مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة ريناد الشهيرة ب رينوو والتى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الرابع والعشرون من رواية جمارة بقلم ريناد يوسف.
رواية جمارة بقلم ريناد يوسف - الفصل الرابع والعشرون
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم
رواية جمارة بقلم ريناد يوسف - الفصل الرابع والعشرون
غاليه قاعده على السرير ومقعده امها نص قعده ومميلاها عليها وعماله تمسد على صدرها عشان تقدر تاخد نفسها زين من بعد ماقطع عنيها الهوا غازى ولساتها عتكح ومعارفاش تتنفس زين لحد دلوك ..
عيشه :كيف يعنى ..يعنى هو مليهش رداد غازى خلاص ..يعنى مفيش حد هيقدر يوقف فوش طُغيانه والباطل بتاعه واصلللل..
غاليه :بموت حكيم مات كل الحق ياخاله ومبقاش فيه غير الباطل ..
عيشه :اوعك يابتى تطاوعيه وتتجوزيه هيزقيكى العذاب الوان وانتى شفتى بعينك عمايله فجماره !
غاليه :لو خفت على حالى معناتها عموت امى ياخاله ..وانى لو ماتت امى يعنى موتت انى كمان ..يعنى اكده اكده ميته ..يوبقى خلينى اموت كل يوم هبابه على يد غازى بس حس امى يفضل فالدنيا يونسنى ويخفف عنى ..وبعدين قولتلكم حكم غازى هينفذ لو مهما حوصول ..
عيشه :فاهماه قوى انتى ياغاليه !
غاليه :اكتر من نفسى .
الكل سكت وجماره فضلت باصه لتماضر شويه قبل ماتقوم بضعف وتروح تقعد جارها على السرير وتمسك يدها تحبها كيف ماكان حكيم يعمل فكل وكت وكل فرصه، وتماضر سحبت يدها بضعف من جماره لما حست بدمعه سخنه سالت على يدها من عين جماره ..
رفعت يدها على خد جماره ومشتها بحب وحسره وعينها اتملت دمع على حالها وعلى جمالها اللى ملحقش حكيم يتهنى بيه ونزلت ايدها على كتفها تقربها منها بحنان وجماره لبت وحطت دماغها على صدر تماضر واستسلمت لاحساس بالراحه وهى فمكان كان عيضم راس حكيم ..
غاليه :هى الحنيه والحب حلوين وكل حاجه بس يعنى خدو بالكم انكم انتو التنين مايلين على ضلوعى وانى محاملاش لحالى !!
جماره انتبهت وبعدت وغاليه عدلت المخده لتماضر ورجعت نومتها وهى قامت وقفت فالشباك تتنهد بحسره على قرار غازى بجوازه منها، اللى لو كان خده زمان كانت هتوبقى اسعد وحده فالدنيا ..
لكن دلوك جوازها منيه سجن هيتحكم عليها تعيش فيه طول عمرها ..وتختار بين تنين ..ياتدخله بمزاجها ياتدخله غصب عنيها وفالحالتين متوكده انه مرار طافح مستنيها ..
بصت لجماره وهمست بقلة حيله :من بكره امسكى عده على حكيم ياجماره ..
حتى عشان روحه ترتاح لما تديه حقه وحق ربنا عليكى ..امسكى عدتك عشان اكده اكده غازى مهيهملكيش ..ارضى بنصيبك ياضُرتى ..
جماره بغضب :هو مش موت حكيم اللى كان عيغيظه بيا عاوز منى ايه تانى ...ليه عاوز يرجعنى ؟!
غاليه :عشان يحرق روحه وهو ميت كيف ماحرقها وهو حى ..عشان يعذبه فنومته .
جماره :موتى قبل مايرجع غازى يمد يده عليا تانى ..انى لآخر يوم فعمرى هفضل مرت الشيخ حكيم وجمارته .
غاليه ضحكت بيأس :كلام مهتلقيهش ديه ياخيتى ..
عيشه بصت لجماره: خلصى عدتك انتى بس يابتى لاول ووكتها يحلها الحلال .
جماره بصت لامها بضعف :طلعيلى حاجة حكيم كلها فأوضته فوق يمه عشان هقعد فيها مهنزلشى ..معاوزاش اشوف وش اللى ميتسماش ديه قبالى واصل .
عيشه هزتاها راسها بموافقه والكل سكت وتماضر رفعت يدها حطتها على قلبها بضعف وبصت من الشباك على الفضا بره وخشمها اتنسم بالضحكه لما قلبها حدثها ان حكيم لساه على الدنيا وعيشم الهوا ودق دقته الفرحانه لما عيكون حكيم قبالها وقلبها عمره ماكدب عليها بخصوص حكيم واصل ..
لكنها رجعت افتكرت ان حكيم الناس دفنته بيدها وقلبها يمكن دقاته خرفت من كتر الحزن والقهر ..وخصوصى انهم دفنو حكيم من غير مايورهولها ولا تودعه ..ويمكن ديه السبب اللى ممخليهاش تصدق موته لدلوك .
*************
غازى على بوابة السرايا
-ايه عوقت ليه جوه !
عوض :على ماخمدت الزفت خشيت لقيته صاحى وفايق ومتسبح كمان .
غازى :مش قولتلك متغفلش عنيه يابو انتا ! هتغفلقها فوق راسى ياك؟
عوض :تخافش لحقته ..وبعدين فيهوش حيل يمشى خطوتين على بعض دا المخدر هد حيله .
غازى :اوعك تديله امان ديه ديب سعران يعمل حاله ميت وهو مفتح عنيه ويقوم نوبه وحده يهبش .
عوض :له تخافش انى مفتح عينى عليه وان فلت منى مهيفلتش من الرجاله اللى متنتورين فكل موطرح دول ..
عوض سكت وغازى مردش عليه وهو شايف عربيه بيضه مقفله مربعه جايه عليه من بعيد .
غازى بفرحه : هٍم حضر واجب الضيافه بسرعه ..
عوض :حالا ..بس هو مين اللى جاى بالعربيه ديه ؟!
غازى :ديه الخبير ..
عوض :كيف يعنى !
غازى :غور انتا ومترطش كتير مش وكتك هفهمك بعدين ..
عوض مشى وغازى استقبل العربيه اللى وصلت ووقفت قصاده ونزل منها اتنين بهوات لابسين افرنجى ..
غازى :الحمد لله اللى عرفتو توصلو ومتوهتوش .
الخبير :عادى خبيبى العنوان مس يتوه واحنا مسينا على وصف مظبوت وصلنا ..
غازى :يامرحب يامرحب ..ادخلو اخدو واجب ضيافتكم لاول
الخبير :لا نخلص شغل الاول ..باكى فلوس جاهز ؟
غازى :تحت الطلب يابيه .
الخبير هز دماغه برضى ولف فتح كابينة العربيه الورانيه وطلع منها صندوقين هو شال واحد واللى معاه واحد وبصو لغازى ..اتفضل دلنا على اماكن اللى هنركب فيها حاجات ..
غازى مشى قدامهم وفتح السرايا وسابهم فالجنينه ودخل ينبه الحريم ان مفيش وحده فيهم تطلع من اوضة تماضر عشان معاه ناس ..وزيادة تأكيد قفل عليهم باب الاوضه من بره ..
الخبير واللى معاه دخلو السرايا وعملو شغلهم ورجعو بعد مااخدو المبلغ اللى كانو متفقين عليه مع غازى وعليه اكراميه وواجب ضيافتهم ...
غازى فتح باب الاوضه على الحريم وسابهم ومشى من غير مايتكلم معاهم وهما بصو على بعض وسكتو لانهم مبقوش يستغربو اى حاجه من غازى خلاص ..
طلعت جماره متسنده على الحيطان عشان تروح تطمن على ريحة الحبايب ..
راحت لجمره اكلتها وحضنتها وفضلت شويه حاضنه رقبتها وتمسد عليها كانها بتصبرها وتصبر نفسها على غياب حبيبهم هما الاتنين .
بعدت عنها وراحت تجيبلها سكر نبات دورت فى الكيس المتعلق بتاعها ملقتش ..وعرفت ان خلاص جمره معادتش هتاكل السكر اللى عتحبه مره تانيه ولا حد هيجيبلها وحتى بشندى من ساعة موت حكيم مهوبش السرايا واتنهدت بقلة حيله وهى مش عارفه ياترى لغاية ميته الكل هيفضل يتحرم من كل حاجه عيحبها بسبب غازى .. غازى اللى كيف اللعنه عيدمر معيبقيش .
راحت على عصافيرها وكلتهم وغيرت ميتهم وبعد تفكير جابت القفص القديم الصغير وحطتهم فيه وقررت انها تاخدهم معاها على اوضة حكيم فوق، عشان يفضلو قبال عينها طول الوكت ويهونو عليها حبستها وايام حدادها اللى حددهالها غازى وميعلمش ان حدادها على حكيمها هيستمر العمر كله ..
وقفت وفأيدها قفص العصافير واكلهم وبصت لآخر مره على الجنينه وبلعت ريقها وابتسمت باشتياق وهى شايفه طيف حكيم عيتجسد قدام عنيها فآخر منظر شافته فيه عيسبح جمره وفرحان وعيحضرها للفرح ولما قاس عليها السرج وغيرتها منها لما حضن رقبتها وحبها واتمنت حالها موطرح جمره فاللحظه دى ..
اتحركت مبتعده لما الطيف اختفى ومشت وهى عتبص للورود اللى ابتدت تدبل من قلة الميه والاهتمام واتخطتها من غير ماتشفق على حالها كأن اى موت حاجه بعد موت حكيم بقت عاديه فعنيها ومش فارقه معاها ..
طلعت اوضة حكيم وفضلت تتنقل بين حاجاته ومسكت سبحته شمتها وغمضت عينها وراحت على قزازة عطره اللى كان دايما يحب يحط منها رشت منيها على السرير والمخده ونامت على ريحته وناجت طيفه يجيها فالحلم يصبر قلبها على فراقه هبابه.
اما عيشه فقامت راحت لزبيده اللى حاطه يدها على خدها فالمطبخ وقاعده ..
زبيده :عايزه حاجه اعملهالك ياعيشه ..عايزه وكل اغرفلك ؟
عيشه :وكل ايه يازبيده وقندلة ايه..مين ليه نفس لوكل ولا لشرب بس ..عقولك يازبيده ..انتى لما عتعاودى دارك كل يوم عشيه عتشوفيش بشندى ؟
زبيده :بشندى ايه اللى اشوفه ياعيشه ديه جوزى عيقول انه كان يشوف بشندى حاله يصعب عالكافر وفدنيا غير الدنيا ومرمى ليل نهار كيف الخرقه ياحبة عينى .
عيشه زفرت بديقه :معذور يازبيده دا اللى راح ديه كان روحه من الدنيا وكل اللى ليه ..كان يقولهوش غير ياولدى ..
وحدش عيتحمل ولده يموت بين اديه واعره قوى والله ..ربنا يصبر قلبه ويقويه ..علونى كنت متأمله فيه خير ان هو اللى يخلص بتى من يد الظالم المفترى ويطلعها ويطلعنى برا السرايا الشوم داى ..
زبيده :وهو بشندى بطوله هيقدر على غازى ومطاريده دول كلهم كيف ياعيشه؟ ..ديه عاوز ديش بمدافع عشان يقدر يقرب من بوابة السرايا ..
منتى لو عتشوفى الرجال اللى موقفها بره تعرفى ان لا بشندى ولا غيره هيقدر يهوب ناحية حاجه غازى حط يده عليها خلاص .
عيشه :ربنا عالظالم.. والقوى هو اقوى منيه ...الا قوليلى هو قفل علينا الباب وكان يهبب ايه فالسرايا انتى كنتى قاعده اهنه وشفتيه اكيد ..
زبيده :ركب لُنضه للسقف فالصاله وفوق بس ملهاش كبوسه تلاقيه هيشترالها بعدين
عيشه قامت وبصت وشافت حاجه متعلقه فزاوية الهول بتاع السرايا وشكلها غريب وهمست لنفسها ..لُنض ايه العجيبه داى كمان ! يقطعك ياغازى ويقطع مجايبك تلاقيها كنابل وهتفجرنا بيها فأى وكت لو متبعناش كلامك ..جملها بسترك يارب.
************
خيم الليل وسكنت البلد الا من اصوات نباح الكلاب واصوات الضفاضع وصراصير الليل ..
غازى فتح غطا القبو ونزل السلالم وهو شايل كرتونه على قلبه وعيغنى بسعاده ووقف بعيد عن حكيم بمسافه وحط الكارتونه عالارض وطلع تانى جاب اختها وطلع تانى ورجع بعد شويه شايل طربيزه وعيغنى نفس الاغنيه بنفس الفرحه .
حط الطربيزه قبال حكيم بس بعيد عنه المسافه الكافيه اللى تخلى غازى فأمان من حكيم ..
وطلع ٣ تلفزيونات صغيره حطهم على الطربيزه قصاد حكيم اللى مستمر يتفرج على اللى بيعمله غازى وهو قاعد وساكت ..
غازى وصل مشترك فى بريزة الكهربا ووصل فيه فيش التلات تلفزيونات وشغلهم جابو صوره منغمشه ..
غازى بص لحكيم وابتسم :تلقاك عتسال حالك ايه ديه صوح ؟
هقولك انى ياغالى واوفر عليك السؤال اللى نفسك تسأله وتلقاك مكسوف ومقادرشى انى خابرك ...ديه ياسيدى وماسيدك الا انى.. صندوق الدنيا ...حاجه كيف السيما اكده اكيد تعرف السيما منتا عتسافر بحرى كتير وخابر عاد ..
دخلت السيما قبل اكده ياحكيم ؟ ..عموما لو مدخلتهاش انى جبتهالك لحدت عندك ...وعمل حاجات معينه فأول جهاز وفورا الصوره اتغيرت وظهرت فيه جنينة السرايا وبالذات صورة جمره وبتاكل وبتتحرك ..حكيم اخد نفس بحنين ودقات قلبه اتسارعت لكنه اخفى دا عن غازى وفضل ممثل الثبات .
غازى :عارف ديه ايه ياحكيم ..ديه كمارات امراقبه عتاجى من بلاد بره مخصوص وبالطلب ..غاليه قوى قوى ومش عتاجى لأى حد ..بس انى جبتها عارف كيف ...
خليت الخواجه بولو صاحب محلج القطن يجيبهالى من بلده ..خليته يطلبها مخصوص لما شفته مركب وحده فمحلجه وحاطط التلفازيون ديه على مكتبه وعيتفرج على عماله وهما عيشتغلو من غير مايوقف وسطهم ولا يشُق عليهم كل هبابه ..
جبتهم ومستخسرتش حقهم مع انهم خدو اللى وراى واللى قدامى ..فلوس محاصيل الارض وتحويشة العمر كلياته حطيتها فيهم ..وكل ديه عشانك ..وتاجى بعد اكده تزعلنى وتقول غازى معيحبنيش صوح!
طب بذمتك فيه حب اكتر من اكده ؟!!!
ومد ايده فتح الجهاز التانى وبمجرد ماظهرت الصوره اللى فيه حكيم مقدرش يمسك اعصابه اكتر وشهقه طلعت منيه خلت غازى يضحك بعلو صوته ..
غازى :ايوه عاد ..هى داى فرحة شوفة الحبايب ..بالذمه فيه من واد عمك غازى تنين يدلعو وهيشتكو كيف مانى ععمل معاك اكده !
حكيم ضربات قلبه اتسارعت وقويت لدرجة انه حس ان جرحه المه من صدى صوت الضربات وخبيط قلبه اللى اتجن جوا صدره وهو شايف جمارته جوا اوضته وقاعده على سريره وضامه رجليها وسانده دماغها عليهم بضعف وباصه قدامها وحكيم عرف انها باصه على صورته هو وجمره اللى متعلقه على الحيطه .
غازى غمض عنيه وهز دماغه يمين وشمال بحركه راقصه واحساس بالنشوة من حالة حكيم الواضحه من انفاسه العاليه القصيره المتقطعه،
وبعدها راح على الجهاز التالت وحكيم غمض عنيه وفتحهم بسرعه وهو بيستعد للى هيظهر فيه ..لكن غازى اول مافتحه ظهرت فيه صورة الصاله فاضيه ..
غازى :ديه عاد هتشوف فيه الكل مع بعضه فصوره وحده ..امك انى هوريهالك اهنه فالكامرا بس مش دلوك عشان نزل عليها لُطف مبقتش تتحدت ولا تتحرك ..بس هوريهالك برضك ..
حكيم عنيه بتتنقل بين الشاشات وضامم حواجبه وكاتم دمعته لكنها باينه فعنيه ويقدر يشوفها ضعيف البصر .
رفع عنيه على غازى وسأله : تصدق عمايلك داى ميعملهاش كافر ..
ليه عتعمل اكده ..جبت منين حيل للتخطيط ديه كلياته ..جبت من وين جبروت يكفى ياخى !
غازى :تؤ تؤ تؤ ..برضك هى داى جزاتى بعد ديه كله !! مانى قولت برضك معيتمرش فيك حاجه واصل وطبعك ردى ..
بس عموما هجاوبك ياسيدى على سؤالك ..(ااانى ععمل اكده ليه )
ععمل اكده ياحكيم عشان اخليك تشوف بعينك كل حاجه ملكك وهى عتتنقل ليا وتوبقى فيدى ..
عشان تدوق المر اللى انى شربته سنين طويله وانى شايف كل حاجه ملكى فيدك وساكت ومحلتيش غير عينى ابص بيها وواقف عاجز ...
ومن النهارده هتتقلب الادوار وانتا اللى هتوبقى فموطرحى وتبص بعينك وانتا مربط وعاجز وقليل حيله كيف ماكنت انى ..
اختك غاليه هعقد عليها بعد اربعينك ..جماره هتجوزها بعد عدتك ماتخلص ..ارضك خدتها ..جمره بقت ملكى ...الاسطبل ..الخيل ..المعامل ..كل ديه بقا ملك غازى ..
حكيم عيسمع بعيون مبرقه ومره وحده قام هجم على غازى بس السلاسل وقفته قبل منيه بمسافه بسيطه ..
حكيم بغضب الكون :قرب من وحده فيهم وموتك يكون على يدى ياغازى .
غازى ببرود :هقرب ..وهقرب ..وهقرب ..
وهعمل مابدالى ..وجماره هتجوزها فغرفتك وعلى سريرك وهتشوفنى معاها قدامك اهنه وتملى عينك كمان وهى مرتك وعلى ذمتك ..
اما غاليه فمرضيتش احط فأوضتى انى وهى كامرا عشان اختك عيب ..انى ععرف فالاصول برضك .
قال جملته وضحك واتحرك من قدام حكيم وسابه يزئر كيف اسد محبوس فقفص ...
مبطلش غير لما سمع صوت غطا القبو عيتسد ورجع قعد على حيله على السرير بانفاس عاليه وجسم عيتنفض من الغضب وبص لصورة جمره وسمح لدموعه اللى كان حابسها تنزل وهمس بصوت مكسور :كتتتير قوى على قلبي ديه يارب مقادرشى اتحمل ..حلها بقدرتك ياقادر عشان وااااعره قوى ...قوى ..
قالها ومد يده المتسلسله على صورة جماره فالجهاز واتمنى يده تطولها وهو شايفها قامت وراحت على شباك الاوضه فتحته وطلت منه على الجنيه وغمضت عنيها ورفعت راسها للسما بقهر واتمنى من كل قلبه لو يقدر ياخدها فحضنه فاللحظه دى ويطمن قلبها المكسور عليه ويعرفها انه عايش ..
طلع غازى وراح على الجنينه واول حاجه عملها انه راح على جمره ومسك كورباج كان حاطه جارها وبص على الكاميرا وابتسم ورفع الكورباج ونزل بيه على جمره اللى بقت تتنطط وتروح منيه فكل موطرح عشان تحتمى من ضرب معارفاش سببه ولا عارفه عيملت ايه عشان تنضرب اكده لكنها متعرفش انه مفيش مفر من جلاد ظالم ..
خلص ولم الكورباج وهو بينهج وبص للكاميرا وضحك وهو متوكد ان حكيم دلوك حالته كرب ..ومشى مع انه مكانش عاوز يأذي جمره بس قهر قلب حكيم يعمل عشانه اللى ميتعملش ..
اما حكيم فكان واقف على حيله يروح وياجى كيف المخبول وهو واعى اللى عيمله غازى فجمرته وكل ضربة كورباج كانت تاخدها كان يحسها بتنزل على قلبه وكل جزه منها جسمه يجز قبالها بألم ويصرخ بأسم غازى لما حس ان صوته اختفى لحدت ماغازى خلص وصلة تعذيبه جمره اللى خدتها من غير ذنب ولا جُرم ..
طلع غازى بص على الرجاله واطمن ان كل حاجه تمام ورجع المشتمل نام وعلى وشه ابتسامة ارتياح وقلبه فرحان فرحه عمره ماحس بيها قبل اكده واااصل ..
**********
اما فالمندره
بشندى عامل حاله نايم من الصبح وكل ماعوض يطلع يقوم براسه يبص شمال ويمين ويقوم يتسحب ويفنس من باب المندره على الرجاله اللى واقفه بره واللى مفيش فيهم ولا واحد من رجالته القدام وكلهم اشكال مجرمين وقطاع طرق ...
كان حاسس بجوع وحس انه هفتان قوى وكان فيه وكل محطوط على الطربيزه وعيش مرضيش يقرب عليه خاف يكون عوض حاططله فيه حاجه ياكلها يرجع يتدهول من تانى.
اخيرا عوض دخل المندره يتتاوب وبشندى فتح نص عين شافه عيخلع فشاله وبعدها خلع جلابيته ورمى حاله على كنبه ونام ..شويه وبشندى سمع صوت شخيره واتوكد انه غار فالنوم ..
قام يتسحب وخلع خلجاته ولبس جلابية حكيم وفوقها عبايته البيضه وربطهم بعمة حكيم على وسطه واتحرك بعدها على طراطيف صوابعه راح لبس جلابية عوض ومسك شاله البنى اللى معيلبسش غيره ولفه على دماغه ووشه مبينش غير عنيه وطلع وحاول بكل جهده يصلب طوله ويقوى عشان يمشى زين ومحدش يشك فيه ...وقف على باب المندره ولبس مركوب عوض وطلع وهو حاطط قلبه على كفه وخابر ان غازى لو كشفه هيخلى رجالته يفرفروه فرفير ..
طلع ومشى فطريقه بخطوات عاديه وقلبه رقص من الفرحه لما محدش لاحظه لكنه وقف بعد ماعدى من جار الرجاله بكام خطوه على صوت واحد منهم :
طلعت ليه تانى ياعوض مش قولت نعست ودخلت تنام !
بشندى رد عليه وهو عيقلد صوت عوض :هلف لفه لاول..
قالها واتحرك وحمد ربنا وهو سامع صوت الراجل وراه :له جدع ياعوض ..مفنجل.. تستاهل الفلوس اللى عيكبشها الشيخ غازى من جيبه ويديهالك ..
بشندى مشى بكل حيله وقف بعد مسافه ياخد نفسه ويهدى رجفة قلبه ورجليه لكنه مطولش وكمل هروب قبل ماحد يحس ويكتشف انه مقاعدش وساعتها قيامة غازى هتقوم عشان خابر زين ان موته على يد بشندى امر مفروغ منيه ...
وقف قبال بيت واتلفت يمين وشمال قبل مايمسك غلق بابه ويخبط بيه خبطتين ويسكت ..محدش رد عاودها تانى وجاله صوت راجل بعدها :مين ..مين بره ..اوعى تكون حرامى محداناش حاجه راوح ..
بشندى بقلة صبر قرب وشه من الباب وهمس :افتح ياواد المركوب حرامى هيدق بابك يصحيك لاول عشان ترفعله الشيله ياك ..افتح انى بشندى جاك شندله ..
الراجل فتح الباب نص فتحه ولما بشندى شال الشال من على وشه واتوكد انه هو اتحدت بفرحه وصوت عالى ..بشندى حبي....وقبل مايكمل بشندى حط يده على خشمه كتم حسه واتلفت حواليه بعدها دخل البيت وسد البال برجله
هتجرسنى ياواكل جدودك بحسك العالى ..مرتك فين وعيالك ؟
-زمقانه فبيت ابوها من قبل العيد مجبتهاش منتا خابر .
بشندى :احسن حاجه ..وسابه واتجخى عالحيطه وحط يده على قلبه بضعف وبصله :
خيري شوفلى لقمه قوام هقع من طولى ..
خيرى اسماله ياخوى عليك يخسا الجوع ..تعالا تعالا عين زاد وعين ميه ياغالى ..حمداله على سلامتك والله فرحت بشوفتك دانتا كانت حالتك كرب بكتنا اكتر من بكانا على الشيخ والله ..على عينى سبتك ياخوى بس غازى مشى الكل وحرم علينا حد يهوب ناحية السرايا وقطع عيشنا شاله يتقطع عيشه من الدنيا كلها ..
بشندى :جعاااااااان ياخيرى بطل رط وهاتلى اى حاجه احطها فخشمى شاله لقمه حاف ممتحملش ياد .
خيرى بسرعه جرى وجاب لبشندى عيش وجبنه خضره وطماطم وخيار وعسل وكل حاجه حداه فالدار حطها قباله وبشندى نزل عالوكل كنه عياكل فآخر زاده وخيرى باصص عليه وكل شويه يتصعب على حاله ..
خيرى :بس لابس ليه خلجات عوض يابشندى؟
بشندى والوكل فخشمه :هربت بيهم عشان حدش يعرفنى .
خيرى :هربت ! ..امال كنت محبوس ياك ؟
بشندى :غازى الكلب كان حابسنى وكل مااقل راسى يزقينى حاجه تنومنى وتكفينى ..بالك انتا انى عرفت ليه كنت عتكفى اكده لما ولدى حكيم كان يسافر ..عوض كان يزقينى ..بس كان يزقينى ليه ..كان يعمل ايه واد المركوب ديه هو وغازى من وراى؟ ..انى عقلى هيشت ..
خيرى :هى حاجه تحير صوح ..حتى انى كنت تانى يوم اقوم مدروخ ومسطول وعقلى هيتفرتك من الصداع ..الظاهر عوض كان ينومنا كلنا ويكفينا كيف الجرادل يابشندى ياخوى ..
بشندى ساب الوكل وبص بعيد واتحدت بتوعد :هعرف كل حاجه كانت عتتعمل من وراى ..بس فلاول اخلص على غازى ...
ودلوك قولى كل اللى حوصول من اول ماكنا فالوحده لحدت ماغازى طار وراكم من السرايا ...احكيلى كل حاجه بالتفصيل ومتفوتش حرف ..
بس فلاول اصطبر هروح بيت الراحه ..وقام وقف قلع جلابية عوض وشاله ورماهم عالارض وفك عمة حكيم وقلع العبايه والجلابيه وشمهم وحطهم على المصطبه وطبطب عليهم بحب كيف مايكون عيطبطب على حكيم ويقوله ارتاح هاخدلك بتارك قريب واريحك فنومتك ..
دخل الحمام وطلع قعد قبال خيرى اللى لقاه عامل كبايتين شاى وقاعد مستنيه اتلافى كبايته واخد منيها شفطه وحط ايده على دماغه بتعب وغمض عنيه شويه ورجع فتحهم ..
خيرى وهو عيتأمل حاله :شكلك تعبان قوى يابشندى !
بشندى :شندلو حالى ومخولو مخى ولاد المركوب دول ..حاسس ان مخلى عيلوق جوا راسى كيف بيضه خربانه ..
خيرى :اشرب الشاى هيظبطلك دماغك انشاء الله ..
بشندى :ادينى عتنيله علون معدتى محاملهوش ..كيف ماتكون اتهرت من اللى كانو يطفحهونى ...واخد نفس وبص لخيرى ..احكى ياخيرى ..
خيرى هو كمان نفخ بألم وابتدا يحكى :
اقولك ايه بس يابشندى ..يوم ميتت سى حكيم كانت لجمه لقلوب الكل ..كنبله واتفجرت فالقلوب والعيون والله ...
بعد مالداكتور قال انه مات وانتا حوصولك اللى حوصول ونومك الداكتور بالحقنه ..فضلنا قاعدين مستنيين ..
انى وناس البلد والبلاد كلها اللى وصلت الوحده بعد ماعرفو الخبر الشوم
كانت الوحده ترش الملح مايندلى من الناس
وغازى كان يترمى من يد ليد يتلوى ويبكى بكل حيله والناس تسكت فيه وطلمبة دموع اتفتحت من عنيه متعرفش كانت عتجيب ميه منين ..
شويه ولقينا افندى دخل وقالو الطبيب الشرعى ..دخل كشف وطلع بعد دقيقتين وكتب تقريره انها رصاصه من مسافه بعيده ..طلع لقى مأمور المركز مستنيه وسأله عن سبب الوفاه وقاله رصاصه ففرح والمأمور هز راسه ومشى بس خد معاه راجلين تلاته من اللى كانو قاعدين يشهدو ان الرصاصه طايشه ومحدش يعرف مين اللى ضاربها ..واتقفل الحديت على اكده وعيمل محضر واتكتب سبب الوفاه رصاصه طايشه ..
طلعت شهادة الوفاه والشيخ حكيم اتغسل فالوحده وبسرعه اتكفن واتحط فالكَرَب وخلاص بقى جاهز على الدفن ..
غازى شاله مع الرجاله وانى كنت معاهم وطلعنا بيه من الوحده عريس ياولدى بدال مايتزف على عروسته عيتزف على جبانته ..قلع اوبيض ولبس اوبيض وبين اللى خلعه واللى لبسه بداية دنيا ونهايتها ...واتنهد بحسره وكمل ..
وصلنا فمفترق الطريق اللى عيودى على الجبانه وعلى السرايا والناس كلها قالت لازمن يروح السرايا يتودع من اهله ويودع عروسته وتودعه لكن غازى وقف كيف اللقمه فالزور واتنكت فيها وقال له مينفعش ..امه تموت لو دخل عليها بتابوت بدال ميدخل على ضهر فرسته عريس ..بين امعارض واموافق غازى كلامه مشى وطلعو بالشيخ على الجبانه علطول ..
فتحنا العين وفتحنا التابوت وغازى وعوض والدفان وانى معاهم شلناه عشان ندخله فالعين وسبحان الله يابشندى كان خفيف كيف الريشه من اعماله الزينه ..والله كنت شايله كنى ماشايل حاجه ..ولا تقول الشيخ حكيم اللى طول بعرض بلحم بشحم ..بس هو العمل الصالح عيخفف من بدن صاحبه ..
دفناه وقفلنا العين ودعيناله وروحنا كل واحد على بيته بقلب عينزف بعد ماكان جاى فرحان لفرح الشيخ وفرحته ...
بس ياسيدى وغازى وقف خد عزا حكيم والصراحه عمل عزا وصوان يليق بالشيخ ودبح الدبايح وفضل ال٣ تيام واقف على رجليه وحواليه ناس شوفت وشوشهم تقطع الخميره من البيت ...دا ان مكانش قطعت الخميره من البلد كلياتها ...
فالتالت بعد القطعانيه غازى وقف بين الجموع ونصب حاله شيخ موطرح حكيم واتحامى برجالته، وخوف الناس ومنعهم ينطقو وقامو مشو طوالى، وبعد ماطلعو اتجمعو كلهم فدوار واحد منيهم واتفقو ان غازى صوح نصب حاله شيخ بس شيخ على حاله ..لا حد هيروحله ففصل ولا حل مشكله ..ووكلو امر المشيخه للشيخ زايد شيخ البلد اللى جارنا وبقا مسئول عن بلده وبلدنا ..الكلام ديه حكهولى واحد كان حاضر القعده ...
عداشى يوم وغازى كان جايب نص نقل محمله رجاله مغفلقه ومنزلهم قبال السرايا ووقفم موطرحنا وادانا راتب شهر وزعطنا وقلنا مشوفش واحد فيكم قريب من السرايا ..
وبعدها عوض اتداير على فلاحين ارض الشيخ حكيم اللى بقالهم سنين فاتحين بيوتهم من وراها وزعطهم هما كمان وجاب ناس غيرهم وخلاهم يفلحو فالارض ..
ومن يومها وهو قاعد فالسرايا ومن السرايا للارض وعيفرفر كيف غراب البين .
وادى اللى حوصول وادى اللى جرا اللى لا ينكتب ولا ينقرا يابشندى ياخوى ...
وبص لبشندى وانتبه عليه مكشر وشه وقابض على خاجات حكيم بغضب ومبعرر عنيه كيف مايكونو هيطلعو من محجرهم وعيهز راسه بتوعد وهو عيقول :
معلهش كله هيتصلح دلوك وكل الامور هتعود لنصابها .. مع ان اللى راح مهيعودش ..بس لازمن الحق اللى من ريحته واحرسهمله
من بعده....
إلي هنا ينتهي الفصل الرابع والعشرون من رواية جمارة بقلم ريناد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا