مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة ريناد الشهيرة ب رينوو والتى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل السادس والعشرون من رواية جمارة بقلم ريناد يوسف.
رواية جمارة بقلم ريناد يوسف - الفصل السادس والعشرون
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم
رواية جمارة بقلم ريناد يوسف - الفصل السادس والعشرون
انطلقت من طبنجة بشندى الطلقه متوجهه على قلب غازى بالظبط لكن اللى حصل غير موازين حسابات بشندى لما غازى وطى يمسك لجام عنتر وكانت الثانيه دى هى الفيصل اللى خلى الرصاصه تتخطاه وتنبت فى صدر واحد من رجالته خلته وقع مكانه ..
وغازى اترمى على الارض فثانيه وابتدا صراخ على عوض والرجاله :بشششندى ديه بشندى هاتووووه لو فلت من اديكم هكتلكم كلكم النهارده وملكمش عندى ديه ..
اما بشندى ففضل مستنى غازى يقوم عشان يكرر الطلقه ولما لقى مفيش فايده اتحرك للهرب وهو واعى الرجاله قربت عليه لكن الحظ محالفهوش لما طلقه اخترقت رجله وقعته موطرحه من طلقات بنادق رجالة غازى اللى ابتدو يضربو ضرب عشوائى على غيط القصب ..
فضل نايم وكاتم المه وسامع خشولة القصب حواليه وعيدعى من ربنا ان عينهم تغفل عنيه لكن المكتوب ممنوش هروب وغمض عنيه وهو شايف بوز بندقيه عيشق عيدان القصب ويتلزق فدماغه ..
بشندى :اوضرب ياواد المركوب مستنظر ايه .
-له الشيخ عاوزك حى معاوزش يموتك دلوكيت ..ووطى خد الطبنجه من يد بشندى وهو لساته مثبت فتحة البندقيه فدماغه وبعدها شال البندقيه وضرب طلقة نصر فالهوا وزعق بعلو صوته :لقيته يارجاله ..تعالو اهنه ..
وشويه والكل اتجمع حواليه وشالوه وراحو بيه على غازى اللى اول ماشافه فأدين رجالته فى اللحظه داى بس اللى قلبه خفت رجفته وريقه الناشف من الخوف طِري واتبلع ..
ولما وصل حداه ضحك بتشفى :والله ورجع الطير ليد صياده تانى ..ليك وحشه يابشندى والله ..كنت وين ياراجل دانى برمت عليك البلد والبلاد اللى جارها ..اصلى عحبك ياراجل ومعحملشى بعادك عن عينى واااصل ..
بشندى وهو كاتم المه:له وانتا الصادق دانتا كنت عتدور عليا خوف مش محبه ..عشان خابر زين ان طول مانى حر وبعيد عنك موتك محتوم .
غازى بضحكه :صوح .مش هجادلك ولا اكدبك ..كنت خايف منك ..وكرامه لكل الخوف اللى حسيت بيه ديه بسببك ..انى هخلصه من عنيك وهطلعه على جتتك ..
خدوه يارجاله على المندره .. وتاوو ديه بعيد ..او ارموه فالرياح هو اكده اكده محدش يعرفه ولا هيدور عليه ..وبالفعل الرجاله اتقسمو نصين نصهم ربطو بشندى و اتصرفو وجابو شوال خيش كبير حطوه فيه وربطوه ورفعوه على عنتر وواحد من الرجاله جره وغازى ماشى وراهم بفرحه كنه راجع هو ورجالته بغنايم حرب .
والنص التانى حطو الراجل الميت فشوال زييه وحطوه على حمار وحملو فوق منيه جراو عشان يداروه وراحو بيه للرياح (منفذ للماء للبلد كلها يغذي مصرف او اكثر بالماء) ورموه ورجعو ولا مين شاف ولا مين درى .
وصلو المندره وواحد من الرجاله اتطوع يطلع لبشندى الرصاصه وسخن مطوه على النار وشق رجله بالطول ومد يده فالجرح طلع الرصاصه وكل ديه من غير تخدير ولا حاجه تخفف الالم وبشندى روحه طلعت وردتله كذا مره من الالم ومع كل حركه كان يشهق شهقه تشق صدره شق ..
خلص الراجل وخيطله رجله بأبرة خياطه بعد ماكبِلو عليها سبيرتو وجاب خيط شوال نايلون وابتدا يخيطله غرز حلزونيه ودى طريقة المطاريد فالخياطه عشان تالت يوم يقصو الخيط ويشدوه من الجرح ويطلع من غير مايتقطع ..
خلص وطلع وفات بشندى منتهى من الوجع ودخل بعد منيه غازى وعوض ..
غازى :هاه كيفك دلوك ..يارب متكون بخير ..
بشندى بصله بعيون حمره ومردش عليه وغازى كمل حديته ..
هسألك سؤال واحد يابشندى ولو جاوبتنى عليه هرحمك من العذاب ديه كلياته ..واموتك موته مريحه متحسش بيها ..وين عقود الارض والمعامل ..ورفع صباعه بتحذير ..
واوعك تكدب علي وتقول معارفش عشان انتا عتعرف القرد داسس ولده فين وحاجه تخص حكيم لاممكن ماتعرفهاش ..اتحدت بالزوق بدال مااخليك تتكلم بالغصب وانى اعملها وانتا خابر زين ..
بشندى بلع ريقه وبص لغازى واتحدت وهو بيمثل الخوف :
له ملوشى عازه الغصب ..انى هقولك داسسهم وين ..وشاورله بأيده يقرب وغازى قرب منيه باهتمام واول ماودى ودنه قريب من خشم بشندى ..
بشندى :عاوز تعرف العقود وين يا غازى ؟
غازى هزله دماغه بسرعه ..بشندى كمل حديت بعدها..اقولك فين ومتزعلشى وضحك ضحكه عاليه خلت غازى اتجنن وقام على حيله وابتدا يضروب فبشندى بكل قوته ومع كل ضربه بشندى يضحك ويقوله كلمه :
اوضروب زين ياد ..اوضرب ضرب رجاله يامنسون ديه ضرب حريم ..اوضروب ياد كيف ضرب شيخك حكيم فاكر سيدك وتاج راسك حكيم ولا نَسيته ..
وكل كلمه وضحكه من بشندى كان غازى يزيد لدرجة ان غازى تعب من كتر الضرب وبشندى برغم جروح وشه وجسمه الا انه لساه محافظ على قوته قبال غازى ونظرة الاستصغار اللى عيبص بيها لغازى مخليه غازى نفسه يقلع عنيه من موطرحهم ويدوسهم برجليه ..
غازى تعب من الضرب فبشندى وبشندى لساه على موقفه ومراضيش يفتح خشمه بكلمه غير الاهانه لغازى والمقلته عليه لغاية ماغاب عن الدنيا خالص ..
عوض :بكفايك اتعبت ياشيخ سيبنى انى اخلصلك عليه متتعبش حالك اكتر من اكده .
غازى بغل وهو بيفرك اديه اللى نملت من كتر الضرب وباصص لبشندى المغمى عليه :له تخلصلى عليه ايه انى لساتنى عايزه محدش غيره واد المحروق ديه يعرف عقود الارض وين ..
اعرف موطرحهم وبعدها اديهولك انتا والرجاله تمرمشوه ...ودلوك خدهولى عالسرايا عشان مهأمنكمش عليه مره تانيه ياعرر ..ودوقلو فالجنينه عروسه اصلبهولى عليها عايزه يموت قبال عينى من الوجع كل دقيقه موته ..
عوض :حاضر ياشيخ تامر امر ..وطلع اخد راجلين ودخلو السرايا ومعاهم عرقين خشب واحد طويل وواحد قصير ودقوهم فبعض ودفنو الطويل فالارض وراحو جابو بشندى وقفوه عليه ومددو درعاته وربطوه ربطه زينه وكل ديه قبال عين غازى ..
حكيم شايف كل حاجه من اول مالرجاله ابتدت تعمل العروسه ومستغرب ومركز فالصوره وصرخ بعلو صوته وهو شايفهم جايبين بشندى كر من رجليه ووقفوه على العروسه وخلعوه خلجاته مسابوش عليه غير السروال وربطوه وهو لاحِس ولا حركه وباين انهم لاعبين بحاله لعب ..وزاد فقلب حكيم قهر جديد فوق قهره على بشندى وهو واعيه متربط كيف اسد مأسور وحاله ميقلش عنيه..
زعق بعلو صوته وهو عيوضرب الحديد فالسرير ..ااااخ ياغازى لو تقع تحت يدى اااخ ..ورب العزه لاكون ضاربك بعدد كل ضربه ضربتها لحد منيهم عشره ..وكل جرح عشره ..وكل وجع بعشره ..ياااارب انتا عالم بحالى وحال قلبي حلها من عندك يارحيم بالقلوب ..
جُماره سمعت صوت الخبط مره تانيه وقامت من على السرير متململه وراحت على الشباك فتحته واتنهدت وهى عتبص منيه عالجنينه وبرقت عنيها ومسكت فالشبك بأديها التنين وهى عتطلع دماغها منيه تتوكد من اللى شايفاه ،
وشهقت بعد مااتوكدت من اللى عينها شافته وصرخت بعلو صوتها :عممممم بشنددددى ..ونزلت السلم جرى وبوشها عالجنيه وحتى امها عيشه لما شافتها جريت وراها وغاليه زيهم وزبيده اكتفت انها تقف على باب السرايا تبص عاللى بيوحصول من بعيد ..
جماره وقفت قصاد بشندى تنهج وفالوكت ديه كانت الرجاله طلعت ومفاضلش غير غازى واقف جاره ..
جماره بصراخ :عم بشندى ..عميلت فيه ايه ياظالم يامفترى ..ليه كل الضلال بتاعك ديه ..وقربت عليه ومدت يدها على حبله لكن ضربه من شومة غازى خلتها ترجع يدها بصرخه وعيشه جريت خدتها فحضنها :اسم الله عليكى يابتى ..كسر يدك ياغازى اللى طايحه فالكل داى يبتليها بشلل قول امين ..
غازى :طب اخدى عشان تدعى زين ..ورفع شومته ونزل بيها على زندها بكل قوته خلاها صرخت من قُعف راسها وجماره جرتها وبعدت بيها وهى عتفركلها فموطرح الضربه ..
والتنين كل وحده دموعها مغرقه وشها من الوجع ..
غاليه :حررررام ديه حررررا ..بكفياك عاد ياغازى بكفياك
غازى :كلمه تانيه وهنزل بالشومه على راسك انتى كمان واخليكى تفرفطى فالارض فرفيط...ودلوك تغورو كلكم من قبال عينى احسن ويمين الله ماتلومو غير حالكم .
قالها ولما شافهم لساتهم واقفين اتوجه على موطرح جمره واتلافى الكورباج المتعلق على الحيطه ورجع بيه وهو ماسكه بتوعد وعنيه عليهم هما التلاته والشرار عيطفر منهم..انى قووولت ايييييه ..شوية حريم مهعرفشى امشى كلمتى عليهم ياك ؟
وابتدا يضروب بالكرباج فالتلاته بعشوائيه خلاهم يجرو قدامه وهو وصلهم ضرب لغاية باب السرايا
ودخلو وهما عيصرخو من الالم وزبيده اول ماشافتهم وشافته طارت ادست جوا الموطبخ بخوف وهو رجع لبشندى وفضل يوضرب فيه بغل حتى وهو شايفه جثه لا عتتحرك ولا تقاوم لغاية ماخلى جسمه خرايط..
بعدها راح على السرايا ونبه عليهم ان اى وحده هتوصل بشندى ولا تلافيه بوق ميه ولا لقمه موتها هيكون على يده من غير تفكير ...
وراح الموطبخ ووقف قبال زببده اللى اول ماشافته رجفت من الخوف ووجهلها الحديت وهو رافع الشومه وموجهها ناحيتها :
وانتى ..كلمه تطلع عن بشندى لحد .. طلقتين بشلن وحده تبيت فراس جوزك ووحده فراس ولدك البكرى وانتى لسانك يتقطع مع اديكى ورجليكى وافوتك تزحفى زحف على الارض لاطايله موت ولا حيا ..سامععععه
زبيده هزتله دماغها بخوف وطاعه وهو نزل شومته خبطها فالارض بقوه خلى زبيده فطت من الخوف وطلع من الموطبخ وبصلهم كلهم بتوعد وبعدها سابهم وطلع من السرايا كل وحده تبص للتانيه وجواها صرخه مكتومه ..
تماضر فأوضتها سامعه كل الزعيق والصراخ وعماله تزوم وترمى فالحجات حواليها عشان حد يسمعها ويدخل عليها يطمنها لكن من غير فايده ،وفضلت على الحال ديه لغاية ماغاليه دخلتلها وهى اول ماشافت غاليه مدتلها اديها وبكت بصوت عالى من الخوف اللى كانت حاسه بيه احسن غازى يكون عيميل فيها حاجه لكنها اطمنت بشوفتها ..
دخلت غاليه وخدتها فحضنها وطمنتها :تخافيش مفيش حاجه هدى حالك ...بس هدى ..
تماضر شاورتلها على بره فالجنينه بمعنى ايه اللى كان يوحصول بره وغاليه اتنهدت وجاوبتها :
جاب بشندى مربطه ومشندل حاله ونزل فيه ضرب وفينا لما رحنا نشوفو خبر ايه
تماضر غمضت عنيها وهزت دماغها بقهر وبعدها رفعت دماغها للسما تناجى ربها بعنيها وقلبها من غير صوت ..
عيشه اكتر وحده قلبها كان متقطع على بشندى وحالته ..وراحت على باب السرايا ووقفت تبصله بشفقه وكل عين تبكى حفنة دموع وفضلت تهمس لحالها :والله الموت ارحم من اللى هو فيه ديه ..ياحزنى عليك يابشندى عامل كيف صقر مسكوه وربَطو رجليه وقصقصو جناحاته وسابوه يموت بحسرته ..
خلصت كلامها ودخلت جوه وقعدت جار جماره وزبيده وشويه وجماره فاتتهم وطلعت اوضتها وفضلت رايحه جايه فيها وحاسه بقلة الحيله على بشندى والنار تاكل فيها وكل كل ماتبص من الشباك وتشوف حاله ...
عدى باقى اليوم على الكل وبشندى ابتدا يفوق بالليل ويأن من الم رجله والم جسمه والضرب اللى خده من غازى ..
رفع وشه المورم وعنيه المقفوله من الورم ويادوب قادر يشوف منها واتلفت لقى حاله فالسرايا ..السرايا اللى من ساعة موت ولده حكيم مدخلهاش ولا يعرف ايه عيجرى فيها ..
اتلفت حواليه بحنين لكل ركن فيها وخد نفس طويل ودموعه نزلت واتخلطت بالدم الناشف على وشه ودندن بصوت مدبوح وهو عيتلفت على جمره وعلى الشجر والسرايا وكل كلمه بعدها شهقه وغصه :
دار ..يادار...يادار ..يادار..قوليلى ..
يا..دار ...راحو.. فين ..حبايب الدار ..يادار قولي..واتخنق صوته بالبكا وهو عيفتكر حكيم وجلعه معاه ورميحه وحسه اللى كان مالى الموطرح وضحكته اللى لما يضحكها وسنه يبان تضحك معاه الدنيا فوش اللى عيتطلعله واتفتح من عنيه بحر دموع موقفشى.
غازى فالوكت ديه كان دخل السرايا وراح اوضته هو وغاليه عشان ينام وجماره كانت واقفه فالشباك واستنته يدخل السرايا وصبرت شويه وراحت على باب الاوضه وقفها صوت امها :
رايحه وين ياجماره ..اوعك يابتى تنزلى احسن يموتك ديه معيتفاهمش والكتل حداه اسهل من شربة الميه اديكى ريتى بعينك كان هيفطس مرت عمه لولا ماغاليه لحقتها ورضيت تتجوزه !
جُماره :محاملاشى اشوف عم بشندى فالحاله داى يمه ..ديه حبيب الغالى .
عيشه ومين سمعك يابتى ..ومين متحمل اللى عيجراله ديه بس ادى الله وادى حكمته .
جماره :انى مليش صالح بالحديت ديه ..انى هنزل.. اقلتها ابل ريقه ببوق ميه ولا لقمه ديه تلاقيه هيموت من العطش ياناس ..وراحت على الباب فتحته بس وقفتها يد امها ..
وقفى انتى انى هنزل واروحله ..انتى مهتحمليشى ضربه من غازى وانتى حالك منتهى اكده ..اركدى موطرحك وانى هزقيه بوق ميه واعاودلك قوام .
جماره :بس يمه ...
عيشه :مبسش ..مش هتروحي يعنى مش هتروحى ..انى مهتحملش اشوف فيكى حاجه ...اوعى اكده ..وزقتها ونزلت تتسحب على تحت وجماره عاودت للشباك مره تانيه تراقب فخوف ..دخلت عيشه الموطبخ وخدت ميه ووكل وراحت على بشندى وهى عتتلفت حواليها وقلبها عيرجف من الخوف لحدت ماوصلت عنده .
بشندى اول ماحس بيها رفع راسه بضعف وشافها قباله نزل راسه للارض تانى بكسره .
عيشه قربت منيه وهمستله :ارفع راسك ياسيد الرجال ..مش كل اللى تتربط اديه يوبقى ضعيف ..انتا لساك كيف الاسد بس اسد وقع فشباك صياد خسيس ..
خد اشرب وبل ريقك وارفع راسك ..ارفعها للسما وقول يارب وناجيه فجوف الليل ودعوة المظلوم مسموعه ومفيش بينها وبين ربنا حجاب .
قربت الميه على خشم بشندى اللى شرب بلهفه كنه كان تايه فصحرا ليه ايام ..شرب لحد ماارتوى وبعدها رفع عينه على عيشه ...اصيله يام جمره ..اصيله
عيشه هزتله دماغها وابتسمتله تهون عليه اللى هو فيه ومدتله يدها بلقمه قبال خشمه وقبل مايفتح خشمه سمعو صوت خلى عيشه رمت اللى فيدها وراحت ورا بشندى تدس وتحتمى فيه برغم ضعفه :
والله صدق اللى قال ان الفُجر ليه ناسَه ..
بقا ياوليه اضروب واهدد واجلددد..وبرضك مخايفاش وجايه تتسحبى فنصاص الليالى عشان توكليه وتزقيه ..مالكل خاف ولبد وسكت انتى اتنبصتى ليه وجيتيله ..شجيعة سيما ولا بايعه عمرك ؟!!!
على العموم انتى اللى جبتيه لحالك ..تعاااالى ..ومد يده سحبها من ورا بشندى وجرها بعيد وهى فضلت تصرخ وتقاوم لحدت ماوصل قريب عن موطرح الكورباج واتلافاه ورماها فالارض ونزل عليها ضرب ..فالوكت ديه جماره كانت واقفه فالشباك وشافت كل حاجه ولما لقت غازى طلع ومسك امها نزلت طايره ورمت نفسها عليها تحوش عنيها ضرب غازى لكن الكورباج كان طايل التنين كل وحده ليها نايب من الضربه وعمالين يتلوو تحت منيه وصراخهم شاقق سكون الليل .
وبجانب صراخهم صوت بشندى اللى عيزعق بكل حيله ويتنفض من كتر العصبيه ويحرك فأديه ورجليه نفسه يفكهم بس من غير جدوى :
بعد عنهم ياواد المركووووب ..كف يدك من الحريم يامخنث ياعرة الرجال ياعديم النخوه والشرف ..
اااااخ يامين يطلقنى عليك ويلايمنى على زمارة رقبتك دلوكيييت ...
لكن غازى كان مستمر فالضرب ولا سامع صوت بشندى ولا مأثر فيه صراخ ولايه ضعاف تحت يده .
اخيرا بعد عنيهم لما تعب من الضرب وقعد على نص البرميل قصادهم وشايفهم وهما عيلمو فبعض وكل وحده يدها وعينها عتعاين جروح التانيه..
غازى بص لجُماره اللى عتشد فهدومها تغطى جسمها اللى اتكشف من كتر مافرفطت برجليها وبلع ريقه واتحدت بقلة صبر :انتاااى ..عدتك هتوخلوص ميته ؟
جماره بصتله ومردتش عليه وهو كرر السؤال مع ضربة كورباج :لما اسألك تجاوبى ..عدتك باقيلها كد ايييه
ردت عليه عيشه بسرعه وهى عتضم جماره عليها وتحميها بأديها :باقيلها ٢٨ يوم
غازى :لسه باقى كل ديه ! ومسح على وشه بغضب ..عموما هااانَت ..نصبروهم وامرنا لله ..
جماره بصتله ونطقت بغضب :٢٨ يوم ٢٨ ساعه نجوم السما اقربلك منى ياغازى ..وحط فبالك ان عمرى مهخليك تحط يدك عليا مره تانيه ..انى مرت الشيخ حكيم وعمرى بعد منيه ماهكون مره ليك ابدا ..
غازى بضحكه :مش بمزاجك
جماره :له بمزاجى ..وهقف قبال المأذون وهقول معاوزاهوش ومش موافقه اتجوزه ..واوبقى ورينى هتعقد عليا كيف وكتها .
غازى بضحكه :واااه ..دانتى بقيتى فاقده على اكده وعامله حالك محدش هيقدر عليكى !!
جماره :تقدر متقدرش،.. تجلدنى تموتنى اعمل فيا مابدالك انى معدتش هخاف ولا حياتى بقت تهمنى ..اللى يطلع من تحت يدك اعمله ..
غازى :ومين قال انى هضروبك ولا اعمل فيكى حاجه عشان ترضى تتجوزينى ..
له يابت امك مهعملشى ولا حاجه من ديه ..
انى كل اللى هعمله انى هخلى امك الحلوه داى فأمانتى بره السرايا فالحفظ والصون تحت يد رجالتلى لحدت ماتتجوزينى ..وافقتى ..كان بها ..
موافقتيش ومشيتى كلامك اللى قولتيه دلوك ديه امك تانى يوم تكون مخنوقه ومرميه فالرياح ولا من شاف ولا مين درى لحدت مايلقاها فلاح ساده المصرف قبال غيطه ويطلعها بعد مايكون السمك كل نصها ..اما انتى فبلاها جواز انى ميهمنيش وهخليكى ملك يمينى ..كيف الجوارى اكده بالظبط ..واوبقى سلميلى على شيخك حكيم عاد ..
قالها وقام وقف وراح على بوابة السرايا ورجع براجلين خدو عيشه من حضن جماره والاتنين عيصرخو وكل وحده ماسكه فالتانيه مش عايزه تسيبها بس على مين ...دا الرجاله لو كانو التنين ملزوقين فبعض بغرا هيفصلوهم ..خدو عيشه ومشو بيها وجماره فضلت تصرخ وتتخبط وبشندى يصرخ عليهم يرجعوها لحدت ماحسه راح هو كمان .
غازى بص لجماره وبص لبشندى وضحك وهملهم وراح على السرايا وعلى الباب شاف غاليه واقفه على باب السرايا ومربعه اديها وبصاله بنظره خاليه من اى تعبير وكأن اللى بيعمله بقا شيئ عادى بالنسبالها وكأنها خلاص مهتتفاجأش بيه بعد اكده ..
هو وقف قصادها وبنبره آمره :فوتى جوه
وخطى خطوه ولما غاليه متحركتش صرخ فيها بصوت فززها :قلتلك فوووتى جوه هِممممى ..
واتحرك وغاليه اتحركت وراه ودخلو الاوضه واتقفل بابها وغازى حط راسه طوالى على المخده ونام ولا كأنه ظالم حد ولا كأنه عامل ايوتها حاجه عفشه وسايب وراه قلوب محروقه كل واحد ليه مظلمه فرقبته رفعها لرب العالمين ومنتظرين يوم رد المظالم ..
اما حكيم فخلاص روحه دابت من كتر الالم وهو واعى كل ديه عيوحصول فحبايبه قبال عنيه لدرجة انه عاهد حاله انه مش هيبص على الشاشات اللى قباله داى نوبه تانيه وهيمنع عنيه تشوف وجع اكتر لكنه مقدرش وعينه خانت العهد لما راحت على الشاشات تتنقل مابينهم بلهفه وخوف وحسره واشتياق كيف لاول..
********
وعدت لايام يوم يباعد يوم وجماره معارفاشى حاجه عن امها وخلت زبيده دورت عليها فالبلد وحتى جوزها دور من سكات بس عيشه من يومها لاحس ولا خبر كيف ماتكون الارض اتشقت وبلعتها وحرايق قايده من الخوف والقلق عليها فقلب جماره ..
اما بشندى فلساه تحت رحمة غازى وتحت تعذيبه والرحمه الوحيده اللى طالها منيه انه قعده على حيله وهو متربط وكل كام ساعه واحد من الرجاله يدخل يوديه بيت الراحه ويرجعه ويربطه من تانى والميه مره وحده فاليوم والوكل كسرة خبز حاف او ثمرة فاكهه وحده وبشندى اللى كان كيف الباب يوم عن يوم جسمه يضمر من الجوع والعذاب لدرجة ان اللى يشوفه ميعرفهوش .
جماره قاعده فأوضتها بالليل على سريرها ومره وحده باب الاوضه اتفتح وبصت شافت غازى واقف على الباب ..
جماره لمت حالها زين وسألته بخوف :جاى فنصاص الليالى عاوز ايه ياغازى ؟!
غازى اتقدم منيها :عايز اقعد جارك هبابه واتحدت معاكى ياجماره..واتقدم منيها وعينه عتاكلها وكل ووقف جار السرير وهى انكمشت على روحها ..
مفيش قعاد ولا حديت بيناتنا ياغازى وروح اطلع بره ..
غازى وهو عيقرب منيها اتحدت بصوت منتهى :جماره اسمعينى زين ...انى صوح قلبي ميت ومعحبش حد واصل ..بس انتى الوحيده اللى ليكى حته فقلبي ..انتى الوحيده فالدنيا اللى شغلت فكرى وبالى ..وعرفت قيمتك وغلاوتك بزياده من يوم مابعدت عنك ..انتى مره مفيش منك ياجماره اللى خرطك مات بعد ماخرطك طوالى ..
هاودينى واسمعى كلامى وانى هخليكى ست الستات كلها ..بعد كام يوم هتخلص عدتك وهعقد عليكى ..احلفلك برحمة ابوى انك لو طاوعتينى وخلتينى اعيش ليله احس فيها انك راغبه فيا وعاوزانى ورضيتى بيا جوزك وابو عيالك هخليكى تمشى تعفصى عالفلوس والدهب ..هخليكى ست الناس كلها حتى على غاليه هعليكى واعلى مقامك ...ورفع يده قبالها ..ويدى
داى تنقطع لو اتمدت عليكى مره تانيه ..هاه قولتى ايه
جماره بصتله وردت عليه من بين سنانها :مش كل الناس تبيع حالها بالفلوس ولا عشان الفلوس ياغازى ..
مش كل الناس غازى ولا كل الناس فيها طمعك ..انى كنوز الدنيا متغيرش كرهك فقلبى ولا تخلق ليك موطرح فيه حتى كد حباية سمسم .
غازى :بلاها فلوس ..اللى انتى عايزاه ..اطلبى عليا واتمنى ياجماره وانى شبيك لبيك بس تسمعى كلامى ..
جماره اخدت نفس وزفرته بقلة حيله وفكرت وشافت انها طالما اكده اكده هتتجوزه يوبقا تستغل الفرصه وتحط شروطها وياصابت ياخابت :امى تعاود اهنه تانى .
غازى :يجرالك بس بعد كتب الكتاب ..غيره
جماره :امى لما تعاود تقعد فالمشتمل ويتفتحلها الباب الورانى تطلع وتدخل منيه براحتها ومحدش يقولها رايحه وين ولا راده من وين ..وانى هكون مرتك ساعتها وغاليه بقت مرتك ومفيش وحده هتهروب منيك .
غازى وقف منفوض بغضب :له كله الا ديه ..المشتمل فيه ناس عتكحت فيه لسه على الطميره ورجاله طابه ورجاله طالعه كيف تقعد فيه يعنى ..
جماره :خلاص بعد مالرجاله تخلص تقعد فيه .
غازى بعصبيه :ايه حكاية المشتمل معاكى امال؟!!
وبعدين مانتى قاعده فدور لحالك اهه فالسرايا وامك تقعد فالاوضه اللى تعجبها جارك ايه لزمته المشتمل وقعدته؟
جماره :والله ديه شرطى عشان اتقبلك واسمع كلامك نفذت انفذ منفذتش ادينا على حالنا واكده اكده هتتجوزنى ..بس مهبصش فوشك واصل .
غازى اتحدت بهدوء وهو عيمد يده على خد جماره :على العموم ساهله ..نتجوزو بس وتتعدَل بعدين ..
جُماره نشكت يده بعيد عنها وكلمته بغضب :يدددك ..انى لساتنى محرمه عليك ..وفعده والمفروض قعدتك داى معاى من غير محرم حرام ..
غازى لم يده وضم قبضة ايده ورجعها وابتسم :ماشى ياجماره ..انى هسمع كلامك ومهزعلكش ..عشان انتى كمان توبقى تسمعى كلامى ومتزعلنيش...
وفاتها وطلع وهو مبتسم بعد ماادى حكيم نظره فالكاميرا فغفله من جماره وهو متوكد انه شايفه دلوك ..
وطلع وهو مطمن انه خلاص جهز الضربه القاضيه لحكيم اللى هتنهى على كل اللى فاضل حى منيه وهو شايفه مع مرته وففرشته وبكل رضاها واستسلامها ..
جماره قامت راحت على الشباك واتنهدت وهى باصه لبشندى اللى بقا عامل كيف العش خاوى وضعيف ولو اتطبق ميملاش قُفه، ووشه كانت تشوفه من بعيد فالنهار جروح اتراكمت فوق جروح ضيعت ملامحه وخلته واحد تانى ..وبدال ماكانت هيبته وطلته تهز اتخن شنب بقا مرمى كيف خرقه قديمه ..
فضلت واقفه مربعه اديها وباصه للجنينه لغاية مالليل قسم وهى قاعده على حالها ومره وحده ضيقت حواجبها وفكت اديها وبعدت عن الشباك ولفت حوالين نفسها وعملت حاجه وبعدها نزلت تتسحب ..
طلعت الجنينه وراحت لبشندى بعد مااتلفتت زين واطمنت انه مفيش حد ..
قعدت قصاده ولقيته مدرمس مدت يدها عليه هزته بالراحه وهمستله :
عم بشندى ..عم بشندى فوق ..عم بشندى ..
بشندى رفع دماغه ورد من غير تركيز ..هاه
جماره بلهفه وخوف : عم بشندى انى جماره اصحى وفوقلى الله لايسيئك ..
بشندى بتوهان وبنبره هامسه :جماره كيف حالك يابتى ؟
جماره :سيبك منى ومن حالى وصحصح معاى ..انى ههربك من السرايا النهارده ..قالتها وهى عتمد يدها تفك الحبال اللى متربط بيها .
بشندى :تهربينى كيف وكلاب غازى محاوطه السرايا كلها!
جماره :محاوطين السرايا من ٣ جهات بس ورا السرايا مفيش حد واقف ..انى طلعت على السطوح دلوك واتوكدت انه مفيش حد ورا السرايا ..انى لميت كل المليت بتاعت السراير وربطتها وعملتها حبل طويل ..هتربط حالك بيها وانى همسك طرف الملايات وانزلك وحده وحده ..السرايا دورين ومش عاليه قوى يعنى متخافش ..بس المهم انك اول مارجلك تلمس الارض تفك الربطه منك وتدخل القصب علطول قبل ماحد ينضرك من الرجاله ..
بشندى :غازى هيموتك يابتى .
جماره :انى اكده اكده ميته يعنى مافارقاش ..اهم حاجه تدور على امى وتخلصها من يد غازى وتبعدها عن البلد خالص ..واوعى تخليها تهوب يم السرايا وتخلى غازى يلوى دراعى بيها ..لو وصلتلها ابعتلى خبر مع زبيده ماشى ؟
بشندى هز دماغه بموافقه وبعدها ابتدت تقومه واتحركو بحرص وهما عيتلفتو حواليهم وكل ديه حكيم شايفه قبال عنيه.. وواقف يبلع فريقه بقلق ومراقب كل حاجه حواليهم وخايف غازى او اى حد يمسكهم وعمال يهمس :ايوه ياجماره جدعه ..براوه عليكى يابت قلبي ..
ومع كل خطوه بشندى يخطيها بضعف وهو مسنود على جماره حكيم يهمسله بتشجيع كأنه سامعه :هم يابشندى هبابه ..يلا يابشندى شد حيلك وامشى ..
دخلت جماره ببشندى السرايا ولساتها مسنداه وحكيم نقل عنيه للشاشه التانيه يراقبهم بتوتر وكل شويه يبلع ريقه بخوف وواقف على اعصابه لغاية ماغابو عن عنيه وهما عيتسحبو من غير صوت لغاية ماوصلو الدور التانى وجماره دخلت خدت الملايات من الاوضه وهو شايفها وطلعت راحت على اوضة غاليه خدت كام ملايه زياده ربطتهم فيهم زيادة اطمئنان ..
طلعو سطوح السرايا وهما مطاطيين راسهم عشان ميبانوش من الحيطان اللى فوش السرايا لغاية ماوصلو لآخر السرايا من ورا ..
جماره مسكت اول الملايه وربطتها على وسط بشندى بأحكام وراحو على الحيطه ..
جماره عشان تشجع بشندى وتشيل اى ذرة خوف جواه ...متخافش ياعم بشندى انى شديده وهقدر امسكك زين ..واصلا انتا مبقاش فيك حاجه بقيت خفيف قوى ..انزل ومتقلقشى من حاجه .
بشندى بصلها وابتسم :انى مخيفش من الموت عشان عمرى يابتى ..انى خايف اموت قبل ماآخد بتار الغالى من الكلب غازى ..وتارى انى كمان وتاركم وتار كل واحد ظلمه غازى وجار عليه ..
جماره هزتله دماغها وابتسمتله وهو خطى الحيطه ونزل بكل جسمه وفضل متعلق بأديه على الحيطه وبص لجماره ..
جماره :سيب اديك ياعم بشندى وانزل متخافش ..بشندى ساب يد ولسه هيسيب التانيه جماره اتحدتت بلهفه كنها افتكرت حاجه مهمه :
عم بشندى استنى ..اول ماتمسك الامان بلغ عن غازى ..غازى عيحفر لطميره تحت المشتمل .
بشندى باستغراب :طميرت ايه داى
جماره :طميره فيها مساخيط دهب ..بلغ عنيه وخلى الحكومه هى اللى تاجى تخلصنا منيه وتاخده ..
بشندى هز دماغه بموافقه مع انه مفاهمش حاجه بس عارف هو هيعرف كل حاجه عيعملها غازى من مين وساب يده التانيه وجماره اتلحت فالملايه بكل حيلها وصاده الحيطه برجليها عشان تقاوم تقل بشندى اللى كانت عملاه خفيف متعرفش ان عضم الراجل عيوزن حتى لو كان رفيع ..
وحده وحده جماره بقت تنزل الملايات ببشندى لغاية ماوصل الارض واتلفت حواليه وبسرعه فك الربطه وبالباقى من حيله اتحرك ناحية غيطان القصب ودخل فيها من غير مايهتم لحاجه ولا يخاف من الديابه اللى ممكن يتلمو عليه ياكلوه حى لو عترو فيه ولا قدرو يشمو ريحة دمه ..
جماره ابتسمت بعد ماشافته اختفى فالقصب ولمت الملايات بسرعه ونزلت بيهم على اوضتها وحطت يدها على قلبها بارتياح بعد ماقفلت الباب وراحت على السرير تفك فالملايات من بعضها وتطبقها كيف ماكانت وترجعها فالدولاب وحكيم مراقبها وعيضحك بفرحه ويكلم جماره كنها سامعاه :
عحبك يابت عيشه ..عحبك يابت قلبي ..
إلي هنا ينتهي الفصل السادس والعشرون من رواية جمارة بقلم ريناد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا