مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة ميمى عوالى و التى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل التاسع من رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى .
رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى - الفصل التاسع
فؤادة بفضول : قضايا ايه اللى كنتم محضرينهاله
جلال وهو يعدد على اصابعه : الاتجار فى العملة فى السوق السودا ، والتهرب الضريبى وغسيل اموال
فؤادة بتوتر : وعمى
جلال : ماله
فؤادة : عمى متهم معاه فى القضايا دى
جلال : على حد علمى .. لغاية دلوقتى …. لا
فؤادة : يعنى ممكن يتهموه هو كمان بعد كده
جلال : كل القضايا دى من البداية كان الهلالى هو بطلها الاوحد ، ثم نظر اليها بفضول وهو يتسائل قائلا : وبعدين افرضى ان عمك كان شريك معاه ، ده يضايقك
فؤادة ببعض الغضب : طبعا يضايقنى .. مش عمى
حسنة : حتى بعد اللى عمله معاكى يافؤادة
فؤادة باندفاع : مهما عمل يا امى ، ده عمى ، اسمه مقرون باسم ابويا العمر كله ، وكمان عشان خاطر نهاد وسلمى ومحمد
عارف باندفاع : محمد مين
فؤادة : ابن عمى ، واخو نهاد وسلمى ، مانا قلتلكم قبل كده ان محمد مسافر برة
ليتذكر عارف حديث فؤادة عن محمد ليهدأ باله بعض الشئ عندما ادرك ان محمد ماهو الا شقيق نهاد
لتقول حسنة : عموما يابنتى ماتسبقيش الاحداث ، سيبيها على الله
فؤادة : ونعم بالله
ثم التفتت فؤادة الى جلال وقالت ببعض التوتر : حضرتك امبارح قلتلى انك اتأكدت ان عمى برئ من حادثة ضرب النار … ممكن اعرف اتأكدت ازاى
جلال بتمعن : يهمك تعرفى
فؤادة بندية : يهمنى اتاكد زى ما انت اتاكدت
جلال بسخرية : ايه … مش واثقة فى كلامى واللا ايه
فؤادة بغضب مكبوت : هو عمى واللا عمك ، انا عاوزة اعرف انت عرفت واتأكدت ازاى انه برئ
لينظر لها جلال بغيظ بينما يتنهد عارف ويقول : نا هقوللك يافؤادة
لتنظر فؤادة لعارف وتقول : لو تعرف قول
عارف : امبارح وقت ماكنتى واخدة المسكن واحنا كلنا كنا قاعدين برة مستنيين نتطمن عليكى ، عمك خرج برة وقال لبناته انه هيعمل تليفون ويرجع لهم ، وانا خرجت وراه ، وسمعته وهو بيزعق مع حد ، اعتقد انه الهلالى ، وكان بيقول وهو متنرفز : مهما كان اللى عملته ماتوصلش ابدا للقتل ، وبعد كده لقيته بيقول وهو هيتجنن : لما لا انا ولا انت اومال يبقى مين اللى ضرب عليها النار
وشوية وقال : لا طبعا ، انا اتهمته فعلا وقلت كده قدام الظابط من غيظى منه ومنها ، لكن عمرى ما اصدق انه يعمل كده فيها
وقبل مايقفل معاه قال له بالحرف الواحد : انا هفضل ورا التحقيقات لحد ما اشوف هترسى على ايه ، لكن وشرفى لو عرفت ان ليك ايد فى اللى حصل ده انا مش هسكت
لتصمت فؤادة وتشرد قليلا لتقول حسنة : روحتى فين يافؤادة
لتنتبه فؤادة الى حسنة فتقول : ولما الهلالى ماعملهاش ، اومال يبقى مين
جلال بسخرية : لا هو انتى صدقتى انه برئ منها بصحيح زى ماقال لعمك
فؤادة : اعتقد انه لو كان عملها فعلا ، ماكانش هيخبى ابدا على عمى ، بالعكس ، ده يمكن كان اقنعه انه عمل كده عشان مصلحته
جلال بذهول : انتى بتخرفى بتقولى ايه
فؤادة بغضب : انا مابخرفش ، انا بحاول اعرف ايه اللى حصل بالظبط
جلال : مافيش مجرم فى الدنيا بيعترف بجريمته
فؤادة بسخرية : اللى ماتعرفوش ان الهلالى دايما بيفتخر بعمايله المشبوهة ، وشايف نفسه فوق القانون
عارف : طب وهو انتى ليكى اعداء اصلا يافؤادة
فؤادة بشرود : ماهو ده اللى محيرنى ، مين اللى من مصلحته انه يخلص منى بالطريقة دى وهنا وانا …….
لتقطع فؤادة حديثها وهى تحاول النهوض من الفراش قائلة : انا لازم امشى من هنا حالا
لتنهض حسنة مسرعة وهى تحاول اعادتها الى الفراش قائلة : لا اله الا الله .. فى ايه يابنتى ، ماتعقلى كده واهدى وفهمينا فى ايه
فؤادة : فى انى لازم اروح الارض بتاعتى فورا ، وباى شكل ، من فضلك يا امى سيبينى
جلال بغيظ : مش لما تفهمينا الاول ايه اللى حصل
فؤادة بشبه جنون : ما هو انا عشان مش عارفة ايه اللى حصل فلازم امشى من هنا واروح على الارض بتاعتى فورا
جلال بغضب : هو انتى فاكراها سايبة ، انتى اصلا ماينفعش تتحركى من هنا غير بعلم النيابة
فؤادة بصراخ عالى : هو انا كنت متهمة عشان اخد تصريح قبل ما اتحرك ، قلت عاوزة امشى من هنا ، يبقى همشى من هنا
جلال وهو يحاول تمالك اعصابه : ماهو لو فهمتينا ايه الحكاية ، ممكن انا بنفسى اوصللك للارض بتاعتك
لتنظر له فؤادة وهى تحاول تبر اغواره قائلة : بتتكلم جد واللا بتشتغلنى
جلال بصدمة : اشتغلك .. يابنتى اكبرى شوية وحسى بالكارثة اللى انتى فيها ، ده انتى مضروبة بالنار
فؤادة بتمرد : انا كبيرة على فكرة ، هو انت شايفنى عيلة صغيرة
جلال بنفاذ صبر : طب ياست الكبيرة ، ممكن تقوليلنا على اللى فى دماغك ، وتفهمينا فى ايه بالظبط
فؤادة : فى .. ان فى شخص معين عاوز يحط ايده على ارضى من يوم بابا الله يرحمه ما اتوفى ، وكل ساعة والتانية بيعمللى مشاكل ، وممكن اوى يكون هو اللى عمل كده ، استغل المشاكل اللى بينى وبين عمى والهلالى ويضرب وهو بعيد وعمر ماحد ابدا هيشك فيه
جلال باستغراب : طب وماقلتيش ليه الكلام ده لوكيل النيابة
فؤادة باستهزاء : لانه ماجاش على بالى طبعا
جلال بسخرية : وعلى افتراض ان اللى بتقوليه ده مظبوط ، انتى بقى ناوية تروحيله الارض تقوليله .. انا اهوه .. مش كده
فؤادة بغيظ : لا اسيبه ينتهز الفرصة ويستولى على الارض اللى ابويا ضيع عمره فيها
عارف : ما انتى ماينفعش تروحيله لوحدك يا فؤادة
فؤادة بعند : هروحله ومش هسيب ارضى ابدا ، ده انا مسيبتهاش لعمى ، اقوم اسيبها لواحد حرامى
عارف : طب عمك موقفه ايه من الراجل ده
فؤادة : قدم فيه بلاغ من شهرين بسبب المشاكل اللى كان بيعملهالنا ، بس لو قدر يحط ايده على الارض ، هيبقى خلاص كل شئ راح
جلال : كان بيعمل مشاكل زى ايه يعنى
فؤادة : اهو اى حركات هبل ، مرة حاول يحرق لنا المخزن ، ومرة حاول يهدللنا السور
عارف : يعنى كلها محاولات ومانجحتش
فؤادة بتأكيد : ايوة ، ماهو ده اللى هيجننه
جلال بزهق : ايوة برضة هتروحى تعملى ايه
فؤادة بتحدى : هقف فى ارضى ، لازم يعرف انى موجودة فيها عشان مايطمعش بزيادة ، ولو عاوز بقى يضربنى بالنار مرة تانية ، يبقى يضربنى وانا واقفة على ارضى
عارف : طب انتى مش عاملة عليها حراسة
فؤادة : دى عليها حراسة شديدة جدا وهو ده اللى مجننه بزيادة ، ده غير البوابات الالكترونية والكاميرات والاسوار اللى بابا عاملها
عارف بمرح : ليه كل ده ، دى مستعمرة مش مزرعة
فؤادة بحنين : الارض دى لما بابا اخدها كانت الصحرا حواليها من كل مكان ، مش زى دلوقتى بقت بين المزارع ، وعشان كده كان بابا لازم يأمنها
جلال : طب ماتكلمى الامن اللى هناك وشوفى الدنيا فيها ايه
فؤادة بغيظ : مانا تليفونى مش معايا ، وعشان كده عاوزة امشى
عارف : تليفونك فين وانا اجيبهولك
فؤادة وهى تحاول التذكر : مش فاكرة ، ومش فاكرة كان معايا ساعة الحادثة واللا لا
جلال وهو يخرج هاتفه من جيب بنطاله : طب خدى كلميهم من عندى
فؤادة بضيق : مانا مش حافظة الارقام بتاعتهم ، مسيفاها على تليفونى جلال : طب قوليلى رقم تليفونك لما ارن عليه كده ، لو فى البيت ممكن حد يرد عليا
لتملى فؤاده عليه رقم هاتفها ليأتيه رنين الهاتف متواصلا دون اجابة ، فقال : يمكن تكونى سايباه فى اوضتك
لينهض عارف ويحمل سلوى التى نامت باحضان جدتها ويقول : انا هروح سلوى وهخليهم هناك يدوروا عليه
فؤادة بلهفة وهى تنظر لجلال : وعاوزة كل الاوراق بتاعتى كمان من فضلك
جلال : هتعملى بيها ايه هنا
فؤادة : عشان لما اروح المزرعة تبقى معايا كل الاوراق اللى تثبت حقى
جلال وهو يذهب مع عارف : طب انا هروح مع عارف عشان اجيبهالك
لتنادى فؤادة على جلال مرة اخرى بنوع من التردد ، ليلتفت اليها متسائلا فتنظر الى حسنة بحرج قائلة : بعد اذنك يا امى ، ممكن تسمحيلى اخد من عندك طرحة ، احسن الطرحة بتاعتى فيها دم وريحتها مضايقانى
حسنة بابتسامة : خلى اى حد فى البيت يجيبلك طرحتين او تلاتة من دولابى ياجلال
فؤادة : لا لا ، هى واحدة كفاية ، على بس ما اغسل طرحتى
جلال : خلاص ماشى ، هجيبلك معايا وانا راجع
…………….
فى السيارة .. كان عارف يقوم بالقيادة بينما يجلس جلال بجواره محتضنا سلوى النائمة على قدميه ليقول عارف : اما فؤادة دى طلعت نمرة بصحيح
جلال بتركيز : اشمعنى
عارف : ميكس غريب كده عمرى ماشفته قبل كده فى اى بنت
جلال : ازاى يعنى
عارف : طول ماهى بتتكلم تبقى عمالة تلعب بايديها فى هدومها بتوتر كده تحسسك انها خايفة او قلقانة من حاجة معينة ، لكن فى نفس الوقت ، تلاقيها بتناطحك كلمة بكلمة ولا اكن فارق معاها حاجة ، وبرضة بصراحة عجبتنى
جلال بفضول : عجبتك ازاى يعنى
عارف ضاحكا : مش اللى فى بالك يا عم ، مانا قلتلكم على اللى عجبتنى بجد ، لكن فؤادة عجبنى تمسكها بحقها ، شفتها لما اتكلمت عن ابوها لما اخد الارض كانت بتتكلم ازاى ، اكنها بتقول انها مش هتضيع حلم ابوها وتعبه
جلال : عندك حق ، ويرضة عندك حق لما قلت انها غريبة
عارف : لا .. مش غريبة ، هى جديدة ، بس انت ناوى معاها على ايه
جلال : ناوى على ايه فى ايه بالظبط
عارف : يعنى هتسيبها فعلا تروح المزرعة بتاعتها زى ماقالت واللا هتمنعها واللا ايه
جلال بتنهيدة : مش عارف ، الموضوع برضة مش سهل انك تاخد فيه قرار كده بسرعة
عارف : اومال رايح تجيبلها الورق على اساس ايه
جلال : على اساس انها شايلاه معايا امانة وطلبته ، يبقى لازم اديهولها
عارف : انت بصيت فيه
جلال : الحقيقة لا ، ماكانش فى وقت ، وانشغلت بموضوع الهلالى ، وكنت فاكر ان الحكاية كده توتة توتة وخلصت الحدوتة ، ماكنتش اعرف ان هيطلعلها ديل بالشكل ده
عارف : طب ما انت طالما موضوع الهلالى خلص ، تقدر تطلفها وانت تشوف حالك وهى تشوف حالها
ليصمت جلال دون رد وعندما نظر له عارف فى انتظار اجابته وجده شاردا ، فلم يقطع عليه شروده حتى وصلا الى المنزل مرة اخرى
عند هبوطهم من السيارة صحت سلوى من غفوتها ، وقامت بفرك عينيها وهى تقول بضيق : ليه رجعتونى ، كنت عاوزة اقعد مع تيتا وطنط فؤادة
عارف بضحك : تقعدى ايه بقى ، ده انتى اكنك شربتى بنج وانتى فى حضن تيتا ونمتى فى ساعتها
ليأتيهم صوت ندا قائلة : طبعا ممكن تكون ريحة المستشفى اثرت عليها ، ماكانش المفروض توافقوها على حاجة زى دى
لينظر جلال الى ندا بوجه خالى من التعابير ، ثم نادى على أم ابراهيم وقال لها : انا راجع على المستشفى كمان نص ساعة ، حضريلى اكل احده معايا لامى وفؤادة واعملى حساب سندوتشات عشان سلوى هترجع معايا على هناك
سلوى بفرحة شديدة وهى تصفق بيديها : هييييه
جلال وهو يداعب وجنة سلوى : بس عاوزك تطلعى اوضة تيتا تجيبى من عندها طرحتين ، تعرفى
سلوى : ااه ، اعرف
ندا فى محاولة منها لاعادة العلاقات الطبيعية مع جلال : هى مراة عمى هتفضل هناك كتير ياجلال ، يعنى هتحتاج احضرلها شنطة او حاجة
جلال وهو يصعد لغرفته : لا ياندا شكرا ، انا عاوز الطرح دى عشان فؤادة مش عشان ماما
……………
عند عودة جلال وعارف ، طرقوا الباب ليسمعوا صوت حسنة تسمح لهم بالدخول ، لتدخل سلوى ضاحكة وهى تقول : انا جيت تانى
فؤادة بضحك : بس اوعى تكونى جاية تنامى تانى
سلوى : لا انا خلاص صحيت وجبتلك معايا حاجة حلوة
فؤادة بابتسامة : ياترى ايه
لتمد سلوى يدها الى حقيبة بيد عارف واخرجت منها وردة جميلة وقدمتها لفؤادة قائلة : جبتلك وردة سليمة
ليضحك الجميع بشدة بينما جذبت فؤادة سلوى وقبلت كف يدها وقالت : يسلمولى ايديكى الحلوين اللى زى السكر دول
ليمد جلال يده بغلاف بلاستيكى لفؤادة وقال : الاوراق بتاعتك اهيه ، حطتهالك فى ظرف عشان مايضيعش منك حاجة
فؤادة : شكرا ، تعبت حضرتك
ليمد جلال يده مرة اخرى بحقيبة بلاستيكية وقال : الشنطة دى فيها هدوم عشانك اشترينهالك واحنا جايين ، لان هدومك اللى جيتى بيها طبعا مش هتنفع تلبسيها تانى ، وجبنالك طرحتين من عند امى
فؤادة بخجل وهى تتلاعب باطراف اصابعها متشبثة بملابسها : انا الحقيقة مش عارفة اشكركم على ايه واللا ايه ، تعبتوا نفسكم ، كترخيركم
ليضع عارف الحقيبة التى بيده على المنضدة قائلا : ام ابراهيم بعتالكم الاكل ده يا امى
سلوى : وعاملالى سندوتشات نوتيللا عشان اكلها هنا
فؤادة : دكتور حسين عدى علينا بعد ما مشيتوا وقاللى ان قرار خروجى من هنا الدكتور اللى هيحدده مش وكيل النيابة
جلال : بس ده مش معناه انك تروحى فى مكان من غير ماتبلغيه ، لان المفروض عنوان تواجدك اللى مثبوت فى المحضر هو عنوان البيت عندنا
فؤادة : خلاص .. انا ابلغه انى راجعة المزرعة بتاعة بابا
جلال : وانتى مش شايفة ان مرواحك هناك لوحدك خطر عليكى
فؤادة ببعض الحزن : طب مانا هفضل طول عمرى لوحدى ، معنى كده انى اضيع ارض بابا وتعبه السنين دى كلها ، ده بموتى لو انا عملت كده
حسنة وهى تربت على كف فؤادة : بعد الشر عليكى يابنتى ماتقوليش كده ، ثم انتى مش لوحدك ابدا ، اعتبرينا اهلك
فؤادة بامتنان : حضرتك بالذات ليكى معزة كبيرة اوى جوة قلبى ، يمكن مااكونش قلتلك الكلام ده قبل كده ، بس حضرتك اسمك زى اسم ماما الله يرحمها
حسنة : مامتك كان اسمها حسنة
فؤادة بابتسامة حزينة : حسنية
حسنة بابتسامة : الله يرحمها ويحسن اليها ، بس انتى ماتوعيش عليها ، مش قلتيلى انها ماتت وهى بتولدك
سلوى : زى ماما هدى
فؤادة تنظر لسلوى بابتسامة وتقول : بابا الله يرحمه كان بيحبها اوى ، ومسمى كذا حاجة فى المزرعة على اسمها ،
حسنة : الله يرحم جميع موتانا
لتبتسم فؤادة وتقول بمرح مفاجئ : بس تعرفوا ، انتو لو دقتم العنب بتاعنا هتتجننوا من حلاوته ، واللا الخوخ والبرقوق والمشمش ، كل محاصيل الفاكهة بتاعتنا معظمها تصدير ، يعنى درجة اولى ، انا لازم ابعتلكم من كل المحاصيل بتاعتنا هتعجبكم اوى
سلوى : الله ، انا عاوزة اجى عندك
لتقول فؤادة بابتسامة مرحة : اوعدك بعد موافقة بابا وتيتا طبعا ، لو فضلت عايشة اخدك تقعدى معايا هناك كام يوم .. هتنبسطى اوى
حسنة بتنهيدة : ربنا يحفظك يابنتى ويبعد عنك كل شر
كان جلال وعارف يراقبان ردود افعال فؤادة وهما لا يدريان على ما ستذهب بهم الاحداث
ليمد عارف يده بجيب بنطاله ويخرج هاتف فؤادة ، ثم يمد يده به اليها قائلا : تليفونك كان فى اوضتك على فكرة
لتلتقطه منه فؤادة بلهفة قائلة : مش تقول من بدرى انك لقيته
ثم قامت بالاتصال من فورها على احد الاشخاص ثم قالت بلهفة : عمو نبيل ، ازى حضرتك …… انا بخير الحمدلله ……… والدنيا عاملة ايه عندكم ، فى مشاكل واللا حاجة ………… طب والراجل اياه ده اخباره ايه معاكم ……. طب ياعمو ، ان شاء الله هبقى عندكم قريب خلال يومين تلاتة بالكتير …….. معايا ربنا قبل الكل …….. انا عارفة ياعمو ، سلملى عليهم كلهم وخدوا بالكم من نفسكم …….. مع السلامة
وبعد ان اغلقت الهاتف قالت بامتعاض : حاول يقطع الكهربا عن المزرعة امبارح ، بس الحمدلله وقفوه عند حده كالعادة ، ثم نظرت لجلال باستغاثة وقالت : ارجوك … انا لازم امشى ، لازم ابقى موجودة معاهم هناك
فيقول جلال : انا هروح اسال الدكتور سيف انتى ممكن تخرجى امتى من غير مايبقى فى عليكى اى خطورة ، وبعدين نبقى نشوف ممكن ايه اللى يتعمل
فتومئ فؤادة رأسها بحزن فتقول لها سلوى : انتى زعلانة ليه ياطنط
فترفع فؤادة رأسها وتبتسم لسلوى وتقول : انا شكلى جعانة
لتنهض حسنة وتأتى بالطعام الذى ارسلته ام ابراهيم وتخرج منه بعض الشطائر وتقدمها لفؤادة التى تبتسم لها بود شديد وتقول : المفروض حضرتك اللى تاكلى ، انتى تقريبا ما اكلتيش من امبارح
عارف : ليه يا ماما مااكلتيش
حسنة : مين قال انى ما اكلتش ، انا اكلت ، وحسين كان جايب معاه الصبح فطاير حلوة اوى اكلت منها الحمدلله
سلوى : هو عمو حسين بيشتغل هنا
فؤادة بمرح : ماشفتيهوش بقى يا سلوى بالبالطو الابيض والسماعة ، حاجة تانية
سلوى بمرح : عاوزة اتفرج عليه
عارف بمشاغبة لسلوى : هى سينما عشان تتفرجى
سلوى بطفولة وهى تسحب عارف من يده تجاه الباب : عشان خاطرى .. عشان خاطرى .. ودينى اشوفه
لتضحك فؤادة بشدة ليقول عارف : عاجبك انتى اللى عملتيه ده
فؤادة بمرح : الله ، وانا مالى ماتوديها تشوفه
كان ذلك عند دلوف جلال الى الغرفة مرة اخرى فسأل عارف : ايه الحكاية
فيقص عليه عارف ماحدث وهو يضحك ، فيقول جلال : عموما دكتور سيف جاى دلوقتى يشوفك ويقوللنا الدنيا فيها ايه ، وعمو حسين هييجى معاه ياسلوى
لتجرى سلوى وتختبئ خلف المائدة وهى تقول : ماحدش يقول لعمو انى هنا عشان اخضه
ليضحك الجميع عليها وماهى الا دقيقة واحدة ، ليسمعوا طرقا على الباب ويدلف بعدها سيف وحسين ملقيان السلام
سيف : مستعجلة على الخروج ليه ، احنا مش اتفقنا انك لسه محتاجة يومين تلاتة
فؤادة : انا حقيقى محتاجة جدا انى امشى من هنا
وما ان اقترب سيف لمعاينتها حتى قفزت سلوى امامه وهى تقول : انا جيت
ليضحك الجميع على سلوى وهى تنظر لسيف باستغراب وتقول : ايه ده ، ده مش عمو
ليمد حسين يده من خلف سيف ويجذبها اليه مدعيا الجد قائلا : هو احنا مش قلنا ممنوع زيارة القرود
سلوى شاهقة : هو انا قردة
حسين : ااه قردة
سلوى : انا ماعملتش حاجة
حسين : اومال اللى عملتيه ده يبقى ايه
سلوى وهى ترفع يدها لتجذب سماعة الكشف من على صدر حسين : انا كنت عاوزة اتفرج عليك وانت عامل دكتور
حسين بصدمة : عامل دكتور ، اومال انا ابقى ايه يالمضة
سلوى بضحكة طفولية جميلة : انت عمو
كان جلال وعارف قد غادرا الغرفة وانتهى سيف من معاينة فؤادة ، ثم نظر لفؤادة وقال : نتكلم كلام ناس مسئولة واللا …..
فؤادة بتحفز : تقصد ايه حضرتك
سيف وهو يتجه الى الباب : هقوللك حالا
ثم فتح الباب واستدعى جلال ، وبعد ان دخل جلال وعارف مرة اخرى قال سيف : انا قلت قبل كده ان الحمدلله مافيش اى اجهزة اتضررت بسبب الرصاصة ، بس قلت ان الرصاصة عملت تمزق فى بعض الانسجة ، والانسجة دى محتاجة تلم وتلتئم
طبعا محتاجين غذا كويس جدا ، محتاجين كتفنا مستريح جدا لعاية الجرح مايلم تماما ونبطل نغير عليه لكن طبعا هنحتاج علاج طبيعى لفترة قصيرة لحد ما نعود الدراع والكتف على الحركة الطبيعية من اول وجديد
الكلام ده كله مش هياخد ابدا اقل من حوالى شهر ونص
لتقول فؤادة باعتراض شديد : لا طبعا ، شهر ونص ايه ، ده تكون كل حاجة راحت ، ده لا يمكن ابدا ، بقى انا بقوللك محتاجة امشى ضرورى .. تقوللى شهر ونص
سيف باندهاش : هو انا قلت انك محتاجة تقعدى الشهر ونص دول فى المستشفى
فؤادة بفضول : اومال إيه
سيف : انتى ممكن تخرجى لكن مع الالتزام التام بالخطوات والمواعيد اللى هتتحددلك
لتقفز فؤادة من على الفراش هى تقول بلهفة : انا موافقة بس سيبنى اخرج
سيف بانزعاج : اهى الطريقة اللى انتى قومتى بيها من على السرير دى لوحدها كفيلة انها تخلينى ما اوافقش على خروجك
فؤادة بامتعاض : ليه بس
سيف بتحذير : لانك قومتى بتهور وكان ممكن اوى تتخبطى فى كتفك والجرح ينفتح من تانى
فؤادة بوداعة : اوعدك انتى هلتزم بكل اللى قلت عليه وهنفذه بالحرف الواحد
سيف : والغذا ثم الغذا ثم الغذا ، لازم تتغذى كويس جدا ، لان ده هيساعد على انك تخفى بسرعة
فؤادة وهى تومئ برأسها : حاضر ، اوعدك
سيف بتنهيدة : خلاص ، ممكن اسمحلك تخرجى بكرة بعد الضهر
فؤادة بشبه صراخ : ليه ، ليه بكرة ، انا عاوزة امشى النهاردة
سيف : لانى لازم اتطمن ان الجرح ابتدى فعلا يلم ومش متلوث ، عشان لا قدر الله لو الجرح اتلوث هتبقى مشكلة كبيرة
فؤادة وهى تحرك رأسها بقلة حيلة : يعنى مافيش فايدة
جلال : خلاص يافؤادة ، من هنا لبكرة مش قضية وعلى الاقل نكون شفنا هنعمل ايه بالظبط
حسين باستفسار : هى متسربعة على المرواح ليه
جلال : هبقى احكيلك بعدين
ليستأذنهم سيف فى الانصراف ويلحق به حسين ، ليستمع جلال الى صوت هاتفه ، وعندما نظر الى اسم المتصل اجاب بلهفة قائلا : السلام عليكم ، طمننى يامتر ……….. يعنى كده نقدر نقول مبروك ……. الله يبشرك بكل خير …….تمام ، نتقابل بالليل ان شاء الله ، مع الف سلامة
وبعد ان اغلق الهاتف فوجئ الجميع بجلال يسجد على الارض شكرا لله وما ان استقام حتى جذب سلوى الى احضانه بشدة وقبلها ونظر للباقين قائلا : اتحبس اربع ايام على ذمة التحقيقات ، وطلع امر تفتيش لشركته وبيته وكل المخازن بتاعته
عارف : طب ماهو ممكن يكونوا اخدوا حذرهم لما اتقبض عليه
جلال بابتسامة : احنا ماكناش بنلعب الفترة اللى فاتت دى كلها ياعارف
ثم نظر الى فؤادة وقال : انا هاجى معاكى المزرعة بتاعتك ومش هسيبك غير لما اتطمن ان انتى وارضك فى امان
تابع من هنا: جميع فصول رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى
تابع أيضا: جميع فصول رواية الفريسة والصياد بقلم منال سالم
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية انتقام اثم بقلم زينب مصطفى
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات مصرية كاملة
اقرأ أيضا: رواية شرسة ولكن بقلم لولو طارق
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا