مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة ريناد الشهيرة ب رينوو والتى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الخامس والثلاثون من رواية جمارة بقلم ريناد يوسف.
رواية جمارة بقلم ريناد يوسف - الفصل الخامس والثلاثون
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم
رواية جمارة بقلم ريناد يوسف - الفصل الخامس والثلاثون
ساعات جميله محفوفه بسعاده واضحه على كل الوشوش قضوها مع بعض الحجى راغب واهل بيته وحكيم وتماضر
اما جماره فبعد ماسلمت راحت علطول على المطبخ بعد ماحكيم شاورلها تمشى وقعدت فيه مع زبيده وامها وغاليه يجهزو فالعشا وفالاثناء دى غسلت وشها ومسحت منه اى اثر من الزواق عشان حكيم مياخدشى على خاطره منيها..
اتجهزت السفره وحكيم شاور لجماره وهى جاتله وطلب منها انهم يحطو وكل للحريم وحديهم وياكلو بعيد عن الرجاله عشان مرات الحج راغب وبته ياخدو راحتهم فالوكل عشان مبوشين واكيد مش هيعرفو ياكلو زين لو قعدو على السفره معاه ..
جماره سمعت الحديت ونفذته وحطت للحريم وكل لحالهم فأوضة ام حكيم ودخلت تاكل معاهم هى وغاليه وعيشه وحتى زبيده
اما تماضر فقعدت معاهم على السفره تاكل مع واد اختها عشان يكون قبالها اكبر وكت ممكن تتملى فيه وتشبع عنيها من شوفته
خلصو العشا واتجمعو كلهم فالصاله حكيم راغب واسامه وتماضر يتحدتو مع بعض
وورد كمان كانت قاعده بس طول الوكت باصه للارض ومنكسه عنيها وساكته بس ودنها وكل تركيزها مع حكيم ومع كل كلمه تطلع من خشمه عامله كيف اللى عيحفظ الكلام عشان هيتسأل فيه بعد مايخلص ..
جماره قعدت جارهم شويه وبعدها خدت غاليه ودخلو الموطبخ لما لقت غاليه عينها منازلاش من على اسامه وهتغفلقها على حالها من حكيم ..
ورد هى كمان شويه وانضمتلهم عشان لقت حالها قاعده مع الكبار وملهاش حديت معاهم ..
غاليه قعدتها جارها وفضلت تتدحلب معاها فالحديت على كل حاجه لحدت ماوصلت لمبتغاها وجابت سيرة اسامه اخوها ..
طبعا غاليه عيملت الازم وسألتها عن حجات كتير تخصه ومن ضمنها لو كان متجوز ولا خاطب ولا حاطط فباله وحده وورد ادتلها المفيد ان اسامه لا متجوز ولا خاطب ولا حاطط حد فباله لحتنه بالها ارتاح وهديت هبابه واتسلل امل ضعيف لقلبها ان ممكن حلمها اللى يامه حلمته يتحقق ..
اما ورد فبدورها هى كمان ابتدت تسأل عن الشيخ حكيم وطباعه وعن حجات كتير متعلقه بيه عشان تقدر تحدد ياترى الانطباع الاول اللى خدته عنيه مظبوط ولا فيه حاجه غلط واتضحلها ان انطباعها الاول عن الشيخ حكيم منتهى الصح وكل دا وهى متناسيه وجود جماره مرت الشيخ معاها وسامعه الحديت كلياته .
جماره كانت بتسمع كلام الاتنين ومستغربتش اسألة غاليه على اخو ورد عشان عارفه غرضها منيه، لكن اللى استغربته سؤال ورد عن حكيم وعن تفاصيل المفروض انها متخصهاش ولا ليها انها تسأل فيها ..
ورد انتبهت اخيرا لوجود جماره ولاحظت نظراتها ليها وكيف ماتكون حست باللى ابتدا يدور فدماغها واتوجهتلها بالكلام ..
جماره فيكى تعذرينى فاسألتى عن زوجك بس والله انتى مابتعرفى اديشه ابى كان بيحكيلنا عن الشيخ جاهين وطيبته ورجوليته وقديشه كان صديئ وفى لأبى لدرجة اننا اتغرمنا فيه وحبيناه كتيير كتير بدون مانشوفه ..وكلنا طرنا من الفرحه بس ابى خبرنا انو راح نجى ع مصٍر مشان نشوفه اخيرا وهو كمان ماكان مصدئ حاله انه راح يتلائى مع رفيئه كِل هالسنين ..
بس الصدمى هون من لما وصلنا مصر وابى سأل حدا بيعرفه معرفه اديمه عن الشيخ جاهين وعرف بموت الشيخ وان ربى اخد امانته ..
عن جد ابى تدمرت نفسيته وحتى نحنا متله انصدمنا وضل ايام حابس روحه لحاله من قهرته ع رفيئه يلى مالحق يشوفه ..
بدى خبرك نحن النا خمسطاش يوم بمصر هون بس كنا نازلين حدا ابن اخته لابى بغير ديره ..وما صحلنا نجى غير هلا بعد ماتحسن وضعه لابى ..
وبس جينا هون ومن اول ماتلاقينا مع الشيخ حكيم عن جد اجانى احساس من شكله وطريئة حكيه انو هو الشيخ جاهين بنفسه يلى واقف معنا من وصف ابى للشيخ جاهين وكل وصفه لئيته بأبنه الشيخ...
وبعد.كلام اخته عنه وسماعى لحكيه من أبل شوى مع ابى تأكدت ان الشيخ حكيم نسخه تانيه من بيهُ الشيخ جاهين رحمة الله عليه ..
مشان هيك اعذرى فضولى وتطفلى بأسألتى ..
جماره ابتسمتلها بود وهزتلها دماغها بتفهم :عادى ياورد حكيم من اهنه ورايح بقى اخوكى كيف اسامه بالظبط ومن حقك تعرفى كل حاجه عنيه ..ديه حق الاخ على اخوه انه يكون حافضه وخابره زين وعارف عنيه كل كبيره وصغيره ..
ورد ابتسمت لكلام جماره وطبعا مخفيش عليها لفت النظر المقنع اللى وجهتهولها بأنها متتعداش حدود الاخوه معاه واتاكدت ان المعنى السيئ من ورا اسألتها هو اللى وصل لجماره ولامت نفسها على فضولها اللى وقعها فمأزق سوء الانطباع الاول اللى اخدته عنها جماره ..
خلصو كلام والحجى راغب استأذن من حكيم وامه عشان ينامو واخدهم حكيم على المشتمل ووصلهم لحد بابه وفضل واقف لحد مادخلو واطمن ان المشتمل نال استحسانهم وعجبهم وبعدها مشى على السرايا ..
رجع للسرايا ودخل امه اوضتها وباس دماغها وايدها وابتسملها وهو واعى الفرحه فعنيها بلقاها بواد اختها وحس انه برجوعه رجعتلها الراحه اللى اتحرمت منيها فالفتره الاخيره ..
طلع على اوضته بعد ماادى نظره لجماره عشان تحصله وجماره هزتله دماغها بتفهم وخلصت غسيل مواعين مع غاليه قوام قوام وفاتتلها حجات بسيطه وطلعت لحكيم ..
اول مادخلت الغرفه حكيم كان نايم على السرير وحاطط دراعه تحت دماغه وحاطط ايده التانيه على عنيه ورفعها فورا مع دخول جماره وابتسم وهو متابع دخولها بعنيه لحدت ماراحت قعدت جاره على السرير .
حكيم مسك ايدها وقربها عليه وباسها بحب وهمسلها: اتوحشتك قوى النهارده ، مع انك كنتى قبال عينى بس حاسك بعيده عنى بوجود الناس ..
وعضها فيدها عضه خفيفه وكمل ..
وحرقتى روحى وانى واعيكى متزوقه قبال الرجاله ..والله ياجماره كنت مستحلفلك بس اللى رحمك من تحت يدى انهم مرفعوش عنيهم عليكى ولا حد فيهم شال عينه من لارض ..
جماره بألم كداب :آاااى يدى ياعضاض ..معارفاشى ايه حبك فالعض ديه انى ...بس تعرف انتا حتى لو كنت اتوحشتنى واشتقتلى شوقك مياجيشى حاجه فشوقى ليك النهارده ..اول نوبه تغيب عنى اكده من يوم ماتصاوبت
حكيم رجع خد يدها وحبها تانى وهو عيهمسلها :تعبتى النهارده صوح ..
جماره اخدت نفس وردت عليه :له مفيش تعب ولا حاجه تعب ايه ديه وهو انى عيملت ايه يعنى
حكيم :له تعبتى وحتى لو عميلتى حجات بسيطه برضك تعبتى عشان بقالك فتره كبيره بعيده عن الخدمه ومترَكه وهتتعبى من اقلتها حاجه هتعمليها انى خابر اكده زين ..
وغير اكده انى عحس بيكى يابت قلبي .. عحس بوجعك وتعبك وفرحك وكل حاجه تخصك ..هذا هو قلبُ المُحب جميلتى يدرى بما فى الحبيبِ ويعلمُ
جماره ابتسامتها زادت وقربت منيه وطبعت بوسه حانيه على خده عشان كلامه الحلو اللى كل مايسمعهولها قلبها يفضل يتنطط بين ضلوعها بفرحه كنه عيل ظغير حد ملاله حجره حلاوه من النوع اللى عيحبه ..
حكيم ردلها البوسه بتاعتها تانى وبالفوايد كمان على يدها وبعدها قامت من جاره راحت اتحممت وغيرت خلجاتها ورجعت لحكيم من تانى وفضلو يتحدتو مع بعض بشوق كنهم مشافوش بعض من سنين مش من ساعات معدودات
بعد ماخلص الكلام وتم القضاء على اللهفه بالقرب وانطفت نيران الاشتياق النعاس اعلن عن حضوره والتنين استسلمو لسلطانه وجماره اتوسدت صدر حكيمها وهو حاوط جنته بأديه التنين وسند دماغه عليها ودخلو فى ثباتِ جميل .
**********
اما فالمشتمل ..
راغب: شفتولى الشيخ حكيم كيف كتير بيشبه بيُه بكل شي حتى ببشاشة وجهه وطيب اخلاقه ..يمين الله طول الوئت كل ما اتطلع فيه كأنى عم اتطلع لجاهين بيُه رحمة الله عليه.. صحيح يلى خلف مامات .
ورد :اى والله يابى دخيل ربه مااكرمه ..وحتى اهل بيته مابيتخيرو عنه بالكرم وطيب الاصل ..ماهيك يامو ؟
نادره :اى يامو هو هيك ..والله طلعو ناس اكابريه ومافى منهم ..
اسامه :صحيح يابى الشيخ حكيم طلع متل ماكِنت بتوصف بجوز خالتى بالتمام رحمة الله عليه ..
راغب :اى والله يابى ربى يحفظه ويحفظله اهل بيته ...
الكل امن وراه وقامو نامو نادره وراغب فغرفه وودر فغرفه واسامه نام بالصاله ..
نادره لجوزها :
وهلا نصف سعيك راح بسبب انو حكيم طلع مزوج وانتا يلى جايي طول الطريئ تدعى ان يكون لاولادك نصيب من نسل صديئك وما رضيت انو تزوج ورِد بالشام وحلفت بشواربك انو مابتزوجها غير لابنو لجاهين ..
كيف فينا هلا بعد ماوئفت بطريئ قسمة البنت واجلت زواجها كِل هاد بسبب شي بعلم الغيب ؟
راغب :ااااخ يانادره بس اااخ ..والله لو تعرفى اديشنى مأهور مشان ماأجيت بكير واخدت هاد الشب لمعدل الابضاى لبنيتى ورد والله طالع من عيونى ..
نادره :هو انى معك انو الشيخ حكيم مافى منه بس يعنى خلاص راغب حبيبي هاد نصيب وماحدا بياخد اكتر من نصيبه ..خلينا هلا بقاسم تفتكر راح يرضى بغاليه بنتو لرفيئك ؟
راغب :وليش مابيرضى شو بها المستوره لحتى مابيرضى فيهاااا؟
نادره :مابيها شى بنيه معدله وكل شيى بس يعنى ..هى ارمله مانها بنت .
راغب:اي وشو عليه ..واذا ارمله يعنى هاد الشى مابيعيبها بنوب!
نادره :بعرف عينى بعرف بس يعنى ئولت اسامه ممكن يعترض ع هيك وضع ويئول مابدى غير بنت بيوت وصراحتا بيكون كِل الحق معه وما ينلام بنوب ..نفسيه هاى حجى والزواج مابينفع الا اذا تم بالتراضى مابينفع بالغصب منوب ...
راغب بتفكير :معلِش خلينى افاتحه بالموضوع وناخد ونعطى مع بعضنا ويصير خير ..
المهم هلا نامى كتير اتأخر الوئت ..بدنا نفيئ بكره بكير ومانعطل الناس عن مصالحها واشغالها وهى بانتظار فيئتنا ..
وسمعينى زين نادره ها ..بدى ياكى انتى وبنتك من بكره تبلشو تمدو ايدكم بشغل البيت مع الجماعه مابدى تئعدو بلا شَغله ولا عملِه والمستورات يشيلو ويحطو أدامكن وانتو بس تاكلو وتشربو ..بدى ياكن خفيفين على الخلئ مابدى حد يستتئلكن ..
نادره :اي مو تكرم عينك من بكره راح نتشارك معهن شغل البيت والطبِخ والنفخ لا تعتل هم ابن عمى ..
راغب :اي الله يرضى عليكى هيك بدى ياكى معدله تعى لهون تعى كتير اشتئتلك يايسمينة الشام ..
نادره ابتسمت وهى بتقرب منه :ربى يديمك فوء راسى و لا يحرمنى منك ياحق..
**********
تانى يوم الصبح حكيم صحى بدرى وابتدا يلبس ويستعد عشان ينزل ..
جماره فتحت عنيها واتعدلت نص عدله وبصت من قزاز الشباك وهى بتتاوب :حكيم ايه اللى مصحيك بدرى قوى اكده ؟دانتا ملحقتش تنام !
حكيم راح جمبها واتكلم وهو بيلبس فالشراب :معلهش اصلى النهارده رايح مع بشندى السوق عشان اجيب قِلس غنم عشان اوفى الندر اللى ندرته لسلامتك ..
ويادوبك عشان بعد مايقضو ايامهم ادبحهم ..بصراحه كنت ناوى اجيبهم واسافر وبعد مارجع ادبحهم لكن دلوك بيها وبلاها قاعد واجلت سفرى عشان الحج راضى وجماعته واهو بالمره يحضر معانا الختمه وليلة الذكر اللى هعملها بعد كام يوم ..
جماره وهى بتعدل فشعرها : طب وليه بعد كام يوم ماتجيب وتدبح الفدو طوالى ليه تستنى ايام ؟!!
حكيم :عشان الشبهه ياجماره احسن تكون البهايم رَعَايه ولحومها تكون لحوم جلاله من اللى نهى الرسول عن اكلها ..
جماره باستغراب :عليه الصلاة والسلام ..طب بس فهمنى معناته ايه الحديت ديه هو فيه لحم غنم منهى عن وكله !!!
حكيم :ايوه امال ايه ياجماره لحم غنم ولحم مواشى.. ولحوم والبان كل حاجه عتاكل وتعيش من الزباله ومتربيه على زبالة الشوارع داى اسمها جلاله ومنهى عن وكل لحمها وشرب لبنها ..والحديت ديه كمان ينطبق على الطيور ولحمها ..
وقد ورد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال { : نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن لحوم الحمر الأهلية ، وعن الجلالة عن ركوبها وأكل لحومها } . رواه أحمد والنسائي وأبو داود ) .
جماره :ياسنه سوخه ياولاد داحنا زمان فروجنا كنا دايما نطلقوه بره البيت ويفضل ياكل من الكوله ويبشك فالزباله وياكل وكنا ندبحوه وناكلو البيض بتاعه !
حكيم :اهو ديه منهى عنيه واكل بيضه ولحمه حرام عشان لحوم جلاله ...
جماره : يابوى كيف ديه طيب ديه يوبقى كل اللحمه اللى عناكلوها حرام على اكده ..مهو يعنى الجزارين هيدورو فالبهايم اللى عيدبحوها لحمها جلاله ولا له ؟
حكيم :والله ياجماره داى حاجه ترجع لذمة الجزار عاد والحلال بيين والحرام بيين ..
جماره :طب وهو الجزار هيعمل ايه ويعرف كيف؟
حكيم :يتحرى ذبيحته ومصدراكلها ويسأل اصحابها زين قبل مايشتريها
جماره :طب وبهايم الجلاله داى كلها تترمى على اكده!
حكيم :وااه ! تترمى كيف ياقزينه ..دا البيوت كلها تتخرب على اكده ..هى بس لازمن قبل الدبح تتعزل مده فموطرح نضف وتاكل وتشرب نضيف لغاية ماجسمها يتخلص من الوساخه وينضف وحتى لحمها ينضف وينقى ..وكل حيوان ليه عدد ايام معينه لازمن ياخدها قبل الدبح وحتى الطيور ..وعشان اكده انى عشترى البهيمه قبل معاد دبحها بمده كافيه من عشره لعشرين يوم لشهر على حسب نوعها والمده المشترطه ليها والمده قابله للزياده كمان لكن مش للنقصان ..
جماره بتفهم :اممممم .طب وليه متعرفش الكلام ديه لكل الناس ياشيخ وتخلى امام الجامع يخطب بيه خطبة جمعه ..
حكيم :قولت كتير ياجماره وكل الناس عارفاه .
جماره :له والله ماكل الناس عندك انى وامى مثلا معارفينوشى واول نوبه اسمع الحديت ديه منيك دلوك ..
حكيم :طيب ياستى حاضر عشان خاطرك انتى وامك والناس المعارفاشى كيفكم انى بنفسى هخطب الجمعه الجايه فالجامع وانبه الناس للحته داى ..هاه هتسألى فحاجه تانيه قبل ممشى ؟
جماره :له بكفيانى اللى عرفته النهارده ديه ..خلينى كل يوم اعرف حاجه مش كله نوبه وحده عقلى ميتحملوش .
حكيم ابتسم وقام لما خلص لبس الشراب : طاب الحمد لله عشان انى كمان لو فضلتى تسألى واجاوبك منيش نازل فيومى، وانى عاوز الحق اروح واعاود قبل ماضيوفى يصحو وميلقونيش حاضر فضيافتهم ..
عاودى انتى انعسيلك هبابه .
جماره :له هنزل افطرك قبل ماتطلع
حكيم :له هتأخر لو فطرت هفطور لما اعاود ..
يلا عاد عاودى للنوم عشان تصحى فايقه ورايقه اكده عشان تحضرى فاطور زين لضيوفك يامرت الشيخ .
جماره :من اعيونى ياشيخ قلبي ..
حكيم ابتسملها وميل طبع بوسه على جبينها ونومها بيده تانى ففرشتها بالراحه وشد عليها الغطا وطبطب عليها وطلع ورد باب الاوضه وراه، وهى مسكت اطراف الغطا شدته عليها وهى مبتسمه وعتتقلب على جمبها وتغمض عنيها وتعاود للنوم من تانى ..
حكيم راح السوق هو وبشندى واشترى القِلس
(حبل واحد مربوط به عدة خراف يتراوح عددهم مابين ١٠ الى ٣٠ خروف فما اكثر كلهم حجم واحد تقريبا وكل حبل يجمع الخراف المتشابهه فى الحجم والمواصفات )
وعاود بيهم هو وبشندى وبشندى راح بيهم على الاسطبل حطهم فموطرح منعزل ووصى عليهم السايس ميطلعهمش من موطرحهم واصل وقاله انه هيبعتلهم واحد يسبحهم وهو يبقى يساعده فيهم والسايس وافق طوالى ...
اما حكيم ففى الاثناء داى كان واقف مع الرجاله وعطى واحد فيهم فلوس يجيب وكل وعلفه للخرفان ويوديهم الاسطبل وشيله مسئولية وكلهم وشربهم كل يوم وطبعا ديه بأجر اضافى غير اجر شغله ...
وفضل حكيم واقف هبابه مع الرجاله يوصيهم يدبحو خروف من الخرفان القدام اللى حداه ويطيبوه النهارده للضيوف كيف امبارح ويقومو باللازم واتحركو من قباله ينفذو طوالى ..
اما بشندى فالاثناء داى كان وصل باب السرايا ونده بصوت عالى ..يام سخاووى ..بت يام سخاوى قومتى من النوم ولا لسه ...
وفورا جاتله عيشه من جوه : ايوه يابشندى صَحيت من بدرى اصباح الخير عليك ..
بشندى ابتسم بانشكاح اول ماشافها :اصباح الورد والياسمين على ام عيون زورق وحلوين ..كيفك وكيف ولدى سخاوى على حسك .
عيشه :طمن بالك احنا التنين حلوين وزى الفل ..بس بالله عليك بلاش اسم سخاوى ديه حساه تقيل ومبالعهوشى ..
سميه اسم تانى غير سخاوى الله لا يسيئك .
بشندى :الواد مهيتسماش غير سخاوى واى كلمه زياده هكَسِر خشمك ..مالك انتى ومال ولدى واسمه ايش خصك انتاااى ؟
عيشه :واه يابشندى كيف ديه مش امه عاد وهو ولدى ولا ايه!
بشندى :بصى يابت الناس عشان ديه خُصم الحديت ..الواد اللى فبطنك ديه ولدى انى لحالى وانى حر التصرف فكل اموره، ومتقعديش تقولى امه ومش امه، عشان انى لو اتجوزت ايوتها وحده غيرك كانت هتوبقى امه برضك بس انى اخترتك انتى عشان تخلفيهولى ..يعنى انى اللى خليتك ام لولدى فاهمه ..وانتى ماعون شايل الواد وبس ..تقولى يمين تقولى شمال هدشملك دشميل ..أسَميه سخاوى اسميه خراوى متفتحيش خاشمك تسكتى وتربيه من سكات ..
عيشه هزت دماغها بقلة حيله من بشندى اللى معتاخدش منيه حق ولا باطل وبعدها قالتله :فطرت فالسوق ولا احضرلك فاطور ..
بشندى :له مفاطرتش خشى حضري ..عيشه اتحركت ووقفت لما نده عليها ..اخدى يابه صوح ..عاودى تانى اهنه ..
عيشه رجعت وقفت قباله تانى وهو اتلفت حواليه وميل عليها يوصيها بهمس ..
عقولك ايه اوعك تبانى على الرجاله الشوامى اللى فالسرايه دوله ..
عايزك طول الوكت اللى هما فيه فالسرايا يالابده فأوضه يامقنبره فالموطبخ ..
ولا اقولك همى بينا على دارنا بتك بقت كيف النسناس عتتنطط وانتى معادلكشى لزوم اهنه تانى وبكفايانا ليلتين بايتين بعاد عن بعض..
شربت نفسك يابت المحروق وطول مانتى بعيد عنى عقعد اتقلب طول الليل معياجينيش نوم غير فوش الصبح ..
عيشه :له يابشندى عيب عشان الضيوف اللى حداهم كيف اهملهم لحالهم يقولو هرابات لما لقت حدانا ضيوف عشان متساعدشى فالخدمه!
بشندى :له متخافيش محدش هيقول حاجه كله خابر انك حبله ولازملك راحه ..يلا همى هاتى الملس بتاعك خلينا نفطرو فبيتنا لحالنا وعلى راحتنا ..وغمزلها
عيشه ابتسمت واتحركت من قدامه دخلت السرايا ادت خبر لتماضر انها مروحه بيتها وهتوبقى تعاودلهم بكره ولا بعد بكره
وقالت لجماره كمانى اللى كانت واقفه فالموطبخ تحضر الفاطور اللى وصاها عليه حكيم وجماره قالتلها تاخد راحتها ورحبت فالفكره عشان امها ترتاح فبيتها عشان تعبت اليومين اللى فاتو معاها وفالبيت مع زبيده وغاليه.
عيشه وخدت الملس بتاعها ولبسته وطلعت لبشندى اللى كان واقف مستنيها على احر من الجمر ..
بشندى مشى قدام عيشه وهى وراه وحكيم كان داخل السرايا ووعيه ووقفه وحدته بصدمه :هتهملنى النهارده وترَوِح يابشندى ياك!
بشندى :ايوه مروح فيه مانع ولا ايه
حكيم :حديت ايه ديه!
بشندى :حديتى انى ..وبعدين انى مش مرضعك عالصبح عاوز منى ايه تانى ؟
حكيم باحراج من عيشه اللى غطت وشها بطرف شالها تدارى ضحكتها :
طب غور يابشندى ...يشندلك على قول ناس ..تروِحلك ساعتين وتعاود تانى قوام اوعك تتأخر عن ساعتين اطخك اول مااشوفك ..
بشندى :ايوه منى واخد بالى ماهو لازمن بين كل رضعه ورضعه ساعتين مفيش غيرهم ..يلا ياد من قدامى ودبر حالك من غيرى النهارده ..انى النهارده اجازه شوفلك حد غيرى ..
حكيم :مش النهارده يابشندى عشان الناس اللى حدانا.
بشندى بزعيق :له النهارده ياحكيم مليش صالح بالناس انى ..وبص لعيشه وزعق :همى انتى كمان يابت المركوب واقفه معطلانه ..
عيشه :وااااه؟!
بشندى شدها من دراعها ومشى بيها بسرعه من قبال حكيم :هممممى انتى لسه هتهوهوى عاااد ..
حكيم وهو واعى باشندى ماشى من قدامه زعق بعلو صوطه :ماااشى يابشندى خليك فاكرها داى ..
بشندى شوحله بأيده وهو ماشى ولا رد عليه ولا التفتله حتى وكمل طريقه لحد بوابة السرايا وطلع تحت انظار حكيم اللى هز دماغه بقلة حيله ودخل بعدها للسرايا .
حكيم دخل السرايا وبص لجماره لقاها واقفه فالموطبخ ملبوخه بتحضير الفاطور وريحة الوكل مفحفحه وراح عليها واول مادخل الموطبخ اخد نفس يشم الريحه واتلفت يمين وشمال وقرب عليها طبع بوسه سريعه على خدها لما ملقاش حد وهمسلها..
ايه الروايح الحلوه اللى تجرى الريق داى
جماره :عملت مبوخيه بالسمن البلدى والعسل وعملت شكشوكه وكشك وبيض مدحرج وخليت امى عملت كام وحدة مصفط رُهيف على القروانه وهحط جارهم عسل وجبنه قديمه وجبنه خضرا ..زين اكده ياشيخى ولا اعمل حاجه تانيه؟
حكيم :له دا اكده زين قوى قوى ..ومسك يدها وقربها على خشمه وحبها :تسلم يدك ياجمارة قلب شيخك ورفعت راسه ...
جماره :تسلملى من كل ردى ياحكيم القلب وطبيب الروح ..
حكيم بص بطرف عينه وشاف زبيده داخله من باب السرايا ساب يد جماره بسرعه واتنحنح وهو عيعدل فاطراف شاله :
طب شهلى عاد ياجماره عشان الناس زماناتها على صحيان دلوك ..واهى زبيده جاتلك اهى ..
ووجه كلامه لزبيده :
عاد جماره مرتى بَكَرات النهارده عنك انتى وغاليه وجهزت الوكل كلياته .
زبيده :اصباح الخير على عيون الشيخ ومرته المعدله الشاطره ..
الاتنين فنفس واحد :اصباح الخير ياخاله ..
زبيده :انى جيت فمعاد كل يوم قلت يمكن الضيوف يكونو معيصحوشى بدرى وعوايدهم ينامو للضهر كيف ناس البندر ..بس مادام عيفطورو بدرى من بكره هتلاقينى جيت قبل مالنور يشقشق زين ..
حكيم :والله يازبيده احنا لساتنا معارفينهمشى عيصحو ميته بس احنا نجهزو حالنا وهما ميته مايصحو يصحو ..يلا عاد همى ومدى يدك مع جماره وشوفى ناقص ايه ...
وبص لجماره :انى رايح اصبح على امى وهصحى غاليه فطريقى ..
جماره هزتله دماغها وهو اتحرك وعاودت تانى تشوف اللى عتعمله وانضمتلها زبيده ..
حكيم صحى غاليه وصبح عليها وراح على امه صبح عليها وحب يدها وراسها وقعد جارها يحكيلها عيميل ايه فالسوق واشترى كام خروف وبكد ايه فلوس
وهى تسمعله وفرحانه بيه عشان هيوفى ندره وكمان هيعمل الختمه فوجود واد اختها واهله عشان يحضروها وبين كل كلمه والتانيه تجيب سيرة اسامه وتضحك بفرحه عشان قدرت تشوفه قبل ماتموت ووصت حكيم عليه ياخد باله منيه وميهملهوش لحاله واصل عشان يحب قعدتهم والبلد و ميزهقش ويوبقا يعاودلها نوبه تانيه ..
وحكيم طمنها انه هيعمل اكده من غير ماتقول .
غاليه قامت وراحت على المطبخ وصبحت عليهم وقعدت على الكرسى تتبسم وقطعت حتت فطيره وابتدت تاكل فيها ..
جماره :خير ياطير الضحكه شاقه الحلق والعقل متوه عالصبح !
غاليه بتوهان :نفس الحلم ياجماره ..نفس الحلم بس الفرق انى النوبادى عرفت مين هو فلقة القمر .
جماره :ربنا يحققلك الحلم ويقلبه حقيقه قادر على كل شَى ..وبعدين طمنى بالك داى اشاره وبشاره من ربنا انه هيراضيكى ويعوض عليكى بأذنه ومشيئته ..
غاليه بفرحه :رابنا يسمع منك يامرت اخوى ياوش الخير انتى ..صباحك عسل نحل بشهده ياغاليه .
جماره بضحكه :اصباح الروقان .
************
فى الاثناء دى فالمشتمل ..
راغب واقف جنب السرير وبيصحى فنادره : نادره فيئى بيكفى نوم شو بك ماشبعتى نوم لهلا شو بيئولو علينا الخلئ بشو موصيتك انا ها ؟
نادره بكسل : اي هلا ليكنى فيئت ..صباح الخَير ابن عمى
راغب وهو بيتوجه على المرايه وابتدا يعدل هدومه :صباح الخيرات ..يلا ام قاسم يلا حركيلى حالك شوى .
نادره وهى بتقوم :اى ليكنى ليكنى ..
وقامت راحت للحمام وشافت اسامه صاحى وقاعد على مصلايته وبيقرا فالمصحف المصغر بتاعه اللى مبيفارقهوش خالص ..
واول ماشاف نادره صدق ورفع دماغه عليها وسبقها بالصباح :صباح الخير يامو كيفك اليوم ..
نادره :يسعدلى صباحك يامو اسامه كيفك حبيبى وكيف اصبحِت
اسامه :بخير يامو ونعمه نشكر الله ..
نادره :ربى يديم عليك نعمتُه ويرضى عليك ياحق ..
واتوجهت بعدها للحمام وبعد ماطلعت خبطت على اوضة ورد وكلمتها من ورا الباب :
يلا ورد بنتى فيئى حبيبتى مافينا نتأخر على الخلق اكتر ويضلو بلا فطار ناطرينا نفيئ عيب إمى مابيصير ..
ورد :اي يامو ليكنى فايئه من الصُبُح راح غير اواعيه تكه وبكون جاهزه ..
نادره :اي يامو بسرعه الله يرضى عليكى ..
ورد :حاضر يامو حاضر
راغب طلع قعد مع اسامه واسامه صبح عليه وباس ايده وشويه وراغب جلى صوته وكلم اسامه بجديه:
اسامه ابنى اسمعنى منيح ..بدى ياك اليوم ترفع عينك وتتطلع ع بنت خالتك غاليه..
اسامه بفزع :لا يابى شو عم تقول استغفر الله ليش بدى اتطلع على المستوره مابيصير يابي مابيصير!
راغب :لا يابى بيصير.. بدى ياك تتطلعلها بنظره شرعيه وحده مباحه نظرة عريس لعروس واذا عجبتك نتوكل ع الله واطلبها الك من الشيخ حكيم ..بس المستوره ارمله لَيكون بعلمك مانها بنِت ها
اسامه :وشو عليه يابى ..يعنى واذا ارمله هالشى مابيعيبها للمستوره اهم شيى الاخلاق واخت الشيخ حكيم اكيد مابيعلى علي اخلاقها اخلاق ..بس والله يابي اعذرنى مابقدر اتطلع اعليها عرِض هاد يابى عرِض ..
راغب بعصبيه وصوت عالى نسبيا :ابنى أولنا مابيها شى مابيها شيييي شرع الله هااااد اوووف!
اسامه :خلاص يابي يصير خير بس لاتعصب حالك راح اتطلع عليها ..
راغب :بس نظره وحده اسامه ماتتنيها ولا تعيدها ها ..
اسامه :امرك يابى .
راغب :الله يرضى عليك ياابنى هيك بدى ياك ..
شويه وورد طلعت مبدله وصبحت على الكل وراحت على بيها مسكت ايده وباستها وقربتها على جبينها وكررتها مرتين وامها كذلك واخوها سلمت عليه بضربه خفيفه على كتفه ولبست بوشيتها وطلعو مع بعض كلهم على السرايا ..
دخلو نادره وورد الاول وطلعت غاليه من المطبخ بسرعه تستقبلهم وتصبح عليهم ونادره بصت لراغب اللى لساه واقف على باب السرايا من بره هو واسامه ..
فوت ابو اسامه فوت حجى ..
غاليه :اتفضلو ..اتفضل ياعمى خُش ..
راغب جلى صوته :يلا يلا ..واسامه زيه ..يلا يلا (كلمه تقال للتنبيه على اهل المنزل بدخول الشخص او خروجه منه )
ودخل الحجى راغب وصبح على غاليه ووراه ابنه اسامه اللى صبح عليها زى ابوه ولاول مره يرفع عينه من الارض ويبصلها وابتسم وهو بيسارع بالحركه من قدامها وهمس لنفسه ..استغفر الله .
حكيم سمع صوتهم وخرجلهم بسرعه هو وامه من الاوضه وصبحو عليهم وقعدو معاهم وابتدت غاليه وجماره ينقلو الاكل على السفره وبعد ماخلصو ابتدو يطلعو بوكل على اوضة تماضر لكن وقفهم راغب :
وئفى بنتى وئفى ..معليش شيخ بدنا نكسر السفره كلنا مع بعض اليوم عيله وحده.. احنا مانا غرب نحنا اهل والمستورات اختك وزوجتك بناتى متل ورد وورد وامها متل امك واختك يعنى مافيها شى واسامه ابنى مابيرفع عينه من القاع شوفة عَينك يعنى لا تخاف ابنى هادول عرضنا ..
حكيم :له ياعمى له عيبه فحقى الحديت ديه ..كيف اخاف على عرضى من اهلى وناسى ..هو انى بس كل اللى بيها عامل على ام اسامه والمحروسه اخته عشان يعرفو ياكلو على راحتهم اكمنهم مبوشين ..
راغب :لا ابنى بيعرفو ياكلو منيح ماتعتل هم متعودين هما ياكلو من ورا البوشيه اصلا بالشام عم نطلعو ناكلو بمطاعم وهُنن بيدبرو حالن ..
حكيم :حيث اكده خلاص كلنا نفطرو مع بعض النهارده داى حاجه تفرحنى ..
وبالفعل الكل قعد ياكل على سفره وحده ونادره وورد ابتدو ياكلو بأيد وايد ترفع النقاب وحكيم منعا للاحراج ليهم مرفعش عينه من طبقه نهائى ..
اما اسامه فغلبته نفسه ورفع عينه لا اراديا على غاليه فنظره تانيه تؤكدله ان الحسن اللى شافه فالنظره الاولى حقيقى لكن لسوء حظه اول مابصلها وطول النظره ابوه شافه وزعق فيه :
قلنا وحده ابنى وحده مو هيك مابيصيييير ..
الكل بص للحج راغب واسامه اتكسف وبلع ريقه بتوتر ورجع عنيه على طبقه وراغب لما انتبه وطى صوته وكمل :عم قوله ياكل بيضه وحده مايزَود مشان كتر البيض على الصُبُح مانه منيح هى بيضه وحده وبس وكمل بضحكه بعرف اسامه ان البيض عجبك بس مابيصير ابنى ..
اسامه ابتسم بأحراج وكمل اكل وحكيم بص لاسامه د ورفع حاجبه باستغراب عشان حس ان الموضوع مش موضوع بيض بالمره وكمل اكل وقال لنفسه يمكن ديه سيم بينهم على حاجه هما لحالهم عارفينها ..
خلصو اكل وحكيم اخد اسامه والحجى راضى وراح بيهم الاسطبل فرجهم الخيول والاتنين كانو هيتجننو على جمره وجمالها وبديع صنع الرحمن فيها ..
بعدها حكيم اخد عنتر وهما خلى السايس جابلهم فرستين هاديين وركبو كلهم خيل..
حتى اسامه اللى اول مره يركب خيل وكان خايف بس هدوء الفرسه بتاعته طمنه وخلى تجربته الاولى لذيذه ..اتمشو بيهم وراحو على الارض بتاعة حكيم وراغب كان عارف ارض جد حكيم القديمه ومكانها بس انبهر بالاراضى اللى بقت عند حكيم وانه بقا مالك زمام بحاله تقريبا تلات ارباع ارض البلد ملكه، وفضل يكبر فسره على حكيم لما عرف ان كل دا اشتراه من شغله وشطارته ..
رجعو بعدها على المندره وكان وقت الغدا وحكيم امر الرجاله يجيبو الغدا واتغدو سوا اما الحريم فجماره قالتله هنطبخولهم فروج ويعملو محاشى النهارده مش كل يوم لحمه عشان ميزهقوش ..
بعد الفطار علطول غاليه وجماره ابتدو فطبيخ الغدا وانضمتلهم ورد وامها اللى صممو انهم يساعدوهم برغم الرفض القاطع من الكل الا انهم اصرو على المساعده وبعد جدال طويل استقرو على ان ورد هى اللى تساعدهم وتفضل معاهم اما ام اسامه ملهاش دعوه بأى شغل وتكتفى بالقعاد جمب تماضر ...وقد كان ..
خلصو الغدا واتغدو الحريم بدورهم وورد وامها اُعجبو بطبخ غاليه وجماره وخصوصا المحشى من ايد غاليه ..
نادره :تسلم دياتك ياغاليه الدولمه طالعه غير شِكل مو هيك يامو ؟ وبصت لورد .
ورد :اي والله يامو كتير بتشهى يسلمو هالديات ياحق .
غاليه بخجل :ياجماعه اخجلتم توضعنا ..تسلمولى كلكم زوق .
نادره :عليم الله مابنجامل واصلا كل الاكل طيب وشى ناهى بس الدولمه طيبه اكتر شى ...تسلم دياتكم حبيباتى ..
تماضر :بالف هنا وشفا موطرح مايسرى يمرى ياحبيبتى ..وهو يعنى وكلنا ياجى ايه جار وكل اهل الشام وحلاته ..عايزاكى توبقى تطبيخيلنا وكله من وكل الشام الحلو من يدك ياورد وتعلميها لجماره عشان توبقى تعملهالنا ..
ورد :اى مو تكرم عينك حجيه على العشا بعملك اطيب اكله شاميه تاكلى اصابيعك وراها ..
تماضر :له بلاش عالعشا خليها بكره اكمن انى معتعشاشى ..اعمليها بكره والبنته يعملو كام صنف جارها معمر ومحمر ونتغدو كلنا سوا .
نادره :اى حجيه وانا كمان راح اعملك اكله من دياتى خص نص لألك كرمال عيونك ..
تماضر بسعاده :ربنا يجبر بخاطركم ويطعمكم من طعام اهل الجنه قادر ياكريم ..
نادره وورد فصوت واحد :آمين يارب نحن واياكى حجيه ..
خلصو غدا وغاليه وجماره رجعو المطبخ ومعاهم ورد وغسلو المواعين ورتبو كل حاجه وبعدها عملو شاى وراحو قعدو كلهم مع بعض قعدة ستات لم تخلو من اختبارات نادره لغاليه وتفحصا المستمر ليها ولكل حاجه فيها الى ان نالت اعجابها تماما ..
قعدو شويه وبعدها انسحبت جماره وراحت لزبيده المطبخ وابتدو يجهزو للعشا وهملت غاليه جار نادره بعد ماحست من بصات نادره لغاليه واسئلتها ليها انها داخله على موضوع جواز ودعت فقلبها انه احساسها يكون صوح ويعوض غاليه عن كل الى شَفاته على يد غازى وبسببه ويجعل اسامه من حدها ونصيبها ..
خلصو تجهيز العشا تقريبا وانضمتلهم ورد تشوفهم لو عاوزين مساعده لكنها لقتهم مخلصين كل حاجه وبعد اذان العشا بساعه تقريبا رجع حكيم وراغب واسامه للسرايا ونادره وورد اول ماسمعو صوته اتبوشو بسرعه ..
دخلو وبعد السلام اتحط العشا وقعدو يتعشو الكل مع بعضه وبعدها قعدو شويه مع بعض والحجى راغب استأذن واخد جماعته وراحو على المشتمل يرتاحو ..وحكيم اخد جمارته وطلعو اوضتهم وغاليه دخلت اوضتها بعد مازبيده دخلت امها تماضر اوضتها واطمنت عليها ..
عند الحجى راغب فالمشتمل :
اي يابى شو شفتلى البنيه منيحه ماهيك
اسامه ابتسم بخجل :اي يابى ماعليها شى الله يستر عليها ..
راغب :خلاص لكان بأقرب فرصه راح فاتح حكيم بالموضوع والك منى بيت الساروجه خص نص لالك هدية جوازك ..
اسامه قرب مسك ايد ابوه وباسها :الله لا يحرمنا منك يابي ويديمك فوء راسنا .
راغب :الله يرضى عليك يابى الله يرضى عليك ..وبأيده التانيه طبطب على ضهره بحنان ..
************
يوم يجر يوم والحجى راغب فسراية الشيخ حكيم معزز مكرم هو وعيلته وطول الوقت هو واسامه مع حكيم من السرايا للمندره للأرض والحجى راغب كل يوم يزيد اعجابه بحكيم عن اليوم اللى قبله وخصوصا لما يشوف حكمته فحل الفصول وفض النزاعات ورجاحة عقله ونظرته العميقه للامور وبرغم صغر سنه الا انه كل يوم يثبتله ان عقله اكبر من عقل راجل ستينى علمته الدنيا كل اسرارها وخباياها ..
عدو ٩ ايام وكل يوك راغب ينوى انه هيفاتح حكيم بخصوص اسامه واخته غاليه لكنه ميلاقيش فرصه ويأجلها ..
وآخر حاجه حكيم خبره انه بكره عامل ختمه وليلة قرآن وهيوفى نذر عليه وعامل وليمه لأهل البلد وراغب قرر انه هيفاتحه ويخطب اخته لابنه منه على مرأى ومسمع من كل اهل البلد عشان يكبر بيها ويفهم الكل انه هو وابنه شاريين بت الشيوخ بروحهم ونسب الشيخ حكيم يشرف اى حد حتى لو اخته ارمله ..
يومها جه فصل لحكيم اتنين واحد بيطالب واحد بدين وصاحب الدين مش صابر على المديون ووصل بيه الحال انه عايز ياخد عفش بيته كلياته وسترت عياله قصاد الدين..
والراجل المديون نخى الشيخ حكيم يخلصه من المشكله ويصبر الديان عليه ..
حكيم لما نظر فالامر واتوكد ان المديون مهيقدرشى يسد حتى لو عطاله مهله وفرصه تانيه اتبرع هو بسد الدين عنه واعتبره زكاه عن اهل بيته ويومها بعد مامشيت الناس
الحجى راغب قام مره وحده وحضن حكيم وخبط على ضهره وهو بيهتفله :
والله انك ابضاى وزجرت ومافى منك وبينشد بيك الضهر ..كفو ياابن الشيخ جاهين كفو والله.
حكيم بضحكه :ليه كل ديه هو انى عميلت ايه لديه كله .
داى اقل مشكله وياريت كل المشاكل تنحل بالفلوس مكنشى حد غُلُب والله ..
راغب :اي والله ابنى صدئت ..بس برضو بتضلك ابضاى ربى يحميك ويحرسك لشبابك ..
حكيم :تسلم ياعم وتعيش ..وبص لبشندى اللى قاعد بعيد عنهم هبابه وباصصلهم وعمال يقزقز لب ويحط القشر فجيبه :
هاه يابشندى كل حاجه جاهزه لبكره وتمام ..
بشندى :كله تمام ياشيخ متشغلش بالك بشَى واصل ..
راغب :لا ماتقلق ع بشندى ولا توصى حريص عمى هالبشندى مابيفوته شى زلمه معدل والله ..
بشندى بدون مايتكلم طبطب على صدره لراغب علامة امتنان ورفع ايده طبطب على دماغه بشكر وراغب اتكاله على عنيه بيأكدله كلامه ..
خلص اليوم وجه الليل وبين تجهيز وترتيب وتوضيب عدى الليل والكل كان مشارك فالتجهيز لليله حريم ورجاله
حكيم وراغب واسامه قضو طول الليل بره واقفين على ايد الناس اللى عتعلق لمض كهربا واللى عتنصب الصوان واللى عيعملو مسرح من كنب للمداحين ومع بداية قرآن الفجر الكل اتوجه للجامع وصلو الفجر جماعه ورجعو
كان بشندى والرجاله محضرين الخرفان وحكيم قلع جلابيته ومسك سكينة الدبح واتقدم راجل من الرجاله بأول خروف ونومه وكتف رجليه وحكيم سمى وكبر ودبحه ..وبعده التانى والتالت والرابح الخ .... واللى يدبحه ياخدوه الرجاله يصلخوه ويوضبوه ..
اسامه لحكيم :ليه مابتجيب قصاب يذبح الك ؟ليش تذبح لحالك
حكيم :انى عحب الفدو والندر ادبحه واجرى دمه بيدى فدوه لأهل بيتى ودفع اذى عنيهم ..والاضحيه كذلك لازمن ادبحها بيدى سنه عن الرسول عليه الصلاة والسلام ..
اسامه :عليه افضل الصلاة والسلام ..بس والله انا مابقدر اذبح بنفسى شى كتير صعب مابتحمله ..
حكيم :مفهاشى حاجه لايكلف الله نفسا الا وسعها ..اللى نفسك متقدرش تتحمله متغصوبهاشى عليه ..ودلوك انتا معتقدرشى تدبح فهمناها متقدرشى تقطع المدبوح كمانى ؟!
اسامه :لا اذا على هيك اقدر عمى اقدر ..
حكيم :طيب هم شمر عن سواعدك وامسك الساطور واقعد على القرمه وورينى ..داى حاجه رايحه لله واللى هيحط يده فيها ويساعد يكسب ثواب كبير ...
وبالفعل اسامه شمر اديه واتقدم بابتسامه ومسك ساطور وقعد على قرمة تقطيع وحكيم بقا يصلخ ويقطع ارباع مع الرجاله ويدو لاسامه واتنين تانى يقطعوها قطع صغيره ..
خلصو الدبح والصلخ والتقطيع والتوزيع قريب الضهر وبعدها وضبو دبايح الليله وهملوها للرجاله والطباخين يطبخوها وبشندى فوق راسهم متابع شغلهم وروحو على السرايا حكيم واسامه وراغب يتسبحو وياكلولهم لقمه ويريحولهم ساعه وبعدها يصحو ويستعدو لليله ..
*************
بعد اذان العصر حكيم واقف قدام المرايه يلبس وطالع كيف القمر وراح قعد على السرير يلبس الشراب والجزمه وبص لجماره ..هاتيلى الساعه والخاتم الفضه وسبحه ياجماره ..
جماره راحت على التسريحه وفتحت الدرج وجابتله ساعته والخاتم الفضه ومن بين السبح كلها ايدها راحت على السبحه الدهب خدتها وشمتها وابتسمت على ريحتها الطيبه وراحت بيهم عليه ..
حطتهم جاره على السرير واتحركت لكن وقفها حكيم :تعالى ياجماره شيلى السبحه داى وهاتى وحده غيرها عاديه ..
جماره باستغراب :ليه اكده داى احلى وحده فيهم كلهم ..
حكيم :ايوه بس دهب والدهم متحرم عالرجال ياجماره.
جماره :بس انتا كنت ماسكها قبل سابق ؟ وبعدين دانتا هتمسكها فيدك مش هتلبسها يوبقى حرام كيف؟!
حكيم اخد نفس ورد على جماره :له يابت قلبي الدهب متحرم على الراجل حتى مسكته ..وبالنسبه لانى كنت ماسكها قبل سابق فديه ليه ظرف خاص ..
عمدة البلد كيف مانتى خابره ولده الكبير متجوز وربنا مرزقهوش بخلفه ٥ سنين بحالهم واتجوز ٣ حريم وبرضك مخلفشى .. اتجوز الرابعه وربك اراد ان مرته الاخرنيه تحبل وتخلفله واد ..اكيد سَمعتى بيه ..
جماره هزتله دماغها بتأكيد
حكيم :من فرحة العمده وولده دبحو الدبايح ووزعو على البلد كلياتها وعزمنا على ليلة قرآن ومن باب الفرحه وزع سبح دهب قبلها هديه على كل كبارات البلد وانى واحد من ضمنهم
وطبعا كيف مانتى خابره اللى يعاود الهديه ولا يرد صاحبها عيبه كيف ومش مقبوله فعرفنا واصل وتعتبر اهانه للمُهادى وعدم تقدير من المُهدى اليه ..
فاضطريت انى اقبلها منيه ويوم ماكنت طالع بيها وريتيها فيدى كان فاليوم ديه الليله اللى عاملها لولده وقولت اروح بيها من باب جبر الخواطر ..
وكيف مايكون ربك مرضيش لليد اللى عتمسك كتابه انها تمسك سبحه دهب ويومها اللى ميتسماش حرقك بالشاى والسبحه اتنشكت من يدى مخابرشى وين وحتى الليله مروحتهاش وقضيت يوم اتقلبت فيه على الجمر من الخوف عليكى والقلق ...وحتى لو تاخدى بالك من يومها ممسكتهاش ولا حطيتها فيدى واصل..
جماره :ايوه صوح مشفتكشى مسكتها تانى من يومها ..ومسكتها وبصتلها بأعجاب ..بس والله خساره شكلها حلو قوى ..
حكيم :متشوفيش خساره ياجمارة القلب ..بصى خديها ليكى وخليها وسط دهبك ..او بيعيها وبدليها بأى حاجه تانيه تعجبك ..
جماره :واه مش حرام الهديه تتباع ياحكيم !
حكيم :له ياجماره مش حرام تتباع او حتى نهادو بيها مادام اللى مهادينا بيها مهيشوفهاشى ولا يتكسر خاطره عليها
جماره :طيب حيث اكده انى هبدلها بغويشتين تعبان نفسى فيهم قوى
حكيم:هى لكى فافعلى بها ماشئتى ..
ودلوك تعالى اشم ريحة جنتى عالارض قبل ماامشى ..وقربت جماره منيه وضمها وطبع بوسه على جبينها ونزل وهى نزلت وراه وكل واحد فيهم راح يشوف ضيوفه ويكرمهم ..
وصل حكيم المندره وابتدت الناس تهل وابتدا الغدا رصه تتحط ورصة تتشال لغاية ماغدو الناس كلها والحديت ديه استمر للمغرب ..
بعدها خلصو من موال الغدا وابتدت الليله والكل قعد يذكر الله والميكرفون عيصدح بمدح النبى والكل فرحان بالاجواء الحلوه لحدت ماتلت الليل اتقضى والمداحين بطلو والجو هدى وابتدت قعدة سمر بين اهل البلد وحكاوى فأمور البلد واحوالها ..
فجأه وقف راغب وسط الكل ووجه كلامه لأهل البلد وهو عينقل عينه بينهم :
اخوانى معليش بدى ئول شى ..الكل انتبه وسكت ..
راغب بص لحكيم وحط ايده على صدره :انى بتشرف بنسب الشيخ حكيم ابن رفيئى الشيخ جاهين وراح كون من الشاكرين لألله ولأله بائى العُمُر اذا وافق يعطينى المحروسه إخته عروس لأبنى على سنة الله ورسوله ..
الكل سكت وبص لحكيم منتظر الجواب وحكيم وقف مبتسم ومد يده للحجى راغب :
دانى اللى ليا الشرف ياعمى ونسبك انتا وولدك تاج يزين راسى ..بس اسمحلى اسأل صاحبة الشأن على السنه وكيف مالشرع امر وبعد موافقتها اعتبرها بقت مرت ولدك ..
راغب شد على يد حكيم وطبطب عليها بيده التانيه واسامه ابتسم بفرحه ..
اما بشندى فهمس مع نفسه بارتياح :وادى الفاجر جوزناها وهتغور الشام ونرتاحو منيها وتفجر اهناك فالشام ابراحتها عاد ليناش صالح بيها ..
جميع الاطراف فرحت بطلب الحجى راغب اسامه وحكيم اللى متوكد ان امه واخته هيطيرو من الفرحه بالخبر وحتى بشندى ..
لكن كلام راغب منتهاش لحد اهنه وكمل حديته : حقك ابنى وحقها للمستوره ما قلنا شيى ..واسمحلى كمان ياشيخ اتجرأ واهاديك هديه من كل قلبي لالك واتمنى تقبلها من عمك راغب وماتردنى ..
حكيم : له ياعمى كلام ايه ديه انى اردك وماقبلشى هديتك كيف يعنى ..دا النبى قبل الهديه وقال تهادو تحابو ..مقبوله كيف ماكانت ورد الهديه منى مضاعفه بأذن الله تعالى..
راغب :الف صلاه عليك يانبى ..انى مابدى رد لهالهديه ابنى.. بس بدى محافظه عليها لانها غاليه ع ألبى متل جوهره وبدى اعطيها للى يصونها ..
ومابلاقى متلك صاين لجوهرتى وامين عليها لو لفيت الدنيه كِلها ...انا هديتى ليك ياشيخ حكيم المستوره بنتى ورد الشام بدى ياها تكونلك مره على سنة الله ورسوله وزواجك ببنتى يزيدنى شرف ونسبك يزيدنى فخر ياواد الشيخ جاهين وحامل كتاب الله ..
حكيم من الصدمه مبقاش عارف يتكلم وبص لبشندى باستنجاد وبشندى ضرب على دماغه بأديه التنين وهمس :طهبَجَجججت
ياريت الشام كانت قفلت بوابتها على نصك ياراغب قسمته نصين قبل ماتطلع منيها ياواد المحروق انتا غفلقتها على الشيخ غفليق ...
إلي هنا ينتهي الفصل الخامس والثلاثون من رواية جمارة بقلم ريناد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا