مرحباً بكم أصدقائي وأحبابي عاشقي القراءة والقصص مع رواية رومانسية جديدة للكاتبة المتألقة ميمى عوالى و التى سبق أن قدمنا لها العديد من الروايات علي موقعنا قصص 26 وموعدنا اليوم مع الفصل الرابع والعشرون من رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى .
رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى - الفصل الرابع والعشرون
محمد : مشاعرك ما اتحركتش ناحيتها فى اى لحظة
جلال بصدق : مش عارف ، و حاسس انى خايف اعرف ، و لما اتكلمت معاك بصراحة .. اتمنيت انك تقدر تساعدنى ان انا كمان اعرف اللى جوايا
محمد : طب ما تحكيلى على اللى جواك و ملخبطك بالشكل ده .. لدرجة انك مش عارف ايه اللى جواك
جلال و هو ينظر الى اللا شئ : انا كنت و ما زلت بحب مراتى الله يرحمها جدا ، لدرجة مش سهل ابدا ان اى حد يتصورها ، كانت بنت عمى ، و كنا بنحب بعض من صغرنا ، رغم ان برضة كان فى فرق فى السن بيننا و بين بعض ، كانت زى النسمة الشاردة اللى تلمس القلب ترطبه ، كانت هادية .. و رقيقة ، كانت اكتر حاجة ترعبها انها تعرف ان حد زعلان منها ، حتى لو هى اللى كانت عندها الحق ، لكن كان عندها مقدرة كبيرة على التسامح و العفو
برغم انها الله يرحمها كان طول عمرها عندها نفس المتلازمة بتاعة فؤادة دى من صغرها ، لكن عمرى ما فكرت انها ممكن تكون ازمة نفسبة ، كل اللى جه فى بالى و اللى كان تفسيرى الوحيد لده .. انها كانت خجولة جدا زيادة عن اللزوم و مسالمة لاقصى درجة ، فكانت ايدها دايما تتشبث فى هدومها من كتر الخجل
محمد بتردد : او يمكن ضعف شخصية ، و ده اللى كان بيخليها تتنازل عن حقوقها لمجرد خوفها ان حد يزعل منها
ليقول جلال باعتراض : هى لما تحب ترضى اللى حواليها تبقى شخصيتها ضعيفة
محمد : طب ما فؤادة برضة بترضى كل اللى حواليها و بمنتهى الحب ، لكن عمرها ما اتنازلت عن اى حق من حقوقها
جلال برضوخ : انا عارف ان هدى الله يرحمها كانت شخصيتها اهدى و اضعف بكتير من فؤادة ، و عشان كده استغربت ان المتلازمة دى تحصل مع فؤادة لما لاحظت قوتها الداخلية و شدتها فى عدم تنازلها عن اى حق من حقوقها ، فؤادة عكس هدى تماما … فى كل شئ ، ساعات بحس انها عاملة زى الشجرة العفية اللى واقفة قصاد الريح تتحداها انها تغلبها او حتى تاخد غصن واحد من غصونها ، رغم انها اوقات كتير كانت بتعمل كده رغم علمها الكامل ان ضهرها للحيط و ان ما حدش معاها ممكن يسندها او يقويها
محمد : و يمكن عشان كده بتتشبث فى نفسها ، او بمعنى تانى بتقوى روحها بروحها
جلال : مش هنكر ان قوتها ابهرتنى و خدتنى ، لكن فى نفس الوقت خفت ...خفت يا محمد
محمد بفضول : و ايه اللى خوفك
جلال بتيه : مش عارف
محمد : لكن على الاقل عندك اول الخيط
لينظر جلال الى محمد بشرود و يقول : يمكن عشان شكلها اوى
محمد بفضول : شكل مين
جلال : هدى … مراتى الله يرحمها
محمد : و ايه اللى يخوفك فى ده
جلال : يمكن خايف تاخد مكانها فى قلبى
محمد : طب مش يمكن خايف من حد تانى
جلال باستغراب : حد زى مين
محمد بتخمين : عمك ...اخواتها … سلوى
جلال بنفى : لا لا لأ ، سلوى لأ ، دول روحهم فى بعض
محمد : يمكن خايف على زعل عمك مثلا
جلال بتنهيدة عميقة : مش عارف .. صدقنى مش عارف
محمد و هو ينظر اليه بتركيز شديد : يمكن خايف منها هى
جلال بفضول : من فؤادة ، طب هخاف منها ليه
محمد : يعنى ، ممكن تفكر انك عاوزها عشان شبه مراتك اللى ماتت مش عشانها هى
و عندما لم يجد محمد ردا من جلال اكمل حديثه قائلا : او خايف مثلا انها ترفضك ، او انها ما تحبكش زى ما بتحبها
جلال بانتباه : هو انا بحبها
محمد بابتسامة : معرفش ، انت بس اللى تعرف ده يا جلال
جلال : ما انا قلتلك انى محتاجلك تساعدنى ، على الاقل بصفتك دكتور نفسى
محمد : مهما كانت شطارة الدكتور ، الا انه عمره مايقدر يعالج مريض مش قادر انه يبقى صريح مع نفسه
جلال : بس انا قلتلك كل حاجة
محمد : لازم تعرف الاول ان كنت بتحبها و عاوزها و اللا لا
جلال : طب و انا هعرف ازاى
محمد بابتسامة : ركز مع نفسك و اعرف ان كانت بتوحشك … بتفكر فيها .. شغلاك .. بتغير عليها مثلا .. و الاهم من ده كله ، عاوز تحميها انسانية و اللا عشان هى فؤادة ، يعنى لو اى حد مكانها كنت برضة هتعمل معاها كده ، و اللا انت عملت ده عشانها هى بس
سيبت سلوى معاها ليه ، عشان سلوى عاوزة ده ، و اللا عشان تبقى حجة ان الوداد يفضل موصول
اقعد مع نفسك يا جلال و جاوب بدقة و امانة ، لان اجابة الاسئلة دى هى اللى هتحدد مكانة فؤادة فين بالظبط بالنسبة لك
جلال : طب موضوع ايديها
محمد : موضوع ايديها .. يمكن يتحل لوحده لو انت عرفت الاجابات دى الاول
جلال : و ايه علاقة ده بده
محمد بابتسامة سخرية : للاسف العلاقة وطيدة جدا ، بس خلينا خطوة بخطوة ، و اتمنى انك لما تعرف الاجابة تبلغنى
ليومئ جلال برأسه و يجذب عصاه من موضعها ، لينهض من مجلسه استعدادا للمغادرة فينهض محمد هو الاخر و يقول : هتشوفها قريب
جلال متنهدا : هسافر لهم بعد بكرة ان شاء ، المفروض دكتور العلاج الطبيعى يشوفها و يقرر هتتعامل ازاى بعد كده ، فهاخد الدكتور و اوديهولها
محمد بتساؤل : طب و ليه هى ما تجيش تقعد هنا و تتابع معاه اسهل ، و على الاقل تبقى وسطنا كلنا
جلال : هى حابة تقعد فى المزرعة بتاعتها حاليا
محمد : يعنى عرضت عليها انها ترجع تقعد هنا و هى اللى رفضت
ليحرك جلال رأسه يمينا و يسارا علامة الرفض بشئ من الخجل
محمد : طب و ما عرضتش عليها ده ليه
جلال بخفوت : حسيت انه مش من حقى
محمد سكت شوية و بعدين قال له بفضول : طب و بعد كده
جلال بعدم فهم : بعد كده ايه
محمد : اقصد بعد ما هتوديلها الدكتور و تشوفوا كل ده ، انت هتفضل هناك و اللا هترجع طنطا
ججال : غالبا هرجع ، لان الدكتور هيبقى معايا فى عربيتى
محمد بفضول : طب لو اتوفرت عربية للدكتور يرجع فيها ، هترجع برضة
جلال : اخاف اكون بفرض روحى عليها
ليبتسم محمد بسعادة و يقول : شكلك قربت توصل للاجابة ، عموما … انا هبقى جنبك دايما فى اى خطوة تحتاجنى فيها
جلال بتردد : طبعا مش محتاج اوصيك ان فؤادة ما تعرفش حاجة عن كلامنا ده
محمد بجدية : اكيد مش محتاج
جلال : و لا انك عرفت حاجة عن حقيقة علاقتنا ببعض
محمد: كله منفد على بعض يا جلال ، ما تقلقش
جلال بامتنان : انا متشكر جدا ، و معلش بقى عطلتك عن مراتك و بننوتك الحلوة
محمد : يا سيدى لا عطلتنى و لا حاجة و زى ما قلتلك انا موجود معاك و جنبك دايما
عند نهاد .. كانت فى اوضتها ، و كان عارف بيكلمها عل التليفون
عارف : مش ملاحظة انى عمال اتكلم معاكى و انتى ما بترديش عليا غير بالقطارة
نهاد : عاوزنى اعمل ايه بس
عارف : عاوزك تتكلمى معايا بطبيعتك ، وحشتنى شقاوتك فى الكلام
نهاد بمكر : ما ينفعش يا مستر
عارف و هو يجارى عبثها بعبث مماثل : و ليه ما ينفعش يا ميس
نهاد : لانه لا يجوز حضرتك
عارف : و هو انا بقول لك حبى فيا ، انا بقول لك اتكلمى معايا ، احكيلى حتى عن يومك
نهاد بشهقة تمثيلية : انت عاوزنى افتش لك اسرارى
عارف : و انتى عندك اسرار
نهاد بتأكيد : طبعااا
عارف : و ايه بقى اسرارك دى
نهاد بشقاوة : و تبقى اسرار ازاى لو قلت لك عليها
عارف بمرح : طب ما انا عارفها كلها
نهاد : و عارف ايه بقى
عارف بصوت ضاحك : انك بتعشقى التوت ، و بتموتى فى المحشى ، و فى مودة من نوع خاص بينك و بين الرز بلبن
نهاد بوعيد : صبرك عليا يا فؤادة الكلب ، ان ما وريتك يا فتانة
عارف ضاحكا : و انتى فكرك ان فؤادة هى اللى قالتلى المعلومات دى
نهاد بفضول : اومال مين
عارف : يا بنتى انتى بس اكتبى على جوجل . نهاد سالم ، هتلاقى كل المعلومات دى
نهاد بتصنع : انا صحيح شخصية عامة و من المشاهير ، لكن ما افتكرش انى صرحت قبل كده بالحاجات دى
عارف : طب مش هتجاوبينى على سؤالى
نهاد و هى تتصنع عدم الفهم : سؤال ايه
عارف : اللى سألته لك فى اول المكالمة
نهاد : مش فاكرة
عارف : يعنى عاوزانى اقولهولك تانى
نهاد بابتسامة : و ماله .. فى الاعادة افادة
عارف بنبرة دافئة : يا ترى بتحببنى زى ما بحبك
نهاد بخبث : هو مش انا قلت لك لا يجوز يا مستر
عارف : لا يجوز انك تحبينى و اللا لا يجوز انك تجاوبينى يا نهاد
نهاد بلجلجة : هااا ، بص … هو مش هينفع و خلاص ، و كمان انا لازم اقفل عشان ماما ما بتندهش عليا
عارف : نعم
نهاد: ما هو مش هنكدب من اولها .. ساعدنى يساعدك ربنا ، المفروض يبقى فى شوية انسانية عن كده
عارف و هو لايستطيع كبت ضحكاته : خلاص خلاص ، عرفت انك اتكسفتى و عاوزة تقفلى ، بس عاوز منك حاجة واحدة بس … ممكن
نهاد بقلة صبر : هممممم ، قول
عارف بامتعاض : ما تقفلى السكة فى وشى احسن يا حبيبتى
نهاد بزهق : هتقول على الحاجة اللى عاوزها ، و اللا اسيبك و اروح اتغدى بدل اللطعة دى
عارف : تصدقى كنت شاكك فيكى من الاول
نهاد : هااااا
عارف : هقول خلاص ، يا لطيف منك … عاوزك تبلغى بابا اننا ان شاء الله فى العقيقة بتاعة زهرة هنحدد معاد الفرح
نهاد بذهول : فرح مين
عارف : فرح عم عبده البواب الى عندنا فى المدرسة ، ما تركزى يا نهاد ، فرحنا طبعا
نهاد : تقصد فرحنا فرحنا ، اللى هو يعنى جواز ، و اللا خطوبة و شبكة و كده
عارف باستيعاب : امممممم ، ايوة يا ستى .. اقصد فرح فرح اللى هو جواز ، احنا هنكتب الكتاب و نتجوز على طول
نهاد بدهشة : ازاى يعنى بسرعة كده ، مش المفروض بيبقى فى ترتيبات و تجهيزات لكل ده
عارف : احنا يا ستى مش هنحتاج لكل الكلام ده ، انتى بس كل اللى عليكى انك تختارى عاوزة تعيشى فين ، لو حابة تفضلى فى طنطا ، انا عندى شقة حلوة جدا فى كفر عصام و جاهزة على الفرش ، ما عليكى الا انك تنزلى معايا تختارى فرشها على ذوقك
و لو موافقة اننا نعيش مع امى و اخواتى فى بيتنا ، فبرضة هيبقى لينا جناح لوحدنا زى الشقة الصغيرة كده بس عيشتنا هتبقى كلنا مع بعضنا ،
يعنى من الاخر سواء هنا او هناك انا جاهز ، بس انتى كل اللى عليكى انك تاخدى قرار فى المكان اللى هتحبى تقعدى فبه
نهاد : طب هو انا لو اختارت انى افضل هنا فى طنطا ، هتزعل ، او مثلا يعنى مامتك هتضايق
عارف : انا امى كل اللى يهمها سعادتى انا و اخواتى ، بس مش هكذب عليكى ، اكيد امى هتضايق انى هبعد عنها ، و انا كمان لانى ما اتعودتش انى ابعد عنها أو عن اخواتى ، لكن ده ما يمنعش انى هبقى مبسوط و انا شايفك مبسوطة ، و عموما مش مكان سكنى ابدا اللى هيبعدنى عن امى او اخواتى
نهاد بجدية : عندك حق ، و انا احتراما لصراحتك معايا ، انا كمان هبقى صريحة معاك ، انا ما عنديش مانع ابدا انى ابقى معاك فى اى حتة ، هنا او هناك ، لكن انا مش هقدر اديك رأى فى الحكاية دى قبل ما اعرف رأى ماما و بابا
عارف : افهم من كده اننا لو عشنا فى طنطا ، انى لما اطلب منك نزور امى و اخواتى و نقعد معاهم كام يوم ، انك مش هتمانعى ، لان وقتها هيبقى قرار الموافقة او الرفض نابع منك وحدك من غير ما اى حد تانى ممكن يتدخل
نهاد : ايوة طبعا هوافق ، و على فكرة انا حبيت مامتك و اخواتك جدا و خصوصا اما شفتهم بيتعاملوا ازاى مع فؤادة ، و اد ايه عوضوها عن حاجات كتير حصلت معاها
عارف بمرح : و انا كمان
نهاد : انت كمان ايه
عارف بحب : انا كمان بحبك اوى
……….
فى اليوم التالى ، خرج جلال من المنزل و ذهب فى طريقه مع عطوة الى حديقة الموالح ، و لكنه ما ان مر على الموضع الذى رأى فيه فؤادة لاول مرة الا و امر عطوة بالتوقف ، و هبط من الكاريتة أمرا عطوة باستكمال طريقه و تركه بمفرده بعض الوقت
و بعد انصياع عطوة لما امره به جلال ، ذهب جلال الى نفس الشجرة التى كانت تحتمى بها فؤاة من الامطار ، و جلس باسفلها و هو يتذكر كل ما مر به مع فؤادة منذ ذلك اليوم و هو يحدث نفسه
ها يا جلال ناوى على ايه
و هو انا لو عارف ناوى على ايه كنت جيت و قعدت القاعدة دى
انت اللى تاعب روحك رغم انك عارف كويس اوى انك ابتديت تنشغل بيها … اعترف انك بتحبها و انت تستريح
طب و هدى ، مش هقدر اخونها
هدى الله يرحمها من سنين طويلة ، من عمر بنتك
بس انا طول السنين دى و انا مخلص ليها ، و عمرى ما فكرت ابدا انى اتجوز بعدها ، و لا حتى انشغل بغيرها
ده لانك مالقيتش حد يشغلك و لا يسكن قلبك قبل فؤادة ، و اللا انت خايف انها ما توافقش
و هى ممكن ما توافقش
انت قلبك بيقول لك ايه
مش عارف
طب ما تجرب ، مش هتخسر حاجة
مين قال انى مش هخسر ، بالعكس هخسر كتير اوى
و هتخسر ايه بقى
هخسرها … لو بعدت عنى هخسرها ، و ما اعتقدش انى هقدر على ده ابدا
اخيرا اعترفت انك بتحبها
ايوة بحبها ، بحب قوتها و عندها ، بحب تصميمها على الحق ، بحب رقة قلبها ، بحب حبها لبنتى و لامى و اخواتى ، بحب حبها لكل اللى حواليها و حبهم ليها
و اخذ يتذكر استقبال العاملين فى المزرعة لفؤادة و مبادلتها الاحضان و القبلات بحب صادق دون رياء و هو يقول بابسامة : وحشتينى
فى اليوم التالى اصطحب جلال الطبيب المختص بالعلاج الطبيعى و الذى اوصى به الطبيب الجراح ، واتجها الى مزرعة فؤادة ، و التى وصلا اليها قبيل الظهر بساعة واحدة
و عندما دلفت السيارة من البوابة الرئيسية و اصطفت بالممر ، و قبل ان يهبط منها جلال سمعا صرخات مرحة ، و عندما اتجه ببصره اتجاه صوت الصرخات وجد سلوى تأتى اليه مهرولة و هى تصرخ بفرح قائلة : بابا جه يا ماما بابا جه ، و ما ان فتح جلال باب السيارة و هبط منها بقدم واحدة حتى ارتمت سلوى باحضانه بسعادلة مقبلة وجنته بحب شديد ، و عاطفة لم يجربها من قبل مع ابنته ، فكان تعاملهم غالبا ما ينطبق عليه التعامل الروتينى الجاف ، فعلاقتهم لم تتطور الى تلك الصورة المحببة الا فى وجود فؤادة
جلال بسعادة و هو يحتضن سلوى بحب : وحشتينى يا عفريتة ، ما كنتش اعرف انك لما هتغيبى عنى يومين هتوحشينى كده
سلوى بطفولة و هى تفتح ذراعيها على طول امتدادهما : انت كمان وشتنى اااد كده ، و تيتا و عمو عارف و عمو حسين و ادهم و ليلى و … و…
جلال بدعابة : و مين تانى بقى ، ما فاضلش غير عمك عطوة اللى ما جيبتيش سيرته
سلوى بمرح : و كمان دادا ام ابراهيم
ثم اكملت بشهقة عالية وقالت : و كمان نسيت خالتو ندا و خالو كريم و جدو و تيتا زينب
جلال و قد احس بالضيق لسماعه اسم ندا فقال : طب ايه ، هتخلي بابا قاعد كده فى العربية لحد ما ارجع تانى و اللا ايه
لتسحب سلوى ابيها من يده و هى تقول : لااااا ، تمشى ايه ، ده حتى ماما عملالك اكل حلو اوى عشان تتغدى معانا
ليلتفت جلال الى الرجل الجالس بجواره و يقول بترحيب : اتفضل يا دكتور محمود ، ما تأخذنيش ، سلوى عطلتنا شوية
محمود : لا يا سيدى و لا يهمك ، انا مش مستعجل ، ربنا يخليهالك
و عندما هبط جلال من السيارة و ذهب ببصره الى المنزل وجدها هناك ، كانت تقف بجوار شجرة التوت و قد حلت رباط كتفها ، و كانت هناك ابتسامة تزين ثغرها جعل جلال يزدرد لعابه بصعوبه، و هو يحاول ان يوصل الهواء الى حنجرته ليدعو الطبيب الى السير معه للداخل
و ما ان وصلا امامها حتى قال لها باشتياق وهو يلتهم ملامحها بعينيه : ازيك
فؤادة بخجل : الحمدلله ، حمدلله على السلامة
جلال : الله يسلمك ، اقدملك دكتور محمود ، دكتور العلاج الطبيعى ، و يبقى صديق محمد اخوكى
محمود : انا و محمد اكتر من الاخوات ، اهلا بيكى يا مدام فؤادة ، اتشرفت بمعرفتك
فؤادة بخجل : الشرف لينا يادكتور .. اتفضلوا
ليصطحب جلال الطبيب إلى الجلسة الخارجية و يدعوه للجلوس و يقول لفؤادة : يا ترى ممكن تطلبيلنا فنجانين قهوة
فؤادة : حالا
ثم ذهبت الى الداخل و اثناء غيابها حضرت ماجدة و وضعت امامهم الكثير من الفاكهة و هى تقول بترحاب : الف حمدلله عل السلامة يا سى جلال
جلال : الله يسلمك يا ماجدة ، عاملة ايه
ماجدة بعرفان : تسلم لنا من كل شر ويزيدك من نعيمه يارب
جلال : بعد ما نتطمن على فؤادة ، فكرينى عشان اتصل لك باهلك عشان تسلمى و تتطمنى عليهم
ماجدة بسعادة : يارب تسلم و تعيش ، و انا هروح اجيب القهوة حالا
لتعود اليهم فؤادة بصحبة ماجدة و هى تحمل اليهم القهوة
و ما ان تناول جلال اول رشفة حتى قال : ايه القهوة اللى تعدل الدماغ دى
محمود وهو يتناول فنجانه : ااه و الله صدقت ، و ريحتها لوحدها حكاية
جلال بدعابة : ايه يا ماجدة ، قهوتك اتحسنت اوى
ماجدة ضحك : الكدب خيبة يا سى جلال ، دى عمايل الست فؤادة
محمود بدماثة : تسلم ايدها و الله
اما جلال فقد رفع الفنجان مرة اخرى الى شفتيه ، و هو يتذوقها مرة اخرى بهدوء و روية و هو ينظر لفؤادة بامعان جعلها تغض الطرف عن مراقبته و اخذت تنظر هنا و هناك دون ن تنطق باى كلمة
حتى انتهى جلال من قهوته فقال بهدوء : تسلم ايدك
لتتمتم فؤادة ببعض الكلمات التى لاتصل للاذن فيقول محمود بعملية شديدة : انا عاوزاشوف حركة دراعك اخبارها ايه
و بعد ان امضى محمود مع فؤادة ما لا يقل عن ساعة و نصف و هو يقوم بعمل بعض التمارين لها ويشرح لها بعض التمارين الاخرى التى يجب عليها تكرارها يوميا و على فترات كان الارهاق و الالم قد نالوا من فؤادة بشدة لاحظها جلال فقال لمحمود : طب و هى هتقدر تعمل التمارين دى كلها لوحدها
محمود : يفضل طبعا فى البداية يبقى بمساعدة حد معاها ، لكن طبعا بحذر عشان زى ما فهمت ان الاصابة كانت قريبة جدا من الاوتار ، و اى حركة عنيفة ممكن تأذيها و تأخر فى رجوعها لطبيعتها اكتر من اللازم
و اديك اهو كنت معانا خطوة بخطوة ، و انا كمان هشرحلك ازاى تساعدها وقت التمارين دى عشان ما تحملش عليها بزيادة ،و طبعا فى كمان بعض التحذيرات على ما نخف تماما ، و كل ده هكتبهولكم عشان تبقوا دايما فاكرينه
و بعد ان اتم محمود ما جاء بشأنه تماما ، و قام بكتابة كل التعليمات و سلمها لجلال ، نهض محمود من مكان و هو يقول : امشى انا بقى
جلال : تمشى فين يا عم انت ، استنى احنا لسه هنتغدا سوا ، هنتغدى و نقعد شوية و هوصلك
محمود : لاا ما تتعبش نفسك ، محمد مرتب معايا الرجوع
جلال بعدم فهم : ازاى مش فاهم
محمود : محمد المفروض انه على وصول ، قاللى هيتطمن على اخته و هنرجع سوا انا و هو
جلال بنصف ابتسامة : محمد ما جابليش سيرة
محمود بمرح : مش عارف بقى ، انتو قرايب و بينكم و بين بعض
جلال باستغراب : طب و لما انت هتستنى محمد ، اومال بتقول انك هتمشى ازاى
محمود : لا ، انا اقصد امشى رجليا فى الجو النضيف ده شوية على ما محمد يوصل
ليأخذه جلال فى جولة سريعة بالمزرعة حتى وصل اليهم محمد
و ما ان وصل محمد حتى احتضن فؤادة بمرح كالعادة و اخذ يطمئن على حالى كتفها و ذراعها من محمود
و دعتهم فؤادة لتناول الغداء ، فجلسوا جميعا فى جو يعمه المرح و الدفء فى آن و احد
محمد : حبيبة اخوكى … طبعا هتحضرى العقيقة بتاعة زهرة يوم الاتنين اللى جاى ان شاء الله
فؤادة بتأكيد : طبعا ، و انا اقدر اتاخر
محمد بمرح : ده بعد اذن سعادتك يا جلال باشا طبعا
جلال : و مين قال لك انى هسيبها تيجى لوحدها ، رجلى على رجلها طبعا لتنظر فؤادة الى الطبق امامها فى و جل لتقول سلوى : و انا يا ماما عاوزة اجى معاكى اشوف النونو
محمد : طبعا يا سلوى ، دى طنط عايشة موصيانى عليكى انتى و ادهم و ليلى انكم لازم تيجوا و كلكم تبقوا موجودين
لتنظر سلوى الى ابيها و تقول : يعنى هتفضل معانا يا بابا لحد ما نروح سوا
لينظر جلال الى فؤادة و التى وجدها تنظر اليه بفضول انتظارا لرده ، فابتسم و قال : لو مامتك وافقت هفضل معاكم
محمد و هو ينهض من مكانه بعد ان اتم طعامه و وجد ان محمود ايضا انهى طعامه هو الاخر : ياللا يا محمود نغسل ايدينا عشان نشرب القهوة و نطير عشان نلحق الطريق قبل الضلمة
فؤادة بانتباه : هو ايه اصله ده ، انت ما قعدتش معايا اصلا
محمد : حبيبتى انا جيت بس عشان اتطمن على كتفك ، و اعزمك على العقيقة
فؤادة : و هو انا محتاجة عزومة ، عشان تجينى لحد هنا ، ده ما يجيش على المشوار ، كنت كلمنى فى التليفون و خلاص بقى احسن
محمد و هو ينظر لجلال بمرح : ادى اخرتها ، خيرا تعمل شرا تلقى ، شكلى بنطرد
جلال بضحك : يا حبيبى ده بيتك ماتقولش كده ، بس حاول تنجز عشان تلحق طريقك
لينظر محمد الى جلال بسماجة و يقول : على فكرة انا ممكن ابات عادى
جلال : و هتسيب مراتك و بنتك لوحدهم ، ما ينفعش طبعا
محمد : امى و اخواتى معاها
جلال : لا .. بس برضة مهما ان كان وجودك اهم
كانت فؤادة تنظر لهم اثناء حديثهم باستغراب ، و لكنها لاحظت ان هنالك الفة جديدة بين جلال و محمد لم تكن موجودة مسبقا ، و ارجحت ذلك الى خطبة عارف و نهاد ، و انه ربما توطدت علاقتهما اثناء الخطبة
و انتبهت على محمد و هو بيقول لها : جوزك اللى مش عاوزنى اقعد اهو
جلال : يا ابنى لمصلحتك صدقنى ، عشان مراتك ماتزعلش منك
لينظر محمد الى فؤادة قائلا : خلى حد بقى يعمللنا القهوة عشان امشى قبل ما عايشة تزعل منى بصحيح
محمود بعد ان غسل يديه : لأ .. حد ايه ، انا عاوز فنجان قهوة زى بتاع الصبح ، مدام فؤادة كانت عملاه بنفسها بس ايه يا ابنى حكاية
محمد و هو يقبل رأس فؤادة : انت هتقوللى يا ابنى ، ما انا عارفها ، ياللا يا دودو فنجانين قهوة حلوين كده قبل ما امشى
جلال بوجوم : خليهم تلاتة من فضلك يا فؤادة ، و تعمد ان ينطق اسمها بتوضيح و هو ينظر لمحمد شزرا
و بعد انصراف فؤادة للداخل دون اى تعليق ، اقترب جلال من اذن محمد و هو يقول بتوبيخ : ما حبكش يعنى الدلع قدام حد غريب .. نلم نفسنا شوية
ليحتضنه محمد بمرح قائلا : حمدلله على السلامة يا جوز الغالية ، كده تبقى وصلت ارض المطار بسلامة الله
جلال بابتسامة محببة : لا ما انا شكلى وصلت من بدرى ، بس التوهة كانت واخدانى لبعيد حبتين تلاتة
تابع من هنا: جميع فصول رواية فؤادة بقلم ميمى عوالى
تابع أيضا: جميع فصول رواية الفريسة والصياد بقلم منال سالم
تابع من هنا: جميع فصول رواية اماريتا بقلم عمرو عبدالحميد
تابع أيضاً: جميع فصول رواية انتقام اثم بقلم زينب مصطفى
تابعوا صفحتنا على الفيس بوك للمزيد من روايات مصرية كاملة
اقرأ أيضا: رواية شرسة ولكن بقلم لولو طارق
إرسال تعليق
يسعدنا تلقي اقتراحاتك أو تعليقك هنا