مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة وأجمل الروايات الممتعة والروايات الرومانسية مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة ريناد الشهيرة ب رينوو والتى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الثانى والأربعون من رواية جمارة بقلم ريناد يوسف.
رواية جمارة بقلم ريناد يوسف - الفصل الثانى والأربعون
إقرأ أيضا: قصص قبل النوم
رواية جمارة بقلم ريناد يوسف - الفصل الثانى والأربعون
تميم باصص لعبيد السايس بعيون كيف الصقر ومستنظر الحروف اللى هتطلع من خشمه بفارغ الصبر لكن كل اللى كان يطلع من خشم عبيد تمتمه مش مفهومه وسرعان ماابتدت حروفه تطلع لما تميم سأله بأصرار اكبر :
هو الجواب صعيب للدرجادى ؟! الضيفه جات اهنه مع مييين اتحدت ؟
عبيد :جات مع الست تمره..الضيفه اتصورت جار الخيل ومشو طوالى مغابوشى .
تميم بؤبؤ عينه اتوسع من الصدمه وفضلت عيونه رايحه جايه فمحجرها وعقله عيحاول يستوعب كيف تمره اخته اتخطت كل الخطوط الحمره ووصلت بالضيفه للاسطبل وكمان ركبتها خيل وديه العيب بعينه فبلدهم ؟!! وفوق دول ودول صورتها وكل ديه من وراهم كلهم ..
ضم تميم الصوره بقبضة يده وكرمشها وطلع بسرعه من الاسطبل وشكله مينذرش بأى خير وراح على السرايا ،وعبيد واقف وراه مراقبه وحاطط اديه على دماغه بخوف من اللى هيجراله من الشيخ حكيم لما يعرف ان بته عتاجى الاسطبل من وراه وتركب خيل وعبيد داسس عليه ؟؟
تميم راح ناحية السرايا كيف الاعصار ودخل من بوابتها وهو مواعيشى قباله ولأول مره فحياته يقرر انه يحاسب تمره ويقسى عليها عشان اتعدت على كلام الرجال وخطت خطوه من غير شور وكمان عيملت حاجه فعرف اهل البلد اكبر عيب وقلة قيمه ..
**********
اما فى مكان آخر
جماره ابتسمت وهى واعيه لحالة سخاوى وهو عيتحرق من جواه ونفسه يفرفط بس مقادرشى وخدت نفس وزفرته وقالتله :
غيرت رأيي ومش هخطبها لتميم هخطبهالك انتا ..اصل انتا الكبير ولازمن نفرحو بالكبير لاول ..قولت ايه ؟ ولو هتتنازل عن دورك وترفض الجيزه كيف كل مره اجوز تميم قبلك عادى .
سخاوى بفرحه وكنها روحه ردتله :له يابوى كله الا دورى مههملهوشى لحد ..اخطبيهالى يابت امى وجوزينى انى ..اصلا ولدك تميم لساه صغير عالجواز شوفى حال اخوكى فلاول ..
ضحكت جماره وهى عتهز دماغها وعترد على سخاوى :صوح صدق اللى قال العشق مقبرة الهيبه والتقل ..حاضر ياولد امى هخطبهالك بس رتب امورك سبوع ولا تنين وهيكون فرحك ..مش اكتر من اكده .
سخاوى مسك دراعات اخته وهو عيرد عليها بفرحه :ويمين الله عتتحدتى صوح ؟ يعنى سبوعين بكتيره وخديجه تكون فبيتى ؟!!
جماره :واقل كمانى ...مهو اصلى مههملشى اخوى اكتر من اكده وانى خابراه مفلفله العشق فلفيل .
سخاوى ساب ادين اخته واتنحنح وهو عيعدل فخلجاته بخجل :
احممم ..عرفتى من ميته بحكاية العشق ديه انتى
جماره :من زمان بدرى عارفه وشايفه عنيك اللى معايفارقوش البنيه واصل وكنت مستغربه ايه اللى مصبرك وممخليكش تاخد خطوه ؟
سخاوى بنرفزه :فقر ابوها اللى مخلينى صابر ومستنى وهو كل مايروحله واحد يطلب يد خديجه يكرشه ويقوله حداييش بنته للجواز قولت يمكن شايفها صغيره ومستنيها تكبر هبابه مع انها ١٨ سنه يعنى مش صغيره !!
جماره :ابوها مكنش عيوافق يجوزها عشان كيف منتا خابر انه دلوك عليل ورقيد الفراش وزبيده مرته هى كمان مبقاش فيها حيل للخدمه ولا للوقفه اصلا، وخديجه دلوك هى اللى عتصروف على البيت ومحتاجين شغلها عشان يعيشو منيه من بعد مااخواتها الرجاله اتجوزو وكل واحد طلع بمرته فدار بعيده ومبقوش يسألو على امهم ولا ابوهم ...لكن لما الشيخ حكيم يطلبلك يدها ويقول لابوها ان شهريتها ماشيه حتى بعد ماتتجوز مهيفتحشى خشمه بكلمه وحده ..
سخاوى بفرحه حضن اخته وهو عيهمسلها :كنتى فين انتى من زمان وساكته ليه ومهمله اخوكى تشوى بنار العشق ياخيتى ؟؟
جماره ضحكت وضمت اخوها والتنين فزو من حضن بعض على صوت زمجيره قويه وبصو وراهم لقو حكيم واقف وعنيه مبرقالهم
ووجه حديته لسخاوى : مين سمحلك تتعدى على املاك الشيخ حكيم ياد انتا ؟
سخاوى وهو عيلف اديه حوالين كتاف جماره اخته بتملك : انى شريك معاك فاملاكك داى وليا فيها كدك واكتر كمان ..
دانتا حصله لمت ورقه واللى بينك وبينها كلمه لو اتقالت كل اللى بينكم ينتهى..، لكن اللى بينى وبينها دم موصول بحبل صلة الرحم اللى عمره مايتقطع واصل ..مش كيف اللى بينك وبينها حبل عشق وحبال العشق دوابه ياشيخ ..
حكيم وهو عيحرر جمارته من تحت يد سخاوى وياخدها تحت جناحه رد عليه : اللى بينى وبين اختك حبل من العشق وحبال من الموده والاحترام مضفورين فبعض ومن شدتهم وقوتهم كونو جسر شديد واصل من قلبي لقلبها لو مشى عليه واحد زيك يفضل يمشى عمره كله عشان يقدر يجيب اخره.. وهيخلوص عمرك قبل ماتشوفله آخر ..اللى بينى وبين جمارتى عدى كل الروابط ياواد بشندى .
سخاوى بص للشيخ حكيم وابتسم وهو عيهزله دماغه برضى :وهو ديه اللى مخلينى عحبك فوق الحبين حبين ياشيخ ..عحبك عشان طول عمرك محافظ عاللى منى ..صاين اختى ومحاجى عليها كيف ماطول عمرك عشت صاين ابوى قبلها .. وانى اللى يصون اللى منى اصونه طول عمرى وافضل طوع اديه ..وعقولهالك وهفضل طول عمرى اقولهالك ياشيخى ..سخاوى هيفضل طول عمره رهن اشارتك وملك يمينك ..
حكيم طبطب على دراع سخاوى بحب ورد عليه :تعرف ياد ياسخاوى اقولك على حاجه ... انى طول مانتا مع عيالى وفبيتى عكون مطمن وحاسس انى مهمل وراى سند وبديل عنى، وسور عالى من الامان محاوط بيتى وعيالى ..برغم انك من سن تميم الا انى حاسك كبير العقل والقلب كيف ابوك بالتمام ..وعشان اكده محبتك فقلبي كيف محبة تميم وبكر دا لو مكانتش زياده .
جماره بضحكه :ماهو سخاوى عارف ومتوكد من ديه وعشان اكده فارد قلوعه عالكل ومحدش واقف فعينه .
حكيم :يحقله يابوى والله ..ديه سخاوى الغالى واد الغالى ..
لساته سخاوى هيفتح خشمه عشان يرد لكن التلاته سكتو وهما واعيين لتميم داخل كيف الريح واتخطاهم من غير مايلتفتلهم ولا كنه واعيهم !
حكيم لسخاوى :ماله تميم ياسخاوى معصب اكده ليه مش عادته ايه اللى حوصول؟
سخاوى رفع كتافه ونزلهم دليل على انه ميعرفشى حاجه وجماره بصت لحكيم بتساؤل وهى عتقوله :بينا نشوفو فيه ايه حاصل مع ولدى ياحكيم!!
حكيم ديق حواجبه وكان اول المتحركين ناحية السرايا ورا تميم يشوف خبر ايه وجماره وسخاوى اتحركو وراه طوالى .
-تميم دخل السرايا واول ماعينه جات على تمره قاعده هى وورد على الكنبه عيتهامسو ويضحكو قرب منيهم وعنيه طول الوكت على تمره محادوش على غيرها لغاية ماوقف قدامها وصوت انفاسه العاليه مسموعه وتمره بلعت ريقها بخوف وهى شايفه منظره ولون عنيه اللى الحمار حاوط زرقتها وبقو عاملين كيف حجرين فيروز متحاوطين بلهب مستعر ...
وقلبها كان هيوقف وهى واعيه يد تميم عتتفرد قبالها وشافت فيها صوره مكرمشه وكان هيغمى عليها لما اتوكدت انه عرف بروحتها الاسطبل وتغفيلها ليهم طول الوكت وغمضت عنيها وهى عتستعد لاى عقاب مهما كان لانها تستاهله وتستحقه ...
بس اللى حوصول ان زينه خطفت الصوره من يد حكيم بسرعه وخبتها فجيب هدومها ومسكت يد تمره تهدى خوفها هبابه وبعدها بصت لتميم اللى عنيه متوجهين على تمره كنهم ليزر وقالتله بكل ثبات ..
فيك ماتتطلع لتمره هيك لانه مالها ذنب بروحة الاسطبل لانى انا يلى اصريت عليها لنروح وهى كانت رافضه بالاول لكن مع اصرارى وافئت ..فالهيك اذا فيك تلوم حدا فالومنى لألى ..
تميم بص حواليه ومره وحده مسك تمره من دراعها وطلع بيها للجنينه وزينه ماشيه قبال تمره مهملتهاش وابوه وامه وسخاوى اللى كانو داخلين وراه يشوفو خبر ايه وقفو وهما شايفينه طالع بتمره من السرايا بالمنظر ديه وخدها بعيد عن السرايا شويه و غمض عنيه واخد نفس وزفره بقوه ورجع فتح وقالها وهو جازز على سنانه :
كيف عميلتى اكده ياتمره كيف ..طب الغريب معذور فكل عمايله عشان معيكونش خابر الامور عتجرى كيف فالموطرح اللى راحه وعيكون عامل كيف لأعمى اللى لازمن صاحب المكان يمسك يده ويوجهه ويوريه المطارح ويعلمه عادات المكان وتقاليده ..وعمر العتب واللوم ماعيوقع عليه ابدا ...مفكرتيش فيا ولا فابوكى الشيخ لما الناس تشوف بتين كيف الورد رايحين اسطبل لحالهم وحدش عارف مين جواه من رجالتنا ؟؟
مفكرتيش لو حد من رجالة ابوكى شافكم وانتو بنته وراكبين خيل وشاف رجليكم وهزت جسمكم مع حركة الفرس .. مخابراشى يعنى هى عيبه كد ايه فبلدنا وهتكون عيبه اكبر وعار اشد لو طلعت من بت شيخ البلد ؟
له وكل ديه حداى كوم ومرواحاك الاسطبل من غير شور ولا قول ديه كوم تانى خالص ياتمره .
حكيم وجماره وسخاوى كانو يسمعو حديت تميم وهما مذهولين من اللى عيسمعوه ومن جراءه غير مسبوقه من تمره ..
وبالاخص حكيم اللى محدش من رجالته قاله انها طلعت ولا راحت عالاسطبل هى والضيفه ولا حاجه !!
اما بكر فكان نازل من فوق وشاف تميم وهو جارر تمره بره السرايا وطلع وراه بسرعه وسمع حديت تميم وبمجرد ماتميم خلص كلامه بكر اتحرك كيف الريح وموقفش غير قدام تمره وبدون سابق انذار رفع يده ونزل على وشها بكف خلى رقابتها اتلوحت وزينه صرخت وهى عتحط ايدها على خشمها بتفاجؤ من اللى حصل كيف مالكل اتفاجئ ..
ولساته بكر هيمد يده على تمره مره تانيه لكن يد تميم كانت اسرع ومنعتها ووقف قدامه وخلى تمره وراه وقال لبكر :
حدناش حريم تنضرب يابكر ..ولا عمر الربايه مكانت بالضرب ..
حكيم هو كمان اتحرك ووقف قبال بكر وهو باصصله بعيون عتقدح نار وقله بصوت كيف الرعد:
كيف تتجرأ وتتعدى علي وتقلل قيمتى اكده يابكر؟
بكر بصدمه :انى يابوى !
حكيم بصوت كيف الرعد :ايوه انتا ..لما تمد يدك على اختك فوجودى وتتولى انتا حسابها وانى واقف يوبقى انتا اكده عفصت عليا واتخطيتنى ..وبص لتميم : والحديت ليك انتا برضك ياكبير ..المفروض كنت تاجينى انا وتقولى عاللى حوصول وانى اللى احاسب واعاقب بالطريقه اللى اشوفها مناسبه ..وقبل ديه كله كنت هقعد تمره قدامى واسمع منيها قبل مااعاقبها ولا امد يدى عليها ...مش هو ديه اللى مفروض يحصول ياتميم ؟ وبص لبكر
مش ديه اللى عيتعمل فمجالس الشيوخ ياللى عايز توبقى شيخ؟؟
تميم :انى كنت عسألها يابوى هى عيملت اكده ليه .
حكيم :له ياتميم انتا كنت عتبينلها جرم اللى عيملته مكنتش عتسألها ..مسمعتكش عتقولها ليه عميلتى ..كل اللى قولته انتى كيف عميلتى ..اسلوبك كان عتب ولوم مش سؤال ..
اصول المشيخه والحكم العادل لازمن تتطبق فبيت الواحد قبل ديوانه ..
على اهله قبل الغريب .
تميم نكس راسه للارض وهمس :آسف يابوى .. لكن بكر رفع راسه بأصرار وهو عيرد على ابوه :انى عاد مش آسف انى ضربتها ولو هملتونى عليها هقطعها وصل وصل ..عشان خابر زين يابوى انك عمرك ماهتأدبها ولا تمد يدك عليها كيف ماطول عمرك عتعمل ..
حكيم :حتى بعد ماقالك تميم الربايه مش بالضرب لساك مصمم على رأيك ديه ؟
بكر :ايوه عشان مقتنعتش بحديته ..واكبر دليل على ان رباية البنته لازمن تكون بالشده هو اللى عيملته تمره ديه ..عشان اللى عملته ديه من قلت الخوف ، لو كانت داى عتخاف من حساب ولا عقاب كانت فكرت الف مره فالغلطه قبل ماتغلطها ..كان قلبها رجف لما تتفكر الغلطه اللى غلطتها قبل اكده حسابها كان عامل كيف .
حكيم هز دماغه بأسف وهو باصص لبكر وبكر كمل حديته :سكت عشان خابر انى صوح النوبادى يابوى مش اكده .
حكيم :له يابكر سكت عشان انتا مفيش فايده فيك ..
واتنهد وهو باصص لتمره اللى حاطه يدها على خدها مكان ضربة بكر وحابسه دموعها فعينها ولزينه اللى حالتها متقلش عنيها وقال :
يلا خلاص محصولش حاجه لديه كله هى غلطه ومهتتعادش تانى ..حدش يتحدت فالحديت ديه تانى معاوزش حد من عيال عمتكم ولا جوزها ولا حتى عمتكم تدرى بحاجه ..بكر تميم سخاوى خدو عيال عمتكم وعلى المندره يلا عشان فيه فصل جاى دلوك وعايزكم تحضروه ..
وانتى ياجماره حضرى عشا مليح لياجى ١٥ او ٢٠ نفر وهبعتلك حد من العيال ياخده ..
واتحرك وهيمشى لكن صوت تميم وقفه : ابوى بعد اذنك من بكره هجيب جمره وبشاير للسرايا واخليهم فالجنينه فموطرحهم القديم عشان بناتنا متطلعشى وتروح الاسطبلات فالخفا ..
حكيم هزله دماغه بموافقه وطلع على بره وجماره دخلت السرايا بعد ماادت تمره نظره ساخطه وكل اللى حوصول ديه وحكيم ابدا موجهش اى كلمه لتمره ولا حتى عتاب بسيط وديه اللى خلى بكر عقله هيشت ..وبعد ماابوه طلع من البوابه فط على تمره عشان يضروبها مره تانيه لكن سخاوى مسكه وتميم منعه ووقف قباله وقاله :ورب العرش يابكر لو يدك اتمدت على تمره تانى لاكون انى خصيمك واخلص ضربتها منك كل ضربه بعشره ..ابوك قال خلاص يوبقى خلاص فضها عاد .
بكر خلص روحه من ادين سخاوى وطلع على بره السرايا بسرعه بعد مابص لتمره بعيون حمره كيف عيون الغول وكيف مايكون عيقولها لو هملونى عليكى كنت قطعتك بسنانى ..
سخاوى بص لتمره وهو عيعدل فخلجاته اللى اتبهدلو وهو عيحوش عنها بكر وقالها :
والله ابوى ماكدب وهو عيقول ان الحريم نوعين يأما غوازى يأما فواجر ..
وانتى يابت اختى ماشاء الله طلعتى ميكس من التنين لاعتخافى ولا تختشى ماشاء الله اللهم بارك ..الله يمسيك بالخير يابوى ..
تميم اخد نفس وبص لتمره واتحدت : لما نفسك تركبى خيل مقولتليش ليه وانى كنت جبتلك الخيل لحدت عندك فالسرايا اهنه ياتمره ..من ميته طلبتى منى طلب واخرته عليكى ولا عزيته عنك ..ولا هو الممنوع مرغوب كيف ماعيقولو ؟؟
تمره بأسف :حقك عليا ياخوى اخر نوبه سامحنى .
تميم :جملتك ناقصه ياتمره وخلت عقلى اتشغل ..عشان كنتى تقولى اول وآخر نوبه مش آخر نوبه !! يعنى افهم من اكده انها مكانتش الاولى ؟؟
تمره بلعت ريقها وسخاوى فهم اللى فيها وجرى على تميم مسك دراعه وشده من قبالهم وزقه ناحية السرايا وهو عيقوله :يلا يابوى هنعوقو عالفصل اكده ..يلا خش هات عيال عمتك وتعالا قوام .
اتحرك تميم عالسرايا وهو عيبص وراه على تمره وسخاوى قرب لتمره وهمس من بين سنانه : مكانتش اول نوبه يافاجر ..طب ورب العزه حلال فيكى اللى عيمله بكر والظاهر انك صوح ملكيش غير العين الحمره والشده ...
يلا خدى بت عمتك وخشى جوا خش عليكم دم .. وريحو بالكم اهى الخيل جيالكم بكره يافارسات بنى عِبس .
تمره خدت ايد زينه وجريت على السرايا من غير ماتنطق مع خالها سخاوى حرف عشان متوكده ان لو كان بكر آخره ضرب فسخاوى ملوش آخر لو قاوحت قباله وممكن يوصلها لقطع الرقاب .
اما سخاوى فطلع بسرعه ولم الغفرا واحد واحد ونبه عليهم لو الشيخ حكيم سألهم تمره بته كانت تروح الاسطبل قبل اكده يقولو ان النهارده اول نوبه ..ولما سألهم ليه مكانوش عيقولو قبل اكده قالوله ان عبيد نبه عليهم محدش يفتن على الست تماضر الصغيره ولا يقول للشيخ ولا حد يدخل الاسطبل منهم طول ماشايفينها دخلته واصل ..وقالهم عيله وعتتسلى وتلعب مع الخيل هبابه ..
سخاوى هز دماغه واكد على الرجاله نوبه تانيه وراح على الاسطبل ونبه على عبيد هو كمان يقول انها اول نوبه تدخل الاسطبل ..ولما سأله سخاوى ليه نبه على الرجاله ودس على الشيخ مرواح بته للاسطبل قاله عبيد انه كان يشوفها فرحانه قوى بالخيل والشويه اللى عتقضيهم فالاسطبل ومحبش انها تتكدر ولا تزعل لما ابوها يمنعها ..وقاله كمان ان الشيخ هو السبب فتعلق تمره بالخيول لما كان دايما يجيبها معاه الاسطبل وهى صغيره ، ولما كبرت فضلت متعلقه بالخيول ومكانش يهون عليه يزعلها ..وانه كتير كان يطلب من الشيخ انه ياخد بشاير وجمره للسرايا عشان يكونو جار تمره ومتاجيش الاسطبل والشيخ كان يرفض ويقول الاسطبل احسنلهم هما التنين ..
سخاوى هز دماغه لعبيد بتفهم وقاله :طب خلى بالك اوعك تغلط قبال الشيخ ولا تميم وتقولهم الحديت ديه ..قولهم انها اول نوبه عشان لو عرفو انك عتضم عليهم عيشك هيتقطع من الاسطبل ومن السرايا واصل فاهم ..
عبيد هز دماغها ورد بخوف :فاهم فاهم ..
بعدها سخاوى همله وطلع وهو على باب الاسطبل قابل تميم كان داخل وقاله وهو عياخد يده ويلف بيه تانى : سألته واتوكدت انها اول نوبه تعملها .
تميم بصله ورفع حاجبه وهو عيتأكد منه :اتوكدت صوح ياسخاوى ..
سخاوى :صوح الصوح يابوى طمن بالك ويلا بينا اتأخرنا عالفصل عاد !..
خلص الفصل والشيخ حكيم واسامه قعدو فالمندره يتحاورو مع بعض فموضوع والولاد كلهم رجعو السرايا وملقوش حد فيها لانهم اتأخرو بره لكن نور اوضة ستهم تماضر كان والع والباب مفتوح هبابه وعرفو انها لساتها صاحيه ودخلو كلهم حداها فالاوضه يسلوها ويكملو السهره معاها ..
دخلو وكلهم باسو يدها واحد واحد وقعدو حواليها وهى عتطلعلهم بمحبه وابتدت تحكى معاهم وفوسط الحكى فهد قام :
انى رايح لاجيبلى شى آكله جوعت كتير حدا بده شى ؟
تماضر :صحى امك تحضرلك تجيب لحالك كيف يعنى!! ؟
راغب :اتركيه بيبى اصلا متعود يعمول كل شى لحاله .
تماضر :كيف ديه ؟
فهد :اي والله يابيبي اصلا كلنا متعودين امى عم تخلينا نعمول كل شى لحالنا وحتى هدومنا بنغسلهن لحالنا يابيبي ..اصلا كتير كنت عم اتمنى يزن وبدر يطلعو بنات لاتدلل عليهن وافيقهن من عز نومهم واخليهم يعملولى يالى بدى ياه مستغل سلطتى الذكوريه عليهن ...
يزن بص لفهد بغضب ورد عليه :اى تضرب ع هيك حكى ايوالله ..
فهد :عم ائلك كنت عم اتمنى امنيه هاى امنيه لا تؤاخذنا عالامانى عمى ..بس يلا هانت واربت اتجوز وراسى يبرد من خدمتى لحالى ..
تماضر :اخص عليها التمساحه قليلة الربايه اللى ممرمطه عيالها فخدمة البيت عشان تنام هى وتتقلب على بطنها ..طيب ياغاليه بس تنزلى من فوق لاكون مطلعه شعرك فيدى ..
فهد :لا بيبي دخيلك ماتحكيلها شى والله بتعطينى شفتين من اليوم وطالع اذا اكلٍت حكى منك بسببى ..اتركيها اصلا انا تعودت وماعاد بدى حدا يخدومنى دخيل ألبك بيبي ..
الكل ضحك على جبن فهد ومن وسط الضحك بكر اتكلم
بكر :ومين قالك انهم لو جم بنات كانو هيخدموك ياواد عمتى ..واصلا مين اللى قال ان مرتك مهتكونش فاهمه اللى ليها وواللى عليها ومتقولكشى خدمتى ليك مش واجب علي ولو عيملتها توبقى جهاد كيفها كيف الجهاد فى سبيل الله بالظبط !
فهد :ياااباطل ..من وين طلعتلى بهالحكى انتا دخيلك يعنى حتى مرتى ماراح تخدومنى اوووف؟
بكر :من الشيخ حكيم بذات نفسه هو اللى قاللى اكده ..
تميم باستنكار :هو صوح خدمة المره لجوزها يعتبر جهاد بس ابدا عمره مايتساوى بالجهاد فى سبيل الله يابكر لان جهاد المره فبيتها تطوع اما الجهاد فى سبيل الله فرض وامر من الله سبحانه وتعالى الهدف منه اعلاء كلمة الحق وازهاق الباطل ورفع راية الاسلام ..ديه جهاد وعليه اجره وجهاد المره فبيتها جهاد تانى خالص وعليه اجره وابدا مابيتساوو يابكر ..
بكر :انى والله عقول كلام ابوى اللى قالهولى وديه الشيخ حكيم !
تميم :حتى لو الشيخ حكيم ..حتى لو اى شيخ قالك حاجه لازمن تدور فكذا مصدر وتشوف صحته وتتأكد زين ..فيه حجات بتلتبس عالانسان وتفسيرها يختلف من شخص لشخص حتى لو كانو كلهم شيوخ ودليلنا على اكده الائمه الاربعه اللى اختلفو فالمذاهب وكل شيخ بقاله مذهبه الخاص اللى من وجهة نظره هو الاصح ..
حكيم كان داخل السرايا هو واسامه وبالصدفه سمعو كلامهم من صوتهم العالى واسامه ابتسم وهو بيسمع كلام تميم وبص لحكيم اللى كان هو كمان مبتسم بفخر ودخل عليهم حكيم فلاول واول كلمه نطقها :
وديه اول واهم درس لازمن تتعلمه وتحطه حلقه فودنك يابكر انك متاخدشى كلام على لسان اى حد وتصدقه وتمشى وراه ..
بكر :حتى انتا يابوى اللى عتحكم الناس وحكمك من القرآن واحكامه !!
حكيم : حتى انى ..ومتنساش انك فالفتره داى ففترة اختبار وانى يابكر هلففك الدنيا كلها بعقلك عشان اشوفك هتقدر توصل بعقلك لحد وين وآخرك فين ..واصلا انا استغربت كتير لما مجتنيش بعدها طوالى وصححتلى المعلومه وبحثت فيها ..
فهد :انا مانى فاهم شى
بكر وهو بيبتسم :بس انى فاهم وعمرى بعد اكده مهاخد منك معلومه او من غيرك وامشى وراها عشان محدش يصغرنى وهو عيعدل علي ..واول حاجه هدور فيها كل المعلومات اللى كنت عاخدها منك طول الفتره اللى فاتت داى من بعد المهله اللى اديتهانى ...
حكيم هزله دماغه برضى وابتسم وهو عيقوله :عفارم عليك يابكر ..اكده انى اطمنت انك اتعلمت من الدرس مع انى كنت ناوى اقرص ودنك بطريقه اوعر وقرصه اصعب بس تميم نجدك منيها ...
حكيم خلص كلامه ودخل حب على يد امه وراسها واطمن عليها وطلع واسامه هو كمان سلم عليها وطلع دخل على اوضته هو وغاليه وبكر همس بعد مابوه مشى :
يامرك يابكر لو كان سألك فحاجه يوم الحكم وجاوبت عليه من الكلام اللى قالهولك من غير بحث ولا دراسه كان هيوبقى شكلك كيف قبال الناس ؟!!
وقام بسرعه وطلع من السرايا ..
راغب بصله وهو ماشى ورجع بص لتميم وقاله :
يعنى بكر مانه صغير ع هيك مسئوليه وحمل ؟؟ يعنى انا والله شايف المشيخه هاى حمل كبير كتير !
تميم اتنهد وهو عيرد عليه : هى حمل كبير قوى قوى لكن اللى حابب الشَى معيشوفش وعارته ياراغب ..
راغب :طيب سِرنى ياابن خالى مانك زعلان منه او واخد ع خاطرك لانه بده ياخد مكانك بالمشيخه ؟
تميم :بالعكس والله دانى فرحان باللى عيعمله وعتمنى من كل قلبي انه يثبت للكل انه كدها وياخدها ويشيل عنى الحمل اللى طول عمرى خايف من الوكت اللى هشيله فيه ..
تماضر بصت لتميم واتكلمت بنبرة حنيه :مهيقدرش عليها ياولدى عشان بكر محداهوش الجلد والتروى وطولة البال اللى حداك انتا واللى ورثتها من ابوك بالهبابه ...عارف خوفك ديه عيفكرنى بخوف ابوك يوم مامسك المشيخه وجانى طاير يرجف ويقول خايف مكونشى كدها يمه ...يومها انى قولتله انتا لو مش كدها واهل ليها مكانش ربنا لبسك عبايتها ولا عمتها اتحطت على راسك ..ومن وكتها بقى الشيخ حكيم اللى ناضرينه واتوكدت انه اللى عيخاف من الحاجه عيجاهد بروحه عشان يكون احسن واحد فيها ..والمشيخه جايالك ياشيخ تميم طالت ولا قصرت عشان بكر مش اهل ليها ..مش عشان نقص فيه ولا لحاجه عفشه ابدا ..بس بكر هيتعب بسرعه ومهيتحملشى الحمل انى عارفه ..
تميم هز دماغه واخد نفس وزفره وهو حاسس بخوف حقيقى من المشيخه رجع سيطر عليه بعد ماكان قال خلاص انه هيرتاح من حملها وتروح لبكر وهو باله يقعد رايق ..
اما بكر فراح على المندره بعد حديت ابوه وطوالى رمح على مكتبة ابوه وابتدا يقرا فكتب الفقه وتفسيرات القرآن باقى الليل وابتدا يصحح معلوماته الدينيه ويزودها .
حكيم طلع اوضته واول مادخل شاف جماره قاعده عالسرير وصاحيه ومستنياه وهو اخد نفس وقلع عبايته وعمته وراح على السرير واترمى فحضنها كيف عيل صغير عاود لامه بعد نهار كامل قضاه بعيد عنها وهى ابتدت تمسدله على شعره بحنان وتخلل صوابعها فخصلات شعره الابيض وهمستله :
عيال ياحكيم ولساتهم تحت العلام والفهم ..ان كانت تمره ولا بكر .
حكيم :بكر ممبطلش رعونيه ياجماره وطبعه الحامى مخليه يدوس عالكل وهو مواعيش ولا واخد باله ..
وتمره ..واخد نفس وزفره ..تمره خايف يكون كلام بكر صوح وانها معتحسبش خطوتها ولا تفكر فيها عشان انى معشدش عليها ولا مره وريتها غضبى شكله ايه وتكون فعلا مبقتش تعمل حساب لعواقب افعالها ..
جماره :مش من اول غلطه تغلطها بتك تقول عليها اكده ياحكيم !!
حكيم : مهى عشان اول غلطه خايف متكونش الاخيره ياجماره لو معرفتش غلطها زين ..بس بسيطه انى هيكونلى تصرف تانى معاها من اليوم وطالع ..
جماره فمحاوله منها للتخفيف عنه : الظاهر النهارده انى مش هسمعلى كلمه زينه بسبب عيالى اللى عكننولى شيخ قلبي وهينومونا زعلانين احنا التنين؟
حكيم ابتسم وهو عيبصلها :يابوى والله كل واحد فسوقه عيبيع دلوقه زى ماعيقولو ..شوف المره عكلمها فايه وهى بالها فأيه !!..
جماره :طول مانى معاك نفسى ثم نفسى ثم نفسى ..
حكيم ضحك وبحركه سريعه عضها من دراعها وهى صرخت ومسكت مناخيره شدتها بعنف خلته بعد عنها وكمل ضحك عليها وهو واعيها عتمسد دراعها وقربها منه وابتدا يمسدلها هو موطرح العضه وبعدها بص لعنيها وابتدا يهمسلها بحب :
قَرأنا عنِ العشقِ كُتْباً وكُتْباً وعِشقُكِ غيرُ الذي في الكُتُبْ..
لأنَّكِ أجملُ عِشقٍ بِعُمري إذا ما ابتَعدْنا إذا نَقتَرب..
ْ وعيناكِ إنِّي أخافُ العُيونَ شِباكٌ لقلبي بها تُنتَصَب..
ْ سِهامٌ تُطيحُ بقلبي وعَقلي إذا ما أصابَتْ إذا لَم تُصِبْ ..
فإنْ مِتُّ شَوقًا أموتُ شَهيداً وإنْ مِتُّ عِشقاً فأنتِ السَّببْ..
جماره ابتسمت ومسكت يد حكيم اللى عتمسد على دراعها وقربتها على خشمها وباست باطنها بحب وعينها فعينه وهى خابره زين تأثير عنيها عليه وهمستله : وانتا جارى ومعاى تنسى اى حاجه واى حد ومتفكرش غير فينا احنا التنين وبس ..ولا ناسى عهدنا اننا نرمو كل المشاكل والهموم على عتبة الاوضه بره وندخلوها خاليين الفكر والبال ؟
حكيم وهو عيقربها عليه :طيب مانى عميلت اكده وعقدم فروض العشق اهه قصرت فأيه انى يابت عيشه؟ صوح حريم كيف البسس تاكل وتنكر كيف ماعيقول بشندى !!
*************
ايام عدت حكيم فيها عيكلم تمره لكنه مضحكش معاها ولا حط عينه فعينها وديه تاعبها ومخلى نفسيتها زى الزفت وخصوصى انه معاتبهاش لكن تغييره معاها اشد عقاب ولو كان شتمها او عنفها وبعدها اتعامل معاها عادى كان هيوبقى اهون عليها من اكده ..
جماره طلبت من حكيم يكلم ابو خديجه ويطلبها منه لسخاوى ويقوله شهريتها ماشيه ومهتدفعشى فالجوازه قرش اوحمر وابوها ماصدق ووافق طوالى وحكيم خد منيه كلمه وسكت لما يرتب اموره وحتى لا قال لسخاوى ولا جماره واستنى لما يحل الكام مشكله اللى قدامه ويفصل فيهم وبعدها يجوز سخاوى ..
اما زينه فامن بعد موقف تميم مع تمره وشافت حنيته فاكتر لحظات غضبه وشافت خوفه على اخته وحمايته ليها من اى اذى حتى لو كان الاذي من اخوها بكر ..ومن يومها وابتدت تبص لتميم بنظره مختلفه ومن كتر مابقت مركزه معاه حفظت ادق تفاصيله ..حفظت سكوته ..حبت صوته فالقرآن وهو بيرتل ايات من الذكر الحكيم اناء الليل بعد مالكل ينام وصوته يتردد صداه فالسرايا ..حبت قربه لما تجمعهم سفره وحده مع انه ولامره رفع عينه عليها ولا حسسها انه حاسس بوجودها ..حبت هدوئه وطريقة كلامه الرزينه ..حبت قلبه الابيض اللى خلاه رجع يكلم تمره تانى يوم بحب وهو ناسى اللى كان امبارح وناسى زعله منها كأن شيئا لم يكن بعكس بكر اللى فضل مقاطعها يومين معيكلمهاش واصل ..وامها اللى كلامها كان تقيل معاها وعترد عليها من تحت الضرس ..وحتى ابوها اللى تغييره معذب تمره ودايما تشكى لزينه منه ..وحست ان تميم احنهم واطيبهم كلهم مع اخته ...باختصار زينه مشاعرها اتحركت لتميم وقلبها نبض ليه..
وخصوصى لما نفذ وعده وتانى يوم جاب جمره وبشاير للسرايا وكان كل يوم ياخد كل الشباب ويطلعو ويقول لتمره معاكم ساعتين تاخدو راحتكم فيهم وتركبو خيل وبعد آخر دقيقه فالساعتين تنزلو من فوق الخيل حتى لو محدش فينا جه للسرايا ..
لكن اللى طول الوكت مش فاهماه ليه تميم سامح تمره اخته وهى لساه زعلان منيها وحتى عينه مش عيرفعها عليها ولا عمره وجهلها كلمه من يوم ماجات ودايما عيتجنب القعده فالموطرح اللى هى فيه او لو حكم الامر دايما عيتجنب القعده فالجهه المقابله ليها ..
ولما فاض بيها قررت تكلمه وتحط حد لزعله منيها :
فضلت مستنيه فالجنينه طول اليوم ومتربصه لفرصه يكون فيها وحده وفعلا على المغرب لقت الفرصه وهو داخل لحاله بعد مااخواتها وبكر وسخاوى دخلو وهو كان متاخر عنهم هبابه ومسافة مارد بوابة السرايا وراه كانو هما دخلو السرايا ..
زينه وقفت وقطعت طريق تميم وهو استغرب فعلتها وحاول يتخطاها ويعدى لكنها وقفته بكلامها :
تميم فيك تسمعنى ..انتا ليشك زعلان منى وماعم تحاكينى ولا تطلع فيا مع انك سامحت تمره ورجعت تحكى معا متل أبل ..يعنى أي انا غلطت بس قولت سورى واعتذرت ليش لساتك زعلان منى هالأد؟ وبعدين ان جيت للحأ انى شايفه الشغله صغيره وما بيها شى ولا تستاهل كل هالزعل هاد!!
تميم وهو عياخد نفس قوى ويزفره بغضب :ما بيها شى حداكم ، اهناك فالشام ..لكن اهنه فبلدنا فيها وفيها وفيها ..واللى يدوس بلد كنه داس عتبت دار ولازمن يمشى على نظام اهلها يابت الاجاويد .
زينه :اي زين وانا اعتذرت شو بدك بعد؟
تميم :مبديش ولا حاجه يبوى وعدت خلاص ..
زينه :طيب ليش لساتك زعلان منى اذا هيك وماعم تحاكينى ؟
تميم فرك وشه بغلب ورد عليها :يابوى مزعلانش ولا حاجه بس معتاجيش فرصه للحديت معاكى هى داى كل الحكايه ..
زينه :عم تكذوب عليا
تميم :طيب متشكرين يابت الاصول
زينه :طيب أولها وانتا عم تطلع بعيونى وخبرنى مانك زعلان منى ..
تميم رد عليها وهو عيتحرك من قدامها فورا : عقولك ايه دانتى عشيتك شكلها مهتعديش على خير ..قال اتطلع فعيونى قال ..استغفر الله العظيم يارب ...وكمل برطمه بصوت مسموع لزينه بس مش مفهوم :انى من صوتك ارتكبت المعاصى والنفس اشتهت قربك اشحال مابص لعينك ياحظى ..
تميم دخل السرايا وهو مش على بعضه وبص لابوه وجلى حسه وقاله بتوتر:ابوى عايزك فكلمه لحالنا .
حكيم عقد حواجبه وبص لسخاوى وبكر اللى هما التنين عملو حركه انهم ميعرفوش حاجه وتميم اتحدت بنبره غاضبه :يابوى ماانى هعرفك كل حاجه عتبص لدول ليه !!
حكيم قام وراح مع ولده لاوضة امه وتميم قفل الباب وراهم وقال لابوه باندفاع :
ابوى انى عايز اخطب زينه بت اخت عمى اسامه وياريت لو فأسرع وكت ومن الساعه الراهنه لغاية ماتحدت عمى اسامه ويجيبلك الرد بأيوه او بلا انى مقيم فالمندره اقامه كامله عشان انى لحدت اهنه ومعدتش اتحمل اكون معاها فموطرح واحد وانى حاكم على نفسى ماابصلهاش وحابس عيونى عنها بالعافيه
وهمل ابوه وفتح الباب وطلع وحكيم طول ماهو عيسمع تميم وهو رافع حواجبه بفرحه واستغراب ومبتسم وهمس بعد ماتميم طلع : والله ومرمرك العشق ياواد حكيم ورماك بسهامه ... وبص بعيد وهو عيسترجع كل مره عيكون قاعد فيها تميم على نفس السفره او نفس الموطرح مع زينه ولاحظ انه صوح طول الوكت معيرفعش عينه من الارض وقال لحاله بضحكه
بس والله طلعت اقوى من ابوك وقدرت على هوى نفسك وصونت عينك من الزنا اللى وقع فيه ابوك ومقدرش يقاومه ياتميم
طلع تميم من الاوضه للمندره يومها كيف الصاروخ وحكيم طلع وراه من الاوضه مبتسم وفرحان بولده اللى قلبه دق وآن الاوان انه يفرح بيه وقرر انه من عشيه يتحدت مع اسامه ويطلب منيه انه يكلمله جوز اخته ورد ويخطب زينه لكن قلبه نغزه لما جه فباله ان ممكن ابو ورد ميرضاش يجوزها فبلد غير البلد ولناس ميعرفهمش ولا يعرف عنهم حاجه والصراحه لو عيميل اكده محدش يقدر يلومه بس وكتها قلب تميم هيتكسر وكسرة اول حب واعره قوى قلب ولده مهيتحملهاش
وبالفعل حكيم كلم اسامه وغاليه، واسامه رحب جدا لكنه قال ان الامر مانه بيده وانه هيكلم ابو ورد ويردله خبر ..
************
حكيم :ايه يابكر ملدش عليك الحديت ولا ايه مالك عقدت وشك اكده؟
بكر بابتسامه :له يبوى كيف ديه ..انى بس مستغرب انك عتعمل كل الحجات داى وعتساعد كل الناس داى فبلدنا والبلاد اللى جار بلدنا وعمر ماحد عرف باللى عتيعمله ولا انتا جبت سيره فيوم لحد حتى لينا احنا ولا حد يتوقع ان الناس داى عتاخد مساعده من حد اصلا عشان اللى يشوفهم كلهم يقول عليهم مستورين !
حكيم باستغراب :وكيف يعنى اعرف حد بحاجه متتعملش غير فالخفا ؟ هرائى قدام الناس ولا ايه يابكر !
بكر :مقصديش يابوى والله
حكيم :هملنا من قصدك ومقصدكشى دلوكيت وروح على البيوت اللى قلتلك عليها واديهم شهرياتهم تحت جناح الليل ومتخليش مخلوق ينكفك واصل ..تتلتم وتتلفلف عشان حتى لو حد وعيك صدفه ميعرفكش ولا يعرف انتا مين ..تخبط عالبيبان واللى يطلعلك تلافيه مظروفه اللى عليه اسمه وتتحرك من قباله فورا واياك عينك تنظر لعينه وانتا عتلافيه المقسوم ولا تخلى نظرته تتكسر قدام عينك واصل سامعنى .
بكر :يجرالك ياشيخ الشيوخ ..وابتسم وبص لابوه وهو مستعجب وفخور عشان من يوم المهله وهو كل خطوه بيخطيها معاه ومع كل سر من اسرار المشيخه ابوه يكشفها قدامه بكر يحبه اكتر ويعلى الشيخ حكيم فعيونه اكتر واكتر ويزيد الفخر والاصرار حداه انه يخلفه ويكون كيف ابوه الشيخ فكل حاجه ..بكر كان فاكر ان داى اكبر مهمه ممكن ابوه يكلفه بيهة لكنه اتفاجأ لما ابوه اخد نفس وزفره وابتدا يكلفه بمهمه تانيه :
هتسافر كمان كام يوم مع سخاوى للقاهره تطمن على الشغل وتجيب الايراد وتحل مشاكل العمال اهناك وتعاود .
بكر باستغراب :اسافر كيف يابوى ودراستى ؟!
حكيم :اتصرف عاد داى هتكون مسئوليتك من اهنه ورايح ولازمن تتعلم توفق بين الدراسه وامور المشيخه ..الشيخ الزين يقسم وكته ويرتب اموره يابكر ..
بكر وقف وزفر وبعدها قال لابوه :متعجزنيش ياشيخ حكيم .
حكيم :يشهد عليا ربى مابعجزك ولا عحطلك عراقيل ياواد الشيخ ولا عمرى اسلك الطريق داى ولا كان ديه اسلوب الشيخ ..انى كل الحكايه انى عوريك اللى فيها واللى وراها ..المشيخه مش عمه وقعدت رجال وكلمة كفو تتقال ورا كل كلمه منك يابكر ..المشيخه حمل تقيل عالكتاف مايتحمله غير واحد عفى رجليه من حديد وضهره خرسان..
المشيخه يوم مااتعطتلى انى جريت على امى كيف المشتوت احتمى فيها واقولها الحقينى يمه وشوفى ولدك والحمل اللى شاله ..كنت عرجف كيف سعفة نخيل وكنت اكبر منك واشد عود وعقلى يوزن عقلك مرتين ..ولولا ستك قوتنى وسيدك جاهين كان معاى خطوه بخطوه كان زمانى قالع عمة المشيخه من زمان ومديها لحد اهل ليها عنى ..عشان المشيخه امانه والتقصير فيها هيحاسب عليه ربنا قبل عباده يابكر ياولدى ..
بكر بتفكير : وانى بأذن الله هكون كدها وكدود وهوريك يابوى ..
حكيم :وانى كل اللى عايزه انك تكون كدها وكدود يابكر ..بس الكلمه داى لسه بدرى عليها قوى ياولدى ..الكلمه داى هستنى اسمعها منك فآخر المهله وياريت اشوف وكتها فعينك نفس الاصرار ونفس التحدى والقوه ..آنى هخالف العرف عشانك واديتك الفرصه وهقف معاك للآخر ..عشان حاجه وحده بس ..
عشان متفضلش طول عمرك شايلها فقلبك وتقول ابوى حرمنى من حلم كنت عحلمه ونفسى احققه ..
بكر هز دماغه بموافقه وبص لتميم النايم فالمندره وغاطط فالنوم ومعسكر فيها بقاله يومين ليل نهار لسبب غير معروف وهمله وطلع تحت جناح الليل اخد بشاير من السرايا وطلع بيها وكل هبابه يحط يده على جيبه يطمن ان المظاريف اللى عطهاله ابوه قاعده ولاول مره يحس ان المسئوليه والامانه تقيله واتخوف اكده ..
خبط على كل بيت مقصود وعطى كل ظرف لصاحبه وهو ملتم وشه وعينه فالارض وكانت عنيه كل مادا تتملى بالفخر وهو سامع الدعوات للشيخ حكيم اللى اتوكد ان كل الخير اللى هما فيه ديه بسببها ..
اما حكيم فدخل السرايا وكيف عادته وكيف ماكان يعمل فالاسطبل حود على جمره ووكلها السكر من يده وقعد قبالها ومن صهيلها وفرحتها بيه جماره عرفت انه عاود وفتحت الشباك وطلت عالجنينه وشافت حكيم قاعد مع ضرتها والوحيده اللى ليها غلاوه فقلب حكيم تعادل غلاوتها ولبست عبايه وحطت شال على شعرها ونزلت تقطع لحظة الصفا بين حكيم وجمره وتقطع همسه ليها وان مقدرتش تاخده منها عالاقل تشاركهم القعده ..
حكيم وعى جماره جايه من بعيد وشه ضحك واول ماقربت مدلها يده وقعدها على رجله وهمسلها بضحكه وهو ضاممها بأديه التنين وعيتأملها :
ايه اللى نزل الجمار من قلب النخيل فانصاص الليالى وخلاه ياجى على ملى وشه ..ياترى السبب شوق ولا غيره؟
جماره :تفتكر السبب ايه فرأيك شوق ولا غيره ..
حكيم همس :غيره ..وكمل بسرعه بضحكه وهو واعى جماره عتبرق عنيها...او شوق متفرقشى حداى اهم حاجه انك جيتى وايا كان السبب اللى جابك ليا انى عشكره من كل قلبي .
جماره ضيقت عنيها وضربت جبينه بجبينها وهى عتقوله : عتلحق حالك طوالى ومعقدرشى آخد معاك حق ولا باطل ..وبعدين انى عمرى معغير وخصوصى من جمره حبيبتى ..
قالتها وهى بصالها وهو ضحك ورد عليها وهو عيلف وشها بايده عليه : ايوه صوح امصدقك بس متبصيش لجمرتى اكده هتحرقيها بعنيكى الحلوين دول ..
جماره :انى
حكيم :امال انى
جماره اتنهدت :هملنا من الغيره واصحابها دلوك وقولى ..تميم عسكر فالمندره على اكده ومهيعاودشى السرايا تانى ؟
حكيم :هملى تميم فحاله يام تميم وادعى ربك يبرد قلبه من نار العشق ..ولدك كبر وعشق يام العاشق ..
جماره :الواد ماشى على خطاوى ابوه حتى فالعشق ياحبة قلبي .
حكيم اتنهد :بس مخبيش عليكى انى متوغوش اصل ابو زينه طول فالرد وخايف يكون الرد بعد السكوت رفض ..وانى اقولك الحق البت اتمناها لتميم قبل منيه ..البت زينه وهى زينه وخصوصى انها بت ورد الشام ديه لحاله سبب انى امسك فيها باديا وسنانى ..واتنهد وكمل وهو باصص بعيد :
فاكره ورد الشام ياجماره ؟ بس تلاقيكى فاكراها هى داى تتنسى برضك !!
وبدون مقدمات حكيم لقى جماره ماسكه اطراف الشال الملفوف على رقابته وشدته من الناحيتين خنقت حكيم وهو ابتدا يضحك وكل مايضحك هى تشد اكتر وهو وشه يحمر وابتدا يشد الشال من اديها بعنف ولما حرره قلعه وشاله من حوالين رقابته وجماره قامت من على رجله ومشت بغضب وهو بحركه سريعه جرى عليها وصادها بيه منعها من الحركه وشدها عليه وضحك وهو عيضمها وهى عتضروب فيه بأديها الناعمه وقرب عليها وقالها :
ماتوك كنتى عتقولى انك معتغيريش ..وكمل بضحكه وهو عيقرب على ودنها وهمس ..عرفتى انك كدابه ..وان اللى جابتك غيرتك آنى حكيمك اللى حافظك وخابر غيرتك وعحس بنارك .. انى شيخ قلبك يابت قلبي ..
جماره وهى عتلف اديها بتملك حوالين رقبته قربت من ودنه وهمستله :
انى اغار فهل فالعشق تعذرنى
يامن يصوغ لى بالحب اشعارى
يامن عمرت له روحى ليسكنها
حتى يكون ملاكا وسط استارى
اهواك ياملكا فى ساحِ مملكتى
تنهى وتأمر فى جوفى وفى دارى
ملكا وليس لديه شعب ليملكه
الا انا وقد اغلقت عليك اسوارى
فانت وحدك من بالحب يسكننى
وانت اجمل ماضمته اقدراى
وانت اروع خلق الله فى نظرى
وانت عشقى باعلانى وإسرارى
اراك شمسا وافلاكى تدور بها
وطافت بحبك يادنياى اقمارى
والله لا ارى الاكَ منفردا
كالبدر مكتملا اشغلت انظارى ..
حكيم طول ماهو عيسمع كلام جماره وهو ساكن وغمض عيونه وهى عتختم كلامها ببوسه جار ودنه خلته مبقاش عارف يقول ايه ومره وحده جماره لقت نفسها عتترفع من عالارض وحكيم شايلها وهو عيتطلعلها وسألها باستغراب : منين جبتى الكلام الحلو ديه ياجمارتى !!
جماره :سمعت تمره عتقراه من كتاب اشعار بتاع تميم ولما سمعته عجبنى وحسيت انه عيوصف حالى فحبك وخليتها تحفظهونى ..بقالى شهر بحاله عحفظ فيه ..عجبك يانن عينى ؟
حكيم :الا عجبنى ياجماره ..ديه طالع من خشمك كيف شلال عسل ..عيديها عليا ياجمارة القلب واطربى سمعى بطيب الكلام من تانى ..
جماره ضحكت وابتدت تهمسله بالابيات مره تانيه وهو طول ماعيسمع الضحكه شاقه حلقه وجرب احساس جماره لما يكون عيقولها ابيات الشعر، واتوكد ان الكلام الحلو عيشرح القلب والروح فعلا واخدها وطلع بيها على اوضتهم وهناك كان دور حكيم بالبوح بالقلب والعين واللسان والروح وكان الدور على جمارته انها تسمع ....
إلي هنا ينتهي الفصل الثانى والأربعون من رواية جمارة بقلم ريناد
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا