بجمود عكس ما بداخلها من لهيب وشوق تخفيه منذ كثير....
- طيب..! انا رجعت بيتي دلوقتي تقدر توصلني ع هناك.
اومأ برأسه... ركبت سيارته بتوتر.. ركب جوارها وبدأ بقياده سيارته.. ينظر لها بين الحين والآخر نظرات مطوله عاشقه .
***************************************
- خدي البرشام اهو ي رُقيه... بس طالما كنتي تعبانه كده لي مسمعتيش كلام مستر نادر ومشيتي النهارده..؟!
رُقيه : علشان اكون قد الثقه ي لبنى وانا كنت وعداه إني هشتغل ع اكمل وجه.. مينفعش كنت اجي من البدايه كده وامشي علشان تعبت.. ده وارد واكيد هتعب كتير.. هل كل مره هروح وهسيب الشغل..؟!
لبنى بإقتناع...
- عندك حق ي رُقيه بس برضو متجيش ع نفسك.. مفيش حاجه مستاهله ويلا خدي البرشامه دي والصداع هيروح خالص.
رُقيه بإمتنان...
- شكراً ي لبنى بجد ع وقفتك جنبي رغم إننا لسه عارفين بعض.
لبنى بإبتسامه بشوشه...
- ع إيه بس.. انتي بقيتي زي اختي دلوقتي ي رُقيه واخدت ع وجودك خلاص.
- حبيبتي ي لبنى.. انا هاخد البرشامه وهمشي.. انا كده خلصت عدد ساعاتي الرسميه ومستر نادر كان بيقول ف شغل كتير وهقعد اكتر من كده وانا الحمد لله خلصت كل الشغل ف وقت قياسي ف هروح ارتاح علشان دماغي هتنفجر.. ده غير عندي إمتحان بكره ولسه مذاكرتش حاجه.
لبنى : ان شاء الله خير.. هتروحي تنامي شويه وبعدين تبقى تقومي تذاكري وان شاء الله يعدي ع خير
- ي رب ي لبنى ي رب
رحلت رُقيه من الشركه وهي بقمه إنهاكها لتدلف إلى غرفتها دون أن ترى ابيها او امها كي لا يسألو عن حالتها.. بدأت بإنتزاع ثوبها وبدلته مسرعه وجلست ع فراشها بألم احتل رأسها.. رقدت ف النوم سريعاً فور جلوسها.
***************************************
وع الجهه الاخري بمركز الشرطه كان يجلس ماجد بمكتبه شارداً.. ينظر بالفراغ مصنماً.. ليقطع شروده دلوف عمر الذي كان يردف بمرح...
- إيه غايب عننا الفتره دي كده ليه..؟!!
استفاق ماجد وهو يعبث بشعره مردفاً....
- اقعد ي عمر.
عمر بتعجب...
- إيه مالك شكلك مش عاجبني الفتره دي..!!
- مفيش ي عمر... المهم أنت عامل إيه؟
- انا بخير ي سيدي.. كنت جاي اقولك ان فرح إبن عمي النهارده واكيد هتاجي.
ماجد بتفكير...
- أن شاء الله أما اشوف.
عمر بتساؤل...
- صحيح آنسه رنيم بنت خالتك حالتها ايه دلوقتي.. مش كويسه كده؟!
هز برأسه مردفاً بترنح...
- الحمد لله كويسه.
- طيب الحمد لله.. ومفيش برضو أخبار عن خطيبتك صبا... ؟! احنا كلنا مستغربين اختفائها ده... هي اكيد مش موجوده بالقاهره هنا والا كنا عرفنا مكانها لكن هي شكلها برا المحافظه.
ماجد : عندك حق انا فكرت ف كده برضو انا واللواء سراج وناويين نرسل مخبرين بالمحافظات القريبه مننا.
- أن شاء الله خير انا حاسس اننا هنلاقيها.. ربنا يسهل.. طيب اسيبك انت لشغلك عمل ما اروح أأكد ع خالد.
امآ له وهو يحمل هاتفه متصلاً بأحد ما****
وع الجهه الأخرى بمنزل صبا كان هشام يجلس.. يحادثهم بقول...
- انا قررت اروح البحيره اقعد يومين هدور فيهم ع صبا هناك... صبا مش موجوده هنا بالقاهره احنا كلنا واثقين من ده ولازم اتحرك بقى.
سلوى بفرحه...
- بجد ي هشام ي بني.. يعني هنلاقي صبا؟
- إن شاء الله ي ماما ربنا معانا.. انا رايح انا ومجدي صاحبي... اهله عايشين هناك ف اقترح إننا نبدأ بيها هي دلوقتي وي رب نلاقيها.
فاروق : طيب ي بني انا هروح معاكم.
- ملوش لزوم ي بابا مش مستاهله لأنى موجود وخليك معاهم هنا أفضل.
اردفت رنيم حينها مسرعه بقول...
- طيب ما تاخد ماجد معاك ي هشام... هو ظابط واكيد ليه معارفه ظباط ف كل حته وهيقدر يساعد.
طالعها هشام بضيق لذكر إسمه ليهز رأسه غير راغباً للسماع يردف بجمود ...
- انا مش محتاج حد معايا.. انا كفايه اوي وعارف هعمل إيه.
سلوى : أيوه ي بني رنيم معاها حق... اتصل بيه وقوله وتروحوا مع بعض.
تدخلت نيروز بهذه اللحظه هاتفه...
- وأنت رايح امتى؟
- انا همشي ع بالليل انا ومجدي.
فاروق : ماجد ي بني لما يروح معاك أحسن.. متعقدش الموضوع ي هشام.. زعلكم مع بعض ملهوش دعوه بصبا.. كبر دماغك شويه ي بني
نيروز بتأييد....
- هما عندهم حق ي هشام.. انسى المشاكل اللي بينكم دلوقتي عمل ما نشوف صبا وارجوك متصدرش وترفض.
تنهد هشام بإقتناع بعض الشئ لحديثهم لكن بداخله غل كبير تجاهه... لكن من أجل اخته سيفعل المستحيل ليوافق وهو ينهض من مكانه وقبل ان يخرج هتف بقول...
- طيب ابقوا اتصلوا بيه وبلغوه علشان مش هتصل... أنهى جملته وخرج من المنزل ليتركهم داعين الله أن تكون بهذه المحافظه او يعلموا اي شئ عنها.
******************************************
بمنزل سيف الحديدي كان يجلس بجنينه منزله تائهاً.. يفكر كيف سيصارحها ويخبرها بهذا الشئ.. هل يمكن أن تكون سعيده؟! بدأ بفرك يديه.. ينظر بالفراغ وقلبه يؤلمه بفكره رحيلها بهذه الطريقه.. قطعت صبا شروده مردفه بفرحه واضحه من عينيها...
- ها ي سيف هنروح فين بقى علشان انا جهزت نفسي ومتحمسه اوووي.
نهض مقابلها مطولاً النظر إليها.. متوجساً كل انش بها ليزفر بألم هاتفاً ....
- ص.. صبا هو انا لو قولتلك إني مرجعك عند اهلك خلاص ومش هتبقى محبوسه هنا طول العمر وهترجعي لحياتك من تاني هتبقى مبسوطه؟!
رُسمت إبتسامه كبيره ع ثغرها مردفه بسعاده...
- بجد ي سيف...! يعني أخيراً هرجع اشوفهم واطمن عليهم واضحك واقعد معاهم زي زمان..؟
طالعها بإبتسامه حزينه...ف كأن احد اقتلع قلبه من مكانه بهذه اللحظه لكن لن يلومها بالطبع فهذا حقها... ف مثل ما وعدتها سأنفذ لكن بشكل آخر.. سأبعد عنك واتركك تعيشين حياتك... أخطأت كثيراً بحقك وها قد حان الوقت لتصليحه... ما سأفعله لمصلحتك ي عزيزتي... لكزته صبا بيده بمرح قائله...
- إيه رووحت فييين كده..!
- مفيش ي صبا... هنمشي كمان شويه كده تعالي ندخل.
امآت له بفرحه لا توصف متجه مع إلى الداخل.
مر الوقت بِ سلام عليهما... ف قد حان وقت رحيلهم... خرجت معه تجلس بسيارته بحماس... جلس جوارها وبدأ بقياده سيارته ف صمت.
رغم حماسها إلا إنها لاحظت هدوئه وحزنه الواضح.. لا تعرف لما حزين ي تُري.. افصحت عما بداخلها قائله...
- سيف هو أنت مالك كده خير..؟!!
تجاهل سؤالها وهو يلتقط هاتف من جيبه معطيها إياه هاتفاً...
- تليفونك اهو ي صبا.. دلوقتي تقدري تاخديه.
تبسمت إبتسامه خفيفه وهي تحمله.. تنظر الي الناحيه الاخري متعجبه من جديته الملحوظه .
مر ساعات عليهما بداخل السياره وعندما اقترب سيف من شارع منزلها أوقف سيارته قليلاً يعتدل بجلسته.. ينظر إلى المكان جيداً.. يتوجس هؤلاء الأفراد.. ف وجدهم بالفعل بالقرب من منزلها يحلقون به دون علم أحد.. تنهد بأريحيه وهو يطالعها بغصه مريره بحلقه مردفاً...
- اشوف وشك بِ خير ي صبا.... ارتسمت ع ملامحها الصدمه والتعب بنفس تلك اللحظه لتردف بنبره هادئه متعجبه...
- مش فاهمه قصدك..!!
زفر سيف.. يعود بنظره ع الجهه الأخرى غير راغباً برؤيه عيونها بهذه اللحظه وإلا سيضعف وستبيت محاولاته ف حمايتها بالفشل...ليردف بجديه مصطنعه...
- يعني ي صبا انا حررتك من علاقتي بيكي وتقدري ترجعي زي الاول وتعيشي حياه سعيده مع عيلتك.
صبا بصدمه...
- اييييه...!! سيف إحنا متجوزين..! انا وانت بنحب بعض.
ما زالت تلك الملامح الجامده ع وجهه... هتف بإختناق متفادياً النظر إليها...
- أنا طلقتك ي صبا علشان ميكونش بينا أي علاقه بعد الآن.. وزي ما وعدتك إنك هخليكي تشوفيهم ونفذت وعدي اهو.
جحظت عيناها بشده لما قاله... المها قلبها بفكره أنه سيتركها بهذه السهوله وسيبعد..! عجز لسانها عن البوح بأي كلمه... شعرت بِ برد يتسلل جسدها بهذه اللحظه.. نظر لها سيف متعجباً لعدم ردها ف وجدها تحدق النظر بالفراغ بطريقه مُريبه اخافته ليردف بقلق...
- صبا انتى كويسه؟!
ظلت ع هذه الوضعيه ثوانيٍ معدوده... لتفيق وهي تقول بصدمه...
- طلقتني..!!!
ابتلع ريقه بتوتر لجملتها.. ف علم إنها مصدومه بهذا الخبر.. لكن هذا الحل الأنسب لحمايتها من وجه نظره ليتابع حديثها قائلاً...
- أيوه ي صبا علشان تبقى عزباء زي ما خطفتك كده وترجعيلهم ومضطريش إنك تبرريليهم انتي اتجوزتيني ليه ف حررتك من العلاقه اللي ارهقتك دي واستحملتيها بما فيه الكفايه... دلوقتي حان بقى إنك ترجعي لاسرتك وتستقري ف وسطيهم.
ترقرقت عيناها بالدموع وهي تنظر له بصدمه إلى الآن هاتفه...
- طلقتني ي سيف...!! هان عليك بعد كل ده تطلقني كده بدون علمي وترجعني بعد ما اتعلقت بيك وبقيت جزء من حياتي... جالك قلب ازاي تعمل فيا كده...!! وانا اللي كنت فاكره إنك جايبني وجاي معايا وهعرفك عليهم واقولهم إنك جوزي وأننا بنحب بعض.. تيجي بالسهوله دي تقولي طلقتك...!!
اسرع بالرد دون تفكير...
- أنا عملت كده علشان مصلحتك وحكايه أهلك دي مينفعش كنت اجي برجلي معاكي ليهم.. إيه كنت هتقوليلهم متجوزه واحد بيشتغل بالمافيا وخطفني وعذبني..!!
احتدت ملامحها هاتفه بإستنكار...
-هو أنت مش توبت من الشغلانه دي ووعدتني إنك هتبقى حد تاني.. ؟!..
- ومحصلش ده..!
- يعني إيه؟؟!
سيف بجمود...
-يعني انا لسه بشتغل وعمري ما هسيب الشغلانه دي.. والموضوع خلص ي صبا.. انا عداني العيب جبتك لحد بيتك وباقي بقى تروحي تخبطي كده ع باب شقتك وتشوفي اهلك اللي سبتيهم الفتره دي كلها بسببي.. وانسيني خالص.. انسى إنك قابلتي واحد إسمه سيف الحديدي.. انسي اللحظات الحلوه اللي قضيناها مع بعض.. انسى كل حاجه مريتي بيها الفتره دي علشان ترتاحي وانا كمان ارتاح.
كانت تتابع حديثه ببلاهه وصدمه مسيطره عليها... لا تُصدق ما يقوله.. ف هل يعقل أنه يقول لي أن انساه وانسى تلك اللحظات...!! ليس بهذه السهوله ان انساه.. ف انا أحببته حقاً وبصدق ولا اتخيل يوم يمر علىّ بعد الآن وهو لم يوجد به... كيف سيفعل بي هذا ويتركني بمفردي..!
ظلت صامته كالمُغيبه التي لا تعي ما يحدث حولها.. ل تفيق ع صوته وهو يردف...
-يلا ي صبا مفيش وقت.. اشوفك مره تانيه ان شاء الله.
تدفقت الدموع من عينيها بغزاره فور انتهاء جملته.. ف هذا حقيقي الآن ...!! من المستحيل ان يتركني بهذه السهوله..! كيف بعد ما جمعنا القدر سنتفرق..! هل يمكن انه كذب عليّ بشأن حبه وخدعني طيله هذا الوقت...!
اخذت تنظر له لتجدد الأمل بداخلها.. لكن وجدت ملامحه لا تدل ع شئ سوي أنه يريدها ان ترحل فقط...ضحكت بهيستريا وهي تمسح دموعها الخائنه قائله بسخريه...
- انا اتخدعت..! انت خدعتني بحبك ليا كل الوقت ده...!! انت ازاااي كده...!!! انا ازاي وثقت بواحد زيك خطفني وبيشتغل بالمافيا وبالشكل ده..!! تعرف أنت مش غلطان لأ انا الغلطانه... قلبي هو السبب ف اللي انا فيه دلوقتي.. طيب ليه خلتني احبك.. ليه خلتني اعيش معاك أجمل أيام حياتي رغم اني عارفه ان حياتك مش سهله... لي ربنا جمعنا ووقعنا ف بعض..!! انا صعبانه عليا نفسي اوي...! انا و... لم تكمل جملتها ف وجدته يمسك ذراعيها بقوه مقربها إليه بغضب ولوم وعتاب من كل ما قالته... كان سيود البوح بما ف قلبه لكن لم يجدر به ف اردف بقوه...
- انزليييي يلااااا ... وانتي عندك حق ازاي وثقتي ف واحد زيي رغم إنك عارفه شغله وكل حاجه عنه..! اهو انا اهو مطلعتش ندل وجبتك لحد بيتك.. المفروض تشكريني..! لو حد غيري مكنش عمل كده..! مكنش اتجوزك وملمسكيش زيي..!
نفضت يداه بقرف من حديثه ... لا تستوعب حقارته ووصوله لهذا الحد..! اخذت تهز برأسها غير قادره ع تصديق ما يحدث أصبحت لا تعي شيئاً حقاً... رمقته بنظره مصدومه غضبه وهي تنزل من سيارته بتهكم مبتعده عنه.. متجهه صوب منزلها بعد كل هذه المده.
تركته خلفها بحاله يُرثي لها وهو يتابع خطوات سيرها.. لا يصدق إنها سترحل وستتركه ..!! تجمعت الدموع بعينيه متذكراً حديثها ووجعها الذي شعر به بكل كلمه قالتها ليردف بألم كبير...
-سامحيني ي صبا ع كل الكلام اللي قولته ده..! انا عملت كل ده علشانك انتي...! انا عمري ما هكون أناني ف حبي.. اهم حاجه حياتك وأنك تكوني بسلامه دايماً... ف اقرب وقت لما اظبط كل اموري بوعدك اني هاجي وهاخدك من إيدك قدام عيلتك كلها.
كانت تسير بلا وعي تتذكر ما قاله...تعقد مقارنه بين مواقفها معه بالماضي وما قاله الآن.. لا كانت تتوقع أنه ندل وحقير بهذه الطريقه...! اقتربت من منزلها ببطئ.. مقربه من الباب... ليس لديها اي شغف او فَرحه بأنها ستقابل أهلها بعد هذا الفراق.. كلامها جعلها كالجماد ... اخذت تطرق الباب بضعف وهي لم ترى أمامها.. أصبحت الرؤيه معدومه... فتحت نيروز بهذا الوقت الباب ببلاهه ثوانيٍ وفزعت بصياح...
- صباااااااا... إلى أن سقطت ارضاً بهذه اللحظه مُسلمه أمرها إلى الله.
تابع من هنا: جميع فصول رواية العنيد بقلم الشيماء محمد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا