مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة ريناد الشهيرة ب رينوو والتى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثامن والثلاثون من رواية جمارة بقلم ريناد يوسف.
رواية جمارة بقلم ريناد يوسف - الفصل الثامن والثلاثون
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم
رواية جمارة بقلم ريناد يوسف - الفصل الثامن والثلاثون
حكيم طلع من السرايا راح على المندره وفضل شويه متمدد على الكنبه وينفخ بزعل وبعدها استسلم للنوم لما الصداع زاد عليه وملقاش منيه مفر غير بالنوم ..
اما جماره ففضلت طول الليل صاحيه ورايحه جايه عالشباك تبص كل هبابه على حكيم وتقول هلاقيه داخل دلوك من بوابة السرايا لغاية ماساعات الليل انقضت وقرآن الفجر بدأ
فالوقت دا سألت حالهة كتير ياترى هى غلطت فزعلها من حكيم وكبرت الموضوع ولا هو اصلا كبير ومن حقها تزعل ..وكل مره تسأل فيها حالها الاجابه عتكون هى هى ..ايوه من حقها تزعل وتاخد على خاطرها ..واللى زعلها اكتر انه معطهاش هديتها قدامهم وفوسطيهم ..مش مهم تكون كبيره واغلى من بتوعهم بس المهم انه كان ساواها بيهم ..قعدت على السرير وحطت وشها بين اديها وابتدت تبكى لما حست بأنها اقل من الناس واللى وصلها للاحساس ديه حكيمها بزات نفسه ..الحته داى خلت نفسها تصعب عليها قوى ..
بعنف ابتدت تقلع الغوايش من ايدها وترميهم وحتى السلسله شدتها وقطعتها ورمتها من طول دراعها ودفنت وشها فالمخده وابتدت تبكى بكل قهر ...
فالاثناء دى حكيم كان صحى فالمندره بعد مااخدله غفوه وحس انه بقا احسن شويه وقام رجع على السرايا عشان يصلى الفجر ويصالح مجنونته اللى عملتلها زعله منيه من مفيش ومخها التعبان صورلها حجات استحاله تخطر على باله واصل ..
دخل السرايا وطلع السلم ووصل قدام اوضتهم واتقدم بسرعه وهو سامع صوط نحيبها المكتوم وبسرعة البرق كان قاعد جارها على السرير وواخدها فحضنه ..
جماره اول مالقت حالها فحضن حكيم زادت فالبكا وابتدت تحاول تخلص حالها من بين دراعاته لكن هو شدد قبضته عليها وحبسها ما بين اديه وضلوعه وحط دماغه على كتفها وغمض عنيه وهملها تحاول تفلت منيه ولما كل محاولاتها فشلت ابتدت تستسلم وتبطل حركه ..لكن بكاها ودموعها مبطلوش ..
همسلها لما حسها استكانت فحضنه وهو استكان لريحتها وحضنها الدافى : خولصت نوبة الجنان ولا لساتها هتهب تانى بعد هبابه ؟
جماره :عاودت ليه انتا مش هملتنى ومشيت ..فالح تقول المره لو هملت جوزها زعلان يجرالها ايه وحكمها ايه والراجل لو همل مرته زعلانه وفاتها وفاتلها الموطرح كلياته معلهوش ذنب ولا يوبقى ديه حرام عليه صوح !!
حكيم ضحك بخفه وهو عيحرك دماغه ويدفنها فرقبتها وهمسلها فودنها :انى مهملتش الموطرح ولا هملتك غير من شدة الصداع والتعب ولو كنت استنيت قبالك دقيقه وحده مكنتش هتحكم فروحى وكنت ممكن اقولك كلمه تزعلك عشان بس اخليكى تسكتى.. وكنتى ساعتها هتسكتى وانى كنت هسكت ويموت بينا الكلام ياجماره ...
انى بعدت نفسى عشان اهدى واعاودلك ببال اطول وخُلق اوسع وكمان عطيتك فرصه عشان انتى كمان تراجعى حالك فتهمتك ليا ..
قوليلى عاد جالك منين الاحساس اللى وصلك ديه !
جماره بنبره باكيه :جالى من عمايلك ياحكيم ..لما تدينى حاجه وتقولى لاختى وبعدها ابص القاك مديها لست ورد يوبقا ايه ..ومقولتليش عليها ليه ؟ معناتها ايه غير اللى وصلى والى فهمته ؟
حكيم بقهر :بزياداكى دوس على قلبي ياجماره وبكفاياكى ظلم فيا عاد متقوليش كلمه زياده ومتزعلنيش منيكى اكتر ..
جماره : انتا كمان اللى زعلت ياحكيم ! مزعلنى وهاين كرامتى ومهادى وحده كانت هتوبقى ضرتى بالدهب وتقولى انك انتا اللى زعلت ؟
حكيم :ايوه زعلت ياجماره ومن حقى ازعل ..زعلت عشان ظنيتى فيا السوء وفكرتى انى خايف تطمعى فالهديه وعشان اكده دسيت عنيكى انها لورد ..
جماره :قولتلى ليه لاختى وكدبت ليه عليا ؟
افهمى ياجماره ..انى مكدبتش لما قولتلك الهديه لاختى عشان فعلا ورد اختى ..انى لو عايز مقولكيش وادس عنيكى اجى اشيلك انتى العلب ! طيب وهو انى هيغيب عن بالى انك ممكن تفتحيهم وتلاقى فيهم سلسلتين كيف بعضهم وتستغربى وتسألينى التانيه لمين ...
لو سألتينى مكنت هقولك ان التانيه لورد واجاوبك طوالى؟ ...
وبعد ها عن حضنه ومسك اديها وهمسلها : حجتك فالزعل باطله يامرت الشيخ عشان مبنيه على سبب باطل ..وكل مابُنى على باطل فهو باطل ..
جماره :له مش باطله ياحكيم ولا اتبنت على باطل وعندى السبب والدليل عليه كمان ..
دليلى انك جبتلى دهب اكتر منيهم ياحكيم ..جبتلى اكتر منيهم عشان انى اقل منيهم صوح ..بالك انتا لو جبتلى سلسله كيف بتاعتهم بالظبط او حتى اقل منيها هبابه واديتهانى وسطهم والله كانت هتوبقا فنظرى كبيره قوى ..
حكيم :جبتلك اكتر منيهم عشان انتى اغلى منيهم ياجماره ..جبتلك السلسله اللى حسيت ان مفيش غيرها تليق عليكى وشوفت انها مش هتوبقى حلوه على مره غيرك .. واديتهالك بينى وبينك عشان اختى لما تشوف سلسلتها من سلسلتك متحسش انى مفضلك عليها وتشيل فنفسها ..
وكمان حبيت اديهالك بينى وبينك عشان اشوف فرحتك بيها ومحدش يشوف عنيكى لما تلمع بفرحه غيرى انى ديه كل مقصدى ويشهد ربى انى مافيه فنيتى حاجه غيره..
ولا قصدى حاجه من اللى وصلت لمخك التعبان ديه... ياجماره انى قولتلك قبل سابق انتى نفسى ..
والنفس معتكونش محتاجه شرح ولا توضيح من صاحبها عشان عتكون عارفه اللى عيعمله من غير مالسانه يفصح عنيه ..
وبص للأرض على الغوايش والسلسله المرميه وكمل بحسره :
جماره الحاجه الحلوه لما تتفهم غلط ويتعكس معناها عتحسس صاحبها بالكسره ..وبالزات لما يوعى على الارض حاجه جابها بكل محبه وجاى بيها فرحان طول الطريق وهو فاكر انه هيدخل بيها السرور على قلب حبيبه وفالأخر حبيبه لا يعمله ولا يعملها قيمه ..
جماره بصت موطرح ماعيبص ونكست عنيها للارض وحكيم اخد نفس وهمسلها بعد مامسك يدها وطبطب عليها بأيده التانيه :
قومى اتوضى عشان نصلو الفجر سوا ونطردو من بينا الشيطان اللى وسوسلك ترمينى بتهمه زور وعيوسوسلى دلوك انى ازعل منيكى على كد العشم اللى خاب ..قومى يابت قلبي قومى ..
وهملها وقام ووطى فالارض يلم الغوايش والسلسه وهو حاسس انه عيلم فمحبته اللى رمتها جماره على الارض وراح حطهم على التسريحه وطلع للحمام يتوضى من غير مايتحدت ولا ينطق بكلمه ..
جماره غمضت عنيها بألم لما حست انها زودتها مع حكيم وكان ممكن فعلا انها تسأله والغلطه غلطتها من لاول عشان مفتحتش العلب ولا شافت وسألت ووكتها صوح لو كان دس عنيها كان هيوبقالها الحق تزعل ..
قامت بعد مااستعاذت بالله من الشيطان الرجيم وراحت على الحمام تتوضى بعد ماحكيم طلع منيه متوضى وعلى بال ماخلصت وضوء كان هو فارش المصالى وقاعد مستنيها واول ماجات وغيرت خلجاتها ولبست احرامها ووقفت وراه كبر وقام الصلاه طوالى ..
حكيم خلص صلاه وسلم ورافع اديه بيدعى واتفاجأ بحاجه خبطت فضهره وابتسم لما لقى جماره حضنته بقوه وحاوطته بأديها من وسطه وسندت دماغها على كتفه وهو خلص دعا ومسح على وشه بكفوف اديه وقعد على المصلايه واتربع وشدها من دراعها نومها على رجله
واخد ايدها وخلل صوابعه بين صوابعها والايد التانيه حطها على دمغها وغمض عنيه وابتدا يقرا القرآن بصوته العذب وشويه شويه السكينه ابتدت تدخل قلوبهم وجماره شدت ايده اللى فأيدها وحبتها بحنان وحضنتها وهى بتهمسله :
حقك علي قلبي ياشيخ قلبي آخر نوبه هزعلك فيها او هزعل منيك ..سامحنى انى معارفاشى هى كبرت منى كيف اكده بس والله انى كل اللى زعلنى هو دسك عنى ..
حكيم صدق وهمسلها : مفيش بينا حقى وحقك ياجمارة القلب ..الزعل وارد بين اى تنين بس المهم انه ميطولش ..وخلى دايما قدام عنيكى انه كيف ماحق المسلم على المسلم انه يلتمسله سبعين عذر حقك انتى عليا انى هلتمسلك ٧٠٠٠ عذر قبل مازعل منيكى ..وديه وعدى ليكى على سجادة صلاه ولساتنا محفوفين بملايكه عتستغفرلنا ..
جماره :وانى ليك عليا وعد وعهد ياشيخ القلب انى عمرى ماهسيئ الظن فيك ولا هزعل منيك فيوم من ليام ..
وقلبت عنيها شويه بتفكير وقامت اتعدلت وكملت بحده ...الا لو بصيت لغيرى ولا اتجوزت وحده تانيه ولا حد هداك بمره وقبلتها ..
وكتها مش هزعل منيك ياحكيم ..
وكتها هدب يدى فصدرك واطلع قلبك اللى حلف مايدقش لغيرى وادق فيه الف مسمار ..وهقلع عنيك اللى حلفو مايبصو لغيرى واحطهم فدباره واعلقهم فرقبتى و......وفضلت مستمره فالحديت والتهديد اللى بسرعه اتحول لضربات متفرقه من ايدين جماره لحكيم على صدره وهو ضحك وهو عيحاول يمسك اديها لغاية مافالآخر نجح وضمها عليه وهو مكتف اديها بأديه وهمسلها بضحكه :
الوعد اتقلب لتهديد والتهديد اتقلب لضرب وياترى الضرب هيتقلب لأيه بعد اكده ...
جماره ميلت دماغها وبصتله لفوق وهمستله :هيتقلب لحب ..
ثوانى فضل حكيم يتأمل فيها وهو مبتسم وعنيه عتسبح فبحور عنيها الزورق وبعدها مره وحده قام وقومها معاه وحول كلامها لحقيقه واتحول الزعل لعتاب جميل مازاد العشاق الا عشقاً.
النهار طلع وتماضر قاعده فاوضتها وصاحيه وزبيده دخلتلها كيف عادتها وودتها الحمام ورجعتها اوضتها تانى وبعد ماحطتها ففرشتها تماضر شاورتلها على السبحه بتاعتها وزبيده لافيتهالها وتماضر ابتدت تقلب خرزاتها بين صوابعها وبصت على الباب شافت غاليه خارجه من اوضتها وعتتاوب وقربت من اوضة امها وصبحت ولساتها هتمشى عشان عارفه ان امها مهتردش عليها لكن امها فاجأتها بالرد النوبادى ..
اصباح النور والبنور ياعروستنا الحلوه ..يسعد صباحك يابنيتى ..
غاليه وقفت واتلفتت حواليها شمال ويمين ملقتش حد غيرها هى وزبيده قامت مشاوره على روحها بتعجب :
انتى عتحديتينى انى يمه؟
تماضر :وهو فيه عروسه غيرك اهنه ياغاليه ..قربى يابتى تعالى خلينى اضمك واشبع منيكى قبل ماتفارقينى واللقى يوبقى على حسب النصيب ..
غاليه قربت من امها بعيون عتلمع بالدموع وقعدت جارها ومسكت يدها حبتها :
يعنى خلاص مزاعلاناشى منى يمه؟
تماضر :ردى عليا فلاول اتعلمتى من غلطك ولا لساتك بجره كيف مانتى ؟
غاليه :له اتعلمت والله العظيم ودلوك حتى الكلمه معطلعهاشى غير لما اتوكد انها زينه وهتتحسب ليا مش عليا ..
تماضر :يوبقى خلاص سامحتك ..انى كل همى اعلمك يابنيتى واوعيكى ..
لكن يعلم الله انك حداى فمعزة الروح كيفك كيف اخوكى بالظبط ..وفردتلها اديها وهى مبتسمه وكلمتها بنبره باكيه :
ودلوك هاتى حضن من زمان محضنتكيش ولا شميت ريحتك ياتمساحه يالى هتهمَلينى وتروحى بلاد الشام ..
غاليه بسرعه دخلت فحضن امها بفرحه وفضلو الاتنين فحضن بعض بعد فراق وكل وحده عتحاول تشبع من ريحة التانيه على كد ماتقدر ..
اخيرا تماضر بعدت جماره عن حضنها ومسحت دموعها بطرف شالها وضربت غاليه على كتفها ضربه خفيفه :هتوحشك قوى ياتمساحه ..
بقولك قومى قومى ..قومى افتحى الدولاب فالضرفه الواسطانيه وهاتى الصندوق بتاعى ..
غاليه قامت وعملت اللى امها قالتلها عليه وجابتلها الصندوق وحطته على رجليها وتماضر فتحته وكان فيه دهبها وصندوق تانى صغير جوا منيه تماضر طلعته وبمفتاحه الصغير اللى كان فالصندوق الكبير فتحته واول ماتفتح غاليه ضربت على صدرها لما شافت اللى جواه ..
واللى كان اربع سبايك دهب كل سبيكه تطلع كيلو ..
غاليه مسكت سبيكه منهم ورفعتها :ايه ديه يمه؟
تماضر :ديه نصيبك من الدهب اللى جدك عطاه لابوكى ياغاليه ..قسمته كيف مالشرع قال علينا احنا التلاته انى وانتى وحكيم ..نصيبى انى وحكيم اشترينا بيه الارض ..ونصيبك عنتهولك ..حكيم عايم على عوم ابوه وعيقول ان الدهب حرام ..بس انى مصدقه جدك وشايفه انه حلال ..
نصيبك اهه تحت يدك خديه واتصرفى فيه كيف ماتحبى ..انى خلصت ضميرى وقسمت قسمة الحق والباقى فحجركم انتو عاد ..
غاليه بذهول وهى عتمسك سبيكه تانيه ورفعت التنين قبال عنيها وهى عتبلع ريقها وهمست بتوهان :
عقولك ايه يمه ..انى هاخد الدهب واصدقك واصدق جدى ولو كان كداب هو يتحمل عاد واهو اكده اكده هيروح النار يعنى مش هتفرق معاه ..بس انى الدهب ديه هيفرق معاى ويخلينى اشترى حاره بحالها فالشام واقعد فيها لحالى ...
تماضر :ياباى عليكى ..تقعدى لحالك كيف طب دا جنه من غير ناس ماتنداس ياقزينه!
غاليه بفرحه :له تنداس وتتحضن وتتباس كمان يمه ...والله يمه فرحتينى عالصبح ..تؤبرى ألبي مااحلاكى .
تماضر :وه شوفو البت حالاً قلبت شامى .
غاليه :ايوه امال ايه مش جوزى شامى عاد ..ورجعت السبايك فصندوقهم تانى وقفلته وبصت لامها وغمزتلها :بس مش ساهله انتى برضك ياتماضر ..عتراضى وتصالحى فآخر دقيقه كيف اللى رايح يموت وعرف ربه على فراش الموت ورجعله ..
تماضر مره وحده مسكت طرحة غاليه بشعرها وميلتها عالسرير وفضلت تضرب فدماغها على الفرشه وهى عتقولها من بين سنانها :
هو ديه الكلام اللى بقيتى توزنيه ومتطلعيهوش غير لما يكون كلام زين يام لسان زفر انتى ..ديه تشبيه تشبيهينى بيه عالصبح ياغاليه ..
عتفولى على امك ياقزينه!
غاليه بألم :مقصديشى والله يمه طلعت اكده وانتى اكيد فاهمه قصدى ايه منيها ..
تماضر :انى افهم لكن غيرى ميفهمشى يابجره ..وفلتت دماغها واخدت نفس وطلعته وبصتلها بغيظ وكملت حديتها وهى واعياها عتفرك فراسها بألم :
لو يدونى ميت عقل على عقلى عمرك ياغاليه ماهتتغيرى واصل ..ياخوفى عليكى من لسانك فالبلاد البعيده ياخوفى ..
غاليه وهى عتاخد الصندوق فحضنها وتقف وتضمه كيف عيل صغير :
تخافيش عليا انى معايا الامان كلياته وطبطبت على الصندوق..وطلعت بسرعه على اوضتها وتماضر هزت دماغها بيأس وهى واعيالها وابتسمت لما خشت غاليه اوضتها جرى وقفلت الباب وابتدت تسبح بسبحتها وورا كل تسبيحه تدعى دعوه لحد من عيالها..
اخيرا نزل حكيم من فوق هو وجماره ونزلتهم جات بالتزامن مع دخول راغب وجماعته السرايا
صبحو على بعض وجماره استقبلتهم بضحكه وهى بنفسها اللى خدت ورد من يدها عشان يدخلو يجهزو الفطور سوا ..
اما نادره فراحت لتماضر اوضتها تصبح عليها وتقعد جارها لغاية مالبنته يخلصو تجهيز الفاطور ..
اما حكيم وراغب واسامه فقعدو فالصاله يتحدتو مع بعض وحكيم ملاحظ نظرات اسامه على اوضة غاليه وابتسم على لهفته عليها وكان يقدر يسمحله يقعد جارها لحالهم هبابه بس فضل انه يفضل بشوقه ليها لحدت ماتروح بيته واهناك يقعد معاها على راحته وكمان عشان هو خابر زين ان النظره عتطفى الشوق هبابه وهو معاوزش شوق اسامه لاخته ينطفى غير وهما فبيتهم وفغرفتهم ...
غاليه طلعت من اوضتها لما سمعت حس الجماعه بعد ما عدلت خلجاتها واول ماطلت من باب الاوضه اسامه عنيه اتعلقت عليها وابتسم وهى ابتسمت لما وعيتله ونزلت عنيها فالارض بسرعه واتحركت من قباله على اوضة امها لما رفعت عينها على حكيم ووعيته زاغرلها ومبرق عنيه ..
دخلت عليهم وصبحت على نادره وباست ايدها بنفس طريقة ورد ونادره ضحكت وطبطبت عليها وقالتلها :الله يرضى عليكى يامو
غاليه قعدت جار امها عالسرير وبصت فالارض بكسوف وتماضر بصتلها وبصت لنادره واتحدتت :
ام اسامه عايزه اقولك على حاجه للأمانه ...بتى غاليه عامله كيف الجاموسه وراهاش غير الحش والنوم ...غاليه رفعت راسها بسرعه وبصت لامها وهى مبرقه ...وامها كملت ...
ولو فوتيها توصل النهار بالليل وهى نايمه على بطنها كيف التمساح ..ولو مقومتيهاشى عالحاجه مهتقومش ..
يعنى من الآخر اكده عتتساق سوق لولا ماتتحرك ..كيف البهايم اكده ..
غاليه مع كل كلمه من امها كانت عنيها تبرق اكتر لغاية ماكانو هيطلعو من موحجرهم وريقها نشف ونفسها امها تبصلها عشان تغمزلها ولا تعضلها على شفتها عشان توقف لكن تماضر ولا التفتتلها ...
غاليه آخر ماامها خلصت حديت مدت يدها مسكت طرف شال امها وميلت وعضته بكل قوتها من الغيظ وسابته وعاودت قعدت تانى كيف ماكانت وهى عتقول ياأرض اتشقى وابلعينى ..
نادره ضحكت وهى باصه لغاليه اللى وشها عيجيب الوان وردت على تماضر :
له ياحجيه له ..مابرضالك تحكى هيك ع كنتى ..كنتى معدله ومافى منها ..
هى بس كانت عم تدلل عليكى هون ..لكن المره ببيت زوجها غير بيت بَيها
وعم تكون ادها وادود وتخلى الكٍل يحلف بشطارتها وندارتها ..ماهيك بنتى؟
غاليه هزتلها دماغها بإيجاب ونادره ابتسمت وبصت لتماضر :
اي شفتى حجيه كيف كِنتى مافى منها وما برضى لحدا يئول فحئها كلمه مو منيحه بنوب نوب ..
غاليه وهى باصه لامها وعتهز دماغها بأسى :تُشكرى ياغاليه يام الغالى ..
يسلملى لسانك اللى عمينقط شهد ديه ..مجاش الكلام ديه من اللى منى ..عموما ماااشى ..بكره تندم ياجميل ..
نادره ضحكت وتماضر كمان ضحكت بس من وسط ضحكها ردت عليها :
انى عقول اللى يخلص ضميرى قدام ربنا وقدام ام اسامه عشان لو دعت عليا بعد اكده دعوتها متتقبلشى ..
نادره زادت فالضحك وغاليه ضربت على دماغها بقلة حيله وقامت حطت امها عالكرسى وطلعو كلهم لما سمعو حس حكيم عينادم عليها عشان تجيب امها وحماتها ويطلعو يفطرو ..
حكيم صبح على امه اول ماتاقت وحب يدها وخدها من غاليه وداها موطرحها ومن الخباثه قعد جار اسامه وقعد غاليه جاره من الناحيه التانيه عشان يقطع عليهم الشوف واصل ..
خلصو الفطور وطلع حكيم هو والجماعه على صوت بشندى عينادم عليه وعارف نبرة صوته لما يكون فيه مشاكل عتوبقى عامله كيف وعرف علطول وطلع فعلا ولقى فصل مستنيه قضى فيه النهار بطوله ..
فآخر القعده قبال الناس كلها حكيم طلع عقود جديده بعد ماجاب كل العقود اللى كانت حدا الشيخ زايد وقطعها وحط العقود قدام حج كبير كان قاعد فالمجلس ووقف وسط الناس واتحدت وهو موجه حديته للكل :
ياأهل البلد الارض اللى فالزمام الشرقى واللى هى عشر فدادين آنى متبرع بيها للبلد يتعمل عليها مستشفى ومدرسه ابتدائى ومكتب تحفيظ قرآن للبنات وحتى الحريم وفصول محو اميه ..
الحجات داى هتقوم على التبرعات يعنى اللى معاه موجود يتبرع وكله لخدمة البلد ..والكلام ديه لكل النجوع اللى حوالينا عشان المدرسه والمستشفى هتخدم الكل ..وانى أول واحد هتبرعلهم بفلوس الاساسات ..ومش بس اكده دانى هعمل موصنع فالبلد للحُصر البلاستيك يلم كل الشباب المرمى عالقهاوى ديه ويخليله دخل شهرى يقدر بيه يتجوز ويفتح بيت ..
قولتو ايه فالحديت ديه ...هو خلص كلامه من اهنه والكل قام يتسابق عليه عشان يحضنه وعبارات الشكر بقت تنزل عليه كيف المطر من الكل غير التهليل والتكبير وراغب واسامه بقو واقفين يبصو لبعض ونافخين صدرهم بفخر على نسيبهم اللى لو لفو الدنيا مهيلقوش فكرمه وجوده كرم ولا جود ..
************
طرمبيل واقف قدام بوابة السرايا وراكبه فيه ورد الشام ونادره امها بعد ماودعو الكل وراضى واقف جار الطرمبيل وغاليه لساتها فالسرايا عتودع فالكل بالدموع جماره وزبيده وامها تماضر واخوها حكيم وحتى عيشه اللى سمحلها بشندى انها تروح السرايا فاليوم ديه لما قالتله انها لازمن تودع غاليه ..
بشندى كمان كان واقف معاهم وواعى غاليه كل ماتمشى خطوتين مع جوزها تعاود تانى وتفضل تعيد على الكل بالاحضان وزعق فيها بعلو صوته لما فاض بيه ورفع نبوته فالهوا عليها بتهديد :
مبزياداكى عاد نفختى بطنى وفقعتى مرارتى بمياصتك داى ..هتفضى وتطلعى ولا انزل عليكى بالشومه اخليكى تروحى الشام زحافى ..
حكيم بسرعه واحراج مسك الشومه من بشندى ونزلها وابتسم فوش اسامه بخجل وبص لبشندى وهمسله وهو جازز على سنانه : عتعمل ايه قدام جوزها ياواكل ناسك يابشندى ..
بشندى بيحاول يفلت الشومه من حكيم وهو باصص لغاليه وزاغرلها :
اوعى ياحكيم هملنى داى لو فوتناها على هواها هتقعد لبكره تحب وتحضن بعينها البيضه داى واحنا مفاضينش عاد ..
اسامه مسك ايد غاليه بخوف وزعر وميل عليها سألها :شو بُه هاد ليش هيك عم يعمول ..
غاليه اتحركت بسرعه وخوف هى وعتشد اسامه وتهمسله : اجرى قوام الحاله جاته تعبان ياولداه الله يكون فعونه ...
وبسرعه ركبو الطرمبيل وحكيم راح وراهم وودع الكل للمره الاخيره وراغب ركب واتحركو كلهم على بلاد الشام ومعاهم غاليه على حياه جديده باينه فيها بشاير الهنا من حب الكل ليها وبالخصوص
اسامه اللى من اول ماركبو الطرمبيل ماسك ايدها مهملهاش كيف مايكون ماصدق لقاها ...
**************
همى ياجماره عاد هنتأخرو على معاد القطر اكده ..يبااااى عالحريم وعكعكتها عاد ..عسافر لحالى كيف الورد البس خلجاتى والفح شنطتى واجرى على المحطه والحق القطر وكل ديه فنص ساعه ..
جماره :خلصت والله اهه ..كنت عجيب الفطاير والبيضات المسلوقين عشان نتقوتو بيهم فالطريق ..
حكيم :يابوى قلتلك الوكل كتير فالطريق وكل حاجه بالقرش عتتجاب ياجماره وهوكلك حجات جديده ..
جماره :انى ان مكانشى الوكل من تحت يدى او يد حد اعرفه ماكلهوشى ..وبعدين مش انتا زات نفسيك عتقولى معملاشى بطنى من وكل بره ..يوبقى ايه عاد ..
حكيم بضحكه :يوبقى تهمى ياجماره الله يرضى عليكى ...
جماره خلصت وطلعت من الموطبخ وحطت الحاجه اللى جهزتها فالشنطه وسلمت على امها عيشه وتماضر وزبيده ووصتها على العصافير بتوعها واكدت عليها تاخد بالها منيهم زين وودعتهم وهما دعولها وعيشه ودعتها بعيون مدمعه وهى عتتمنالها السعاده وجماره لبست بوشيتها وراحت قبال حكيم اللى كان واقف يبص فساعته بغضب :انى جاهزه اهه خلصت ..
حكيم مسك يدها وشال الشنط وبسرعه طلع بيها وركبو الكارته اللى كان سايقها بشندى وراحو على المحطه وركبو القطر واتحرك بيهم على ام العجايب ..
***************
عدى اسبوع على حكيم وجماره وهما فالقاهره ما بين فسح وكشوفات وتحاليل ليهم هما التنين والحمد لله طلع معندهمشى حاجه واعره تمنع الخلفه غير بس مشكله بسيطه فالتبويض حدا جماره وتتحل بشريط برشام ودستة حقن يتاخدو كل شهر لحدت مايحصل الحمل وبعدها تهملهم ..
اما تماضر فعيشه قعدت معاها من اول ما جماره وحكيم سافرو بعد مااستأذنت من بشندى اللى وافق بشرط انها متمدش يدها على حاجه وكمان عشان هو مهيقدرشى يهمل السرايا فغياب حكيم ومهيآمنشى عليها تقعد لحالها فالدار ..
بشندى كان طول الليل يلف حوالين السرايا ومخلى الرجاله تلف بالدور ولما حد كان يقوله بزياده ولا مفيش حاجه كان بعصايته ويضرب الواحد يخليه يفرفط ويعيد عليهم نفس الكلام :
قعدنا نقولو مفيش حاجه ياولاد الفرطوس ونتقلبو وننامو وفالآخر طلت عتتكحت خنادق تحت السرايا ياولاد الجزم ..
سبوع تانى عدا على دا الحال وحكيم وجمارت قلبه عايشين فجنه كيف مايكونو عرسان جداد فسح وضحك ولعب وحب..
والشيخ حكيم مش متقيد معاها كيف البلد وكل يوم يروحو موطرح جديد وحكيم يورى لجماره حاجه جديده وهى مبهوره بالتمدن وحياة الحضر ..
بس حاجتين هما اللى كانو يعكننو عليها كل فسحه ..اول حاجه الحريم قليلة الحيا كيف ماكنت تقول عليهم اللى لبسهم فوق الركبه بشبر وشعرهم مطلوق وطالعين بالاوحمر والاوصفر مالى وشوشهم ..
وتانى حاجه عيون البنات الى كانت عتاكل حكيم وكل فكل موطرح يروحوه وكل خطوه يخطيها والهمس والمشاوره عليه من كل اتنين حريم يعدو من قبالهم لدرجة ان جماره طول الوكت متشعبطه فيده كيف مايكون هيهرب منيها وهو طول الوكت يضحك عليها ..
اخيرا رحلتهم الحلوه خلصت وعاودو البلد ورجعو للسرايا واول ماحكيم نزل من الكارته هو وجماره ودخل جماره السرايا، راح جرى على الاسطبل وسلم على جمره اللى استقبلته بفرحه وشوق كنها حبيبه عتشوف حبيبها بعد غياب وهو كمان فضل يحضن ويحب فيها كنها بته اللى كان مسافر ومهملها ...
ابتدت مع الايام ومن اول شهر تظهر على جماره العلامات اللى شرحت صدر تماضر مع ان لا جماره ولا حكيم واخدين بالهم ليها بس عين تماضر كانت كيف ميكرسكوب متعديش من تحتيه حاجه ميشوفهاش وياخد باله منيها ...
عدى الشهر على جماره وعدو عليه ١٠ ايام وتماضر عتحسب فيهم باليوم وقالت لجماره من تانى يوم توقف العلاج وجماره سمعت ووقفته طوالى ..
جماره لما شكت فروحها حبله حبت تتوكد وطلبت من حكيم انها تروح لامها تقعد جارها فبيتها هبابه عشان زهقانه وحكيم بعتها بالكارته لحدت باب بيت بشندى
واهناك جماره حكت لامها عن التأخير وخلتها راحت على عجل جابتلها الدايه وكشفت عليها وبشرتها بالحبل وجماره طارت من الفرحه وحتى امها عيشه اللى عطت للدايه مبلغ محترم حلاوة بتها والدايه مااكتفتشى باكده داى صممت انها تروح للشيخ حكيم وتاخد منيه حلاوة الخبر ولتماضر كمان لكن جماره قالتلها تأجل روحتها يوم ولا تنين عشان هى حابه تبشر حكيم بنفسها واكدتلها ان حلاوتها هتزيد متنقوصشى لولا ماوافقت وهملتهم ومشت ...
عيشه فضلت تحضن فجماره وتباركلها وهى عتحمد فربنا انه من على بتها وكمل فرحتهم هى والشيخ حكيم و ندرتلها رز بلبن تفرقه حلاوة الخبر الحلو ديه ..
روحت جماره فرحانه وتماضر اول ماتطلعتلها ووعيت الفرحه فعنيها عرفت ان جماره اتوكدت حدا امها من حبلها وبصت لفوق وحمدت ربها على دعاها اللى استُجيب وانه ولدها هيتخاوى من صلبه..
حكيم يومها عاود ومعاه تنين غرب دخلو السرايا وفضلو يمدو فسلوك وحطو فالسرايا على مرأى من تماضر حاجه شكلها غريب وبصت لحكيم اللى واقف جارهم وعمالين يتحدتو معاه وهو لما بص عليها ولقاها بصاله بتساؤل راح عليها وخد يدها حبها وهمسلها بصوت واطى ..
ديه تلافون يالبة القلب تقدرى منيه تكلمى غاليه وتسمعى صوطها وتطمنى عليها كلت يوم وهى فبلاد الشام ..عمى راغب حداه واحد وعطانى رقمه
تماضر رفعتله حواجبها وبرقت عنيها :ملبوس كيف اللى حدا بيت العمده؟!
حكيم بضحكه :ايوه عليكى نوور ..ملبووووس ..بس اسميه تلافون يمه مش ملبوس ..
تماضر :له ملبوس ..لابسه بسم الله الرحمن الرحيم وهو اللى عيوصل صوط الناس ببعضها ..متوبقاش غشيم ياولدى اصلو مفيش صوط عيمشى جوا سلك ..ربنا عرفوه بالعقل ياولدى ..ولو من اهنه لبكره قولتلى غيرى بدلى مهغيرشى رأيي ديه واصل ..
حكيم ضحكته زادت ورد عليها :طب والله معاكى حق اصل انى عن نفسى معارفشى كيف الصوط عيمشى فالسلك من بلد لبلد ومن دوله لدوله ..خلاص يمه اسمه ملبوس ..
تماضر :طب يلا خليهم يهمو قوام عايزه اكلم غاليه بتى ..
حكيم :يخلصو توصيل وهيمشو طوالى ..
وبالفعل خلصو وراحو الكبينه اللى قدام دوار العمده ووصلو لحكيم الحراره وحكيم اتصل بغاليه مكالمه دوليه محوله واطمنو عليها كلهم وغاليه فرحت قوى بمكالمتهم وفرحتهم بيها وطمنتهم عليها لما حسو بالسعاده فصوطها وكلمو الحجى راغب واسامه..
وتماضر وجماره كلمو نادره وورد والكل فرح بالمكالمه كنه يوم عيد ..
حكيم كان واقف وعينه على جمارته هى وعتتحدت فالتلافون وعنيها اللى عيلمعو كيف عيون البسه ويبرقو برق وديه معيوحصولش غير لما تكون فرحانه فرحه كبيره قوى ..
حكيم قدر يخمن فرحتها من ايه لكنه لجم قلبه من فرحه ممكن تطلع كدابه وامله وامل قلبه يخيبو فالآخر ..
فالليل حكيم رجع من المندره ملقيش جماره تحت واستغرب لكن امه قالتله انها خدت عشى وطلعت عشان يتعشو فوق وهى اتعشت مع زبيده وحكيم طلع وفتح باب الاوضه واتفاجأ بجماره اللى كانت عامله كيف عروس فليلة دخلتها وريحة الاوضه عتعج بريحة العنبر والمسك ودخل وهو مبتسم وقفل الباب وراه ومقدرشى يمنع قلبه من انه يرقص من الفرحه وعنيه عيأكدوله ان شكه فمحله وان ديه احتفال ببذره من صلبه استقرت فرحم حبيبة روحه واخيرا العشق هيتترجم فصورة حته منهم هما التنين عتمشى على الارض ..
جماره قربتله وهو مره وحده حضنها ورفعها فمستواه وهمس قبل منيها :
قلبي حس من غير ماتقوليها ..مبارك ياست البنات وام عيالى وحبيبة الروح وبت القلب وعشق العين ..
جماره ضحكت وهى عتحاوط رقبته وردت عليه بدلع : كيف ياحبيبى عتحس بكل اللى فيا اكده وتفهمنى من قبل مااتحدت!
حكيم :عشان انتى نفسى ياجماره ..كيف يعنى الواحد ميحسش بنفسه ولا يفهم قلبه ويحفظ كل دقاته ...
جماره اخدت نفس منه وهى دافنه وشها فحضنه وهو نزلها ومسك يدها وراح بيها حدا الوكل وابتدا يوكلها بيده وهى توكله بيدها وحديت اللسان سكت بس العيون لساتها عتبوح بالحب وتتقاسم الفرحه ..
جماره شبعت قبل حكيم وقامت غسلت يدها وعاودت للاوضه وحكيم وراها راح يغسل اديه وجماره راحت على الشباك ووقفت قباله وغمضت عنيها لنسايم الهوا البارده وابتسمت لكن قلبها نغزها لما فتحت عنيها وجم على المشتمل وابتدت تعاودلها ذكرياتها العفشه فيه وايام غازى ورفعت يدها حطتها على قلبها تهدى خوف اتسللها من ان كل السعاده اللى هى فيها داى ممكن تكون حلم وتصحى منيه تلاقى روحها لساتها عايشه فكابوسها مع غازى ...
جفلت مره وحده لما حكيم حضنها وهو لما عيملت اكده سمى عليها بخوف وهو عيحاطها بزياده ويمسد على دراعاتها بحنيه وهمسلها :
مالك ياجمارة القلب سرحانه فيه وجفلتى ليه من حطت يدى عليكى !!
جماره اخدت نفس قوى وزفرته وشاورتله بعنيها على المشتمل :
كل مااتطلعله واتفكر اللى شوفته وعيشته فيه قلبي يتقبض وروحى تشوغ ..
حكيم :بسيطه نغيرو الاوضه عشان لما تطلى متوعيهوشى قبالك ..
جماره :مش اكفايه عشان برضك هعدى عليه فالرايحه والجايه ونفس الاحساس هيفضل مقاوطنى ...
ولفت لحكيم وحاطت رقابته باديها وهمستله :
هده ياحكيمى واردم الحفره وساويه بالارض ومتبقيلهوش اثر قبال عينى ...امحيه وامحى معاه زكرياتى العفشه كلها وايام عذابى فيه .
حكيم ضمها عليه اكتر وقرب جار ودنها وهمسلها :
يجرالك يابت القلب ..جمارة الشيخ تأمر أمر ..من بكره مهتلاقيشى للمشتمل اثر ...وموطرحه هنزرعوه انى وانتى احواض ورد ونبدلو الزكريات العفشه بزكريات حلوه ونغيروها سوا ..وكل الجنينه هنعيدو زرعها وازرعلك الورد بيدى عشان طول مانتى شامه ريحته افضل على بالك ..
جماره همستله بحب :انتا علطول فبالى وقلبي وعقلى وعينى من غير ورد ولا ريحته ..انتا الورده اللى اتزعت فنص قلبي وطرحت بستان ورود محدش عيشوف جمالها ولا يشم ريحتها غيرى ...
حكيم بعد كلام جمارته ختم الكلام بطريقته وبسكوت رافض لاى كلمه تطلع بعد الكلام الحلو وتضيع صداه اللى فضل يتردد جوا روحه ..
**************
عدت الايام والشهور وحكيم وفى بوعده وهد المشتمل وحول موطرحه لاحواض ورد زرعهم هو وجماره سوا وفوسطهم عمل موطرح لجمره حاوطه بدرابزين حديد وجابها فيه جاره وقبال عنيه ..وجار منيها عمل قفص كبير للعصافير اكبر من الاولانى والعصافير كلها ابتدت تبيض وتفقس والقفص اتملى عصافير بكل شكل ولون وباقى الجنينه زرعها ورد وشجر التوت اللى زرعوه فالاول كله اللى اتكسر واللى مات مفضلتش منيهم غير شجره وحده بس ..
فضلت مقاومه وعايشه ودافعت عن حقها فالوجود بكل قوتها وتانى موسم للتوت كانت طارحه وجماره كانت كل يوم تراعيها وتسقيها بيدها وهى تكبر قبل الاوان كيف ماتكون عتقول لجماره انى عايشه عشانك انتى ..وهطرحلك التوت اللى عتحبيه ..
**************
بشندى واقف بره الاوضه فبيته وعمال ياجى ويروح ويقعد ويوقف وهو سامع حس عيشه اللى عتتوجع من الم الطلق وصوت صراخها عيهز اركان البيت وكل صرخه تطلع منيها تدخل لقلب بشندى تزلزله زلزيل ..
عيشه :همووووت يابووووى انجدووووونى ياخاااالق همووووت ياهووووووه
بشندى راح جرى عالاوضه وضرب بابها بعصايته وزعق بعصبيه :بطلى صراخ يابت المركوب سمعتى البلد كلها انك عتولدى ياقليلة الربايه ..
حكيم راح على بشندى وشده من يده وقعده تانى على الكنبه وهو عيقوله :اهدى عالوليه هبابه هى فأيه ولا فأيه مش غصب عنيها ياخى ..
بشندى هز راسه واتحدت بتوهان :ايوه ايوه صوح غضب عنيها صوح ..وقعد يدب بعصايته عالارض بتوتر ...
شويه وسمعو صوت عيشه عيصرخ تانى :
يااااابوى يشندلك يابشندى قولتلك مش حمل خلفه نشفت راسك يشندلك يابعيد يشندلك يشندلك يااابووووى ..
بشندى بص لحكيم وبرق عنيه :واعى بت المراكيب عتشندلنى وهى عتولد ودعوة اللى عتولد عتتقبل ...وقام جرى بسرعه على باب الاوضه فضل يضروب فيه بالعصايه ويشتم فعيشه وعيشه تشتم فيه وحكيم يضحك عليهم.. لكن من جواه مرعوب ومعارفشى هيعمل كيف لما جماره تاجى تولد ويشوفها متوجعه وعتصرخ من الوجع اكده وهو واقف كيف بشندى مفيش فيده حيله ولا بصاره عليها ...
بشندى رجع قعد جار حكيم وهو عينهج وبصله وشافه عيضحك وزغرله :عتضحك على ايه انتا التانى ..وصوح مرتك مجاتش تحضر ولادة امها ليه ..طب حسكم عينكم لما مرتك تاجى تولد تبعتو على مرتى ولا حد يوصلها منيكم اقرطم رجليه بالشومه ...
حكيم :يابوى متعرفشى مقولتلهاش لتروح تخاف وتولد قبل اوانها من الخوف واحنا ماصدقنا هملنا فحالنا الله يرضى عليك ..
بشندى هز دماغه بتفهم :ايوه صوح صوح لتروح تولد ..اذا كان انى راجل ومن صراخ بت المحروق داى حاسس انى هولد ..
حكيم ضحك وبشندى قام منتور وهو سامع صوت بكية ولده وهمس لحكيم ...سخاوى جه ياحكيم ..
وجرى عالباب بفرحه ولهفه وقعد يتحدت من ورا الباب ...سخاوى ياولدى ..جيت ياحبيب ابوك ياغالى جيت ياواد الشيب والشيبه ..
سمع صوت من جوه عيبشره : واد يابشندى والحلاوه من حباب عنيك ..
بشندى :عارفه واد يابت المحروق انتى التانيه امال يعنى هصبر ديه كله واخلف بت ..دا لو عيشه عيملت اكده وجابتلى بت كنت وكلتهالها تانى ...
حكيم استغفر ربه وفضل يضحك على بشندى وفرحان لفرحته وبشندى واصل حديته :
بت ياعيشه ..انتى يابه ..حسك سكت ليه ياقزينه لتكونى موتى صوح ياحزينه ..انتى يابه اتحدتى لو لساكى عايشه .
عيشه بصوت تعبان :يشندلك يابشندى ..
بشندى بص لحكيم وشاورله عالباب بفرحه : لساتها عايشه بت المركوب .
واتولد سخاوى آخرت صبر بشندى وفرحته الكبيره اللى مامرت على قلبه فرحه زييها ..
ومن اول يوم ومن بعد مالناس مشت وهو شايله على رجله ويحب ويشم فيه وكل ماعيشه تقوله نزله هيضرى عالشيله يقولها لكيش صالح انتى ولدى وهضريه وهى تسكت متقدرشى تتحدت ..
جماره راحتلها وقعدت جارها للسابع تخدمها طول النهار وتروح بالليل واحيانا كانت تبات وحكيم يوم ماتبات يتجنن ويطلع كل غلبه فبشندى اللى مبقاش يشوفه غير ساعه ولا ساعتين فاليوم وباقى اليوم لابد جار مرته وولده ..
***************
عدت الايام وجماره خلاص دخلت شهرها وجمره كمان دخلت شهرها وهما التنين حكيم متشتت مابينهم وحارسهم وعيراعى فيهم برموش عنيه
وطول الوكت كل مايبص لوحده فيهم ويشوفها كاله من حملها يحس بديق ونفسه الايام تعدى قوام وياجى يوم ولادتهم بفارغ الصبر ..
حكيم طول الوكت رايح جاى على جمره ويبص عليها خايف تولد من غير مايشوفها وخصوصى انها خلاص بانت عليها علامات الولاده وأى وكت ممكن تولد ..
وحتى بالليل كان يقوم يطل عليها من الشباك كل ساعه ولا نص ساعه وجماره تفضل تتعارك معاه وتقوله دانى مقالقانش عليا كيف جمره اكده ..
وهو يرد عليها رده المعتاد :يابوى جمره خرسه مهتعرفش تقول هولد ولا الحقونى ولا حد هيحس بيها وهى عتولد ...انما انتى هتصرخى كيف ماعيملت امك وتجرسى الدنيا وتجيبى التايه بحسك ..وبعدين بطلى غيره من جمره قولتلك عشان انتو التنين فنفس المعزه حداى ..
جماره :اهو انى معغيرش فالدنيا داى كلها غير من جمره ..
حكيم ضحك ورجع جارها عالسرير ولفلفها فحضه ونام عشان هى كمان تناملها هبابه عشان عارفها اول ماعيقوم من جارها عتصحى طوالى ..
عدو يومين جماره فيهم كانت كل يوم تحس بهبابة وجع ويروحو لكن فاليوم التالت زاد عليها الوجع وفضلت تلدلد خلت حكيم اتجن وبقا يلف حوالين روحه وهو واعيها عتتقطع من الوجع وبسرعه بعت للدايه وجات ...
ساعات قضاها حكيم فعذاب وهو واقف على باب اوضة جماره وامها وامه وزبيده والدايه كلهم معاها وكل مايسأل يقولوله لسه لسه ..
صرخه طلعت من جماره بعزم مافيها خلت حكيم قلبه كان هيقف وهى عتقوله :هممموووووووت ياحكيم الحقننننى ..
وهنا حكيم مقدرشى يصبر اكتر ودفع الباب ودخل ولف جماره بملاية سرير وخطفها على دراعاته وجرى بيها حطها فالكارته اللى جرى بشندى جابها وعيشه ركبت معاهم وهملت ولدها لزبيده وجرى بيهم عالوحده اللى كانو جابو فيها داكتوره النوبادى ...
دخلها والداكتوره كتبتله حقن جابهالها طوالى وفضل واقف يرجف قدام باب الاوضه مع ان الدكتوره طمنته انها بكريه وهتاخد وكت ياجى ساعه ولا ساعتين تانى على ماتولد ...
وفالاثناء داى غفير جه لحكيم من الغفرا بتوع السرايا وبلهفه قاله ..
ياشيخ الحق جمره عتولد وبشندى عيقولك العيل جاى مخلوف ومعارفشى يعملها ايه ...
إلي هنا ينتهي الفصل الثامن والثلاثون من رواية جمارة بقلم ريناد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا