مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة ريناد الشهيرة ب رينوو والتى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الحادى والأربعون من رواية جمارة بقلم ريناد يوسف.
رواية جمارة بقلم ريناد يوسف - الفصل الحادى والأربعون
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم
رواية جمارة بقلم ريناد يوسف - الفصل الحادى والأربعون
تماضر بفرحه :
جماره جهزتى الوكل وطلع زين ؟
جماره :ومن ميته وكل جماره معيطلعشى زين ياخاله ..اطمنى يالبة القلب الوكل طالع عال العال .
تماضر :تمره اتوكدتى ان الاوض مترتبه ومليحه ومتهويه زين ؟
تمره :اطمنى ياستى كل حاجه زي الفل .
تماضر بفرحه ممزوجه بتوتر وهى عتفرك اديها فبعض :عال عال ..توى ارتحت ربنا يريح قلبك ياجمارت الدار انتى وتمرة قلبي ...قولولى غاليه هتوصل ميته هى وعيالها كنهم طولو عن العاده مش اكده ؟
تمره :تقلقيشى ياستى هما زمانهم وصلو المطار دلوك وتميم وبكر وسخاوى راحو يجيبوهم ، يعنى هما فمصر دلوك وساعه ولا حاجه وتبصى تلاقيهم داخلين عليكى دلوك .
تماضر بضحكه شقت وشها :الحمد لله انهم وصلو بخير وسلامه ..طب يلا طلعونى فالجنينه اتلقاهم ..
خديجه بت ياخديجه ..تعالى طلعينى فالجنينه ..وانتى ياجماره عاودى المطبخ خلصى اللى وراكى عشان تغيرى خلجاتك وتلبسى احسن ماعندك وتوبقى كيف مرت الملك فاستقبال ضيوفها ..وانتى ياتمره كمان غيرى خلجاتك والبسى لبس عيد ..كله يغير ويفرح عشان الغاليه وعيالها جايين النهارده وكنه العيد جاى علينا ..
جماره بضحكه :ياااابوى عليكى ياخاله وعاللى يشوف حالك دلوك ميشوفكيشى زمان وانتى مسمياها تمساحه وفالطالعه والنازله تبسمرى فيها بالحديت !
تماضر :بسك ياجماره متجيبيش السيره داى وخصوصى قدام غاليه احسن تتفكر وتزعل منى وانى كان غرضى موصلحتها ..انى فرحانه بجيتهم النوبادى اكتر من كل نوبه ..
تمره ميلت عليها وحبت على راسها وهى عتقولها :ربنا يفرح قلبك وروحك ياست الستات ياسكر النبات انتى ..
تماضر ضحكت على حديت تمره وبصت لخديجه وهى هتدفع عجلات الكرسى بتاعها بأديها بلهفه وبدون انتظار ..متهمى يابت زبيده وتطلعينى بدال ماواقفه فاهيه اكده ..معارفاشى ليه مطالعاشى لامك نبيهه وفهيمه حتى عيقولو خلوفة الكبر عتوبقى ناصحه ومن كتر النصاحه عيقولولها خلوفة عواجيز ..بس انتى كدبتى المثل ديه بفهاوتك واصل ..
خديجه وهى عتتحرك بسرعه وتتولى هى دفع الكرسى بتاع تماضر بدالها وهى عترد عليها ..واه ياست الحجه انى فاهييه برضاااك ؟!
تماضر :ايوه فاهيه ونص
خديجه بضحكه :وعتوكديها كمانى !! طيب يابوى فاهيه فاهيه .
تماضر بزعيق :لو مش فاهيه تجرى بالكرسى اسرع من اكده وكان زمانك وصلتينى البوابه دلوك !
خديجه بعد زعيقة تماضر جريت بالكرسى اكتر وهى عتضحك على لهفة تماضر وعصبيتها الحلوه الممزوجه بحنيه سرعان ماظهرت لما وقفو حدا البوابه وخديجه وقفت تنهج بوش احمر وتماضر بصتلها وهمستلها بحنيه :
تعبتى يابتى ..معلهش حقك عليا متزعليشى ..انى لما هدخل السرايا واروح حدا جزلانى هديكى قرشينات تشستريلك حاجه حلوه ..
خديجه : معاوزاشى حاجه ياست الحجه خيرك مغرقنى ومغطينى ومتعبتش ولا حاجه دانتى اخف من النسمه عالقلب والواحد لو يشييلك على راسه العمر كله مهيتعبشى ولا يكل والله ..
تماضر بحنان :اصيله يابتى ..اصيله زى امك زبيده ..وكملت بضحكه ..وهزودلك القرشينات عشان خشمك الحلو ديه ولسانك اللى عينقط سكر ...
الاتنين فضلو عالحال ديه يتحدتو وخديجه قعدت قبال تماضر على مخول جمره القديم وحطت يدها على خدها وهى عتتفرج على فرحة تماضر برجعة بتها وعيالها وكلامها اللى كله عليهم ..
حكيم دخل من بوابة السرايا واول ماشاف امه قاعده مستنيه ابتسم وهو رايح ناحيتها وباس يدها ودماغها وقعد جارها بعد مامشى خديجه على جوا وفضل هو يتحدت معاها وكل الكلام كان على غاليه وعيالها برضك..
وفرحها حكيم لما قالها عاللى ناوى عليه معاهم النوبادى هى وجوزها وعيالها عشان تكونلهم رجل فمصر وركيزه تجبرهم انهم يعاودولها تانى وميتقطعوش منيها ..
حكيم قدر بقعدته وحديته ينسى تماضر اللهفه ويضحكها ويقضى على التوتر بتاعها والوحيد اللى معتحسش بالوكت وهى معاه هو نن عينها وولد قلبها حكيم ومحستش على روحها غير وهى سامعه تلكس عربيه عيعلن عن حضور غاليه بتها وعيالها وجوزها ..
فاللحظه داى تماضر اتمنت لو كانت عتقدر تمشى عشان كانت طارت على بتها طير ورا قلبها اللى فارق ضلوعها وراح للحبايب يحضن ويستقبل ..
وقف حكيم فاستقبالهم ودخلو ورا بعض اولهم غاليه اللى جريت وركعت قبال امها تحضن وتحب فيدها والدموع كانت ترد السلام على بعضها منها ومن امها ..
اما حكيم فاتشغل فالسلام على جوز اخته وعيالها واحد واحد ماعدا راغب اللى لما سأل عليه ابوه قاله انه لسا فالعربيه وجاى وراهم . وفالاخر خالص غاليه راحتله وخدو بعض بالحضن وسابت عيالها يطفو شوقهم لستهم هبابه ..
وحكيم وتماضر استغربو لما وعيو راغب دخل السرايا وهو ماشى جار بنيه سبحان من خلق فاصور فأبدع ..
قرب راغب وسلم على خاله وسته والبنيه واقفه على جمب باصه للأرض مستحيه مرفعتش وشها غير لما خالها اسامه نادى عليها :
زينه ..تعى خالو تعى اربى وسلمى ع خالو حكيم وع بيبتك الحجيه ..
هاى زينه بنٍت اختى ورد الشام ومن كُتر ماحِكيت امها ع مصر ابالها واولاد خالها طول الوقت عميتكلمو عنكم اصرت لتجى وتشوفكم وتزور مصر ..
الشيخ حكيم :ياهلا بزوارنا ياهلا ..عالراس والعين نشيلك يابنتيتى ...
اسامه : تسلم شيخنا ..اربى بابا اربى لا تستحى ..وبالفعل زينه قربت وسلمت على حكيم من بعيد :اهلين خالو
حكيم :اهلا بيكى نورتينا ونورتى مصر بحالها ..
زينه :ميرسى تسلم يارب ..وقربت على تماضر واول ماوطت عشان تبوسها عيون كل الشباب الواقفين اتفرقت بعيد عنها وكل واحد دار وشه للناحيه التانيه ومعاودش يبص غير لما اتوكد ان زينه خلصت سلام مع ستهم تماضر ..
صوح عيال حكيم ترباية الصعيد وعيال اسامه ترباية الشام وبين الصعيد والشام بحور وجبال ووديان بس التنين مشتركين فحاجه وحده كنهم متربيين عليها مع بعض ..
الحاجه داى هى التدين وحتى سخاوى ميقلش عنيهم فالحكايه داى ولا هبابه ..
بعد السلامات دخلو كلهم السرايا واهناك كان الجزء التانى من السلامات مع جماره ،وتمره اللى زينه فرحت قوى بيها عشان قريبه من سنها وحست انها لقت اللى هتقضى معاه وكتها من غير ملل ولا خوف من وحده وغربه وسط الناس ...
ساعات معدودات غابهم سخاوى عن السرايا لكن روحه فرفحت فيهم على رويحة قلبه واول ماعاود للسرايا وشافها روحه ردتله من تانى ..
قعدو الكل قعده عائليه وغاليه طول الوكت قاعده جار امها وتماضر عينيها عتفيض بالفرح وهى عتنقلهم مابين بتها وعيال بتها وهى مش مصدقه انهم قبال عنيها بعد الغيبه الطويله داى ..
اما تمره فماصدقت تلاقى زينه وخطفتها ورمحت بيها على اوضتها اللى هى اوضة غاليه القديمه وهاتك يارغى وانسجمو مع بعض طوالى ..
حكيم فضل يتحدت مع عيال اخته راغب الكبير وحكيم اللى بعده وشهرته فهد ويزن واخيرا بدر آخر العنقود والولاد فرحانين بخالهم اللى عيحبوه كد عنيهم من كتر الحنيه اللى عيشوفوها منيه كل ماياجو وكمان من كتر حب ابوهم وامهم ليه ..
حطت جماره اخيرا الوكل هى وخديجه وهملت تمره مع ضيفتها مطلبتش منيها مساعده لكنها نادتهم اول ماكملت السفره والكل قام وغاليه اول واسرع وحده قعدت وابتدت تاكل قبل الكل واتحدتت والوكل فخشمها :
وكلك وحشنى كتير يامرت اخى ومن يوم اللى قلنا راح ننزل مصر وكنى شامه ريحة طبخاتك والله ..
جماره :بالهنا والشفا على قلبك يام راغب .
تماضر بصت لبتها بحب وقالتلها :
طول عمرك مفجوعه ومهمكش غير على بطنك يابنيتى قبل كل حاجه ..
غاليه سمعت كلمة امها واللقمه وقفت فزورها وهى سامعه ضحكات مكتومه من الكل حتى اولادها وبصت لامها ومثلت البكا وهى عتهمس بصوت مسموع :
إمى فيكى ماتقصفينى عالاقل أبال الخلئ وان كان ضرورى القصف خليه بيناتنا انا واياكى لحلنا الله يرضى عليكى ياحق ..
تماضر ضحكت مع كل اللى ضحكو على غاليه وهزت دماغها لغاليه بموافقه:
خلاص كملى وكل مهقولش حاجه تزعلك من اهنه ورايح غير بينى وبينك ...انى والله عيوبقى غصب عنى الكلام عيطلع لحاله كل ماتكونى قبال معارفاشى ليه !
حكيم وهو عياكل :ديه من كتر المحبه عشان من حبك طلب نغاشك يابوى .
تماضر :ايوالله ياولدى من كتر المحبه وربنا العالم ..خلصت جملتها وغاليه مسكت يدها حبتها وابتدت توكلها بيدها وتماضر تاكل من يد بتها بفرحه ونفس مفتوحه ولدها حكيم وجماره وعياله استغربوها قوى ..
اما فالاثناء داى فكان ابليس عيحضر فقوسه وسهامه عشان يصيب بسهام النظره من جديد..
اولا ضرب بسهامه سخاوى ومتعبش فأصابته وفضل طول الوكت معلق عنيه عاللى عتشتغل فالموطبخ من غير كلل ولا ملل وعيتمنى اليوم اللى يقدر ياخدها بيته ويستتها ويخليها ست بيته وقلبه ويرحمها من الوقفه طول النهار على رجليها ويقفل عليها باب بيته ويدسها من عيون الناس كلها كيف ماقفل عليها باب قلبه ..وقرر ان اليوم ديه يكون قريب عشان يفرح امه وابوه وخصوصى وهو شايف حالة ابوه كل يوم فالنازل ..
اما السهم التانى فاتوجه على الشيخ تميم اللى حاجه هاتفته وقالتله يرفع عينه لأول مره ويبص ناحية كتلة الهدوء اللى من ساعة ماقعدت وسطهم مطلعلهاش صوت وعتاكل من سكات وعنيه وقلبه وكل خليه فجسمه اتوقفت عن العمل لثوانى وهو واعى الجمال الربانى اللى يسر القلب والعين لكنه تدارك نفسه بسرعه ونزل عينه واستغفر ربه ومرفعهمشى مره تانيه بس كانت الصوره اللى شافها انطبعت فعنيه خلاص ..
خلصو وكل وحكيم خد اسامه وعيال اخته وعياله وراحو عالمندره وتماضر خدت غاليه وراحو اوضتهم وتمره وزينه طلعو الجنينه يتمشو عشان تمره تفرج زينه عليها زين ...
اما جماره ففضلت فالموطبخ تلم الدنيا مع خديجه ...ولانها نبيهه وعتفهمها وهى طايره قدرت تلاحظ اللى فقلب سخاوى اخوها لخديجه من زمان وعشان عارفه ان خديجه على نياتها ومتعرفشى حاجه ولا تفهم عمرها بصت سخاوى ليها معناتها ايه حبت تجس نبضها ..
جماره اتنهدت بصوت عالى ..
خديجه انتبهت عليها وسألتها :خير ياخاله عتنفخى ليه فيه حاجه معجبتش الضيوف ياك ؟!
جماره :له ياخديجه انى عتنهد عشان بالى مع سخاوى وعايزه اشوفله عروسه بت حلال تصونه وتصون امى وعمى بشندى وتشيل اسمه وتخلفله حتت عيل يفرح ابوه ويوبقى جَد ويشوف ولد الولد قبل مايموت ويشوف غلاوتهم ..
خديجه كانت عتمسح فالبوتاجاز بقماشه وايدها وقفت وهى عتسمع لجماره وسكتت وتكشيره خفيفه كست وشها لكنها اختفت بسرعه لما انتبهت على حالها ورجعت بصت للى فيدها وعاودت تمسح فالبوتاجاز من تانى ..
جماره لاحظت شرود خديجه وسكوتها واستأنفت حديتها معاها من تانى وهى عتقولها :
مردتيش عليا يعنى ياخديجه !
خديجه :ارد بأيه ياخاله ام تميم ؟
جماره :قوليلى تعرفيش وحده بت حلال تتقى ربنا فاخوى وامى وعم بشندى واكون مطمنه عليهم معاها ؟
خديجه اتنهدت :البلد مليانه بنات مليحه ياخاله وسخاوى الله يحرسه الف مين تتمناه وتتمنى قربه ديه كفايه خفة دمه والضحكه اللى معتفارقشى وشه ولا حنيته على كل اللى حواليه ..علون لسانه فالت وعيشتم علطول لكن برضك قلبه طيب واللى هتحبه وتقرب منيه هتتوكد من ديه زين ..
وهنا جماره ابتسمت لما عرفت ان سخاوى فبال خديجه كيف ماهى فباله وانها هى كمان مركزه معاه كيف مامركز معاها واتمحى الخوف اللى كان جواها ان ممكن خديجه تكونش مستلطفه سخاوى وقررت انها هتكلمه فاقرب وكت وتخطبهاله بعد ماتعيد الشوره على امها وعمها بشندى علونه عقله مش عليه اغلب الوكت بس برضك رأيه لازمن ولا بد منه ..واتمنت اليوم اللى تفرح فيه بولادها مع اللى قلوبهم يختاروهم ودعت ربها يكتبلهم السعاده وراحت البال وين ماراحو ..
ع المسا اتجمعو تانى على وجبة العشا واتعشو مع بعض وقوام قوام كل واحد راح على فرشته يريح جتته بعد يوم حافل بالتعب الممزوج بفرحة اللقى ...
تماضر قالت للبنات يبيتو معاها تمره وزينه وهما وافقو بس تمره شرطت على ستها تحكيلهم حكاوى السلف والناس القدام لحدت ماينامو وهى وافقت وخدوها ودخلو الاوضه معاها ..
اما غاليه فأخدت اوضة تمره هى واسامه ودخلو عشان ينامو فيها والشباب كلهم قررو انهم يباتو فالمندره عشان القعده توبقى صباحى ضحك.وهزار من غير ماحد يقولهم بزياداكم سهر ...
اما سخاوى فافنفس المعاد كل يوم يقعد بعيد مستنى خديجه لما تطلع من السرايا ويمشى وراها لغاية ماتوصل بيتها ويطمن عليها وبعدها يعاود للسرايا تانى واغلب الاوقات يبيت مع ولاد اخته اما فالسرايا او المندره على حسب مزاجهم مايطلب ..
رجع سخاوى وراح يطمن على بشاير فالاسطبل قبل مايروح المندره واتفاجأ بتميم حداها وكان عيوكلها وهو سرحان فالحوريه اللى سلبت عقله من نظره وحده ومش واخد.باله ان سكر النبات اللى فيده خلص وهو ماددها عالفاضى ..
سخاوى قرب منه ولما شافه لساه فدنيا تانيه ضربه على يده الممدوده خلاه انتبه لحاله واتلفت حواليه باستغراب كنه توه اتنقل من موطرح تانى لموطرحه ديه وميعرفش هو فين وعيستكشف المكان ..
سخاوى :اللى خد عقلك يتهنى بيه ياواد اختى ..مع انى اشك ان حد يتهنى بعقلك عشان اللى هياخده هيحتار فيه والله ..
تميم :رغاى قوى انتا ياخال على فكره ..
سخاوى ضربه على دماغه من ورا وهو عيقوله من بين سنانه : مش قولتلك انتا بالزات تقوليشى ياخال وتكبرنى وانتا اللى يشوفك يقول عليك ابوى مش واد اختى !!
تميم بضحك :عديك وضعك ايه اللى عيزعلك فالكلمه داى مفاهمشى انى ؟
سخاوى :هملنا من الكلمه وتوابعها وقولى كنت عتفكر فأيه ..وقبل ما تنطوق انى خابر عشان متلفش وتدور وتحور وتمثل وتتبعبل فالحديت ..
تميم رفع حواجبه باستغراب وهو عيرد على خاله :يابوى ليه كل ديه اختصر حديتك الله يرضى عليك بكلمه ولا تنين بنفس المعنى ..ديه خير الكلام ماقل ودل ..وبعدين تعالى قولى ايه اللى انتا خابره ؟
سخاوى : واخد على خاطرك من بكر وعملته مش اكده.
تميم بص لسخاوى ورفعله حاجبه وقام وهو عيهز دماغه ووقف على حيله وميل عليه وهمسله : طلعت امهبل قوى وخابرشى حاجه واصل انتا ياخاااال ...
وهمله ومشى وسخاوى قام وراه وتميم مد الخطاوى لما وعى سخاوى جاى وراه بطرف عينه وسرع اكتر لما سخاوى قرب يحصله وكل ماتميم يسرع سخاوى يسرع والمد بقى هروله والهروله بقت جرى والضحكه طلعت من تميم اول مايد خاله سخاوى طالته ومسكه من اللاسه اللى كان لاففها حوالين رقابته وخنقه بيها بضحك وهو عيقوله هو ورافع حواجبه باستنكار :
عتقول على مين امهبل ياد انتا ؟
تميم بصوت رايح من الضحك ووش احمر رد عليه باصرار :عليك انتا ياسخاوى ..
سخاوى خنقه اكتر وهو عيقوله :وعتعيدها تانى ياواد الفرطوس ؟
تميم فمحاوله للمراوغه :زين اللى جيت على غفله يابوى عشان تشوف سخاوى البو هو وعيقول عليك فرطوس ..
سخاوى ساب تميم واتلفت حواليه بخوف يشوف الشيخ حكيم واقف فين وتميم انتهز الفرصه وجرى بكل سرعته وسخاوى جرى وراه لما فهم لعبته وهو عيتوعدله وتميم يضحك على عصبية الخال اللى عتنذر بليلة عقاب مايعلم بيها غير ربنا ..
حكيم دخل من باب الاوضه وعينه طوالى جات على اللى قاعده قبال المرايه وعتسرح فشعرها المبلول واتلقته كالعاده بابتسامتها اللى عتزيح عن كتافه كل هموم الدنيا وتبرد قلبه من تعب اليوم وهو قلع عبايته ورماها عالسرير وعمته بعدها واتقدم من جماره اللى وقفت ولفت عليه وبلهفه حاوطت رقابنه بأديها وهمستها :اتوحشتك النهارده ..
حكيم وهو عيمسك يدها ويقربها يم خشمه :مش كدى ياجمر القلب وجماره ..وبعد يدها وبصلها وهو عيفرك فيها بأيده :تعبو ادين حبيبي النهارده عارف انى ..
جماره :التعب لجل عيون حبيبي وعيون حبايبه على قلبي كيف العسل .
حكيم ساب ايدها ورفع ايده شال خصله من شعرها كانت نازله على عينها وحطها ورا ودنها وبص لعيون جمارته واتأملهم كالعاده وهمس بصوت دايب من فرط الشوق ليهم :
في مرفأ عينيك الأزرق
أمطار من ضوء مسموع وشموس دائخة وقلوع ترسم رحلتها للمطلق
في مرفأ عينيك الأزرق
شباك بحري مفتوح وطيور في الأبعاد تلوح تبحث عن جزر لم تخلق
في مرفأ عينيك الأزرق
يتساقط ثلج في تموز ومراكب حبلى بالفيروز أغرقت الدنيا ولم تغرق
في مرفأ عينيك الأزرق
أركض كالطفل على الصخر أستنشق رائحة البحر وأعود كعصفور مرهق
في مرفأ عينيك الأزرق
أحلم بالبحر وبالإبحار وأصيد ملايين الأقمار وعقود اللؤلؤ والزنبق
في مرفأ عينيك الأزرق
تتكلم في الليل الأحجار في دفتر عينيك المغلق من خبأ آلاف الأشعار لو أني بحار لو أحد يمنحني زورق لأرسيت قلوعي كل مساء
في مرفأ عينيك الأزرق
جماره كل كلمه طالعه من جوف حكيم كان قلبها يتلقاها قبل سمعها ويرقص على نبرة صوته والروح تسبح وسط موج العشق اللى عيغمرها بيه حكيم بكلامه كل يوم قبل ماتنام واول ماتصحى وحضنته اكتر ودخلت فحضنه اكتر وهى عتتنفس ريحته وعطره اللى معتقدرش تنام غير عليه وهمستله بكل حنان الكون : عحبك ياراحتى وراحت قلبي ..عحبك يارحمة ربنا ليا ..عحبك يانن العين ودقة القلب ..
حكيم بكل حنيه سحبها
للسرير وهو شايف جفونها تقلت بالنوم وأخيرا جمارته استقرت فحضنه وهو ارتاح فحضنها بعد فراق طول اليوم وكل واحد اتنهد براحه وهو ضامم التانى كيف مايكون تايه فصحرا من ايام واخيرا عاود لواحته الخضرا ومصدر راحته الوحيد ..
جماره باصه لحكيم ومبتسمه وهو كمان ابتسم وهو عيلمها اكتر فحضنه وحط دماغه على دماغها بعد ماطبع بوسه حانيه على جبينها وخلاص هيستسلم لسلطان النوم لكن همسها خلاه يرجع يفتح عينه من تانى .
- بس خاله تماضر كانت روحها مفرفحه النوبادى على غاليه قوى .
حكيم رد عليها بنفس الهمس :عشان غيبة غاليه طولت النوبادى ...وكمل وهو عيتاوب ..امى روحها فغاليه من زمان بس كانت تقيله معتبينش اللى فقلبها واصل ..لكن السن ليه احكامه واديها مبقتش تقدر تدس مشاعرها كيف لاول ..امى بقت كيف العيل الصغير دلوك ياجماره لاكرهها يتخبى ولا حبها يتخبى ..وكل الناس لما عتكبر عتوبقى اكده ..صدق اللى قال اولنا صغار واخرنا صغار يبوى ..
جماره هزت دماغها وهى عتهمس :معاك حق ..وسكتت لكنها من جواها حاسه بقلق وهى عتتخيل ايه اللى ممكن يجرا لحكيمها لو امه جرتلها حاجه وياترى هيتحمل فراقها ولا فراقها هيكسره ويحنى ضهره ويطفى ضحكته ..
وفالاخر نامت بعد تفكير وهى عتدعى ربنا انه يبعد الحزن عن شيخ قلبها وعن ولادها وعن قلوبهم ..
**********
تانى يوم عالفطار حكيم بص لغاليه واتنحنح وقالها :
ام راغب خلصى وكل عشان هاخدك انتى والعيال واسامه دا بعد اذنه فلاول طبعا عاوز اوريكم حاجه اكده .
الكل بص لبعضه بتساؤل وتماضر بس اللى ابتسمت عشان عارفه حكيم هيوريهم ايه وهو اتكالها بعنيه وهو عيردلها الابتسامه ويطمن قلبها انه طول ماهو عايش هتفضل ابتسامتها منوره وشها ..
الكل خلص فطاره بسرعه وقامو بحماس وطلعو مع بعض وغاليه وزينه وتمره واسامه ركبو عربية حكيم والشباب تبعوهم مشى لما حكيم وصفلهم الموطرح اللى رايحينه وعرفو انه قريب وفعلا وممشيوش كتير ووصلو قدام فيلا حلوه واضح انها مبنيه جديد وكان الشيخ حكيم وصل قبلهم بشويه ودخل جواها هو واللى معاه وواقفين فالجنينه ..
الشباب دخلو واول ماغاليه شافتهم قالت بحماس :لك شوفو شو خالكم عيمول لالنا ..اشترالنا ارض هالبيت وبناه لالنا خص نص ..
الولاد كلهم ابتسمو وهما بيتنقلو بعنيهم فارجاء جنينة الفيلا وعلى تصميم الفيلا الجميل بانبهار ،
وبدون تردد دخلو الولاد يستكشفو الفيلا من الداخل تاركين غاليه واسامه يشكرو حكيم بامتنان وفرحه عالمفاجأه الحلوه دى ..
اسامه :بس والله ماكان اله داعى كل هالشى ياشيخ .
حكيم : دى حاجه بسيطه من اللى لاختى حداى يابو راغب ..غاليه ليها نصيب فكل حاجه ملكى وهيفضل طول عمر اللى فجيبى تحت امرها وامر عيالها ...
غاليه بحب :الله يديمك لاألى يااحن اخ بالكون كِله .
اسامه :ربى يديم محبتكم ويديمك لالنا ياشيخنا الغالى
حكيم :بس عاد بلاه الحديت ديه وهمو عشان تشوفو الفيلا من جوه..واتحرك قدامهم .
فالوكت ديه كانو الولاد اتفرجو وعجبتهم الفيلا جدا وغاليه اول مادخلت انبهرت بفرشها وزوقه الراقى وشافت كد ايه اخوها تعب عشان يعملها المكان الجميل ده .. وحكيم حس بانه نجح فاللى كان فنيته لما اولاد اخته قررو بينهم وبين بعض انهم هينزلو مصر كل سنه باستمرار من هنا ورايح وبكده اتأكد ان صلة الرحم هتفضل موصوله بينهم وبين ولاده دايما ..
بعدها حكيم راح هو واسامه للارض يتفقدو احوالها واحوال الفلاحين وتميم اخد زينه وتمره وعمته غاليه بالعربيه يرجعهم السرايا والشباب قررو يروحو يلعبو ماتش كوره فالساحه اللى على اطراف البلد وتميم متحركش غير لما اخد منهم وعد انهم مش هيبتدو اللعبه غير لما يرجع عشان يلعب معاهم ..
وبرغم سهولة المشوار من السرايا لبيت غاليه الجديد وقربه الا ان تميم حس المشوار كأنه سفر طويل وهو عيجاهد حاله بأنه ميرفعش عينه للمرايه ويبص عالى قعدت فالكرسى اللى وراه طوالى فنظره عابره الشيطان سوله انها مهتضرش فحاجه.. لكن تميم كان اقوى من شيطانه واتنفس الصعداء لما كلهم نزلو من العربيه ودخلو السرايا وهو مسيطر على حاله من معصيه صغيره ممكن تجر وراها معصيه كبيره واتحرك فورا بالعربيه ورجع على الشباب وابتدا معاهم لعب وقضو وقت لطيف مع بعض والكل فيه كان مستمتع باللمه والضحكه كانت طالعه من القلب ..
تمره بعد مادخلت السرايا هى وزينه وعمتها غاليه سبقتهم على جوه وهى عتجرى بفرحه عشان تقول لامها عاللى عيملهولها اخوها حكيم وقفت تمره مره وحده ومسكت يد زينه ووقفتها وهمستلها وعلى وشها ابتسامه شقيه :
زينه تعالى نروحو الاسطبل ..حدش قاعد دلوك ونقدرو نركبو خيل مع انه عيب وحدش عيرضى بيها بس السايس اللى اهناك طيب ومعيقولش لحد حاجه ولا عيفتن علي لما اروح كل فين وفين اهناك واركب بشاير ولا امها جمره وافضل الف بيهم براحتى ..
زينه اتحمست للفكره وابتسمت وهى عترد عليها :اى شو عليه بنروح اذا مافيها شى ..وسقفت وهى عتكمل بفرحه ..الله كتير حلو هالشى انا ولا مره جربت اركب خيل ..واتمشو خطوتين لكن زينه وقفت وجريت بسرعه على جوه وهى عتقول لتمره :راح جيب الكاميرا تبعى لاطقلى كام صوره مشان افرجيهم لامى واخوتى وصحباتى بالشام واشوف حالى عليهن ..
تمره هزتلها دماغها بموافقه ووقفت تستناها وزينه مغابتش غير دقايق وكانت طالعه من باب السرايا بتجرى ومبتسمه وماسكه فايدها كاميرا فوريه وعلبه مربعه وبمجرد ماوصلت لتمره مسكت ايدها وجرتها على بره بحماس لتجربه اولى لركوب الخيل يعادل اضعاف حماس تمره للحظات مسروقه من المتعه ..
وبالفعل الاتنين راحو وركبو جمره وبشاير ..
بشاير كانت من نصيب زينه اللى خلت تمره تاخدلها صور بالكوم وفكل الاوضاع وهى جمب بشاير وهى راكبه عليها ومره اتصورت وهى على ضهر جمره برضو وجمب كل فرس وفرسه فالمزرعه اخدتلها صوره لدرجة انها غيرت مخزن الكاميرا بورق الصور يجى عشر مرات لغاية ماخلصت علبة كروت الصور كلها ..
الاتنين انبسطو بالمغامره وقررو يرجعو قبل ماحد من الرجاله يعاود لما السايس قالهم خلاص بزياداكم اكده وزينه اخدت الصور فحضنها بفرحه كيف ماتكون حاضنه كنز ثمين وطلعو بعد ماودعو السايس اللى كان واقف يودعهم بابتسامه ابويه حنونه وضهر محنى من اثر السن وابتسامته وسعت لما لفتله زينه وبصوت مسموع قالتله :
شكرا كتير كتير لالك عمو ..وهو هزلها دماغه واتكالها على عنيه وكملت طريقها مع تمره والاتنين دخلو السرايا جرى على اوضة جدتهم تماضر عشان يخبو الصور ويحافظو على سرهم الصغير ميتفضحش وبعد مااطمنو ان كل حاجه تمام بصو لبعض وضحكو على جرائتهم ..
غاليه قعدت جار امها وجماره وفضلت توصفلهم فجمال البيت الجديد وترتيبه وانه كد ايه عجبها وحتى انه احلى من بيتها اللى فالشام وفرحت عشان دلوك بقالها رجل فمصر صوح هى ولعيالها من بعدها وفضلت تدعى لاخوها من كل قلبها على الفرحه اللى فرحهالها وعلى رفعة راسها قدام جوزها ..
غاليه بعد ماخلصت حديتها مع امها لفت على جماره وسألتها باستغراب
: صحيح جماره هى خالتى عيشه وعم بشندى مابقا فيهم يجو لهون عالسرايا هلا!!..يعنى اذا ببعت وراهم لايجو يقضو يوم معى ماراح يرضون ؟
جماره ردت عليها وهى عتتنهد :هما مهيقدروش ياغاليه مش مهيرضوش ..عمك بشندى بقت حركته محدوده على كد مشيه فالبيت وروحته للحمام وبس ..وامى طول الوقت حواليه ومحادياه ومعتقدرش تهمله لحاله واصل وشاربه المر معاه وهو مره فاكرها ومره ناسيها هى وسخاوى ولده .
غاليه ردت عليها بتاثر :لهالدرجه حالته متاخره ؟
جماره :ايوه ياغاليه للدرجادى واكتر ..
غاليه :ياحبيبي ياعم بشندى طيب انا بدى روح زوره هو وخاله عيشه واسلم عليهن فيكى تجى معى هلا؟
تماضر :وايه الل هيقل نفعه ؟
غاليه :يعنى بلكى حكيم اخى مايرضى ويعترض ع روحتها من باب الغيره مثلا..
جماره بابتسامه :حكيم ! ..طب ياريت كل الناس حكيم فعقله ورزانته وتقله وغيرته الحلوه اللى معتتعداش حدود الزوق والادب ..
غاليه :اي عمى هنيالك فيه اللهم مالا قر ولا حسد .
تماضر:كبرى فسرك ياغاليه احسن يتنكدو النهارده بسبب عينك .
غاليه بصدمه :ايوااا ..هيك لكان ...عم تخافى من عينى لتصيب ابنك ومرته ياتماضر خانوم ؟!!
جماره قامت بسرعه ومسكت يد غاليه وقامت وقومتها ...قومى قومى قبل ماتشبطو فبعض انتى وامك خلينا نروحو ونعاودو قبل الضلمه ماتضلم علينا ..وخدتها وراحت لبست الملس بتاعها بعد ماادت الاوامر لخديجه تحضر للعشا وقالتلها تعمل ايه وتجهز ايه ونادمت على تمره ووصتها تحط يدها معاها وتساعدها متهملهاش لحالها ..
وقالتلها اول ماياجى ابوها تقوله انها راحت بيت سيدها ..وغاليه فالوكت ديه كانت اتبوشت وطلعو ركبو الكارته عشان محدش كان قاعد يوصلهم بالعربيه وخلو واحد من الغفره يوصلهم لحد باب بيت بشندى وجماره قالتله يعاود السرايا بس لما العيال يعاودو يبعتلهم واحد منهم بالعربيه ياخدهم ..
خبطو على بوابة البيت ورنو الجرس ومغابوش كتير وشافو عيشه طالعه من باب البيت من خلال حديد البوابه المفرغ واول ماشافت جماره همت فالمشى والضحكه شقت حلقها وهى عتقول :بتى حبيبتى ..والله لساكى على بالى وعقول اتوحشتها وعايزه اروح اطل عليها واملى عينى بشوفتها ...ووصلت حداها وخدو بعض بالباط وجماره ردت عليها :
عشيعلك السلام كل يوم مع سخاوى عيوصلك سلامى ولا الواد ديه عيطنش ؟
عيشه وهى عتبعد عن بتها :عيوصله ياقلب امك وانى كل يوم عسأله عنك وعن عيالك وعيطمنى بس الكلام مش زى شوف العين واصل يابتى ..انى توى اللى قلبي برد لما عينى نضرتك يانن عينى ...غاليه وهى عتشيل البوشيه عن وشها ..شو الظاهر ما راح نخلوص اليوم وتوصل السره لالنا فالسلام !!
عيشه اول ماشافتها شهقت وهى عتفرد اديها :غاليه ..بتى حبيبتى حمداله على سلامتك يانضرى ..
جيتى ميته ياغاليه ؟ حقا غيبتك طوالت النوبادى كتير ياغاليه كنه قلبك جمد على حبايبك وناسك !
غاليه وهى عتبعد عن حضن عيشه :والله ماكان بكيفى ياخاله الله وحده العالم قديش كان قلبي ناطف على شوفتكم بس الظروف ماكانت عم تسمح ..
عيشه :يلا ولا يهمك دا اللقى نصيب والحمد لله شوفناكى وكحلنا عينينا بشوفتك يابنيتى ..الا فين عيالك مجوش معاكى ليه ؟
غاليه :والله ولا واحد منهم كان بالسرايا لما اجيت الظاهر لساتهم عم يلعبو كوره ..يلا بيرجعو وراح ابعتهم مع سخاوى ليسلمو عليكى ويبوسو ايدك وايد جدهم بشندى ..
عيشه :حبتهم العافيه يارب ..خشو طيب خشو احنا واقفين اهنه ليه تعالو يابناتى ادخلو بيتكم وموطرحكم ..
ودخلتهم ودخلت وراهم وغاليه اول ماشافت بشندى قاعد على سرير من ابو نفر فالصاله بتاعت البيت وماسك فيده منشه معموله من ديل جاموسه وعيهش بيها والكبر وهزل الجسم باين عليه بصتله بحنين وهمستله بحب :
كيفك ياراجل ياطيب ؟
بشندى رفع راسه عليها وحط يده على عنيه وهو عيبصلها وديق حواجبه وهو عيسألها : انتى مين يابتى ؟
غاليه قربت منيه وقعدت جاره وهمستله بحنان :انى غاليه ياعم بشندى انتا مش فاكرنى ولا ايه ؟
بشندى بصلها جامد وهو مديق حواجبه وفجأه ملامحه اتفردت وهو عيقولها بصوت عالى :
غااااليه ...غاليه بت حبيبي جاهين !!
غاليه هزتله دماغها بفرحه عشان اتفكرها وحظها كان حلو معاه ..
بشندى كمل :غاليه اخت ولدى حكيم الغالى !
غاليه بدموع هزت دماغها مره تانيه
وبشندى كمل :غاليه الفاجر ام عين بيضه !
هو قال الكلمه داى وملامح غاليه اتقلبت وبلعت ريقها بالعافيه من الكسفه وبصت لجماره وامها لقت لون وشهم احمر من كتر ماكاتمين الضحكه بالعافيه ..
بشندى هو كمان بصلهم لما هى بصت عليهم وشافهم واقفين وشاورلهم بالمنشه اللى فيده على الكنبه اللى وراهم : متقعدو ياغوازى واقفين ليه ؟
وهنا التلاته انفجرو فالضحك مع بعض بدون توقف لدرجة ان عنيهم دمعت وكل مايسكتو يتفتحو فالضحك من تانى وبشندى باصصلهم ومستغرب وآخر مافاض بيه همس لحاله ...ايوه امال ايه ماهو لما الغوازى والفواجر عيتلمو فموطرح واحد ديه اللى لازمن يحصول ..
ومع كل كلمه كان صوت الضحك بتاعهم يعلى وبالعافيه سيطرو على نفسهم وبطلو ضحك وغاليه همستله وهى عتمسح فدموع عنيها اللى نزلو من كتر الضحك :
والله كتير كتير اشتاقتلك واشتقت لحكياتك هادول ..اصلا مصر يعنى عم بشندى ..
بشندى :قوليلى عامله ايه وجوزك وعيالك ..وعملتى نصايب ايه فالشام تلاقيكى مطهبجاها اهناك .
غاليه ابتدت تتكلم معاه على الشام واهلها وناسها وهى يستمع بانتباه
وعيشه قامت دخلت الموطبخ تعمل حاجه لغاليه وجماره قامت وراها وهملو غاليه مع بشندى تتحدت معاه وهو بين كلمه والتانيه يقولها والله ليكى وحشه يام عين بيضه وهى تضحك وهو يضروبها بالمنشه عشان تبطل ضحك ..
اما حدا جماره وامها :
جماره :امه عايزه آخد رأيك فحاجه .
عيشه :قولى ياجماره بس يارب متكونش حاجه عفشه .
جماره :له داى احلى حاجه فالدنيا ..انى عايزه اخطب لسخاوى واجوزه بزياداه عاد واصلا ديه وحيد يعنى المفروض كان اتجوز جوازة عز من زمان بدرى .
عيشه سابت اللى فيدها وبصت لجماره بعيون عتلمع من الفرحه وقالتلها :ايدى على كتفك يابنيتى بس هو يوافق دانى خشمى قام فيه الشلبين من كتر ماكلمته عالجيزه وسميتله بنات البلد كلهم وهو قافل على قولت مش دلوك لما ورم قلبي وقلب ابوه المسكين اللى بره ديه ..
جماره :له النوبادى هيرضى وهيوافق بالعروسه اللى اخته منقياهاله وهيفرح بيها كمان .
عيشه :ديه يوبقى يوم المنى ياجماره والله ..بس الا هى مين العروسه اللى ماليه يدك من رضى سخاوى عليها داى ؟!!
جماره :خديجه بت زبيده ..ايه رأيك فيها ؟
عيشه :وداى عايزه رأى يابتى ؟ داى متربيه فبيت الشيخ حكيم وعلى يده ويد بتى كيف ماوافقشى عليها؟؟
وكملت بفرحه ..والله يازين مااخترتى ونقيتى بس الرك على اخوكى ومخه الناشف .
جماره :هملى اخوى عليا انى
عيشه : حيث اكده خلصى كل حاجه فاقرب وكت عايزين نفرحو ونشوفوله عيل قبل مانموتو يابنيتى .
جماره :العمر الطويل ليكى يام سخاوى ياقمر انتى يالى كل ماتكبرى عتزيدى حلا وحضنتها من كتافها وباست خدها وعيشه ضحكت بفرحه لما حست ان النوبادى الفرج وجواز سخاوى هيتم على يد اخته من الثقه اللى عتتحدت بيها ..
خلصت عيشه العصير وطلعو هى وجماره قعدو جار غاليه وبشندى وعيشه بشرته وقالتله كلام جماره وهو قلبه طار من الفرحه عشان دى اكبر امنيه عيتمناها من زمان ..انه يجوز سخاوى ولده على حياة عينه ويفرح بيه وبعدها مش عاوز من الدنيا حاجه تانى واصل ..
بشندى بعد ماسمع حديت عيشه مباشرة بص لغاليه وبفرحه مد يده وراه على السرير وهو عيقول :
وشك حلو يافاجر جيتى وجبتى الاخبار الزينه معاكى ..ومره وحده لبعها بالنشو وهى مديه امان خلاها فطت من موطرحها على جماره جارها وهى عتصرخ من الالم وجماره وامها بسرعه قامو وبعدو عن مرمى بشندى وهملو غاليه عتفرك موطرح الضربه وعنيها رغرغت دموع من الالم وهى عتقوله: ولك ليش لييش شو عملتلك ماانت لساتك عم تؤل قُصتى خير عليك لشو ضربتنى دخيل الله ؟!
بشندى :ايوه مانتى وشك حلو صوح ولبعتك بالنشو عشان مجيتيشى من زمان بوشك الحلو كان زمان الواد متجوز من زمان ومخلف عيلين يافاجر ..
عرفتى ضربتك ليه ولا لساتك ..
واداها لبعه تانيه خلاها تجرى من جاره خالص وطلعت عالجنينه رمح وجماره وعيشه طلعو وراها وهما فطسانين ضحك عليها ..
عدى الوكت على غاليه وجماره وهما جار عيشه وعيسمعو لحكاويها الحلوه اللى ميتشبعش منها وكمان اشتركو معاها فالتخطيط لفرح سخاوى وهيعملوه كيف وهيعملو فيه ايه واختلفو بين انه يتعمل فالسرايا وديه رأى جماره وبين انه يتعمل فبيتهم وديه رأى امها وسابو الفصل فالموضوع ديه لما غلبو فيه لسخاوى والشيخ حكيم ..
واخيرا سمعو صوت تلكس عربيه وشافو سخاوى هو اللى نزل منيها وجاى عليهم وجماره نبهت على امها انها متجيبش قدامه سيرة حاجه واصل وتسيبها هى اللى تفاتحه بطريقتها وعيشه سمعت الكلام وماتكلمتش فحاجه ..
غاليه قبل ماتمشى راحت لبشندى ومن بعيد سلمت عليه وودعته واستغربت وهو عيبصلها باستغراب كنه اول مره يشوفها ومردش عليها واصل وجماره قالتلها انه دلوك عقله تايه ونسى كل حاجه وغاليه بصتله بشفقه واتحركت من قباله وطلعت مع جماره على العربيه بعد ماودعو عيشه وغاليه قلبها اتعصر على حالة بشندى اللى فالدقيقه عيتغير من حال لحال ...
الشباب فالوكت ديه رجعو البيت ودخلو السرايا يستحمو لكن تميم اتخلف عنهم وراح الاسطبل يطمن على بشرى فرسته اللى مشاركاه فعمره واتولدو سوا..
واللى من غلاوة امها على الشيخ حكيم همله وهو عيتولد وجالها هى والحكايه داى امه جماره كل هبابه تحكيهاله وتشكيله من ابوه بزعل كداب عشان هملها وهى عتولده ..وهو كلامها ديه ماعيزيده الا محبه لجمره وبشاير على حب ابوه ليهم وغلاوتهم حداه اللى كنها اتنقلت لقلب تميم وعذر ابوه لما حط نفسه موطرحه فنفس الظرف وعقله اهتدى انه من غير تردد هيروح للحيوان الضعيف الاخرس ويساعده هو فلاول وخصوصى لو كان بحالة جمره وكتها ..
دخل تميم الاسطبل واطمن على بشاير وامها وشاف وكلهم وشربهم ووكل بشاير وجمره السكر النبات بيده وبعدها هم عشان يقوم وحط اديه على رجليه ولساته هيوقف لكنه وقف وهو عيبص للارض على موضع رجله اللى شاف جارها وش بنيه فصوره مدفونه فالقش مش باينه منها غير حته ..سحبها تميم باستغراب وبرق عنيه لما بص فيها ودقق وشاف فيها زينه وهى راكبه على بشاير فالاسطبل اهنه واستغرب كيف وصلت للاسطبل والاغرب جات مع مين وهو واخواتها كانو بره وحتى ابوها وابوه مكانوش فالسرايا ...له والادهى والامر من ديه وديه لما شافها وهى رافعه فستانها عشان تعرف تركب الفرسه وحتى وهى لابسه تحت الفستان بنطلون تحت منيه النار شبت فضلوع تميم وهو عيتخيل ان حد شافها اكده وشاف رجليها متحدده تحت بنطلون متقسم عليهم ومحسش بروحه وهو رايح بكل سرعته على سايس الاسطبل والصوره فيده وعنيه عتقدح نار .
اما جماره فاستغلت ان سخاوى اول واحد فالعيال اتسبح وغير من غياراته اللى فأوضة عيال اخته ونزل وسحبته من يده وخدته على الجنينه بره على غفله من الكل وتحت استغرابه وهو مفاهمشى هى عتجر فيه ليه !!
سخاوى اخيرا حرر دراعه من قبضة جماره ووقف موطرحه وهو عيسألها : مالك يابت ابوى عتكركرى فيا اكده ليه ؟؟
جماره :عايزه آخد رأيك فحاجه قبل الكل وبينى وبينك ..
سخاوى همسلها وهو عيتلفت حواليه : رجفتى قلبي فيه ايه انطوقى قوام !!!
جماره :نويت اخطب خديجه لتميم واد اختك ايه رأيك ؟
جماره خلصت جملتها وكنها كبت على سخاوى جردل ميه بتلج فعز طوبه وجسمه كله اتنفض وهو عيرفع عينه فعينها و عيبلع فريقه وهمس بصدمه وعدم تصديق :
عتقولى ايه انتى ياجماره ..خديجه وتميم !! كيف ديه يعنى !!!!
جماره :كيف الناس ياسخاوى ولا انتا شايف حاجه فخديجه يخليها مش اهل لتميم ؟؟!!
سخاوى بتوهان :شاش عالراس خديجه يختى وبنتتة الدنيا كلها متاجيش رقعه فتوبها والله ..
جماره يوبقى على خيرة الله ..قالتها وابتسمت وهمت عشان تغادر لكنها وقفت موطرحها وهى واعيه سخاوى غمض عنيه بألم وقبض اديه لما مفاصلهم ابيضت وشكله عينازع من جواه وعلى كد زعلها من اللى حاسه اخوها دلوك على كد فرحتها انها اتوكدت ان اخوها غارق فالعشق لشوشته وان فيدها تقربه من عشقه وتجمعه مع حبيبة روحه وحلفت انها ماهتتاخر ولا تتوانى ساعه وحده
بعد اكده ..
اما حدا تميم :
عم عبيد ..عم عبيد وينك ؟
عبيد السايس جاله من جوا يرمح على كد حيله وهو عيرد عليه :ايوه ياشيخ تميم فيه حاجه ولا ايه ؟ بشاير فيها حاجه هى ولا امها ؟
تميم بغضب رد عليه وهو عيرفع الصوره قدامه وعبيد اول ماشافها بلع ريقه بخوف وتميم همسله بصوت كيف الفحيح : الضيفه جات اهنه ميته ومع مين ياعم عبيد ؟!!
عبيد بلع ريقه بخوف وفتح خشمه عشان يعرف يرد على تميم ويقوله اى حاجه لكنه قدام عيون تميم اللى مترصدينه كيف عيون الصقر مقدرش ينطق غير متمته مش مفهومه واصل ....
إلي هنا ينتهي الفصل الحادى والأربعون من رواية جمارة بقلم ريناد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا