مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة ميمى عوالى و التى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل التاسع عشر من رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى .
رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى - الفصل التاسع عشر
بعد انصراف العم نبيل الى اشغاله ظلت فؤادة بجوار الصغيرين فى الحديقة حتى قالت لها سلوى : هتجيبيلى توت يا طنط
فؤادة : حاضر ياحبيبتى هجيبلك ، وتنهض من مكانها لتتجه الى شجرة التوت وصعدت عليها وفعلت كما فعلت فى المرة السابقة ، و عندما هبطت من عليها امرت الصغار بجمع التوت من الارض ليتم غسله ، ولكنها شعرت فجأة بأنها مراقبة أخذت تنظر حولها فى كل اتجاه ولكنها لم تجد احد ، ولكنها عندما نظرت الى الاعلى ، وجدت ان جلال يقف بشرفة غرفتها يراقبها بهدوء شديد و هو يدخن سيجارته بشرود باد عليه
و عندما تلاقت اعينهم ، القت عليه فؤادة تحية الصباح بايماءة من رأسها وصوت لا تكاد تسمعه بأذنها ، ولكنه أجابها بايماءة مماثلة ، وايضا بصوت غير مسموع ، ثم عاد الى الداخل
سلوى : ياللا ياطنط عاوزين نغسل التوت
فؤادة : تعالوا على المطبخ ياللا ، و نشوف فى حد صحى واللا لسه
وعندما دلفوا الى الداخل وجدوا ان ام ابراهيم و ماجدة متواجدتين بالمطبخ ويقومان بتحضير الافطار
فؤادة : صباح الخير
ام ابراهيم : يسعد صباحك يا بنتى ، انتى صحيتى امتى ، ده انا لما سمعت حسك فى الجنينة مع الولاد كنت لسه هخرجلك اشوفك عاملة ايه دلوقتى
فؤادة : الحمدلله يا خالة ، انا بخير ما تقلقيش
ماجدة بتردد : كنت عاوزاكى فى حكاية كده يا ست فؤادة
فؤادة بتركيز : حكاية ايه يا ماجدة خير
ماجدة وهى تتنقل بعينيها بين فؤادة و ام ابراهيم : اصل التليفون بتاعى الظاهر فيه مشكلة و كنت عاوزاكى تبصيلى عليه
فؤادة : طب بعد اذنك يا خالة اغسلى التوت للولاد ، وانتى يا ماجدة هاتى التليفون بتاعك وحصلينى على الجنينة
وعندما ذهبوا الى الخارج مرة اخرى قالت ماجدة : تليفونى مابطلش رن من امبارح بالليل ، وانا مارضيتش ارد الا اما اشوفك هتقولى ايه
لتأخذ فؤادة الهاتف من يد ماجدة وتنظر اليه لتجد عشر مكالمات من ندا واكثر منهم من الزينى لتقول : و خليكى ماترديش
ماجدة : خالة ام ابراهيم كل شوية تزعقلى على صوته ، و تقوللى ياتردى يا تقفليه ، و انا ما اعرفش اقفله ازاى
فؤادة : و هى عارفة مين اللى بيتصل
ماجدة : لا ، ما بتسألنيش
لتعيد فؤادة الهاتف الى ماجدة قائلة : انا قفلتلك الصوت ، بس خليكى ماترديش برضة مهما اتصلوا لحد اما اقوللك
ماجدة : تؤمرينى يا ست فؤادة
فؤادة : روحى بقى شوفى اللى وراكى ، لتذهب فؤادة خلفها حتى وصلت الى غرفة محمد ، و دقت الباب بخفوت وانتظرت مكانها ، حتى سمعت صوت محمد قائلا : ثانية واحدة
و عندما فتح محمد الباب ووجد فؤادة امامه قال : صباح الخير ، فى حاجة واللا ايه
فؤادة : هى عايشة صحيت
محمد : ايوة من شوية
فؤاة: طب كنت عاوزاك فى كلمتين كده بينى و بينك ، ياريت تحصلنى على برة
محمد : طب روحى وانا دقيقتين وهتلاقينى وراكى
وعادت فؤادة الى جلستها بالخارج ووجدت محمد خلفها مباشرة ، و جلس بجوارها قائلا : خير ، فى حاجة حصلت تانى واللا ايه
فؤادة : عمى جاى هنا
محمد بفضول : ايه … امتى وعرفتى منين
فؤادة : كلم عمى نبيل فى التليفون يتطمن على البنات ، و عرف منه اللى حصل و قال له انه هييجى بنفسه
محمد : و مش غريبة شويتين انه يتصل بنبيل .. و ما يتصلش بعياله ، لا و كمان فى نفس اليوم اللى يحصل فيه كل المصايب دى
فؤادة ببعض الغضب : و بعدهالك بقى يا محمد ، انت ليه على طول حاطط ابوك ورا كل المصايب اللى ممكن تحصل فى الدنيا دى
محمد بدهشة : انتى اللى بتقولى كده ، اشحال ان ماكنتيش اكتر واحدة اتأذيتى منه
فؤادة : انا ما اتأذتش منه
محمد : والله .. اومال هربتى منه ليه يا فؤادة لما هو حلو وصالح كده
فؤادة : يا محمد ، يامحمد مين فينا مافيهوش عيوب
محمد : برضة هربتى منه ليه يا فؤادة
فؤادة بتنهيدة : لانى ماكنتش بحب الهلالى ، و لا كان مناسب ليا يا محمد
محمد بغيظ : يا سلام ، يعنى مش عشان كان طمعان فى ارضك و فلوسك مثلا
فؤادة بوجع : يا محمد ارجوك ، انا بحاول انسى الحكاية دى ، ليه مصر انك دايما تفكرنى بيها
محمد : عشان تفضلى فايقة و مصحصحة للى بيحصل حواليكى يا فؤادة ، عشان ماتديلوش الامان تانى ابدا ، و قلتهالك قبل كده ، انا برضة لحد دلوقتى مش قادر ابرأه من النار اللى انضربت عليكى
فؤادة : اسمع يا محمد ، استاذ عارف سمع عمى و هو بيتكلم فى التليفون وبيتخانق مع الهلالى ، و معنى كلامه وقتها انه ماكانش يعرف مين الل ورا اللى حصل ، و كمان جالى يوم ماخرجت من المستشفى وقاللى انه مالوش علاقة باللى حصل
محمد بسخرية : وانتى بقى صدقتبه
فؤادة : ماتقدرش تنكر ان رغم كل اللى عمى بيعمله ، الا انه مابيكذبش ، و انت عارف الكلام ده و متأكد منه كمان ، و لو كان له يد فى اللى حصل ، كان على الاقل هيتلاشى انه يتعامل معايا ، مش انه يجيلى مخصوص عشان يبرأ نفسه
محمد بتنهيدة : و انتى دلوقتى عاوزة ايه
فؤادة : اسمع يامحمد ، استاذ عارف معجب بنهاد ، و عاوز يتجوزها ، و طبعا عمى ممكن يرفضه بسبب علاقته بجلال
محمد : ده اكيد
فؤادة : رغم انى ما عاشرتش العيلة دى كتير ، بس اقدر اقول لك و انا متأكدة من كلامى ده ، ان الناس دى جميلة اوى يا عارف ، كلهم بلا استثناء ، كبيرهم وصغيرهم ، طول ما انا وسطهم ماشفتش منهم غير كل خير ، و اديك شايف اهوة هم بيعملوا ايه معايا ، و عشان كده ، شايفة ان نهاد تستاهل الاستاذ عارف ، و انها هتبقى سعيدة جدا معاه لو قدروا فعلا بتجوزوا
محمد بخبث : و طبعا انتى كمان هتبقى سعيدة بسعادة جوزك حبيبك عشان خاطر اخوه
فؤادة بصت فى الارض و سكتت
محمد : طب انا مش فاهم انتى عاوزة توصلى لايه دلوقتى
فؤادة : انا عاوزاك تنتهز مجى عمى هنا ، وتصفى بقى كل الخلافات والزعل اللى موجود ، و تبقى فرصة اننا نخطب نهاد و نفرح بيها
ليعلو صوت ضحك محمد لتنظر له فؤادة بامتعاض قائلة : ممكن اعرف بتضحك على ايه دلوقتى
محمد : فؤادة هتفضل طول عمرها فؤادة
فؤادة بغيظ : اشجينى ، عاوز تقول ايه
محمد : عاوز اقول انك نسيتى كل اللى انتى فيه و غرقتى نفسك فى مشكلتى ومشكلة نهاد
فؤادة بعزيمة : ده لانى ما بركنش حاجة على الرف يا محمد ، و انت عارف كويس ان مهما حصل الا انى عمرى ماهفرط فى حق من حقوقى ، يبقى هحمل هم ايه وليه
ليضمها محمد تحت جناحه مقبلا رأسها قائلا : ربنا ان شاء الله مش هيتخلى عنك ابدا ، ما ضاع حق وراءه مطالب
فؤادة : طب هتقابل عمى
محمد : يابنتى الحكاية مش سهلة كده زى ما انتى فاكرة ، و بعدين يعنى انتى فكرك انه هيقبل انى اتجوزت من غير علمه كده بسهولة
فؤادة : مهما كان صعوبتها بس اكيد هتبقى اسهل من انه يعرف بعد ولادة عايشة … صدقنى
وبعد صمت قليل قال محمد : ربنا يقدم اللى فيه الخير ، انا هقوم ابص على عايشة ، وبعدين انتو مش ناويين تفطرونا واللا ايه ، مش كفاية امبارح جوعتونا وبايتونا من غير عشا
ليسمعوا صوت عايشة وهى قادمة اليهم قائلة : اى والله يا فؤادة ، انى جوعانة كتير و بدى اكل
فؤادة بابتسامة : حقكم عليا والله بس اهو على يدكم اللى حصل
عايشة : انتى كمان ماكلتى اى شى من البارحة من وقت الفطور
محمد : لا ان كان على فؤادة ممكن تقعد بالاسبوع ماتاكلش عادى
عايشة : مو معقول
فؤادة : خليكوا انتوا قاعدين فى الهوا كده شوية ، ولو مالقيتش حد صحى برضة ، انا هخليهم بجيبولكم انتم الفطار
و ما ان نهضت فؤادة من مكانها حتى لمحت جلال يقف فى شرفتها مرة اخرى وهو يتابع حديثها مع محمد و عايشة ، و لم تكن تعلم انه كان يتابع حديثها مع محمد من البداية
و لكنها خفضت بصرها سريعا واتجهت الى الداخل لتجد ان الجميع قد بدأوا فى التجمع بالداخل ، فقالت لهم : صباح الخير ، كنت لسه هبتدى اصحيكم
نهاد وهى تتثائب : احنا صحينا من الجوع ، انا عاوزة افطر
عارف ضاحكا : الصراحة يا فؤادة انا ابتديت اشك ان الفطار اللى فطرتيهولنا امبارح ، كنتى بتأكلينا وانتى عاملة حسابك انه يقوم بدور التلات وجبات
فؤادة بمرح : طبعا اومال ايه ، عشان ابقى مدبرة
نهاد : مدبرة مجاعات ، عاوزة ااكل
سلمى وهى تضرب نهاد على رأسها : بس فضحتينا
ثم نظرت لفؤادة قائلة : بابا و ماما جايين النهاردة
فؤادة : والله ، مراة عمى جاية معاه
نهاد باستغراب : انتى كنتى عارفة واللا ايه
فادة : ااه ، و محمد كمان عرف
سلمى وهى تلتفت اتجاه غرفة اخيها : هما صحيوا
فؤاة : ااه ، قاعدين برة على ما الفطار يجهز
نهاد بفضول : طب وانتو عرفتوا ازاى ، دى ماما لسه مكلمانى الصبح قبل ما يركبوا العربية على طول
فؤادة : عمى كلم عمى نبيل و بلغه
كان حسين بجلس و ليلى على قدميه تحاول طرد النوم من عيونها وهى تتشبث بملابس ابيها ، فقالت لها فؤادة : مش هتاكلى توت يا لولو ، سلوى و ادهم بياكلوا التوت لوحدهم فى الجنينة
لتهبط الصغيرة من فوق اقدام والدها وهى تجذبه معها اتجاه الخارج فيضحك حسين قائلا : طب انا مش عاوز توت ، اجى بقى معاكى ليه
حسنة : اخرج معاها لحد ما تتطمن انها شافتهم وسيبها معاهم وتعالى تانى
وبعد قليل انضم اليهم جلال قائلا : صباح الخير عليكم جميعا
ليرد الجميع تحية الصباح ، و تأتيهم ماجدة تخبرهم بان الفطور معد على مائدة الطعام ، فتقول فؤادة موجهة حديثها لجلال : مش المفروض حد يبلغ المتر ان الفطار جاهز عشان ييجى ياكل معانا واللا ايه
جلال وهو يحك ذقنه بيده : ده انا كنت نسيته خالص ، انا هروح اندهله
و بعد دقائق قليلة اجتمع الجميع على مائدة الطعام وهم يتحدثون عن ما جرى بالليلة السابقة ، فقال المحامى : المفروض نبقى موجودين فى النقطة على الساعة حداشر عشان يتعمل محضر رسمى بكل اللى حصل
و عندما حل عليهم الصمت قالت نهاد : يعنى كلنا لازم ناكل كويس ، عشان ماحدش يعرف هناكل المرة الجاية امتى
ليضحكوا على ما قالت ، ووسط ضحكاتهم يسمعوا صوت سالم وهو يقول بقوة و بصوت عالى : السلام عليكم
لتنهض فؤادة مسرعة و تتجه لزوجة عمها محتضنة اياها وهى تقول : وحشتينى اوى لدرجة عمرك ماهتتخيليها
ام نهاد : ما قدرتش ما اجيش اتطمن عليكى
ثم وقفت امام عمها قائلة بادب و ترحاب : اهلا يا عمى ، نورت مزرعتك
لينظر اليها سالم بصمت رغم مرور نظرة عابرة فسرتها فؤادة بانها نظرة الم لم تعرف سببه ، و لكن سالم قال : انا قلت اجى اتطمن عليكى بعد ما عرفت اللى حصل معاكى
لتربت فؤادة على كف عمها قائلة : طبعا يا عمى ، انا متأكدة ان عمرك ما هتتخلى عنى ابدا ، تعالوا ياللا نفطر سوا ، احنا لسه ما خلصناش فطارنا
سالم وهو ينظر باتجاه محمد بجمود : ، لا ، روحى انتى كملى فطارك وبعدين نبقى نتكلم ، احنا فطرنا من بدرى
فؤادة : طب استريحوا على ما اطلب لكم القهوة ، و قبل ان تلتفت وجدت جلال يقف خلفها و قال مرحبا : اهلا وسهلا يا سالم بيه ، نورتنا
سالم بجمود : شكرا
ليحيى جلال زوجته قائلا بترحاب : اهلا و سهلا بحضرتك ، يا ترى فاكرانى
زوجة سالم بود : اهلا بيك يا بنى ، ايوة طبعا فاكراك
ليبدأ الجميع فى القدوم والترحيب بسالم و زوجته حتى لم يتبقى غير محمد الذى اقترب و ارتمى باحضان والدته متبادلا و اياها الاحضان والقبلات ، ثم ابتعد عنها واقترب من ابيه قائلا بخفوت : ازى حضرتك
لينظر اليه سالم قائلا بنبرة يغلب عليها العتاب : حمدلله على السلامة
محمد : الله يسلمك
واشار محمد الى عايشة لكى تقترب منه ، و عند اقترابها ، اخذها محمد تحت جناحه و نظر الى ابيه قائلا : اقدم لك عايشة .. مراتى
ليرفع سالم عينه التى ارتطمت ببطن عايشة بذهول ، و اخذ ينقل عينيه ما بين وجهها وبطنها المنتفخ و وجه محمد فى صمت ثقيل ، حتى قطعته عايشة باقترابها من زوجة سالم قائلة ببشاشة : كيفك امى ، ان شا الله تكونى بخير
لتحتضنها زوجة سالم بحذر و هى تربت على بطنها بحنان قائلة : انا بخير ما دمتم كلكم بخير يا بنتى ، ربنا يقومك بالسلامة و يتملك على خير
لتنظر عايشة الى سالم بتردد ، و لكنها انحنت مقبلة يده قائلة : رضاك على راسى عمو
لينظر اليها سالم بجمود و لكنه تمالك صدمته و قال بهدوء : اقعدى .. و حاولى تستريحى عشان ما تتعبيش
لتبتسم عايشة بود شديد و تجلس الى جوار زوجة سالم
سالم موجها حديثه الى فؤادة : هتروحى النقطة امتى
جلال و هو ينظر لفؤادة : احنا المفروض نبقى موجودين هناك الساعة 11
سالم : انا هاجى معاكم ، عشان اضم البلاغات اللى اتعملت قبل كده للبلاغ الجديد
ليتدخل المحامى قائلا : اسمحلى اتدخل فى الكلام يا سالم بيه ، يا ترى حضرتك فاكرنى
لينظر سالم الى المحامى ببعض الغضب قائلا : و هو انت تتنسى برضة يا متر
ليقول المحامى بعملية شديدة : كويس جدا انك فاكرنى ، بس يا ترى حضرتك معاك ارقام المحاضر دى
سالم و هو ينظر بجانب عينيه الى فؤادة : الحقيقة لا ، شريكى هو الل كان بيعمل المحاضر دى عشان له معارف هنا فى النقطة و هو اللى معاه ارقام المحاضر
لمحامى : يعنى حضرتك ما جيتش تعمل المحاضر دى بنفسك ولا مرة
سالم بتنهدة : لا
المحامى : طب ياترى فاكر تواريخها
سالم : ايوة ، دى فاكرها كويس جدا ، و عموما هم كانوا تلات بلاغات ، اخرهم كان …..
وعندما صمت سالم ، قال المحامى يستحثه : كان ايه حضرتك
ليقول سالم بجمود وهو ينظر لفؤادة : كان يوم هروب فؤادة ، لما نبيل كلمنى و بلغنى انهم حاولوا يخربوا محول الكهربا
المحامى : تمام ، لما نوصل النقطة ان شاء الله هحاول اطلع ارقام المحاضر و ارفقه بالمحضر الجديد ، و ياريت نستعد عشان يا دوب نوصل فى معادنا
مؤقتا هنحتاج يبقى موجود معانا الست فؤادة و جلال بية و عارف بية ، و استاذ نبيل ، و طبعا سالم بية مشكورا
ليقول جلال : طب بعد اذنكم انا هطلع اجهز ، و بعد ان اتجه الى الدرج التفت الى فؤادة قائلا : تعالى يا فؤادة ياللا عشان تجهزى انتى كمان
فذهبت فؤاة خلفه فى هدوء حتى صعدوا الى غرفة والدها فاشار لها جلال بالدخول : ليغلق الباب ورائهم وهو يقول : احنا امبارح ما جيبناش سيرة الموضوع بتاع ماجدة فى المحضر
فؤادة شاهقة : و ماينفعش نجيب سيرته طبعا
جلال باستغراب : و ليه بقى ما ينفعش
فؤادة : اعتقد ان ما يصحش ابدا نجيب سيرة ندا فى حكاية زى دى ، افرض ان جه عليها اى حاجة قانونا واتأذت بيه ، يبقى انا السبب فى اذية ام ادهم وليلى ، لا طبعا انا ما اقبلش الكلام ده
جلال : بس احنا كده نبقى بنساعدها على اللى هى بتعمله
فؤادة : بص يا استاذ جلال ، حضرتك ممكن بكل بساطة تكلمها و تفهمها اللى حصل وحقيقة الموقف ، و انك عرفت باللى هى عملته ، وخلاص كده ، ما اعتقدش ابدا انها ممكن تخطى خطوة زى دى تانى ابدا
وعندما وجدت علامات عدم الراحة على وجهه قالت مستعطفة : عشان خاطر الولاد يا استاذ جلال ارجوك و اعتقد كمان عشان خاطر عم حضرتك
جلال : انتى مش واخدة بالك انك كنتى اتعودتى تشيلى الالقاب ، ليه دلوقتى بترجعيها ، انا عاوزك تنتبهى اوى وانتى بتتعاملى معايا في قدام عمك ، لان عمك لو شك لحظة واحدة ان جوازنا ده تمثيلية ، ممكن يقلب الدنيا على دماغنا ، و احنا مش ناقصين مشاكل ابدا ،على الاقل دلوقتى
فؤادة : ما تقلقش ، انا هبقى حريصة اوى من الناحية دى
جلال : و عاوزين نحاول نصلح العلاقات على اد ما نقدر ، عشان موضوع عارف و بنت عمك
فؤادة بابتسامة : ايوة ، عندك حق ، ربنا يسعدهم
جلال : طب روحى غيرى هدومك واستعدى عشان تنزلى ياللا
لتومئ فؤادة برأسها وتغادر الغرفة متجهة الى غرفتها
فى مركز الشرطة
بعد اخذ اقوال الجميع ، جاء الدور على سالم فقال له النقيب حمدى : كلام حضرتك غريب جدا يا سالم بية ، لان دى اول مرة يتقدم بلاغ من مزرعتكم تجاه اى حد من جيرانكم
سالم بذهول : ازاى حضرتك تقول الكلام ده ، فى تلات بلاغات متقدمين قبل كده فى نفس الشخص و اتهمناه فيها بمحاولة التخريب
النقيب حمدى : و انا بأكد لحضرتك للمرة التانية ان الكلام ده ما حصلش أبدا، انا مسئول عن النقطة هنا من خمس سنين فاتوا ، و كنت اعرف سليم بية الله يرحمه معرفة شخصية ، و ماينفعش ابدا نعرف ان فى حد بيحاول يأذى بنته او يخرب المزرعة ونسكت من غبر مانتحرك ، ولو حضرتك معاك ارقام المحاضر اللى بتتكلم عنها دى ، ممكن نبحث فيها عشان تتأكد بنفسك ، لكن اللى حضرتك لازم تعرفه ان سليم بية الله يرحمه كانت خدماته مغرقة الكل هنا ، و لا يمكن ابدا يوصللنا ان فى حد بيضايق بنته او بيتعرضلها بعد موته وهنقف متكتفين ، كنا حتى على الاقل هنتدخل بشكل ودى و نتأكد ان ده مايحصلش مرة تانية
المحامى موجها حديثه لسالم : واضح ان شريكك كان له غرض معين ورا اللى عمله ده يا سالم بية
النقيب حمدى بفضول : شريكه مين ، و ايه دخله باللى حصل بالظبط
المحامى : شريكه الهلالى
النقيب حمدى بعدم فهم : شريك مين حضرتك ممكن توضحلى
المحامى : فى واحد اسمه الهلالى يبقى شريك سالم بية، واللى فهمه انه له هنا علاقات عملت له محاضر ضد الزينى ، و اللى على مايبدو انه له مصلحة فى انه يفهمه ده بالكذب
النقيب حمدى : ده لان ماحدش هيعمل محضر فى روحه يامتر
المحامى : مش فاهم
النقيب حمدى : هو حضرتك ما تعرفش اسم خصمك فى القضية بالكامل
المحامى باستغراب : الحقيقة اللى وصلنى ان اسمه الزينى
النقيب حمدى : ده اسم الشهرة اللى اتعرف بيه هنا ، لكن اسمه الحقيقى .. زينى عبد العزيز الهلالى
لينتفض سالم من جلسته وهو يصيح بغضب : يعنى ايه ، يعنى السنين دى كلها كان بيخدعنى ، طب كان يقصد ايه من اللى عمله ده
جلال : ايوة يا فندم ، بس الهلالى اللى احنا نعرفه حاليا اسمه عبد الجليل الهلالى ومحبوس على ذمة قضايا كتير ، و ما اسموش زينى
النقيب حمدى : ايوة فعلا ، بس زينى ده يبقى ابن اخوه و شريكه فى الارض فى نفس الوقت ، و هو اللى بيدير المزرعة
جلال : يعنى من البداية و هو حاطط عينه على الارض ، وبيخططلها باقذر الوسايل
لتنظر فؤادة لعمها بعتاب شديد و لكنها عادت بنظرها الى النقيب حمدى و قالت : انا كل الكلام ده دلوقتى مايهمنيش ، انا اللى يهمنى فعلا انه يتحاسب على كل اللى عمله ، هو بقى ، ابوه ، عمه .. ماتفرقش ، لكن بالشكل ده انا احب اضيف اتهام تانى ما اتكلمتش عنه قبل كده
النقيب حمدى : اتفضلى … عاوزة تتهميه بايه تانى
فؤادة : بمحاولة قتلى ، و ان هو اللى ورا ضرب النار اللى اتعرضتله من فترة قريبة
المحامى : وانا معايا صور من اوراق الواقعة يا فندم و تفاصيلها
النقيب حمدى و هو ينظر لفؤادة : عموما ، ماتقلقيش ، هو موجود برة ، و التحقيق معاه هيبتدى حالا ، و هواجهه بكل التهم المنسوبه اليه
جلال : طب المفروض اننا دلوقتى نمشى واللا ننتظر برة واللا ايه
المحامى : اتوكلوا انتو على الله ، و انا هتابع التحقيقات وصلت لفين وهبلغكم فورا بكل جديد
عند خروجهم من مكتب النقيب حمدى فوجئوا بأن الزينى ماهو الا شاب فى اوائل الثلاثينيات من عمره ، تبدو عليه العنجهية الشديدة ، و ما ان رأته فؤادة حتى اقتربت منه قائلة بقوة : نجوم السماء اقرب لك من انك تلمس حفنة تراب واحدة من ارضى يا ابن الهلالى ، و لو ما ارتجعتش ، هتحصل عمك وتونسوا بعض فى السجن
ليقول لها الزينى بحقد شديد : و انتى لو كنتى فاكرة انك ممكن تتجوزى عمى و تحطى ايدك على ارضى ، يبقى بموتك يا بنت سليم
لتنظر له فؤادة بصدمة ، فهى لم تفهم مقصده ، من منهم يطمع فى ارض الاخر ، كيف له ان يقلب الحقائق هكذا فى لحظة واحدة ، ولكنها افاقت على جلال وهو يجذبها من ذراعها و يذهب بها الى السيارة
عند عودتهم ، اصطحب سالم العم نبيل معه فى سيارته ، وكانت فؤادة وعارف بصحبة جلال بسيارته
فى سيارة جلال ، كانت فؤادة شاردة للغاية فقال عارف : مالك يا فؤادة ، ايه اللى شاغل بالك اوى كده
فؤادة بانتباه : الكلام اللى قالهولى الزينى ده غريب اوى
جلال : انا لما سمعته استغربت ، بس بعد كده مالقيتلوش غير تفسير واحد
فؤادة بفضول : و ايه التفسير ده
جلال : اللى اعرفه ان الهلالى ما عندوش ولاد ، و طول عمره متولى ابن اخوه واللى اتفاجئت النهاردة بس ان ابن اخوه ده يبقى الزينى نفسه و اللى بيعتبر نفسه الوريث الوحيد لكل ممتلكات الهلالى
واللى فهمته ان الزينى ما كانش موافق على فكرة جوازك من عمه ، عشان ماتشاركيهوش فى الميراث
فؤادة : طب ما انا سيبت له الدنيا كلها وهربت ، عاوز منى ايه تانى
جلال : عاوز يقفل الحكاية بطريقة تضمن له انها ماتتفتحش تانى ابدا ، و ممكن يكون خاف انه بدل ما الهلالى ياخد المزرعة منك … يكتب لك هو نصيبة فى المزرعة التانية
فؤادة بذهول : يقوم يحاول يقتلنى
جلال : هو اكيد عارف ان عمه يقدر بكل سهولة انه يشترى المزرعة من عمك ، و ان وجودك هو العقبة الوحيدة اللى قدامه واللى تمنعه من انه يحط ايده على المزرعة بتاعتك ، فممكن يكون تفكيره جابه ان الحل الامثل بالنسبة له انه يخلص منك
تابع من هنا: جميع فصول رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى
تابع أيضا: جميع فصول رواية الفريسة والصياد بقلم منال سالم
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية انتقام اثم بقلم زينب مصطفى
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات مصرية كاملة
اقرأ أيضا: رواية شرسة ولكن بقلم لولو طارق
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا