مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة دينا أسامة ؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل الخامس والثلاثون من رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المشوقة والمزيد من الرومانسية والحب فى سياق واقعى.
رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة - الفصل الخامس والثلاثون
رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة - الفصل الخامس والثلاثون
كيف أحبها بكل هذا العنفوان من دون أن أعرف عنها شيئاً!.. وكيف لا أعرف عنها شيئاً وأنا اعرف منها وبها كل الأشياء..
من كتاب ف ديسمبر تنتهي كل الأحلام للكاتب أثير عبدالله النشمي."
نعم فقد أسلمت نفسها إلى الله... مُستسلمه غير راغبه بهذه الحياه دونه... سقطت ارضاً مغشياً عليها وسط شهقات نيروز.... كانت نيروز بصدمه لا تُحسد عليها .. رؤيتها لها أخيراً بعد هذا الاختفاء بل وبهذا الحال... كانت لا تعرف ماذا تفعل... فقط صرخت بإسمها عندما وجدتها تسقط أمامها وهي بهذا الضعف والانهاك... ف هناك عيون أخرى كانت تترصد وتراقب ماذا يحدث... قفز سيف من سيارته فور رؤيته لها بهذه الحاله.... خفق قلبه بشده يُكاد ان تكون مسموعه من شدتها... حاله صدمه تملكت منه.. لا يعرف ماذا يفعل الان...!! يراها هكذا بسببه وحده ولا يستطيع أن يركض إليها.. يلتقطها بأحضانه.. تخفي بعيداً عن سيارته كي لا يراه احد او يعرف من هو...
فاقت نيروز من صدمتها وهي تنزل ع ركبتيها تبكي.. ترتجف.. وهي تلتقط جسدها بين يديها تصيح بها... فما لهذا القدر من خبايا..!! تراها بعد كل هذه المده بل وبهذه الحاله الغريبه... خرجت سلوى ع صياح نيروز بالخارج هاتفه بتعجب....
- ف ايه ي نيروز ي بنت.......!!!!!!....!!!!! نعم نعم عجز لسانها عن البوح بأي كلمه... تصمرت مكانها..شلت أطراف قدميها.. فقد رأت ابنتها أخيراً...!! هل هي ما تراه الآن حقيقي ام انها تحلم..؟!! اخذت نيروز تصيح اكثر بإسمها وهي تهز جسدها وتنادي بهم بالداخل .. تجمع حشد من الناس حولها وهم بقمه ذهولهم برؤيتهم لصبا... خرجت رنيم ع صياحها وهي تتجه صوب امها الواقفه صامته تائهه لتردف....
- في ايه ي ماما ايه الصراخ ده... ؟!!! لاحظت صمتها ونظراتها المُصوبه بمكان ما... ف نظرت هي الأخرى لترى ما تنظر اليه أمها.. وجدت نيروز من الخلف وبمقابلها شخص ما مُلقي وحشد كبير حولهم... لتصدم وهي تعيد نظرها إلى امها مردفه....
- ايه ي ماما خيررر...!!! نيروز برا ليه كده ومين اللي ملقحه دي..!! زفرت متعجبه لحال أمها وهي تتجه إلى نيروز... تضع يدها ع ظهرها وهي بالكاد ان تتحدث لكن صدمتها جعلتها تبقى بحاله صمت لثوانيٍ معدوده لتصرخ هي الأخرى بصبا وهي تجلس ع ركبتيها تلمس كل جسدها لتتأكد انها ليست تهيؤات.. اخذت تربت ع وجنتيها وهي تبكي بقوه صائحه...
- صباااا... صباااا... صباااا لأ فوقييي ي صباااا... حصللك ايه وكنتي فين ومختفيه عننا كل الفتره دي...!! صبا متعمليش فينا كده والنبي فوقييي وكلميناااا... انا ما صدقت ما شوفتك ورجعتيلنا تاني... حرام عليكي قومييي بقييي...!
لاحظت نيروز تجمع هؤلاء الناس لتصيح بهم بعصبيه كي يرحلوا.. ف رحلوا بالفعل متعجبين من حالهم واخذوها معهم الي الداخل مسرعين.. مغلقين الباب ورائهم بشده.
كان سيف بالخارج بحاله يُرثي لها لما حدث أمامه الآن.. فلا كان يتوقع أن يحدث معها هذا بسببه...!! لم يتوقع حالتها وما أصابها لما قاله...!! ترجل بخطوات بطيئه إلى سيارته... دلفها بحزن وهو يقودها مسرعاً محاولاً ان يخرج من هذا المكان.. حمل هاتفه يؤكد ع هؤلاء الشباب كي يراقبوا ذاك البيت جيداً كما قال لهم.
صرخت رنيم وهي تتجه إلى امها التي سقطت هي أيضاً مُغيبه بجانب ابنتها... صدمتها بوجودها جعلتها غير واعيه...
- ماماااا..... ي ماما... فوقييي ي ماما انتي كمان.
نيروز ببكاء...
- اتصلي بهشام وب اونكل فاروق بسرعه ي رنيم.
قفزت رنيم بلهفه وهي تلتقط الموبايل بين يديها تدق عليهم مسرعه.
بعد مرور نصف ساعه تقريبآ وصل هشام يركض إليهم بعدما أخبرته رنيم بوجود اخته.. ركض إليها بصدمه يتوجسها جيداً... لا يصدق ما يراه إنها الآن أمامه بعد كل هذه المده بل وبنفس اليوم التي قررت به أن ارحل بمحافظه أخرى كي ابحث عنها... تعجب لسخريه القدر حقاً اقترب اكثر محاولاً ايفاقتها هاتفاً بسعاده داخليه....
- صباااا... صبا ي حبيبتي فوقييي... ردييي عليناااا....وجد أمه أيضاً جوارها مُغيبه ليقترب منها بصدمه....
- ماماااا...!! ماما فوقييي.... فوقييي ي ماما... حصلها ايه ي رنيم.
رنيم ببكاء...
- زي ما قولتلك ي هشام عمل ما شافت صبا اغمى عليها من الصدمه ومش عارفين هي صبا ازاي رجعت كده.. انا مش فاهمه حاجه خالص... نيروز هي اللي كانت مع صبا برا بالوقت ده.
أدار هشام إليها بلهفه هاتفاً...
- قولي ي نيروز إيه اللي حصل.. وازاي صبا رجعت وكان إيه حالتها.
نيروز بصوت اشبه بالهمس...
- سمعت الجرس بيرن.. قومت افتح لقيتها ف وشي زي التايهه وبعدها بثواني اغمى عليها ومش عارفه ايه اللي حصل وهي كانت فين او ايه اللي حصلها.
رنيم ببكاء....
- هشام انت هتفضل واقف كده...!! اتصل بالدكتور فوراً.
هز رأسه ببلاهه... وحمل هاتفه مسرعاً يتصل به... وبالفعل بعد عده دقائق وصل الدكتور ومعه مساعده خاصه به... بدأت المساعده بفحص سلوى وبعدما انهت أخبرتهم بأنها تعرضت بصدمه وهذا ما سبب لها الإغماء... ف انخفض ضغط دمها واصابها هبوط حاد بالدور الدمويه لذا تعرضت للاغماء لكن بعد قليل ستفيق وستبقى بعافيه وع الجهه الثانيه انتهى الطبيب من فحوصاته ليخبرهم....
- متقلقوش ي جماعه ان شاء الله خير.. هي كويسه الحمد لله.. ده إغماء عادي من كتر التفكير او انها اتعرضت لحاجه صدمتها شويه ف ده حصل لكن ان شاء الله هتقوم بالسلامه.
أعطاهم الطبيب بعض الادويه ورحل مع مساعدته تاركاً ورائه هشام الذي كان يحدق بصبا بهلع بعض الشئ... لا يعلم أين كانت وكيف أتت ولما هذا الوقت خصيصاً...!!
نيروز ما زالت بِ صدمه ولم تفق .. كانت تتوجس كل إنش برفيقتها... لم تقتنع بوجودها...!! لاحظها هشام ليردف متعجباً....
- مالك ي نيروز... انتي كويسه...؟!!
هزت برأسها علامه للإيجاب وع النقيض الآخر كانت رنيم تجلس ع حافه الفراش تبتسم فقط وهي تجمع بذاكرتها تلك الليالي السعيده وانها ستتكرر... بل وأخيراً اتت ولم يصيبها شئ... ف كنت أشعر بأن هذه اللحظه اقتربت وأنها ستعود لنا ف العاجل وها قد حدث...! نعم أنها بعدت كثيراً ولم نعلم إلى أين كانت لكن اثق انها لم تمر بأي شئ سئ... بدأت بحمد ربها كثيراً ع نعمته هذه لتخرج من الغرفه ناويه ع الصلاه ركعتان شكر لربها.
وبعد قليل وصل رحيم هو الآخر.. يبكي! ...يبكي فرحاً بعوده ابنته المصونه اخيراً.... لم يُصدم مثلهم.. فقد اعماه الفرحه وغمرته السعاده ليجلس جوارها يقبل جبينها بسعاده هاتفاً...
- نورتي بيتك من جديد ي صبا.
أبتسم هشام هو الاخر وهو يزفر براحه لما هما عليه الآن ليردف فرحاً....
- أخيراً ي بابا رجعت بعد المده دي..!! لأ وترجع بنفس اليوم اللي قررت فيه اروح محافظه تانيه اشوفها...!
فاروق بسعاده....
- أهم حاجه إنها رجعت ي بني.. انا الفرحه مش سيعاني... ده انا هوكل البلد كلها بمناسبه رجوعها.
قهقه هشام بضحك قائلاً...
- طيب مش تطمن ع الحجه الوالده دلوقتي.
- ي بني اما أملي عيني من بنتي اللي حاسس اني مشفتهاش بقالي سنين وبعدين أمك هتروح فين... دي نفسها لما تفوق مش هتلاقيها تنام معايا اصلا...هتبقي صبا الكل ف الكل.
ارتسمت البسمه ع ثغر نيروز لتهتف هي الاخره بسعاده فقد فاقت الان واستوعبت أنها أتت وسترجع صبا الطفوليه وستبدأ مشاكستهم الجنونيه من الان ف صاعداً....
- انا مبسوطه اوي ي اونكل بجد برجوعها ... مش مصدقه نفسي حقيقي وقاعده عماله ابصلها وامسك ايدها علشان اتأكد انها موجوده ومش بتخيل.... ربنا كبير اوي ورجعها لينا سالمه بسبب دعائنا ليه دايمآ ومكناش بنستسلم وكنا واثقين فيه أنها كويسه وهي الحمد لله اهي زي الفل وهتفوق كمان شويه وهتحكيلنا ع كل حاجه حصلتها وايه سبب اختفائها كل الفتره دي وان شاء الله ترجع حياتها زي الأول وتبقوا أجمل أسرة.
طالعها فاروق بسعاده لما تفوهت به ليردف مبتسماً....
- الحمد لله ي رب الحمد لله.. بحمدك ويشكر فضلك.. هقوم دلوقتي اشوف سلوى عمل ما تفرق.
خرج إلى غرفته ليري زوجته ويطمئن عليها لتدلف رنيم إليهم قائله....
- انا اتصلت بخالتو وبلغتها ان صبا رجعت وأنها بخير... متعرفوش قد ايه فرحت وكانت طايره من الفرحه وهي جايه بالطريق اهو.
هشام بسعاده...
- طيب انا هقوم أبلغ مجدي إنها رجعت وخلاص بلاها دي سفريه... وهكلم بقيه الناس والصحفيين اللي استعنت بيهم علشانها وابلغهم .
امأت رنيم رأسها فرحاً وهي تجلس بجانب اختها تمسد ع شعرها بفرحه لا تُوصف هامسه ....
- أخيراً رجعتيلنا ي نن عيني.
ابتسمت نيروز لتنهض من مكانها تجلس هي الأخرى جوارهم بسعاده... ف عم المنزل البهجه والسرور من جديد بقدومها.
*******************************************
وع الجهه الأخرى بالفندق كانت نايا تبكي بحضن تسنيم وهي تسرد لها كل شئ من البدايه لتنهي حديثها بشهقات مرتفعه قائله....
- دد.. ده كان بيحاول يعتدي عليا ي تسنيم...!! وصلت بيه الحقاره انه يعمل كده..!! انا لازم أبلغ بابا فوراً ويعلمه الأدب ع اللي عمله... وربنا مانا سيباه ولاعيشه اسوء إيام حياته.
بدأت تسنيم بالربت ع ظهرها هاتفه...
- اهدي ي حبيبتي مش كده وان شاء الله هنشوف حل للموضوع ده... بس دقيقه ازاي لما دخلنا عليكي لقيناك لوحدك ع السرير ومفيش أثر لحد هنا.؟!
طالعتها نايا ببكاء صائحه...
- وانا ايييه هيعرفنيييي...!!! مش عايزه اسمع حاجه عنه ولا عايزه اتخيله حتى تاني... انا بكرههههه.. ربنا ياخددده.
- شش خلاص مش هجيب سيرته تاني بس عايزه اقولك رأيي ف حاجه كده بسيطه وي ريت تسمعيني كويس لأني هحكيلك من خلال تجربتي ووجه نظري.
امأت لها برأسها راغبه بسماع ما ستقوله لتطالعها تسنيم بهدوء هاتفه....
- بصي ي نايا انا من خلال ما حكتيلي عنه.. انا فهمت رغم أنه صايع وبتاع بنات إلا أنه بنفس الوقت عنده قيم ومبادئ ماشي عليها.. زي أنه مش بيجبر اي بنت ع حاجه هي مش عايزاها .. بتبقى برغبتهم وبموافقتهم هما.. يعني... اوقفتها نايا بقول....
- انتي اتجننتي ... ؟!!! وهل اللي هو قاله ده صح اصلاااا...!! كل كلمه قالها غلط بعد اللي عمله ده.
- متنسيش ي نايا انه فهمك انك جايه مع حد هنا تقضي وقت معاه وافتكر أمير حد جاي يقضي الليله معاك... يعني اكيد لما فهم كده اتصورله حاجات كتيررره وأنك بقى مطلعتيش شريفه زي ما بينتيله وحب يعلمك الأدب مش اكتر.
نايا بإستنكار...
- ي سلااام ايه الثقه دي...!! انتى ليه بتدافع عنه كده رغم إنك معرفهوش ولا تعرفي عنه حاجه...!
تسنيم : انا بتكلم بناءً ع اللي قولتيه كله من اول لقاء ليكم لحد ليله إمبارح... ف انا بقولك ع اللي انا حسيته مش اكتر.. كل كلامه اللي قاله ميبينش غير كده صدقيني وانا من عوايدي مبحبش حد يتظلم ف علشان كده انتي قولتي أنه بيتدرب مع عمو مدحت.. تقدري تستدعيه قدامه وتواجهيه وتعرفي منه احسن كده.
نايا بحنق...
- مفيش احقررر منه وابجح منه... والله لاعلمه الأدب... وعمري ما هسامحه حتى لو إيه تبريراته... ده واحد ف النهايه صايع فاشل وربنا هينتقم منه ع اللي بيعملوا ده.. الزنا ده من أكبر الكبائر عند ربنا وعمره ما هيسامحه عليها.
- اهدي ي حبيبتي انا مقولتش انك ملاك والكلام ده.. لأ انا بس بقولك وجه نظري وانا شايفه إيه من خلال ما حكتيلي بس انتي حره مع نفسك ي نايا.. يعني هو لو كان غاوي يعتدي عليكي زي ما بتقولي كان استغل الفرصه دي اوي اوي لما غمي عليكي لكن احنا دخلنا ملقناش ليه اثر وعلفكرا بقى هو كان باين عليه اوي لما جه يكشف عليكي هنا أنه خايف ومُرتبك اووي وكنت حاسه بحيره من عيونه لما شافك كده وتأكدت اكتر لما حكتيلي.
لم تستطع نايا سماع حديثها بعد ذلك لتصيح بوجهها قائله...
- مش عاوزه اسمع حاجه تاني لو سمحتي وي ريت تسيبيني لوحدي ياكش اموت هنا واخلص بقى.
نهضت تسنيم بحيره لامرها.. تخرج من غرفتها متجهه إلى أمير بغرفتهم .
دلفت تسنيم مُتعجبه وهي تجلس جوار زوجها الذي قفز من مكانه قائلاً بنبره متلهفه....
- نايا عامله ايه دلوقتي...؟!!!
تسنيم بتوتر...
- بص ي أمير انا هحكيلك ع حاجه بس اوعدني إنك تكون زي ما انت عاقل ومتتهورش والنبي.
أمير بقلق...
- ف إيه ي تسنيم.. قلقتيني!!
اخذت نفساً عميقاً للغايه وهي تسرد له ما حكته لها نايا لتنهي حديثها وهي تلتقط يداه بين يديها هاتفه بقلق...
- والنبي ي أمير وحياتي عندك ما تعمل حاجه دلوقتي..! استنى شويه لما نمشي من هنا ولما نايا ترجع البيت بالسلامه واحنا هنتصرف بس والنبي متنكدش عليها زياده ومتسألهاش عن حاجه علشان نفسيتها تحت الصفر... وحياه غلاوتي عندك لا تتكلم ولا كأني قولتلك حاجه.
كانت الصدمه ترتسم ع ملامحه وهو يزيل يداها مردفاً بنبره جعلتها تنتفض من مكانها بفزع...
- ودينييي ما انا سايبه والله لاموته ابننن ال.. ******* ماااشي يصبر عليا هو بس وانا هعرفه مين هي نايا المصري علشان بس يفكر يكلمها حتى لو كلمه.
تسنيم بتعلثم...
- وو.. والله.. انا بقى كده اللي غلطانه علشان حكيتلك وقولت هتتفهم وتفهمني بس من الواضح أن انا مش غاليه عندك اصلاً.
مسك ذراعيها بقوه يقبض عليهما بشده هاتفاً بإستياء وغضب....
- انتييي مش فاهمه هووو عمل ايييه... انتي اتجننتي ...!! ده حاول يعتدي ع اختي.. انتي فاهمه يعني اييييه.. وجايه تقوليلي أتفهم واتزفتتتت...! نفض يداها بعيداً عنه جعلها يختل توازنها لتسقط أرضاً بصدمه مُحدقه بالفراغ لما فعله.. فلا كانت تتوقع انه لم يتفهم ما قالته وسيتعصب هكذا بل وأنه تعصب عليها...!!
اخذ ينظر بكل مكان جانبه كالمجنون وهو يتذكر ذاك الشاب الحقير.. توعد له بالكثير وتلقينه درساً قاسياً لينظر أرضاً ببلاهه ليجد تسنيم مُلقاه ع الأرض وهي بالكاد ع وشك البكاء والانفجار... صنم مكانه وهو يجلس ع ركبتيه مسرعاً يمسك يديها بآسف مردفاً....
- آسف ي حبيبتي والله انا آسف مقصدش والله... انا بس اتعصبت من اللي حكتيه وده طبيعي.. دي اختييي..!!
طالعته بألم ولوم ع ما فعله لتكتفي بإبعاده عنها وهي تنهض من مكانها.. تمسح تلك الدموع مسرعه ترحل من أمامه... ركض أمير ورائها يحتضن ظهرها بحزن والم من أجلها.. فلا كان ينبغي أن يتعصب عليها وخاصهً بهذا الوقت... فيكفي عليها ليله أمس فلم تقضي ليله عرسها كما ينبغي ف انشغلت بنايا وتحملت كل هذا.. اخذ يقبل عنقها بحب هامساً....
- متزعليش منك ي توتي بقى.. انا آسف مره تانيه...! مقدرش اشوفك زعلانه بسببي ارجوكي سامحيني وبصيلي كده علشان اشوف عيونك الحلوين دول.
سمع صوت شهقات بكائها ليديرها إليه بفزع وخوف.. يمسك وجهها بين يديه قائلاً....
- معلهش حقكك عليا بس والنبي متعيطيش...! دموعك غاليه عليا اوي ومش عاوز اشوفك بتعيطي تاني.
لم تستطع منع بكائها ليلتقطها بأحضانه بألم.. يقبل شعرها وهو يتنهد بقول...
- ارجوكي سامحيني.. مقصدش اتعصب عليكي واعمل فيكي كده.
تمسكت به بِشده محاوله ان تمنع بكائها... توقفت عن البكاء ليبتسم أمير.. يمسك رأسها هاتفاً بخبث وهو يغمز لها...
- طيب ي جميل انا عاوزك ف حاجه ضروريه اوي حالاً.
فهمت ما يقصده لتركله بمعدته هاتفه بضحك...
- اتلم احسنلك... ويلا اتصل بحد يجبلنا الفطار علشان جوعت جامد واخر فرصه ليك علفكرا.. بعد كده لو زعلتني هتطلقني بنفس الوقت.. اتفقنااا.. ؟!!
ابتسم أمير بخبث وهو يمسك يديها.. يجرها ورائه قائلاً...
- طيب اتفقنااا بس تعالي اقولككك.... جرها معه إلى الداخل وهي تضرب به بضحك كي يتركها... ***************
****************************************
- ليلى....!!
ردت ليلى بتعجب...
- ايوه ليلى ي يحيى.. هتفضل موقفني ع الباب كده كتيررر... ؟!!
- انتي عرفتي مكاني ازااي..!!
تدخل اثر حينها قائلاً...
- انا ي يحيى وسلام دلوقتي علشان تعرفوا تتكلموا مع بعض ع انفراد.
رحل أثر تاركهم يتبادلون النظرات فقط لتهم ليلى بالدلوف بضيق وهي تضع يديها أمام صدرها فور دلوفها صائحه...
- ممكن اعرف مبتردش ع الزفت التليفون ليبي...؟!!
طالعها يحيى بإشتياق نوعاً ما.. فقد اشتاق لعفويتها بالحديث معه ودلالها الذي كان يجننه ماضياً والي الآن أيضاً.. فلم يتغير شئ.. فهو مثلما كان يغير عليها من الهواء.. وهذا أقرب مثال لحبه لها الازلي دون أن يعلم أنه يكْن لها كل هذه المشاعر ليتجه إليها بإستياء وغيره مردفاً...
- انتي إزاي تسمحي لنفسك تتصلي باثر وتاجيلي هنا لحد البيت...!!
عقدت ذراعيها ع خصرها صائحه بحنق...
- إحنا ف إيه ولا في إيه...!! بقولك ليييه مش بترد ع اتصالاتي ومتجاهلني الفتره دي ومش انا لوحدي.. لأ دي دهب كمان مبوزه منك ومش عارفه ليه.. ممكن افهم فيك ايه بالظبط... ؟!!
ابتلع ريقه بتوتر قائلاً...
- نزلي ايدك ي ليلي وتكلميني بإسلوب احسن من كده.. وحكايه الاتصالات دي ف انا تعبان ومُجهد ف مش برد ع حد الفتره دي.. علشان كده بعدت شويه.. لكن متوصلش لجنانك إنك تتصلي بأصحابي وتسأليهم عليااا.. ده غلط!.. غلطه ومتتكررش ي ليلي.
رمقته بإستهزاء لحديثه فلا تصدق ما يقوله لتردف بثقه...
- بس انا بقى مش حاسه ان اللي بتقولوا ده صحيح...!! وع العموم انا جايه اقولك انا عارفه انى محملاك فوق طاقتك وانت نفسك مش عارف تحدد إنت عاوز ايه او بتحب إيه ف انا ي يحيى هسافر لماما وهستقر هناك معاها افضل من العيشه دي.. ومحرراك مني خالص علشان انا مش حاسه بحبك ليا ولا اهتمامك.. وكأني نزوه ف حياتك ولا كأننا بقالنا سنين مع بعض ع الحلوه والمُره والسنين دي غيرت فيا كتيرر للأحسن بسببك.. بشكرك عليها لكن مش هقدر اكمل بالعلاقه الفاشله دي آسفه.
وما أن انهت حديثها وجدته يجذبها إلى صدره بعنف يهز رأسه غير راغباً بسماع ما تقوله يصرخ بها قائلاً....
- بااااس... بااااس.. انا بحبك ي ليلي وعمري ما هقدر استغني عنك وانتي فاهمه غلط.. وموضوع السفر ده استحاله ولو حابه اكتب عليكي دلوقتي هكتب ي ليلي ومعنديش مانع... انا عايز اقولك اني عمري ما حسيت بالاحاسيس الغريبه دي إلا لما بشوفك انتي.. جايز الفتره اللي فاتت كنت تايه حيران.. مش عارف انا عاوز إيه.. لكن اكتشفت إني مبحبش إلا انتي.. انتي الوحيده اللي سمحت لنفسي اتكلم معاها بأريحيه واقرب منها بالشكل ده وكل السنين دي.. تاجي تقوليلي هسافر وهسيبك وهريحك مني...!! لأ تبقى بتحلميي بقى.. انا عمري ما هسيبك حتى لو اضطريت اعمل ايه علشان تبقى جنبي وليا.. انتي فاااهمه...!!
كلماته.. نبره حديثه.. ما تفوه به وقع عليها كالصاعقه.. فلا كانت تتوقع أن يقول مثل هذه الكلمات لها بيوم من الأيام رغم أنها كانت خطيبته لكن لم تتوقع أن تسمع منه هذه الكلمات العاشقه واعترافه بالحب لها.. كانت تحاول السيطره ع جسدها بين يديه لكن لم تستطع ف ارتجف جسدها بتذكرها ما قاله منذ قليل.. فاق يحيى ع ارتجافه جسدها بين يديه ليبعد يديه عنها وهو يحمحم بتوتر قائلاً....
- اا.. انا اا.. آسف.. مقصدش.
تنحت بعيداً عنه غير مقتنعه بكل ما قاله الآن...!! شعرت بحرارة تسري بجميع أنحاء جسدها جعلها تحدق به بصمت.. ليردف هو قاطعاً صمتها....
- تشربي إيه ي ليلي..؟!
اقتربت منه مجدداً ناظره بعينيه هاتفه ببلاهه....
- هو اللي انت قولته دلوقتي من قلبك وحقيقي ولا بتراضيني..؟!
طالعها هو الآخر ببلاهه ليردف...
- اول مره اكون صادق مع نفسي زي دلوقتي ي ليلي...!! معرفش انتي عملتيلي ايه..!
انفرجت شفتيها بإبتسامه واسعه لتأكيد ع ما قاله كادت ع وشك احتضانه لكنها خجلت.. ف ابعدت وهي تحمحم بهدوء.. جعلته يبتسم بسعاده وفخر بها... فهي الان وصلت لهذه المرحله بسببه... علمها اشياء كثيره ومنها أنها لم ينبغي عليها إلا تلمسه او اي رجل اخر غير يحل لها لأنه مخالف للشرع رغم أنها متحرره الأصل وكانت تقيم بالخارج ولم تفهم ما كان يقوله لكنها تلقت منه هذه النصائح بقبول وبدأت تعمل عليها جيداً وها هو قد تحقق مراده بأنه سيجعلها مثلما أراد ليردف بإعجاب وتقييم...
- مبسوط بيكي ي ليلي وأنك قدرتي تستوعبي حاجات كتيره انا علمتهالك... فخور بيكي وعمري ما هلاقي احسن منك ف الدنيا لو لفيتها كلها.
ابتسمت ليلى بسعاده لكل ما قاله هاتفه...
- مش هكدب عليك واقولك ان الحاجات كانت سهله عليا.. بالعكس دي كانت أصعب عليا من مواد الثانويه هههههههه بس كلامك لمس قلبي وحاولت أصلح من نفسي وابقي حد تاني علشانك وعلشان ديني واخرتي.
يحيى بفرحه...
- طيب انا هدخل اجيب عصير ليا انا وانتي حالاً... دقيقه.
ليلى بنفي ...
لأ مش عايزه.. انا دلوقتي هروح علشان مينفعش اكون هنا.. انا بس حابه اعرفك اني جيتلك بعد محاولات كتيره من اتصالاتي ومردتش ف قلقت عليك مش اكتر ودلوقتي الحمد لله اطمنت ف اقدر امشي.
يحيى بتوتر وقلق...
- طيب وموضوع السفر ده...!!
ليلى بخبث...
- مااله ... ؟!!
حمحم بتوتر مردفاً....
- يعني هتصرفي نظر عنه خالص...؟!
اكملت حديثها بنفس ذاك الخبث مردفه...
- إنت شايف إيه... ؟!!
طالعها بإبتسامه ترسم ع شفتيه قائلاً...
- شايف كل خير ان شاء الله.
ابتسمت وهي ترحل تتركه بحاله يُرثي لها ولأول مره.. فقد جعلته كالطفل حقاً.. فقد تناسي غضبه من أمه وما فعلته وتحول لشخص آخر بمجرد الحديث معها بدقائق معدوده... هل يمكن كل هذا الحب ي تُرى...!!!!
****************************************
كانت لمار تجلس بمنزلها تتذكر كلماته وتصرفاته... فقد شعرت بصدق كل كلمه قالها.. لا تعلم متى تغير ولما وهل تغير لأجل ما يقول...؟!! لكنها متأكده أنه تغير.. ف شعورها اوصلها هذا... فهو الآن ترك لها الخيار بمفردها ولم يجبرها ع الزواج.. هذه فرصه جيده نعم لكن لما لا اود ان ارحل بعيداً عنه او ادعه يتركني ولم يتشاكس معي بعد الآن..!! لما خائفه ان اخسره وابعده عني..!!.. خرجت من تفكيرها وهي تعنف نفسها لما تفكر به لتهتف...
- انا إيه اللي بفكر بيه دههه...!! ازاااي بفكر بحد زيه كده.. اصلا إزاي واثقه فيه لحد الآن ومش قادره اكلم حد واقوله ع كل اللي عمله...!! إزاي غبيه كده ومُتسامحه مع حد زيه...!! هل ممكن اكون حبيته...!! لأ لأ احب مين.. احبه إزاي...!! انا استحاله أحبه ده اكتر حد عذبني وهاني ف حياتي ومش هقدر اغفرله اي حاجه عملها حتى لو اتغير فعلاً للأحسن.
وبمكان آخر كان يجلس سيف الحديدي مع مجموعه رجال غريبه الشكل.. ف يبدو أنهم زعماء مافيا ف أشكالهم تدل ع هذا ليردف شخص بقول...
- طيب كلنا اتفقنا ع المهمه إلا إنت ي سيف...!! ممكن أعرف انت عاوز ايه بالظبط..؟!
سيف بنفاذ صبر...
- انا قولت اللي عندي.. انا جاي علشان مهمه تانيه خالص.. مش جايبيني علشان اتاجر بأعضاء ناس.. انتو اتهبلتووااا شكلكم.. انتو ناسيين إننا بنشتغل بتهريب الآثار والمخدرات...! مش بتجاره الأعضاء.. انا استحاله ابقي ف المهه دي وده اخر كلام عندي.
- إنت بتهددنا ي سيف بقى...!!
سيف بذعر...
- والله اعتبروها زي ما تعتبروها بس انا مش هشارك بالمهمه دي.. شوفوا حد غيري.. يلا مع السلامه.
- اقعد ي سيف واهدي خلااص المهمه دي ملغيه وركز بقى معانا بالباقي علشان نخلص.
زفر سيف بإختناق وهم يتبادلون الأحاديث وفور انتهائهم نهض سيف من مكانه قائلاً بشموخ...
- طيب تمام ان شاء الله هتكمل.. مع السلامه.. رحل واتجهه إلى سيارته بغضب لما يحدث حوله.. فهذه الوظيفه لم تكن له مطلقاً لكن هذا قدره أن يعمل بهذه الوظيفه التي تُخِرج شبابها دون قلوب... برغم عمله لكنه لديه قلب نقي وصافي ولم يؤذي احد بيوم من الأيام.. لم يعرف متى سيخرج من هذه الوظيفه ويتوب إلى الله ويعيش حياه آمنه سالمه مع رفيقه دربه.. تلك الحمقاء التي يدعيها بها... وعد نفسه بأنه سيتبدل قريباً وسيبقى احد آخر وسيعود لها ليأخذها معه الي عالم أحلامهم البسيطه.
*******************************************
كانت رُقيه تعمل بشركته لتجد اتصالاً منه... نهضت من مكانها مسرعه تترجل للدلوف إليه هاتفه بإحترام...
- خير ي مستر نادر... ؟!!
نادر بتعجب...
- مردتيش ليه...!!
رُقيه بتوتر....
-.. هوو.. الصراحه انا جيت اشوف حضرتك عاوز إيه علطول.
نادر : انا كنت هقولك إنك تجيبي الملف اللي جهز معاكي إمبارح.
رُقيه بإيماء...
-طيب تمام ثواني وهيبقي عند حضرتك.
خرجت مسرعه تجلب ذاك الملف لتأتي به متجه إليه.. تعطيه إياه قائله...
-اتفضل حضرتك... اي أوامر تانيه؟!
هز رأسه علامه للنفي.. لتهم بالرحيل إلى عملها لكن استوقفها متسائلاً...
- مبسوطه بالشغل هنا ي آنسه رُقيه؟
استدارت إليه بوجهها هاتفه...
- آه الحمد لله ي مستر نادر.
- طيب انتى حاسه إنك بتيجي ع مذاكرتك بسبب الشغل ولا عارفه توفقي ما بينهم.
- الحمد لله عارفه اوفق بينهم كويس.. متقلقش حضرتك.. انا استحاله اجي مكان شغل كبير زي ده ومكنش قد الثقه او أهمل.
نادر بإعجاب مجدداً...
- برافو.. احييكي ع إنك قادره توفقي ما بينهم وع ثقتك.
رُقيه بإبتسامه بشوشه...
- شكراً لحضرتك عن ازنك.!
خرجت من مكتبه بسعاده بعض الشئ.. شعرت بأحترامه لها الواضح من خلال تعامله وأيضاً نظراته... لا تعرف لما تشعر بالفرحه عندما تتحدث معه أو عندما يمدح بها..!! جلست مكانها وهي تخرج كل ما برأسها بهذا الوقت كي تعمل جيداً..
وع الجهه الأخرى كانت كارما تجلس جوار امها وابيها وهي تهتف...
- ماما.. بابا... فرح شدوي صاحبتي النهارده وبفكر أروح لأنها هتزعل مني اوي علشان مرحتلهاش بأي حاجه عملتها.. ف رأيكم ايه؟
رحيم بتأييد...
- طيب ي حبيبتي روحيلها علشان متزعلش ولو عايزه نادر يروح معاكي هكلمه واقوله.
كارما : لأ ي بابا.. مش عايزه اشغل نادر بحاجه تخصني زي دي وملوش لزوم يعني.
رجاء : عندك حق ي كيكي ملوش لزوم انتي تقدري تروحي لوحدك بس متتأخريش.
كارما بفرحه...
- أكيد لأ ي ماما.. انا بس هوريلها وشي وهرجع.. يلااا باي هروح اكلم بقيه الشله وابلغهم إني جايه بعد فتره العزل دي كلها.. هههههههه.
نهضت واتجهت إلى غرفتها وسط نظراتهم بالأسفل لها بسعاده ليردف رحيم...
- ربنا يديم عليها سعادتها.
رجاء : آمين ي رب.. هقوم اكلم اخويا شكري شويه.
نهضت ورحلت هي الأخرى بينما هو كان شارداً يفكر فقط بهذه الحقيقه الذي يريد الإفصاح عنها بأقرب وقت قبل أن يحدث شئياً اخر يندم عليه.
**********************************
وصلت فاتن هي وماجد المصدوم نوعاً ما لكن فرحاً أيضاً بعودتها أخيراً لِ يولجوا إلى الغرفه... نهضت نيروز لتجلس فاتن مكانها، جلست فاتن وهي تتحسس وجهها من هول الصدمه فلا كانت تتوقع أن تظهر فجأه هكذا..!! احتضنتها وهي مُسطحه ع الفراش.. تبكي بسعاده لرؤيتها.. وايضاً ماجد الذي ارتسم ع ثغره البسمه لرؤيتها.. ف هو قد اشتاق لها... ليس كما تفكرون ي رفاق..! هو كان يعتبرها اخته وصديقته الصدوقه.. كان يحمل معها جميع أسراره إلا سراً واحداً أنه يعشق اختها..! هل يمكن ي إلهي إنها عادت بعد هذه المده لكي أصلح غلطتي واعتذر لها واخبرها بكل ما ف قلبي تجاهها وتجاه رنيم..!!
بِ رغم سعادتها برجوع اختها... ا إلا أنها توترت كثيراً بشأن علاقتها هي وماجد... ف هل ممكن ان يتزوجوا...؟!! هل ممكن ان ترجع علاقتهم كما كانت...!! هذه الأفكار جعلتها تنهض من مكانها بشرود..، تبعد عن الغرفه محاوله عدم الظهور أمامهم وهي هكذا، لاحظها ماجد ف كان يتابع كل شئ بها.. ليُصدم من تغير ملامحها وخروجها بهذه الطريقه..! لم يشعر برجليه إلا وهي تركض خلف رنيم ليوقفها قائلاً...
- رنيم استنى... خير انتي كويسه؟!!
أدارت وجهها إليه هاتفه بنبره جامده...
- آه كويسه..!
لم يصدق ما قالته.. فما يبدو عليها أنها مُنزعجه لسبب ما..! ابتلع ريقه بتوتر وهو يقول...
- دايماً ي رب... فين خالتي وعمي فاروق اسلم عليهم.
كادت ان ترد لكن صمتت عندما وجدت هشام يتجه صوبهم بجديه كعادته مردفاً بحزم موجهاً حديثه لأخته...
- صبا فاقت ي رنيم ولا لسه؟
كانت رنيم تنظر لكليهما بقلق من نظراتهم لبعضهم البعض.. خشت ان يحدث أي شئ بينهم مجدداً لتسرع بالرد...
- لأ لسه ي هشام بس ان شاء الله هتفوق.
تنهد ماجد بضيق، ليدير وجهه ليرحل لكن توقف مكانه مصمراً عندما سمع ذاك الفظ هشام يوبخ رنيم مردفاً...
- إيه موقفك معاه..!! متقفيش معاه تاني انتي فاهمه.؟!
صمتت مجدداً عندما لمحت ماجد مصمراً مكانه.. أدار ماجد وجهه بنفور.. يقترب من هشام بغضب قائلاً...
- ومتقفش معايا ليه ي بن خالتي..!! إيه هتجبرها ع حاجه هي مش عايزاها؟!
كور هشام يديه بإستياء لرده بدلاً منها..، حاولت رنيم جاهده ان تطلف الأجواء لتمسك يدين أخيها هاتفه...
- تعالي معايا ي هشام عايزاك بموضوع.
طالعهم ماجد بإبتسامه ساخره ليهتف...
- إيه مبتردش ليه يعني ي بشمهندس..!.. هو عيب يعني ان بنت خالتي تقف تتكلم معايا..!! ولا بقى دي حاجه مُحرمه بسبب تفكيرك ده..! لم يمهله هشام من الاكمال.. انقض عليه يمسك ياقه قميصه بغل ظهر بعينيه صائحاً...
- اخرررص خاااالص... وإياك تتجرأ تكلمني تاني أو توجهلي اي كلمه علشان ساعتها مش هرحمك.. انا ماسك نفسي بالعافيه دلوقتي علشان اختي اللي جوه دي اللي رجعت بعد المده دي ومش عايز اقلب البيت عليهم ميتم... عايزهم يفرحوا شويه زي الناس.. ويكون ف علمك إن كنت بتفكر إنك ترجع لصبا او تكملوا وتتجوزوا ف ده أنساه لأنه مش هيحصل.. خطوبتكم هتتفسخ وعمر ما هيكون ف علاقه ما بينكم انت سااامع..!!
افتر عن وجهه إبتسامه تحمل معنيين..ف بكلام هشام وتهديده وتجرأه ع ما يفعله الآن زاده غضب واشتعال لكن فرح من قلبه لما قاله وان هذه العلاقه لم تكتمل..، استغل هذه الفرصه فلا توجد فرصه كهذه من وجه نظره..، طالع رنيم بنظرات عاشقه ليردف بهيام...
- عندك حق العلاقه دي مش هتكمل لأني بحب حد غيرها ومش هاجي ع نفسي وع صبا وع الطرف التالت بسبب الجوازه دي.
لم يستطع هشام التحكم بنفسه بعد ما قاله هذا المتغطرس، لكمه بوجهه مره تلو الأخرى لما قاله وبجاحته،.. لم تستطع رنيم ان تفسر ما يحدث او ما قاله الآن..! كانت كالصنم واقفه يتردد بإذنيها ما قاله منذ قليل.. هل يُعقل..! لا تعرف لما شعرت بنغزه بقلبها بأنه يحب احد ما واخفي هذا الموضوع وضحك ع اختها وأيضاً فتت قلبها واوجعها.
خرجت نيروز بصدمه وهي تراهم ممسكين ببعضهم البعض يتشاجرون بجديه.. اقتربت مسرعه تبعدهم هاتفه...
- حرام عليكم ف إيه؟!! انتو هتفضلوا كده كتيرر..!! حتى مش مهنيين الواحد ع فرحته النهارده برجوع صبا.
ماجد بغل...
- قولي الكلام ده للبيه اللي هيفضل طول عمره كده وعمره ما هيتغير... انا هسكت دلوقتي بس والله اللي عمله ده كله مجمعهوله... ومش هسامحه عليه..
صاح هشام بحنق يبوخه بإبشع الألفاظ.. لتخرج فاتن ع صياحه وأيضاً فاروق متجهين إليهم.
فاروق بتعجب...
- خير ي ولاد حصل إيه؟!!
فاتن بقلق...
- خير مالكم؟
هشام بصياح...
- مش عاوز اشوفه هنا تاني انتو فاهمينننن... مش عاوز اشووووفه.
ماجد بسخريه...
- قال انا اللي عاوز اشوفك...! ف ستين داهيه ده انا كل ما بشوفك كأني شفت ابو لهب.
بالكاد كان هشام ع مقربه منه مجدداً متهجماً لكن توقفوا جميعاً عندما اصُدر من الداخل صياح صبا المتكرر بإسم..
- سيي.. سيففف... سس.. سيففف!!
تابع من هنا: جميع فصول رواية العنيد بقلم الشيماء محمد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا