مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة ريناد الشهيرة ب رينوو والتى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل التاسع والعشرون من رواية جمارة بقلم ريناد يوسف.
رواية جمارة بقلم ريناد يوسف - الفصل التاسع والعشرون
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم
رواية جمارة بقلم ريناد يوسف - الفصل التاسع والعشرون
حكيم شاور لجمره عشان توقف بعد ماحس ان غازى خلاص ممكن يموت لو صبر عليه وهمله لجمره اكتر من اكده وهو واعيها عتحرت بيه جنينة السرايا رايح جاى من غير تعب، كنها هى كمان عتخلص فتارها منيه ومنسيتش انه وصلها للموت قبل اكده وشافت على يده عذاب اول مره تشوفه فحياتها وداقت بسببه الزل والحرمان من بعد ماكانت تتعامل معاملة ملوك ..
جمره وقفت اخيرا بناء على طلب حكيم بس بعد ماخدت غازى فى لفه اخيره قطعت فيها اللى باقى من نفَسه ..
حكيم قرب عليه وفك الحبال من سرج جمره وفاته متمدد على الارض واخد جمره ربطها موطرحها بعد ماحبها وخدها فحضنه وطبطب عليها يهدى الخضه اللى عتخضها من المجهود اللى عيملته..
وهى اول ماعيمل اكده وحست بحنانه عليها كنه عيقولها اهدى انى عاودتلك خلاص ومحدش هيقدر يأذيكى تانى صهلت بصوت عالى ورفعت رجليها القدامنين بفرحه خلت حكيم يضحك كنه اب شايف بته عتتنطط قبال عنيه وواقف يبصلها وقلبه فايض ليها بالمحبه ..
ربطها وودعها بتمسيده اخيره ورجع على غازى وامر الرجاله يشيلوه وياجو بيه وراه وراح على المشتمل ونزل قدامهم، وهما نزلو بغازى وراه، وحطه على السرير وربطه موطرحه بنفس السلاسل واداه ضربة وداع اخيره والتانى فتح عنيه بضعف من غير مايتحدت وشاف حكيم قباله وغمض عنيه بعد مابص حواليه بضعف وشاف حاله فالقبو والادوار اتقلبت وبدال ماكان سجان بقى مسجون ..
وفتحهم تانى على صوت طقطقه وكان حكيم عيشيل فياش الاجهزه واحد ورا التانى وعينه على غازى واتحدت بعد ما زفر بارتياح ...
السيما شطبت خلاص ..اقعد عاد لحالك انتا اهنه وراجع حالك وشوف الدنيا كيف ماعتدومش واللى تحت فلمح البصر عيوبقى فوق، واللى فوق عيوبقى تحت ...
اتأمل فقدرة ربنا وقدامك العمر كله تقضيه فتأمل ..شوف حالك كيف قعدت سنين تحفر قبر لغيرك وفالاخر انتا اللى ادفنت فيه ...
وهمله وطلع وقفل باب الحفره عليه بس بعد مااطمن ان العيش والبلح اللى جابهمله غازى امبارح قاعدين كيف ماهما ويكفو غازى ياجى يومين..
طلع بره المشتمل وقفل بابه بالقفل واخد نفسه براحه وهو عيبص حواليه ويتفقد الدنيا اللى عوادلها من تانى واتقدم ناحية السرايا ووقف قبال امه وجماره و غاليه وميل على امه حب على راسها وهمس جار ودنها : الحمد لله اللى حسك عاودلك تانى ..حقك عليا يالبة القلب ..
امسحى عذابك فضعفى وقلة حيلتى ..على عينى كنت واعى اللى عيجرى فيكى ومكبلانى القيود عنيكى ..
تماضر مسكت وشه بين اديها وهمستله من وسط دموعها :ولما انى حقى عليك انتا حقك على مين ياولدى؟ ..حقك على مين وانتا قاعد تحت منى فحفره مدفون اسمالله بقالك شهور وانى معارفاكش!..صوح كان قلبي عيحدثنى بأن فيه حاجه فالمشتمل وقلبي يرفرف وانى واقفه على عتبة بابه..
بس برضك مكنتش متوكده ولا حد فاهمنى عشان يفتحلى ويقطع شكى بيقين ..ان جيت للحق ياولد قلبي ..انتا اللى حقك علي ..حقك علي عشان مسمعتش كلامك من زمان فأنك تبعد غازى عنيك ..حقك علي فأنى وافقت انى اسعيلك تعبان ينام ويقوم فطولك وهو طول الوكت عيحفر وراك ويدبر لموتك ..حقك على راسى ياولدى ..
خلصت كلامها واتخنقت بالدموع وحكيم مسح دموعها وحب راسها وقام خدها على جوه وجماره فمحاوله منها انها تساعده مسكت معاه ايد الكرسى وجات يدها على يده وهى عيملت اكده وبدال ماتساعده شندلت حاله وهو حاسس برجفه سرت فجسمه من لمسة يدها الدافيه ..
وقف بالكرسى جوا السرايا وشال يده من تحت يدها واتنفس بقلة صبر وبص للتلاته يملى عينه منيهم زين وبعدها راح ناحية السلم ..
تماضر :على وين ياولدى خليك قاعد جارى هبابه
حكيم : هتسبح واغير خلجاتى يمه واروح اشوف بشندى وين وارجعه وارجعلك ونقعدو جار بعض لما نشبعو ..
وطلع اول سلمتين ونزلهم تانى وراح وقف قبال زبيده اللى واقفه على باب الموطبخ و دموعها ممبطلاش وهمسلها :جميلك فوق راسى يام مصطفى ..تسلميلى ياخاله زبيده على اللى عميلتيه..
زبيده :تسلم وتعيش ويسلم قلبك من كل شر ياشيخ ..داى اقل حاجه اعملها عشانك ..والله لو طلبت روحى ماتتعز عنيك
حكيم ابتسملها :اصيله ياخاله ..
اصيله واصلك طاغى والله..
خلص كلامه مع زبيده ورجع للسلم وطلعه درجه درجه والكل عينه متعلقه عليه ودموع الفرح عتلالى والضحكه شاقه الحلق شق ..
شويه ونزل حكيم متسبح ولابس خلجات نضيفه بس لساته دقنه طويل وشعره كمانى طولان لدرجة انه كان لافف العمه والشعر الاسود نازل من تحتها واصل لتحت ودانه .
وقف قبالهم وجماره قربت ووقفت قباله واتحدتت بنبرة ترجى : امانه عليك تدور على امى فطريقك ياسى حكيم ..
حكيم :متخافيش ياجماره بأذن واحد احد هجيبلك امك من عشيه ..كمل جملته وطلع طوالى وراح على الجنينه وقف مع الرجاله ..
حكيم :حد منيكم يعرف موطرح بشندى وين ؟
التنين هزو دماغهم بنفى وواحد منهم رد عليه :بشندى من يوم ما..ومقدرش ينطوقها ..ماحوصول اللى حوصول كان قاعد فالمندره وبعدها خفى طفى ولا حس ولا خبر ولا حد شاف زواله حتى ..
حكيم :طيب ولما اكده محدش فيكم فكر ياجى يسأل عليه ويطمن على صاحب عمره ؟!!
-ياشيخنا لو كان حد جه يسأل على صاحب عمره كان هيخسر عمره ..غازى كان مشدد علينا محدش يهوب ناحية السرايا وعطى امر لرجالته اللى يهوب من الغفر القُدام نواحى السرايا يطخوه طوالى ..
حكيم هز دماغه بتفهم لخوفهم المبرر وراح على عوض ووقف قباله وسأل :
عيشه وين ياعوض ..وديتها وين انتا وغازى ؟
عوض برجفه :ااانى ممعرفشى حاجه عن عيشه ..غازى خلى راجلين ياخدوها وقلهم يتاووها فحته محدش يعرف يوصلها وهما خدوها ..ووورحمة ابوى ياشيخ حكيم ماعرف طريقها ..
حكيم :على العموم ياعوض انى مهحدتكش ولا اتجادل معاك واقولك صادق وكداب ..عشان انى فايتك نايب بشندى وهو حر فيك عاد ..ههروح اجيبه وهو اللى يقررك بمعرفته وهو هيعرف يطلع الكلام منيك كيف وبالمره ياخد تاره منيك بيده ...حاكم انى خابر ان القلب معيبردش غير لما الواحد بيده يخلص حقه ..
عوض :امانه عليك ياشيخ.. بشندى له ..موتنى دلوك وحط طلقه فقلبي بس بالله عليك ماتسيبنى لبشندى امانه عليك ..
حكيم :خلاااااص ياعوض انسى ..انتا عشا بشندى النهارده ..وههمله ياكل ويشرب فيك لغاية مايشبع..
قالها واتحرك مع واحد من الرجاله وخلى التانى يقعد يحرس عوض اللى بقا يبكى من الخوف كيف الحريم ويزعق على حكيم ويطلب السماح وحكيم ولا كنه سامعه .
طلع هو والغفير اللى معاه وراحو الاسطبل والسايس جيه عليه وحضنه بفرحه :والله ممصدق عيونى ..حمداله على سلامتك ياشخنا ..انى كنت واقف مع الرجاله واتحمدتلك بالسلامه بس انتا مريتنيش ..
حكيم طبطب على ضهره وبعده عنيه بالراحه ..معلهش مخدتش بالى ليك ..الله يسلمك ياغالى ..حضرلى عنتر قوام وحضر حصان معاه لعواد بس بسرعه ..
السايس :تؤمر امر ياشيخ وجرى بسرعه يحضر عنتر وحصان تانى وخلص وجابهم جاررهم..
وحكيم بسرعه ركب فوق عنتر والغفير ركب الحصان التانى وانطلقو على بيوت الغفر القدامى يلموهم واحد واحد وكل اللى يشوف حكيم قباله يايصرخ من الفرحه يأمه يصرخ من الخوف والمفاجأه والبلد كلها طول ماهو ماشى بحصانه رجالتها تهلل وتكبر وحريمها تزغرت على البيبان ومن سطوح البيوت بفرحه كيف مايكون حكيم ملك ونازل يتفقد رعيته ..
وصل للكل ومبقاش فاضل فالغفر غير خيرى وديه بيته على اطراف البلد وآخر حد هيروحوله ..
***********
دخل خيرى على بشندى ووقف قباله متصنم وبشندى بصله وخبط بأديه التنين على رجليه وصرخ فيه :
اوعك تقولى ملقيتش عيشه برضك ياخيري ..يعنى لا عوض قادر تجيبهولى ولا عيشه قادر تعرفلى موطرحها وانى رجلى عجزتنى وخلتنى قاعد مستنظرك تعمل ايوتها حاجه وانتا كيف جالوس طين مبقاش منك منفعه واصل ..
اعمل حاجه ياخيرى متطلعش كل يوم وتعاودلى يد ورا ويد قدام عشان انى فاض بيا وقربت اشُط فروحى عودة كبريته واولع فنفسى واخلص من العذاب اللى انى فيه ديه ..
خيرى :اهدى واتهد وخد نفسك جاك الحَزون ...صوح مجبتلكش عيشه ولا عوض بس جبتلك حد بالتنين ..تنين ايه ؟ديه بالدنيا كلها .
بشندى :حد مين ياوش الشوم ياكش تكون جبتلى غازى وجاى عشان ياخدنى وتخلص منى ..
كمل كلمته وخيرى ضحك وابتدا يبان من وراه شخص اول ماظهر كله قبال عيون بشندى ..بشندى طلعت منيه شهقه من المفاجأه كانت هتطلع بروحه لولا ستر ربنا وصرخ بعدها بعلو صوته :ولددددى ...حكيم ولدى
انتا ولدى حكيم مش اكده ...انتا حى ..انتا عايش ياحكيم ..انتا قدامى دلوك صوح ياولدى !
حكيم ابتسم وهزله دماغه والدموع اتجمعت فعنيه ..وهو عيمل اكده وبشندى وقف على رجله اللى برغم وجعها محسش بأى الم وهو رايح على حكيم ياخده فحضنه وصرخته دوت فالبيت زلزلت اركانه :ولداااااااى وحضنه يعصر فيه ويبوس وهو مش مصدق اللى عينه شايفاه ومفيش على لسانه غير كلمتين :
ياحبيبي يارب ..ياحبيبى يارب ..ياحبيبي يالى رجعتلى حبيبى ..احمدك واشكرك ..احمدك واشكرك ياحبيبي .
بشندى بعد عنيه وفضل يتأكد بأديه من كل شبر فحكيم انه حقيقه قدامه وكشف صدره وشاف موطرح الطلقه وميل عليها حبها ومسك راسه حبها واتخنق بدموعه وهو عيقوله :
كيف طيب ..وكنت وين ..احكيلى حدتنى!! دانى واعيك بعينى وانتا عتنازع قبال عينى وبعدها اترخيت بين اديا لا حس ولا نفس والعيون بيضت والشفايف زرقت وسقعة الاموات دبت فجسمك ..كيف عاودت للحياه من تانى كيف ؟!!
حكيم :السؤالات داى كلها عوض اللى حداه الجواب عليها وهو دلوك مربوط فالعروسه اللى كنت مربوط فيها فالسرايا ومستنيك عشان ترسم على جتته خرايط كيف اللى رسمها عليك..
وتمد يدك تسحب الحديت من جوا كبده ..لكن انى لا قادر اتحدت ولا فيا حيل لكلام ..
هم بينا على سرايتنا وحدانا طول العمر للحكاوى ونعملو كيف زمان نحطو روسنا فروس بعض ونودودو للصبح ..نرجعو موطرحنا ونرتاحو من اللى شوفناه وبعدها يحلى الحديت ويطيب الكلام ..
بشندى :وغازى الكلب وين دلوك ؟
حكيم : خلاص من النهارده معادش فيه غازى ..غازى انتهى من على وش الارض ..قالها وقرب على بشندى وشاله مره وحده برغم ضعفه الا ان الحبايب عتتولدلها القوه من قلب الضعف ..
ورجع بيه وهو حاطه قدامه على عنتر وبشندى طول الطريق مبطلش ذكر لله وحمد وشكر ليه وكل هبابه يبص على حكيم بفرحه وهو مش مصدق عنيه كنه فحلم وحاسس انه بعد هبابه هيصحى منيه ..
***********
اما فى وقت سابق
جماره قعدت بعد ماحكيم طلع من السرايا ورفعت راسها لفوق وحطت اديها التنين على وشها وشالتهم بسرعه لما حست بضربه على دماغها وبصت لقتها غاليه
غاليه :من ميته وانتى تعرفى موطرح اخوى ومقايلاشى ؟
جماره :عرفت من اولت امبارح بس .
تماضر بعتب :يومين ومتاجيش تبلى ريقي يابتى ولا تفرحينى! اخص عليكى ياجماره ..
جماره :معلهش ياخاله بس ديه طلب حكيم عشان كان خايف من اى غلطه ينكشف امره قبال غازى وتروح عليه الفرصه وغازى ساعتها كان هيخلص عليه وعلينا مكنش هيهمل حد واصل ..
تماضر :احكيلى طيب عرفتى كيف طريقه ..قلبك حس وطلع عليه احن من قلبي ولاشفتى حاجه من غازى كشفتلك المضموم ؟
جماره اخدت نفس وبصت لتماضر واتحدتت :ولا ديه ولا ديه ..انى فالليله اللى علمت بيها ان سى حكيم عايش كنت رايحه ورا غازى وناويه اكتله واخلص نفسى واخلصكم منيه للابد .
تماضر برقت عنيها باستغراب وغاليه شهقه مكتومه اتحبست فصدرها والتنين نفسهم اتقطع كذا مره وجماره عتحكى باقى الحكايه وكل وحده فيهم حاطه يدها على قلبها كنها عتسمع حكايه من وحى الخيال ميصدقهاش العقل .
خلصت جماره حديت وغاليه بصتلها بأسف : حقك عليا على الحديت اللى قولتهولك امبارح ياجماره ..غصب عنى والله الكلام طلع من حرقتى .
جماره :انى مزعلاناشى منيكى ياغاليه واصلا لولا اللى قولتيه واللى عميلتيه غازى مكنش هيصدق كلامى ولا تخيل عليه حاجه ..وكان كشفنى من فرحتى وضحكتى يومها ..وبعدين رجعت حكيم قلبي تمحى اى زعل جواى ناحية اى حد ..
فالوكت ديه حكيم كان عاود ببشندى ونزله من على عنتر وهو شايله كيف ابن بار شايل ابوه اللى تعب فربايته
ومشى بيه على المندره وكانت كل الرجاله بتاعته اتجمعت قبال السرايا من تانى وبشندى باصص لكل حاجه رجعت موطرحها تانى وقلبه عيرقص من الفرحه وهو واعى الاسد اللى رباه على يده عاود لمملكته ومرتعه من تانى ورَجَع كل حاجه كيف لاول ولزَم كل قرد شجرته ..
بشندى :ودينى السرايا ياحكيم .
حكيم :مش دلوك يابشندى .
بشندى :ودينى السرايا ياشيخ خلينى ابرد نارى واطفى هبابه من الجمر اللى قايد بين ضلوعى ..
قبال عوض ونزلنى وهاتلى الكورباج وهملنى ..
حكيم بضحكه :يجرالك يابشندى ..تعالا ياغالى خد قصاصك وارتااااح كيف مانى ارتحت ..
وبالفعل حكيم راح ببشندى على السرايا ومهما حد حاول يشيل بشندى عنيه مكانش حكيم يرضى وهو اللى دخل بيه ونزله قبال عوض وراح جابله الكورباج وسابه مع عوض اللى اول ماشاف بشندى قصاده عميلها على روحه من الخوف، وركبه بقت تخبط فبعضها، ومعدته قلبت وغمض عنيه وبكى بعلو حسه كنه حرمه فعزا جوزها
واشتغل يخبط فراسه فالخشبه اللى وراها بكل قوته يمكن خبطه تنهى حياته قبل ماعذابه يبدأ على يد بشندى ..
اما حكيم فطلع ادى امر لاتنين من رجالته انهم يروحو فالحال يجيبو طوب واسمنت ورمل ويلفو يسدو باب المشتمل الورانى وكمان يبنو سور عالى فوق المشتمل يحاوطوه عشان ميوبقاش منطه ساهله لاى حد يحاول يدخل السرايا ولا يطلع منيها ...
خلص اوامره والرجاله مشت تنفذ وهو دخل للسرايا ومشى بارتياح على انغام صوت عوض اللى عيصرخ وصوت كورباج بشندى اللى عيطبل على جسمه وابتسم وهو واعى بشندى عيتفنن فتخليص حقه من عوض ،وفاتهم ودخل السرايا واول مادخل بص شاف جماره وغاليه فالموطبخ ومربوكين وريحة وكل طالعه بقاله زمان مشمهاش.
ابتسم وراح طوالى اترمى فحجر امه اللى اول ماشافته فردتله درعاته بدعوه للراحه وهو لبى دعوتها وغمض عنيه ونام نومه هنيه منامهاش من اربع شهور وتسع ايام ...
ميعرفش عدى وكت كد ايه وابتسم قبل مايفتح عنيه على نبرة صوت امه الحنينه وهى عتهمس فودنه : قوم ياضى العين ومهجة القلب ...قوم ياحبيب الروح كلك لقمه مرتك واختك عملولك وكل زين يروم عضمك يانضرى ..
حكيم من وسط كل كلام امه ودنه وقلبه ملقطوش غير كلمه وحده ..مرتك ..فتح عنيه واول مافتحهم جو على جماره كنهم عارفين موطرحها واتبسم وبان سنه وهى ردتهاله بضحكه خلت قلبه يترج مع صوت صداها وقام واتعدل طوالى وقعد امه على كرسيها وراح بيها على السفره وقعدها على يمينه وجماره مسك يدها وقعدها على شماله.. وقعد هو وسطهم وغاليه قعدت جار امها وحكيم سمى باسم الله وهو باصص للوكل وحمد ربنا فسره على نعمته الكتيره.. ومد يده غمس اول لقمه وحطها فخشم امه اللى كلتها منيه ودموعها نزلو شكر لله ..
ولسه هيغمس لقمه تانيه لقى جماره هى اللى ماداله يدها بلقمه وحاطه يدها التانيه تحت منيها وهو قرب وكلها منيها وعينه مفارقتش عينها ولما بصته طولت جماره نزلت عينها بخجل وهو اخد نفس بقلة صبر وابتدا ياكل بسرعه عشان بعد الوكل
ياخد صاحبة العيون الهربانين من عنيه ويحاكمهم ويحكم عليهم ويقيم عليهم حد العاشق المشتاق ..
خلاص حكيم كمل وكل ولسه هيقوم سمع صوت واحد من الرجاله بره باب السرايا عينادم عليه :
شيخ حكيييم ..اهل البلد وكباراتها وشيوخ البلاد اللى حوالينا كلهم فالمندره جايين يتحمدولك بالسلامه وكل شيخ جايب معاه دبيحه لسلامتك ..
حكيم اتنهد وغمض عنيه وزفر وبعدها جز على سنانه بغيظ وفتح عنيه بص لجماره وهز دماغه بمعنى لميته هيطول البعد وكأن الدنيا كلها متفقه على تعذيبهم ..
وهى كمان برطمت شفايفها بزعل وقلة حيله وحكيم ضحك فسره على حركتها وقام طلع من قبالها احسن لو قعد هبابه تانى قبالها وهى عامله كيف حتتة جماره مسكره قبال واحد كاتله الجوع هياكلها ويشبع جوعه ويرمى الدنيا كلها ورا ضهره ..
طلع حكيم وراح لبشندى لقاه ناهى على عوض ضرب وهو كمان منتهى من التعب وقاعد ينهج وقف قباله هاه ..بردت قلبك ولا لسه ؟
بشندى :هبابه ..بس هيبرد عالاخر بالليل ..عيشه حابسينها فبيت قديم فالنجع اللى جارنا ..ابعتلى حد من الرجاله بالكارته هروح اجيبها واعاود .
حكيم :له خليك انتا انى رايح ..بس اوصفلى البيت زين وانى هروح ارجعها واعاود ..
بشندى :له قولت انى اللى هروحلها يعنى آنى ..وقدام اصرار بشندى استسلم حكيم وهمله هو يروح بالكارته يجيب عيشه وهو راح للمندره وقعد وسط الرجال اللى جايه تتحمدله بالسلامه وتسمع قصته اللى ولا فالخيال مع واد عمه وكل اللى يسأل على غازى وين يجاوبه انهم بلغو عنيه الحكومه وجات خدته ..
اثناء قعدتهم حكيم امر بدبح كل الدبايح والطبخ منيها على كد الناس اللى فالمندره والباقى يتوزع على الغلابه ..
وعلى الحال ديه فات باقى اليوم ...
جماره من طلعة حكيم وهى واقفه فالشباك مستنياه يعاود وهو كل اللى عيمله بعت على غيار وفضل قاعد فالمندره وهى تشتم فسرها الناس قليلة الزوق اللى مقايلاش عريس وطالع من حبس ونهملوه يرتاح هبابه ..
اثناء وقفتها وانتظارها باب السرايا اتفتح وكانت هتنط من الشباك وهى واعيه امها داخله السرايا وداخل معاها بشندى يتعكز على عكاز ونزلت جرى واترمت فحضن امها وكل وحده مش مصدقه انها شايفه التانيه سليمه من تحت يد غازى ..
عيشه بشندى وهو جايبها حكالها كل حاجه حوصلت فالطريق وهى وهو كل واحد فيهم اتصعب على حال التانى واللى عيمله فيه غازى وبشندى حلفلها انه هياخدلها بتارها وتاره منيه بيده وانه ملوش صالح باللى عيمله حكيم فيه..ديه دينه غير دين ديه ...
دخلت جماره بامها للسرايا وتماضر وغاليه التنين ماصدقوش عنيهم وهما شايفين عيشه قبال عنيهم سليمه بعد مالتنين كانو متوكدين ان اقل حاجه يكون عميلها فيها غازى انه شلها مثلا ولا قطعلها ايد ولا رجل دا ان مكانش موتها وتاواها ...
اتحاضنو وسلمو وعيشه باركت لتماضر برجوع ولدها ومن جواها عتبارك لنفسها اكتر برجوعه لبتها وتخليصها من غازى وتخليص الدنيا كلها من شره ..
قعدو مع بعض شويه جماره شبعت فيهم من حضن امها واطمنت عليها ودلوك ماباقيش غير انها تشبع من حكيمها وطلعت على اوضتهم تستناه بفارغ الصبر ...
وفضلت تستنى وتستنى وطال الانتظار لغاية ماملت ونزلت للجنينه ونزلت قفص العصافير معاها ورجعتهم لقفصهم الكبير عشان يرجعو يرفرفو بجناحاتهم بحريه ويفرحو كيف ماهى فرحانه ..
جالت بعنيها فالجنينه وشافت عوض وهو مربوط موطرح بشندى نفس الربطه وغايب عن الدنيا بنفس المنظر ونفس الجروح على جسمه ووشه.. واخدت نفس وزفرته وهمست لروحها :
اللهم لا شماته ..ونقلت عنيها من عليه على جمره وراحتلها ووقفت تمسد عليها وتهمسلها : فرحانه برجعت صاحبك صوح ..عارفاكى فرحانه قوى بس برضك مش اكتر منى ..ولا هتحبيه اكتر مانى عحبه ..انى عحبه اكتر منيكى ...وهو كمان عيحبنى كد مانى عحبه ..وقطعت كلامها بضحكه لما جمره نفرت فوشها بغضب كنها فمهت حديتها وعتقولها بطلى كيد فيا ..
شويه وانتبهت لبوابة السرايا عتتفتح ودخل منيها حكيم
وكحلت عنيها بشوفته اخيرا بعد انتظار وكان لابس الهدوم اللى بعت عليهم وحالق ومظبط حاله وعاود تانى برغم ضعف جسمه كيف البدر المنور ووقف فنص الجنينه وربع اديه وهو شايفها واقفه جار جمره والضحكه شاقه الحلق والوش مصبوغ بلون الخجل ..
فضلت تتطلع عليه من بعيد وحطت يدها على قلبها كنها عتطمنه ان حبية عاودله وتأكدله انه معيحلمش ..
نزلت يدها ومسكت اديها فبعض ورا ضهرا وابتدت تتقدم من حكيم خطوه خطوه وهى عتتمايل بدلال ورهدنه وهو ابتسم وضغط على شفته التحتانيه بسنانه وهو مبتسم وواعيها عتقرب عليه وعنيه عتاكلها وكل ومتابعه خطوات رجلها اللى كنها عتخطيها على جسور الشوق والبعد تطويها وهمس لنفسه :
قرِّبْ خُطاكَ فإنَّني مُشْتاقُ عندي الحنينُ وعندكَ الإشفاق
ُأتُراكَ لم تعلمْ بحالي بِعَدم
عصفتْ براحة قلبيَ الأشواق
ُقرِّب إليَّ الماءَ إنِّي لظاميءٌ
ولديكَ أنتَ الماءُ و الترياق
ُمهما تطاولَ عنكَ ليلُ صبابتي
فأنا إلى فجر المُنى توَّاقُ ..
قربت جماره ووقفت قباله والتنين عنيهم مشبعاناش من بعض شوف وحكيم اخد نفس وغمض عنيه وبعدها بص لفوق وطلع النفس بالراحه ورجع بص لجماره ومد يده لمس خدها بحب وهى غمضت عنيها واستسلمت للمسه وحست بحكيم وهو عيقرب منيها والمسافه اتلاشت وحست بأنفاسه قريبه من وشها وصوت همسه نقلها لعالم تانى :
من أجل عينيك عشقت الهوى
بعد زمانً كنت فيه الخلي
وأصبحت عينى بعد الكرى
تقول : للتسهيد لاترحل
يافاتناً لولاهُ ماهزنى وجدُ
ولاطعم الهوى طاب لى
هذا فؤاى فامتلك أمرهُ
أظلمهُ أن أحببت أو فاعدلِ
لحظات ..فقط لحظات ..وبعض الكلمات ..وبعض الهمسات كانت كفيله انها تخلى جماره تنصهر من فرط السعاده وتوازنها يختل عشان تلاقى نفسها بين ادين حكيمها وضاممها لدرجة انها حاسه ان دقات قلبهم اتوحدت وبقو كيف روح ورجعت للجسد بتاعها وخلت الحياه عاودتله من تانى ...
لكن اللحظه مدامتش اكتر وهما سامعين صوت بشندى عيزعق من وراهم ..بعِد ياوِلددد..
بعدو الاتنين وبصوله وشافوه مادد نبوته عليهم وكمل حديت بنبرة تحذير ..مفيش حاجه قبل ماينعاد الفرح والزفه وتنعاد الفرحه من تانى ..
حكيم وجماره الاتنين بصوله بترجى وهو نزل نبوته ودبه فالارض وبأصرار اكبر :متحاولوش ..صدر القرار وقُضى الامر ..ودلوك قدامى على المندره هتبيت فحضنى آنى النهارده ..الليله ليلتى ..اصلى متوحشك اكتر منيها ههع هع هع ..
ومسك حكيم من دراعه وجره على بره بالعافيه وحكيم عينه على جماره اللى واقفه مبرطمه وعتضروب الارض برجلها باعتراض وهو رفعلها كتافه بحركة ..ان ماباليد حيله ..
إلي هنا ينتهي الفصل التاسع والعشرون من رواية جمارة بقلم ريناد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا