مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والروايات الرومانسية في موقعنا قصص 26 مع رواية جديدة من روايات الكاتبة دينا أسامة ؛ وسنقدم لكم اليوم الفصل السابع والثلاثون من رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة هذه القصة مليئة بالعديد من الأحداث والمواقف المشوقة والمزيد من الرومانسية والحب فى سياق واقعى.
رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة - الفصل السابع والثلاثون
رواية بالقدر نلتقى بقلم دينا أسامة - الفصل السابع والثلاثون
صرخت كارما بفزع وجسد مُرتجف لرؤيتها لذاك الشخص ينزف بهذه الطريقه لتصيح بهم بنبره خائفه متلهفه...
- ده بينزززف اووووي، لازم نوديه المستشفى..!
كان نادر هو الآخر بحاله عجيبه، ف كان قلبه ينبض بشده، لا يعرف لما كل هذا القلق الذي سيطر عليه، فاق ع ماجد الذي كان يردف...
- يلا ي نادر بسرعه خده معاك ع المستشفى انت وكارما وانا هتصرف ف العربيه دي.
امآ له نادر دون وعي، ليقترب منه يحمله وتساعده ف ذلك كارما، ادخلوه سيارتهم وركبوا مسرعين متجهين لأقرب مستشفى.
أما ماجد تفوه بحزن ع ذاك الشاب وما حدث معه، دعي الله أن يتعافى ولا يصيبه مكروه، دق ع بعض من أصدقائه الشرطيين ليأتوا ويساعدوه ف ازاله تلك العربيه ومحو اي آثار لها.
بعد وقت قليل وبفضل أن نادر أسرع بقياده السياره كي يصل إلى أي مستشفي بأسرع وقت من أجله، دلف هو وكارما حاملينه بإضطراب هما الاثنان، صاح نادر بكل ما حوله كي يدلفوه إلى غرفه الرعايه المركزه ف كانت حالته حقاً حرجه وهذا ما جعله هو وكارما يشعرون بقلق وخوف، وبعدما ادلفوه إلى الغرفه بعد محاولات عُده كي يفحصوه ، وقفت كارما بجوار نادر بحزن كبير! نظرت لاخيها قائله..
- ي ترى هو هيكون كويس؟! انتظرت ثواني لتهتف متسائله بتعجب...
- ه.. هو ليه أنا خايفه عليه لأحسن يجراله حاجه وكأنه قريبه او حد اعرفه؟!!!
طالعها نادر هو الآخر وكأنه كان يود سؤالها هذا السؤال أيضاً ليقول بحيره...
- انا كمان ي كارما من بعد ما شفته وهو بالحاله دي وانا قلقان وخايف عليه.. خايف عليه لأحسن يجراله حاجه وكأنه حد قريب مني اوي..!
لم تعرف كارما بما تقول بهذا الوقت، فخوفهم ليس مُبرر لهم لكن اكتفت بقول...
- ان شاء الله خير، ربنا يقومه بالسلامه ويحفظه لاسرته وأهله وزوجته لو كان متجوز.
مر عليهما ساعتان وأكثر وهم ع هذه الوضعيه، لم يملوا حتى لضياعهم ذلك الوقت ووقوفهم بهذه الطريقه من أجل شخص لم يعلموا من هو، لكن كل ما كان يهمهم ان يطمئنوا عليه، ليخرج الدكتور بهذا الوقت متجهاً إليهم متسائلاً...
- انتو قرايب المريض؟
تبادل كل من كارما ونادر نظرات إلى بعضهم البعض بصمت وتعجب قليلاً، ف خرج نادر عن صمته هاتفاً بقلق...
- ايوه ي دكتور خير طمنااا!!
- طيب بسرعه حد فيكم تكون فصيله دمه B ياجي يتبرعله بسرعه علشان فقد دم كتير.
عجز نادر عن النطق بأي كلمه، فلم تكن فصيله دمه مثله كي يتبرع له!!.. فماذا سنفعل الآن؟! لكن أسرعت كارما بالرد قائله...
- انا فصيله دمى B ي دكتور وجاهزه اتبرع.
تعجب نادر من إنها تحمل نفس فصيلته ليردف...
- انتي B ؟!!
- ايوه انا B وانت A ايه ناسي ولا ايه؟!!
استعجلها الطبيب لتدلف معه مسرعه هي الأخرى، راغبه بمساعدته كي يبقى ع قيد الحياه.
وف هذا الوقت خرج نادر من المستشفى ليجلب لها أي عصير لأنه يعلم انها ستفقد جزء من دمائها، ليأتيه إتصال مفاجئ، حمل هاتفه ليفتح وهو يقول...
- ايوه ي بابا.
- انت فين ي نادر انت واختك..؟!! اتأخرتوا لي كده!
لم يعلم نادر لما أراد أن يبوح له بما حدث، فلم يشعر بنفسه إلا وهو يسرد له كل ما حدث بعدما خرجوا من قاعه الزفاف إلى الآن، أنهى حديثه هاتفاً ..
- ربنا يقومه بالسلامه ي بابا، ادعيله علشان دي كانت حالته صعبه اوي.
لم يمهله رحيم من الانهاء من حديثه ليسرع متسائلاً...
- انتو ف مستشفي ايه دلوقتي؟؟
- ******* خليك انت ي بابا، احنا بعد ما نطمن عليه أن شاء الله ويفوق هنرجع انا وكارما.
رحيم بإصرار : انا جايلكم ي نادر، يلا سلام، أغلق معه ليزفر نادر بتعجب وهو يتجه صوب ذاك المحل يشتري منه علب عصائر مغلفه وبعض من الشكولتات، أخذهم ودلف المستشفى مجدداً.
*************************************
كل عيب أحبه فيك ، إلا غيابك.
- محمود درويش
تسللت رنيم من بينهم، تتجه الي غرفه اختها، شرعت بطرق الباب مره تلو الأخرى لتجيب صبا بالداخل...
- مين؟؟
رنيم بلهفه...
- انا ي صبا، افتحيلي ي حبيبتي اقعد معاكي وتحكيلي ع كل حاجه مريتي بيها وكنتي فين، بصي وعد أن كل اللي هتحكيه هيبقى بيني وبينك لو مش عايزانى اقوله لحد بس افتحي علشان اطمن واعرف اي جرالك طول الفتره ده!
صمتت صبا بُرهه لكن لم تجد من المشكله ان تحكي لها وتفضفض عن كل ما حدث وخاصهً أنها ستصدقها بكل ما تقوله لأنها الوحيده التي تعلم أنني كنت أراسل شخص مجهول عبر الإنترنت، نعم ستُصدم بدايهً من فكره أنني رأيته بالفعل وتزوجته واحببته دون أن اعلم من هو..!! لكن هي أفضل من يعلم الآن، نهضت صبا من مكانها وفتحت لها لتدلف مسرعه وهي تغلق الباب خلفها هاتفه...
- بصي انا عارفه ان في حاجه غريبه ف حكايه غيابك الفتره دي وشكلها حاجه كبيره مخلياكي خايفه تقوليها، صبا انا اختك يعني ستر وغطا عليكي، احكيلي ي حبيبتي كل حاجه حصلت واختفيتي روحتي فين بالظبط وايه اللي مريتي بيه وازاي رجعتي تاني..!! انا مش هجبرك ع إنك تحكي بس جايز لو حكتيلي ترتاحي وبصراحه انا عايزه اعرف إيه الحكايه علشان اطمن وأرتاح.. وبصراحه فكره الاختفاء الغريب ده والرجوع الاغراب ده موترني، بالله عليكي متسكتيش واحكيلي ع كل حاجه وانا والله بوعدك لو انتي مش عاوزاني اتكلم مش هتكلم، وي ستي لو مش مصدقاني، أقرب مثال ليكي اهو لحد الان محدش يعرف إنك كنت بتتواصلي مع حد مجهول ع النت وكنتي كمان مُعجبه بيه، وانا الوحيده اللي كنت اعرف وصارحتيني بده وفضل سر بيني وبينك لحد الآن حتى رغم ان كنت عارفه أنه غلط بس سكتت وا... صمتت رنيم عن استكمال حديثها عندما رأت صبا ف حاله أشبه بالانهيار عندما وجدتها تجلس ع السرير والدموع تدفق من عينيها بغزاره جعل قلبها ينتفض بفزع وهي تقترب منها تجلس مقابلها مُردفه بلهجه متوتره...
- صبا..!! صباا بتعيطي ليه، إيه اللي حصل؟!! كفايه ي صبا واحكيلي وحياتي عندك، متوجعيش قلبي وتخليني اخاف عليكي.
طالعتها صبا بنظره مؤلمه وهي تهتف من بين شهقات بكائها...
- هتصدقيني ف اللي هحكيهولك؟!
هزت رنيم رأسها مسرعه علامهً للإيجاب وهي تمسد ع شعرها بحنان، ابتلعت صبا تلك الغصه المريره وهي تهتف...
- هتصدقيني لو قولتلك ان الشخص اللي كنت بكلمه من سنتين ع النت قابلته ع الواقع؟
تسمرت رنيم مكانها بعدم فهم لما تقوله لتردف راغبه بتوضيح لها اكثر من ذلك...
- مش فاهمه ي صبا؟!!
حاوطت صبا شعرها بين يديها بألم وهي تمسح دموعها، تنهض بإراده قويه، راغبه ف قول كل شئ بقلبها لتبدء بسرد لها منذ ذاك اليوم عندما ذهبت كي تجلب فستانها بدلاً من ماجد وما مرت به إلى أمس..!
صمت، صمت، صمت.... صمتُ ساد الغرفه بعدما انهت صبا سرد لها كل شئ، كانت رنيم كالمُغيبه وهي تهز رأسها بصدمه غير قادره ع تصديق كل ما قالته...! فهذا لم تراه إلا فيلماً وسيناريو لم يحدث ع ارض الواقع..! لم تراه سوي غير ذلك وهذا ما جعلها تردف بعدم إقتناع لكل ما قالته...
- اا.. أنتي بتهزريي صح؟!!
طالعتها صبا بنظره ساخره لعدم تصديقها... فلما تلومها، ف هي أيضاً كانت لا تتوقع ف يوم من الأيام ان يجمعهم القدر ويتزوجون وتقع ف حبه إلى أن يصل بها الأمر أن يتركها بعدما عشقته وصدقت حبه لها، نعم فقد خدعها بسهوله، لتهز رنيم رأسها نافيه ما تقوله، إلى الآن لم تستوعب اي كلمه مما قالتها، نهضت من مكانها تقف أمامها وجهاً لوجه تعيد سؤالها مجدداً...
- صبا انتي بتهزرييي؟؟؟ صبا انا مش مقتنعه ولا مصدقه كل اللي قولتيه..! صبا انا حاسه إني توهتتت، صبا رديي عليا علشان انا حاسه ان هيجرالي حاجه من بعد اللي قولتيه.
تركتها صبا وهي تجلس بأحد الكراسي، تُخرج زفيراً بقوه، دل ع ألمها لتهتف بإبتسامه باهته...
- اهو اللي كنت عاوزه تسمعيه ي رنيم...! ارتاحتي بعد اللي قولته؟!! أظن إنك مصدومه ومش مصدقه اللي جرالي! بس يلا بقى ما حياتي بقت لعبه وزي الأفلام..!
جلست رنيم بصدمه، تضع يديها ع رأسها محاوله استيعاب ما قالته... فمثل ما قالت أنها تشبه الأفلام والحكايات، لكن واقعياً هذا ما جن جنونها..! نظرت لأختها بعدم قدره ع التحلي بالثبات وهي تردف...
- يعني دي حقيقه...! انا حاسه اني بحلم!! صبا هو انتي اتصدمتي زيي كده؟!
صبا بتنهيده ساخره ...
- انا اتدبحت..!
عبثت ملامحها لتقترب اكثر منها قائله...
- هو انتي حبتيه فعلاً ي صبا قبل ما تعرفي أن هو نفسه اللي بتكلميه ولا كنتي بتكرهيه ع خطفه ليكي؟!
ابتسمت بترنح وهي تجيبها كالطفله البلهاء، متداركه ما حدث لتردف...
- انا حبيته من اول ما عيني جات ف عينه..! مكنتش بقتنع بالحب من اول نظره وبالطريقه دي، لكن سيف لما قابلته حسيت بمشاعر غريبه اوي اتحكمت فيا..! يمكن اكون حسيت بإنجذاب ليه بالبدايه بقدره من ربنا، لكن بعد كده كان كل تصرف ليه كان بيحببني فيه اكتر، اتعلقت بيه وحبيته من كل قلبي وطبعاً كنت مخبيه ده، مهكدبش واقول أنه كان بيعاملني كأسيره وبيعذبني زي الافلام والمسلسلات، سيف مفيش ف طيبه قلبه ولا حنيته، سيف شخص ع... صمتت عندما شعرت بما تتفوه به وأيضاً نظرات رنيم لها المتعجبه لما قالته، لتسرع رنيم متسائله ...
- وهو طالما كان بيحبك كده ورغم انه بتاع مافيا زي ما بتقولي ومعذبكش ولا عمره فكره يأذيكي، ليه جابك بالشكل ده وسابك...؟!!
صبا بحزن...
- ما ممكن كان يكون ممثل عليا كل الفتره دي انه بيحبني..!
رنيم بإستنكار...
- وإيه هيخليه يمثل ع واحده خاطفها وزي الرهينه عنده ولا حول ليها ولا قوه يعني...!! يعني ده كان بإيده وبحكم شغله يعمل فيكي اي حاجه بدون ما حد يعرف لكن هو معملش كده وحتى اتجوزك وملمسكيش بناءً ع رغبتك..! انا احترمته من قبل ما اشوفه برغم أنه بعدك عننا كل الفتره دي ومتعرفيش إحنا مرينا بأيه بسبب غيابك، لكن كلمه شكر ليه قليله ع أنه معملش فيكي حاجه وحافظ عليكي.
لم تعرف صبا بما ترد عليها، ف ما تقوله صحيحاً، لكن ما فعله وتركه لي بهذه الطريقه لم يدل الا ع أنه شخص مخادع واستطاع خداعي.
- انا عارفه ايه اللي بيدور ف راسك دلوقتي، ان إزاي حافظ عليكي كده وحسيتي بحبه طول الوقت وكان بيحميكي من أصحابه طول الوقت وياجي مره واحده يقولك الكلام ده..! صح؟!
اومأت برأسها مُتعجبه لتردف رنيم بثقه...
- انا واثقه أنه سابك لسبب معين، يعني انا حاسه أنه جابك هنا لسلامتك وعلشان يحميكي مش علشان بيكرهكك او كان بيمثل عليكي زي ما بتقولي، لأ انا الحته دي مش مقتنعه بيها نهائي، انا واثقه ان ف حاجه حصلتله او... استنى استنى،. ازاي مفكرتيش انه بحكم طبيعه شغله انهم خطر اصلا وممكن يكونوا هددوه بيكي،وطبعاً هو بيحبك ف مقدرش يسيبك معاه اكتر من كده، صبا انا احساسي بيطلع صح دايما وبالذات الاحساس ده انا متأكده ميه ف الميه انه صح لأنها واضحه اوي.
صبا بعدم اقتناع...
- كان قالي ي رنيم او كان وضحلي، لكن ميسبنيش كده وقبل ما يمشي يقولي ابشع الكلام اللي ممكن اسمعه من حد وثقت فيه وحبيته.
رنيم : بقولك مهددينه، يعني ميعرفش يقولك ان حياتك مثلاً ف خطر ولازم ترجعي، صبا انتي ممكن متكونيش فاهمه الحوارات دي كويس لكن انا بحكم إني بقرأ كتيرر عن الحاجات دي ف انا واثقه من اللي بقولهولك.
تنهدت صبا بحيره وهي تردف...
- رنيم انا عايزه انام شويه، ممكن؟
رنيم بتسأول...
- والموضوع ده عايزاه بيني وبينك بس؟
صبا : ايوه ي رنيم الفتره دي بس عمل ما أرتاح، لكن بعد كده مهيبقاش قدامي حجه اني مقولش، هقولهم ع كل حاجه ان شاء الله.
امآت لها رنيم بموافقه وتركتها تسترخي مكانها، خرجت وإلى الآن الصدمه تسيطر عليها من ما مرت به اختها وما فعل بها القدر...! رأتها امها لتقفز من مكانها بلهفه هاتفه...
- كنتي عند صبا ي رنيم؟! هي عامله إيه وقالتلك هي كانت فين؟
رنيم : انا دخلت ي ماما لقيتها نايمه ف سابع نومه، مقدرتش اصحيها ف قولت لما تقوم أحسن واحنا ي ماما المفروض منضغطش عليها بالبدايه كده، يعني دي لسه جايه والمفروض اهم حاجه نحمد ونشكر ربنا إنه بعتهالنا أخيراً وبعد كده نقدر نتكلم معاها براحتنا،. اقتنعت سلوى بما قالته لترحل من أمامها تجلس جوار أختها وزوجها.
****************************************
وبمكان ما كان يجلس عده إناس غريبه ليردف شخص من بينهم بضيق ...
- ليييي ربنا كاتبله النجاه دايمااااا ...!!
- حظه من ناااار...! لأ بس إيه طلع اذكي مننا وخفي البت اللي كانت معاه اللي مش عارفينلها مكان لحد الآن، فعلاً الحب بيعمل اكتر من كده انهي جملته ساخراً منه ليرد عليه شاب بقول...
- انا مش عارف هو اتقلب ازاي ٣٦٠ درجه كددده؟!!! ازاااي ده سيف الحديدي...!! حته بنت تعمل فيه كده!! لأ وإيه تقسيه علينا وكرهته فينا وبعد عننا مره واحده بسببها هيي!! ده مكنش بيطيق فيها حاجه ي فهد!! لدرجه إننا خوفناها اكتر من مره بطرق مختلفه علشان تكره سيف زياده وتحاول تهرب وتسيبه لكن كان كل مره يعرف يكسبها وتحبه اكتر، فاكر انت ي فهد سعت كنا رايحين عنده البيت وشوفناه وهو بيتخانق معاها بأوضه الرياضه بتاعته ودي كانت فرصه لينا ودخلنا الاوضه اللي جنبها من ورا وحطينا شربات وطلعناه من تحت الباب وخلناها تخاف ساعتها، وفعلاً طلبت منه ساعتها أنها تروح ويسيبها ف حالها، لكن بعد كده فشلنااا برضو، ليييي بنفشلللل، لي مش عارفين نتخلص منهم الاتنين، طلعتلنا منين البت دددي..!
فهد بسخريه...
- شكل حياتهم طويله اوي..! برغم أنه كان ماشي ب طريق شبه مهجور محدش بيمشي من عليه إلا قليل إلا إنه بعد ما عربيته اتقلبت ف نفس الوقت جه عربيتين واصحابهم حملوه وخدوه معاهم، تفتكروا لو كان عايش دلوقتي وفاق هيعرف إننا اللي عملنا فيه كده؟!
رد أحد بإمتعاض...
- ما يعرف بقى ولا ميعرفش، المهم إننا دلوقتي نلاقي البت دي وناخدها رهينه عندنا ونحرق قلبه عليها، عايزين نشوفه هيقدر يعمل ايه.
ضحكوا جميعهم بهذا الوقت بأصوات عاليه مُستفزه.
*******************************************
وصل رحيم بخطوات سريعه متجهاً إليهم، كانت كارما تجلس ع احد الكراسي بغرفه الإستقبال، تشرب ذاك العصير الذي جلبه إليها نادر لتنتفض من مكانها لرؤيه والدها أمامها هاتفه بصدمه...
- بابااا!!!
اتجه إليهم مسرعاً متسائلاً...
- انتي عامله إيه ي كارما؟
كارما بعد فهم...
- الحمد لله ي بابا! هو إيه جاب حضرتك هنا وإزاي عرفت إننا هنا؟!
تدخل نادر حينها بقول...
- عرف مني ي كارما، بس ي بابا مكنش ليه لزوم إنك تاجي وتسيب ماما لوحدها كده!.
- خفت عليكم، ومقدرتش اقعد لما عرفت منك، ف جيت انا ومبلغتش رجاء علشان متقلقش.. المهم هو عامل ايه دلوقتي،. مش أحسن كده؟!
كارما : الدكتور بيقول أن الحمد لله الحادثه عدت ع خير وقدر يلحقه، تعرف ي بابا انا ونادر كنا خايفين عليه اوي وهو بأوضه العنايه المركزه، وكنا بندعي ربنا أنه يبقى كويس، للحظه حسيته حد قريب مني اوي...!
طالعها رحيم بتعجب وهو يردف...
- طيب وأهله فين؟!..
نادر : منعرفش ي بابا، هو كان لوحده بالعربيه ومعرفش هو مين ولا حتي متجوز ولا لأ..! لكن اللي أعرفه ان من واجبنا نفضل جنبيه لحد ما يفوق ونطمن وبعدين نروح.
كارما بإيماء...
- عندك حق ي نادر، هو أن شاء الله ف طريقه أنه يفوق ونطمن وبعدين نمشي علشان نكون عملنا واجبنا ع اكمل وجه.
وافقهم رحيم الرأي ليجلس جوارهم مُنتظرين اشاره من الدكتور يخبرهم بأنه قد فاق اخيراً.
ظلوا جالسين ف أماكنهم ما حوالي يقرب ساعه او أكثر، لتأتي إليهم ممرضه بهذا الوقت تخبرهم بأن المريض قد فاق وعاد لوعيه، ابتسموا جمعياً لا إرادياً دون شعور منهم، نهضوا بسعاده وحمد متجهين لغرفته كي يروه ويطمئنوا، دلف نادر بالمقدمه بإبتسامه عريضه ع ثغره ولحقته كارما أيضاً التي كانت تشعر بالسعاده، آتي رحيم بالنهايه بوجه بشوش مُبتسم لكن لم تدوم إبتسامته طويلاً، ف ارتد للخلف بصدمه بجسد هزيل، لا يستوعب ما يراه، بربش بعينيه مرات كثيره لعدم تصديق ما هو عليه الآن!! تنحي اكثر واكثر للخلف واضعاً يديه ع رأسه التي كانت ع وشك الانفجار، اردفت كارما بسعاده بالغه إليه...
- ألف سلامه ع حضرتك، ي رب تكون بخير.
اقترب نادر منه يردف بحب...
- حمدالله ع سلامتك.
أبتسم ذاك الشخص بِخفه وهو ينظر حوله بتذمر وتعجب قائلاً..
- الله يسلمكم..! ههوو.. انا إزاي هنا، انا آخر حاجه فاكرها اني كنت بسوق عربيتي وو.. وانا راجع من عند صب... صمت ثوانيٍ، يهز رأسه بعنف رافضاً تلك الأفكار وهو يردف بجنون...
- ص.. صبااا، ،، صبااا.. صبا فييين!! هو انا ايه حصلي قولولي.
نظروا لبعضهم البعض متعجبين لما يتفوه به وحالته التي تبدلت وهو يهتف بإسم تلك الفتاه ليهتف نادر مسرعاً...
- اهدي...! هو بس انت عملت حادثه واحنا كنا بنفس المكان وجنبيك وجبناك هنا وعرفنا ننقذك بس مكنش حد معاك، أنت كنت لوحدك..!
ترنح مكانه، يزفر براحه قليله، يتذكر أنه قرر الذهاب لمدينتها، وصل أمام منزلها يتفحصه ويراقبه عده دقائق، نعم لم يراها بهذا الوقت، لكن رؤيته لبيتها جعله يشعر بالراحه وكأنه رآها.. وبعد فتره قرر العوده لمكانه كما كان وبالفعل رحل بهدوء وهو بطريقه شعر بشئ غريب بسيارته، لم يَعِد قادراً ع السيطره على فرامل سيارته وهذا ما جعله بقمه صدمته، حاول كثيراً لكنه فشل عندما آتي مطب جعله غير قادراً ع التحكم بأعصابه، فشلت الفرامل ف إيقاف السياره ف الوقت المناسب وها هنا قد ظهر دور كارما ونادر عندما رآوه لكن لم يفسر نادر ما رآه صحيحاً ف توقع انقلاب السياره لزياده سرعتها لا شئً آخر، فاق ع صياح أحد به هاتفاً...
- حضرتك كويس؟؟ طيب ومين صبا دي!! زوجه حضرتك ؟!
ابتسم بداخله يشعر بالسعاده لاطلاق الآخرين عليها بأنها زوجته ليقول بإبتسامه عريضه مُمتنه...
- ألف شكر ليكم، مش عارف لو مكنتوش موجودين بالوقت ده كان جرالي إيه!
نادر : ع إيه، ده واجبنا ي ****، هز برأسه يهتف...
- سيف.
نادر : طيب حمدالله ع السلامه ي سيف باشا، إحنا مبسوطين اوي إنك فوقت وعرفنا نتكلم معاك ونعرف أنت مين لأننا مكناش هنعرف نمشي ونسيبك لوحدك.
بادره سيف بشكر يهتف...
- مُتشكر اوي ي**، قهقه نادر بضحك وهو يخبره إسمه ليكمل سيف بنبره صادقه....
- انا بتنفس دلوقتي وعايش بسببكم انتو، جميلكم عمري ما هنساه ولو اقدر اعملكم اللي انتو عاوزينه مش هتأخر.
نادر : ي جدع متقولش كده، ده انت زي اخونا، اهم حاجه إنك بخير دلوقتي وده بسبب ربنا، احنا بس كنا سبب ف إنقاذك مش أكتر والحمد لله إنك فوقت.
كارما بعفويه...
- انا كارما ي استاذ سيف، معلهش بس ممكن يكون فضول مني، بس حقيقي مش عارفه ليه عاوزه اعرف مين صبا..!
سيف بإبتسامه وسيمه رغم مرضه وعدم تعافيه بشكل كلي...
- صبا تبقى مراتي ي آنسه كارما.
كارما : ربنا يخليكوا لبعض ي رب، أنت فين ي بابا تعا.. أدارت بظهرها للخلف إليه لكن تصمرت لعدم وجوده لتردف مُتعجبه...
- أومال فين بابا ي نادر..!! كان هنا من شويه!
تعجب نادر هو والآخر وهو يتفحص المكان ليردف بذهول...
- مش عارف..! ممكن يكون جاله إتصال مهم وخرج.
طالع نادر سيف مجدداً بقول...
- طيب ي سيف، احنا مُضطرين نمشي دلوقتى، ولو محتاج اي حاجه، رقمي اهو ي ريت تبقى تكلمني وانا هاجيلك.. وان شاء الله هترجع لزوجتك بعافيه.
سيف : ربنا يخليك ي نادر انت واختك،.. انتو نادرين اوي ربنا يحفظكم، مُتشكر ع المساعده برغم إنكم متعرفونيش بس مبسوط بالتعرف عليكم وان شاء الله ربنا يجمعنا تاني بفرحه بقى، مع السلامه اشوف وشكم بِ خير.
ابتسمت له كارما وهي تودعه واخيها أيضاً، تركوه وخرجوا ع عيونهم ان يتركوه، فكانوا ع أتم استعداد ان يظلوا معه، ف شعروا لراحه كبيره بالحديث معه وأيضاً هو ارتاح كثيراً معهم وشعر بالدفئ وسطهم لثاني مره بعدما شعره مع معشوقته.
وبالداخل كان سيف يتذكر ما حدث له وهو يعلم من وراء تعطيل فرامل سيارته، اقسم بداخله أنه سيلقنهم جميعاً أشد العذاب لما فعلوه وجاء بخاطره سريعاً صبا، علم إنهم الآن يريدونها وسيفعلون المستحيل كي يأخذوها ويهددوه بها لكن هو يعلم ولأجل هذا شدد رقابه بكل مكان بمدينتها كي يحموها هي وعائلتها ويخبروه بأي شئ جديد، زفر براحه طفيفه لكنه كان يحدق بالفراغ بنظرات مُهلكه متوعده.
وبالاسفل تعجب كل من نادر وكارما لعدم وجود أبيهم ف يبدو أنه رحل..! لكن لما رحل هكذا دون اخبارهم برغم أنه دلف معهم كي يرى سيف، كيف رحل بهذه السرعه؟!! آتي إتصال لنادر من قبل ماجد الذي كان يسأله عن حاله هذا المريض او من هو، اخبره نادر بكل شئ ليغلق معه بعد قليل يركب سيارته يقودها متجهاً إلى منزله هو واخته.
وبمنزل مدحت المصري كانت نايا تحتضن أمها بغرفتها ببكاء مرير، فلم يجف لها دمعه منذ ما حدث وهذا ما جعل ناهد اكثر تمرداً وعدوانيه ع هذا الذي يُدعي مراد لتردف محاوله تهدئتها بقول...
- اهديي ي قلب ماما وقوليلي فيكي إيه، ولي رجعتي بدري كده، مش كنتي هتقعدي إسبوع؟!
نايا ببكاء...
- انا تعبانه اوي ي ماما، مش قادره اتكلم ولا احكي اي حاجه،.. حاسه ان هيجرالي حاجه.
فزعت ناهد من جملتها التي شلت أطراف جسدها لتزيد من احتضانها وهي تربت ع ظهرها بحركات دائريه قائله...
- مش عايزاكي تتكلمي ي حبيتي دلوقتي، اهم حاجه إنك ترتاحي.
نامت نايا بحضنها ببكاء لتلتقط ناهد دموعها بين يديها بغزه بقلبها وهي تنهض تعدل من جلستها وتطفئ الانوار عليها، تخرج متجه إلى زوجها بعصبيه كبيره هاتفه...
- مدحت البت تعبانه اوي ومش مبطله عياط بسبب اللي الزفت عملوا، أنت ازاي ساكت عليييه..! دي بنتك ي مدحت واتعرضت لحاجه زي دي ع أيد شاب صايع وفاشل وهمجي، لو إنت مش هتعرف تعاقبه وتعلمه الأدب،. انا هعرف ي مدحت وهعرف اخد حق بنتي اللي مُنهاره دلوقتي ومش قادره تتكلم.
زفر مدحت بضيق بعض الشئ لما تقوله عن حاله ابنته، لكن هو يشعر بشئ آخر خازمه عن عقابه..! يشعر بصدق كلامه وأنه لم كان يعلم حينها أنه اخوها وفعل هذا كي يعاقبها وهذا نابع من غيرته من الواضح...! أراد أن يتآني قبل فعل اي شئ خاطئ هو الآخر لهذا تركه، ليردف مهدئاً من روعه زوجته التي كانت تشتعل كاللهيب أمامه...
- اهدي ي ناهد، وخليكي انتي مع نايا دلوقتي وسيبني انا للموضوع ده واوعى تدخلي أمير ومراته ف الحوار ده، خليهم يتهنوا بجوازهم وانا هتصرف.
ناهد بضيق...
- هتتصرف ازاي ي مدحت وإنت اصلاً شكله مش هاين عليك وكأنه هو اللي ابنك مش هي!!
مدحت بنفاذ صبر...
- خلاص ي ناهد، انا مش حمل مناهده دلوقتي، نامي احسنلك ويحلها ألف حلال من عنده هو.
رمقته ناهد بذعر من جملته الذي قصد تجاهل حديثها بها، رحلت من أمامه بغضب تتركه خلفها يتنهد بحزن لانزعاجها بسببه.
وبمنزل يحيى الشيمي،. أخيراً وبعد تفكير واقناع صديقه له.. وصل منزله يدلفه وهو يتأمل شكله جيداً وكأنه يراه لأول مره،.. لتصيح دهب وهي تراه موجوداً أمامها يطالعها بإبتسامه عريضه، ركضت إليه تحتضنه بإشتياق، يعتصرها هو الآخر بحضنه، فقد أشتاق لها كثيراً، ابعدها عنه وهو يقبل رأسها بحنان مردفاً...
- عامله إيه ي دهب.
هتفت بنبره مُحتقنه...
- علفكرا بقى انا زعلانه منك ومش هكلمك تاني بعد اللي عملته.
ابتسم يحيى وهو يُمسد ع شعرها قائلاً....
- مش عاوزك تزعلي مني ي دهب بس غصب عني صدقيني.
تدخل اثر مسرعاً بقول...
- أومال فين طنط حوريه كده؟!!... أنهى جملته ليدلف شخص ما بهذا الوقت وهو يصيح بحوريه بهذه الكلمات التي وقعت ع طبلات اذنهم كالصاعقه...
- حوووريه... انتي فين ي حوريه، لقيت ابننا يوسف ي حوريه،. أخيراً ي حوريه ربنا هيرجعهولنا وهيعرف أنه ابننا، كان بهذا الوقت كالمجنون والكفيف الذي لم يرى أمامه، لم يرى هؤلاء الثلاثه الذين ترنحوا بصدمه عن ما قاله، نزلت حوريه من الأعلى بصدمه عندما سمعت صوت رحيم بالأسفل، اقترب منها مسرعاً يلتقط يديها بين يديه قائلاً بعدم تصديق هو الآخر ما يقوله...
- لقيت ابننا يوسف ي حوريه، لقيته! الحمد لله ي رب أخيراً هتجمعنا بيه بعد العمر ده كله.
جحظت عيناها من هول الصدمه وهي تهز رأسها محاوله استيعاب ما قاله، اخذ يهزها بفرحه ويشير بوجهه مؤكداً كلامه لتهمس حوريه...
- يي.. يووسف،.. يوسف إبني هه.. هعرف اشوفه!
امآ لها بسعاده يضمها إلى صدره، يبكيان فرحاً وأخيراً، متغاضيان كل من يحيى ودهب وأثر الذين كانوا حقاً كالخُرس وخاصهً دهب لأنها ولأول مره ترى أمها بهذه الحاله مع عمها رحيم..! كانت بعالم آخر وهي تتابع ما يحدث أمامها ف صمت تام، ف كان صمتها بليغ عن الكلام بهذا الوقت، بعدت حوريه عنه وهي تردف بجنون...
- وديني عند إبني يلااا.. ودينييي عند يوسف ي رحيم... ولأجل جنونها بالحديث وتهورها أخذها معه رحيم الي الخارج مسرعين هما الاثنان كأنهم هما الاثنان لم يروهم حقاً، نعم كان يحيى يعلم بشأن علاقتهم فلم يندهش لهذا الشئ لكن ما آثار صدمته عن ما يتفوهون به، اي ابنهم بل واسمه يوسف.. لا يعرف لما هو الآخر شعر بشلل بلسانه، كان غير قادراً ع النطق بأي حرف او فعل اي شئ سوي أنه كان واقفاً كالمتخدرين وأيضاً دهب التي كانت بقمه صدمتها من ما حدث أمامها،.. كانت كالجماد لم تتلفت حولها حتى! تعيد ما حدث منذ قليل بذهنها جيداً وهذا ما لاحظه اثر الذي قلق كثيراً من أجلها ف قد يعلم بما شعرت به أو بما تمر به الآن، اقترب منها عندما وجد يحيى ليس معهم، مُصنماً هو الآخر.. وضع يديه ع ذراعيها بلطف وهو ع وشك التحدث لكن قبل أن يهتف بأي كلمه وجد جسدها يرتخي بين يديه، مُغماً عليها، فاقده كل شئ من شغف ورؤيه وسماع أي كل حواسها، لم يفق يحيى إلا ع صراخ أثر المتكرر بقول...
- دهببب، دهببببببب!!!
تابع من هنا: جميع فصول رواية العنيد بقلم الشيماء محمد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا