مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة ميمى عوالى و التى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الخامس عشر من رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى .
رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى - الفصل الخامس عشر
فى صبيحة اليوم التالى ، كانت الساعة قد تخطت التاسعة ببضع دقائق ، وكانت فؤادة تقف على باب المنزل وهى تراقب لهو الصغار ومرحهم بابتسامة واسعة ، وهم يتناولون افطارهم بين اللهو والضحك
فقد اصرت فؤادة عليهم ان يتناولوا افطارهم حتى تتركهم للهو ، ولكنها رضخت لالحاحهم بانهم سيتناولون طعامهم وهم يلعبون بالحديقة
وكانت حسنة تجلس معهم وهى تراقبهم بابتسامة عذبة ، ثم نظرت لفؤادة قائلة : عمرى ماشفتهم قبل كده وهم مبسوطين وبيلعبوا بالشكل ده ، الله اكبر عليهم من عينيا
فؤادة وهى تبادلها الابتسام : ومن عينيا انا كمان
وفى تلك اللحظة سمعت فؤادة صوت زمير عالى علمت على الفور انه لسيارة ابناء عمها وما كادت تعتدل فى وقفتها حتى لمحت سيارتهم وهى تمر من البوابة المصفحة قبل اغلاقها مرة اخرى لتسرع فؤادة وهى تعدو اتجاه السيارة حتى هبط منها شاب وسيم عريض الصدر وهو يسرع الى فؤادة ليلتقطها فى احضانه ويرفعها من على الارض وهو يقول بمرح : قطيعة تقطع الغربة وسنينها ، وحشتينى يا زقردة
لتضحك فؤادة عاليا وهى بين احضانه متشبثة به بذراع واحدة قائلة : انت وحشتنى اكتر يا قلب الزقردة من جوة
لينزلها ارضا وهو يتجول بعينيه فى وجهها بمرح ثم يقول بعتاب ذو مغذى : ماخلاص بقى ، القلب انشغل بغيرى واللى كان كان
لتفهم عليه فؤادة فتقول ضاحكة وهى تغمز بعينيها : بس سيبك انت ، انت برضة الحبيب الاول
كانت الفتيات قد هبطن من السيارة لتقول نهاد : بت انتى هو من لقى احبابه نسى اصحابه واللا ايه ، واللا نرجع احنا وكفاية عليكى سى محمد
فؤادة بمرح : و دى تيجى برضة يا نونو ، تعالى فى حضنى ، وقامت باحتضان نهاد بمرح ، ثم التفتت لاحتضان سلمى هى الاخرى ولكنها تفاجئت بشابة جميلة تخلب الالباب تقف خلف سلمى ، فتحتضن سلمى وهى تهمس بأذنها بصوت مسموع قائلة : ايه الصاروخ الارض جو اللى انتم جايبينه معاكم ده
لتجد محمد قد ذهب الى تلك الفتاة وسحبها تحت جناحه قائلا : دى يا ستى تبقى عايشة …. مراتى
فؤادة بشهقة عالية : انت اتجوزت
ليشير محمد الى بطن عايشة المنتفخة بشكل لطيف وقال بمرح : اتجوزت وهبقى اب بعد شهرين ان شاء الله
ثم نظر الى عايشة وقبل رأسها وقال وهو يشير الى فؤادة : و دى بقى يا ستى زقردة اللى شفطت اللبن بتاع امى وشاركتنا فيه
عايشة بابتسامة جميلة : مرحبا فؤادة ، كيفك
فؤادة بابتسامة : بالحضن يا مراة اخويا
محمد بمرح : بس بالراحة على بعض عشان الاصابات
فؤادة : انتى جميلة اوى يا عائشة ماشاء الله
لتضحك عايشة وتقول : اسمى عايشة مو عائشة
فؤادة بضحك : ياختى دايما عايشة وبخير ، تعالو ياللا ندخل
وعندما استدارت تذكرت ان حسنة خلفها فاستدركت قائلة : تعالو اعرفكم الاول ، واشارت الى حسنة قائلة لمحمد وعايشة : اقدملكم حسنة هانم ، والدة الاستاذ جلال جوزى ، سلمى ونهاد اتعرفوا عليهم قبل كده
ليتبادل الجميع السلام ، ثم تجد الصغار قد التفوا حولها فتقول ضاحكة : شفتى ياعايشة ، انا اجدع منك انا لسه هحمل واولد ووجع قلب ، انا جبت عيال جاهزة على طول ، ثم تشير الى سلوى قائلة : العسلياية دى سلوى ، تبقى بنت الاستاذ جلال ، والقمر ده ادهم و دى ليلى اخته ، باباهم يبقى دكتور حسين وولاد عم سلوى
بعد دلوف الجميع الى داخل المنزل قال محمد : اومال جوزك فين
فؤادة : خمس دقايق ويبقى هنا ، اصل عربية اخواته عطلت فى السكة فراح يجيبهم بعربيته
نهاد : ااه ، مانا شفتهم واقفين على الطريق
محمد باستغراب : طب ماقلتيش ليه يابنتى انك تعرفيهم ، كنت وقفت وشفت محتاجين ايه
نهاد : مانا قلت اكيد فى حد هيلحقهم عشان قريبين من المزرعة
لتنفخ سلمى بملل وهى تضرب نهاد على رأسها من الخلف قائلة : الله يكون فى عونه ياشيخة
ما هى الا دقائق حتى سمعوا صوت زمير سيارة جلال وهو يدلف الى المزرعة وعندما وصلوا الى مدخل المنزل جرى الصغار نحوهم وهم يرحبون بحسين بشدة وتعلقت سلوى بخصر عارف قائلة : انا مستنياك من امبارح عشان تشيلنى ونلعب سوا ، اما ليلى فعندما رأت حسين تشبثت به ورفضت تماما ان تتركه لحظة واحدة ، فاضطر ان يحيى الجميع وهو حاملا اياها فى احضانه
فؤادة وهى ترحب بحسين : نورت المزرعة يادكتور حسين ، انا بجد مبسوطة جدا انك اخيرا اقتنعت تيجى تقعد معانا شوية
حسين بابتسامة : اعمل ايه بقى ، عارف لما عرف انى اجازة النهاردة صمم انى اجى معاه ، وبينى وبينك ، البيت وحش اوى من غيركم ومن غير امى
حسنة : حقك عليا يابنى ، خلاص ماتزعلش انا هرجع معاك
سلوى باعتراض : لا يا تيتا احنا عاوزين نفضل هنا مع طنط فؤادة
جلال وهو يرحب بالجميع ويقوم بدور رجل المنزل : حمدلله على السلامة يا استاذ محمد
محمد بابتسامة : الله يسلمك ومبروك على الجواز ولو انها جت متأخرة حبتين
ليقول جلال بابتسامة وهو ينظر الى فؤادة : الله يبارك فيك ومبروك عليك انت كمان
كان عارف يضاحك سلوى وادهم ولكن انتباهه بالكامل كان مع نهاد التى لم تنظر إليه بالمرة ، بينما سلمى كانت تتابع نظراته لشقيقتها بعبث وهى تبتسم بخبث اثناء مراقبتها لهما
لتأتى ام ابراهيم قائلة : الفطار جاهز يا فؤادة يابنتى
لتنهض فؤادة وهى تقول : تسلم ايديكى يا خالتى ، ياللا باجماعة اتفضلوا الفطار ، جوعتونا على ماجيتوا
ليذهب الجميع الى مائدة الطعام ليجدوها تمتلئ بما لذ وطاب وكانت فؤادة قد طلبت من سيدات المزرعة اعداد الفطير المشلتت لانها تعلم عشق محمد له
نهاد وهى تجلس مسرعة وتختطف قطعة من الفطير : الله الله الله ، ايه الجمال ده كله ، طبعا الحاجات دى للعزيز الغالى مش كده ، بس طبعا احنا هينوبنا من الحب جانب
ليضحك محمد وهو يساعد عايشة على الجلوس وهو يقول : طول عمرك مابتستريش قدام الاكل
نهاد بلا مبالاة : يابنى المثل بيقول ايه
فؤادة : ايه يافيلسوفة
نهاد : كل وبحلق عينيك .. اكلة واتحسبت عليك
فؤادة ضاحكة ، طب كلى وبحلقى بعينك كويس
نهاد ضاحكة : انا هبحلق ببقى
لتميل سلمى على فؤادة قائلة بحنق : الجزمة هتطير الراجل من ايدها بهبلها ده
فؤادة بفضول : راجل مين
سلمى وهى تنظر لعارف : الهيمان السرحان .. عارف اخو جوزك
فؤادة باستغراب : وعرفتى منين ان عينه منها
سلمى ضاحكة وهى تهمس باذن فؤادة : كل لبيب بالاشارة يفهم يا اختى
لتضحك فؤادة بشدة تلفت اليها انظار الجميع فيقول محمد : ماتضحكونا معاكم ياجماعة ، فتنظر فؤادة بتلقائية الى عارف وتضحك مرة اخرى وهى تحاول السيطرة على ضحكها بيدها وما ان تمالكت انفاسها قالت لمحمد : انا عاوزة اعمل تحليل دى ان ايه عشان اتأكد ان العيال دول اخواتك
محمد ضاحكا : تصدقى الفكرة دى جاتلى قبل كده بس خفت اعملها
نهاد بامتعاض : وليه بقى ياخفيف
محمد بابتسامة : شكلنا هنطلع كلنا مش من السلالة
رغم ابتسامة محمد الواسعة الا ان الجميع قد احسها تقطر بالمرارة الشديدة
كان حسين يجلس لتناول الطعام وليلى باحضانه ، وعرضت حسنة ان تأخذها منه ولكن ليلى رفضت وتشبثت بابيها اكثر واكثر وكأنها تعوض بعده وبعد والدتها عنها فى آن واحد ، فاتجهت فؤادة الى ليلى فى محاولة منها ان تأخذها من حسين حتى يستطيع تناول الطعام فقالت : تعالى يا لولو كلى معايا توت ، فالتفتت ليلى الى فؤادة ومدت يديها اليها كى تحملها ، فقال حسين : بقى تبيعينى بشوية توت
حسنة : يابنتى تقيلة على ايدك
فؤادة بابتسامة : على مابس دكتور حسين يعرف ياكل
كانت فؤادة كلما التفتت تجد جلال ينظر اليها بحنق لا تدرى سببه ، ولكنها قررت ان تتجاهل نظراته حتى تأتيها الفرصة لمعرفة سببها
بعد الانتهاء من تناول طعام الافطار ، اتجهوا جميعا الى الحديقة لتناول المشروبات فقالت نهاد : دراعك عامل ايه دلوقتى يافؤادة
فؤادة بابتسامة : الحمدلله ، احسن
محمد باهتمام : لينا قاعدة طويلة مع بعض يا فؤادة
فؤادة : اكيد ياحبيبى طبعا ، بس لو عايشة محتاجة ترتاح شوية ممكن تدخل تستريح
عايشة وهى تنظر لمحمد : ياريت يامحمد انا فعلا محتاجة افرد ضهرى شوي
لتنهض فؤادة وتتجه بصحبة محمد وعايشة الى الداخل مستأذنة من الباقين
لتتجه الى غرفة بالدور الارضى وتدلف اليهم قائلة : تقعدوا هنا احسن عشان عايشة ماتطلعش وتنزل السلم وتتعب
عايشة بمرح : والله كلك مفهومية تسلمى ياعمرى
فؤادة : تسلمى ياحبيبتى ، انا هخلى حد يجيبلكم الشنطة بتاعتكم
محمد : لا مافيش داعى .. انا هجيبها
ليذهب محمد الى سيارته مرة اخرى ويخرج الحقائب ويدخلها الى المنزل ثم يأخذ حقيبته ويعود الى عايشة ، ولكنه فى اثناء ماكان يجلب الحقائب كان يدور بعينيه بين المتواجدين ولاحظ ان الاخوة الثلاثة كل منهم يصوب عينيه الى جهة واحدة لا يحيد عنها ، فجلال يركز مع تحركات فؤادة وعارف مع تحركات نهاد ، والتى كانت سلمى قد نبهته الى ذلك دون علم نهاد ، اما ما ادهشه حقا فكانت نظرات حسين الى سلمى التى كانت غافلة تماما عنها كغفلة نهاد تماما ولكنه قد انتابه الضيق من نظرات حسين فهو قد رأى اطفاله ، ولكنه تذكر ان جلال ايضا له طفلة ولكنه علم من شقيقتيه ان امها توفت منذ سنوات ، فأخذ يتسائل هل توفت والدة الصغيرين ايضا ، يا الهى ما بال تلك العائلة التى يموت اناثها بهذا الشكل
وعندما اوصل محمد الحقيبة لزوجته ووضعها على الفراش وفتحها وقال لها بحب : البسى حاجة مريحة وريحى شوية ، تحبى اساعدك
عايشة برقة : تسلملى حبيبى ، انا بشوف حالى ، لا تشغل حالك
ليقبلها محمد على جبينها ويتركها ليعود الى اخوته بعد ان قال لها : لو احتجتى اى حاجة رنى عليا
ليعود محمد الى المجلس المجمع بالحديقة ليجد نهاد تلعب الكرة مع الصغار وتشاركهم فؤادة بمرح بحذر خوفا على ذراعها بينما سلمى كانت تحمل ليلى الصغيرة من جزعها وتلعب معهم وسط الضحكات الشديدة لليلى كلما لامست الكرة
وكانت حسنة كل فينة تصرخ على فؤادة محذرة اياها من ان يصيبها اى مكروه ، بينما جلس الاشقاء الثلاثة وعلى وجه كل منهم قصة تحكى على ماوراء العيون
فكانت نظرات جلال تنم عن غيظ مدفون كاد محمد ان يقسم انها نظرات حانقة تكاد تقتل فؤادة ، فكان لايعلم اهى نظرات غيظ من الخوف عليها من الاصابة مرة اخرى ام هى نظرة غيرة ام هى شئ اخر لا يعلمه احد
اما عارف فكانت نظرات عاشقة ، فكانت عيناه تتابع محبوبته لا تخطئها ابدا ، كانت الابتسامة تزين عينيه قبل شفتيه كأنها ابتسامة رضا
اما حسين فكان يتابع سلمى وعى وجهه اهتمام لم يدرك محمد مغزاه ، فكان حسين وكأنه يحلل شئ ما او كأنه يحاول حل نظرية رياضية
فبدا وكأنه غارق لأذنية فى عملية حسابية دقيقة ، مليئة بالتعقيدات والالغاز
لتلمح فؤادة محمد وهو يتابع الوجوه محاولا قرائتها لتنسحب من اللعب وتتجه الى محمد لتدس نفسها فى احضانه قائلة بمرح محبب : هو انت مش هتنسى مهنتك دى ابدا ، من ساعة ماوصلت وانت عمال تحلل فى كل واحد شوية ، مش عاوز تنسى ابدا انك دكتور نفسانى
محمد وهو يهمس بأذنها : هو حسين ده ايه حكايته
لتنظر فؤادة الى حسين قائلة بفضول : ماله
محمد : فين مراته ، ميتة برضة
فؤادة : لا بعد الشر ، بس هم منفصلين ، بتسأل ليه
محمد : مش ملاحظة مركز عينه فين
وعندما فهمت عليه فؤادة قالت : لا ياشيخ ، ده بس عشان بنته معاها ، لكن دكتور حسين ده شخصية محترمة جدا فوق ماتتصور ، و كمان ولاده بيعشقوه ، لولاه هو وعارف الله اعلم كنت وصلت المستشفى حية واللا ميتة
محمد وهو يلتقط نظرات جلال التى تدور فى فلك فؤادة : بس واضح ان جلال بيحبك ومتعلق بيكى اوى
فؤادة بسخرية و امتعاض داخلى : ااه طبعا ، اومال ايه يابنى
محمد وهو يضربها على رأسها من الخلف بخفة : شوف ازاى
فؤادة باعتراض : يا اخى هو انت تغيب مهما تغيب وترجع لعادتك دى ماتغيرهاش
محمد وهو يضمها تحت جناحه : وحشتنى المناكفة معاكى
فؤادة : طب تعالى نقعد بقى احسن تعبت
ليقتربوا من مجلس الاخوة وحسنة ، ليجلسان بالقرب من جلال الذى يدير وجهه عنهما ويتابع لعب الصغار
فؤادة بفضول وبصوت منخفض ولكنه كان يصل لجلال : مش ناوى تشوف عمى ولا تعرفه انك موجود
محمد بجمود : لا
فؤادة : يامحمد ماينفعش ، ده مهما ان كان ابوك ، هتفضل مقاطعه لامتى
محمد : لحد مايرجع لربنا يافؤادة ، المفروض ان هو اللى يدلنا على طريق الهداية مش العكس ابدا ، لولا ماما الله يباركلها كان زماننا طلعنا كلنا زيه ، ولعلمك وقت ما نهاد بلغتنى باللى حصللك ماكانش عندى اى شك ان هو اللى وراها ، ولحد دلوقتى ما استبعدتوش رغم شكك فى غيره
فؤادة بشهقة استنكار : اخص عليك يامحمد ، لا طبعا عمى لايمكن ابدا يعمل فيا كده مهما حصل ، بقى عمى يفكر انه يموتنى بايده
محمد : وهو ماكانش هيدفنك بالحيا لما كان عاوز يجوزك اللى اسمه الهلالى ده ، تقدرى تقوليلى ايه الفرق
فؤادة بتفكير : لا برضة يا محمد ، مهما ان كان فى فرق كبير ، وبعدين يامحمد هو احنا برضة يعنى لينا مين غيره ، حاول تفتكر له كل حاجة حلوة عملها عشانك انت واخواتك فى يوم من الايام
محمد بسخرية : ولا حاجة
فؤادة بغيظ : يامفترى ، بقى انت مش فاكر له اى حاجة كويسة ، طب على الاقل افتكر له ان اختار ان مراة عمى العسل السكر دى تبقى مامتكم ، افتكر انه اهتم بتعليمكم ، ثم اكملت بنبرة حنين : كان دايما بيهتم اننا نبقى متجمعين سوا مهما بعدت المسافات ، وحاجات كتير ياما ، ماينفعش ننسى كل ده عشان طبع واحد مش حبينو فيه
محمد بأسى : هو الطمع و الجشع ده اى طبع برضة يا فؤادة ، الطمع فى اى حد وفى كل حاجة
لتتنهد فؤادة ولكنها تقول بمكابرة : برضة ماينفعش تقاطعه كده ، مهما ان كان ده ابوك ، افرض لا قدر الله حد فيكم حصل له حاجة وانتم مقاطعين بعض كده يبقى كويس يعنى
محمد وهو يزفر انفاسه : انتى عاوزة ايه دلوقتى
لتضحك فؤادة وهى تنظر له بمكر وتقبل وجنته قائلة : تقول حاضر وتسمع الكلام
ليضحك محمد بشدة وهو يقول : يابنتى ده امى اللى هى امى عمرها ماعملت معايا كده
فؤادة بمكر : طب وعايشة ياقلب عايشة
ليضربها محمد على راسها من الخلف قائلا : شفتى اهو انتى اللى بتجيبى لنفسك التلطيش ، خليكى فى حالك
ليسمعوا حسنة قائلة بابتسامة : ربنا يخليكم لبعض ويحفظكم من كل شر يارب
لينظرا حولهما ليجدا ان الجميع كان يتابع حوارهم باهتمام شديد ، لتنكس فؤادة رأسها وتنهض قائلة وهى تتجه الى الداخل : هخليهم يجيبولنا فاكهة
عارف : يابنتى ما الفاكهة كتير اهيه قدامنا
نهاد بصوت عالى : انا عاوزة توت يا فؤادة
لتقول سلوى وهى تجذب نهاد من يدها : تعالى اقوللك تجيبى توت منين
لتتصنع نهاد الجهل قائلة : منين
لتشير سلوى الى شجرة التوت قائلة : اطلعى فوق الشجرة دى وهزى الفرع جامد هينزل توت كتير كتير ، واحنا هنلمه ونديه لدادا ماجدة و دادا ام ابراهيم عشان يغسلوهولنا قبل ما ناكله عشان بابا مايزعقلناش
لتعض نهاد على شفتيها وهى تهز رأسها وكأنها استوعبت ما تقترحه عليها سلوى وتقول : وتفتكرى يا سلوى ياختى اطلع اتشعبط على انهى فرع
سلوى وكأنها تفضى اليها بسر حربى : طنط فؤادة اتشعبطت على الفرع القريب عشان كتفها ما يوجعهاش تانى ، لكن انتى كتفك مش بيوجعك ، اطلعى على الفرع اللى فوق خالص
نهادة وهى تهز رأسها للاسفل والاعلى مع كل كلمة تفولها سلوى ثم قالت :
يعنى انا اطلع فوق خالص واهزلكم الفرع وانتم تلموا التوت
سلوى بحماس : ايوة ياللا بسرعة
نهاد وهى تحك راسها بتفكير : طب التوت لما يقع على الارض انتو هتلموه عشان يتغسل ، طب انا لما اقع مين هيلمنى ، وتفتكرى ينفع اتغسل بعدها واللا هيعتبرونى شهيدة و يدفنونى ملفوفة فى ورقة توت
لتنظر لها سلوى بتفكير ثم تنفجر ضاحكة بعدما تبينت مداعبة نهاد
ليأتيهم محمد وهو يضحك بشدة ويتجه الى الشجرة ليتسلقها بمهارة فائقة ويهز لهم افرع الشجرة بشدة لتتساقط عليهم حبات التوت وهو يتقافزون بمرح تحتها وجرت نهاد الى المائدة الموضوعة لتفرغ حبات الفاكهة على المائدة وتلتقط الوعاء وتعود الى تحت شجرة التوت وهى تشجع الصغار على مساعدتها لجمع حبات التوت ، وعندما هبط محمد ارضا مرة اخرى كانت فؤادة قد عادت اليهم وهى تقول بمزاح : لا والله تعبى معاك ماراحش على الفاضى ، ده انا قلت عيشتك مع الخواجات نستك العلام اللى علمتهولك
محمد بفخر زائف : يابنتى دايما التلميذ بيتفوق على استاذه
ثم يعود محمد ليجلس بجوار جلال قائلا : وانت اخبارك ايه يا جوز اختى ، عرفت من البنات انك بتدير الارض بتاعتك
جلال : والدى الله يرحمه كان عنده ارض جزء منها جناين وجزء بنزرعه محاصيل عادية ، واخواتى قرروا ان انا اللى اشرف عليها واراعيها ، الدكتور حسين مشغول بشغله والعيانين بتوعه ، والاستاذ عارف عايش حياته ما بين التدريس وقصر الثقافة والندوات بتاعته
محمد وهو ينظر لعارف : تصدق من ساعة ماشفتك وانا عمال اقول شفتك فين قبل كده ، دلوقتى بس افتكرتك
عارف بابتسامة : الحقيقة انا افتكرتك من ساعة ماشفتك بس ماحبيتش اتطفل عليك
فؤادة : ايه الحكاية ، انتو تعرفوا بعض واللا ايه
عارف بابتسامة : هى مش معرفة مباشرة ، بس انا حضرت اكتر من ندوة كان بيشارك فيها دكتور محمد وهو كمان حضرلى اكتر من ندوة
حسين باستغراب : حضرتك دكتور
محمد : دكتور امراض نفسية وعصبية ، وحضرتك
حسين : تشرفنا ، انا باطنى ، لكن ان شاء الله بعد ما اخلص الدكتوراه بتاعتى هتخصص دكتور باطنة وقلب
محمد : ربنا يوفقك ان شاء الله ، انا الحقيقة استغليت الفترة اللى سافرتها وخلصت الماجيستير بتاعى هناك ، عايشة الحقيقة ساعدتنى مساعدة عمرى
فؤادة : هى عايشة جنسيتها ايه صحيح يامحمد
محمد : عايشة من سوريا ، لكن تعتبر عايشة طول عمرها فى فرنسا مع عمها ، هو اللى مربيها
فؤادة بفضول : واتعرفت عليها ازاى احكيلى
محمد بضحك : هو انتى يابت مش هتبطلى الحشرية دى
فؤادة بتوعد : ماشى ماشى ، مش عاوزة اعرف حاجة ، بكرة تيجى تتحايل عليا عشان تحكيلى وانا اللى ما ابقاش عاوزة
محمد بمغزى : هبقى احكيلك بعدين ، بس قوليلى دلوقتى اخبار الراجل اللى عامل لك مشاكل ده ايه
فؤادة : ما انت عارف ، بيفضل مستخبى فى الدرة وتلاقيه فجأة عمل لك اى مشكلة كده ويرجع بختفى تانى
محمد : عمللك حاجة تانى من ساعة ما جيتوا
فؤادة وكانت تشير الى جلال : الحقيقة لا ، بس الاستاذ ……
لتصمت فؤادة وهى تبتلع لعابها ، ثم اكملت بعدها بشئ من التردد : اقصد يعنى ان جلال عاوزنا نعمل اجتماع مع اصحاب المزارع اللى حوالينا بما فيهم هو بحيث اننا نشوفه وجها لوجه
محمد باعجاب بالفكرة : وليه لا ، انا شايف انها فكرة كويسة ، احيانا لما بتشوفى عدوك وجها لوجه بتقدرى تحددى الطريقة المناسبة اللى تحاربيه ببها ، وياريت الاجتماع ده يتعمل وانا موجود
فؤادة : انا مش معترضة على الفكرة بس انا عارفة ان الزينى جبان واحتمال كبير مايحضرش
محمد : تبقى ماخسرتيش حاجة ، وكل اصحاب المزارع لما يعرفوا انك مش لوحدك وحواليكى جوزك واخوكى ، اكيد الكلام هيوصل له وهيعرف انك مابقيتيش لوحدك
عارف : انا ممكن اجيلكم يوم الاجتماع ده احضره معاكم بس عرفونى المعاد قبلها بيوم
حسين : وانا كمان لو قدرت اجى معاه هجيلكم
فؤادة بامتنان : انا مش عارفة اشكركم ازاى
حسين بابتسامة : انتى انسانة جميلة يافؤادة ، وكلنا ممنونين جدا للقدر اللى خلاكى موجودة وسطينا
محمد وهو يشاغب فؤادة : طب ماتحكيلى انتى بقى اتعرفتى على جلال ازاى وامتى رغم الحراسة المشددة اللى كانت عليكى
لتلتفت فؤادة لجلال وهى زائغة الاعين لا تدرى بماذا تجيبه ليقول جلال بمرح : وليه الاحراج ده بس يا دكتور ، فى حاجات كده لما بتفضل مستخبية ، بتفضل محتفظة بجمالها
محمد بمرح وهو مازال على مشاغبته لفؤادة : يا زيدى يا زيدى على الكلام الحلو ، ماشى ياعمنا ربنا يهنيكم ويسعدكم جميعا
ليأتى ادهم ويرتمى فى احضان ابيه قائلا : مش هتيجى تتفرج معايا على الخيل بتوع طنط فؤادة يا بابا ، دى عندها حصان حلو اوى وانا ركبته وقعدت الف بيه كتير
حسين بابتسامة : لو طنط فؤادة وافقت نروح
فؤادة بترحيب : يا خبر يادكتور ، اتفضل ، و خد راحتك البيت بيتك والمزرعة مزرعة اختك
حسين بود : الله يكرمك
لتقول نهاد : ياللا يا محمد نروح احنا كمان
لتنهض فؤادة قائلة : خلاص ، تعالوا ياللا نروح كلنا على هناك على ما الغدا يجهز
كانت ماجدة تنصب ادوات الشواء فى الحديقة بالقرب منهم فالتفت اليها حسين بدهشة قائلا : ايه ده ، ازيك يا ماجدة ، والدتك عاملة ايه دلوقتى
لتترك ماجدة مابيدها وتقترب من حسين مرحبة برؤيته وتنحنى على يده فى محاولة لتقبيلها ولكن حسين يبعد يده عنها مستغفرا
ماجدة : ازيك يا دكتور ، يا الف مرحب ، امى دايما بتدعيلك وكلنا بندعبلك والله كل ما نبص فى وشها
حسين : وهو انتى بتشتغلى هنا ، ايه اللى حدفك بعيد كده
جلال : لما طلبت من ام ابراهيم تشوفلى واحدة تهتم بفؤادة وتساعدها عشان دراعها جابتلى ماجدة ، ثم اكمل بفضول : انت تعرفها منين
حسين : كانت امها عندنا فى المستشفى ، كان عندها مشاكل كبد على سكر على ضغط ، وهم حالتهم على ادها ، فماكنوش بالوعى الكافى انهم يلحقوها من زمان ، والمستشفى كانت فى ادوية كتير مش متوفرة لحالتها ، فكانوا بيشتروها من برة
جلال : طب وهم برضة يقدروا على المصاريف دى
حسين : مانا خلتها خرجت من المستشفى ، وكنت بروحلها البيت ، وربنا كرمنى وقدرت انى اوفر لها العلاج بتاعها لحد ما حالتها اتحسنت ، وساعدتها تعمل بعد كده علاج على نفقة الدولة عشان حالة الكبد بتاعها محتاجة رحلة طويلة شوية
ماجدة بامتنان : كانت اول مرة نعرف ان الدنيا فيها خير بصحيح ، ربنا يكرمك ويديك كل خير من عنده يارب
حسين : شكرا يا ماجدة ، تسلمى
لتقف ماجدة بتررد وتقول : انما يعنى ما تأخذنيش ياسى الدكتور ، هو حضرتك تقرب للست فؤادة
حسين بابتسامة : انا اخو جوزها يا ماجدة ، ولو عاوزة تشكرينى بجد ، خلصى شوى بسرعة عشان انا بعشق المشويات
لتسرع ماجدة بالعودة الى ماكانت تفعله وهى تقول : من عينيا يادكتور
لينهض الجميع متجهين الى اسطبل الخيل لتمضية وقت لطيف
ولكن حسنة اعتذرت لهم واصرت على البقاء بحجة عدم قدرتها على السير كثيرا ، وانها ستتولى الاشراف على تحضير الغداء حتى يحين موعد عودتهم
وبعد انصراف الجميع لاحظت ان ماجدة تقف امام الشواء وهى توزع الهواء من حوله وهى مدمعة العين وتمد يدها بين الحين والاخر لتمسح دموعها ، فظنت انها لا تتحمل دخان الشواء فاقتربت منها قائلة : لو الدخان هيتعب عينك يابنتى كده ، روحى انتى وانا هقف بدالك
ماجدة باعتراض وصوتها يعلو بالنشبج : لا يا ست الحاجة تسلمى
فادركت حسنة انها تبكى لسبب اخر فقالت لها : مالك يابنتى ، فى حد ضايقك
لتتفاجئ حسنة بماجدة وهى ترتمى عند اقدامها باكية تحاول تقبيلها وتقول من بين نشيجها : سايقة عليكى النبى يا ست الحاجة تسامحينى وتخليهم يسامحونى ، ماكنتش اعرف انكم اهل الغالى ابدا
حسنة بعدم فهم : نسامحك على ايه يابنتى ، انا مش فاهمة حاجة
لتعتدل ماجدة قائلة من بين بكائها : انا هحكيلك على كل حاجة يا ست الحاجة ، و مش هخبى عليكى ايتها حاجة
تابع من هنا: جميع فصول رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى
تابع أيضا: جميع فصول رواية الفريسة والصياد بقلم منال سالم
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية انتقام اثم بقلم زينب مصطفى
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات مصرية كاملة
اقرأ أيضا: رواية شرسة ولكن بقلم لولو طارق
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا