مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة ميمى عوالى و التى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل العشرون من رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى .
رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى - الفصل العشرون
كانت سيارة سالم هى اول من وصلت الى المزرعة ، و عندما هبط من السيارة بصحبة العم نبيل ، كانت تظللهم سحابة قاتمة من الصمت ، فكان سالم يشعر انه قد ضرب فى مقتل ، و ان الهلالى كان يجعله كاللعبة فى يديه ، و عندما رأته زوجته على تلك الحال الكئيبة ذهبت اليه مسرعة و قالت له بتوجس: مالك يا سالم ، خير ، ايه اللى حصل ، و فين باقى الجماعة
سالم باختصار : زمانهم جايين ورانا ، ياللا حضرى نفسك عشان نمشى
ام نهاد : انت عاوز ترجع طنطا دلوقتى
سالم : ااه ، ايه المانع ، احنا خلاص اتطمننا على فؤادة ، و ما بقالوش لزوم قعدتنا هنا اكتر من كده
ام نهاد بقلة حيلة : اللى تشوفه ، بس على الاقل استنى لما اسلم على فؤادة قبل ما نمشى
سالم : طب اجهزى بس على مايبجوا
وقبل ان يكمل جملته وجد سيارة جلال تدلف من البوابة ، و عندما هبطت فؤادة من السيارة وجدت ان عمها متجهم الملامح ، و بجواره زوجته والقلق يعتلى ملامحها ، فذهبت اليهم وقالت ، ايه مالكم ، ليه واقفين هنا كده ، مادخلتوش ليه على طول
لتنظر لها زوجة عمها ثم تنظر الى زوجها بقلة حيلة وتقول : احنا كنا مستنيينك عشان نسلم عليكى قبل ما نمشى
فؤادة : تمشوا فين ، انتو تقعدوا معانا يومين
سالم بجمود : مش هينفع يا فؤادة ، انا خلاص اتطمنت عليكى انك بخير ، و انتى عارفة انى مش فاضى ، و لازم ارجع طنطا فى اسرع وقت
و عندما نظر عارف الى جلال وهو يستجديه بالتدخل ، انضم جلال الى حديثهم قائلا : اهدى بس كده يا سالم بية ، و تعالى ندخل نقعد شوية ، انا محتاج انى اتعرف عليك ، و يزيدنى شرف طبعا انك تعتبرنى زى الدكتور محمد ، احنا خلاص بقينا اهل … واللا ايه
سالم و هو لازال على جموده : معلش اعذرنى ، بس انا جيت فجأة و عندى اشغال كتير متعطلة
فؤادة وهى تحاول التشبث بكتف عمها حتى تثير عاطفته : طب مش على الاقل تفضل معايا على ما نشوف التحقيق هيرسى على ايه
سالم : انتى مش لوحدك ، و كمان انا سايب معاكى اخواتك ، ولو احتاجتينى فى اى وقت كلمينى وانا هجيلك على طول
فؤادة : عشان خاطرى يا عمى ، خليك معايا النهاردة بس ، عشان خاطرى
ليصمت سالم لعدة ثوانى ثم يقول بقلة حيلة و هو يحذرها بسبابته : النهاردة بس يا فؤادة ، النهاردة بس
لتتقدم منه فؤادة وتطبع قبلة عميقة على وجنته قائلة بمرح : انا هسيبك براحتك ، بس افرض انت حبيت تطول المدة .. مش هقدر اوعدك انى ما استغلش الموقف
جلال : اتفضلوا ياللا ندخل ، زمان الغدا جهز من بدرى ، و كلنا واقعين من الجوع ، احنا اتأخرنا اوى فى النقطة
وعندما دلفوا الى الداخل كان الهدوء يعم المكان فقالت فؤادة بفضول : اومال هم فين كلهم
ام نهاد : لما عرفوا ان العمال بيصلحوا مكان التخريب اللى حصل ، كلهم صمموا يساعدوا معاهم
فؤادة : يا خبر ابيض ، طب وعايشة
ام نهاد : راحت معاهم ، و محمد قاللها هتقعد تتفرج بس
فؤادة : طب انا هطلع اغير هدومى واكلمهم ييجوا عشان نتغدى
لتذهب فؤادة الى الاعلى ويستأذن جلال ليلحق بها للاعلى ، بينما يجلس عارف بصحبة سالم و زوجته ، ليقول بلجلجة : الحقيقة يا سالم بية ، انا كنت عاوز اتعرف على حضرتك من فترة ، بس الظروف ماكانتش مساعدة ، انا زى ما حضرتك عرفت ، ابقى اخو جلال جوز فؤادة ، ابونا الله يرحمه سابلنا اراضى كتيرة ، في منها جناين موالح ، و فى اراضى تانية بتتزرع محاصيل زراعية موسمية ، و كمان عندنا مواشى و خلافه ، يعنى الحمدلله الخير كتير ، لكن انا واخويا الدكتور حسين مابنفهمش فى الزراعة ، فجلال الله يبارك له هو اللى قايم على مصالحنا من سنين من ايام الوالد الله يرحمه ما اتوفى ، و كمان انا بشتغل مدرس فى مدرسة خاصة و دخلى الحمدلله كويس جدا ، وبحب مهنتى جدا واتمنى انك تعتبرنى واحد من ولادك
سالم : ده شئ يشرفنى يا ابنى
عارف : والحقيقة انا كنت ناوى ازور سيادتك فى طنطا عشان عاوز افاتح حضرتك فى موضوع يخصنى ، فياريت لو تحددلى معاد ااجى لحضرتك فيه
سالم بفضول : موضوع ايه خير
عارف : كل خير ان شاء الله على الاقل بالنسبة لى ، و لو حضرتك وافقت هبقى سعيد جدا
سالم : انا مش فاهم حاجة
عارف : معلش ، ياريت بس حضرتك تشرفنى بتحديد معاد اجيلك فيه
سالم : خلاص ، ممكن تتفضل يوم الاتنين ان شاء الله فى المكتب …
عارف مقاطعا اياه : لو تسمح لى ، البيت هيبقى افضل وانسب للموضوع بتاعى
سالم بتفكير : مافيش مشكلة ، اهلا و سهلا
عارف : يا ترى الساعة سبعة مساءا يناسب حضرتك
سالم : اوى اوى ، مافيش مشكلة ...ىتشرف
عارف : انا متشكر جدا لحضرتك
………………..
بالاعلى عند جلال و فؤادة
بعد ان فرغت فؤادة من تغيير ثيابها وغادرت غرفتها كى تتجه الى الاسفل ، وجدت جلال منتظرا اياها امام غرفته و اشار لها بانه يريد التحدث اليها ، فدلفت خلفه واغلقت الباب والتفتت اليه قائلة : خير ، فى حاجة واللا ايه
جلال : تفتكرى عمك ممكن يوافق على عارف
فؤادة : اعتقد ان استاذ عارف مافيهوش حاجة تتعايب ، محترم وأخلاقه عالية و جامعى ومثقف و كمان بصراحة دماغه حلوة و بيعرف يشغل دماغه
جلال : ازاى يعنى مش فاهم
فؤادة : يعنى بصراحة دايما بيحلل اللى بيحصل قدامه بعقل ، ماهواش متسرع ولا من الرجالة اللى بياخدوا كل كلمة على صدرهم من غير تفكير
جلال وهو يحاول السيطرة على بادرة غضب بداخله : ها … و ايه كمان
فؤادة : هقول ايه تانى ، خلاص كده
جلال بنفاذ صبر : طب انا هحاول اصلح علاقتى بعمك على اد ما اقدر عشان نقدر نخطبله نهاد بقلب جامد
فؤادة : ان شاء الله خير ، ربنا يوفقهم
جلال : و قررتى هتخلى عمك و مراته يباتوا فين
فؤادة : لسه ما قررتش ، بس هشوف ، ربنا يسهل
جلال : لما كانوا بيجولكم زمان ، كانوا بيناموا ازاى
فؤادة بحنين : الحقيقة دى اول مرة نجتمع مع بعض هنا من ساعة بابا الله يرحمه ما مات ، لكن لما كانوا بيجوا ايام بابا ما كان موجود ، كانوا بيناموا فى الاوضة اللى بتنام فيها والدتك مع ليلى ، بس انا ممكن اخليهم يباتوا فى الاوضة اللى المحامى كان بايت فيها امبارح
جلال : المحامى هيفضل هنا لغاية ما التحقيقات تخلص
واثناء حديثهم وجدوا من يطرق الباب وعندما فتحت فؤادة وجدت حسنة امامها فقالت لها : اهلا يا امى اتفضلى
فدخلت حسنة واغلقت الباب من خلفها وقالت : الجماعة كلهم رجعوا والغدا جاهز ، انتو قاعدين هنا ليه
جلال : ابدا احنا هننزل حالا اهوه ، هو حسين و عارف قرروا يعملوا ايه ، هيسافروا واللا قاعدين
حسنة : هيسافروا بعد الغدا على طول
جلال وهو يوجه حديثه لفؤادة : يبقى اتحلت ، خليهم يباتوا هنا فى اوضة والدك
فؤادة باقتناع : ماشى
حسنة بتحذير : اعملوا حسابكم …. مش هينفع ابدا الليلة دى بالذات كل واحد يبات فى اوضة ، عمك هيبقى مركز معاكم يا فؤادة ، مش عاوزينه يحس بحاجة ، مش ناقصين مشاكل
فؤادة : ما اعتقدش انه بعد ما عرف الهلالى على حقيقته انه ممكن يزعل من اللى حصل او يعمل مشكلة
حسنة بحكمة : ما اعتقدش يا بنتى ان الحكاية سهلة كده زى ما انتى متصورة ، و مش عاوزين مشاكل قبل ما نشوف موضوع عارف و نهاد هيرسى على ايه
فؤادة : طب يعنى هنعمل ايه
حسنة : تتحملوا بعض الليلة دى ، و اهى ليلة و تعدى
فؤادة : ازاى يعنى يا امى
حسنة : اسمعوا الكلام ، انا ادرى منكم باللى ممكن يدور فى دماغ عمك لو حس بحاجة ، و احنا بنلصم الليلة على مانشوف حكاية عارف مع بنت عمك
فؤادة بامتعاض : طب شوفى حضرتك ايه اللى ممكن يتعمل و انا هعمله
حسنة : انا و ليلى هنبات فى اوضتك ، و عمك و مراته فى اوضتى و انتى تباتى هنا مع جلال ، لان الطبيعى انك تقعدى فى اوضة والدك
لتنظر فؤادة الى جلال ، فوجدته يقف بصمت ، و لم يعلق باى كلمة ، و فى النهاية قالت فؤادة بقلة حيلة : ماشى يا امى ، و اهى ليلة و تعدى
بعد ان فرغوا من الطعام ، ذهب الجميع الى الخارج و جلسوا بالحديقة ، و قص عارف على جلال و حسين كل ما دار بينه و بين سالم ، و بعد قليل هاتفهم المحامى و ابلغهم ان الزينى قد تحول الى النيابة
جلس محمد بالقرب من والديه واخذ يسأل والدته عن احوالها فقالت له : مراتك شكلها هادية اوى
محمد بمرح : ده بس عشان لسه ما اخدتش عليكم ، لكن عايشة دايما بتفكرنى بنهاد و شقاوتها
ام نهاد : ربنا يسعدكم يا ابنى يارب ، بس هو انت هتفضل معانا و اللا ناوى ترجع تسافر تانى
محمد و هو ينظر لابيه و كأنه يستشف ما يدور بذهنه : لسه ما قررتش يا ماما ، و مش عارف ان كنت هستريح هنا و اللا لا
ليقول سالم بما يشبه السخرية : و يا ترى ايه اللى هيقل راحتك يا دكتور عشان يخليك تسيب البلد باللى فيها و تهج من تانى
محمد و قد شعر بالراحة بعد ان وصل الى مبتغاه بان اشرك اباه فى الحديث دون ان يبادره الحديث : لسه مش عارف يا بابا ان كنت هلاقى فرصة شغل تريحنى و اللا لا
ليقول سالم و كأنه يتحدث دون اهتمام : لما تبقى تستقر على مكان يعجبك ابقى بلغنى و انا اتصرف
محمد : الحقيقة انا معروض عليا شغل فى الجامعة
ليتهلل وجه سالم بلمحة فخر ، و لكنه حاول جاهدا ان بخفيها و قال : طب هو شغل الجامعة مش هيريحك يعنى
محمد : لا ، انا اقصد الشغل التانى
سالم : شغل ايه
محمد : انا اكيد مش هكتفى بالجامعة ، انا عاوز اشتغل فى مستشفى او مصحة ، او حتى اعمل عيادة خاصة ، يعنى باختصار .. عاوز امارس مهنتى ، مايبقاش شغلى كله نظرى و بس
سالم : عموما ، انت ممكن تشوف و تقرر و ابقى بلغنى ، و انا هشوف ممكن اساعدك ازاى
محمد بامتنان : متشكر يا بابا
و على صعيد اخر كان عارف و حسين يستعدان للمغادرة ، بعد ان وصلت سيارة حسين بعد ان تم اصلاحها ، ووقف الجميع لتوديعهم و عندما جاء دور سالم لوداعهم قال له عارف : على ميعادنا ان شاء الله يا سالم بيه
سالم : فى انتظارك ان شاء الله
و عندما وصل عارف الى نهاد قال لها مداعبا بخبث : اتمنى اما اشوفك المرة الجاية ماتكونيش اتعلمتى تركبى خيل لوحدك
نهاد بعدم استيعاب : لا طبعا اقع
ليضحك عارف بشدة و هو يقول : اشوف وشك بسرعة
نهاد : اسمها اشوف وشك بخير
لينصرف عارف بصحبة حسين و هو لا يستطيع السيطرة على ضحكاته كلما تذكر تعليقات نهاد التى لا تخلو من العفوية الشديدة
اما نهاد فكانت تقف بوداعهم و معها طبق من الفاكهة تأكل منه بنهم و هى تنظر فى أثرهم بملامح تعتليها البلاهة ، و كانت فؤادة و محمد يراقبانها بمرح صامت بينما سلمى تكاد ان تنفجر منها غيظا حتى قالت فؤادة موجهة حديثها لابناء عمها : بس انا عاوزة اعرف انتو نزلتوا الارض كلكم كده تعملوا ايه
نهاد و هى تتناول التوت : كنا بنساعد العمال و هم بيصلحوا التخريب اللى حصل ، ده شوية شوية كانوا هيكهربوا السور ، و على فكرة المفروض تصرفيلنا يومية على التعب اللى تعبناهولك النهاردة
فؤادة بمرح : انتى بالذات حقك وصلك بزيادة ده انتى كلتى نص التوت اللى كان على الشجرة لوحدك
عايشة : اى و الله فؤادة ، نهاد ضلت تاكل التوت حتى صار لون تمها متل التوت
نهاد بسخرية مازحة : تمها … اسمه بقها ، انتى محتاجة كورس شعبى يا عايشة عشان تعرفى تعيشى على ارض الواقع
محمد : لا ابوس ايدك ، انتى بالذات مالكيش دعوة بيها ، انا عاوزها كده من غير كورسات
نهاد : يا عم روح ، انت الخسران
و مع تقدم الوقت انقسم المجلس الى ثلاث جهات ، جهة للرجال و كانت تضم سالم و العم نبيل و جلال و محمد و كان بصحبتهم المحامى و كانت احاديثهم منصبة على الاراضى و الزراعة ، و لكنها كانت تتطرق فى بعض الاحيان لما حدث من الزينى و الهلالى بحق فؤادة دون التطرق لاى حديث عن الماضى
و الجهة الثانية كانت تضم فؤادة و سلمى و نهاد و عايشة ، و كانت احاديثهم مابين قرب موعد ولادة عايشة و حياة فؤادة بعد الزواج و التى كانت فؤادة تعطيهم عنه اجابات مبهمة مغلفة بالمرح
اما الجهة الثالثة فكانت تضم حسنة و ام نهاد ، والتى دارت احاديثهم عن الابناء و ظروف كل منهم و استمر الحديث بينهم بود حتى قالت حسنة متبسمة : انا والله من ساعة ماشفتك فى المستشفى وقت اصابة فؤادة الله لا بعيدها و انتى دخلتى قلبى يا ام نهاد
ام نهاد : القلوب عند بعضها يا ام جلال ، ربنا يديم المعروف
حسنة بابتسامة : ان شاء الله هيدوم ، و كنت محتاجة نفسك معايا فى الحكاية دى
ام نهاد : انا معاكى يا حبيبتى طبعا من غير كلام ، ده انا اللى مربية فؤادة و معزتها عندى من معزة اخواتها بالظبط
حسنة : هى كمان بتحبك اوى ، بس الكلام المرة دى مش على فؤادة
ام نهاد : اومال على مين
حسنة : على نهاد
ام نهاد باستغراب : نهاد بنتى … مالها
حسنة بابتسامة : عاوزة اخودها لعارف ابنى .. ايه رايك
ام نهاد بلجلجة : ده يوم المنى با حبيبتى ، بس انتى اكيد فاهمة ان المواضيع دى انا ما اقدرش ابدا اقول رأيى فيها من غير شورة ابوها
حسنة بضحك : و مالك اتخضيتى كده ليه ، ما تخافيش ، عارف اخد معاد من ابو نهاد عشان يزوره و يطلب ايد نهاد ، بس ما قاللوش على سبب الزيارة ، بس انتى مطلوب منك انك تعرفى رأى البنت عشان بس نبقى عارفين احنا واقفين فين بالظبط
ام نهاد بابتسامة : حاضر ، هشاورها و هرد عليكى ان شاء الله
وعندما حان موعد النوم اتجه كل منهم الى الغرفة المخصصة له ، و اتجهت فؤادة الى غرفة ابيها خلف جلال و هى تكاد تموت خجلا ، و ما ان امتدت يدها لتغلق الباب خلفها حتى وجدت ماجدة امامها و لونها شاحب و كأنها من الاموات فقالت لها فؤادة بجزع : مالك يا ماجدة .. عاملة كده ليه ، فى حاجة حصلت
ماجدة بخفوت : دخلينى الاول يا ست فؤادة و انا هقول لك على كل حاجة
لتجذبها فؤادة الى الداخل و تغلق الباب و هى تتبادل النظرات مع جلال ثم قالت لماجدة : اقعدى و خدى نفسك و قوليلى ايه اللى حصل
ماجدة و هى تنشج بالبكاء : الست ندا كلمتنى و بهدلتنى و قالتلى انها هترمى اهلى كلهم فى الشارع بعد ما تهد البيت اللى اوينا على دماغهم
فؤادة : انا مش قلتلك ماترديش عليها مهما كلمتك لحد ما انا اقول لك
ماجدة : و الله يا ست فؤادة مارديت عليها خالص ، ده انا لقيت سى ادهم جاى بيدينى تليفون ماعرفش بتاع مين و بيقوللى كلمى ماما
جلال و هو يوجه حديثه لفؤادة للتوضيح : ادهم طلب من عارف تليفونه بعد العصر ، و قال له انه عاوز يكلم مامته و خاله ، فاتصل له بكريم و سابله التليفون على مايخلصوا كلام
فؤادة : طب قالت لك ايه بالظبط و انتى قلتيلها ايه
ماجدة : و النبى يا ست فؤادة مالحقت انطق ، ده انا يادوب بقول الو ، لقيتها نزلت فيا شتيمة و بهدلة ، و قالت لى انها زى ما شغلتنى تقدر ترمينى فى الشارع لو ما كنتش اكلمها الليلة دى ضرورى بعد ما الكل ينام و احكيلها كل اللى حصل هنا بالتفصيل من ساعة اخر مكالمة كلمتهالى ، و انا مش عارفة اعمل ايه ، و اهلى اللى هيتبهدلوا دول ، ده احنا مصدقنا ان امى ابتدت صحتها تتعدل شوية ، تقوم تترمى فى الشارع ، ده احنا غلابة يا ست فؤادة و ما لناش غير ربنا
فؤادة : انتو ليكم ارض بتزرعوها و اللا حاجة يا ماجدة
ماجدة بسخرية : ماكانش ده بقى حالنا يا ست
فؤادة : طب و البيت اللى عايشين فيه مش ملككم
ماجدة : لا يا ست فؤادة ، ده ملك عزت بية ابو الست ندا ، و عايشين فيه مع خالتى و جوزها و عيالهم ، و عشان كده بتهددنى بالطرد
فؤادة : خلاص ، ما تقلقيش ، انا بكرة الصبح ان شاء الله هبعتك ليهم بعربية مخصوص تجيبيهم كلهم و تيجوا على هنا ، و المزرعة الحمدلله مليانة شغل و خير ، و احنا هنا عندنا اماكن كتير ممكن تقعدوا فيها
جلال : لا يا فؤادة ، ما تتعبيش نفسك ، انا هكلم عارف اخليه يتصرف لهم فى بيت ناحية الارض بتاعتنا ، علشان امها اللى كل شوية بتحتاج تروح تجيب علاجها دى
ثم نظر الى ماجدة و قال لها : هاتى تليفونك يا ماجدة و ما تقلقيش
ماجدة ببكاء: امى يا سى جلال
جلال بابتسامة حنونة : ما قلتلك ما تخافيش بقى ، و روحى انتى ياللا نامى
بعد ان خرجت ماجدة نظرت فؤادة الى جلال و قالت له : هتعمل ايه
كان جلال يمسك بيده هاتف ماجدة و قام بالاتصال باحد ما ثم ضغط على زر الاسبيكر و هو يقول لفؤادة : هتعرفى دلوقتى
ليأتيهم صوت ندا و هى تقول بغضب : يعنى اتكلمتى يا زفتة ، هو انا لازم اقعد ادور عليكى و اهددك عشان تتكلمى ، اتنيلى انطقى و قوليلى ايه االى بيحصل عندك و ماكنتيش بتردى على الزفت اللى فى ايدك ده ليه
كان جلال يضغط بغضب على نواجزه و هو يسمع كلمات ندا اللاذعة حتى انتهت من حديثها فقال لها بحزم : عشان انا قلتلها ما تكلمكيش يا ندا
ندا بشهقة مسموعة : جلال
جلال : ايوة جلال يا بنت عمى ، جلال اللى مصلطة شغالة عندنا تنقلك اخباره ، و اللى كنت عشمان لاخر لحظة ان يطلع ظنى غلط و عمال اقول ندا بنت عمى لا يمكن تعمل كدة ابدا ، اتاريكى الغل عاماكى و سيطر على قلبك و ملاه بالسواد
ندا بانكار : ما حصلش
جلال : انتى كنتى عاوزة ايه يحصل اكتر من كده ، اسمعينى بقى ، انا مش هبلغ عمى بعمايلك السودة دى كلها عشان صحته مش اكتر ، لكن قسما بالله يا ندا ان ما احترمتى نفسك و عيلتك انا مش هيفرق معايا حاجة
و يكون فى معلومك ، شريكك التانى اتقبض عليه
ندا بذهول : شريكى
جلال بغضب و هو بيحاول ان صوته ما يعلاش : ايوة شريك يا هانم ، الزينى ، اللى كنتى بتتآمرى معاه على مراتى
ندا بدهشة : مراتك يا جلال
جلال حس ان الكلمة طلعت منه عفوية من غير قصد لكن ما حاولش يصححها او ينفيها فقال لها : احمدى ربنا اننا لحد دلوقتى ماجيبناش سيرتك فى النيابة ، احنا عملنا كده بس عشان خاطر ولاد اخويا و سلوى بنتى ، لكن انا اقسمت انك لو حاولتى بس تعيدى الكرة ، انا مش هسكت يا ندا
و ااه ، حذارى ثم حذارى تحاولى تضايقى اهل البنت الغلبانة دى او حتى خالتها اللى بتشتغل فى بيتكم
انا بنصحك لاخر مرة ، لان دى اخر مرة هعمل فيها خاطر لاى صلة بينا ، و بعد كده ما تلوميش غير نفسك .. انتى فاهمة
بعد ان انتهى جلال من حديثه لندا ، اغلق الخط فورا ، فهو كان يعلم انها لن تستطيع الرد عليه ، و ما ان فعل ذلك قام بجذب هاتفه من جيب بنطاله و قام بالاتصال بعارف ، و قص عليه ملخص ما حدث ، و طلب منه ان يدبر بيتا فى نطاق حديقة الموالح خاصتهم ، ليجعله سكنا لاهل ماجدة
و وعده عارف بتدبيره فى اسرع وقت ممكن ، و طلب من جلال ان يدبر وقته لكى يكون بجواره عند خطبة نهاد من ابيها ، فقال له جلال : حاضر يا حبيبى ما تقلقش ، لسه قدامنا اسبوع بحاله ، و ان شاء الله ربنا يقدم لك كل خير من عنده ، و ااه ، معلش يا عارف هتعبك ، ياريت تكلم كريم و تعرفه اخر مصايب اخته عشان لو حاولت تأذى اهل ماجدة قبل ما انت تعرف تتصرف ، يقف لها
عارف : ما تقلقش يا جلال ، انا هكلم عطوة حالا يتصرف ، و هقابل كريم الصبح و افهمه على كل حاجة
و بعد ان انتهى جلال من حديثه مع عارف التفت لفؤادة فوجدها تجلس على الاريكة و هى تستند برأسها الى الخلف و النوم يداعب عينيها بشدة ، فقال لها باشفاق : قومى غيرى هدومك ، و ناميلك شوية
فؤادة بشهقة مفاجئة : ده انا نسيت خالص اجيبلى هدوم من اوضتى ، و نسيت اودى غيارات لعمى و مراة عمى
ليضحك جلال بشدة ، بينما قامت هى بتذمر و فتحت خزانة الملابس و قامت باخراج منامة خاصة بوالدها ، و اتجهت بسرعة الى الخارج ، نحو غرفتها و دقت عليها دقة صغيرة ثم دلفت اليها فوجدت حسنة و ليلى فى سبات عميق ، ففتحت خزانتها بهدوء و اخرجت منها منامة تناسب زوجة عمها و عادت الى الخارج و دقت الباب على عمها ، و عندما فتح لها عمها الباب قالت باعتذار : انا اسفة و الله يا عمى انا نسيت خالص اجيبلكم غيار عشان تناموا
و لكنها نظرت اليهم باستغراب عندما وجدتهم فى ملابس بيتية مريحة ، و قال عمها : حماتك جابت لنا هدوم من بدرى
فؤادة بتنهيدة : الله يباركلها ، معلش قلقتكم ، سامحونى .. تصبحوا على خير
ليجذبها سالم من يدها قائلا : تعالى ادخلى ، انا عاوزك فى كلمتين
لتدخل فؤادة لتجد زوجة عمها تستقبلها بابتسامة طمأنة فتجلس بجوارها قائلة : اؤمرنى يا عمى
سالم : ما جاتش مناسبة من ساعة ما وصلنا الصبح انى اقعد معاكى لوحدك ، انتى كويسة
فؤادة باستغراب : ايوة يا عمى بخير الحمدلله ، هو فى حاجة قالقة حضرتك
سالم : طبعا انتى اتجوزتى و خلاص و يمكن كلامى ده ما بقالوش قيمة ، بس هل انتى شايفة ان جوازك من جلال مع فرق السن و انه ارمل و كمان موضوع رجله ده مناسب ليكى
احست فؤادة بالذهول من حديث عمها ، فهى لم تتوقع ابدا ان يحدثها فى امر زواجها فى اى وقت كان ، و عندما استجمعت تركيزها قالت بابتسامة رسمتها على وجهها تخفى بها اضطرابها : جلال طيب اوى يا عمى و ابن حلال ، و راجل بمعنى الكلمة ، و موضوع رجله ده كان بسبب الحادثة اللى راحت فيها ام بنته ، و اللى لغاية دلوقتى بيكنلها كل حب و احترام ، و رغم ذلك شايل حمل ارضه و ارض اخواته كله على اكتافه ، و اخواته و والدته بيحترموه جدا و بيعتبروه كبيرهم بعد والدهم الله يرحمه
سالم باستغراب : يعنى اتجوزتيه و انتى عارفة انه لسه بيحب مراته و عادى كده مش فارق معاكى
فؤادة : تفتكر لما يفضل يحب مراته حتى بعد موتها كل السنين دى ، ده يبقى معناه ايه غير انه راجل مخلص و امين
سالم : طب و بنته ، ليه ترضى انك تبقى مراة اب و انتى لسه فى اول حياتك
فؤادة بابتسامة : انا ابقى مراة اب لسلوى … طب دى سلوى دى الحاجة اللى بدعى ربنا انه يديمها نعمة فى حياتى و انها تعتبرنى زى مامتها الله يرحمها ، سلوى بنت جميلة و رقيقة و زكية ، و فوق كل ده يتيمة ، امها ماتت و هى بتولدها زيى بالظبط ، انا كل صلاة بدعى ربنا انه ما يفرقناش
سالم : يعنى هو كان معرفك ظروفه كلها من قبل ما تتجوزوا
فؤادة : ايوة طبعا
سالم : و عرفتيه منين يا فؤادة
لتصمت فؤادة ، فهى لم تعتاد على الكذب ، و لا تريد ان تبدأ فى الكذب ايضا ، انها حقا تخفى عن الجميع حقيقة زواجها ولكنها لم تكذب على احد
سالم : ما رديتيش يا فؤادة ، عرفتيه منين
فؤادة : ابن عمه كان زميلى فى مكتب الترجمة اللى كنت بشتغل فيه فى اسكندرية
سالم بسخرية : ده الموضوع قديم بقى
ام نهاد و هى تحاول فك الحصار عن نهاد : قديم بقى و اللا جديد ، اهى الحمدلله اتجوزت جدع ابن حلال و واضح عليه انه بيحبها و صاينها و واخد باله منها ، و ده اللى يهمنا
ليومئ سالم برأسه بصمت لتنتهز فؤادة الفرصة و تنهض متجهة الى الخارج قائلة : هسيبكم تناموا بقى و اروح انا كمان عشان انام ، تصبحوا على خير
و عندما خرجت من الغرفة تفاجئت بجلال و قد ابدل ملابسه و هو يقف مستندا بكتفه على باب غرفة ابيها ، لتعلم انه قد سمع حوارها مع عمها بالكامل ، فقد كان باب الغرفة مفتوحا طوال الحديث
لينظر لها جلال نظرة غامضة و اشار لها بالدخول و ما ان اغلق باب الغرفة التفت اليها قائلا : ادخلى غيرى و نامى على السرير ، و انا هنام على الكنبة
تصبحى على خير
و لم يعطها اى فرصة للرد ، حيث اتجه من فوره الى الاريكة و تمدد عليها معطيا اياها ظهره و تركها تقف فى منتصف الغرفة و هى لا زالت تحمل بيديها الملابس التى ذهبت بها لعمها و زوجته
تابع من هنا: جميع فصول رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى
تابع أيضا: جميع فصول رواية الفريسة والصياد بقلم منال سالم
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية انتقام اثم بقلم زينب مصطفى
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات مصرية كاملة
اقرأ أيضا: رواية شرسة ولكن بقلم لولو طارق
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا